
د. خالد الشقران يكتب : «تواصل 2025»: رؤية تكنولوجية وحوار وطني
أخبارنا :
احتضن مجمع الملك الحسين للأعمال يوم امس النسخة الثالثة من «منتدى تواصل»، برعاية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد. هذا الحدث يمثل تحولا جوهريا في نمط الحوار الوطني، حيث جمع أكثر من ألف شاب وشابة من مختلف المحافظات مع عدد كبير من الخبراء وصناع القرار في فضاء غير رسمي قائم على الشفافية والمشاركة الفعلية.
في كلمته الافتتاحية، حدد سمو ولي العهد التكنولوجيا كعمود فقري للتحول الوطني، داعيا للانتقال من النقاش إلى التنفيذ، وركزت رؤيته على تحويل التحديات إلى فرص عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لحل أزمات المياه والطاقة، وتوظيف «الدرونز» محلية الصنع في الرعاية الصحية والزراعة، كما أكد على بناء اقتصاد المعرفة بتشجيع الصناعات الإبداعية القائمة على الهوية الأردنية، وتمكين القطاعات الحيوية عبر تطبيقات عملية؛ كالطب عن بعد، والمساعدات التعليمية الذكية، وتحليل البيانات الحكومية لتعزيز الشفافية.
يأتي المنتدى كرد عملي مباشر على أزمات العصر الحديث، حيث أشار سموه إلى أن العالم «صارت فيه الانطباعات أقوى من الحقائق»، مؤكدا أن الحوار المباشر يضيء «مشاعل الثقة»، كما ربط سموه التقدم التكنولوجي بالأمن الوطني، مشيرا إلى أن «ارتقاء الإنسان بواقعه ينشئ مجتمعا منيعا»، كما تميز المنتدى بشراكة حقيقية للشباب عبر جلسات ركزت على محوري «التحول الاقتصادي» و"الاستعداد للمستقبل»، وشملت مواضيع مثل الإصلاح الإداري، والذكاء الاصطناعي، وريادة الأعمال.
اختتم سمو ولي العهد كلمته برسالة طموحة تدعو لتحويل الأردن إلى مصدر للتكنولوجيا، لا مستهلك فقط، مع التأكيد على أهمية التكامل العربي في هذا المسار، والحقيقة أن هذا التوجه يعكس استراتيجية تعتمد على الثبات السياسي كأرضية للابتكار، ورأس المال البشري الشبابي الذي يمثل «فرسان الحلم الأردني»، كما تجسد هذه النسخة من «تواصل 2025» عقدا اجتماعيا جديدا بين القيادة والشباب، حيث يتحول الحوار إلى سياسات ملموسة عبر «مجلس تكنولوجيا المستقبل» الذي أكد سموه على دوره في تغيير ثقافة العمل الحكومي.
ختاماً، تمثل رعاية سمو ولي العهد للمنتدى ومشاركته الفاعلة فيه رسالة استثنائية تؤكد مكانة الشباب في صلب المشروع الوطني، خاصة وأن حضور سموه يجسد التزام القيادة بتمكين الشباب كشركاء في صنع المستقبل.
هذا الملتقى، برؤيته التكنولوجية وحواره الشفاف، يضع أسساً متينة لأردن المستقبل باعتباره وطناً يتحول من مستهلك للتقدم إلى صانع له، ويحوّل طاقات شبابه من طموحات فردية إلى ثروة وطنية تحقق الأمن والازدهار، وبذلك يصبح «تواصل 2025» منعطفا استراتيجيا في تعزيز الثقة بين القيادة والأجيال الصاعدة، وضمانة لاستمرار الأردن كقاعدة للابتكار والريادة في المنطقة.
إلى جانب ذلك، تضع هذه الرؤية الأردنَّ على خارطة الدول الراغبة في قيادة التحول الرقمي إقليميا، وكما جاء في كلمة سموه: «المهم ألا نكون مجرد مستهلكين للتكنولوجيا، بل روادا في صناعتها»، وهي عبارة تمثل جوهر استراتيجية المملكة للقرن الحادي والعشرين، والمتمثلة في تحويل الفكر إلى حركة وبرنامج عمل وطني مستدام. ــ الراي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 27 دقائق
- الوكيل
"طيران الإمارات" تعود إلى دمشق.. تفاصيل استئناف الرحلات...
الوكيل الإخباري- أعلنت "طيران الإمارات" عن استئناف رحلاتها إلى دمشق اعتبارا من 16 يوليو المقبل بعد أن كانت قد علقت عملياتها إلى العاصمة السورية في عام 2012. وقالت شركة "طيران الإمارات" في بيان لها إن القرار جاء عقب تقييم شامل بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة. اضافة اعلان وستبدأ طيران الإمارات بتشغيل ثلاث رحلات أسبوعيا في المرحلة الأولى، أيام الاثنين والأربعاء والأحد، مع خطط لزيادة عدد الرحلات إلى أربع أسبوعيا بدءا من 2 أغسطس المقبل، بإضافة رحلة يوم السبت، وستوسع الناقلة خدماتها إلى العاصمة السورية إلى رحلة يوميا اعتبارا من 26 أكتوبر المقبل. وقال الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لـ"طيران الإمارات" والمجموعة أحمد بن سعيد آل مكتوم: "يمثل استئناف عمليات طيران الإمارات إلى دمشق خطوة استراتيجية تدعم مرحلة التعافي وإعادة البناء في سوريا، من خلال توفير مزيد من خيارات السفر والربط الجوي الذي يعد ركيزة أساسية لتحفيز الحركة الاقتصادية، وجذب الاستثمارات، وفتح قنوات جديدة للتجارة والوصول إلى الأسواق العالمية". وأضاف: "هذا الربط المباشر لا يخدم فقط أهداف التنمية، بل يعد جسرا حيويا يربط أبناء الجالية السورية في الأمريكيتين وأوروبا ودول الخليج بوطنهم، ويتيح لهم المساهمة بخبراتهم وإمكاناتهم في دعم مسيرة النهوض الوطني، ونود أن نُثمن التعاون البنّاء من الجهات المختصة في سوريا، ونتطلع من خلال عملياتنا المجدولة إلى تعزيز جسور التواصل بين دبي ودمشق، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين والمنطقة بأسرها". وكانت "طيران الإمارات" قد بدأت تشغيل رحلاتها إلى دمشق في 1988، ونقلت قبل تعليق عملياتها في عام 2012 أكثر من 2.1 مليون مليون راكب من وإلى سوريا.


