
نحو غدِ أفضل لـ«أفريقيا»
في عالم تحكمه القوة وتسيطر عليه التحالفات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وهيمنة الدول العظمى على الاقتصاد العالمي واستنزاف ثروات الشعوب الفقيرة والاقتصاديات الناشئة، أصبح لزامًا على دول العالم الثالث - كما يراها الغرب – أن تزيل العُصبة التي تحجب رؤية الخطر المُحدق عليها، وأن تتكاتف وتبحث عن سبل الاستقلال الاقتصادي ومن ثم السياسي والعسكري.
وتزخر القارة الأفريقية بالعديد من الثروات الطبيعية التي تؤهلها لتكون أقوى اقتصاد عالمي شريطة الاستغلال الأمثل لهذه الثروات، حيث تتربع جنوب أفريقيا على عرش المعادن في القارة الأفريقية وتمتلك 35 منجم للذهب، وتحظى نيجيريا باحتياطيات نفطية كبيرة وتزخر بإنتاج الذهب والكولومبيت، والولفراميت، والتانتاليت، والبيتومين، وخام الحديد، واليورانيوم؛ أما أنغولا فهي ثالث أكبر منتج للماس في أفريقيا، ولم تستكشف سوى 40% من الأراضي الغنية بالماس داخل البلاد، ويُعد الذهب والنفط من أهم مصادر الدخل في الاقتصاد الأنغولي، وتمتلك الجابون ثاني أكبر رواسب المنجنيز في العالم، وهي حاليًا ثالث أكبر منتج له في العالم، كما تُنتج خام الحديد واليورانيوم والذهب.
وتمتلك مصر ثروةً معدنيةً غنيةً، تشمل الذهب، والنحاس، والفضة، والزنك، والبلاتين، وعددًا من المعادن النفيسة والأساسية الأخرى، وتقع جميع هذه الموارد تحت صحراء مصر الشرقية وشبه جزيرة سيناء، وفي ليبيا يشمل تعدين المواد الخام بشكل رئيسي المعادن الصناعية ومنها الطين والإسمنت والملح والحجر الجيري، واحتياطيات معادن البوتاس في صحراء سرت، والمغنيتيت، وصخور الفوسفات، والكبريت، وتزخر غانا إلى جانب الذهب برواسب خام الحديد، والحجر الجيري، والكولومبيت - تانتاليت، والفلسبار، والكوارتز، والملح، بالإضافة إلى رواسب الإلمنيت، والمغنيتيت، والروتيل، وتتمتع جمهورية الكونغو الديمقراطية باحتياطيات غير مستغلة من الذهب والماس والكوبالت والنحاس عالي الجودة، ويتميز قطاع التعدين في زيمبابوي بالتنوع، ويضم ٤٠ معدنًا أبرزها البلاتين والكروم والذهب والفحم والماس، والتي توجد بشكل رئيسي في منطقة تشيادزوا في مانيكالاند.
أما النوع الثاني وليس الأخير من الثروات والموارد الطبيعية التي تزخر بها القارة الأفريقية، فيتمثل في القطاع الزراعي، حيث يوجد في أفريقيا 630 مليون هكتار صالحة للزراعة أي ما يُعادل 1.5 مليار فدان، وهي مساحة تكفي لإنتاج الغذاء ليس فقط لسكان أفريقيا البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة وإنما للعالم أجمع، ومع ذلك لا تتعدى المساحة المزروعة فعليًا في أفريقيا 30% من إجمالي المساحة المتاحة ولا يتخطي الإنتاج الأفريقي من الغذاء 40% من حجم الاحتياجات الفعلية، علمًا بأن القارة الأفريقية أيضًا غنية بالموارد المائية العذبة، وهناك عدة أنهار رئيسية تشتهر بأهميتها في القارة من بينها نهر النيل، ونهر الكونغو، ونهر النيجر، ونهر زامبيزي، ونهر أورانج.
وهناك العديد من القطاعات الاقتصادية المهمة والموارد التي تحظى بها القارة الأفريقية لكنها أيضًا غير مستغلة، وفي ظل هذه المعطيات والموارد المتاحة، آن الأوان للتكاتف والتعاون المصري – الأفريقي، ووضع خطط قصيرة وطويلة الأجل للتنسيق والاستفادة من هذه الموارد وتسخيرها لخدمة الشعوب الأفريقية التي تعاني معظمها من المرض والفقر والجوع والتخلف، آن الأوان للاعتماد على الذات لا الغير، ووقف نزيف الاستغلال الذي خلّفه الاحتلال.
وتجدر الإشارة إلى أهمية الدور المصري الكبير في هذا الشأن، فمصر لا تزال تمد يد العون والتعاون مع الأشقاء الأفارقة في مختلف المجالات، مستغلة في ذلك ما تحظى به من إمكانيات علمية ومادية وبشرية وتجارب ناجحة في مختلف قطاعات التنمية، لكن يبقى على الأشقاء الأفارقة السير في نفس الاتجاه وإثبات حسن النوايا قولاً وفعلاً لتنعم بلدانهم بخيراتها ويتوقف نزيف الاستغلال الغربي القابع على رؤوس الشعوب الأفريقية منذ عقود.
