مشروع ترامب لخدمة صفقة عقارية لعائلته فى غزة
عندما صرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى 4 فبراير 2025 بأن الولايات المتحدة «ستستولى على قطاع غزة» وتحوله إلى «ريفيرا الشرق الأوسط»، لم يكن ذلك مفاجئًا للمراقبين المطلعين على توجهات إدارتيه السابقة والحالية. فهذه الفكرة ليست جديدة، بل هى امتداد لنهجه الداعم لحركة الاستيطان الإسرائيلى وسياسته التى لطالما وضعت المصالح العقارية لعائلته فى قلب قراراته السياسى، وهو ما كشفته العديد من وسائل الإعلام الدولية خلال الأيام الأخيرة.
فى تحليل نشره أوليفر هولمز فى صحيفة الجارديان البريطانية فى 5 فبراير 2025، أوضح أن دعم ترامب للمستوطنين الإسرائيليين لم يكن مجرد توجه سياسى، بل استراتيجية اقتصادية مترابطة مع مصالحه الاستثمارية فى الشرق الأوسط، فمنذ رئاسته الأولى، عمل ترامب على إضفاء الشرعية على المستوطنات فى الضفة الغربية، وقدم دعمه الكامل لسياسة الضم الإسرائيلية.ووفقًا لهولمز، فإن أحد أكثر مظاهر هذا الدعم وضوحًا كان إعلان وزير الخارجية الأمريكى آنذاك، مايك بومبيو، فى 2019 أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات «غير قانونية»، وهو تصريح منح المستوطنين الإسرائيليين شرعية غير مسبوقة، وأدى إلى تسريع وتيرة بناء المشاريع الاستيطانية.كما شهدت فترة ترامب الأولى خطوات أخرى عززت النفوذ الاستيطانى، مثل زيارة بومبيو إلى مستوطنة إسرائيلية فى 2020، حيث شارك فى فعالية دعائية بمصنع نبيذ أقامه مستوطنون فى الضفة الغربية، وجرى إطلاق اسم بومبيو على إحدى زجاجات النبيذ تكريمًا له، هذه الخطوات، وفقًا لهولمز، لم تكن مجرد تصرفات رمزية، بل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تمكين الاحتلال الإسرائيلى اقتصاديًا وسياسيًا.• • •ما يجعل مشروع ترامب فى غزة أكثر خطورة هو طريقة طرحه كفرصة استثمارية، دون أى اعتبار للواقع الإنسانى والسياسى فى القطاع، فبحسب هولمز فى الجارديان فإن رؤية ترامب لغزة مستوحاة من أساليب حركة الاستيطان الإسرائيلى التى تستخدم «التطوير العمرانى» كأداة لفرض السيطرة وتغيير التركيبة السكانية.أما جاريد كوشنر، صهر ترامب، فقد عبّر عن هذه الرؤية بوضوح فى مقابلة أجراها فى فبراير 2024، حين قال إن غزة تمتلك «واجهة بحرية ذات قيمة عالية»، وأضاف أن الحل يكمن فى إخراج السكان الفلسطينيين ثم تنظيف القطاع.وفى 4 فبراير 2025، صرح ترامب نفسه قائلاً: «الجميع يحب فكرة أن تمتلك الولايات المتحدة غزة، وتطورها وتخلق آلاف الوظائف فيها»، ووفقًا لما نشره إريك ليبتون فى صحيفة سياتل تايمز الأمريكية بتاريخ 5 فبراير 2025 فإن هذا التصريح يعكس بوضوح كيفية تعامل إدارة ترامب مع غزة ليس كأزمة إنسانية، بل كساحة استثمار عقارى محتمل.• • •المصالح العقارية لعائلة ترامب فى الشرق الأوسطإذا كانت غزة مشروعًا عقاريًا محتملاً لترامب، فإن الشرق الأوسط بأكمله بات سوقًا استثمارية رئيسية لعائلته فقد ألقى إريك ليبتون فى تقريره الضوء على أن منظمة ترامب The Trump Organization أبرمت عدة صفقات عقارية ضخمة مع العديد من المؤسسات والشركات العربية خصوصا فى منطقة الخليج.وكما كشف آرثر سوليفان فى تقرير نشرته «دويتشه فيله» الألمانية بتاريخ 10 فبراير 2025، فإن ترامب لم يكتفِ بالعقارات، بل أقام شراكات رياضية فى الخليج وبعضها يستضيف بطولاته فى ملاعب الجولف التابعة لعائلة ترامب.وبينما ينشغل ترامب بمشاريعه العقارية، استطاع صهره جاريد كوشنر جمع 4.5 مليار دولار من الاستثمارات العربية عبر شركته Affinity Partners وهذا يسلط الضوء على التشابك العميق بين المصالح السياسية والاستثمارات العائلية داخل إدارة ترامب. بحسب تقرير إريك ليبتون فى صحيفة سياتل تايمز المشار إليه سابقا.• • •إن دعم ترامب لحركة الاستيطان لم يكن مجرد موقف سياسى، بل تجربة ناجحة للجمع بين المصالح العقارية والسياسة الخارجية. وفى غزة، يسعى الآن إلى تكرار التجربة على نطاق أوسع، عبر تهجير الفلسطينيين وتحويل القطاع إلى مشروع عقارى عالمى؛ وبالتالى فإن استثمارات عائلة ترامب فى الشرق الأوسط تجعل من غزة فرصة مربحة، وليست مجرد أزمة إنسانية أو سياسية.. سيحاول المستوطنون الإسرائيليون العودة إلى غزة لالتهام قطعة من الكعكة، لكن ترامب يريد أن يكون هو وعائلته من يملكها.. ودقق فى حديثه المتكرر عن «شراء غزة».أعان الله مصر والشعب الفلسطينى وكل الدول العربية على مواجهة هذه الطموحات الغريبة لرجل الأعمال الذى يتصور أن العالم خاضع لمشيئته!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 39 دقائق
- اليوم السابع
ترامب: قد تكون لدينا أخبار سارة مع حركة حماس بشأن قطاع غزة
