
"الأعشى الكبير".. شاعر من "منفوحة" لُقب بشاعر الملوك
وُلد الأعشى في بلدة منفوحة -جنوبي مدينة الرياض حاليًا- تقريبًا عام 570م، ونشأ في بيئة لغوية وثقافية غنية، تأثّر فيها بخاله الشاعر المسيّب بن علس، قبل أن يبدأ رحلاته إلى الحيرة واليمن والشام والبحرين، بحثًا عن المجد الأدبي.
ولقّب بـ"الأعشى" لضعف بصره، لكنه أبصر ببصيرته الشعرية ما عجزت عنه العيون، فكان شعره جزلًا سهلًا ممتنعًا، واضح المعنى، يجمع بين الغنائية الرقيقة، والواقعية الحيّة، وبلغ به تأثيره أن لقّبه العرب بـ"صنّاجة العرب" لعذوبة صوته حين ينشد شعره.
ومن أشهر أبياته التي تداولها الرواة:
ودّعْ هريرةَ إنّ الركبَ مرتحلُ
وهلْ تُطيقُ وداعًا أيّها الرجلُ
وقد روى كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني و"الشعراء" لابن قتيبة قصة الأعشى مع الملك النعمان بن المنذر، حين قصد بلاطه مادحًا فقال:
أرقتُ وما هذا السُهادُ المؤرِّقُ
وما بيَ من سُقمٍ وما بيَ معشَقُ
ولكن عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ
إذا عوى وصوتُ إنسانٍ ففارَقُ
فأُعجب النعمان بشعره وأكرمه، لتتكرّس بذلك صورة الأعشى شاعرًا للملوك، وعده النقّاد من طبقة فحول الشعراء الجاهليين، إلى جانب "امرئ القيس، وزهير، والنابغة"، وهو من أشعر شعراء عصره.
وخلدت مؤلفات التراث ديوانه في كتب مثل: "الأغاني"، و"العقد الفريد"، و"طبقات فحول الشعراء".
ويُورد "ديوان الأعشى الكبير"، في تحقيق الدكتور محمد حسين، نماذج من شعره حين تقدّم به السن، وامتاز شعره بالطابع القصصي، وصياغته التي اتّخذت في كثير من الأحيان طابع الحوار، بأسلوب لا يكاد يُضاهيه فيه إلا امرؤ القيس، جامعًا بين البنية السردية، والعاطفة الصادقة.
وشكلت شخصية الأعشى إحدى العلامات الراسخة في وجدان الثقافة العربية، وقد أعادت وزارة الثقافة إحياء إرثه، بتنظيم فعاليات ثقافية في حي منفوحة التاريخي بالرياض، شملت قراءات شعرية، وعروضًا فنية، وندوات أدبية، ضمن جهودها في إبراز الرموز الثقافية الوطنية، في إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وسيظل الأعشى، ابن منفوحة، رمزًا شعريًا خالدًا، لم تحجبه عيناه عن رؤية الجمال، فبصيرته كانت مرآة عصره، وكلماته ستبقى مصدر إلهام للشعراء والدارسين، بما فيها من جزالة وبلاغة، وعمق إنساني صادق.
1
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
الخمعلي في جلسة نقاش وحفل توقيع ضمن "موسم تشكيل"
في أجواء ثقافية ثرية، يستضيف "مقهى تشكيل" اليوم الكاتب مرضي الخمعلي، ضمن فعاليات "مسار انعكاسات" في موسم تشكيل 2025، وذلك في مجمع جالاكسي لايف بالرياض. تحمل الفعالية عنوان "على أثر خفاف"، وتتضمن جلسة مناقشة وحفل توقيع كتاب، حيث يغوص الخمعلي في تأملات عميقة حول الإبل ودورها المحوري في الثقافة والتراث العربي، منذ استئناس الجمل في عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى إعلان عام 2024 عام الإبل. وتفتح الفعالية نافذة على الإرث الحضاري العربي، وتسلط الضوء على حضور الإبل في الذاكرة الجماعية، والرمزية التي اكتسبتها عبر القرون. وعرف الأستاذ والباحث مرضي الخمعلي، باهتمامه العميق بالهوية الثقافية والبيئة الصحراوية، وله العديد من الدراسات والمقالات التي تستلهم من التراث العربي وتوثق حياة البادية وعلاقة الإنسان بالإبل. ويمتاز بأسلوبه الذي يمزج بين السرد الأدبي والبحث التاريخي، مما جعله أحد الأصوات المميزة في المشهد الثقافي السعودي.


