logo
خبيرة أميركية: حرب الولايات المتحدة مع إيران ستكون كارثة

خبيرة أميركية: حرب الولايات المتحدة مع إيران ستكون كارثة

الجزيرةمنذ 16 ساعات

حذرت خبيرة أميركية من دخول الولايات المتحدة في حرب مباشرة مع إيران على خلفية الهجوم الإسرائيلي المفاجئ يوم الجمعة، الذي قضى على أي فرصة للتوصل إلى الاتفاق النووي الذي كانت الولايات المتحدة تسعى إليه منذ عدة أشهر.
وفي مقال بنيويورك تايمز، قالت روزماري كيلانيك -وهي مديرة برنامج الشرق الأوسط في منظمة أولويات الدفاع- إن دخول أميركا في حرب مع إيران سيكون كارثة، وسيُضاف إلى سلسلة الإخفاقات التي راكمتها واشنطن في المنطقة خلال عقود.
وترى الكاتبة أن الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران قوّض فرصة التوصل للاتفاق النووي الذي كانت الولايات المتحدة تسعى إليه، وعرّض القوات الأميركية المنتشرة بالمنطقة، والبالغ عددها 40 ألف جندي، للخطر، مما جعلها عرضة لخطر الرد الإيراني المباشر، مما قد يجر أميركا إلى حرب مع إيران.
وتتوقع الخبيرة أن يضغط نتنياهو والأصوات المتشددة بالولايات المتحدة على الرئيس دونالد ترامب لمساعدة إسرائيل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وهو أمر سيكون من الصعب على إسرائيل تنفيذه بمفردها، وقد لا يتمكّن حتى الجيش الأميركي من تحقيقه، معتبرة أن ذلك سيكون أسوأ خطأ في رئاسة ترامب.
وترى كيلانيك أن أميركا لن تكسب شيئا من المواجهة العسكرية مع إيران، التي تقع في منتصف الكرة الأرضية وتسبب مشاكل في محيطها الإقليمي، لكنها "لا تشكّل تهديدا أمنيا خطيرا" لأميركا، وتوقعت أن بلادها ستخسر الكثير في هذه الحرب المحتملة ويتمثل ذلك في أرواح الجنود، وإهدار واشنطن أي فرصة للتخلص من ماضيها السيئ في المنطقة.
وأشارت كيلانيك إلى أن الأميركيين من جميع الأطياف السياسية يعارضون الحرب مع إيران، ربما لأنهم استوعبوا درسين رئيسيين من حروب أميركا في الشرق الأوسط على مدى الـ25 سنة الماضية، والتي كانت لها عواقب سلبية على الأمن القومي الأميركي.
وتتوقع كيلانيك أن الحرب المحتملة مع إيران ستكون أكثر كارثية. وعن سيناريو تلك الحرب، ترجّح كيلانيك أن يبدأ الجيش الأميركي شن غارات جوية بدلا من غزو بري، نظرا لمساحة إيران الكبيرة ولتضاريسها الجبلية الوعرة.
ونبّهت الخبيرة إلى أنه على غرار الحملة الأميركية الفاشلة على الحوثيين والتي كلفت 7 مليارات دولار، فإن الغارات الجوية على إيران ستكون باهظة التكلفة، وتنطوي على مخاطر كبيرة بوقوع خسائر بشرية أميركية، ومن المرجح أن تبوء بالفشل على أي حال.
وفي هذا الصدد، أكدت كيلانيك أن إيران أكثر قدرة على الدفاع عن نفسها من الحوثيين، وإذا فشلت الغارات الجوية في تدمير قدرات إيران النووية، فإنه لن يبقى أمام أميركا سوى الدمج بين التدخل الجوي والبري، ربما على غرار التدخل الأميركي في أفغانستان عام 2001 لإسقاط نظام حركة طالبان.
