logo
الجزائر الثالثة إفريقيا في إنتاج التفاح بزيادة سنوية قدرها 4,8%

الجزائر الثالثة إفريقيا في إنتاج التفاح بزيادة سنوية قدرها 4,8%

الشروقمنذ 8 ساعات
شكّل قرار حظر استيراد فاكهة التفاح سنة 2013، فرصة كبيرة للجزائر سمحت بتطوير زراعة هذا النوع من الفاكهة والانتقال من الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي في انتظار التوجه إلى التصدير.
ولعبت ولايتي باتنة وخنشلة دورا بارزا في تطوير هذه الزراعة بمستويات قياسية في الإنتاج تجاوزت 180 ألف طن/ سنويا لكل واحدٍ منهما، في انتظار مضاعفة الرقم مستقبلا نظرا لتوجه الكثير من الفلاحين الى توسيع مزارعهم والاعتماد على التقنيات الحديثة.
وفي ظل هذه الاستراتيجية القائمة على حظر الاستيراد والتركيز على الإنتاج، تمكنت الجزائر من افتكاك المركز الثالث افريقيا في قائمة كبار منتجي التفاح و 28 عالميا، حيث كشف موقع 'تريدج' تحقيق الجزائر انتاجا قياسيا مقارنة بالسنوات السابقة، بلغ 575,9 ألف طن سنة 2023، وبزيادة مئوية قدرها 4.8 ' مقارنة بـ 2022 و 18% مقارنة بسنة 2018.
وكشفت وزارة الزراعة الأمريكية عن تسجيل ارتفاع معتبرا في انتاج التفاح سنويا قدّرت بنحو 13 %، حيث بلغ الإنتاج العالمي قرابة 84 مليون طن متري لموسم (2024-2025)، وتحتل الصين صدارة منتجي التفاح في العالمي بواقع 48 مليون طن سنويا، يليها الاتحاد الأوروبي بـ 11 مليون طن ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ 4,9 مليون طن ثمّ تركيا بـ 4, 15 مليون طن.
وحسب موقع 'أغرو ماركيت 24' تراوح سعر التفاح بين 1 و 4 دولار للكيلوغرام الواحد في الأسواق الدولية خلال سنة 2024، وذلك بناء على عوامل مثل النوع والجودة وموقع الشراء، كما تختلف الأسعار حسب الموسم وطلب السوق، حيث تكون الأسعار أعلى خلال ذروة الطلب وأقل خلال مواسم الحصاد القوية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يهدد بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الهند ونيودلهي ترد - الدولي : البلاد
ترامب يهدد بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الهند ونيودلهي ترد - الدولي : البلاد

البلاد الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • البلاد الجزائرية

ترامب يهدد بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الهند ونيودلهي ترد - الدولي : البلاد