الرجل
منذ 3 ساعات
- الرجل
كيف منح «Superfan» المشجعين فرصة العمر في كأس العالم الإلكترونية 2025؟
وسط أجواء حماسية غير مسبوقة وألوان أعلام تملأ ساحات بوليفارد رياض سيتي، شهدت الرياض حدثًا عالميًا رسخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لتنظيم البطولات الكبرى. جمع "كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025" أكثر من 2000 مشجع من 66 دولة ضمن مبادرة "Superfan" التي أطلقتها مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. لم تكن المبادرة مجرد دعوة للحضور، بل رحلة متكاملة من الشغف والانتماء، إذ تحوّل المشجعون إلى سفراء لفرقهم ومجتمعاتهم، حاملين ثقافات وألوانًا وتقاليد امتزجت في لوحة عالمية نابضة بالحياة بالعاصمة الرياض. اقرأ أيضًا: فوز سعودي بارز في الأسبوع الخامس من كأس العالم للرياضات الإلكترونية كأس عالمية بتنوع غير مسبوق شارك في البطولة أكثر من 2000 لاعب من أكثر من 100 دولة، ما جعلها حدثًا عالميًا متكامل الأركان، وكما في الرياضات التقليدية، تتميز الرياضات الإلكترونية بقاعدة جماهيرية واسعة وفرق ذات هويات بصرية مميزة، ومجتمعات رقمية نشطة تعكس الشغف والانتماء. وضم كل فريق لاعبين محترفين ومواهب صاعدة، طبقوا استراتيجيات معقدة وخاضوا مواجهات حاسمة أمام أعين جماهير تهتف وتدعم بلا توقف. وبجميع المقاييس، أثبتت البطولة أن الرياضات الإلكترونية رياضة حقيقية تستعد لتصدر مشهد الترفيه العالمي. «Superfan».. فكرة ولدت من الشغف وبرنامج "Superfan" هو مبادرة فريدة من نوعها، صُمم خصيصًا لتكريم أكثر المشجعين وفاءً في عالم الرياضات الإلكترونية. وتقول مديرة برنامج Superfan في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية أيسيل أحمدوفا: "رؤيتنا واضحة: نريد أن نمنح النخبة من جماهير الرياضات الإلكترونية فرصة دعم أنديتهم من قلب الحدث، وتمثيل مجتمعاتهم بطريقة مميزة، مع تجارب لا تنسى". ولم يقتصر البرنامج على تذاكر دخول، بل قدم ترتيبات سفر متكاملة، وتجارب حصرية، ولقاءات مباشرة مع اللاعبين، وجولات خاصة في مواقع البطولة، في تعاون وثيق مع 44 ناديًا من أندية الرياضات الإلكترونية حول العالم. بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية - المصدر: @EWC_EN: من الصين إلى أمريكا الجنوبية.. ألوان العالم في الرياض واستضاف برنامج "Superfan" مشجعين من الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وآسيا، مما أضفى على البطولة بعدًا ثقافيًا غنيًا. ففي كل زاوية من بوليفارد رياض سيتي، كانت هناك أعلام ترفرف، وأهازيج بلغات مختلفة، ولافتات تشجع فرقًا من قارات متعددة. وتقول أحمدوفا: "عندما أسير في أرجاء بوليفارد، أشعر أنني أمام لوحة حية من الألوان والوجوه واللغات، حيث يلتقي الشغف بالهوية الرياضية". أكثر من مجرد حضور للمباريات وتُعد الميزة الأبرز في برنامج "Superfan" هي أنه لم يكن مجرد حضور للمباريات، بل تجربة متكاملة. حيث حصل المشجعون على: "ترتيبات سفر وإقامة، ومقابلات مع اللاعبين المفضلين، وجولات خاصة خلف الكواليس، وفرص للمشاركة في الحملات الترويجية لفرقهم". كما