
هالة نعمان عاشور تتحدث عن والدها رائد المسرح الواقعى المصرى
يعتبر نعمان عاشور أحد أهم رواد نهضة المسرح المصرى بعد ثورة يوليو.. هذه النهضة التى قاد عاشور بشائرها منذ الخمسينات وتم تدشينها كفترة ذهبية تدين بفضل كبير فى تحققها لهذا الرائد المسرحـــــى العظيم.. الذى كتب مسرحيات خالدة فى تاريخ المسرح المصرى، رصدت الواقع الاجتماعى والتغيرات السياسية والاجتماعية التى مرت بها مصر عقب الثورة مثل الناس اللى تحت والناس اللى فوق و عيلة الدوغرى وغيرها... عـــن هــــــذا الــرائد الكبير.. عاشق المسرح الذى أسهم فى بناء كثير من لبناته..تحدثنا ابنته الكاتبة والمؤلفة الدرامية هالة نعمان عاشور.
بدأت هالة نعمان عاشور حديثها عن نشأة أبيها الأولى فى بلدته ميت غمر بالدقهلية قائلة:
كان جد أبى قاضيا شرعيا.. وفى بيته نشأ نعمان عاشور، وعاش طفولة سعيدة فى بيت عز، به مكتبة تحتل ثلاث غرف، وكانت له عمات يحضرون لهن مدرسا للغة العربية وشيخا لتحفيظ القرآن الكريم، ويجلس هو معهن يكتب ويقرأ ويتعلم ويحفظ آيات الذكر الحكيم، ولذلك دخل والدى إلى مكتبة جده الكبيرة مبكرا يقرأ كثيرا فى كل المجالات، أما أبوه فقد كان رجلا عاشقا للفن ورث ثروة عن أبيه، وهو أول شخص فى ميت غمر اشترى سيارة كان ينتقل بها بين القاهرة وميت غمر حيث يدير أملاكه.. هذا الرجل.. والد نعمان عاشور - عشق المسرح وداوم على مشاهدة مسرحيات الريحانى وعلى الكسار، وكان أحد رواد مسارح شارع عماد الدين.. ومعه حضر أبى أغلب مسرحيات ذلك العصر، وشغف بفن المسرح شغفا شديدا لدرجة أنه كان يعود من المسرح، وقد حفظ حوار المسرحية التى شاهدها وحفظ مشاهدها، ويحاول أن يمثلها مع إخوته فوق سطح منزلهم، وفى طفولته أيضا كان والده يستضيف فنانى السيرك فى أرض فضاء يملكها بميت غمر.. يؤدون أكروبات وألعابا كثيرة.. لكن أبى لم يحب هذه الأكروبات ولم ينبهر بها بل كان يبكى حين يشاهدها، ولكن الذى لفت نظره وأثر فيه كثيرا فى طفولته هو شخصية البلياتشو.
مسرح.. الناس
وتضيف هالة نعمان عاشور: بعد أن انتهى والدى من دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق لكنه لم يتحمل الدراسة بها أكثر من أسبوعين، وفكر فى التحويل لكلية الآداب، وكان قد حصل فى الثانوية على درجات عالية فى اللغة الإنجليزية، ونصحه صديق له أن يسعى لمقابلة طه حسين عميد كلية الآداب وقتها لكى يتمكن من التحويل وهو ما حدث بالفعل، وبالمناسبة وفى أثناء دراسته بكلية الآداب وبسبب مواقف سياسية تعرض د. طه حسين لمحاولة اعتداء.. فانبرى الطالب نعمان عاشور للدفاع عن عميد الأدب العربى، وكان واحدا من الطلبة الذين يقومون على حراسته أثناء دخوله الكلية أو خروجه منها، وهذه الفترة - فترة دراسته بكلية الآداب - كانت مرحلة ثرية جدا فى حياة أبى، فقد سمحت له أن يتعرف على الأدب العالمى والمسرح، وقرأ فيهما كثيرا وتعرف بأستاذ أجنبى هو دكتور هاف الذى درس له فى الفرقة الأولى والثانية، وفتح مداركه على قراءة وتفسير الشعر بطريقة بها حس اشتراكى، وتأثر فى تلك الفترة كثيرا بشعر شيللى، وكان الطالب نعمان عاشور متميزاً فى تحليل الشعر والدراما لكنه كان يفتقد إلى كتابة القواعد أو الجرامر، وقال بعدها إنه انفتح له باب دراسة الدراما والشعر وكانا من أهم ما تأثر به فى دراسته للمسرح..
