
البحرية الأميركية تلغي برنامجها الصاروخي فرط الصوتي HALO
ألغت البحرية الأميركية رسمياً برنامجها الصاروخي الهجومي المضاد للسطح HALO، الذي يطلق من الجو بسرعة فرط صوتية (وهي الأنظمة التي تتخطى سرعتها 5 ماخ)، وهو أحد المكونات الرئيسية لمبادرة الحرب الهجومية المضادة للسطح OASuW Inc 2.
وكان من المقرر أن يوفر نظام HALO صاروخاً بعيد المدى وعالي السرعة، يمكنه تحييد السفن الحربية المعادية بسرعات فرط صوتية، ولكن مجموعة من القيود المالية والتحديات التقنية وتغير الأولويات الاستراتيجية أدت إلى إيقافه، وذلك وفقاً لموقع EurAsian Times.
وقال المتحدث باسم البحرية الأميركية، رون فلاندرز، إن الخدمة ألغت طلب تقديم العطاءات لتطوير هندسة وتصنيع أنظمة الحرب الهجومية الجوية المضادة للسطح HALO، في خريف عام 2024؛ بسبب قيود الميزانية التي تمنع نشر قدرات جديدة ضمن جدول التسليم المخطط له.
وأضاف فلاندرز، أن القرار اتُخذ بعد أن أجرت البحرية الأميركية تحليلاً دقيقاً، بالنظر إلى اتجاهات التكلفة وأداء البرنامج، عبر قاعدة الصناعات المتعلقة بالذخائر مقارنة بأولويات البحرية والالتزامات المالية الحالية.
ومُنحت عقود HALO الأولية عام 2023 لشركتي الدفاع العملاقتين Raytheon وLockheed Martin.
ورغم عدم الإعلان عن تفاصيل تصميميهما، إلا أنه كان يُعتقد على نطاق واسع أن كلا المقترحين يتضمنان تقنيات دفع متقدمة، مثل محركات ramjet أو scramjet، المصممة لتحقيق سرعات فرط صوتية بشكل مستمر.
وتم التخطيط في البداية لنشر هذه الأنظمة على طائرات F/A-18E/F Super Hornet، مع وضع هدف طويل الأمد يتمثل في تكييفها مع المنصات القائمة على السفن والغواصات أيضاً.
وشاركت الشركتان أيضاً في برنامج DARPA للأسلحة الجوية الأسرع من الصوت HAWC، والذي وضع الأساس لمبادرة صاروخ كروز هجومي فرط صوتي HACM التابعة للقوات الجوية الأميركية.
وتعاونت شركتي Raytheon وNorthrop Grumman في كل من نظامي HAWC وHACM، بهدف تحقيق طموح القوات الجوية لنشر صاروخ كروز فرط صوتي من الجيل التالي.
عقبات أمام المشروع
ورغم هذا الإرث التقني والمعرفة المؤسسية، لم يتمكن مشروع HALO في النهاية من التغلب على العقبات المالية واللوجستية التي واجهته.
ويأتي إلغاء برنامج HALO عقب "خيبة أمل" أخرى في مجال الأسلحة الأسرع من الصوت، بعدما تم إيقاف سلاح الجو الأميركي لبرنامج سلاح الاستجابة السريعة المُطلق جواً ARRW.
وكان برنامج ARRW بقيادة شركة Lockheed Martin، يهدف إلى نشر مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت من قاذفة B-52، بسرعات تتجاوز 5 ماخ.
ويشير مصطلح "مركبة انزلاقية" إلى نوع من المركبات غير المأهولة القادرة على المناورة والانزلاق بسرعة تفوق سرعة الصوت، وقد تكون محملة بحمولة يتم إلقائها عند مرحلة ما، أو تستخدم للاصطدام المباشر بالهدف.
وعانى البرنامج الأميركي من "سلسلة من الإخفاقات والمضاعفات الفنية والقيود التصميمية"، ما أدى في النهاية إلى إيقافه، بحسب Eurasiantimes.
وكشف مسار برنامج ARRW، الذي اتسم بتحديات اختبارية مستمرة وأداء متذبذب، عن التعقيدات العميقة التي تكتنف تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت.