فارس عقاقني_ جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الهندية، بسبب استمرار نيودلهي في استيراد النفط من روسيا، وهو ما وصفته الحكومة الهندية بأنه "هجوم غير مبرر"، مؤكدة عزمها حماية مصالحها الاقتصادية، في تصعيد جديد للخلاف التجاري بين البلدين. وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب: "الهند لا تشتري كميات هائلة من النفط الروسي فحسب، بل تعيد بيعه في السوق المفتوحة، وتحقق أرباحاً ضخمة من ذلك، لا يهمهم عدد القتلى في أوكرانيا بسبب آلة الحرب الروسية". وأضاف: "لهذا السبب، سأرفع الرسوم الجمركية على الواردات الهندية إلى الولايات المتحدة بشكل كبير"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز". وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية قائلاً إن بلاده "ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالحها الوطنية وأمنها الاقتصادي"، واصفاً تصريحات ترامب بأنها "غير مبررة وغير منطقية". كما أعلن ترامب عزمه فرض عقوبات جديدة، اعتباراً من يوم الجمعة، على روسيا والدول التي تواصل شراء صادراتها من الطاقة، ما لم تتخذ موسكو خطوات فورية لإنهاء حربها المستمرة مع أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف. وحتى الآن، لم يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي مؤشر على التراجع عن موقفه. وكان ترامب قد أعلن في يوليو الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الهندية، في خطوة فسّرها مسؤولون أميركيون بأنها نتيجة سلسلة من الخلافات الجيوسياسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق تجاري بين واشنطن ونيودلهي. وفي سياق متصل، وصف ترامب تكتل "بريكس" الموسع بأنه "معادٍ للولايات المتحدة"، بينما رفضت الدول الأعضاء في المجموعة هذا الاتهام، مشيرة إلى أن هدفها هو تعزيز مصالح أعضائها والدول النامية عامة. الهند أكبر مستورد بحري للنفط الروسي تُعد الهند أكبر مشترٍ للنفط الخام المنقول بحراً من روسيا، حيث بلغ متوسط وارداتها من النفط الروسي نحو 1.75 مليون برميل يومياً خلال الفترة من يناير إلى يونيو من هذا العام، بزيادة طفيفة قدرها 1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات نقلتها "رويترز" عن مصادر تجارية. وأكد المتحدث باسم الخارجية الهندية أن توجه بلاده نحو استيراد النفط الروسي جاء نتيجة لتحول الإمدادات التقليدية إلى السوق الأوروبية بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، واصفاً ذلك بأنه "خيار فرضته الظروف في سوق الطاقة العالمية". وأضاف أن من "اللافت أن الدول الغربية، خصوصاً الاتحاد الأوروبي، التي تنتقد الهند بسبب تعاملاتها مع روسيا، تواصل هي نفسها التجارة مع موسكو". ورغم تمسك نيودلهي بموقفها، كشفت مصادر في "رويترز" أن مصافي التكرير الكبرى في الهند أوقفت، الأسبوع الماضي، شراء النفط الروسي، بعد تراجع الخصومات التي كانت تحصل عليها، وتزايد المخاوف من العقوبات الأميركية المحتملة. وفي خطوة لتعويض النقص، أفادت أربعة مصادر تجارية بأن شركة النفط الهندية، وهي أكبر شركة تكرير في البلاد، قامت بشراء 7 ملايين برميل من النفط من الولايات المتحدة وكندا ومنطقة الشرق الأوسط. أعلنت وزارة التربية الوطنية عن تمديد آجال تقديم طلبات نقل الأساتذة خارج إدارتهم المستخدمة (الدخول والخروج الولائي) بعنوان السنة الدراسية 2025-2026، وذلك لفائدة الأساتذة المرسمين في الأطوار التعليمية الثلاثة (الابتدائي، المتوسط والثانوي) المتواجدين في وضعية القيام بالخدمة أزيد من 70 بالمئة من حاملي البكالوريا الجدد تحصلوا على إحدى رغباتهم الثلاث الأولى

المفوضية الأوروبية: اعتماد مساعدات مالية كلية للأردن تصل لنصف مليار يورو
المفوضية الأوروبية: اعتماد مساعدات مالية كلية للأردن تصل لنصف مليار يورو

خبر للأنباء

timeمنذ 4 ساعات

  • خبر للأنباء

المفوضية الأوروبية: اعتماد مساعدات مالية كلية للأردن تصل لنصف مليار يورو

وأشارت إلى أن هذا المقترح يمثل "إنجازا هاما في علاقتنا الراسخة مع الأردن، إذ يُلبي الالتزامات المنصوص عليها في الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي أُقرت في وقت سابق من هذا العام". وأعلن الجهاز التنفيذي الأوروبي أن المساعدة ستقدم على شكل قروض طويلة الأجل بشروط ميسرة. وتتضمن عملية المساعدة المالية المتعددة الأطراف الجديدة ثلاث دفعات، كل منها مرتبط بتنفيذ الالتزامات السياسية المتفق عليها. ووفق المذكرة الصادرة بهذا الصدد، سيدعم هذا التمويل احتياجات الأردن من التمويل الخارجي، مما يُسهم في استمرار ضبط أوضاع المالية العامة، ويدعم تنفيذ الإصلاحات الهيكلية. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى عبر المساعدة الكلية الجديدة إلى حث الأردن على المضي قدما في أجندته الإصلاحية، وتعزيز فرص العمل والنمو الاقتصادي والاستثمار. ويكمل مقترح اليوم برنامج المساعدة الخارجية الرابع للأردن، الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي والمجلس في أبريل 2025، والذي تبلغ قيمته 500 مليون يورو سيتم صرفها خلال الفترة 2025-2027.

تايوان.. من جزيرة محدودة الموارد إلى قلب العالم التكنولوجي
تايوان.. من جزيرة محدودة الموارد إلى قلب العالم التكنولوجي

الشروق

timeمنذ 6 ساعات

  • الشروق

تايوان.. من جزيرة محدودة الموارد إلى قلب العالم التكنولوجي

هل كنت تعلم أن جزيرة تايوان، التي لا تتجاوز مساحتها 36 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 23.5 مليون نسمة، ولا تملك لا نفطا ولا غازا ولا موارد معدنية تُذكر، أصبحت اليوم أحد أعمدة الاقتصاد الآسيوي ومحورا استراتيجيا لا غنى عنه في سلاسل التوريد العالمية؟ ففي عام 2024 وحده، تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 805 مليار دولار، فيما بلغت صادراتها حوالي 476 مليار دولار، تتصدرها الرقائق الإلكترونية التي تصنّعها بكفاءة عالمية شركات رائدة، أبرزها شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية 'TSMC'، التي تُسهم وحدها بأكثر من 164.9 مليار دولار من قيمة صادرات الجزيرة التي جعلت تايوان قلب التكنولوجيا العالمية، حيث تنتج أزيد من 50 بالمائة من الرقائق عالية الدقة عالميا. كما سجلت تايوان نموا اقتصاديا قدره 3.94 بالمائة، مع نصيب فردي يبلغ نحو 35 ألف دولار، واحتياطات أجنبية تفوق 568 مليار دولار، ومعدل بطالة لم يتجاوز 3.3 بالمائة. من الهامش إلى التميز عرفت تايوان، أو 'فورموزا – الجزيرة الجميلة' كما أطلق عليها البرتغاليون في القرن السادس عشر، أولى أشكال السيادة الصينية في عهد أسرتي مينغ ثم تشينغ، قبل أن تخضع للاحتلال الياباني بموجب معاهدة 'شيمونوسيكي' عام 1895، بعد هزيمة الصين في حربها مع اليابان، واستمر الحكم الياباني للجزيرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، حين عادت رسميا إلى السيادة الصينية وفقا لإعلان القاهرة (1943) ومقررات ما بعد الحرب. لكنّ الحرب الأهلية الصينية (1945–1949) غيّرت مجرى التاريخ مجددا، إذ فر حزب الكيومنتانغ القومي إلى تايوان بعد انتصار الشيوعيين في البر الرئيسي، وأنشأ هناك حكومة تعتبر نفسها حتى اليوم الوريث الشرعي للصين، فيما أعلنت بكين قيام جمهورية الصين الشعبية على البر الرئيسي، وتتمتع تايبيه مع بكين حاليا بعلاقات اقتصادية هائلة وصل فيها التبادل التجاري إلى حوالي 300 مليار دولار، بالرغم من التوتر السياسي والعسكري المستمر. كيف بدأت تايوان نهضتها؟ بدأت نهضة تايوان من أزمة وجودية، فعقب انسحاب حكومة الكيومنتانغ إلى الجزيرة عام 1949، وجدت نفسها محاصرة سياسيا، ومعزولة دبلوماسيا، وفقيرة من الموارد، ومكتظة بموجة نزوح بشري هائلة من البر الرئيسي، فقد كانت آنذاك تعتمد بشكل شبه كامل على المعونات الأميركية لتأمين الغذاء والطاقة والاستقرار. لكن هذا الواقع سرعان ما تحول إلى إرادة إصلاح جذري، ففي بداية الخمسينيات، أطلقت الحكومة إصلاحا زراعيا شاملا وزع الأراضي على الفلاحين (24 بالمائة فقط صالحة للزراعة من 36 ألف كلم مربع)، ما أدى إلى تحرير الطاقات الإنتاجية وتحقيق اكتفاء غذائي ذاتي، حيث وفر هذا الإصلاح قاعدة اجتماعية مستقرة، وموارد أولية لبناء اقتصاد صناعي. الرهان على التعليم كقاعدة نهضوية منذ خمسينيات القرن الماضي، لم تتعامل تايوان مع التعليم كمجرد قطاع خدماتي أو التزام اجتماعي، بل اعتبرته ركيزة استراتيجية للأمن القومي وبناء الاقتصاد الصناعي التايواني، ففي جزيرة محدودة الموارد الطبيعية، أدرك صانعو القرار أن لا نهضة بلا بنية معرفية صلبة، وأن مفتاح التصنيع والتصدير والتكنولوجيا ليس في المصانع أولا، بل في المدارس والجامعات. لكن ما ميز التجربة التايوانية هو أن التعليم لم يُصمّم كمنظومة نظرية منفصلة، بل كأداة موجهة بدقة نحو دعم الاقتصاد والإنتاج والابتكار، فكل مسار تعليمي، وكل تعديل في المنهج، وكل بعثة دراسية، كان يخضع لسؤال بسيط 'كيف يخدم هذا التنمية؟' البداية العملية … التعليم من أجل التوظيف تبنّت تايوان مبكرا مبدأ 'التعليم من أجل التوظيف – Education for Employment'، لا 'التعليم من أجل التعليم'، ففي مرحلة ما بعد الإصلاح الزراعي، شجعت الدولة التعليم الثانوي المهني والتقني لتكوين قوة عاملة ماهرة ومنضبطة، قادرة على تشغيل المصانع والانخراط في برامج التصنيع الناشئة. بحلول أوائل الستينيات، كان حوالي 70 بالمائة من طلاب الطور الثانوي مسجلين في مسارات تقنية أو مهنية، كما أنشأت الحكومة كليات تكنولوجية متوسطة، وربطتها مباشرة بالمصانع عبر اتفاقيات تدريب ميداني، ما وفر تعليما تطبيقيا متزامنا مع حاجات السوق. الجامعات في خدمة الصناعة في السبعينيات، تطورت السياسة التعليمية نحو دمج الجامعات في صلب السياسات الصناعية حيث أُنشئت مراكز بحثية داخل الجامعات بتمويل حكومي مشروط بالشراكة مع القطاع الصناعي، كما تأسست جامعة تايوان الوطنية للعلوم والتكنولوجيا لتوفير الكفاءات اللازمة لمجمع هسينتشو الصناعي، الذي أصبح لاحقا مركز صناعة أشباه الموصلات (الرقائق –Chips ). وبحلول الثمانينيات، كانت كل جامعة تقنية مرتبطة إما بمنطقة صناعية أو مشروع إنتاجي، ما جعل مخرجات التعليم قابلة للتوظيف الفوري، ثم جاءت المرحلة الثانية، وهي التصنيع الموجه للتصدير، ابتداء من ستينيات القرن الماضي، حيث شرعت تايوان في تبنّي النموذج التنموي المعتمد على التصنيع منخفض الكلفة والتصدير الكثيف، مدعوما ببنية تحتية متينة، وانضباط مالي صارم، وبيئة قانونية مشجعة على الاستثمار. الاستثمار في البشر… وبعثات علمية كإستراتيجية دولة أدركت تايوان أن العقول الوطنية يمكن أن تكون رأسمالا بحدّ ذاتها، لذلك، موّلت منذ الخمسينيات آلاف البعثات العلمية إلى الولايات المتحدة واليابان، في تخصصات نادرة ومباشرة الصلة بالتنمية الصناعية، حيث لم تكتف تايبيه بالإرسال فقط، بل خططت مسبقا لاسترجاع هؤلاء المبتعثين وتوظيفهم فور عودتهم في المعهد الصناعي للبحوث التقنية 'Industrial Technology Research Institute – ITRI' هو أحد الأعمدة الأساسية التي ارتكزت عليها تايوان لتحويل بنيتها الاقتصادية من اقتصاد زراعي متواضع إلى قوة تكنولوجية عالمية، وتأسيس الشركات الناشئة المدعومة من الدولة. بالمقابل، قامت بتصميم السياسات التقنية داخل الوزارات، كجزء من هندستها النهضوية، مع تضمين المراجع التطبيقية والتاريخية، حيث لم تترك تايوان مسألة التنمية التكنولوجية لـ'السوق' وحده، بل جعلت القطاع العام نفسه مهندسا للتغيير ومصمما للمستقبل، فبدل أن تكون الوزارات مجرد إدارات تقليدية، تحولت إلى منصات للتخطيط الاستراتيجي، تضم خبراء عائدين من الخارج، وتقنيين متمرسين، وأكاديميين متعاونين مع القطاع الخاص، ووفق بيانات مجلس التنمية التايواني، عاد نحو 90 بالمائة من المبتعثين الأوائل إلى البلاد، وشاركوا في إرساء البنية التقنية لصناعات المستقبل، وكان أبرزهم موريس تشانغ مؤسس شركة 'TSMC'، الأهم على الاطلاق في صناعة الرقائق في العالم. اصلاح المنظومة التعليمية.. من التلقين الى الابداع كما قامت تايوان بإصلاح المحتوى مُتجهة من الحشو والتلقين إلى الإنتاج والابداع، حيث لم تكتف الدولة ببناء مؤسسات تعليمية، بل خضعت المناهج نفسها لمراجعات متكررة، فأُلغيت المواد النظرية الزائدة، التي لا تخدم الاقتصاد، كما أُدخلت تخصصات STEM (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات) بشكل مكثّف ومدمج في كل المستويات، كما فُرضت شراكات إلزامية بين المدارس ذات التخصصات الصناعية والمصانع المحلية، ليكتسب التلميذ خبرة عملية حقيقية، بحيث كان التوجه أن لا يكون الطالب مجرد متلق لمعارف جامدة، بل عنصرا داخل حلقة إنتاج تدريجية، تبدأ من الفصل وتنتهي في المصنع. ومنذ الثمانينيات، بدأت تايوان تُركز على الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، وعلى رأسها أشباه الموصلات، بدعم من الدولة وتوجيه دقيق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما مهد لولادة شركات عملاقة مثل 'TSMC'، حيث يصدق فيها القول المأثور 'في باطن الأرض لا يوجد الكثير لكن الوضع على السطح ليس كذلك'. القيادة الموجهة.. للسياسات الصناعية الذكية لقد تميزت النهضة التايوانية بوجود تفكير استراتيجي متناسق، وليست قوى متدخلة أو متداخلة بشكل بيروقراطي، أو منسحبة بالكامل كما في نماذج السوق الحر، بل كان هناك رأس يقود ويوجه، يراقب ويدعم، ويضع أهدافا واضحة للقطاع الخاص دون أن تبتلعه أو تعرقله، حيث صممت تايوان مؤسسات اقتصادية وسياسات عامة شكلت قلب نموذجها الصناعي الحديث. إنشاء البنية المؤسسية للتنمية الصناعية منذ ستينيات القرن الماضي، بدأت تايوان في تشكيل بنية مؤسسية واضحة لتوجيه مسارها الصناعي، كان من أبرز ملامحها إنشاء مجلس التخطيط والتنمية الاقتصادية 'Council for Economic Planning and Development'، الذي تطور لاحقا ليصبح جزءا من المجلس التايواني للتنمية، حيث تولّى هذا الجهاز التخطيطي مسؤولية صياغة السياسات الصناعية بعيدة المدى، وضبط أولويات الاستثمار، وتنسيق الجهود بين مختلف القطاعات، وقد مثل هذا المجلس محورا أساسيا في ضبط الإيقاع الاقتصادي وتوجيه الموارد نحو الصناعات ذات الأهمية الإستراتيجية، بما يضمن تحقيق أقصى درجات التكامل بين التصنيع، والتعليم، والبحث، والأسواق. دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لا العملاقة فقط بخلاف نماذج صناعية أخرى في آسيا، مثل كوريا الجنوبية التي اعتمدت على مجموعات اقتصادية كبرى (chaebols)، اتجهت تايوان نحو بناء قاعدة إنتاجية عريضة من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقد اعتمدت في ذلك على سياسة شاملة للدعم، شملت توفير قروض ميسرة بضمانات عامة، ومنح إعفاءات ضريبية مرحلية لتشجيع التوسع والنمو، فضلا عن تمكين هذه الشركات من المشاركة في المعارض الدولية وتسهيل ولوجها إلى الأسواق الخارجية، كما حرصت السياسات الصناعية على ربط هذه المؤسسات مباشرة بهياكل البحث والتطوير، مثل المعهد الصناعي للبحوث التقنية (ITRI) والجامعات، مما ساعدها على تبني تقنيات حديثة وتحسين قدرتها التنافسية تدريجيا. التخطيط الصناعي عبر خرائط استراتيجية دقيقة اعتمدت تايوان مسارا واضحا في التخطيط الصناعي الاستراتيجي، قوامه تحديد 'الصناعات ذات الأولوية أي الصناعات الاستراتيجية' وفق رؤية متدرجة تُراجع دوريا، وتُسند بموارد مالية وتعليمية وبحثية مُركزة، وقد وثق المجلس التايواني للتنمية 'National Development Council' هذه المراحل في تقاريره السنوية، مبينا كيف ركزت البلاد في السبعينيات على قطاعات تقليدية مثل المنسوجات والبتروكيماويات والإلكترونيات الاستهلاكية البسيطة، بهدف تأسيس قاعدة تصديرية عريضة، ثم تطورت الأولويات خلال الثمانينيات نحو الصناعات الدقيقة، لا سيما المعلوماتية وتجميع الحواسيب الشخصية، وهو ما وثقته كذلك تقارير وزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية (MOEA – Division of Industrial Development)، التي أشارت إلى بداية التحول نحو صناعات التكنولوجيا العالية. وفي التسعينيات، توسعت هذه الأولويات لتشمل أشباه الموصلات وتصنيع الرقائق الإلكترونية والاتصالات اللاسلكية، وذلك بالتوازي مع إنشاء مناطق علمية متخصصة في هسينتشو، وفق ما ذكرته وزارة الشؤون الاقتصادية ضمن خططها القطاعية، أما منذ بداية الألفية الثالثة، فقد انتقلت البلاد إلى الجيل الثالث من التصنيع، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقات المتجددة، مدعومة بخطط استراتيجية توجه رأس المال البشري نحو هذه المجالات ذات القيمة المضافة العالية. المناطق الاقتصادية الخاصة كمختبرات للتجريب كان إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة من أبرز أدوات تايوان لإحداث نقلة نوعية في مسارها الصناعي، إذ شُيدت هذه المناطق بوصفها مختبرات إنتاج وتجريب مفتوحة تجمع بين التصنيع عالي التقنية والبحث العلمي التطبيقي، وقد مثل تأسيس منتزه هسينتشو العلمي 'Hsinchu Science Park' سنة 1980 نقطة تحول مفصلية، إذ خُصص ليكون مركزا لأبحاث أشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة، ولعب دورا جوهريا في انطلاق شركات كبرى مثل ' TSMC' والشركة المتحدة للإلكترونيات الدقيقة 'UMC'. لاحقا، توسع النموذج ليشمل مناطق أخرى مثل المنتزه العلمي لجنوب تايوان والمنتزه العلمي للوسط، واللذين صُمما على المنوال ذاته، مع بنية تحتية متطورة، وتسهيلات عقارية وقانونية، وامتيازات ضريبية لاحتضان شركات ناشئة وأخرى تقنية في مختلف أطوار تطورها. وقد وثقت وزارة العلوم والتكنولوجيا التايوانية 'Taiwan MOST' هذه التجربة ضمن تقاريرها السنوية، باعتبارها إطارا فعالا لربط الجامعات بالقطاع الخاص وتحويل الأبحاث إلى نماذج قابلة للتصنيع، كما تناولت الباحثة ميغان غرين في كتابها 'أصول الدولة التنموية في تايوان – السياسة العلمية