فى تلك الفترة بدأ طريق ومنهج نعمان عاشور فى التشكل، فلم يحب المبالغات والانفعالات فى مسرح يوسف وهبى وبدأ اتجاهه الاشتراكى والواقعى، وهو الاتجاه الذى كان موجودا فى الأدب والفن التشكيلى، فقرر أن يكتب مسرحا للناس.. يستطيعون فهمه جيدا بلغة تنم عن الاحترام.. وبسبب هذا التوجه تعرض لانتقاد من د. طه حسين لكنه صمم أن يكتب بلغة راقية تصل إلى الطبقات الشعبية.. وفى تلك الفترة كان المسرح ينافس السينما فى محاولة الوصول للناس، وقد انتقل نعمان عاشور وقتها للسكن فى الجيزة منتقلا من سكنه فى حى السيدة حيث أقام هناك منذ أيام دراسته الجامعية.. وكان من رواد قهوة عبد الله مع عدد غير قليل من المبدعين.. ومن القهوة ومن احتكاكه اليومى بالناس راقب الطبقات الشعبية جيدا.
ويهمنى هنا أن أقول إن أبى وجيله تأثروا كثيرا بالفكر الاشتراكى وباليسار المصرى، وأشير أيضا إلى أن أبى تأثر بتشيكوف و تولستوى وجوركى وبالأدب الروسى الواقعى بشكل عام.
أم جوهرة
هنا أسأل هالة نعمان عاشور عن المسرحيات الثلاث الأهم فى مسيرة نعمان عاشور.. عيلة الدوغرى والناس اللى تحت والناس اللى فوق لتجيب:
يمكن اعتبار المسرحيات الثلاث وبالذات عيلة الدوغرى تأريخا مهما للفترة حتى الستينات.. وعيلة الدوغرى التى كانت آخر هذه المسرحيات زمنا تنبأت بانهيار الطبقة الوسطى.. وفى عيلة الدوغرى استلهم أبى شخصية الطواف من شخصية حقيقية عاشت فى بيتهم، وهى أم جوهرة التى كانت تعمل فى بيت جدى لأبى وربت أولاده وكانت تحملهم على كتفيها وهى صغيرة بل إن أغلب شخصيات الدوغرى تأثر أبى فى رسمها بشخصيات إخوته وباقى عائلته، وهو ما ينطبق بشكل ما على مسرحية الناس اللى فوق.. وأحكى هنا حدثا طريفا: فى مسرحية "الناس اللى فوق" دعا نعمان عاشور والدته للفرجة على المسرحية، وحينما شاهدتها قالت له بالحرف الواحد (أنت عملت شخصيتى فى المسرحية.. دى أنا).
تأريخ بالمسرح
وتضيف هالة نعمان عاشور: تفاعل أبى كثيرا مع هنريك ابسن الذى انحاز للناس والطبقات الاجتماعية الفقيرة، ووضع يده على الواقع، وكانت مسرحيته بيت الدمية تجسيدا لهذا الأمر، ولذلك استطاع نعمان عاشور أن يجمع الناس فوق خشبة المسرح بتناول شخصيات من لحم ودم تصطرع حول هموم وقضايا اجتماعية حية وساخنة..وهو قد قرأ واقعه كما قرأ تاريخه واستطاع أن يؤرخ بالدراما.