أن الأندية المشاركة هي من اختارت مشجعيها، تقديرًا لولائهم وشغفهم، ما جعل العلاقة بين الفريق والمشجع أكثر قربًا وإنسانية. الأثر على الفرق والمنافسات أعطى وجود المشجعين في موقع البطولة الفرق ميزة تنافسية واضحة، إذ رفع من حماس اللاعبين وأشعل أجواء المباريات. وحتى الفرق القادمة من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجدت نفسها أمام دعم جماهيري حار، رغم بعد جماهيرها الأصلية عن موطنها. وغيّر هذا التفاعل المباشر بين المشجعين واللاعبين قواعد اللعبة في الرياضات الإلكترونية، حيث لم يعد الجمهور مجرد متابع عبر الإنترنت، بل أصبح جزءًا من صناعة الفوز. المشجعين في موقع البطولة - المصدر: @EWC_EN التبادل الثقافي.. لغة موحدة اسمها الشغف ولم يكن الحدث مجرد بطولة، بل مهرجانًا للتنوع الثقافي. فالمشجعون جاؤوا حاملين أعلام بلدانهم، وأهازيجهم الخاصة، وملابس تعكس هوية فرقهم. وفي ساحات البوليفارد، تبادلوا الهتافات والابتسامات وحتى الأكلات التقليدية، ليشكلوا جسرًا بين الثقافات تحت مظلة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. وتصف مديرة برنامج Superfan في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية هذه اللحظات قائلة: "المشجعون يصلون كأفراد، لكنهم يغادرون كسفراء لفرقهم وبلدانهم، حاملين معهم ذكريات لا تُنسى". اقرأ أيضًا: Spofec تحول رولز رويس كولينان إلى سيارة رياضية بأداء وأبعاد جديدة برنامج «Superfan».. تغيير لمفهوم السفر الرياضي حوّل برنامج "Superfan" مشاركة المشجعين في البطولة إلى تجربة إنسانية استثنائية، تجاوزت حدود المدرجات وملاعب المنافسات. فبالنسبة للعديد من الحضور، لم تكن هذه مجرد أول رحلة دولية في حياتهم فحسب، بل كانت بوابة لاكتشاف عالم جديد، حيث أتاحت لهم الأجواء الفريدة للبطولة فرصة العيش في بوتقة ثقافية عالمية، حيث امتزجت الألعاب الإلكترونية بجولات استكشافية لأبرز معالم الرياض، وفعاليات ترفيهية مبتكرة. ولكن القيمة الحقيقية لهذه التجربة تجلّت في تلك اللحظات الإنسانية الفريدة التي تحول فيها غرباء من مختلف القارات إلى أصدقاء، وارتبطت ذكرياتهم ليس فقط بالمنافسات، بل بتلك المشاعر الإنسانية العميقة التي ولّدتها الرحلة. وأثبت برنامج "Superfan" أن الرياضات الإلكترونية قادرة على صنع سياحة عاطفية فريدة، تترك أثرًا لا يمحى في قلوب المشاركين، وتعيد تعريف مفهوم السفر الرياضي العالمي. إعادة تعريف العلاقة بين الجماهير والرياضة الإلكترونية اعتاد كثير من المشجعين على متابعة المنافسات عبر الإنترنت، لكن برنامج "Superfan" غيّر هذه المعادلة، حيث أصبح الآن بإمكان المشجعين الجلوس في مدرجات البطولة، ومشاهدة ردود فعل اللاعبين مباشرة، والتفاعل معهم قبل وبعد المباريات، بالإضافة إلى التقاط الصور وتبادل القصص معهم. وجعلت هذه التجربة الجماهير تشعر بقرب أكبر من نجومها، وهو ما لم يكن ممكنًا قبل سنوات قليلة. LA LEVIANETA EN ARABIA 🇸🇦 Se viene el tercer mapa del LCQ de COD WARZONE y nuestros fans están dándolo todo 💙#goLEV #EWC2025 — LEVIATAN (@LeviatanGG) August 8, 2025 الأندية شريك أساسي