
Tunisie Telegraph من بينها تونس كيف تخطط الصين للاستحواذ على الموانئ الأفريقية
تم تحديد الأولويات الإستراتيجية للصين فيما يتعلق بالموانئ الأجنبية في خطط خمسية وضعتها الحكومة. وتتحدث الخطة الخمسية الحالية (2021-2025) عن 'إطار اتصال مكون من ستة ممرات وستة طرق والعديد من البلدان والموانئ' لتعزيز مبادرة 'طرق الحرير الجديدة'. ثلاثة من هذه الممرات الستة تعبر أفريقيا لتصل إلى شرق أفريقيا (كينيا وتنزانيا)، ومصر، وتونس.
يسلط تقرير الضوء على أن ما يقرب من نصف الموانئ التي بنتها أو تديرها بكين في القارة تتمتع بخصائص مادية وفنية تسمح لها باستيعاب أساطيل البحرية الصينية.
و تشارك الشركات الصينية المملوكة للدولة في 78 ميناء أفريقيًا كممولين أو بنائين أو مشغلين، أو 33٪ من إجمالي البنية التحتية للموانئ في القارة، كجزء من استراتيجية تهدف إلى تعزيز تدفقات التجارة الثنائية وخدمة أهداف جيواستراتيجية مرتبطة بتحول النظام العالمي، وفقًا لتقرير نشره يوم الاثنين 10 مارس 2025 المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية (CESA).
ويحدد التقرير، الذي يحمل عنوان 'رسم خرائط تطوير الموانئ الاستراتيجية للصين في أفريقيا'، أن مشاريع تطوير الموانئ التي تشارك فيها بكين في القارة تقع في 32 دولة، مع التركيز بشكل خاص على غرب أفريقيا (35 ميناء) مقارنة بـ 17 في شرق أفريقيا، و15 في جنوب أفريقيا، و11 في شمال أفريقيا.
إن الوجود الصيني في قطاع الموانئ في أفريقيا أكبر بكثير من أي مكان آخر في العالم. وعلى سبيل المقارنة، تضم أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 10 موانئ قامت الصين ببنائها أو تمويلها أو تشغيلها، في حين تضم الدول الآسيوية 24 موانئ.
وفي بعض الموانئ الأفريقية، تهيمن الشركات الصينية المملوكة للدولة على جميع الحلقات في سلسلة تطوير الموانئ، من التمويل إلى البناء، بما في ذلك التشغيل والمساهمة. فالتكتلات القوية مثل شركة إنشاءات الاتصالات الصينية (CCCC) تفوز بالعقود كمقاولين رئيسيين قبل منح العقود من الباطن لشركات تابعة مثل شركة هندسة الموانئ الصينية (CHEC)، في حين تحرص على تعبئة الأموال اللازمة لبناء الميناء والسيطرة على الأسهم فيه في وقت لاحق.
وهذا هو، من بين أمور أخرى، حالة أحد أكثر الموانئ ازدحاما في غرب أفريقيا، وهو ميناء ليكي للبحر العميق في نيجيريا. كانت CHEC مسؤولة عن الهندسة والبناء. وحصلت نفس الشركة أيضًا على قرض من بنك التنمية الصيني لتمويل العمل، قبل أن تحصل على حصة 54% في الميناء الذي تديره بموجب عقد إيجار مدته 16 عامًا.
كما يؤكد التقرير أن حرص الصين على الانخراط بشكل أو بآخر في مشاريع الموانئ في القارة هو جزء من استراتيجية تحقق الأهداف الاقتصادية والجيواستراتيجية. أولا، تكسب الصين ما يصل إلى 13 دولارا من العائدات التجارية مقابل كل دولار يستثمر في الموانئ الأفريقية، وفقا لتقديرات شركة برايس ووترهاوس كوبرز الاستشارية. لكن الشركة التي لديها عقد إيجار تشغيلي أو اتفاقية امتياز لا تجني الإيرادات من جميع التجارة التي تمر عبر ذلك الميناء فحسب، بل يمكنها أيضًا التحكم في الوصول إليه. يحدد المشغل تخصيص الأرصفة، ويقبل أو يرفض المكالمات، ويمكنه تقديم أسعار وخدمات تفضيلية للسفن والبضائع في بلده.
تجنب التحالفات الجيوسياسية تم تحديد الأولويات الإستراتيجية للصين فيما يتعلق بالموانئ الأجنبية في خطط خمسية وضعتها الحكومة. وتتحدث الخطة الخمسية الحالية (2021-2025) عن 'إطار اتصال مكون من ستة ممرات وستة طرق والعديد من البلدان والموانئ' لتعزيز مبادرة 'طرق الحرير الجديدة'. ثلاثة من هذه الممرات الستة تعبر أفريقيا لتصل إلى شرق أفريقيا (كينيا وتنزانيا)، ومصر، وتونس. ويشكل تطوير الموانئ الأفريقية أيضاً جزءاً أساسياً من استراتيجية 'الانطلاق إلى العالمية' التي تتبناها الصين، وهي مبادرة حكومية تهدف إلى توفير الدعم الحكومي ــ بما في ذلك إعانات الدعم الضخمة ــ للشركات المملوكة للدولة للاستيلاء على أسواق جديدة في الخارج، وخاصة في البلدان النامية.
