logo
الصين تطوّر تقنية لرصد الغواصات الشبحية خاصة في القطب الشمالي

الصين تطوّر تقنية لرصد الغواصات الشبحية خاصة في القطب الشمالي

الشرق السعودية٢٥-٠٤-٢٠٢٥

طوَّر علماء صينيون طريقة رائدة للكشف الصوتي السلبي، تعمل على تعزيز قدرات تتبع الغواصات العسكرية بشكل كبير، خاصة في القطب الشمالي، وهو ساحة استراتيجية ناشئة للهيمنة البحرية، وفق موقع "Army Recognition".
وبالنسبة للصين، يعزز هذا التقدم النطاق العملياتي لبحريتها من خلال توفير القدرة على رصد الأنشطة تحت الماء، وربما السيطرة عليها، وذلك في منطقة تتزايد أهميتها لبسط النفوذ العالمي.
أما بالنسبة للبحرية الأميركية، تُشكّل هذه التقنية تهديداً كبيراً لتفوقها طويل الأمد في مجال الغواصات، خاصة تحت جليد القطب الشمالي، حيث تعمل الغواصات النووية الأميركية بحصانة شبه تامة.
رصد الغواصات الأميركية
قد تؤدي قدرة الصين على رصد الغواصات الأميركية وتصنيفها وتحديد عمقها بدقة في مثل هذه البيئات إلى إضعاف الميزة الاستراتيجية التي حافظت عليها الولايات المتحدة في التخفي والردع تحت سطح البحر.
ولا يؤدي هذا التحول إلى تعقيد العمليات البحرية الأميركية المستقبلية في القطب الشمالي فحسب، بل يتطلب أيضاً إحراز تقدم بشكل عاجل في تقنيات الرصد المضاد، والتخفي الصوتي للحفاظ على التفوق تحت سطح البحر.
ويستفيد هذا الابتكار، الذي قاده باحثون في جامعة "هاربين" للهندسة، من الخصائص الصوتية الفريدة لبحر بوفورت لتحقيق دقة غير مسبوقة في تحديد مواقع الأهداف تحت سطح البحر، ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ديناميكيات حرب الغواصات في المنطقة.
تقنية تمييز العمق السلبي
وتعتمد طريقة الرصد الجديدة على تقنية تمييز العمق السلبي، والتي تستخدم محاكاة حاسوبية مستمدة من البيانات التي جُمعت خلال بعثة الصين للقطب الشمالي عام 2020.
وتستفيد هذه الطريقة من البنية المعقدة لـ"القناة المزدوجة" لبحر بوفورت، وهي منطقة تتميز بكتل مائية متعددة الطبقات ذات درجات حرارة وملوحة متباينة.
وتتيح هذه القنوات الصوتية الطبيعية، وخاصة ما يُسمى بقناة بوفورت التي يتراوح عمقها بين 80 و300 متر، انتشار الصوت أفقياً بأقل قدر من الفقدان بسبب الانعكاس، أو التشتت بفعل الجليد البحري.
وحوَّل باحثون صينيون هذه الظاهرة، المعروفة منذ زمن طويل بتعقيدها لعمليات السونار التقليدية، إلى أداة تكتيكية.
القدرات الصينية تحت الماء
وبفضل دقة كشف معلنة تبلغ 93% للأهداف المغمورة و100% للسفن السطحية، تُعزز هذه التقنية قدرات الصين الحربية تحت الماء بشكل كبير.