في التجربة نجاح برنامج "Superfan" لم يكن ليحدث لولا التعاون مع 44 ناديًا من أندية الرياضات الإلكترونية، والذين ساهموا في ترشيح المشجعين الأكثر ولاءً، وتنظيم حملات ومسابقات لضمان حضورهم، وكذلك إشراكهم في أنشطة النادي قبل البطولة. وخلق هذا التعاون رابطة أوثق بين الأندية وجماهيرها، وأعطى المشجعين شعورًا بالانتماء الحقيقي. المرحلة المقبلة.. توسع عالمي تؤكد مديرة برنامج Superfan في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية أيسيل أحمدوفا، أن ما حدث في نسخة 2025 مجرد البداية، وأن هناك خططًا لجعل البرنامج أوسع وأكثر شمولاً. حيث تستعد الجهات المنظمة لتنفيذ خطة شاملة لتعزيز التفاعل مع الجماهير عالميًا، تشمل تنظيم حملات ميدانية في عدة دول قبل بداية الموسم الرياضي، إلى جانب فعاليات محلية تهدف لتعزيز التواصل المباشر مع المشجعين. كما تتضمن الخطة تطوير أنظمة تقييم مستمرة لضمان استمرار الحوار مع القاعدة الجماهيرية على مدار العام، مع التركيز على استقطاب مشجعين جدد من مختلف القارات. مشاركة المشجعين في البطولة إلى تجربة استثنائية مختلفة - المصدر: @gentlemates وتهدف هذه المبادرات إلى خلق تجربة تفاعلية فريدة، حيث يشعر كل مشجع بأن صوته مسموع وشغله محل تقدير على الساحة العالمية، مما يعزز روح الانتماء ويوثق الصلة بين الأندية وجماهيرها حول العالم. اقرأ أيضًا: كارلسن بطل الشطرنج في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض من الرياض إلى العالم تُختتم البطولة بفعاليات مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC2025، الذي يعد الحدث الأبرز لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. ويجمع مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC2025، تحت سقف واحد قادة الرياضات التقليدية والإلكترونية، ورواد صناعة الألعاب، وخبراء الترفيه والتكنولوجيا، بالإضافة إلى كبار المستثمرين وصناع القرار العالميين. وتتحول الرياض خلال أيام المؤتمر إلى ملتقى عالمي يركز على استشراف مستقبل الرياضات الإلكترونية، ويعزز التعاون الاستراتيجي بين مختلف القطاعات، حيث يطرح مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC2025، رؤى مبتكرة تحدد مسار الصناعة للسنوات المقبلة، مع توفير فرص استثنائية لإبرام الشراكات العالمية وتبادل الخبرات بين المشاركين. برنامج «Superfan».. الجمهور يصنع تاريخ الرياضات الإلكترونية لم يكن برنامج "Superfan" مجرد حملة ترويجية عابرة، بل مثّل ثورة حقيقية في مفهوم التفاعل الجماهيري مع عالم الرياضات الإلكترونية. حيث نجحت العاصمة السعودية الرياض، من خلال مزيجها الفريد من الشغف العابر للحدود، والتنوع الثقافي، والتجارب التفاعلية الحية، في إثبات أن هذه الرياضات ليست مجرد منافسات افتراضية، بل تحولت إلى ظاهرة إنسانية عالمية تذوب فيها الفروقات. ومع استعداد العالم لاستقبال نسخ موسعة من البطولة، ستظل نسخة 2025 علامة فارقة في التاريخ، حيث أثبتت أن الجمهور لم يعد مجرد متفرج، بل أصبح شريكًا أساسيًا في صياغة اللحظات التاريخية وكتابة سطور المجد في تاريخ الرياضات الإلكترونية.