وحتى استمرار التمويل لم يُنقذ البرنامج من شعور متزايد بالشك داخل البنتاجون.
"قيود الميزانية"
لا تُمثل عمليات إلغاء البرنامجين المزدوجين مجرد "فشل منفرد" في المنصات؛ بل تعكس تحولاً أوسع في نهج الولايات المتحدة تجاه تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت.
وبعد أن روج لها لفترة طويلة باعتبارها أساسيةً للحفاظ على التكافؤ التكنولوجي مع نظرائها من المنافسين كالصين وروسيا، اعتبرت الصواريخ الأسرع من الصوت بمثابة القفزة التالية في قدرة الضربات الدقيقة، المصممة لتفادي أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً.
ويشير التراجع المفاجئ عن كل من HALO وARRW إلى إعادة تقييم داخل الولايات المتحدة للتكلفة والجدوى الفعلية في زمن الحرب.
ويعد تغيير موقف البحرية الأميركية ملحوظاً بشكل خاص؛ فبدلاً من السعي وراء القدرات الأسرع من الصوت بأي ثمن، تُكثف البحرية الأميركية جهودها لتحديث ونشر أنظمة مجربة وموثوقة وفعالة.
ويعتبر الصاروخ طويل المدى المضاد للسفن LRASM حجر الزاوية في هذا النهج المُعدل، وهو مبني على منصة صاروخ AGM-158 المشترك جو-أرض (JASSM) دون سرعة الصوت.
ورغم افتقار LRASM إلى السرعة الأسرع من الصوت، إلا أنه يُعوض ذلك بدقة التوجيه، وقدرات التخفي، وسهولة الانتشار.
ويجري العمل حالياً على تطوير نسخة من الجيل التالي من صاروخ LRASM، الذي يعد بمدى أطول وقدرة بقاء مُحسنة.
وإلى جانب ذلك، نشرت البحرية الأميركية صاروخ AIM-174B، وهو نسخة تُطلق جواً مشتقة من عائلة SM-6.
وكان من المقرر في الأصل أن يكون نظاماً متعدد المهام يتم إطلاقه من السطح، بما في ذلك الأدوار المضادة للطائرات والهجوم البري، ولكن الآن يُنظر إلى AIM-174B على أنه سلاح مضاد للسفن عالي السرعة ومتعدد الاستخدامات.
وتعكس هذه الاستراتيجية، الأكثر تحفظاً وتركيزاً على المنصة؛ إدراكاً بأن الطموح التكنولوجي يجب أن يرتكز على إمكانية التسليم العملي.
وأبرزت تجارب HALO وARRW التحديات الهندسية "المستعصية"، المرتبطة بالطيران الأسرع من الصوت، بدءاً من الدفع والحماية الحرارية ووصولاً إلى دقة الاستهداف.
وفي ظل بيئة مالية متزايدة القيود، يختار البنتاجون تحسين التقنيات الحالية بدلاً من المخاطرة بعوائد غير مؤكدة.
سباق تسلح متسارع
حتى مع إعادة الولايات المتحدة تقييمها لموقفها، يواصل خصومها الضغط، إذ قطعت روسيا والصين شوطاً كبيراً في نشر أنظمة فرط صوتية، ما يُعيد تحديد موازين القوى في حرب الصواريخ المتقدمة باستمرار.
وجرى استخدام صاروخ Kinzhal الروسي بالفعل في الصراع بأوكرانيا، وهو ما يمثل أحد الاستخدامات القتالية القليلة المعروفة لسلاح يعمل بسرعات فرط صوتية.
وفي حين ناقش المحللون في الغرب ما إذا كان kinzhal مؤهلاً ليكون سلاح فرط صوتي نظراً لأصوله الصاروخية الباليستية ونقاط ضعفه المحتملة للاعتراض، فإن استخدامه العملي يوضح استعداد موسكو لنشر أسلحة عالية السرعة في بيئات متنازع عليها.
وفي غضون ذلك، أفادت التقارير بأن صواريخ DF-17، التي عُرضت في العروض العسكرية الوطنية، قد أُدرجت في قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني.
وبالرغم من أنه لم يُختبر قتالياً بعد، إلا أن نشره يُرسل إشارة قوية لجدية بكين في دمج تقنيات فرط الصوت في استراتيجيتها العسكرية.
ويشير الخبراء إلى أن صاروخ DF-17، المُصمم للمناورة بشكل غير متوقع بسرعات عالية، يُشكل تهديداً حقيقياً لأنظمة الدفاع الصاروخي الحالية للولايات المتحدة وحلفائها، وخاصةً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
في المقابل، يبدو أن الولايات المتحدة تُقلص من التزاماتها، إلا أن هذا التحول الحذر ينذر بتركها في سباق تسلح متسارع.
وبإعطاء الأولوية للفعالية من حيث التكلفة، والتوافقية، والاستعداد على المدى القريب على الابتكارات عالية المخاطر، قد "تُضيع واشنطن مزاياها المستقبلية في سبيل الموثوقية الفورية"، وذلك وفقاً لـEurAsian Times.
ويكمن التحدي في موازنة هذه الضرورات المتنافسة دون التنازل عن أرضية استراتيجية لمنافسين أكثر عدوانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- الوئام
الهالة الشمسية.. ظاهرة فلكية نُسجت حولها الأساطير
شهدت سماء جنوب السعودية، صباح اليوم، مشهدًا سماويًا نادرًا، تمثل في ظهور هالة ضوئية تحيط بقرص الشمس، في لوحة طبيعية آسرة خطفت الأنظار خاصة سكان منطقتي عسير وجازان. وبدا المشهد كما لو أنه إطار ضوئي ناعم وشفاف رسم دائرة مكتملة حول الشمس، ما دفع الكثيرين إلى توثيقه بعدساتهم ومشاركته على منصات التواصل الاجتماعي. ووفقًا لما أكده المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن هذه الظاهرة تُعرف باسم 'هالة 22 درجة'، وهي ظاهرة بصرية تنتج عن انكسار وانعكاس أشعة الشمس عبر بلورات الجليد السداسية الشكل الموجودة في السحب العالية والرقيقة، وبالتحديد سحب السيرس الباردة. وأضاف أبو زاهرة أن الهالة الشمسية تتكوَّن عندما يمر ضوء الشمس داخل هذه البلورات، فينكسر بزاوية تقدر بـ 22 درجة، وهو ما يمنح الظاهرة اسمها. تتخذ البلورات شكل أعمدة سداسية طويلة تشبه 'أقلام الرصاص'، وتعمل كمزيج من المنشورات والمرايا الطبيعية، حيث تشتت ضوء الشمس في اتجاهات متعددة، مكوّنة الهالة المضيئة التي نشاهدها بالعين المجردة. هالة الشمس في مشهد سماوي آسر، قد يلاحظ الناس أحيانًا دائرة مضيئة تحيط بالشمس، تبدو كأنها قوس قزح ناعم يدور حولها. هذه الظاهرة تُعرف بـ'الهالة الشمسية' أو Halo، وهي واحدة من أروع الظواهر البصرية التي تحدث في الغلاف الجوي، وتحمل في طياتها تفسيرًا علميًا دقيقًا يعكس تفاعلات الضوء مع بلورات الجليد العالقة في السماء. ما هي الهالة الشمسية وأنواعها؟ الهالة الشمسية هي ظاهرة بصرية تنتج عن انكسار وانعكاس الضوء عبر بلورات الجليد السداسية الشكل الموجودة في السحب الرقيقة العالية (Cirrostratus) على ارتفاعات تتراوح بين 5 و10 كيلومترات من سطح الأرض. تتسبب هذه البلورات في انكسار الضوء بزاوية محددة غالبًا ما تكون 22 درجة، ما يؤدي إلى تكوّن دائرة كاملة أو نصف دائرة ملونة حول الشمس. هناك عدة أنواع للهالة الشمسية، منها الهالة بزاوية 22 درجة: وهي الأكثر شيوعًا، وتظهر كحلقة ضوء بيضاء أو ملونة حول الشمس، والهالة بزاوية 46 درجة: نادرة، وأكبر حجمًا، وأقواس الشمس الجانبية (Sun Dogs): تظهر كنقطتي ضوء على جانبي الشمس داخل الهالة. أساطير حول الهالة الشمسية يعتقد البعض أن ظهور الهالة مؤشر على تغيرات جوية قادمة، وغالبًا ما تسبق اضطرابات الطقس أو قدوم جبهات هوائية رطبة، لأن السحب المرتفعة التي تحتوي على بلورات الجليد غالبًا ما تسبق الأمطار أو العواصف. وعلميًا، ظهور الهالة الشمسية لا يشير إلى أحداث غامضة أو نذير شؤم، كما يُشاع في بعض الثقافات. لكنها قد تكون مؤشّرًا على اقتراب تغيرات جوية، خاصة إذا تبعتها غيوم أكثر كثافة أو أمطار، حيث تدل على رطوبة مرتفعة في طبقات الجو العليا. رصد الهالة الشمسية يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، لكن يُنصح بعدم النظر مباشرة إلى الشمس. يُفضّل استخدام نظارات شمسية معتمدة أو كاميرات مزوّدة بمرشحات لضمان سلامة العين. مع ذلك، فإن رؤية الهالة نفسها ليست خطيرة، لكن التحديق مباشرة في الشمس بدون حماية مناسبة قد يضر العينين، ومن الأفضل استخدام نظارات شمسية مستقطبة أو تصوير الظاهرة عبر كاميرات مزودة بمرشحات. الهالة الشمسية ليست مجرد عرض بصري ساحر، بل هي نافذة على التفاعلات الدقيقة بين الضوء والمادة في طبقات الغلاف الجوي. وبينما يذهلنا جمالها، يذكرنا العلم بأنها نتاج قوانين الطبيعة الرائعة.


الشرق السعودية
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
البحرية الأميركية تلغي برنامجها الصاروخي فرط الصوتي HALO
ألغت البحرية الأميركية رسمياً برنامجها الصاروخي الهجومي المضاد للسطح HALO، الذي يطلق من الجو بسرعة فرط صوتية (وهي الأنظمة التي تتخطى سرعتها 5 ماخ)، وهو أحد المكونات الرئيسية لمبادرة الحرب الهجومية المضادة للسطح OASuW Inc 2. وكان من المقرر أن يوفر نظام HALO صاروخاً بعيد المدى وعالي السرعة، يمكنه تحييد السفن الحربية المعادية بسرعات فرط صوتية، ولكن مجموعة من القيود المالية والتحديات التقنية وتغير الأولويات الاستراتيجية أدت إلى إيقافه، وذلك وفقاً لموقع EurAsian Times. وقال المتحدث باسم البحرية الأميركية، رون فلاندرز، إن الخدمة ألغت طلب تقديم العطاءات لتطوير هندسة وتصنيع أنظمة الحرب الهجومية الجوية المضادة للسطح HALO، في خريف عام 2024؛ بسبب قيود الميزانية التي تمنع نشر قدرات جديدة ضمن جدول التسليم المخطط له. وأضاف فلاندرز، أن القرار اتُخذ بعد أن أجرت البحرية الأميركية تحليلاً دقيقاً، بالنظر إلى اتجاهات التكلفة وأداء البرنامج، عبر قاعدة الصناعات المتعلقة بالذخائر مقارنة بأولويات البحرية والالتزامات المالية الحالية. ومُنحت عقود HALO الأولية عام 2023 لشركتي الدفاع العملاقتين Raytheon وLockheed Martin. ورغم عدم الإعلان عن تفاصيل تصميميهما، إلا أنه كان يُعتقد على نطاق واسع أن