محمد جمال قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب "أعتقد أننا قد يكون لدينا أخبار سارة فيما يخص إيران وكذلك مع حماس بشأن غزة"، بحسب وسائل إعلام أمريكية. أكدت وزارة الصحة بقطاع غزة استشهاد 37 شخصا بنيران الجيش الإسرائيلى منذ فجر الأحد، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية. ونشرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، إحصائية بأعداد الشهداء الفلسطينيين الذين سقوط بسبب المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية، مشيرا إلى ارتقاء أكثر من 3 آلاف شهيد وإصابة آلاف الجرحى من 18 مارس الماضي. إلى ذلك، أكد مكتب الاعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال "الإسرائيلي" يفرض سيطرته على 77% من القطاع عبر التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة. وتواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة والتطهير العرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في واحدة من أبشع الجرائم الممنهجة التي يشهدها العالم في القرن الحادي والعشرين، والتي تتوفر فيها بوضوح تام كافة أركان الجرائم الدولية الخطيرة، وعلى رأسها جريمة الإبادة الجماعية المنصوص عليها في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، وجريمة التهجير القسري المنهجية التي تندرج ضمن الجرائم ضد الإنسانية وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.


الكنانة
منذ ساعة واحدة
- الكنانة
ترامب قد يكون لدينا أخبار سارة مع حركة حماس بشأن قطاع غزة
ترامب قد يكون لدينا أخبار سارة مع حركة حماس بشأن قطاع غزة صفاء مصطفي…الكنانة نيوز قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب 'أعتقد أننا قد يكون لدينا أخبار سارة فيما يخص إيران وكذلك مع حماس بشأن غزة'، بحسب وسائل إعلام أمريكية. أكدت وزارة الصحة بقطاع غزة استشهاد 37 شخصا بنيران الجيش الإسرائيلى منذ فجر الأحد، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية. ونشرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، إحصائية بأعداد الشهداء الفلسطينيين الذين سقوط بسبب المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية، مشيرا إلى ارتقاء أكثر من 3 آلاف شهيد وإصابة آلاف الجرحى من 18 مارس الماضي. إلى ذلك، أكد مكتب الاعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال 'الإسرائيلي' يفرض سيطرته على 77% من القطاع عبر التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة. وتواصل قوات الاحتلال 'الإسرائيلي' ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة والتطهير العرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في واحدة من أبشع الجرائم الممنهجة التي يشهدها العالم في القرن الحادي والعشرين، والتي تتوفر فيها بوضوح تام كافة أركان الجرائم الدولية الخطيرة، وعلى رأسها جريمة الإبادة الجماعية المنصوص عليها في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، وجريمة التهجير القسري المنهجية التي تندرج ضمن الجرائم ضد الإنسانية وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار مصر : ترامب يعلق الرسوم الجمركية على واردات الاتحاد الأوروبي
الاثنين 26 مايو 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإثنين، تعليق فرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من دول الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو 2025، بعد اتصال تلقّاه من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين طالبت فيه بتمديد المهلة المحددة سابقًا. وقال ترامب، في بيان نشره عبر منصته "تروث سوشيال"، إن فون دير لاين طلبت تمديد الموعد النهائي الذي كان مقررًا في الأول من يونيو المقبل لبدء تطبيق تعريفة جمركية تصل إلى 50% على تجارة الاتحاد الأوروبي، ووافق على ذلك قائلاً: "كان لي الشرف أن أفعل ذلك، وأكدت رئيسة المفوضية أن المحادثات ستبدأ سريعًا". من جانبها، نشرت فون دير لاين تدوينة على حسابها بموقع "إكس"، أكدت فيها أن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يشتركان في أقوى وأوثق علاقة تجارية في العالم"، مضيفة: "أوروبا مستعدة لدفع المحادثات بسرعة وحسم، والتوصل إلى اتفاق جيد.. نحتاج إلى مهلة حتى 9 يوليو". وكان ترامب قد صرّح، قبل أيام، بأن التعامل التجاري مع الاتحاد الأوروبي "صعب"، متهمًا بروكسل بعدم الجدية في المحادثات، وهدد بفرض رسوم بنسبة 50% على واردات التكتل، تبدأ في يونيو، تشمل ضرائب ثقيلة على السيارات الأوروبية، وهو ما دفع الاتحاد لمحاولة التفاوض للحصول على إعفاء. وكانت فون دير لاين قد أعلنت في 10 أبريل الماضي أن الاتحاد الأوروبي قرر تأجيل إجراءاته المضادة، والتي كانت مقررة ردًا على الرسوم الأمريكية المفروضة على صادرات أوروبية، في أعقاب قرار ترامب بتعليق الرسوم على بعض الدول، بينها دول الاتحاد، لمدة 90 يومًا. كما سبق لترامب أن أصدر في فبراير الماضي قرارًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، وهو ما وصفته بروكسل في حينه بأنه خطوة عدائية لن تمر دون رد، قبل أن تبدأ جولات متقطعة من التفاوض لتفادي اندلاع حرب تجارية شاملة.