ومن خلال تحديد عمق مصادر الصوت، مثل محركات الغواصات، أو أنظمة الدفع، بدقة عالية، يمكن للقوات البحرية الصينية الآن تتبع الغواصات المعادية حتى تحت المياه الجليدية.
وتتجلى كفاءة هذه الطريقة بشكل أكبر في استخدامها لستة مصفوفات استشعار سلبية فقط، ما يجعلها فعَّالة من حيث التكلفة، وسرية من الناحية التشغيلية.
وعلى عكس السونار النشط، الذي يُصدر إشارات قابلة للكشف، فإن الأنظمة السلبية صامتة، ما يحافظ على التخفي ويتجنب الرصد المضاد، وهي ميزة في المياه المتنازع عليها، أو المعادية.
وبالنسبة للصين، تفتح هذه القدرة آفاقاً استراتيجية جديدة في القطب الشمالي، وهو مسرح متزايد الأهمية للقوة البحرية العالمية.
ولا يوفر القطب الشمالي طرقاً وموارد بحرية جديدة فحسب، بل يتمتع أيضاً بأهمية جيوسياسية هائلة، خاصة مع انحسار الجليد، وتحسّن الوصول إليه.
وسيسمح تعزيز الكشف عن الغواصات في هذه المياه للصين برصد تحركاتها، وترسيخ وجودها، وربما تحدي الهيمنة البحرية الغربية في المنطقة.
ومن الناحية العسكرية، يمكن لهذه التقنية أن تؤدي أدواراً حيوية عديدة للبحرية الصينية؛ فهي تعزز أنظمة الإنذار المبكر، وتعزز كفاءة الحرب المضادة للغواصات، وتزيد من قدرة الصين على حماية أصولها الاستراتيجية، بما في ذلك غواصات الصواريخ الباليستية.
كما تُعزز قدرة الصين على مراقبة الغواصات الأميركية وحلفائها العاملة في مياه القطب الشمالي، مما يحد من حريتها التشغيلية ويُضعف ميزتها الشبحية.
وبالنسبة للبحرية الأميركية وحلفائها، يُمثل هذا التطور تحدياً خطيراً. ولطالما كان القطب الشمالي معقلاً للتخفي للغواصات النووية الأميركية، وخاصة سفن فئة Ohio وVirginia المكلفة بمهام الردع والضرب.
وسيؤدي وجود شبكة كشف صينية متطورة إلى تقويض بقاء هذه الأصول، ما يقوّض إحدى المزايا الاستراتيجية الرئيسية للبحرية الأميركية.
تدابير مضادة
وتؤدي القدرة على تتبع الغواصات بشكل سلبي دون الكشف عن موقعها إلى تغيير موازين الحرب تحت سطح البحر، ما قد يُجبر الولايات المتحدة على الاستثمار بكثافة في التدابير المضادة، وتحسينات التخفي، وتقنيات الاتصال البديلة للعمليات تحت الغطاء الجليدي القطبي.
كما أن نظام الكشف السلبي الذي طوّرته الصين ليس مجرد نجاح تقني، بل هو أداة استراتيجية ذات آثار بعيدة المدى على التوازن العالمي للقوة البحرية.
ومن شأن تطوير هذه التكنولوجيا، أن يؤدي إلى تسريع مرحلة جديدة في سباق التسلح تحت الماء، مع ما يترب على ذلك من عواقب مباشرة على حسابات أمن العمليات البحرية في القطب الشمالي وحول العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسيرة Juitian الصينية.. تحليق على ارتفاعات شاهقة للغاية
مسيرة Juitian الصينية.. تحليق على ارتفاعات شاهقة للغاية

الشرق السعودية

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

مسيرة Juitian الصينية.. تحليق على ارتفاعات شاهقة للغاية

أفادت تقارير صينية بأن طائرة Jiutian المسيرة الجديدة، التي تحلق على ارتفاعات شاهقة للغاية وقادرة على السفر طويل المدى، يمكنها العمل بعيداً عن جميع أنظمة الدفاع الجوي تقريباً بفضل سقف تحليقها البالغ 15 ألف متر. ويمكن للمسيرة Jiutian التي كشفت الصين النقاب عنها في معرض تشوهاي الجوي الخامس عشر، تجاوز العديد من أنظمة الدفاع الجوي التقليدية وإجراء عمليات مستدامة فوق المناطق المتنازع عليها، بحسب موقع Army Recognition. وقدمت الصين طائرة Jiutian (SS-UAV) المسيرة فائقة الارتفاع وعالية التحمل، في معرض تشوهاي الجوي، في نوفمبر، وطورتها شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، بالتعاون مع معهد الطائرات الأول، وشركة شنشي لتكنولوجيا المعدات غير المأهولة، وشركة هايج للاتصالات. وصُممت طائرة Jiutian المسيرة لتكون طائرة كبيرة ومرنة التكوين. ويبلغ أقصى وزن للإقلاع 16 طناً، وطول جناحيها 25 متراً، ويصل ارتفاعها الأقصى إلى 15 ألف متر، وسرعتها القصوى 700 كيلومتر، ومدى تشغيلي يبلغ 7000 كيلومتر، مع إمكانية تمديد مدة تحليق بعض الوحدات إلى 36 ساعة. وتعمل الطائرة بمحرك توربوفان عالي الدفع، ومجهزة بثماني نقاط تثبيت أسفل الجناح، وتتميز بوحدة "خلية تماثلية" معيارية قادرة على نشر طائرات مسيرة أصغر حجماً لأغراض الاستطلاع، أو الحرب الإلكترونية، أو مهام الهجوم. وتتضمن طائرة Jiutian المسيرة حجرة حمولة معيارية تتيح التبديل السريع بين مهام الحرب الإلكترونية، ونقل البضائع، والاستطلاع، والهجوم. دور الذكاء الاصطناعي وزودت الصين الطائرة بخوارزميات تحكم في أسراب الطائرات القائمة على الذكاء الاصطناعي، للحفاظ على أدائها في ظل التداخل الكهرومغناطيسي. وتتيح قدرة الطائرة المسيرة على إطلاق أسراب من المسيرات الأصغر حجماً تنفيذ هجمات مكثفة أو مهام مراقبة موزعة، حسب المتطلبات التشغيلية. وتشير الادعاءات المتعلقة بالسقف التشغيلي لطائرة Jiutian إلى أنها، بفضل قدرتها على الوصول إلى 15 ألف متر؛ قادرة على العمل بما يتجاوز قدرات الاشتباك للعديد من أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى المنتشرة حالياً في جميع أنحاء العالم. أما الأنظمة ذات الأسقف التشغيلية التي تقل عن 15 كيلومتراً، مثل أنظمة صواريخ أرض-جو القديمة من الحقبة السوفيتية وبعض الصواريخ الاعتراضية متوسطة المدى، فلن تتمكن من مواجهة Jiutian بفعالية على ارتفاع تحليقها. وفي هذه السيناريوهات، يمكن لطائرة Jiutian تنفيذ مهام مع انخفاض خطر الاعتراض، والحفاظ على عمليات مراقبة واستهداف مستمرة في الأجواء التي تفتقر إلى دفاعات حديثة عالية الارتفاع. قدرات الدفاع الجوي ومع ذلك، تتمتع أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة بالقدرة على التصدي للتهديدات الجوية التي تعمل على ارتفاع 15 كيلومتراً أو أكثر، إذ يستطيع نظام THAAD الأميركي اعتراض أهداف على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومتراً، بينما يبلغ الحد الأقصى التشغيلي لكل من نظام Patriot Pac-3 ونظام KM-SAM Block II الكوري الجنوبي حوالي 20 كيلومتراً. كما تتمتع مدمرات Aegis اليابانية للدفاع الصاروخي الباليستي، ونظام Sky Bow III التايواني، بالقدرة على اعتراض أهداف على ارتفاعات عالية. وبالتالي تظل طائرة Juitian في المناطق التي تحميها هذه الأنظمة الحديثة، معرضة لتهديدات جسيمة على الرغم من ارتفاعها التشغيلي، ما يتطلب من الجيش الصيني ضمان تفوق جوي موضعي أو اتخاذ تدابير مضادة للحد من مخاطر الاعتراض. ومن الناحية الاستراتيجية، تم تصميم طائرة Juitian لدعم العمليات بعد ترسيخ التفوق الجوي، وإجراء عمليات مراقبة مستمرة، وتوجيه ضربات دقيقة، والعمل كمركز قيادة لأسراب الطائرات المسيرة. والمسيرة مصممة لمهام عبر مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وربما مهام موسعة نحو أهداف استراتيجية مثل جوام. ويتيح تصميمها المعياري التكيف مع مختلف أنماط المهام، بما في ذلك دوريات الحدود، والإغاثة في حالات الكوارث، والدعم اللوجستي، في السياقات العسكرية والمدنية. وتُعد طائرة Juitian جزءاً من جهود الصين الأوسع لتطوير قدرات متقدمة للطائرات المسيرة، مُتابعة منصات مثل سلسلتي Wing Loong و Caihong، اللتين شهدتا استخداماً عملياً دولياً. وتجمع الطائرة بين سمات تحمل تُضاهي طائرة RQ-4 Global Hawk وقدرات هجومية تُضاهي طائرة MQ-9 Reaper، مع إضافة القدرة على نشر أسراب من الطائرات المسيرة، وهي ميزة غير متوفرة في الأنظمة الأميركية. وبينما تُوضح البيانات الرسمية هذه الميزات، لم يتم التحقق بعد من الأداء التشغيلي للطائرة الصينية بشكل مستقل في ظروف القتال. ويعكس المشروع استثماراً كبيراً، إذ خُصصت له أكثر من 3 مليارات يوان (نحو 413 مليون دولار)، وإنتاج محلي كامل، وسلسلة تصنيع تغطي جميع المراحل، من تصنيع المكونات إلى تكامل النظام. بيئات اختبار وطورت شركة هايج للاتصالات والجهات المرتبطة بها بيئات رقمية للاختبار، ودمجت تقنيات وقود الهيدروجين، واستخدمت بروتوكولات اتصال كمية لتعزيز موثوقية المهمة. وفيما يتعلق بالتطبيقات المدنية، تدعم وحدات Juitian مهاماً مثل اللوجستيات الطارئة، والمراقبة الجوية، وعمليات البحث والإنقاذ. وتشمل المفاهيم التشغيلية المستقبلية النشر من سفن هجومية برمائية مثل Type 076، ما يعزز القدرات التشغيلية للطائرات المسيرة البحرية الصينية. وبينما يُبرز بعض المحللين المزايا التشغيلية المتمثلة في تقليل مخاطر الأفراد وزيادة المدى التشغيلي الذي توفره عمليات أسراب الطائرات التي يتحكم بها الذكاء الاصطناعي، يُحذر آخرون من مخاطر زعزعة الاستقرار المرتبطة بانخفاض عتبات الصراع.

روسيا تكشف عن منصة جديدة لإطلاق مسيّرتها الانتحارية Geran-2
روسيا تكشف عن منصة جديدة لإطلاق مسيّرتها الانتحارية Geran-2

الشرق السعودية

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

روسيا تكشف عن منصة جديدة لإطلاق مسيّرتها الانتحارية Geran-2

كشف الجيش الروسي عن نظام إطلاق متحرك جديد لطائرات Geran-2 المسيّرة، التي تُعرف أيضاً بـ"الذخيرة المتسكعة"، وذلك في أول ظهور علني له، ما يؤكد تركيز موسكو المتزايد على دمج أنظمة المسيّرات في عمليات الخطوط الأمامية، وفقاً لموقع Army Recognition. ويشير نشْر هذا النظام إلى التكيف التكنولوجي والتحول الاستراتيجي في تكتيكات الحرب الحديثة، مدفوعاً بالدروس المستفادة من النزاعات المستمرة، وخاصة الحرب في أوكرانيا. وتُعرف "الذخيرة المتسكعة" بأنها تلك التي تتسكع أو تحوم حول الهدف قبل الاصطدام به بشكل مباشر. وتُعتبر طائرة Geran-2 المسيّرة، التي يُعتقد أنها نسخة روسية الصنع من طائرة "شاهد-136" الإيرانية، وهي طائرة ذات أجنحة دلتا اكتسبت شهرة لدورها في مناطق القتال الأخيرة. وعلى الرغم من تصنيعها في البداية في إيران، فقد ذكرت تقارير أن روسيا بدأت الإنتاج المحلي تحت تسمية Geran-2، مع إمكانية إجراء تعديلات مصممة خصيصاً لتلبية المتطلبات التشغيلية الروسية. وتتميز هذه الطائرة المسيّرة بتكلفتها المنخفضة نسبياً، وبساطتها وقدراتها طويلة المدى. ويبلغ طولها نحو 3.5 متر، وطول جناحيها 2.5 متر، ويمكنها حمل رأس حربي يزن ما بين 50 إلى 90 كيلوجراماً. وتبلغ سرعتها القصوى نحو 180 كيلومتر/الساعة، مع مدى تشغيلي يصل إلى 2000 كيلومتر، ما يمكنها من أن تحوم فوق منطقة محددة قبل استهداف أصول العدو. وظهرت إصدارات حديثة من الطائرة تحمل رؤوساً حربية حرارية، ما يزيد من قوتها القاتلة ضد المواقع المحصنة والبنية التحتية. مركبات معدلة تعتمد منصة الإطلاق التي تم الكشف عنها مؤخراً على الشاحنة العسكرية KamAZ-6350 8x8، وهي منصة تتميز بسهولة الحركة وتعدد استخداماتها. وتم تعديل هذه المركبة لدعم عمليات إطلاق "الذخائر المتسكعة"، من خلال دمج مقصورة مدرعة تحمي الطاقم من نيران الأسلحة الصغيرة والشظايا، ما يجعلها مناسبة للانتشار بالقرب من خطوط المواجهة. وفي الجزء الخلفي من الشاحنة، تم تثبيت قاذف سكة حديدية لإطلاق طائرات Geran-2 المسيّرة، مع ذخيرة أخرى مُثبتة مباشرة على الجزء الخلفي من النظام، جاهزة لإعادة الانتشار السريع. ويُقدم دمج طائرات Geran-2 المسيّرة مع هذه المنصات المتنقلة العديد من المزايا التكتيكية في ساحة المعركة الحديثة، فالقدرة على إعادة تمركز نظام الإطلاق بسرعة تُعقّد جهود استهداف العدو وتُعزز فرص البقاء. علاوة على ذلك، فإن القرب من خط المواجهة يقلل من الوقت اللازم للطائرة المسيّرة للوصول إلى هدفها، ما يزيد من كفاءتها التشغيلية. وتُمكن هذه القدرة على الحركة، إلى جانب مدى الطائرة المسيّرة الطويل وقدرتها على توجيه ضربات دقيقة، القوات الروسية من تنفيذ مهام مراقبة وضربات ديناميكية ومتواصلة بمتطلبات لوجستية منخفضة نسبياً. ويعكس هذا التطور أيضاً اتجاهاً أوسع في الحروب الحديثة، إذ برزت الطائرات المسيّرة كأدوات لا غنى عنها في العمليات الاستراتيجية والتكتيكية على حد سواء. وشهدت الحرب في أوكرانيا زيادة هائلة في استخدام الطائرات المسيّرة من موسكو وكييف، بدءاً من الاستطلاع إلى مهام الضربة المباشرة. ولعبت الذخائر المتسكعة مثل Geran-2 دوراً مهماً في استهداف الدفاعات الجوية للعدو ومراكز القيادة والبنية التحتية اللوجستية، ما أعاد تشكيل كيفية تعامل الجيوش مع الهيمنة في ساحة المعركة. وأظهر الاستخدام الواسع النطاق للطائرات المسيّرة الحاجة إلى أنظمة متنقلة ومرنة وفعالة من حيث التكلفة، وقادرة على توجيه ضربات دقيقة وسريعة دون المخاطرة بالطائرات المأهولة، ما يزيد من صحة استثمار روسيا في منصات مثل منصة إطلاق Geran-2.

منظومة الصواريخ الأميركية Dark Eagle.. ماذا نعرف عنها؟
منظومة الصواريخ الأميركية Dark Eagle.. ماذا نعرف عنها؟

الشرق السعودية

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

منظومة الصواريخ الأميركية Dark Eagle.. ماذا نعرف عنها؟

يستعد الجيش الأميركي لنشر منظومته للصواريخ بعيدة المدى LRHW، التي تتخطى سرعتها 5 ماخ، والمعروف رسمياً باسم Dark Eagle، وهو ما يعتبر نقطة تحول رئيسية في المشهد الاستراتيجي للحرب الحديثة. ومن المقرر أن يبدأ نظام Dark Eagle بالخدمة بنهاية عام 2025، ما يعني دخول الولايات المتحدة رسمياً في سباق الصواريخ "فرط الصوتية"، وهو مجال تُهيمن عليه الصين وروسيا، وفقاً لموقع Army Recognition. وتحمل هذه الخطوة تداعيات عميقة ليس فقط على قدرات الجيش الأميركي، بل أيضاً على التوازن الاستراتيجي العالمي وقوة الردع. ويعتبر LRHW أكثر أنظمة الأسلحة فرط الصوتية تقدماً التي طورها الجيش الأميركي. وجرى تصميم هذا السلاح كمنصة أرضية تُطلق من شاحنات، ويجمع بين نظام تعزيز ثنائي المراحل يعمل بالوقود الصلب وجسم الانزلاق فرط الصوتي الشائع (C-HGB)، ما يُمكّن الصاروخ من الانطلاق بسرعات تتجاوز 5 ماخ، وضرب أهداف على بُعد يزيد عن 2775 كيلومتراً. ويشير مصطلح "مركبة أو جسم انزلاقي" إلى نوع من المركبات غير المأهولة القادرة على المناورة والانزلاق بسرعة تفوق سرعة الصوت، وقد تكون محملة بحمولة يتم إلقائها عند مرحلة ما، أو تستخدم للاصطدام المباشر بالهدف. وتتميز مركبات الانزلاق فرط الصوتية مثل C-HGB بقدرتها على المناورة بسرعات عالية أثناء الطيران، ما يجعل اكتشافها واعتراضها أمراً بالغ الصعوبة بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الحالية. الضربات الدقيقة وتمنح هذه القدرة الولايات المتحدة ميزة كبيرة في سيناريوهات الضربات الدقيقة، خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل المحيطين الهندي والهادئ أو أوروبا الشرقية. ويُنشر نظام Dark Eagle مع فرقة العمل متعددة المجالات الأولى التابعة للجيش الأميركي، وهي وحدة مصممة للعمليات في المجالات السيبرانية والفضائية والجوية والبرية والبحرية. ويتماشى هذا النشر الاستراتيجي مع مساعي البنتاجون الأوسع لتحديث قدراته في إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، واستعادة التكافؤ العسكري مع الخصوم من نفس المستوى. وأكد الجيش الأميركي أن أول بطارية كاملة من صواريخ Dark Eagle ستكون جاهزة للعمل في عام 2025، بعد إتمام تجربة طيران شاملة بنجاح في ديسمبر الماضي في كيب كانافيرال. وأثبت هذا الاختبار الجاهزية التقنية للنظام ومهد الطريق لنشره ميدانياً. وعلى الصعيد العالمي، يُعد نشر نظام Dark Eagle رداً مدروساً على ترسانات الأسلحة الفرط صوتية المتنامية بسرعة لدى الصين وروسيا. ونشرت بكين وموسكو بالفعل أسلحة فرط صوتية عاملة ودمجها في قواتهما الاستراتيجية. ويتميز نظام الصواريخ الصيني DF-17، الذي كُشف عنه لأول مرة عام 2019، بمركبة انزلاقية فرط صوتية مصممة لاختراق الدفاعات الجوية المتقدمة وتهديد الأهداف عالية القيمة مثل حاملات الطائرات. ويبلغ مداه المعلن عنه ما بين 1500 و2000 كيلومتر، وهو الآن جزء لا يتجزأ من قوة الصواريخ للجيش الصيني. وبدأت البحرية الصينية بنشر صاروخ YJ-21، وهو صاروخ مضاد للسفن فرط صوتي قادر على ضرب أهداف بعيدة المدى. وبالمثل، واصلت روسيا تطويرها للصواريخ الفرط صوتية بقوة، فمركبة Avangard الانزلاقية التي يمكن تركيبها على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، قادرة على الوصول إلى سرعات تصل إلى 20 ماخ أثناء القيام بمناورات مراوغة. أما صاروخ Kinzhal، وهو صاروخ باليستي يُطلق من الجو، فقد استُخدم في ظروف قتالية واقعية، مُظهراً نضجه التشغيلي. وغيرت هذه الأنظمة بشكل كبير موقف الردع الاستراتيجي الروسي، وزادت من تعقيد التخطيط الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (ناتو). نهج متحفظ وبالمقارنة، اتبعت الولايات المتحدة نهجاً أكثر تحفظاً وحذراً من الناحية التقنية تجاه تطوير أنظمة فرط الصوتية. وأدت سنوات من التأخير والقيود المالية إلى إبطاء التقدم الأولي. ومع ذلك، مع اقتراب نشر نظام Dark Eagle وتطوير أنظمة إضافية بواسطة البحرية والقوات الجوية الأميركية، بدأت القدرة الأميركية على نشر قدرات فرط الصوتية تتبلور. وأقر البنتاجون بوجود فجوات في بيانات الاختبار، خاصة في ما يتعلق ببقاء أنظمة فرط الصوتية وفعاليتها القتالية في سيناريوهات العالم الحقيقي. كما توجد مخاوف بشأن نقاط ضعف منصات الإطلاق، وتكاملها مع هياكل القيادة والتحكم المشتركة. ورغم هذه العقبات، لا يمكن المبالغة في الأهمية الاستراتيجية لنظام Dark Eagle، إذ يُرسل نشره إشارة قوية إلى كل من الحلفاء والخصوم، فالولايات المتحدة أصبحت الآن طرفاً فاعلاً ذا مصداقية في مجال الأسلحة فرط الصوتية. ومن حيث الردع، يُوفر Dark Eagle للجيش الأميركي أداة لضرب أهداف حساسة وعالية القيمة في أعماق المناطق المحظورة، ما يُحيد التهديدات قبل استخدامها. كما يفتح آفاقاً جديدة للعمليات متعددة المجالات، حيث يُمكن لأنظمة الصواريخ الأرضية دعم المهام البحرية والجوية. ولا يعتبر نشر الجيش الأميركي لصاروخ Dark Eagle في العام الجاري مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو نقطة تحول استراتيجية. فهو يُعيد تعريف دور الجيش الأميركي في إطلاق النيران الدقيقة بعيدة المدى، ويُغير حسابات القوة في عالم متعدد الأقطاب ومتنازع عليه بشكل متزايد. ومع استمرار الصين وروسيا في تطوير وتوسيع ترسانتيهما من الأسلحة الأسرع من الصوت، فإن وصول Dark Eagle يضمن أن الولايات المتحدة لم تعد مجرد متفرج في هذا السباق الحاسم، بل أصبحت منافساً قوياً قادراً على تشكيل ساحة معركة المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store