logo
هل سيكون لروسيا تأثيرا حقيقيا على نجاح حوار أميركا وإيران؟

هل سيكون لروسيا تأثيرا حقيقيا على نجاح حوار أميركا وإيران؟

ليبانون 24١٠-٠٤-٢٠٢٥

تستمر المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في ظل ظروف إقليمية ودولية متقلبة، تتداخل فيها مصالح عدة قوى عظمى.
ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لفترة ثانية، يتجدد الحديث عن المسار الذي ستسلكه هذه المفاوضات النووية، في وقت باتت موسكو تلعب دور الوسيط الرئيسي بين الطرفين.
فبينما تحاول واشنطن الضغط على طهران من خلال العقوبات، تظهر روسيا كطرف له مصالح جيوسياسية واضحة، ولكن هل سيكون لهذا الدور الروسي تأثير حقيقي على نجاح أو فشل هذه المفاوضات؟
موسكو وساطة مع مصالح استراتيجية
يرى الباحث في مركز الإمارات للسياسات، محمد الزغول، خلال حديثه الى غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" أن الدور الروسي في المفاوضات بين واشنطن وطهران يتجاوز مجرد الوساطة؛ فهو يعكس استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز النفوذ الروسي في المنطقة.
ويقول الزغول: "روسيا تدرك أن بقاء إيران في دائرة النفوذ الروسي يصب في مصلحتها على المدى البعيد، خاصة في ظل النفوذ الأميركي المتراجع في بعض أجزاء من الشرق الأوسط".
ويشدد على أن موسكو تسعى لإنشاء فضاء حوار بين الولايات المتحدة وإيران بشكل يسمح لها بالاستفادة من هذا التوازن، حيث يمكنها المساهمة في عملية التسوية بدلاً من الهيمنة عليها.
واشنطن وتحديات الحوار مع طهران
يشير المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية" محمد صالح صدقيان في السياق ذاته إلى أن الوضع الحالي للمفاوضات يحمل العديد من التحديات. فقد أظهرت تصريحات واشنطن استعدادًا للتفاوض، ولكن في ظل استمرار الضغوط الداخلية الموجهة ضد طهران، قد يكون من الصعب على الحكومة الإيرانية قبول أي تسوية تُعتبر "تضحية" بمصالحها الأساسية.
يقول صدقيان إن "الولايات المتحدة تسعى إلى احتواء طهران دون تقديم تنازلات كبيرة، وهو ما سيشكل تحديًا كبيرًا في الجولات المقبلة من المفاوضات".
ويضيف: "موسكو قد تكون المفتاح للتوصل إلى نوع من التسوية التي توازن بين المطالب الإيرانية والضغوط الأميركية".
موسكو وسياسة متعددة الأبعاد في المنطقة
من جانبه، يؤكد سمير التقي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن روسيا لا تقتصر في مواقفها على دعم طهران فقط، بل تسعى أيضًا إلى إنشاء نوع من التوازن في الشرق الأوسط، بما يتيح لها تعزيز دورها كقوة فاعلة في المنطقة.
ويشير التقي إلى أن موسكو تستغل حالة الجمود بين واشنطن وطهران لتقوية موقفها، مشيرًا إلى أن "روسيا تدرك أن الحفاظ على النفوذ الإيراني هو جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تقليص تأثير الولايات المتحدة في المنطقة."
ويرى التقي أن روسيا قد تستخدم دورها كوسيط لتحقيق أهدافها على المدى الطويل، حتى وإن بدا الأمر في البداية وكأنه مسعى لدعم طهران فقط.
تحليل جيوسياسي للعلاقات المعقدة
يضيف الكاتب والباحث السياسي الروسي، يفغيني سيدروف، بعدًا آخر للتحليل، حيث يرى أن روسيا تسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة مؤثرة في مفاوضات الشرق الأوسط.
وفي حديثه عن الدور الروسي، يقول سيدروف: "روسيا تدرك أن نجاح المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران سيتطلب توافر بيئة مستقرة في المنطقة، وهو ما قد يعزز من حضورها في ملفات أخرى مثل سوريا وليبيا."
ويضيف سيدروف أن موسكو "تسعى إلى الحصول على مكاسب استراتيجية من خلال ضمان دورها المحوري في ملف إيران النووي، ما يسمح لها بموازنة القوى في المنطقة."
الاستراتيجيات الأميركية والإيرانية: مفترق طرق في المسار النووي
تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، تواصل الولايات المتحدة الضغط على إيران عبر سياسة العقوبات المتواصلة، غير أن التحديات الداخلية الأمريكية قد تحول دون حدوث تغييرات جذرية في السياسة تجاه طهران.
وبينما تبدي الإدارة الأميركية استعدادًا للدخول في مفاوضات جديدة، فإن الانقسامات الداخلية بشأن كيفية التعامل مع طهران قد تعرقل التوصل إلى تسوية دائمة.
يقول الزغول: "السياسات الأميركية تميل إلى اتخاذ طابع العقوبات، ولكن إذا استمرت الضغوط الداخلية، قد يضطر ترامب إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية."
إيران: الفجوة بين الرغبة في التفاوض والمطالب الوطنية
من ناحية أخرى، تزداد الضغوط على إيران نتيجة لاستمرار العقوبات الأميركية، ومع ذلك، فإن طهران تبدي استعدادًا لدخول مفاوضات شريطة أن تتاح لها الفرصة للحفاظ على مصالحها الوطنية.
بحسب تصريحات صدقيان، "إيران تتوقع من المفاوضات أن تؤدي إلى رفع بعض العقوبات وتحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة، لكن هذا لا يعني أنها ستتخلى عن طموحاتها النووية."
النتائج المحتملة: روسيا بين وساطة استراتيجية وتحقيق أهداف جيوسياسية
في ظل التحولات الحالية، يبدو أن الدور الروسي كوسيط في مفاوضات واشنطن وطهران سيؤثر بشكل كبير على مسار المفاوضات في الأشهر القادمة.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن موسكو من التوصل إلى اتفاق يجمع بين المصالح الأميركية والإيرانية، أم أن السياسة الدولية ستظل عالقة في حلقة مفرغة من التوترات؟
في النهاية، تشكل هذه اللحظة نقطة تحول حاسمة في العلاقات الدولية، وسيبقى مراقبو الشأن الدولي في حالة ترقب لنتائج هذا التفاعل المتعدد الأبعاد.
مفاوضات حافلة بالتحديات والفرص
بغض النظر عن مواقف كل من الولايات المتحدة وإيران، فإن دخول روسيا كطرف فاعل في المفاوضات النووية بين الطرفين يعكس تغيرًا مهمًا في ديناميكيات السياسة الدولية في الشرق الأوسط. الأيام المقبلة ستكون محورية في تحديد ما إذا كان هذا الدور الروسي سيسهم في تسوية شاملة أم سيزيد من تعقيد الأوضاع؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران
ترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 34 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

ترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن ضربة عسكرية ضد إيران، لأنها قد تعرقل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وقال ترامب للصحفيين "أود أن أكون صادقا، نعم فعلت"، وذلك حين سئل عما إذا كان طلب من نتنياهو خلال مكالمة الأسبوع الماضي الإحجام عن القيام بعمل عسكري. وأضاف ترامب للصحفيين يوم الأربعاء: "قلت له إن القيام بذلك في الوقت الحالي سيكون غير مناسب، لأننا قريبون جدًا من التوصل إلى حل". وتابع: "قد يتغير هذا في أي لحظة — قد يتغير باتصال هاتفي — لكن في الوقت الحالي، أعتقد أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ويتكوف: لدي انطباعات جيدة جداً عن مفاوضات غزة
ويتكوف: لدي انطباعات جيدة جداً عن مفاوضات غزة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 34 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

ويتكوف: لدي انطباعات جيدة جداً عن مفاوضات غزة

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... كشف المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، أن لديه "انطباعات جيدة جداً" عن إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، متوقعاً إرسال اقتراح جديد قريباً. وصرح للصحافيين بحضور الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء: "لدي انطباعات جيدة جداً بشأن التوصل إلى حل طويل الأمد، وقف مؤقت لإطلاق النار وحل طويل الأمد، حل سلمي لهذا النزاع"، وفق فرانس برس. كما أضاف: "نحن على وشك إرسال اقتراح جديد آمل أن يتم تسليمه اليوم". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي وتدين انتهاكات الأقصى
الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي وتدين انتهاكات الأقصى

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي وتدين انتهاكات الأقصى

استدعت وزارة الخارجية الإمارتية سفير إسرائيل لديها، وأبلغته إدانة دولة الإمارات الشديدة للانتهاكات والممارسات المشينة والمسيئة ضد الفلسطينيين التي شهدتها باحات المسجد الأقصى والحي الإسلامي في المدينة القديمة، مؤكدةً أن هذه الممارسات التعسفية، تعد استفزازاً وتحريضاً خطيراً تجاه المسلمين، وانتهاكاً صارخاً لحرمة المدينة المقدسة. وأكدت الدولة أن الاعتداءات المتكررة من قبل المتطرفين الإسرائيليين وما يترافق معها من تحريض على الكراهية والعنف، تشكل حملة متطرفة ممنهجة لا تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق فحسب، بل المجتمع الدولي بأسره، مما يؤدي إلى تصعيد التوترات في وقت يتطلب التركيز على إنهاء المأساة في قطاع غزة. وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإمارتية. وطالبت الإمارات الحكومة الإسرائيلية بتحمل كامل المسؤولية، وإدانة هذه الممارسات التحريضية، ومعاقبة المتسببين بها دون استثناء الوزراء والمسؤولين، واتخاذ خطوات عاجلة لمنع استغلال القدس لأجندات العنف والتطرف والتحريض. كما أكدت أن أي تقاعس عن ذلك سيُعتبر موافقة ضمنية، مما سيعمق دائرة الكراهية والعنصرية وعدم الاستقرار. وأكدت الوزارة على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة والباحات المحيطة. وشددت الوزارة على رفض دولة الإمارات القاطع لكافة الممارسات المخالفة للقرارات الدولية، التي تهدد بالمزيد من التصعيد، وأهمية احترام الوضع القائم للمسجد الأقصى، وتوفير الحماية الكاملة لكافة المقدسات الدينية في القدس، التي تُعتبر رمزاً للتعايش والسلام. (سكاي نيوز)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store