إن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقية لمنتصف العام للاتحاد الأفريقي، تؤسس لرؤية مستقبلية واضحة للنهوض بالقارة الأفريقية في مختلف المجالات، ومن هذا المنطلق آن الأوان للتكاتف الأفريقي – المصري لتحقيق النهضة المنشودة والسير نحو غدِ أفضل لأبناء القارة السمراء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصر اليوم
منذ 7 ساعات
- مصر اليوم
وزير البترول يبحث مع 'السويدي إليكتريك' مستجدات مشروع مجمع
06:26 م الخميس 31 يوليه 2025 كتبت- دينا كرم: عقد كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، جلسة مباحثات موسعة بمقر الوزارة بالحى الحكومي بمدينة العلمين الجديدة، مع أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي إليكتريك والوفد المرافق، لبحث مستجدات مشروع مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة. ووفق بيان الوزارة اليوم شهد اللقاء عرضاً تقديميا شاملاً حول مشروع مجمع إنتاج الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة، والذي يأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة مؤخراً بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية وشركة السويدي كاب للاستثمارات، بهدف إقامة شراكة استراتيجية لاستكشاف واستغلال خام الفوسفات بمنطقة وادي النيل (مناجم السباعية)، وتعظيم الاستفادة الاقتصادية منه عبر رفع تركيز الخام واستخدامه في صناعات تحويلية متقدمة. وأكد الوزير أن المشروع يأتي في إطار الدعم الكامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة لتطوير قطاع التعدين وتعزيز مساهمته في الاقتصاد القومي، مشيراً إلى أن تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية أتاح عقد شراكات فعالة وتوفير التمويل اللازم… ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة خبرك نت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من خبرك نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.


الدستور
منذ 8 ساعات
- الدستور
وزير البترول يبحث مستجدات مشروع مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة
عقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، جلسة مباحثات موسعة بمقر الوزارة بالحى الحكومي بمدينة العلمين الجديدة، مع المهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي إليكتريك والوفد المرافق. شهد اللقاء عرضًا تقديميا شاملًا حول مشروع مجمع إنتاج الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة، والذي يأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرًا بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية وشركة السويدي كاب للاستثمارات، بهدف إقامة شراكة استراتيجية لاستكشاف واستغلال خام الفوسفات بمنطقة وادي النيل (مناجم السباعية)، وتعظيم الاستفادة الاقتصادية منه عبر رفع تركيز الخام واستخدامه في صناعات تحويلية متقدمة. وأكد "بدوي" خلال الاجتماع، أن المشروع يأتي في إطار الدعم الكامل من الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة لتطوير قطاع التعدين وتعزيز مساهمته في الاقتصاد القومي، مشيرًا إلى أن تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية أتاح عقد شراكات فعالة وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات طموحة، فضلاً عن جذب رؤوس الأموال الوطنية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي. وأضاف أن منتدى مصر الدولي للتعدين 2025، الذي عقد مؤخرًا، شهد إقبالًا واسعًا من شركات التعدين المحلية والعالمية، ما يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل هذا القطاع. وأوضح الوزير، أهمية عقد اجتماعات دورية بين فرق العمل من الجانبين لمتابعة تطورات المشروع وضمان تنفيذه وفقًا للجداول الزمنية المحددة، مؤكدًا حرص الوزارة على تقديم الدعم الكامل لمشروعات القيمة المضافة التي تعظم من العائد الاقتصادي للخامات التعدينية. من جانبه، أعرب المهندس أحمد السويدي عن اعتزازه بالشراكة مع هيئة الثروة المعدنية، موضحًا أن المشروع يعد انطلاقة حقيقية لتطوير الصناعات الفوسفاتية في مصر، من خلال إنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاتية لتلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز فرص التصدير. وأكد أن العمل جار حاليًا على الجوانب الفنية والقانونية، إلى جانب زيارات ميدانية لموقع المشروع، تمهيدًا للانطلاق في تنفيذ خطة العمل في أقرب وقت، مع الاهتمام بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال صناعات الفوسفات. حضر اللقاء الجيولوجي ياسر رمضان رئيس الهيئة العامة المصرية للثروة المعدنية والصناعات التعدينية، والدكتور محمد الباجوري المشرف على الإدارة المركزية للشئون القانونية بالوزارة.


Economy Plus
منذ 8 ساعات
- Economy Plus
"عتاقة" تتأهل للمنافسة على رخصة إنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويًا واستثمارات 13 مليار جنيه
أعلنت الهيئة العامة للتنمية الصناعية، الذراع التنفيذي لسياسات تطوير القطاع الصناعي في مصر ، عن قبول العطاء الفني المقدم من شركة مصر الوطنية للصلب – عتاقة، بما يؤهلها للمشاركة في المزايدة المحدودة رقم (7) لسنة 2025، الخاصة بمنح رخص جديدة لإنتاج مربعات الصب المستمر 'البيليت' بطاقة تصل إلى 1.5 مليون طن سنويًا وباستثمارات تصل إلى 13 مليار جنيه. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود وزارة التجارة والصناعة لتعزيز قدرات القطاع الصناعي الوطني، من خلال طرح تراخيص جديدة لتصنيع الحديد والصلب، بما يسهم في تعميق الصناعة المحلية، وتقليل الاعتماد على واردات البيليت، وتلبية احتياجات السوق المصري المتنامية، إلى جانب دعم خطط الدولة في زيادة الصادرات الصناعية وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات الوطنية. ويمثل تأهل 'عتاقة' لهذه المرحلة من المزايدة دفعة قوية لقطاع الحديد والصلب المصري، ويعكس ثقة الحكومة في قدرات الشركات الوطنية الرائدة، ويؤكد التزام الدولة بتهيئة بيئة صناعية تنافسية ومحفزة على النمو، تسهم في توفير فرص العمل وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعي وتصديري إقليمي. لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا