logo
في مواجهة العربدة الصهيونية المتصاعدة.. هل يكون التقريب بين المذاهب الإسلامية سدًّا منيعًا في وجه الفتنة والتقسيم؟

في مواجهة العربدة الصهيونية المتصاعدة.. هل يكون التقريب بين المذاهب الإسلامية سدًّا منيعًا في وجه الفتنة والتقسيم؟

الأسبوعمنذ 7 أيام
التقريب بين المذاهب الإسلامية
سيد الخمار
- علماء الأزهر أدركوا الخطر مبكرًا فأسسوا «دار التقريب» قبل تقسيم فلسطين
- فتاوى ومواقف سليم وشلتوت والطيب تمدّ الجسور الفقهية بين السنّة والشيعة
- شيخ الأزهر: ما يحدث ليس خيارًا فكريًا بل ضرورة استراتيجية لوحدة الأمة
- رفض تسييس الدين والتحذير من التعصّب في ظل «المشتركات الكبرى»
تظهر دعوات التقريب بين المذاهب الإسلامية كضرورة لا كخيار، في مواجهة العربدة الصهيونية المتصاعدة من فلسطين إلى لبنان وسوريا وغزة، وهو ما أدركه مبكرًا علماء الأزهر، ومفكرو مصر حين أسّسوا عام 1947 "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية"، لمواجهة الخطر الإسرائيلي الموحد في عدوانه على السنة والشيعة والدروز والمسيحيين.
استندت تلك الخطوة إلى فتاوى رائدة مثل فتوى الإمام الأكبر عبد المجيد سليم بجواز التعبد بالمذهب الشيعي، ثم فتوى الشيخ محمود شلتوت، وصولًا إلى جهود الإمام أحمد الطيب اليوم، لتأكيد أن وحدة المسلمين (خاصة الفقهية منها)، هي السدّ الأخير في وجه مشاريع التقسيم والفتن الطائفية التي تُبَثُّ على الهواء مباشرة.
وعام 1947، قرَّر وزير المعارف المصري محمد علي علوبة باشا إنشاء "جمعية إنقاذ فلسطين من الصهيونية"، التي كانت تقتل الشعب الفلسطيني في يافا والقدس وغزة وحيفا، وكان يُحذِّر من قيام إسرائيل كي لا تعربد في منطقة العرب. ثم دُعي إلى قيام أكبر تجمع سُنّي-شيعي في مصر، بحضور كبار علماء المسلمين، لمواجهة الغزو الصهيوني. كان ذلك منذ 78 عامًا.
الآن، يتكرّر المشهد بصورة أكبر: فإسرائيل تضرب سوريا، وتدمّر مقرّ رئاسة الأركان في طهران، وتجتاح غزة منذ عامين. وأمس، قتلت في السويداء وبيروت وغزة أكثر من مائتي شهيد.
نتنياهو يتطاول على المسلمين والعرب، ويُعلن عن خرائط جديدة، لتقسيم البلاد العربية طائفيًّا. الصواريخ الصهيونية الإسرائيلية تقتل الشيعي والسني والدرزي والمسيحي في أيّ مكان، بلا تفرقة.
وأصبح السؤال المهم: متى يتوحّد المسلمون والعرب في مذهب ديني واحد لوأد هذا الخطر الصهيوني الداهم؟ السؤال بصيغة أخرى: أليس كل هذا الدمار في بلادنا العربية دافعًا كافيًا للتقريب والتفاهم بين السنة والشيعة، لصدّ العدوان ومواجهة خطر التقسيم المذهبي الذي يُنفّذ الآن على الهواء مباشرة من السويداء؟
قال الدكتور محمد عبد السلام، الأمين العام لاتحاد حكماء المسلمين، في تصريح لـ"الأسبوع": إن التقريب بين المذاهب الإسلامية يمثل ضرورة دائمة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمة، مشيرًا إلى أنه يفضل استخدام مصطلح "التفاهم" بدلًا من "التقريب"، باعتبار أن التقارب بين المسلمين قائم بالفعل في جوهره.
وقد ردّ الأزهر الشريف، وأعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، موقفه من العدوان الصهيوني على سوريا، ونبَّه الأزهر إلى أنّ الاحتلال يسعى، من خلال هذا التصعيد، إلى جرّ المنطقة بأكملها نحو حافة الانفجار، لتحقيق أهدافه التوسعية في الاستيلاء على مزيد من الأراضي، وفرض واقع احتلالي جديد.وذكَّر الأزهر السوريين بأنّ قوة بلادهم تكمن في اتحادهم على اختلاف أديانهم وطوائفهم، وقدرتهم على التعايش الإيجابي.
ودعيا الجميع إلى اليقظة لمحاولات بثّ الفرقة والفتن الطائفية، التي تهدف إلى تنفيذ أجندات صهيونية تستهدف تقسيم سوريا، وتحويل المنطقة إلى ساحة مستدامة للصراعات، وطالب السوريين إلى التمسك بوحدة أراضيهم، والحفاظ على استقرار بلادهم، متضرعًا إلى الله أن يحفظ الشعب السوري من كل مكروه، ويوحّد صفوفه، ويجنّبه الفتن والمخططات الخبيثة، ويرزق سوريا وسائر البلاد العربية والإسلامية الأمن والاستقرار والرخاء.
وعلى درب الأئمة، يواصل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، دعوته إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية. ووفقًا لما نشره موقع "اتحاد حكماء المسلمين"، يؤكد الطيب على سماحة الإسلام وضرورة وحدة المسلمين، مشددًا على أهمية نبذ التعصّب والتطرف بين السنة والشيعة.
ويشير شيخ الأزهر إلى أن التقارب بين المذاهب أمر ضروري، وأن الخلافات بينها فرعية، لا تمس جوهر الدين، مؤكدًا أن الإسلام دين يتّسع للجميع. كما يكرر دعواته الدائمة إلى الحوار بين السنة والشيعة، ويدعو إلى وقف العنف والقتل الذي يُرتكب باسم المذهب، موضحًا أن كثيرًا من الصراعات التي تشهدها الدول الإسلامية اليوم إنما تأتي في هذا الإطار المؤسف.
وينتقد الإمام الأكبر تسييس الدين، ويرى أن ذلك يُلحق ضررًا بالغًا بالإسلام، ويجعله عرضة للاستغلال في سوق السياسة، داعيًا إلى الفصل بين الدين والسياسة حفاظًا على قدسية العقيدة.
كما يؤكد الطيب على أهمية الوحدة الإسلامية، مشيرًا إلى أن هذه الوحدة لا تعني بالضرورة التماثل في الرأي، فاختلاف الآراء أمر طبيعي ومقبول في الإسلام. ويتبنى الإمام الأكبر المنهج الأزهري الوسطي المعتدل، ويشدّد على ضرورة العودة إلى روح التراث الإسلامي الذي يدعو إلى الرحمة والتسامح.
ويعتبر أن مسؤولية التقريب مسؤولية جماعية، لا بد أن يشارك فيها العلماء والمثقفون والفقهاء والأدباء والدعاة، إلى جانب الإعلاميين والسياسيين، والمؤسسات الرسمية والشعبية، باعتباره عاملًا مهمًّا في تضييق رقعة الخلافات، والحد من انتشار ظاهرة التعصب التي تؤدي إلى الفتنة والتفرقة، فضلًا عن كونه جسرًا متينًا لترسيخ قيم الائتلاف والتسامح في الأمة الإسلامية.
خطوة رائدة
وتعد "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية"، خطوة رائدة من علماء الأزهر، وكبار مفكري مصر لمواجهة الخطر الصهيوني الذي كان يهدد فلسطين قبل قرار التقسيم، حيث أدرك هؤلاء العلماء أن وحدة المسلمين تمثل درعًا رئيسيًا في وجه المشروع الاستيطاني. وقد أنشئت الدار بمبادرة من عشرين عالمًا من كبار علماء السنة والشيعة، لتكون هيئة معنية بالتقريب بين المذاهب الإسلامية.
ترأس الجمعية عند تأسيسها محمد علي علوبة باشا، أحد أبرز المصلحين المصريين ووزير الأوقاف والمعارف في عدة حكومات، وضمت في عضويتها شخصيات دينية بارزة، منهم الشيخ عبد المجيد سليم (شيخ الأزهر لاحقًا)، والشيخ أحمد حسين (مفتي وزارة الأوقاف)، والإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت (عضو هيئة كبار العلماء وقتها)، إلى جانب الشيخ محمد عبد اللطيف دراز، والشيخ عيسى ممنون، والشيخ عبد الوهاب خلاف، والشيخ علي الخفيف، والشيخ محمد المدني، وجميعهم من أعلام الفقه والفكر الأزهري.
كما ضمت الجمعية قيادات شيعية بارزة مثل الشيخ محمد تقي القمي ممثل الشيعة الإمامية في إيران، والمرجع الديني محمد حسين آل كاشف الغطاء، والسيد عبد الحسين شرف الدين، بالإضافة إلى ممثل الزيدية في اليمن علي إسماعيل المؤيد، والقاضي محمد العمري، إلى جانب الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين.
وقد كان للإمام الأكبر عبد المجيد سليم دور بالغ التأثير في دعم مشروع التقريب، من خلال كتاباته وموقفه الواضح في رفع الظلم عن مدرسة أهل البيت الفقهية، وسعيه لإزالة الحواجز بين السنة والشيعة، حيث ظل مرتبطًا بدار التقريب حتى بعد توليه مشيخة الأزهر، وكان يوقّع دائمًا بلقب: "شيخ الأزهر ووكيل جماعة التقريب".
مراسلات هامة
كان الشيخ عبد المجيد سليم أول من راسل السيد حسين البروجردي، المرجع الشيعي الأعلى في قم آنذاك، في مراسلة بالغة الأهمية بين أكبر شخصيتين سنية وشيعية في ذلك الوقت، وقد استمرت هذه المراسلات عبر الشيخ محمد القمي أو من خلال المسافرين بين مصر وإيران، وكان السيد البروجردي يرد على رسائل الشيخ سليم بكل إجلال واحترام.
ثم أعلن الإمام الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم فتواه بجواز التعبد بفقه الشيعة، وقرّر، بروح سمحة وفي أجواء الأزهر، تدريس الفقه المقارن، وحين رأى أن الجو مهيأ، أصدر فتوى واضحة بجواز التعبد بالمذهب الشيعي، وكانت سابقة تاريخية صدرت قبل عشر سنوات من فتوى الشيخ محمود شلتوت بهذا الشأن. وقد مثّلت فتوى سليم خطوة جوهرية من خطوات التقريب، في سياق توالي العطاء الأزهري المصري المنفتح على التفاهم المذهبي.
لاحقًا، تولّى فضيلة الإمام محمود شلتوت مشيخة الأزهر، ولقّب بـ"إمام التقريب"، حيث أصدر الفتوى الثانية بجواز التعبد بالفقه الشيعي. وجاء في نص الفتوى التي نُشرت في مجلة الأزهر (العدد الثاني من المجلد الحادي والثلاثين، أغسطس 1959): "سُئل فضيلته: إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلّد أحد المذاهب الأربعة المعروفة، وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية أو الزيدية. فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه، فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، مثلاً؟"
فأجاب الشيخ شلتوت: إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتباع مذهب معين، بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلّد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحًا والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة. ولمن قلّد مذهبًا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره- أي مذهب كان- ولا حرج عليه في شيء من ذلك.
وأكد شلتوت أن مذهب الجعفرية، المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، مذهبٌ يجوز التعبد به شرعًا كسائر مذاهب أهل السنة، داعيًا المسلمين إلى نبذ العصبية المذهبية، والتخلّص من التحيز لمذاهب بعينها. وأوضح أن دين الله لا يتبع مذهبًا بعينه، ولا تقف شريعته على مذهب محدد، فجميع المجتهدين مقبولون عند الله، ويجوز تقليدهم والعمل بأحكامهم في العبادات والمعاملات على السواء.
وقد أحكمت هذه الفتوى أواصر الأخوة، وكرّست روح التفاهم بين الطائفتين، وتلقاها أعلام السنة والشيعة بصدر رحب، خاصة في إيران. كما أصبح الشيخ شلتوت، إلى جانب الشيخ عبد المجيد سليم، موضوعًا رئيسيًا لأطروحات الماجستير والدكتوراه في العديد من كليات العلوم والشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي، نظرًا لدورهما الكبير في محاربة العصبية بين المذاهب، وتعزيز الدراسة الدينية في مناخ يسوده الصفاء والأخوّة والبحث عن الحقيقة بالدليل والبرهان.
مشتركات دينية
نشرت مجلة "المجتمع العربي" ومجلة "الأزهر" عام 1952 لقاءً مع فضيلة الشيخ محمود شلتوت، وجاء في هذا اللقاء السؤال التالي: "هل يعني تدريس مذهب الشيعة في الأزهر أنه جائز التطبيق، أم أنه يُدرس لمجرد العلم والتحصيل وزيادة معارف رجل الدين؟"
فأجاب الشيخ شلتوت: "لسنا حريصين على أن تكون دراستنا في الأزهر لمجرد العلم والتحصيل، إنما نحن ندرس للاستيعاب والفهم، ثم التطبيق والعمل بكل ما يمكن العمل به.
وفقه الشيعة مأخوذ ببعض أحكامه في كثير من القانون عندنا، وكثير من علمائنا عمل ببعض أحكام العبادات عندهم. ونحن إنما نرجع إلى الكتاب والسنة، فمتى لم يخالف الرأي أصلاً من الأصول الإسلامية الصحيحة، ولم يتعارض مع نص شرعي، فلا بأس من تطبيقه والأخذ به، وذاك هو التقريب المنشود، والتيسير المرجو".
وأوضح فضيلته أن الأزهر الشريف قد اعترف بالمذاهب الفقهية الثمانية التي يقلدها المسلمون في العالم في عصرنا الحاضر، وهي: الأربعة السنية (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة)، واثنان من الشيعة (الجعفرية، الزيدية)، واثنان من خارج ذلك هما (الإباضية، والظاهرية).
وقد جاءت هذه الخطوة ضمن إطار الموسوعة الفقهية التي بدأ إعدادها عام 1960 في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والتي وضع برنامجها العلامة الراحل محمد فرج السنهوري، بمشاركة نخبة من كبار رجال الفقه في مصر. وكان قبل ذلك قد أصدر الإمام الأكبر الشيخ شلتوت قرارًا باعتماد المذهب الجعفري، واعتبار الأخذ منه جائزًا لأهل السنة.