الرجل
منذ 4 ساعات
- الرجل
برنامج «Superfan» يمنح المشجعين الأكثر وفاءً فرصة العمر في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
وسط أجواء حماسية غير مسبوقة وألوان أعلام تملأ ساحات بوليفارد رياض سيتي، شهدت الرياض حدثًا عالميًا رسخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لتنظيم البطولات الكبرى. جمع "كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025" أكثر من 2000 مشجع من 66 دولة ضمن مبادرة "Superfan" التي أطلقتها مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. لم تكن المبادرة مجرد دعوة للحضور، بل رحلة متكاملة من الشغف والانتماء، إذ تحوّل المشجعون إلى سفراء لفرقهم ومجتمعاتهم، حاملين ثقافات وألوانًا وتقاليد امتزجت في لوحة عالمية نابضة بالحياة بالعاصمة الرياض. اقرأ أيضًا: فوز سعودي بارز في الأسبوع الخامس من كأس العالم للرياضات الإلكترونية كأس عالمية بتنوع غير مسبوق شارك في البطولة أكثر من 2000 لاعب من أكثر من 100 دولة، ما جعلها حدثًا عالميًا متكامل الأركان، وكما في الرياضات التقليدية، تتميز الرياضات الإلكترونية بقاعدة جماهيرية واسعة وفرق ذات هويات بصرية مميزة، ومجتمعات رقمية نشطة تعكس الشغف والانتماء. وضم كل فريق لاعبين محترفين ومواهب صاعدة، طبقوا استراتيجيات معقدة وخاضوا مواجهات حاسمة أمام أعين جماهير تهتف وتدعم بلا توقف. وبجميع المقاييس، أثبتت البطولة أن الرياضات الإلكترونية رياضة حقيقية تستعد لتصدر مشهد الترفيه العالمي. «Superfan».. فكرة ولدت من الشغف وبرنامج "Superfan" هو مبادرة فريدة من نوعها، صُمم خصيصًا لتكريم أكثر المشجعين وفاءً في عالم الرياضات الإلكترونية. وتقول مديرة برنامج Superfan في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية أيسيل أحمدوفا: "رؤيتنا واضحة: نريد أن نمنح النخبة من جماهير الرياضات الإلكترونية فرصة دعم أنديتهم من قلب الحدث، وتمثيل مجتمعاتهم بطريقة مميزة، مع تجارب لا تنسى". ولم يقتصر البرنامج على تذاكر دخول، بل قدم ترتيبات سفر متكاملة، وتجارب حصرية، ولقاءات مباشرة مع اللاعبين، وجولات خاصة في مواقع البطولة، في تعاون وثيق مع 44 ناديًا من أندية الرياضات الإلكترونية حول العالم. بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية - المصدر: @EWC_EN: من الصين إلى أمريكا الجنوبية.. ألوان العالم في الرياض واستضاف برنامج "Superfan" مشجعين من الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وآسيا، مما أضفى على البطولة بعدًا ثقافيًا غنيًا. ففي كل زاوية من بوليفارد رياض سيتي، كانت هناك أعلام ترفرف، وأهازيج بلغات مختلفة، ولافتات تشجع فرقًا من قارات متعددة. وتقول أحمدوفا: "عندما أسير في أرجاء بوليفارد، أشعر أنني أمام لوحة حية من الألوان والوجوه واللغات، حيث يلتقي الشغف بالهوية الرياضية". أكثر من مجرد حضور للمباريات وتُعد الميزة الأبرز في برنامج "Superfan" هي أنه لم يكن مجرد حضور للمباريات، بل تجربة متكاملة. حيث حصل المشجعون على: "ترتيبات سفر وإقامة، ومقابلات مع اللاعبين المفضلين، وجولات خاصة خلف الكواليس، وفرص للمشاركة في الحملات