لكن أهداف بكين لا تقتصر على المجال الاقتصادي والتجاري. إن تواجدها المتنامي في الموانئ الأفريقية يخدم أيضًا طموحات جيواستراتيجية مرتبطة بإعادة تشكيل النظام العالمي الذي يرغب فيه العملاق الآسيوي. ومن بين الموانئ الإفريقية الثمانية والسبعين التي تعمل فيها الشركات الصينية، استضاف 36 منها بالفعل محطات توقف أو مناورات عسكرية أجرتها القوات البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي. وتشمل هذه، من بين موانئ أخرى، موانئ مابوتو (موزمبيق)، ودار السلام (تنزانيا)، ولاغوس (نيجيريا)، وديربان (جنوب أفريقيا)، وبورت جنتيل (الجابون). وهذا يثبت أن هذه الموانئ تتمتع بالخصائص المادية والتقنية اللازمة لاستيعاب الأساطيل البحرية الصينية، مما يجعلها مرشحة محتملة للقواعد البحرية لجيش التحرير الشعبي في المستقبل. وقد تم بالفعل توسيع مشروع تطوير الصين لميناء دوراليه في جيبوتي، والذي تم تقديمه منذ فترة طويلة كمشروع تجاري بحت، في عام 2017 لاستيعاب أول قاعدة عسكرية خارجية للصين. وأشار القائد البحري السابق لجيش التحرير الشعبي وو شينغ لي إلى أن 'نقاط القوة الاستراتيجية البحرية الخارجية' كانت دائمًا تُتصور على أنها 'منصات لبناء وجود صيني متكامل'.
ويشير المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، وهو منظمة ملحقة بوزارة الدفاع الأمريكية، في هذا السياق إلى أن النقاش العام حول البنية التحتية للموانئ التي بنتها أو تديرها الصين في أفريقيا يميل إلى التركيز على التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه الموانئ على النمو الاقتصادي في القارة وعواقبها على الدين العام لبعض البلدان، لكنه لا يتطرق كثيرًا إلى الأبعاد المرتبطة بالسيادة والأمن، مع الإشارة إلى أنه يجب على البلدان الأفريقية قبل كل شيء تجنب التحالفات الجيوسياسية وتعزيز مصالحهم الاستراتيجية الخاصة خلال المفاوضات مع بكين بشأن مشاريع تطوير الموانئ.
*** المصدر (Agence Ecofin)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحراء ميديا
منذ 21 ساعات
- صحراء ميديا
موريتانيا والبنك الإسلامي للتنمية يبحثان تقييم تعاونهم المشترك صحراء ميديا
عقد وزير الاقتصاد والمالية، في الحكومة الموريتانية، سيد أحمد ولد أبُّوه، رفقة محافظ البنك المركزي الموريتاني، محمد الأمين ولد الذهبي، جلسة مباحثات مع نائب رئيس البنك الإسلامي للتنمية المكلف بالعمليات، رامي حمد، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية المنعقدة في الجزائر. وقد تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي بين موريتانيا ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية، حيث استعرض الجانبان حصيلة التدخلات التي قامت بها المجموعة لدعم الاقتصاد الوطني خلال العقود الخمسة الماضية، ودورها في تمويل مشاريع تنموية استراتيجية. كما تطرقت المباحثات إلى ملف إطار التعاون القطري بين موريتانيا والبنك، والذي تصل قيمته إلى مليار دولار، ويُنفذ على مدى ثلاث سنوات. وتم التأكيد على ضرورة الشروع في تقييم هذا الإطار بما يُعزز فرص النجاح، ويعالج التحديات التي قد تعيق تنفيذ المشاريع التنموية، خصوصًا من حيث الجودة والسرعة واحترام الآجال الزمنية. وشدد الجانبان على الالتزام التام بتذليل العقبات التي قد تواجه تنفيذ المشاريع المبرمجة، مؤكدين على أهمية العمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف التنموية المرسومة وتعزيز التعاون الاستراتيجي بين موريتانيا ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية.