ويظهر ذلك جليًا في كتب الفريقين عبر التاريخ، حيث يُعرض رأي هذا، ويُناقش رأي ذاك، مرة لمجرد المناقشة، ومرة للاعتماد، ومرة أخرى للنصرة والترجيح، مما يدل على أنهما على دين واحد، وعلى قبلة واحدة هي الكعبة المشرفة، وعلى مصدر واحد هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتبه.. إنهم يزايدون عليك!
انتبه.. إنهم يزايدون عليك!

الدستور

timeمنذ 41 دقائق

  • الدستور

انتبه.. إنهم يزايدون عليك!

كان الله فى عون الدولة المصرية، تحارب بمفردها فى أكثر من جبهة، أصدقاؤها يبتسمون فى وجهها ويعقدون الصفقات مع أعدائها، تعمل دبلوماسيتها لصالح القضية الفلسطينية، ومع هذا يتظاهر الشعبويون من المطاريد ضدها كأنها هى التى تبيد أهلنا فى غزة. الإخوان يعتقدون أنهم سيكسبون تعاطف الذين خلعوهم حين يتحدثون عن فلسطين، فأين هم من القضية الفلسطينية؟، أين كانوا حين احتل الصهاينة سيناء فى ١٩٦٧، وهل شاركوا فى التحرير فى أكتوبر العظيم؟، هم يريدون تحميل مصر المسئولية لتخفيف الضغط عن الجانى المحتل، الذى يمارس أبشع أنواع الهمجية التى تجاوزها التاريخ، هم يناضلون من عواصم تدعى دعم الفلسطينيين فى الخطب البلاغية ويدعمون الصهاينة فى الكواليس، هم يزايدون على المصريين وليس على النظام فقط، هم تذكروا فلسطين هذه الأيام كورقة للمزايدة السياسية، يعتقدون أن الانتقاص من دور الإدارة المصرية سيحررهم من العزلة التى فرضت عليهم بسبب غبائهم وبسبب شهوتهم للسلطة وضيق أفقهم. مصر فى هذه اللحظة من التاريخ هى الوحيدة التى تقف على قدميها فى المنطقة، وهى التى أفشلت مخطط التهجير الذى يحلم به الاحتلال ويباركه الرئيس الموتور ترامب وحلفاؤه من بقايا الاستعمار القديم. نجحت مصر فى استمالة بلد داعم تاريخى للاحتلال مثل فرنسا لكى يعترف بالدولة الفلسطينية، هى التى تتبنى المصالحة بين الفصائل، وهى التى ترعى التفاوض، ولا يوجد شك فى انحيازها للضحية ضد جبروت العدو، الذى منع المنظمات الإنسانية الأممية مثل أونروا من توزيع المساعدات، وقتل المئات أمام مراكز توزيع المساعدات. مصر التى تشعر بألم الفلسطينيين أكثر من غيرها، نجحت مؤخرًا فى إدخال ١٦١ شاحنة مساعدات إلى غزة، مصر التى تعانى ظروفًا اقتصادية صعبة، والتى تحارب فى أكثر من جهة وتحملت سخافات ونذالات الأصدقاء، ستظل آخر من يقف ضد مخطط تصفية القضية الفلسطينية، ثم يأتى من ينتقص من هذا الدور لإرضاء أعدائها. الغريب والمدهش أنك إذا تحدثت بشكل إيجابى عن موقف بلادك خلال العامين الأخيرين، ينظر إليك على أنك بعت القضية، فى الوقت الذى يتبنى صاحب هذا الرأى وجهة النظر الصهيونية، كل واحد من هؤلاء له كفيل، ويعتقد أن وجهة نظره المدفوعة الأجر هى الصائبة، لأنه لا يشعر بمعاناة الفلسطينيين ومعاناتك أنت شخصيًا. منذ البداية موقف الدولة المصرية واضح ولم يتغير ولن يتغير، والحملات التى تنتقص من دورها وراءها جهات معروفة لا تحب الخير لنا، جهات تعتقد أنه بسبب الفوضى الإقليمية وغياب المجتمع الدولى أنها من الممكن أن تحل محل مصر فى الإقليم. كان الله فى عون الدولة المصرية فى هذه الأيام الصعبة، التى صنعت من الشعبويين والجواسيس أبطالًا، ينقل إعلام العدو آراءهم باعتبارها دعمًا لهمجيته، هؤلاء رحبوا بالجولانى وبما يمثله، لم يتحدث أحدهم عن مصير سوريا بعد استباحة أرضها وسمائها من قبل إسرائيل وتركيا، هم يحملونك مسئولية الفشل العربى كله، ماذا يريدون منك؟، تحارب؟، العدو يعرف قبل غيره أنه لن يقدر عليك إذا فكر فى الحرب، ليس فقط لأنك تمتلك جيشًا عظيمًا محترفًا يملك أحدث الأسلحة وأفضل الخبرات، ولكن لأنك تملك شعبًا واعيًا مستعدًا للتضحية ويثق فى أبنائه الجنود. نعرف أننا نعانى من مشكلات داخلية ليست سهلة، ولكنها قابلة للحل، ويجب العمل على حلها، مطاريد الخارج الممولون وصبيتهم فى الداخل يشعرونك بأنهم يمثلون الوطنية المصرية ويتحدثون باسمها، وأن الذين يذهبون إلى أعمالهم كل صباح ويربون أولادهم بما يرضى الله، فى حاجة إلى من يعلمهم معنى الانتماء إلى هذا الوطن. الحملة المنظمة ضد الدولة المصرية هى حملة للابتزاز، تتزعمها أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية التى تصرف ببذخ على الإعلام لقلب الحقائق، ولتخفيف الضغط على المحتل الذى لم يعد له أى رصيد فى بنوك الإنسانية.. بيان الخارجية المصرية اعتبرها «روايات خبيثة لا تعدو كونها جزءًا من الحرب النفسية التى تمارس على الشعوب العربية لإحباطها، وإحداث حالة من الفرقة والخلاف فيما بينها، وخدمة نوايا معروفة لتصفية القضية الفلسطينية»، وأنا أصدق هذا الكلام. صدور بيان من الخارجية بخصوص الحملات الممنهجة يعنى أنه توجد لدى الجهات المعنية ما يدعو للقلق، وسمعة الخارجية وحكمتها المعهودة تجعلنا نصدق ما جاء فى البيان، بعيدًا عن الصبية الذين لا نعرف منذ متى يعرفون مصلحة مصر أكثر من جيشها ودبلوماسيتها؟ القوى والتنظيمات تستهدف تشويه الدور المصرى الداعم للقضية الفلسطينية، والزعم بمشاركتها فى الحصار، وهو اتهام ليس فقط باطلًا، لكنه يقلب الحقيقة ويحاول التشويش على دور ظاهر وقوى وحاسم لمصر، وتنطلق هذه الاتهامات الواهية من جهات معلومة يغضبها أن ترى الموقف المصرى الرسمى والشعبى واحدًا. إن حجم ما قدمه الشعب من مساعدات يتجاوز بمراحل ما قدمته كل الأطراف الغنية التى توحى لشعوبها بأنها تدعم الفلسطينيين.. مصر لم تتوقف عن السعى لوقف إطلاق النار، ومضاعفة عمليات الإغاثة، وتوفير وإدخال المساعدات الإنسانية، وهى لم تتوقف عن الإعداد والترويج لإعادة إعمار القطاع التى تم اعتمادها عربيًا وتأييدها من عدد من الأطراف الدولية، فى إطار الموقف الثابت الهادف لتوفير إمكانات البقاء والصمود للشعب الفلسطينى على أرضه، ومقاومة محاولات التهجير القسرى والاستيلاء على الأرض وتصفية القضية الفلسطينية.

الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة كوماندا في الكونغو الديمقراطية
الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة كوماندا في الكونغو الديمقراطية

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة كوماندا في الكونغو الديمقراطية

نعت الطائفة الإنجيلية بمصر، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي، ببالغ الحزن والأسى، ضحايا الهجوم الإرهابي الغاشم الذي استهدف المصلين الأبرياء في كنيسة ببلدة كوماندا، التابعة لمقاطعة إيتوري شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 40 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، خلال تأديتهم للصلاة. وأكدت الطائفة في بيان رسمي، أن هذا الهجوم يمثل جريمة مروّعة ضد القيم الإنسانية والدينية، وضد قدسية الحياة وحرمة دور العبادة، مشيرة إلى أنه مشهد يدمى له الضمير الإنساني. وأعربت الطائفة عن أعمق مشاعر التضامن والمواساة مع الكنيسة الكاثوليكية في الكونغو، ومع العائلات المكلومة، وأبناء الشعب الكونغولي، في هذا المصاب الجلل الذي حول بيتًا من بيوت الله إلى ساحة للدماء. الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة كوماندا في الكونغو الديمقراطية وقال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر: ما جرى ليس مجرد اعتداء على كنيسة، بل هو جريمة ضد كل القيم الإنسانية والدينية، وضد قدسية الحياة ذاتها. ونقف، نحن في الطائفة الإنجيلية بمصر، إلى جانب إخوتنا في الكونغو، حاملين في قلوبنا صلاة من أجلهم، ومن أجل أن يُرفع عنهم هذا الكابوس العنيف. وأضاف: إن حماية دور العبادة ليست فقط مسؤولية أمنية، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية أمام الله والتاريخ، مختتمًا البيان بالتأكيد على أن الطائفة الإنجيلية بمصر تُجدد إدانتها القاطعة لهذا الاعتداء الآثم، وتُعلن تمسكها بموقفها الثابت الرافض لكل أشكال العنف والتطرف والكراهية، أيًا كانت مبرراتها، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية الأبرياء، ودعم جهود السلام، وصون الكرامة الإنسانية حول العالم. الرئاسة الفلسطينية: دعوة الكنيست للضم وفرض السيادة على الضفة مرفوضة البابا تواضروس الثاني يستقبل مطرانين من الكنيسة الهندية الأرثوذكسية

أخبار العالم : الصراع العربي الإسرائيلي: ما هي حدود 1967؟ وما هو حل الدولتين؟
أخبار العالم : الصراع العربي الإسرائيلي: ما هي حدود 1967؟ وما هو حل الدولتين؟

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الصراع العربي الإسرائيلي: ما هي حدود 1967؟ وما هو حل الدولتين؟