الترويجية لفرقهم". كما أن الأندية المشاركة هي من اختارت مشجعيها، تقديرًا لولائهم وشغفهم، ما جعل العلاقة بين الفريق والمشجع أكثر قربًا وإنسانية. الأثر على الفرق والمنافسات أعطى وجود المشجعين في موقع البطولة الفرق ميزة تنافسية واضحة، إذ رفع من حماس اللاعبين وأشعل أجواء المباريات. وحتى الفرق القادمة من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجدت نفسها أمام دعم جماهيري حار، رغم بعد جماهيرها الأصلية عن موطنها. وغيّر هذا التفاعل المباشر بين المشجعين واللاعبين قواعد اللعبة في الرياضات الإلكترونية، حيث لم يعد الجمهور مجرد متابع عبر الإنترنت، بل أصبح جزءًا من صناعة الفوز. المشجعين في موقع البطولة - المصدر: @EWC_EN التبادل الثقافي.. لغة موحدة اسمها الشغف ولم يكن الحدث مجرد بطولة، بل مهرجانًا للتنوع الثقافي. فالمشجعون جاؤوا حاملين أعلام بلدانهم، وأهازيجهم الخاصة، وملابس تعكس هوية فرقهم. وفي ساحات البوليفارد، تبادلوا الهتافات والابتسامات وحتى الأكلات التقليدية، ليشكلوا جسرًا بين الثقافات تحت مظلة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. وتصف مديرة برنامج Superfan في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية هذه اللحظات قائلة: "المشجعون يصلون كأفراد، لكنهم يغادرون كسفراء لفرقهم وبلدانهم، حاملين معهم ذكريات لا تُنسى". اقرأ أيضًا: Spofec تحول رولز رويس كولينان إلى سيارة رياضية بأداء وأبعاد جديدة برنامج «Superfan».. تغيير لمفهوم السفر الرياضي حوّل برنامج "Superfan" مشاركة المشجعين في البطولة إلى تجربة إنسانية استثنائية، تجاوزت حدود المدرجات وملاعب المنافسات. فبالنسبة للعديد من الحضور، لم تكن هذه مجرد أول رحلة دولية في حياتهم فحسب، بل كانت بوابة لاكتشاف عالم جديد، حيث أتاحت لهم الأجواء الفريدة للبطولة فرصة العيش في بوتقة ثقافية عالمية، حيث امتزجت الألعاب الإلكترونية بجولات استكشافية لأبرز معالم الرياض، وفعاليات ترفيهية مبتكرة. ولكن القيمة الحقيقية لهذه التجربة تجلّت في تلك اللحظات الإنسانية الفريدة التي تحول فيها غرباء من مختلف القارات إلى أصدقاء، وارتبطت ذكرياتهم ليس فقط بالمنافسات، بل بتلك المشاعر الإنسانية العميقة التي ولّدتها الرحلة. وأثبت برنامج "Superfan" أن الرياضات الإلكترونية قادرة على صنع سياحة عاطفية فريدة، تترك أثرًا لا يمحى في قلوب المشاركين، وتعيد تعريف مفهوم السفر الرياضي العالمي. إعادة تعريف العلاقة بين الجماهير والرياضة الإلكترونية اعتاد كثير من المشجعين على متابعة المنافسات عبر الإنترنت، لكن برنامج "Superfan" غيّر هذه المعادلة، حيث أصبح الآن بإمكان المشجعين الجلوس في مدرجات البطولة، ومشاهدة ردود فعل اللاعبين مباشرة، والتفاعل معهم قبل وبعد المباريات، بالإضافة إلى التقاط الصور وتبادل القصص معهم. وجعلت هذه التجربة الجماهير تشعر بقرب أكبر من نجومها، وهو ما لم يكن ممكنًا قبل سنوات قليلة. LA LEVIANETA EN ARABIA 🇸🇦 Se viene el tercer mapa del LCQ de COD WARZONE y nuestros fans están dándolo todo 💙#goLEV #EWC2025 — LEVIATAN (@LeviatanGG) August 8, 2025 الأندية