كلا المقترحين يتضمنان تقنيات دفع متقدمة، مثل محركات ramjet أو scramjet، المصممة لتحقيق سرعات فرط صوتية بشكل مستمر. وتم التخطيط في البداية لنشر هذه الأنظمة على طائرات F/A-18E/F Super Hornet، مع وضع هدف طويل الأمد يتمثل في تكييفها مع المنصات القائمة على السفن والغواصات أيضاً. وشاركت الشركتان أيضاً في برنامج DARPA للأسلحة الجوية الأسرع من الصوت HAWC، والذي وضع الأساس لمبادرة صاروخ كروز هجومي فرط صوتي HACM التابعة للقوات الجوية الأميركية. وتعاونت شركتي Raytheon وNorthrop Grumman في كل من نظامي HAWC وHACM، بهدف تحقيق طموح القوات الجوية لنشر صاروخ كروز فرط صوتي من الجيل التالي. عقبات أمام المشروع ورغم هذا الإرث التقني والمعرفة المؤسسية، لم يتمكن مشروع HALO في النهاية من التغلب على العقبات المالية واللوجستية التي واجهته. ويأتي إلغاء برنامج HALO عقب "خيبة أمل" أخرى في مجال الأسلحة الأسرع من الصوت، بعدما تم إيقاف سلاح الجو الأميركي لبرنامج سلاح الاستجابة السريعة المُطلق جواً ARRW. وكان برنامج ARRW بقيادة شركة Lockheed Martin، يهدف إلى نشر مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت من قاذفة B-52، بسرعات تتجاوز 5 ماخ. ويشير مصطلح "مركبة انزلاقية" إلى نوع من المركبات غير المأهولة القادرة على المناورة والانزلاق بسرعة تفوق سرعة الصوت، وقد تكون محملة بحمولة يتم إلقائها عند مرحلة ما، أو تستخدم للاصطدام المباشر بالهدف. وعانى البرنامج الأميركي من "سلسلة من الإخفاقات والمضاعفات الفنية والقيود التصميمية"، ما أدى في النهاية إلى إيقافه، بحسب Eurasiantimes. وكشف مسار برنامج ARRW، الذي اتسم بتحديات اختبارية مستمرة وأداء متذبذب، عن التعقيدات العميقة التي تكتنف تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت. وحتى استمرار التمويل لم يُنقذ البرنامج من شعور متزايد بالشك داخل البنتاجون. "قيود الميزانية" لا تُمثل عمليات إلغاء البرنامجين المزدوجين مجرد "فشل منفرد" في المنصات؛ بل تعكس تحولاً أوسع في نهج الولايات المتحدة تجاه تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت. وبعد أن روج لها لفترة طويلة باعتبارها أساسيةً للحفاظ على التكافؤ التكنولوجي مع نظرائها من المنافسين كالصين وروسيا، اعتبرت الصواريخ الأسرع من الصوت بمثابة القفزة التالية في قدرة الضربات الدقيقة، المصممة لتفادي أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً. ويشير التراجع المفاجئ عن كل من HALO وARRW إلى إعادة تقييم داخل الولايات المتحدة للتكلفة والجدوى الفعلية في زمن الحرب. ويعد تغيير موقف البحرية الأميركية ملحوظاً بشكل خاص؛ فبدلاً من السعي وراء القدرات الأسرع من الصوت بأي ثمن، تُكثف البحرية الأميركية جهودها لتحديث ونشر أنظمة مجربة وموثوقة وفعالة. ويعتبر الصاروخ طويل المدى المضاد للسفن LRASM حجر الزاوية في هذا النهج المُعدل، وهو مبني على منصة