الاثنين 28 يوليو 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images Article Information "حدود 1967"، و"حدود الرابع من حزيران" "وحدود 67"، عبارات ألِفتها الأذن، وتضمنتها الكثير من البيانات والأخبار المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي منذ عقود. ويعيد المؤتمر الدولي هذا الشهر في الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية، الحديث عن حل الدولتين في الصراع العربي الإسرائيلي. يرتكز حل الدولتين في مختلف المبادرات والمسارات المتعلقة به إلى إيجاد دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب بحدود مستندة إلى الرابع من يونيو/حزيران 1967. ما هي حدود عام 1967؟ تُعبّر حدود 1967 عن "الخط الأخضر" الذي حُدد بموجب هدنة عام 1949 بين إسرائيل ودول عربية (مصر والأردن ولبنان وسوريا) التي أنهت الحرب التي اندلعت إثر إعلان تأسيس دولة إسرائيل. وتذهب الأمم المتحدة للأمر ذاته، واصفةً الخط الأخضر بأنه حدود عام 1967، بين إسرائيل من جهة، ومصر والأردن ولبنان وسوريا من جهة أخرى. تسمى هذه الحدود بحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 لمزيد من الدقة لوصف حالة الحدود قبل حرب 1967 التي اندلعت في اليوم التالي، واحتلت إسرائيل خلالها الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وكذلك الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية. لم يتحول هذا الخط إلى حدود دولية رسمية. وقالت محكمة الجنايات الدولية إن "خطوط ما قبل عام 1967 (الخط الأخضر) عملت كحدود بحكم الأمر الواقع". ما هو الخط الأخضر؟ ظهر مصطلح "الخط الأخضر" بعد حرب 1948، عندما توسطت الأمم المتحدة لإبرام اتفاق هدنة بين إسرائيل والدول المجاورة، لتوقّع دول عربية وإسرائيل اتفاقية "الهدنة". عُرفت خطوط ترسيم الهدنة لاحقاً باسم "الخطوط الخضراء" أو "الخط الأخضر" نسبةً إلى اللون المستخدم لرسمها على الخرائط، ويُطلق عليه أيضاً خط الهدنة لعام 1949. وأصبح هذا الخط هو الفاصل بين إسرائيل والأراضي المحتلة عام 1967. صدر الصورة، Getty Images ونُظر لهذا الخط كمحور أساسي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. يرى المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) ومقره رام الله، أن توقيع منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق أوسلو، يعني الاعتراف بالخط الأخضر كحدود لدولة إسرائيل، وحدود للسلطة الوطنية الفلسطينية. "هناك من يستعمل عوض الخط الأخضر مصطلحاً آخر، هو (حدود 1967)، أو (حدود 67)، للدلالة على الحدود التي اجتازها الجيش الإسرائيلي في عمليات احتلال الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن عملياً الخط الأخضر حُدّد في 1949 وليس في 1967"، وفق مركز مدار. ما الفرق بين الجدار العازل و"الخط الأخضر"؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، جنديان إسرائيليان قرب الجدار العازل الذي يفصل في هذه النقطة مدينة بيت لحم في الضفة الغربية عن القدس المحتلة، في 21 سبتمبر/أيلول 2006 في عام 2002، بدأت إسرائيل ببناء جدار فاصل في الضفة الغربية المحتلة لـ"ضمان أمن مستوطناتها"، ويبلغ طوله أكثر من 700 كيلومتر. ولم يُبنَ الجدار على الخط الأخضر فقط، بل يقع 85 في المئة منه على أراضي الضفة الغربية. ويشار إلى المنطقة الواقعة بين الخط الأخضر والجدار بـ"منطقة التماس". ويعزل الجدار 9.4 في المئة من الأراضي الفلسطينية وبينها القدس الشرقية، بحسب الأمم المتحدة، ويؤدي لمصادرة 10 في المئة من أراضي الضفة الغربية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الجدار العازل في قرية أبو ديس الفلسطينية قرب القدس الشرقية المحتلة، في 9 يوليو/تموز 2004 وأصدرت محكمة العدل الدولية في 2004 قراراً ينص على أن بناء هذا الجدار غير قانوني وطالبت بتفكيكه. وقضت محكمة العدل الدولية، في فتوى أصدرتها في 2004، بأن مقاطع الجدار التي تتغلغل داخل الضفة الغربية إلى جانب نظام البوابات والتصاريح المرتبط به، أمر مخالف للالتزامات الواقعة على إسرائيل بموجب القانون الدولي. ودعت المحكمة إسرائيل لوقف بناء الجدار وتفكيك المقاطع التي شُيّدت منه بالفعل، وإلغاء جميع التدابير التشريعية المتصلة به. ما هو حل الدولتين؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، علمان فلسطيني وإسرائيلي عند نقطة تفتيش بيت جالا في الضفة الغربية المحتلة، في 19 مارس/آذار 2002 يمثل حل الدولتين منذ فترة طويلة أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لكثير من الدول الغربية إزاء المنطقة، وفكرة لحل الصراع المستمر منذ عقود. ووفق الحل، فإن دولة فلسطينية تُقام ضمن الحدود الموجودة قبل الحرب العربية الإسرائيلية في 1967. وتنص اتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1993 على قيام دولة فلسطينية بحلول عام 1999. وفي 2003، قدمت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "خارطة طريق" تنص على إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005، مقابل إنهاء الانتفاضة وتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. قبل ذلك، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في في 1947 القرار 181 الذي أصبح يعرف بـ"قرار التقسيم" الذي نصّ على أن "تُنشأ في فلسطين دولة يهودية ودولة عربية، مع اعتبار القدس كياناً متميزاً يخضع لنظام دولي خاص. ومن بين الدولتين المقرر إنشاؤهما بموجب هذا القرار، لم تظهر إلى الوجود إلا دولة واحدة هي إسرائيل"، وفق الأمم المتحدة. وقبل زعماء اليهود الخطة التي أعطتهم 56 في المئة من الأرض، ورفضتها جامعة الدول العربية. ثم أُعلنت دولة إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948. وبعد يوم واحد، بدأت حرب بين دول عربية وإسرائيل، وانتهت الحرب بسيطرة إسرائيل على 77 في المئة من الأراضي، لتظهر حدود جديدة عُرفت عملياً بـ"الخط الأخضر". كيف يبدو الموقف الفلسطيني والإسرائيلي من حل الدولتين؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال اجتماع في قاعدة عسكرية إسرائيلية عند معبر إيريز في 1998 تؤيد منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية، بدون حركتي حماس والجهاد الإسلامي، هذا الحل. ولا تمانع حركة حماس إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، بدون الاعتراف بإسرائيل. على الصعيد الآخر، وقعت إسرائيل في 1993 على اتفاقية أوسلو التي كان من المفترض أن تُفضي لقيام دولة فلسطينية. في 2009، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً أيد فيه علناً فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. العام الماضي، أيّد الكنيست الإسرائيلي إعلاناً لنتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية "من جانب واحد". وأكد بنيامين نتنياهو، أنه أبلغ الولايات المتحدة معارضته إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة. وقال نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن، التي ستشمل أراضي أي دولة فلسطينية مستقبلية. ما تأثير الضم الإسرائيلي والمستوطنات على حدود عام 1967؟ بعد أن احتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، أعلنت ضمها لإسرائيل بعد أيام. وفي 1980 أعلن الكنيست أن القدس هي عاصمة إسرائيل "الأبدية والموحدة". وتعتبر المجموعة الدولية احتلال القدس الشرقية وضمها غير شرعي، وتعتبرها أرضاً محتلة. أما الجولان السوري المحتل عام 1967، فقد أعلنت إسرائيل ضمه في 1981، وأصدر مجلس الأمن الدولي القرار 497 الذي أعلن بُطلان الضم. وقالت السلطة الفلسطينية، إن "مخططات إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية إليها تمثل تهديداً وجودياً للمشروع الوطني الفلسطيني وإنهاءً لحل الدولتين". وبعد اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي عام 2020، تقرر تعليق الضم. وقال نتنياهو عقب إعلان الاتفاق مستخدماً الاسم التوراتي للضفة الغربية "لا تغيير في خطتي لبسط سيادتنا في يهودا والسامرة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة. وأنا ملتزم بها. لم تتغير". لكن الحديث الإسرائيلي عن الضم عاد العام الحالي. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو مستوطن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، إن 2025 سيكون "عام السيادة في يهودا والسامرة". الشهر الماضي، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية بعد الإعلان عن إقامة 22 مستوطنة جديدة. وينظر إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة على أنها عقبة رئيسية أمام السلام الدائم، وتُقابل بإدانات دائمة من الأمم المتحدة باعتبارها غير قانونية. وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2024، يعيش قرابة 504 آلاف إسرائيلي في 147 مستوطنة و224 بؤرة استيطانية، وقرابة 233,600 ألف مستوطن في القدس الشرقية، وفق الأمم المتحدة. يرى جوست هيلترمان المستشار في برنامج الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية في حديث مع بي بي سي، أن المستوطنات الإسرائيلية تؤثر على إمكانية تحقيق حل الدولتين بناءً على حدود 1967. "ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة لا يزال قائماً، بالنظر لاتّساع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية"، وفق هيلترمان. وبتحليل راشيل نيلسون وهي محللة لشؤون الشرق الأوسط في معهد نيو لاينز للإستراتيجية والسياسة في