وحتى في أفضل السيناريوهات، وهو تدمير أميركا لغالبية المواقع النووية الإيرانية، فإن ذلك، في نظر الكاتبة، لن يُؤدي سوى إلى تأخير تقدم إيران نحو تطوير قنبلة نووية لأن الحرب لن تحول دون التسلح على المدى البعيد، ولذلك لطالما كان الخيار الأمثل للتعامل مع إيران هو الدبلوماسية أو الإهمال.
وأوضحت الكاتبة أن برنامج التخصيب الإيراني مستمر لأكثر من 20 عاما، ويتم في مواقع متعددة بالبلاد ويشرف عليه آلاف العلماء، 3000 منهم في منشأة أصفهان وحدها ومن المُرجّح أن يكون هناك عدد من هؤلاء العلماء على إلمام بكيفية تخصيب اليورانيوم الضروري للاستخدام في صُنع الأسلحة، وبالتالي فإن إسرائيل لن تتمكن من القضاء عليهم جميعا، على الرغم من استهدافهم المباشر في غاراتها الجوية الأخيرة.
إعلان
وفي حال ما حافظت إيران على المعرفة التقنية اللازمة فإنها قد تتمكّن من إعادة بناء منشآتها النووية بسرعة، وسيزداد النظام الإيراني إصرارا على التسلح لردع أي هجمات إسرائيلية وأميركية مستقبلية، وفق تحليل الخبيرة كيلانيك.
ودعت الكاتبة ترامب للوفاء بالتزامه بعدم إشعال أي حروب جديدة ولمقاومة الضغوط الإسرائيلية والأميركية لتفادي الانجرار لورطة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط وهذه المرة على يد إسرائيل، "التي يبدو أنها لم تعد تدريجيا حليفا حقيقيا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرب مع إيران يُعرّض اقتصاد إسرائيل لتحديات صعبة
الحرب مع إيران يُعرّض اقتصاد إسرائيل لتحديات صعبة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الحرب مع إيران يُعرّض اقتصاد إسرائيل لتحديات صعبة

القدس المحتلة- في تطور غير مسبوق، دخلت إسرائيل في مرحلة جديدة من الصراع، وهذه المرة في مواجهة مباشرة مع إيران، وبينما كانت المؤسسة الأمنية تستعد لهذه اللحظة منذ أشهر، فإن المؤسسة الاقتصادية لم تتعامل بجدية كافية مع احتمالية نشوب هذا السيناريو، وبالتالي لم تدرج تبعاته في ميزانية الدولة، مما يفرض تحديات مالية جسيمة. تشير التقديرات إلى أن هذه الحرب قد تستمر، في أحد أكثر السيناريوهات قسوة، نحو شهر كامل، تتخلله 4 جولات قتالية متبادلة بين الجانبين. ووفقا لمعهد "أهارون" التابع لجامعة رايخمان في هرتسليا، وبالاستناد إلى مشاورات مع مسؤولين أمنيين كبار سابقين، فإن التكلفة الأمنية المباشرة لهذا السيناريو قد تصل إلى نحو 40 مليار شيكل (11.1 مليار دولار). لكن التكلفة لا تتوقف عند الإنفاق الدفاعي، فالحرب تفرض على الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعباء اقتصادية متزايدة، أبرزها توقف الأنشطة التجارية والخدماتية، خاصة لدى الشركات الصغيرة، كما حدث نهاية الأسبوع في قطاع المطاعم، إضافة إلى إلغاء فعاليات عامة وخاصة. وتتوزع التكاليف المدنية على عدة محاور، من ضمنها تعويضات الشركات، ومخصصات جنود الاحتياط، وانخفاض النشاط الاقتصادي العام، وارتفاع جاهزية الجبهة الداخلية. تأتي هذه النفقات الإضافية في ظل عجز قائم في ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية يبلغ 20 مليار شيكل (5.5 مليارات دولار)، ناجم عن استمرار العدوان على قطاع غزة بعد عملية " عربات جدعون"، التي أدت إلى تعبئة عدد كبير من قوات الاحتياط. في ظل اتساع رقعة الحرب وانخراط إيران بشكل مباشر، باتت ميزانية الدولة 2025، التي أقرها الكنيست قبل 3 أشهر غير ملائمة للواقع الجديد. فالأعباء المالية الطارئة، خصوصا في الجوانب الأمنية، تجاوزت التقديرات السابقة، مما يجعل الاستمرار في تنفيذ البنود الأصلية للميزانية أمرا غير واقعي. عجز متفاقم بالميزانية خلال أول يومين من الحرب مع إيران، بلغت التكلفة المباشرة للاقتصاد الإسرائيلي نحو 5.5 مليارات شيكل (1.53 مليار دولار)، منها 2.25 مليار شيكل للضربة الافتتاحية و3.25 مليارات للدفاع الجوي وتعبئة الاحتياط، بحسب تقديرات العميد (احتياط) رام عمينوح، الذي شغل في السابق مناصب رفيعة في وزارة الدفاع الإسرائيلية. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن عمينوح قوله إن "هذه الأرقام لا تشمل الخسائر غير المباشرة في الناتج المحلي والأضرار الممتدة بالبنية التحتية والممتلكات، خاصة في الشمال والنقب". وفي ظل استنزاف احتياطي الطوارئ بسبب حرب غزة، أوضح عمينوح أن ميزانية إسرائيل لعام 2025 تواجه عجزا متفاقما مع سقف عجز 4.9% من الناتج المحلي، مما يزيد الضغط المالي المفاجئ على الميزانية، إذ خفض بنك إسرائيل توقعات النمو إلى 3.6%، مع احتمال استمرار تعبئة قوات الاحتياط. خسائر أولية بالمليارات وفي مقابلة مع الموقع الإلكتروني "واي نت"، كشف مدير سلطة الضرائب شاي أهرونوفيتش، أن الأضرار الناتجة عن الهجوم الإيراني خلال أول يومين تقدر بنحو مليار شيكل (277 مليون دولار)، مع توقع استقبال 12 ألف مطالبة تعويض. وشبّه الوضع في الجبهة الداخلية بأنه "صعب جدا"، مؤكدا أن هذه التقديرات أولية فقط. إعلان وأوضح أن الحرب تسببت في شلل واسع بالأنشطة الاقتصادية، وأضرار واسعة بالبنى التحتية وتوقف الطيران، مما أدى إلى خفض تقديرات النمو بنسبة 0.1% حتى الآن. وإذا استمر التصعيد، قد تنخفض التقديرات بنسبة إضافية تصل إلى 0.3%. ولفت إلى أن إسرائيل تواجه أضرارا اقتصادية كبيرة في بدايات حرب قد تطول، مع تحديات في تمويل التعويضات، وضغوط على النمو والاستقرار المالي، وسط آمال بتعاف سريع حال انتهاء القتال. وأشار إلى أن تعويضات الأضرار تدفع من صندوق خاص لا تدرج نفقاته ضمن العجز العام بالميزانية، لكن المخصصات الحالية (2.4 مليار شيكل في 5 أشهر) غير كافية أمام اتساع الخسائر جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية. تهديد استقرار الاقتصاد وتجمع التقديرات للمحللين أن الحرب مع إيران تشكل أزمة مالية حادة تهدد استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، وتتطلب إعادة نظر عاجلة في السياسة المالية، واستعدادا لإنفاق طارئ يؤثر في كل بيت وقطاع في إسرائيل. وبحسب تقديرات المحرر الاقتصادي في صحيفة "ذا ماكر" سامي بيرتس، فإن الحكومة قد تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات سريعة لتقليص العجز المالي المتفاقم. وتشمل هذه الخطوات المحتملة تقليص الإنفاق في بعض البنود المدنية، مثل الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية، وربما أيضا اللجوء إلى رفع الضرائب، وذلك بحسب تطورات الوضع الميداني وتفاعل الأسواق المالية. هذه الإجراءات، في حال اعتمادها، قد تؤثر بشكل مباشر على حياة السكان والنشاط الاقتصادي العام، مما يضع الحكومة أمام معادلة صعبة بين تمويل الحرب والحفاظ على الاستقرار الداخلي. وخلافا للحروب السابقة مع منظمات مثل حركة حماس و حزب الله ، تمثل المواجهة الحالية -يضيف بيرتس- "حربا بين دولتين"، مما يثير مخاوف من اتساع النزاع إقليميًا. ويرى أن إسرائيل تواجه تحديا اقتصاديا غير مسبوق، يستدعي إعادة بناء سريعة للخطط المالية وتدخلا حكوميا عاجلا في ظل ضبابية المشهد وتداعيات الحرب. تخفيض التصنيف الائتماني تواجه إسرائيل أزمة مالية حادة مع اتساع الحرب مع إيران، إذ لم تكن ميزانية 2025 مجهزة لهذا التصعيد، حيث استنفد الاحتياطي الدفاعي بالكامل بسبب الحرب على غزة، وتجاوز الإنفاق الدفاعي المتوقع بين 15 و25 مليار شيكل (4.16 إلى 7 مليارات دولار) إضافية، على ما ذكر مراسل صحيفة "هآرتس" ناتي توكر. العمليات الجوية وتجنيد آلاف الجنود، يقول توكر: "تزيد الأعباء المالية"، وسط مخاوف من تخفيض التصنيف الائتماني بسبب تأثير الحرب على النمو والعجز وميزان المدفوعات. ولفت إلى أن وزارة المالية الإسرائيلية قامت بما يلي: خفضت توقعات النمو لعام 2025 من 4.3% إلى 3.6%. رفعت معدل التضخم مع تراجع قيمة الشيكل، مما يرفع تكلفة الاستيراد ويضغط على الأسعار. التعبئة العسكرية تسببت في نقص العمال وتباطؤ الإنتاج، مما يزيد من اختناقات العرض. ارتفاع النفقات العسكرية، سيدفع الحكومة إلى زيادة الإيرادات الضريبية، من خلال رفع الضرائب أو خفض الإنفاق المدني أو زيادة الاقتراض، مما يهدد التصنيف الائتماني. وأشار توكر إلى أن التحديات الاقتصادية الحالية ستظل قائمة طوال فترة الحرب مع إيران وربما بعدها، مما يستدعي إعادة فتح الميزانية وفرضية تخفيض تصنيف ائتماني محتمل. صندوق التعويضات لا يكفي أمام حجم الدمار بحسب صحيفة "غلوبس"، يمتلك صندوق التعويضات الإسرائيلي حاليا نحو 9.5 مليارات شيكل (2.7 مليار دولار)، وهو مبلغ لا يبدو كافيا في ظل حجم الأضرار غير المسبوقة التي خلّفها الهجوم الإيراني، خاصة مع احتمال استمرار التصعيد لفترة طويلة. وفي حين لم يصدر بعد تقييم دقيق، تشير المعطيات الميدانية إلى دمار واسع في الممتلكات والبنية التحتية، يفوق ما شهدته إسرائيل في حروب سابقة. وقد تتجاوز كلفة التعويضات الإجمالية 2.5 مليار شيكل التي تم دفعها خلال "السيوف الحديدية"، خصوصًا إذا شملت الأضرار غير المباشرة كخسائر الشركات وتوقف النشاط الاقتصادي. ويمول الصندوق من ضرائب الأملاك، وكان قد أنفق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 20.5 مليار شيكل (5.7 مليارات دولار). ومع تراجع الرصيد الحالي، تبحث وزارة المالية عن مصادر تمويل بديلة لتغطية التعويضات، خصوصا إذا توسعت رقعة المتضررين، وتؤكد التقديرات أن الأضرار المباشرة في هذه الحملة أوسع وأكثر تدميرًا من أي جولة سابقة. وأجبرت القيود الأمنية العديد من القطاعات كالمطاعم وقاعات المناسبات على التوقف، مما يعمّق الأزمة. ولا تزال الحكومة متأخرة في إعلان برامج دعم للأعمال أو للعمال، مما يفاقم التوتر في السوق، بحسب "غلوبس". وذكرت الصحيفة أن التمويل المتاح لا يواكب حجم الكارثة، وخطط الدعم لا تزال غائبة. في حال طال أمد الحرب مع إيران، سيكون على الحكومة اتخاذ قرارات عاجلة لتوفير التعويضات ومنع انهيار اقتصادي أوسع.