وبمناسبة التأريخ سألت هالة نعمان عاشور عن حكاية والدها مع الجبرتى لتقول: كان نعمان عاشور مغرما بالجبرتى وصاغ شخصيته فى تمثيلية إذاعية مدتها نصف ساعة، لكن ظل يراوده حلم تقديم الجبرتى كمسرحية، وكتب مسرحية (حملة تفوت.. ولا شعب يموت).. وهى تناقش أوضاع الشعب المصرى فى فترة الحملة الفرنسية، وقد قرأ نعمان عاشور تاريخ الجبرتى فى مكتبة جده.. وجاء يوم قرر فيه الورثة بيع المكتبة واشتراها عدد من الأفراد كان من ضمنهم خال نعمان، وكان من ضمن ما اشتراه كتب الجبرتى.. لما رأى ابن شقيقته حزينا لفقده تلك الكتب أهداها إليه، وكما ذكرت فى أواخر حياة والدى قرر أن يكتب مسرحية عن الجبرتى وعن مصر والمصريين أيام الحملة الفرنسية، وهى كما ذكرت مسرحية حملة تفوت ولا شعب يموت، وكان يريد أن يقدمها بطريقة معينة وأخذها سمير العصفورى ليخرجها وتوفى أبى.. وقال لنا العصفورى بعد رحيل والدى إنه سيجرى تغييرات على المسرحية وبالطبع اعترضنا نحن الورثة..ورد سمير العصفورى ردا أغاظنا كثيرا حين قال: أنا سوف أضع المسرحية فى الثقافة الجماهيرية وشوفوا مين هايعملها..وطبعا قمنا نحن بطباعة المسرحية فى كتاب، ويومها كان الدكتور على الراعى شاهدا على ما حدث وقال لنا: أنا ممكن أكتب شهادتى وأنه لا يمكن المساس بأى شىء يخص نص المسرحية.. ولم تنفذ المسرحية..للأسف أول ما قرأ وهو صغير وآخر ما كتب وهو كبير لم ينفذ ولم يتحقق حلمه..
حكاية جواز.. واعتقال
ماذا عن تجربة الاعتقال فى حياة نعمان عاشور؟
تقول هالة نعمان عاشور: قبل الثورة انخرط أبى فى التنظيمات اليسارية، واتهم بالانضمام إلى تنظيم يسارى..واعتقل لمدة عشرة أيام ثم أفرج عنه على ذمة القضية.. وفى تلك الفترة كان مقبلاً على خطوبة زوجته فيما بعد د. هدى حكيم ولأنه كان رهن المحاكمة، فقد أطلعها على موقفه الصعب وأنه ربما يسجن وترك لها حرية الإختيار، وأن تنأى بنفسها عن الحياة مع شاب يواجه السجن.. ومطبات السياسة لكنها اختارته بكامل إرادتها، فقد كانت قد أحبته حبا كبيرا على الرغم من أن حكاية خطوبتهما تبدو عجيبة، ولم تكن تنبئ بقصة حب طويلة وممتدة.. ذلك أن أبى فى شبابه كان عازفا عن الزواج ومتفرغا لإبداعه وانخراطه فى العمل التنظيمى اليسارى، وكذلك كان كبير إخوته يريد أن يزوجهم جميعا، كل هذه الأمور لم تمنحه مساحة للتفكير فى الحب والزواج لكن والدته كانت حزينة وغاضبة من موقف ابنها من الزواج..فى ذلك الوقت مرضت وأخذها نعمان إلى عيادة صديقه الطبيب صلاح حكيم، وجلست فى غرفة الاستقبال بالعيادة هى وابنها نعمان بجوار سيدة تجاذبت الأم معها أطراف الحديث، ونظرت إلى ابنها وقالت للجالسات جميعا متحسرة: إنه قد كبر فى السن ولا يريد الزواج فقالت لها إحدى السيدات بعد أن عرفت من سياق حديثها أن ابنها صديق للطبيب.. لماذا تأخر هكذا فى الزواج وصديقه الطبيب لديه أخوات جميلات فى سن الزواج.. وسمعت جدتى كلام محدثتها فكأنها وجدت طوق النجاة لابنها من حياة العزوبية، فما أن دخلت إلى الدكتور صلاح إلا وقد نسيت مرضها ومتاعبها وقالت له: ما دام أنت عندك أخوات بنات وأنتم أصحاب احنا هانزوركم يا دكتور يوم الخميس علشان نخطب أختك لنعمان، وغضب نعمان عاشور وقال لوالدته: أنتِ كده بتحرجينى مع صاحبى والجواز مش بالعافية.. وأنا لن أتزوج زواجا تقليديا.. وكانت أمى وقتها تقوم بدراسة الماجستير فى الهندسة الوراثية فى علم النبات، وتستعد للسفر إلى ألمانيا، فلما أخبروها أن هناك عريسا رفضت وتأخر ت فى الحضور من الجامعة..وارتدى هو بدلته وجلس على أحد المقاهى حزينا، وجاء صديق له سأله عن سبب حزنه فحكى له الأمر وأن أمه (دبسته)، فقال له صديقه اذهب ومن المؤكد أنك سوف تجد (حاجة غلط) فى شكلها أو شخصيتها تجعل عدم إتمام هذه الخطوبة شيئا منطقيا، وذهب والدى وانتظر إلى أن جاءت العروس، وبمجرد أن رأها وكانت جميلة جدا قال لنفسه مش هاتجوز غير دى، أما أمى فلما جاءت وجلست معه بدأ رفضها للأمر يتراجع وقالت لشقيقها الأكبر الذى كان يرفض زواج أخته بهذه الطريقة: أنا مستعدة أقعد معاه.. ثم أن والدتها وكانت سيدة تركية لكن تقدمية جدا أبدت حماسا لزواج ابنتها من أبى، وكان لأمى أيضا عم محام تقدمى يسارى تأثرت بأفكاره اليسارية، وفى النهاية أبدت تعاطفا وموافقة مبدئية على الزواج بعدما عرفت من والدى أنه رهن المحاكمة بتهمة الانتماء لتنظيم يسارى، ثم تمت جلسة أخرى بين نعمان عاشور وهدى حكيم فى بيت شقيقتها لتنطلق شرارة الحب قوية وتكون قصة حب وزواج متواصلة، ووقفت دكتورة هدى حكيم السيدة القوية جدا وراء زوجها نعمان عاشور فى كل المواقف والاختبارات الصعبة التى تعرض لها تسانده وتؤازره، وبعد أن قامت ثورة يوليو انتهت القضية وتمت تبرئة أبى.
لكــن نعمــان عـــاشور - تواصل هالة ابنته - كان مع موعد مع تجربة مريرة أخرى بعد الثورة حين تم فصله من عمله، بينما أصبح وقتها كاتبا مسرحيا شهيرا قدم مسرحيتى الناس اللى تحت والناس اللى فوق بعد مسرحية المغناطيس..
وقتها كانت مسرحيات نعمان عاشور تعرض بشكل كبير، وحين رأه أحمد حمروش الذى تولى وقتها إدارة المسرح القومى قال له: إزاى تتفصل وأنت عامل المسرح ده.. وبعد فصله مباشرة جاءه الناقد والكاتب الكبير محمد مندور وأخرج من جيبه شيكا على بياض وقال له: شوف الفلوس اللى تحتاجها كام، ورفض نعمان عاشور رفضا قاطعا معربا عن امتنانه لهذا الدعم النبيل، وقد كانت والدتى تعمل وتقف بكل قوة إلى جوار زوجها، أما الكبير نجيب محفوظ فقد قال له: أنا معاك وبجوارك فى أى شىء تريده.. هذه المواقف النبيلة لم ينسها أبى ولن ننساها نحن أبناؤه.
فى نقد ناصر والسادات
وتضيف هالة نعمان عاشور: حين كان أبى على قيد الحياة، وعندما تولت سميحة أيوب رئاسة المسرح القومى أبلغ صلاح جاهين صديقه نعمان عاشور أن سميحة أيوب ستعيد عرض عيلة الدوغرى على المسرح القومى.. ذلك أنه تم ترشيح منى قطان زوجة جاهين لدور فى المسرحية، واندهش أبى فسميحة أيوب لم تستأذنه فى إعادة عرض عمله الأشهر.. واتصل بها معاتبا بل ومهددا باللجوء لإجراءات قانونية ثم قال لها.. لماذا لا تعرضون حملة تفوت ولا شعب يموت فأجابته إجابة غريبة وهى أنهم ليس لديهم ميزانية لعرض المسرحية الجديدة. ووقتها عرض محمود الحدينى وكان مديرا للمسرح الحديث أن يعرض المسرحية على هذا المسرح، لكن الأمر لم يتم أيضا ورحل نعمان عاشور دون أن يرى عمله الأخير على خشبة المسرح.
هذه الواقعة تقودنا إلى الكلام عن الصعوبات والعقبات التى عاشها نعمان عاشور فى حياته المهنية مثل التجاهل الغريب لكتابه الرائد (المسرح حياتى)، وكذلك سفره من مصر إلى الكويت مضطرا.. وهنا تقول هالة نعمان عاشور:
المسرح حياتى هو كتاب شديد الأهمية أرخ فيه نعمان عاشور لحياته وعلاقاته ووقائع حياته فى المسرح، وكذلك حياته السياسية والأدبية وتحدث فيه عن أهله وزوجته وتشجيعها له ووقوفها إلى جانبه، لكن الكتاب قوبل بتعتيم غريب.. وتخيل أننى لا أملك منه سوى نسختين فقط، وحاليا أفكر أنا وإخوتى فى إعادة طبعه، أما بالنسبة لسفره إلى الكويت فكان بعد نكسة ٦٧ حين كتب مسرحية بعنوان "سر الكون" انتقد فيها عبد الناصر وسياساته، وشعرت والدتى الدكتورة هدى حكيم أستاذ الهندسة الوراثية بالقلق على زوجها، فانتقلت للعمل بجامعة الكويت وضغطت عليه ليسافر معها، وهو ما حدث بالفعل لكنه لم يستطع أن يتحمل الابتعاد عن مصر، وفوجئنا به ذات يوم يجهز حقيبته ويقول لنا: أنا راجع مصر وليحدث ما يحدث وعاد إلى وطنه ولم يحدث تجاهه أى موقف، وبعد عودته بحوالى ثلاثة أشهر رحل عبد الناصر .. وأقول هنا إنه رغم انتقاده لناصر فى مسرحية سر الكون فإنه كان يحب هذا الزعيم التاريخى، ويحتفظ له بمكانة خاصة فى قلبه.. وفى هذا الموقف وبعد سفره تلقى والدى رسائل دعم وخطابات تدعمه من نجيب محفوظ ويوسف إدريس على وجه الخصوص، وهنا - تواصل هالة نعمان عاشور - أجدنى أقرر أنه بعد رحيل عبد الناصر وتولى السادات المسئولية اتخذ أبى موقفا قويا ضد الانفتاح وطبقة الانفتاحيين وكتب مسرحية برج المدابغ التى تنتقد الإنفتاح وله مواقف مع السادات.. منها أن السادات دعا مجموعة من كبار المثقفين لزيارة خط بارليف المحطم بعد نصر أكتوبر المجيد، وأثناء الزيارة نظر السادات إلى أبى، وقال له يا نعمان أنا عايزك تتأثر وتكتب لى مسرحية، ورغم أن أبى كان سعيدا بالنصر ويهمه بالفعل أن يكتب عنه لكن صيغة كلام السادات لم تعجبه وبدت وكأنه يطلب منه أن يكتب عن شخصه فقال له بشكل واضح: أنا مش كاتب مناسبات ولا أعياد ميلاد.. بتاع المناسبات هو رشاد رشدى موش أنا، وبعد هذا الموقف تم التعتيم بشكل شبه كامل على نعمان عاشور فلم يعد يظهر فى أى برنامج تليفزيونى على سبيل المثال.. هذا البعد والجانب السياسى كان موجودا بشكل كبير وصريح لدى نعمان عاشور فى شبابه، ثم قرر بعد تجربة اعتقاله ثم فصله من عمله ألا يمارس السياسة بشكل مباشر وقال: سوف أمارس السياسة بكتاباتى وبالفن وقرر ألا ينضم لأى أحزاب سياسية..
حدثينا عن علاقة والدك بفرقة المسرح الحر؟
تجيب هالة نعمان عاشور: حين ظهرت فرقة المسرح الحر.. عرض عليهم والدى مسرحية الناس اللى تحت وكانت فى البداية عبارة عن أربعة فصول لكن كان هناك اعتراض على مسألة الأربعة فصول، ووافق أبى على عملها فى ثلاثة فصول فقط لتعرض المسرحية وتحقق نجاحا هائلا، وكانت تجربة ناجحة شديدة التميز.
وماذا عن مسرحية بشير التقدم التى كتبها نعمان عاشور عن رفاعة الطهطاوى؟
تقول هالة نعمان عاشور: كان أبى مغرما بالسير الشخصية للشخصيات التى أثرت فى تاريخنا وحضارتنا، وكتب عن بعض هذه الشخصيات مثل المازنى وسلامة موسى، وقد احتفظ لرفاعة الطهطاوى بمكانة خاصة لديه كونه رجلا تنويريا فتح مجال الترجمة وأسس مدرسة الألسن وهداه تفكيره إلى هذا العمل المسرحى المهم عن الطهطاوى باسم بشير التقدم، وهى المسرحية التى عرضت فى السبعينات.
وأخيرا تقول هالة نعمان عاشور:
المهتمون بالمسرح المصرى وتاريخه لهم أن يتخيلوا أن رائدا كبيرا من رواد المسرح المصرى بحجم وقيمة نعمان عاشور لم يتم تكريمه بإطلاق اسمه على أحد مسارح الدولة الكبرى.. وأذكر أن أبى كان يقول لنا: أنا مقتنع أنه سيأتى يوم يبحث فيه الناس عن مسرحى ويجد هذا المسرح من يعيد إليه الروح، وتضيف هالة نعمان عاشور أذكر يوما التقيت فيه الفريد فرج فقال لى: إن أباك مصنف عالميا كواحد من أهم كتاب المسرح فى القرن العشرين، وربما لأننى أشعر بالحزن لأن أبى لم يكرم كما ينبغى، انسحبت أنا الأخرى من الوسط الفنى بعد أن كتبت بعد رحيل أبى مسلسل الدوغرى ٩٠ وحكاية ثورة وغيرهما.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 5 ساعات
- 24 القاهرة
كأنهم اللؤلؤ المنثور.. المنوفية تتزين بحفل تكريم حفظة القرآن الكريم
نظّمت قرية طنوب التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، حفلًا مهيبًا لتكريم أبنائها من حفظة القرآن الكريم، في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، وسط حضور كبير من أهالي القرية الذين حرصوا على المشاركة في هذه المناسبة الطيبة التي تُمثل قيمة روحية عظيمة لأبناء القرية. شهد الحفل تكريم المئات من الأطفال والشباب والفتيات الذين أتموا حفظ القرآن الكريم أو أجزاء كبيرة منه، حيث تم إهداؤهم جوائز قيمة وشهادات تقدير، دعمًا وتشجيعًا لهم على مواصلة مسيرتهم في حفظ كتاب الله، وتقديرًا لجهودهم المباركة في صقل نفوسهم بنور القرآن الكريم. المنوفية تتلألأ بحفل تكريم حفظة القرآن الكريم وجاءت لحظات التكريم مؤثرة وملهمة، حيث صعد الأبناء واحدًا تلو الآخر لتسلم جوائزهم، وسط تصفيق حار من الحاضرين، ودموع فرحة سالت من عيون الآباء والأمهات الذين عبروا عن سعادتهم الغامرة بما وصل إليه أبناؤهم، في مشهد وصفه الجميع بأنه يشرح القلب ويثلج الصدر، وكأنهم اللؤلؤ المنثور على منصة التكريم. وتُعد قرية طنوب من القرى الرائدة في محافظة المنوفية في دعم حفظة القرآن الكريم، إذ تحظى هذه الرسالة السامية بدعم كبير من الأهالي، الذين يحرصون على غرس حب كتاب الله في نفوس أبنائهم منذ الصغر، كما تضم القرية عددًا كبيرًا من المشايخ والمعلمين المتخصصين في تعليم القرآن الكريم وعلومه، ما جعلها من أكثر القرى تميزًا في هذا المجال. وأكد عدد من المشاركين والمنظمين أن هذا الحفل يأتي في إطار تعزيز القيم الدينية والمجتمعية، وتشجيع النشء على الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بحفظ القرآن والعمل به، مشيرين إلى أن دعم حفظة القرآن هو استثمار حقيقي في بناء جيل صالح وواعٍ يحمل الخير لوطنه وأمته. أبو العلا لـ الباجور ومغربي لشبين الكوم.. حركة تنقلات لرؤساء المباحث في المنوفية أمن المنوفية يحقق في واقعة مقتل شاب بأشمون وتوجَّه الحاضرون بالشكر إلى كل من ساهم في تنظيم الحفل ودعمه، مشيدين بالدور المجتمعي الذي تقوم به الأسر، وأهل الخير، ومشايخ القرية، في تحفيز أبناء طنوب على التمسك بكتاب الله، داعين الله أن يبارك في هؤلاء الحفظة، ويجعلهم دائمًا من أهل القرآن.


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
محافظات : سما سليم.. موهبة قرآنية ناشئة تتألق بالتلاوة والإنشاد من قلب الشرقية
الأحد 3 أغسطس 2025 02:50 صباحاً نافذة على العالم - فتاة صغيرة بموهبة كبيرة، اكتشفتها أسرتها في سن مبكرة، فاحتضنتها ورعتها حتى أصبحت نموذجا يُحتذى به في حب القرآن الكريم وفن الإنشاد. من قرية "أبونجاح" التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، ظهرت موهبة الطالبة سما سليم حسونة، البالغة من العمر 15 عاما، والتي بدأت رحلتها في حفظ القرآن الكريم وهي لم تتم بعد عامها الرابع، على يد والدتها، السيدة البسيطة التي كرست جهدها لتعليم بناتها كتاب الله، واستكملت سما حفظ القرآن وأتقنت أحكام التجويد في سن العاشرة، على يد الشيخ محمد علي بمديرية الأوقاف، كما تستعد حاليا للحصول على إجازة في رواية حفص عن عاصم. تقول سما إن الصوت الجميل موهبة من الله عز وجل، وقد تأثرت بكبار قراء دولة التلاوة، أمثال الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ محمود خليل الحصري، إذ كانت تحفظ عنهم أجزاء من القرآن عبر السماع، قبل أن تتعلم القراءة، مما ساعدها على التمكن لاحقًا من الحفظ المباشر من المصحف بعد التحاقها بالمعهد الأزهري. لم يقتصر شغفها على التلاوة فحسب، بل تأثرت كذلك بالمنشدة الشابة زهراء لايق، إذ كان سماعها لإحدى أناشيدها على الإنترنت دافعا لتنمية موهبتها في الإنشاد الديني، بدعم مستمر من والديها. التحقت سما بمعهد الطاروطي لصقل موهبتها على يد مختصين، وشاركت في العديد من المسابقات، من بينها مسابقة بورسعيد الدولية، ومسابقة "الماهر بالقرآن"، ومسابقة "الإمام الأكبر شيخ الأزهر"، بالإضافة إلى مشاركتها في التصفيات التمهيدية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم، و قد كرمت في مناسبات عدة من مؤسسات المجتمع المدني، تقديرًا لموهبتها وتميزها في التلاوة والإنشاد. تقول والدتها إنها التزمت بتحفيظ بناتها القرآن الكريم منذ الصغر، رغم كونها من التعليم العام، بينما أكد والدها، الأستاذ سليم حسونة، حرصه على إلحاق بناته بالتعليم الأزهري ليكنّ من حافظات كتاب الله، فالثانية مريم متبقي لها ثلاثة اجزاء حتي تختم القران ، و الثالثة رحيق اتمت الثلث الاول .