والسعي نحو التحديث'، تجربة تايوان بوصفها مثالا على 'الحاضنة الموجِهة'، حيث لا تعتمد القيادة على فرض التوجهات من أعلى، بل تفسح المجال أمام التجريب والمبادرة ضمن إطار قانوني وتنظيمي محسوب، يوفر الحماية ويعزز الابتكار في سياق تنمية موجهة ولكن غير فوقية، وقد شكلت هذه المناطق بيئة وسيطة بين البحث والسوق، وساهمت في رفع جاهزية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتبني التكنولوجيا، وسرعت من وتيرة تحول تايوان إلى مركز صناعي تقني عالمي في ظرف زمني محدود. تايوان بوصفها 'صاحب المشروع الأول' في سياق بناء صناعات استراتيجية عالية التقنية، مثل أشباه الموصلات، لم تكتف تايوان بتوفير بيئة مواتية، بل تصرفت بوصفها 'صاحب المشروع الأول'، فقد موّلت الحكومة التايوانية التأسيس الأولي لشركات محورية مثل 'TSMC'، ليس فقط من خلال ضخ الأموال، بل أيضا عبر ضمان الطلب المبدئي بفضل سياسات 'اشتر المنتوج المحلي'، وتهيئة بيئة قانونية محفزة عبر حماية متقدمة لبراءات الاختراع، وتسهيلات إدارية مدروسة تقلل من البيروقراطية دون الإخلال بالرقابة. إلى جانب ذلك، شكل الاستثمار في رأس المال البشري كعمود فقري في هذه المعادلة؛ حيث اعتمدت تايوان برامج مكثفة للابتعاث نحو جامعات مرموقة في الولايات المتحدة واليابان، مع تشجيع العودة لخدمة المشاريع التايوانية، وتوسيع التعليم التقني العالي ليتكامل مع احتياجات الصناعات الوليدة. هذا النمط من التدخل لا يندرج ضمن المفهوم الكلاسيكي للسلطة الحامية أو المنظمة، بل أقرب إلى ما تصفه الباحثة مارينا مازوكاتو في كتابها 'الدولة الريادية' بـ 'الدولة المبادرة'، التي لا تكتفي بتصحيح إخفاقات السوق، بل تستثمر في المجهول وتخلق أسواقا جديدة، وتشير مازوكاتو إلى أن النموذج التايواني في دعم الصناعات التقنية، ولا سيما أشباه الموصلات، يعدّ حالة نموذجية تشبه التدخل الأميركي في تطوير الإنترنت، والتقنيات الدوائية، والطاقة النظيفة، حيث تغامر الدولة بالأموال العامة في مشاريع مستقبلية لا تجرؤ الشركات الخاصة على المبادرة فيها بمفردها. حين يصنع التخطيط منجزات كبرى إن ما حققته تايوان يطول شرحه ووصفه، بكل أبعاده وتفاصيله، حيث يُعد تجربة ملهمة تستحق التأمل، فقد كانت السياسات الواعية التي انتهجتها قيادتها هي المنصة الأولى لإطلاق المبادرة، وتحفيز الإبداع، وبناء اقتصاد يقوم على المعرفة، لا الموارد، وعلى التخطيط، لا المصادفة. وبينما لا تمتلك تايوان موارد طبيعية تُذكر، فإنها تمتلك اليوم قاعدة صناعية متينة، وبنية تحتية متقدمة، ومدنا ذات معايير عالمية، ومشاريع هندسية مذهلة مثل 'تايبيه 101' التي وُصفت بأنها من عجائب العصر. وقطعا لم تكن تلك النهضة صدفة، بل ثمرة تخطيط دقيق، وإرادة جماعية صلبة، وعمل مؤسسي استراتيجي، جعل تايوان تتجاوز قيود الجغرافيا، ومحدودية الإمكانيات، وضغوط السيادة والسياسة، لتصنع لنفسها مكانا في الصفوف الأولى بين الأمم الصناعية والمتقدمة، فكانت جزيرة ريادية تستثمر في المجهول، وتخوض المخاطرة من أجل أفق بعيد. المصادر: كتب، مواقع، احصائيات وبيانات وأوراق بحثية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store