صاروخ AGM-158 المشترك جو-أرض (JASSM) دون سرعة الصوت. ورغم افتقار LRASM إلى السرعة الأسرع من الصوت، إلا أنه يُعوض ذلك بدقة التوجيه، وقدرات التخفي، وسهولة الانتشار. ويجري العمل حالياً على تطوير نسخة من الجيل التالي من صاروخ LRASM، الذي يعد بمدى أطول وقدرة بقاء مُحسنة. وإلى جانب ذلك، نشرت البحرية الأميركية صاروخ AIM-174B، وهو نسخة تُطلق جواً مشتقة من عائلة SM-6. وكان من المقرر في الأصل أن يكون نظاماً متعدد المهام يتم إطلاقه من السطح، بما في ذلك الأدوار المضادة للطائرات والهجوم البري، ولكن الآن يُنظر إلى AIM-174B على أنه سلاح مضاد للسفن عالي السرعة ومتعدد الاستخدامات. وتعكس هذه الاستراتيجية، الأكثر تحفظاً وتركيزاً على المنصة؛ إدراكاً بأن الطموح التكنولوجي يجب أن يرتكز على إمكانية التسليم العملي. وأبرزت تجارب HALO وARRW التحديات الهندسية "المستعصية"، المرتبطة بالطيران الأسرع من الصوت، بدءاً من الدفع والحماية الحرارية ووصولاً إلى دقة الاستهداف. وفي ظل بيئة مالية متزايدة القيود، يختار البنتاجون تحسين التقنيات الحالية بدلاً من المخاطرة بعوائد غير مؤكدة. سباق تسلح متسارع حتى مع إعادة الولايات المتحدة تقييمها لموقفها، يواصل خصومها الضغط، إذ قطعت روسيا والصين شوطاً كبيراً في نشر أنظمة فرط صوتية، ما يُعيد تحديد موازين القوى في حرب الصواريخ المتقدمة باستمرار. وجرى استخدام صاروخ Kinzhal الروسي بالفعل في الصراع بأوكرانيا، وهو ما يمثل أحد الاستخدامات القتالية القليلة المعروفة لسلاح يعمل بسرعات فرط صوتية. وفي حين ناقش المحللون في الغرب ما إذا كان kinzhal مؤهلاً ليكون سلاح فرط صوتي نظراً لأصوله الصاروخية الباليستية ونقاط ضعفه المحتملة للاعتراض، فإن استخدامه العملي يوضح استعداد موسكو لنشر أسلحة عالية السرعة في بيئات متنازع عليها. وفي غضون ذلك، أفادت التقارير بأن صواريخ DF-17، التي عُرضت في العروض العسكرية الوطنية، قد أُدرجت في قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني. وبالرغم من أنه لم يُختبر قتالياً بعد، إلا أن نشره يُرسل إشارة قوية لجدية بكين في دمج تقنيات فرط الصوت في استراتيجيتها العسكرية. ويشير الخبراء إلى أن صاروخ DF-17، المُصمم للمناورة بشكل غير متوقع بسرعات عالية، يُشكل تهديداً حقيقياً لأنظمة الدفاع الصاروخي الحالية للولايات المتحدة وحلفائها، وخاصةً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. في المقابل، يبدو أن الولايات المتحدة تُقلص من التزاماتها، إلا أن هذا التحول الحذر ينذر بتركها في سباق تسلح متسارع. وبإعطاء الأولوية للفعالية من حيث التكلفة، والتوافقية، والاستعداد على المدى القريب على الابتكارات عالية المخاطر، قد "تُضيع واشنطن مزاياها المستقبلية في سبيل الموثوقية الفورية"، وذلك وفقاً لـEurAsian Times. ويكمن التحدي في موازنة هذه الضرورات المتنافسة دون التنازل عن أرضية استراتيجية لمنافسين أكثر عدوانية.


الوئام
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- الوئام
في إطار رؤية 2030.. السعودية ترسم مستقبل الاتصالات الفضائية
خاص – الوئام في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الفضاء حول العالم، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز موقعها الريادي في مجال تكنولوجيا الفضاء والاتصالات. وخلال مشاركتها في الندوة الفضائية الأربعين التي أُقيمت في ولاية كولورادو الأمريكية، أكدت المملكة على أهمية التنسيق الدولي في مجال المعايير التقنية، بهدف دعم الاستثمار في الفضاء وتعزيز التعاون العالمي. حيث يمثل هذا الحدث جزءًا من رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز رائد للتكنولوجيا السحابية والاتصال في المنطقة. الندوة الفضائية الأربعين احتضنت مدينة كولورادو من 7 إلى 10 أبريل 2025، الندوة الفضائية الأربعين التي جمعت ممثلين من كبرى الشركات العالمية في صناعة الفضاء مثل SpaceX، أمازون من خلال مشروع Kuiper، وشركات Iridium، EchoStar، Lockheed Martin، وBoeing . وقد جاءت المشاركة السعودية في هذا الحدث في وقت حاسم، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للاتصال والتكنولوجيا السحابية مع الوصول الاستراتيجي إلى أسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا. تنسيق المعايير التقنية وخلال الندوة ألقى محمد بن سعود التميمي، محافظ الهيئة السعودية للاتصالات والفضاء والتكنولوجيا، كلمة في الندوة خلال الجلسة التي تم تنظيمها في 8 أبريل 2025، حيث دعا إلى ضرورة التنسيق على المعايير التقنية لتطوير بيئة استثمارية محفزة في قطاع اتصالات الفضاء. كما أكد التميمي على أن المملكة عازمة على تعزيز التكامل بين الفاعلين المحليين والدوليين، وتوفير فرص أكبر لدخول السوق لجميع مهام الفضاء، مع التأكيد على أهمية التوافق مع الأنظمة الفنية التي ستساهم في تقليل التكاليف الرأسمالية والتشغيلية. تطوير القطاع الفضائي تواصل المملكة العربية السعودية التزامها بتطوير القطاع الفضائي على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرة إلى أن القطاع يعتمد حاليًا على مجموعة من التقنيات غير الموحدة، مما يشكل تحديًا في تحقيق التكامل بين الأنظمة المختلفة. وفي الوقت ذاته، أشار التميمي إلى أن هذه التحديات تمثل فرصة لتعزيز التوافق بين التقنيات، وتقليل تكاليف التصنيع، وتحقيق خدمات أفضل للمستخدمين النهائيين. كما أكد أن السعودية ستكون شريكًا فاعلًا في دعم الابتكار والتقدم التكنولوجي في هذا المجال على مستوى العالم. خدمات الاتصال والتكنولوجيا السحابية تتمتع المملكة بموقع استراتيجي يجعلها قادرة على توفير خدمات الاتصال والتكنولوجيا السحابية لأسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا عبر البحر الأحمر والخليج العربي. هذا الموقع يساهم في جعل المملكة مركزًا رئيسيًا للتكنولوجيا، مما يعزز من مكانتها كمحور إقليمي في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتعكس هذه التحولات الطموحات التي تتبناها المملكة من خلال رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى دولة ذات قدرة تنافسية عالية في مختلف المجالات التكنولوجية والفضائية. تعتبر المملكة العربية السعودية السوق الأكبر والأسرع نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفقًا لإحصاءات إدارة التجارة الدولية الأمريكية، بلغ حجم السوق السعودي في هذا المجال أكثر من 40.9 مليار دولار أمريكي، وهو ما يشكل 4.1% من الناتج المحلي الإجمالي. يعكس هذا النمو السريع التزام المملكة بتعزيز اقتصادها الرقمي ودعم الابتكار في القطاع التكنولوجي، والذي يعد جزءًا أساسيًا من رؤية السعودية 2030. دعم الابتكار من خلال الجلسات المختلفة في الندوة، تم مناقشة سبل دعم الابتكار في مجال اتصالات الفضاء وتوسيع استخدام هذه التقنيات. كما تم التركيز على ضرورة بناء نظام متكامل من خلال التعاون بين الحكومات والشركات والمنظمات الدولية، مع تعزيز الأطر التنظيمية التي تدعم الابتكار وتوحيد المعايير. كان الهدف الأساسي من هذه النقاشات هو تشجيع الاستثمار التكنولوجي والتعاون الدولي في قطاع الفضاء. على هامش المؤتمر، عقد محمد بن سعود التميمي اجتماعات مع عدد من الشخصيات البارزة في مجال الفضاء، من بينها اللورد ديفيد ويلتس، رئيس وكالة الفضاء البريطانية، وجانيت بيترو، المديرة التنفيذية المؤقتة لوكالة ناسا. حيث تم استكشاف فرص التعاون بين المملكة العربية السعودية وهذه المؤسسات الدولية في مجالات استكشاف الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة. هذه الاجتماعات تأتي في إطار الجهود المستمرة للمملكة لتعزيز ريادتها العالمية في قطاع الفضاء.