خبر صح
منذ يوم واحد
- خبر صح
طفل في قنا يدهش الجميع بتلاوة القرآن الكريم ويحلم بلقب الطبيب القارئ
في قرية خزام التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، يبرز طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، يحفظ ويتلو القرآن الكريم بكل إتقان. طفل في قنا يدهش الجميع بتلاوة القرآن الكريم ويحلم بلقب الطبيب القارئ من نفس التصنيف: مناقشات حول إنشاء منصة متخصصة لتسليط الضوء على إنجازات مصر في القطاع الصحي التقت 'نيوز رووم' بالطفل عبدالرحيم عمر محمد أحمد، الذي نال إعجاب الجميع بموهبته وصوته العذب في تلاوة القرآن الكريم. شيخ الكتاب من علمني قال عبدالرحيم إنه تعلم قراءة القرآن الكريم على يد شيخ الكتاب الشيخ عمر، الذي كان دائمًا يشجعه على التلاوة والحفظ منذ انضمامه إلى الكتاب. وأكد أنه يحفظ حاليًا أكثر من 15 جزءًا من القرآن الكريم، ويبدأ الآن في حفظ الجزء السابع عشر، ويدرس في الصف الأول الإعدادي، ويبلغ من العمر 11 عامًا. وأشار إلى أنه بدأ حفظ القرآن منذ كان في مرحلة رياض الأطفال، حيث كان والده يساعده في البداية، ثم انتقل إلى كتاب القرية. مثلي الأعلي الشيخ الحصري وأضاف في حديث خاص لـ'نيوز رووم' أن مثله الأعلى في حفظ وتلاوة القرآن الكريم هو الشيخ الحصري، فهو بالنسبة له الأفضل على مستوى العالم. واستكمل حديثه قائلًا: 'إن الحصري يتميز بوضوح القراءة والتلاوة، وصوته العذب يريح النفس، كما أنه يوضح جميع الأحكام ويشرح الآيات، مما يجعلني أشعر بالاستمتاع أثناء الاستماع له' وعبر عن أمنيته في أن يصبح طبيبًا في المستقبل، مع الحفاظ على القرآن وتلاوته، ليكون معروفًا بلقب الطبيب القارئ، مستلهمًا من الشيخ الطبيب القارئ محمد نعينع. كما أشار إلى أن كتاب القرية يعد مكانًا مهمًا وجميلًا، حيث يتوجه إليه جميع التلاميذ والطلاب في الصيف لحفظ القرآن، ويتنافس الجميع على حب الحفظ والتلاوة، حتى في الأنشطة الرياضية، مما يؤكد أن القرآن غذاء الروح، والرياضة غذاء الجسد، والقراءة غذاء العقل. مواضيع مشابهة: شخص يقتل زوجته بالرصاص في قرية الحجيرات بقنا تجدر الإشارة إلى أن قرية خزام تشتهر بأبنائها الذين يحفظون القرآن ويتلوه، سواء من الذكور أو الإناث، وهو أمر بالغ الأهمية ليكون لدينا جيل واعٍ بتعليم دينه، مما يعكس ضرورة أن تحذو بقية القرى والنجوع في المحافظة حذوهم.