الوكيل
منذ 34 دقائق
- الوكيل
الرئيس البيلاروسي يتجه إلى الصين في زيارة رسمية
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان ذكرت وكالة "بيلتا" نقلا عن الرئاسة البيلاروسية، أن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو يزور الصين في الفترة من 2 إلى 4 يونيو.وأضافات الوكالة أنه من المقرر أن يجري لوكاشينكو محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث من المفترض أن يناقش الزعيمان في بكين أولا، في لقاء فردي، ثم في جلسة غير رسمية، حالة وآفاق تطور العلاقات البيلاروسية الصينية، وتعزيز مضامينها العملية من خلال تنفيذ المشاريع المشتركة وتعزيز المبادرات متعددة الأطراف.كما ستركز المناقشات على قضايا التعاون الدولي. بالإضافة إلى ذلك، سيتضمن برنامج الزيارة أيضا محادثات ولقاءات أخرى.


العرب اليوم
منذ 34 دقائق
- العرب اليوم
الانتخابات التنافسية
أخطر ما فى المقترحات الخاصة بقانون الانتخابات التشريعية أنه يجعل التنافسية التى هى صلب أى عملية انتخابية شبه معدومة أو فى أدنى مستوى لها، صحيح أنه منذ بداية تجربة التعددية المقيدة التى أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات والأغلبية تفوق الثلثين مضمونة «لحزب الدولة»، سواء كان اسمه حزب مصر العربى الاشتراكى أو الحزب الوطنى، بصورة تضمن له الموافقة على أى مقترحات تشريعات حكومية أو رئاسية، وتضمن له حق رفض أى تحركات أو مقترحات من أحزاب المعارضة لا تؤيدها الحكومة. والحقيقة أن الأغلبية المضمونة لحزب الدولة أو أحزاب الموالاة لم تحل دون وجود تنافس فى معظم الانتخابات التى شهدتها البلاد، فرأينا نوابا من الحزب الوطنى السابق خاضوا انتخابات وتنافسا حقيقيا مع مرشحى أحزاب المعارضة وفازوا فيها وقدموا نموذجا لنواب الخدمات الذين يتمتعون بصفات «ابن البلد»، والنائب الذى يقف فى «ضهر» أبناء دائرته ويعمل على حل مشاكلهم ويؤيد الحكومة والرئيس فى مواقفهم السياسية. والحقيقة أن مشكلة القانون المقترح حاليا مثل السابق الذى أجريت فى ظله الانتخابات الأخيرة، فهو يضع نظاما انتخابيا يضعف التنافس لأدنى حد باعتماد ٤ قوائم انتخابية مطلقة ومغلقة، اثنتان منها يضمان ٢٠٠ مرشح أو بالأحرى ٢٠٠ مقعد مضمون النجاح، فى حين ضمت القائمتان الأخيرتان ٤٢ مقعدا ليصبح إجمالى مرشحى القوائم ٢٨٤ مرشحا، ضامنين النجاح بمجرد اختيارهم فى قوائم لا ينافسها أحد، وإذا أضفنا لهم نسبة الـ٥٪ التى يعينها رئيس الجمهورية، وفق الدستور، فنصبح أمام ٥٥٪ من أعضاء البرلمان معينين، وهو نفس التصور الذى يحكم القانون الجديد المقترح. ويصاحب نظام القوائم المطلقة فى القانون الجديد، كما فى السابق، نظام فردى فى دوائر مترامية الأطراف تفتح الباب أمام المال السياسى، وتتراجع فيها التنافسية بين المرشحين لأقل درجة، مما يعنى أننا سنصبح أمام عملية انتخابية لا تضمن فقط غالبية المقاعد لأحزاب الدولة كما كان يجرى فى الانتخابات السابقة إنما يغيب عنها التنافسية من الأساس ويتراجع إحساس المواطن بأنه شريك فى اختيار مرشحيه ونوابه. وبناء عليه، فإن النظام الذى نقترحه هو دوائر انتخابية متوسطة الحجم (ما بين ٤٠٠ إلى ٥٠٠ ألف ناخب) وهنا سيشعر الناخب أنه «صاحب قرار» فى اختيار نائبه، وهنا سيشعر الناخب بأنه يختار نائبه دون وصاية من «كنترول» حزبى أو من مؤسسات، أما القوائم فهى يجب أن تكون قوائم لكل محافظة، حتى لو كانت مطلقة فالمهم ألا تكون ٤ قوائم إنما وأن تكون فى حدود ٢٢ محافظة وتتيح التنافس مع قوائم أخرى.