بلادي
منذ يوم واحد
- بلادي
ارقام ديون بلاد العالم الآخر تخرج للعلن وتفضح ادعاءات الرئيس ' كذبون'
ارقام ديون بلاد العالم الآخر تخرج للعلن وتفضح ادعاءات الرئيس ' كذبون' بدر سنوسي قال رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، محمد سليمان الجاسر، إن من المتوقع أن تحصل الجزائرعلى قروض بقيمة 3 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم تنفيذ مشاريع تنموية رئيسية. وأضاف الدكتور محمد الجاسر، أن التمويل سيوجه نحو مشاريع من بينها تطوير السكك الحديدية، ضمن خطة ربط المناطق الاقتصادية في الجزائر، وفق ما أكدته وكالة 'رويترز'. ووافق البنك الإسلامي للتنمية على تمويلات تنموية إضافية، تتجاوز قيمتها 1.32 مليار دولار، تهدف لتحفيز النمو الشامل والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ والفرص الاقتصادية في البلدان الأعضاء. وشملت قرارات التمويل الصادرة عن المجلس، ايضا مجموعة من المشاريع المتعلقة بالصحة، والبنى التحتية، والأمن الغذائي، والتدريب المهني، وتوفير المياه، وفق وكالة الأنباء الجزائرية. وحسب الاخبار المتداولة، فقد تم الموافقة على هذه التمويلات خلال الاجتماع الـ 360 لمجلس المديرين التنفيذيين للبنك، المنعقد في إطار فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك التي تنظم بين 19 و22 مايو الحالي بالجزائر. وفي موضوع دي صلة، كانت قناة الجزيرة قد صدمت الجزائر ونشرت بتاريخ 5 يناير 2025 الدين العام في بلاد العالم الآخر والذي فاق 118 مليار دولار … هذا وسبق لموقع ' إنسايدر مونكي ' الشهير بتحليلاته المالية والاقتصادية المتعمقة، وان سلط الضوء في تصنيف حديث، كشف فيه بلغة الأرقام، ان الدين الخارجي في الجزائر بلغ متوسط قيمته 4050.84 مليون دولار أمريكي منذ عام 2007 حتى عام 2024، ووصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق قدره 5859.00 مليون دولار أمريكي في الربع الثالث من عام 2010… ويرى خبراء في الاقتصاد انه بحسب الأرقام الملموسة للموقع الأمريكي، واستنادا إلى بيانات صندوق النقد الدولي، فان هده الحقائق كفيلة بدحض ادعاءات رئيس مزور أصبح متخصصا في الكذب، ويكفي تصريحه الأخير شهر ماي الجاري أثناء زيارته لسلوفينيا، قال فيه إن' الجزائر البلد الأفريقي الوحيد الذي ليس لديه مديونية خارجية وهو مؤشر على قوة الاقتصاد الجزائري'. كما أكد أن الجزائر 'لم ولن تلجأ إلى الديون الخارجية وفاء لشهداء الجزائر' كما أكد الرئيس كذبون، – مرارا – رفضه اللجوء إلى الاستدانة الخارجية معتبرا أنّ هذا الخيار يمثل 'انتحارا سياسيا'، وقال الرئيس في تصريحات إعلامية، مع بداية عهدته الرئاسية إنّ 'صندوق النقد الدولي يتعامل وكأنه يمهد الطريق نحو الاستدانة'، مردفا: 'لن نذهب للاستدانة وهي من المستحيلات. ولن نأخذ البلاد للانتحار السياسي' …. ويبدو انها خرجات لا مسؤولة أصبحت حديث العالم، اجتمع فيها الخبث والنفاق المقرون بالنذالة وقلة المروءة والأخلاق لا تصدر الا من عند عمي كذبون!!


الصحراء
منذ يوم واحد
- الصحراء
نواكشوط: انطلاق النسخة السابعة من معرض المنتوجات الجزائرية
انطلقت -مساء اليوم الخميس في العاصمة نواكشوط- النسخة السابعة لمعرض المنتجات الجزائرية بموريتانيا. وقال وزير التجارة الداخلية وضبط الصادرات الطيب زيتوني إن المعرض يعكس عمق العلاقات بين الجزائر وموريتانيا التي تعرف "تطورا متواصلا". وأشار الوزير إلى أن مثل هذه التظاهرات من شأنها "توطيد جسور المودة والتقارب والشراكة بين البلدين الشقيقين". وأضاف الوزير زيتوني أن البلدين يسعيان لترجمة الإرادة السياسية المشتركة لتوطيد هذه العلاقة التاريخية في المجالات الاقتصادية، مشيراً إلى تسجيل نقلة نوعية في المبادلات التجارية. ارتفاع صادرات الجزائر نحو موريتانيا.. وزير ضبط الصادرات الجزائري أكد أن صادرات بلاده نحو موريتانيا ارتفعت بشكل محسوس في السنوات الأخيرة. واستطرد بالقول أنه: "بفضل هذه النقلة تمثل الجزائر الآن 30 بالمائة من المبادلات الخارجية لموريتانيا. وأشار الوزير إلى حاجة البلدين إلى اعتماد آليات جديدة من شأنها بناء قاعدة صلبة للتعاون الاقتصادي المستدام وفق مبدأ رابح-رابح. أهمية طريق تيندوف- أزويرات.. الوزير الجزائري أكد أهمية الطريق الرابط بين تيندوف وأزويرات, الذي تتكفل الجزائر بإنجازه على مسافة 850 كيلومتر وبقيمة تقارب مليار دولار. وأكد زيتوني أن هذا المشروع "ما هو إلا تعبير فعلي وميداني على الإرادة القوية للجزائر لتعزيز علاقتها مع موريتانيا".