الولايات المتحدة، فإن إنشاء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية على نطاق واسع أدى إلى خلق منطقة لن تكون قابلة للاستمرار كدولة فلسطينية ذات سيادة. وتضيف ويلسون لبي بي سي، أن المستوطنات شكّلت عقبة كبيرة أمام تحقيق حل الدولتين على أساس حدود 1967، لوجودها في الأرض الفلسطينية المحتلة بهدف توسيع سيادة إسرائيل عبر حدود 1967، في انتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة. ويرى الفلسطينيون أن المستوطنات تهدف لـ"منع التوصل إلى تسوية فلسطينية/إسرائيلية، تسمح بإقامة كيان فلسطيني ذي ولاية جغرافية واحدة متواصلة"، وفق وكالة (وفا). الشهر الماضي، قالت سيخريد كاخ منسقة الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط أمام مجلس الأمن إن أفضل وصف للوضع في الضفة الغربية هو أنه "تسريع للضم الفعلي عبر التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأرض وعنف المستوطنين. وإذا لم يُبدّل هذا الوضع، فإنه سيجعل حل الدولتين مستحيلاً عملياً". ووفق رؤية ويلسون، فإن الضم الإسرائيلي الرسمي للضفة الغربية، كلياً أو جزئياً يشير لانتهاء حل الدولتين القائم على حدود 1967، ويقضي على أي فرصة لسلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ما القرارات الدولية المرتبطة بحل الدولتين وحدود 1967؟ برز الحديث عن حل الدولتين بعد حرب عام 1967، عندما أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 242 الذي أسس لفكرة "الأرض مقابل السلام" في الصراع العربي- الإسرائيلي. ودعا القرار 242 الإسرائيليين للانسحاب من "أراض احتلتها" في حرب 1967 وفق النسخة الإنجليزية من القرار، ويؤكد على "عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب". الذي أسس لفكرة "الأرض مقابل السلام" في الصراع العربي- الإسرائيلي. ودعا القرار 242 الإسرائيليين للانسحاب من "أراض احتلتها" في حرب 1967 وفق النسخة الإنجليزية من القرار، ويؤكد على "عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب". عام 1968 دعا مجلس الأمن في قراره رقم 252 إسرائيل إلى إلغاء جميع إجراءاتها لتغيير وضع القدس، معتبراً أنّ جميع الإجراءات والأعمال التي نفّذتها إسرائيل في القدس، بما في ذلك مصادرة الأراضي والأملاك التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في الوضع القانوني للمدينة، هي إجراءات باطلة. ودعا القرار 252 إسرائيل إلى الامتناع فوراً عن القيام بأي عمل يغير وضع القدس. إسرائيل إلى إلغاء جميع إجراءاتها لتغيير وضع القدس، معتبراً أنّ جميع الإجراءات والأعمال التي نفّذتها إسرائيل في القدس، بما في ذلك مصادرة الأراضي والأملاك التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في الوضع القانوني للمدينة، هي إجراءات باطلة. ودعا القرار 252 إسرائيل إلى الامتناع فوراً عن القيام بأي عمل يغير وضع القدس. بعد حرب عام 1973 دعا مجلس الأمن الدولي في القرار 338 إلى وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 242، ودعا صراحة إلى بدء المفاوضات لإقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. إلى وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 242، ودعا صراحة إلى بدء المفاوضات لإقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. في 1981 أصدر مجلس الأمن القرار 497 الذي اعتبر فرض إسرائيل قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري المحتل باطل ولاغٍ وليس له أثر قانوني دولي. هل حل الدولتين لا يزال واقعياً؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، جنديان إسرائيليان أمام عامل فلسطيني عند بوابة في الجدار العازل الإسرائيلي عند مدينة قلقيلية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة في 2004 تُشكّك أطراف مختلفة بإمكانية تطبيق حل الدولتين في ظل معطيات مختلفة، كتوسع الاستيطان، ووجود الجدار العازل، وتصاعد العنف، وتغير بعض المواقف الرسمية. كما أن المسار الذي حدده اتفاق أوسلو الذي اعتمد مبدأ الأرض مقابل السلام لم يصل إلى نقطة النهاية التي رسمت له. ترى ويلسون في حديث مع بي بي سي أن حل الدولتين أصبح بعيد المنال في الوقت الحاضر. "رفض إسرائيل لقيام دولة فلسطينية، وإجراءاتها لترسيخ واقع الدولة الواحدة، حالا دون اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات لإحياء مفاوضات السلام"، تقول ويلسون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store