ترامب يتراجع بشأن ترحيل المهاجرين العاملين بقطاعات حيوية
ترامب يتراجع بشأن ترحيل المهاجرين العاملين بقطاعات حيوية

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترامب يتراجع بشأن ترحيل المهاجرين العاملين بقطاعات حيوية

سلطت صحيفتان أميركيتان الضوء على موضوع ترحيل المهاجرين غير النظاميين، فرأت واشنطن تايمز أن تركيز الرئيس دونالد ترامب تحول إلى المدن بدلا من "قلب أميركا، في حين كشفت أكسيوس عن استثناء كبير لصالح عمال بعض القطاعات. وقال موقع أكسيوس إن مسؤولي إدارة ترامب أصروا على استهداف ملايين المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بغض النظر عن عملهم ووضعهم الضريبي، ولكن ترامب يجري الآن استثناء كبيرا لصالح من يعملون في الفنادق والمزارع ومصانع تعبئة اللحوم والمطاعم. ورأى الموقع أن ترامب أذعن في هذه القضية لضغوط الشركات التي حذرت من الدمار الاقتصادي، وخاصة في قطاعي الزراعة والضيافة، وبذلك فتح الباب أمام ملايين العمال غير الشرعيين للبقاء في نهاية المطاف. وأعاد الموقع تصاعد هذه الضغوط إلى تزايد المداهمات العدوانية من قبل عناصر هيئة إنفاذ قوانين ب وكالة الهجرة والجمارك الملثمين والمدججين بالسلاح، مما أسهم في إشعال فتيل الاحتجاجات ضد أساليب الهيئة، لا سيما في لوس أنجلوس ، حيث استدعى ترامب الحرس الوطني ومشاة البحرية رغم اعتراض مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين. وبعد تنبيه وزيرة الزراعة بروك رولينز لترامب على قلق جماعات المزارعين من مداهمات الهجرة المكثفة التي تؤدي إلى اعتقال العمال أو توقفهم عن العمل بسبب الخوف، نشر ترامب رسالة على موقع " تروث سوشيال" قال فيها إن المهاجرين في قطاعي الزراعة والضيافة "عمال جيدون للغاية وقدامى"، وألمح إلى استثناء هؤلاء العمال الموجودين هنا بشكل غير قانوني، قائلا "التغييرات قادمة". وكذلك أرسل مسؤول كبير في هيئة الهجرة والجمارك الأميركية -في وقت لاحق- رسالة إلى مسؤولي الوكالة في جميع أنحاء البلاد، يطلب منهم فيها "تعليق جميع عمليات إنفاذ القانون في مواقع العمل المتعلقة بالزراعة والمطاعم والفنادق العاملة". وسبق أن طرح ترامب فكرة وضع استثناءات للعاملين في القطاعات الحيوية -كما يقول الموقع- واقترح مسارا للحصول على الجنسية للمهاجرين غير الموثقين "العظماء" الذين يلعبون أدوارا رئيسية في الاقتصاد. التركيز على المدن أما صحيفة واشنطن تايمز التي أثارت الموضوع نفسه، فركزت على توجيه ترامب إدارة الهجرة والجمارك بترحيل المهاجرين غير الشرعيين من المدن وبالذات تلك التي يديرها الديمقراطيون، لا من "قلب أميركا"، إذ قال إنه لا توجد حاجة لطرد الناس. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب ذكر -في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي- أنه لا يزال ملتزما "بأكبر برنامج ترحيل جماعي في التاريخ"، ولكنه وضع معايير جديدة لكيفية تنفيذه. وأوضح ترامب أن تحقيق ذلك يستدعي تكثيف الجهود لاحتجاز وترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في أكبر مدن أميركا، مثل لوس أنجلوس وشيكاغو ونيويورك، وقال "أريد من إدارة الهجرة والجمارك وحرس الحدود وضباط إنفاذ القانون الوطنيين العظماء، التركيز على مدننا الداخلية الموبوءة بالجرائم والقتلة، وتلك الأماكن التي تلعب فيها 'مدن الملاذ' دورا كبيرا. لا أحد يسمع عن 'مدن الملاذ' في قلب وطننا". وألمح ترامب -حسب الصحيفة- إلى صدور أمر قادم "للقيام بشيء حيال ذلك" لصالح المزارعين، بعد أن قال إنه سمع من المزارعين و"العاملين في قطاع الفنادق والترفيه" أن عمليات الترحيل العدوانية تستنزف قوتهم العاملة، وأن "استبدالهم يكاد يكون مستحيلا". ويأتي توجيه ترامب الجديد في الوقت الذي يواجه فيه ضباط دائرة الهجرة والجمارك رد فعل عنيفا، إذ ارتفعت معدلات الاعتداءات بأكثر من 400% -كما تقول الصحيفة- لا بسبب مقاومة المهاجرين للاعتقال فقط، بل لأن السكان تولوا زمام الأمور بأنفسهم في محاولة لإحباط الاعتقالات.

واشنطن وطهران على حافة المواجهة.. تصعيد متبادل أم تسوية مؤجلة؟
واشنطن وطهران على حافة المواجهة.. تصعيد متبادل أم تسوية مؤجلة؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

واشنطن وطهران على حافة المواجهة.. تصعيد متبادل أم تسوية مؤجلة؟

طهران- على وقع الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ فجر الجمعة على إيران ، وما يقابلها من قصف صاروخي إيراني، تتصاعد حدة التوتر في المنطقة وتتزايد التكهنات بشأن احتمالات انزلاق الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، مقابل جهود دبلوماسية تبذلها وساطات إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة. وتتهم طهران رسميا واشنطن بالتورط في العدوان الإسرائيلي على أراضيها، مستندة إلى تصريحات سابقة لمسؤولين أميركيين أقروا فيها بوجود تنسيق مباشر مع إسرائيل في تنفيذ الهجمات الأخيرة. وخلال لقائه بسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في طهران أمس الأحد، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تمتلك وثائق تثبت تورط قواعد عسكرية أميركية في دعم الهجمات الإسرائيلية. وقال عراقجي إن "الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن المشاركة في هذا العدوان"، محذرا من "التمادي في استهداف السيادة الإيرانية". بين التهديد والوساطة في المقابل، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحاته التصعيدية، مؤكدا مجددا أن بلاده "لن تتوانى عن الرد العسكري الساحق إذا ما استُهدفت مصالحها في المنطقة". وفي تصريحات لشبكة "إيه بي سي" الأميركية، أشار إلى احتمال تدخل بلاده لمساعدة إسرائيل في "القضاء على البرنامج النووي الإيراني". لكن ترامب، الذي سبق أن عبّر عن اعتقاده بضرورة خوض معارك قبل التوصل إلى اتفاق، عاد ليتحدث عن استعداد بلاده لقبول وساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء النزاع بين طهران وتل أبيب. وقال إن هناك "اتصالات جارية لعقد مفاوضات تؤدي إلى تهدئة"، مرجّحا التوصل إلى اتفاق قريب بين الجانبين. رغم ذلك، أفاد مصدر مطلع على المباحثات أن طهران أبلغت الوسيطين القطري والعُماني بعدم استعدادها للدخول في مفاوضات حول وقف إطلاق النار في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. وأوضح المصدر -لوكالة رويترز- أن "إيران تشترط استكمال ردها على الضربات الاستباقية الإسرائيلية قبل الخوض في أي حوار جدي". توزيع أدوار وفي السياق، يرى السفير الإيراني السابق لدى الأردن نصرت الله تاجيك أن مواقف ترامب العلنية تعكس انخراط بلاده المباشر في الهجوم، معتبرا أن "الهدف من هذا العدوان ليس البرنامج النووي فحسب، بل إسقاط النظام السياسي في إيران". وفي حديثه للجزيرة نت، أكد تاجيك أن الهجوم الإسرائيلي الأخير تم بضوء أخضر أميركي وأوروبي، ووفق مخطط معقد سبقته عمليات تضليل بمشاركة شخصيات غربية بارزة. واعتبر أن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، الذي اتهم طهران بعدم التعاون، كان بمثابة التمهيد القانوني للهجوم. وأضاف أن "ما سبق الهجوم من مؤشرات، مثل سحب الدبلوماسيين الأميركيين من المنطقة وتصريحات ترامب عن استعداد إسرائيل للهجوم، كلها تؤكد وجود تنسيق وثيق بين واشنطن وتل أبيب". كما اتهم الإدارة الأميركية بتوزيع الأدوار بين أوروبا وإسرائيل، مشيرا إلى أن الحديث عن الخلافات مع بنيامين نتنياهو كان جزءا من حملة تضليل إعلامية. من جهته، يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية مجيد صفاتاج أن الولايات المتحدة باتت طرفا مباشرا في الصراع، من خلال تزويد تل أبيب بصواريخ متطورة مثل " هيل فاير" وذخائر موجهة بالليزر مناسبة لاستهداف الأفراد بدقة، سبق أن نقلتها أميركا سرا إلى تل أبيب قبيل هجومها على إيران، بالإضافة إلى تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود ودعمها استخباريا ولوجستيا. وفي حديثه للجزيرة نت، أكد صفاتاج أن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضا غطاء دبلوماسيا لتبرير الهجوم أمام المجتمع الدولي، واصفا الحديث عن الوساطات بأنه "محاولة لتجميل صورة واشنطن أكثر من كونه مسعى حقيقيا نحو التهدئة". ورجح أن تتطور المواجهة إلى صراع مباشر بين واشنطن وطهران، مشيرا إلى أن انتقال الدور الأميركي من الدعم إلى الهجوم المباشر بات مسألة وقت، على غرار ما حدث مؤخرا في تصعيد الولايات المتحدة ضد اليمن. تحذيرات من الداخل وفي هذا السياق، لفت صفاتاج إلى أن طهران تمتلك خططا متعددة للتعامل مع أي تصعيد أميركي، محذرا من احتمالية لجوء "أجهزة الأمن الصهيو-أميركية" إلى تفعيل خلايا نائمة داخل إيران لتنفيذ عمليات ضد منشآت حيوية، بهدف زيادة الضغط على النظام الإيراني. ويخلص مراقبون إيرانيون إلى أن مسار الأحداث يسير باتجاه تصعيد إقليمي أوسع، مؤكدين أن تصريحات عراقجي، التي حذر فيها من أن "نار الحرب التي أضرمتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة"، تعكس ترددا بين الاستمرار في التهديدات أو الانتقال إلى مواجهة مفتوحة، مرجحين أن تحدد السياسة الأميركية في الأيام المقبلة وجهة المرحلة القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store