شريك أساسي في التجربة نجاح برنامج "Superfan" لم يكن ليحدث لولا التعاون مع 44 ناديًا من أندية الرياضات الإلكترونية، والذين ساهموا في ترشيح المشجعين الأكثر ولاءً، وتنظيم حملات ومسابقات لضمان حضورهم، وكذلك إشراكهم في أنشطة النادي قبل البطولة. وخلق هذا التعاون رابطة أوثق بين الأندية وجماهيرها، وأعطى المشجعين شعورًا بالانتماء الحقيقي. المرحلة المقبلة.. توسع عالمي تؤكد مديرة برنامج Superfan في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية أيسيل أحمدوفا، أن ما حدث في نسخة 2025 مجرد البداية، وأن هناك خططًا لجعل البرنامج أوسع وأكثر شمولاً. حيث تستعد الجهات المنظمة لتنفيذ خطة شاملة لتعزيز التفاعل مع الجماهير عالميًا، تشمل تنظيم حملات ميدانية في عدة دول قبل بداية الموسم الرياضي، إلى جانب فعاليات محلية تهدف لتعزيز التواصل المباشر مع المشجعين. كما تتضمن الخطة تطوير أنظمة تقييم مستمرة لضمان استمرار الحوار مع القاعدة الجماهيرية على مدار العام، مع التركيز على استقطاب مشجعين جدد من مختلف القارات. مشاركة المشجعين في البطولة إلى تجربة استثنائية مختلفة - المصدر: @gentlemates وتهدف هذه المبادرات إلى خلق تجربة تفاعلية فريدة، حيث يشعر كل مشجع بأن صوته مسموع وشغله محل تقدير على الساحة العالمية، مما يعزز روح الانتماء ويوثق الصلة بين الأندية وجماهيرها حول العالم. اقرأ أيضًا: كارلسن بطل الشطرنج في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض من الرياض إلى العالم تُختتم البطولة بفعاليات مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC2025، الذي يعد الحدث الأبرز لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. ويجمع مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC2025، تحت سقف واحد قادة الرياضات التقليدية والإلكترونية، ورواد صناعة الألعاب، وخبراء الترفيه والتكنولوجيا، بالإضافة إلى كبار المستثمرين وصناع القرار العالميين. وتتحول الرياض خلال أيام المؤتمر إلى ملتقى عالمي يركز على استشراف مستقبل الرياضات الإلكترونية، ويعزز التعاون الاستراتيجي بين مختلف القطاعات، حيث يطرح مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC2025، رؤى مبتكرة تحدد مسار الصناعة للسنوات المقبلة، مع توفير فرص استثنائية لإبرام الشراكات العالمية وتبادل الخبرات بين المشاركين. برنامج «Superfan».. الجمهور يصنع تاريخ الرياضات الإلكترونية لم يكن برنامج "Superfan" مجرد حملة ترويجية عابرة، بل مثّل ثورة حقيقية في مفهوم التفاعل الجماهيري مع عالم الرياضات الإلكترونية. حيث نجحت العاصمة السعودية الرياض، من خلال مزيجها الفريد من الشغف العابر للحدود، والتنوع الثقافي، والتجارب التفاعلية الحية، في إثبات أن هذه الرياضات ليست مجرد منافسات افتراضية، بل تحولت إلى ظاهرة إنسانية عالمية تذوب فيها الفروقات. ومع استعداد العالم لاستقبال نسخ موسعة من البطولة، ستظل نسخة 2025 علامة فارقة في التاريخ، حيث أثبتت أن الجمهور لم يعد مجرد متفرج، بل أصبح شريكًا أساسيًا في صياغة اللحظات التاريخية وكتابة سطور المجد في تاريخ الرياضات الإلكترونية.