logo
حرب نووية محدودة

حرب نووية محدودة

عكاظ١٢-٠٥-٢٠٢٥

هل بإمكان أيٍ من الهند وباكستان، في الصراع العنيف الدائر بينهما، استخدام ترسانتهما النووية، سواء لشن حرب نووية محدودة أم لهدف استراتيجي في شكل حرب نووية شاملة. افتراضياً: هناك «سيناريوهات»، خارج نطاق معادلة الردع النووي، يمكن للطرفين أن يلجآ لاستخدام ترسانتهما النووية، في حالات لا يُلتفت فيها لواقع امتلاكهما للسلاح النووي وحقيقة حالة توازن الرعب النووي بينهما، التي تتحكم استراتيجياً وعقلانياً بسلوكهما القتالي.
هناك قاعدة استراتيجية تقول: إن الدول لا تلجأ إلى خيار الحرب إلا إذا تَمَكّنَ من طرفيهما أو أحدهما، على الأقل، حقيقةً أم وهماً، أنه بالإمكان شن الحرب وكسبها، بأقل تكلفة محتملة.. وبأكبر عائد ممكن، بغض النظر عن تكلفة وقانونية وعدالة وأخلاقية الحرب. هذه هي الحالة الغالبة في ما كان يُسمى تاريخياً بمعادلة توازن القوى.
في المقابل: طبقاً: لأسباب نشوب الحرب نفسها، وفقاً لفرضية عقلانية اللجوء إليها ومنطقية إنسانيتها، فإن ما يُقال عن آلية توازن القوى التقليدي يمكن أن ينسحب على احتمالية نشوب الحروب غير التقليدية، النووية بالذات. بالتالي: تَصَوّر نشوب حرب نووية، بالذات على نطاق محدود، احتمال ليس ببعيد الحدوث، وإن لم تحدث سابقة بذلك. هذا في حالة حساب تكلفة وعائد استخدام الرادع النووي، في أي صدام مسلح، بصورة «تكتيكية»، لحسم أو تفادي هزيمة محققة، لأحد طرفي الصراع أو لكليهما.
إذن: إمكانية اللجوء إلى الخيار النووي، تبدو محتملة، في أي حربٍ، وإلا لما تطوّر أصلاً سباق تسلح نووي بين الدول النووية.. وإلا ما كان هناك أصلاً ما يسمى بالرادع النووي. الرادع النووي، في حقيقة الأمر، استراتيجياً، ليس بالضرورة من أجل تفادي الحرب، بل إمكانية نشوب الحرب نفسها، مع احتمالية استخدام الرادع النووي، بصورة أو بأخرى.
هذا «السيناريو» المحتمل لإمكانية استخدام السلاح النووي، رغم تطوّر واقع آلية توازن الرعب، يفسّر استمرار الدول النووية الكبرى تطوير إمكاناتها النووية، بكل صور التسلح النووي، في ما يسمى بالثالوث النووي (الأرض.. الجو، والبحر). كما أن الطلب المستمر من قبل قوى إقليمية على امتلاك السلاح النووي ليس بالضرورة من أجل امتلاك سلاح لا يمكن استخدامه، بقدر ما يوفر هكذا سلاح درجة أمان وجودية، خاصةً في مواجهة منافسين إقليميين يمتلكون أو في طريق امتلاكهم للسلاح النووي. لهذا السبب الأخير، لم يكن ممكناً تطور حالة من «الندية النووية» بين دولتين إقليميتين كبيرتين مثل: الهند وباكستان.
إذن: «تكتيكياً»، ضمن نطاق استراتيجية للردع غير التقليدي بين قوتين إقليميتين كبيرتين يمكن تصور «سيناريو» ضيق النطاق لاحتمال لجوء أحدهما أو كليهما، في مرحلة من الصدام المسلح بينهما، أن يتطوّر إلى صدام نووي محدود النطاق. هذا الصدام النووي المحتمل بينهما، لا يمكن استبعاده، إذا تطورت الحاجة لاستخدامه، إما لحسم الحرب بينهما.. أو الحيلولة دون هزيمة أحدهما أو كليهما.
احتمالية تطوّر حرب تقليدية بين خصمين نوويين تحتاج إلى تطوير أعلى درجات التفاهم والاتصال بين الجانبين، حتى لا تتحول الحرب النووية المحدودة إلى حرب نووية شاملة. كما أن نجاح الحرب النووية المحدودة، على مسرح عمليات الحرب على طول جبهة القتال، يحتاج إلى ما هو أبعد من تفاهم الجانبين بتفادي حالة من التصعيد النووي بينهما، حرصهما وحرص العالم على ألا تمتد شرارة الحرب النووية المحدودة بينهما إلى ساحة قتال إقليمية ودولية أوسع.
في حقيقة الأمر وبفضل عامل الردع القسري الذي يستبعد حتى التفكير في الخيار النووي، فإن احتمالات تحول الحرب التقليدية بين الهند وباكستان إلى حربٍ غير تقليدية (نووية) صعبة الحدوث، إلى حدٍ كبير، قد تصل لدرجة الاستحالة. إلا أنه ما زال هناك احتمال، لو ضئيل جداً، بأن ينجر الطرفان إلى احتمال التفكير في خيار الحرب النووية المحدودة في غياب تدخلات أممية لدى طرفي الصراع في شبه القارة الهندية للحؤول دون تطور حربهما التقليدية إلى حربٍ نووية محدودة تمتلك إمكانات، غير مستقرة، تحولها إلى حرب نووية إقليمية شاملة، مع إمكانات نشوب حرب كونية ثالثة (نووية).
قد يكون خيار اللجوء إلى الحرب لقطبين إقليميين كبيرين يمتلكان الرادع النووي، مثل: الهند وباكستان، فإن مسؤولية وقف هذا التصعيد بينهما، بما يمثله من عدم استقرار استراتيجي بعيد المدى، قد يطال العالم بأسره، إذا ما تحولت الحرب إلى درجة تصعيدية متقدمة، تحملهما أو أحدهما لتجربة ترسانتهما النووية، سواء على نطاق ضيق أم شامل. في النهاية: فإن مسؤولية وقف الحرب باحتمالاتها التصعيدية، التقليدية وغير التقليدية، تكون في عنق العالم بأسره، خاصةً القوى الكبرى: المسؤولة الأولى عن استقرار النظام الدولي.. وسلام العالم.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهند تتوقع إبرام اتفاق تجاري مبدئي مع أميركا قبل يوليو
الهند تتوقع إبرام اتفاق تجاري مبدئي مع أميركا قبل يوليو

أرقام

timeمنذ 2 ساعات

  • أرقام

الهند تتوقع إبرام اتفاق تجاري مبدئي مع أميركا قبل يوليو

تناقش الهند اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة مقسماً إلى ثلاث مراحل، وتتوقع التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل يوليو، وهو الموعد المقرر لبدء تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، وفقاً لما ذكره مسؤولون في نيودلهي مطّلعون على الأمر. من المرجّح أن يشمل الاتفاق المبدئي مجالات مثل الوصول إلى الأسواق للسلع الصناعية وبعض المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى معالجة بعض الحواجز غير الجمركية مثل متطلبات مراقبة الجودة، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المناقشات. ولا تزال المحادثات جارية، ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترمب وافقت على عملية من ثلاث مراحل للتوصل إلى اتفاق تجاري. ويزور وزير التجارة الهندي بيوش غويال حالياً واشنطن في زيارة تستغرق أربعة أيام تنتهي الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يلتقي الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك لدفع المفاوضات قدماً. ولم ترد وزارة التجارة والصناعة الهندية ووزارة الشؤون الخارجية على الفور على طلبات للحصول على معلومات إضافية. كما لم يرد مكتب الممثل التجاري الأميركي ووزارة التجارة الأميركية على الأسئلة الموجهة لهما. اتفاق أوسع قد تشمل المرحلة الثانية من الاتفاق بين الهند والولايات المتحدة اتفاقاً أوسع وأكثر تفصيلاً، من المرجح أن يتم توقيعه بين سبتمبر ونوفمبر، وفقاً لمسؤولين هنود مطّلعين على الأمر، ومن المحتمل أن يغطي 19 مجالاً تم الاتفاق عليها في وثيقة الإطار المرجعي التي أُقرّت في أبريل. وقد يتزامن توقيت هذه المرحلة مع زيارة مرتقبة لترمب إلى الهند لحضور قمة قادة الحوار الأمني الرباعي المعروفة باسم مجموعة "كواد"، بحسب أحد الأشخاص. أما المرحلة النهائية من الاتفاق، فمن المرجّح أن تكون اتفاقية شاملة لن تُنجز إلا بعد الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي، وربما تُبرم في العام المقبل، وفقاً لما قاله المسؤولون الهنود. كانت الهند من أوائل الدول التي بدأت مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة عقب زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى البيت الأبيض في فبراير، بعد وقت قصير من تولي ترمب منصبه. واتفق الزعيمان على تعزيز التجارة والعمل نحو إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق الثنائي بحلول خريف هذا العام. ومنذ ذلك الحين، لمّحت نيودلهي إلى إمكانية تحقيق "مكاسب مبكرة مشتركة" قبل الموعد المحدد في الخريف. مؤشرات توتر على الرغم من تأكيد المسؤولين الهنود أن المفاوضات تسير وفق الخطة، ظهرت مؤشرات على وجود توتر في الأيام الأخيرة. ويبدو أن نيودلهي تتبنى موقفاً أكثر تشدداً في المفاوضات، إذ هددت بفرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية الأسبوع الماضي. من جانبه، ادعى ترمب أن الهند عرضت خفض الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى الصفر، لكنه قلل من أهمية التوصل السريع إلى اتفاق تجاري. كما أثارت تعليقات ترمب بشأن دوره في التوسط لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان استياءً في نيودلهي، إذ زعم مراراً أنه استخدم ملف التجارة كأداة تفاوضية لتحقيق هدنة بين الجانبين، بعد أربعة أيام من الصراع العسكري الذي كاد أن يتحول إلى حرب شاملة. ونفت الهند هذه المزاعم.

واشنطن: ترمب «أوضح تماماً» رغبته في إنهاء حرب غزة
واشنطن: ترمب «أوضح تماماً» رغبته في إنهاء حرب غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 11 ساعات

  • الشرق الأوسط

واشنطن: ترمب «أوضح تماماً» رغبته في إنهاء حرب غزة

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، ذكرت رداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تدعم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصادرة في وقت سابق، الاثنين، بأن إسرائيل ستسيطر على غزة بالكامل في إطار توسيع حملتها العسكرية على القطاع بشكل كبير: «أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوضوح رغبته في رؤية نهاية لهذا الصراع في المنطقة». وأضافت ليفيت: «يتحرك الرئيس بأسرع ما يمكن، ويبذل قصارى جهده لإنهاء هذه الصراعات في كل من إسرائيل وغزة، وكذلك في الحرب الروسية الأوكرانية»، وتابعت: «أوضح الرئيس لـ(حماس) بجلاء رغبته في إطلاق سراح جميع الرهائن».

الجيش الباكستاني يحذر من عواقب قد تستمر لعقود إذا حجبت الهند مياه نهر السند
الجيش الباكستاني يحذر من عواقب قد تستمر لعقود إذا حجبت الهند مياه نهر السند

الشرق السعودية

timeمنذ يوم واحد

  • الشرق السعودية

الجيش الباكستاني يحذر من عواقب قد تستمر لعقود إذا حجبت الهند مياه نهر السند

حذّر الجيش الباكستاني من أن أي محاولة هندية لتنفيذ التهديدات الأخيرة بقطع حصة إسلام أباد من مياه نهر السند ستؤدي إلى عواقب تدوم لأجيال، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين الجارتين المسلحتين نووياً. وكانت نيودلهي علقت من جانب واحد الشهر الماضي العمل بمعاهدة مياه نهر السند المبرمة في عام 1960، التي تضمن إمداد 80% من الحقول الباكستانية بالمياه، بعد هجوم في كشمير أسفر عن سقوط 26 شخصاً. وتبادلت الهند وباكستان الضربات في أعقاب هجوم منطقة كشمير المتنازع عليها وتتهم نيودلهي إسلام أباد بالضلوع فيه، في حين تنفي باكستان صلتها به. ونجحت جهود دبلوماسية سريعة للتوسط في وقف إطلاق النار في 10 مايو. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هذا الأسبوع، أن بلاده ستوقف تدفق المياه، وهي خطوة قالت باكستان في وقت سابق إنها ستعتبرها "تهديداً مباشراً" لبقائها، وعملاً من أعمال الحرب. وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف شودري في تصريح لـ"عرب نيوز"، الجمعة: "آمل ألا يحين ذلك الوقت، ولكن مثل هذه الأفعال سيرى العالم عواقبها سنحاربها لسنوات وعقود مقبلة. لا أحد يجرؤ على منع المياه عن باكستان". وأضاف: "مجنون من يظن أنه يستطيع قطع المياه عن أكثر من 240 مليون شخص في هذا البلد". وتابع: "القوات المسلحة الباكستانية هي قوات مسلحة محترفة، ونحن نتمسك بالالتزامات التي نقطعها على أنفسنا، ونتبع نصاً وروحاً تعليمات الحكومة السياسية، والالتزامات التي تحملها". وزاد: "فيما يتعلق بالجيش الباكستاني، فإن وقف إطلاق النار هذا سيصمد بسهولة، وقد تم اتخاذ تدابير لبناء الثقة في التواصل بين كلا الجانبين". وسبق أن ألقى البلدان باللائمة على بعضهما البعض في انتهاك وقف إطلاق النار عدة مرات منذ دخوله حيز التنفيذ. جاهزون للرد دائماً وأردف المتحدث باسم الجيش الباكستاني: "في حال حدوث أي انتهاك، فإن ردنا موجود دائماً... ولكنه موجه فقط إلى تلك المراكز والمواقع التي تحدث منها انتهاكات وقف إطلاق النار. نحن لا نستهدف المدنيين مطلقاً. نحن لا نستهدف أي بنية تحتية مدنية مطلقاً". وذكر الجيش الباكستاني، أن الهند فقدت 6 طائرات ومنظومة دفاع جوي روسية من طراز S-400 في الصراع الذي استمر 4 أيام. وكان من بين الطائرات التي أسقطت عدة طائرات مقاتلة فرنسية طراز "رافال". وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن الهند فقدت 5 طائرات مقاتلة، لكن رئيس الوزراء الباكستاني أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع أن عدد الطائرات التي خسرتها الهند 6 طائرات. وقال شودري: "يمكنني أن أؤكد أن الطائرة السادسة هي من طراز ميراج 2000". لقد استهدفنا الطائرة فقط... كان بإمكاننا استهداف المزيد، ولكننا التزمنا بضبط النفس". وأشار إلى أنه على الرغم من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، إلا أنها لا تزال تعمل، قائلاً: "ثمة طرق يمكن من خلالها للقوات الجوية الباكستانية تشغيل هذه القواعد على الفور، جميعها تعمل". أزمة كشمير وحذر المتحدث باسم الجيش الباكستاني من احتمال كبير لتجدد الصراع، على الرغم من وقف إطلاق النار، طالما بقيت القضية الأساسية، كشمير، دون معالجة. وقال شودري: "إن سياستهم بشأن كشمير، المتمثلة في القمع ومحاولة استيعابها، لا تجدي نفعاً". وأضاف: "حتى يحين الوقت الذي يجلس فيه الهنود، ويتحدثون عن كشمير، ثم نجلس (كبلدين) ونجد حلاً لها، فإن احتمالية النزاع قائمة". وخاضت الهند وباكستان 3 حروب في الماضي، اثنتان منها بسبب منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا، التي يطالب كل منهما بالسيادة عليها بالكامل، ولكن يحكم كل منهما شطراً منها. وتتهم الهند باكستان بدعم متشددين يقاتلون قوات الأمن في الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير، وهو ما تنفيه إسلام أباد. وفي عام 2019، ألغت الحكومة الهندية الحكم شبه الذاتي الدستوري للإقليم، وخفضت مستوى الحكم الذاتي من ولاية إلى إقليم اتحادي تحت السيطرة المباشرة لنيودلهي. وقال المسؤولون الهنود مراراً إن هذه الخطوة تهدف إلى معالجة النزعة الانفصالية وتحقيق التنمية الاقتصادية والسلام في كشمير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store