
هل يمكن أن تساعد الكولا والبطاطا المقلية في علاج الصداع النصفي؟
يُصيب الصداع النصفي أكثر من 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة. ويُمكن لذلك أن يُغير مستقبلهم، ويُنهي مسيرتهم المهنية، ويُضيق عليهم عالمهم. لذا، عندما يظهر حل يُزعم أنه يُمكنه "الشفاء"، أو على الأقل الوقاية من الصداع النصفي، فسيُجربه الناس.
وعلى الرغم من وجود علاجات طبية، إلا أنه لا يوجد علاج شافٍ وكافٍ للصداع النصفي. يُمكن أن تكون الأدوية الموصوفة فعالة للغاية، لكنها لا تُجدي نفعاً دائماً. وبالنسبة للكثيرين، لا يوجد حل بسيط.
وقد يكتشف البعض طرقهم الخاصة للتعامل مع الألم المُنهك مثل: تسليط مجفف الشعر على جانب الوجه، أو الجلوس في حمام ساخن مع وضع كيس ثلج على مكان الألم وشرب عصير.
ولكن مؤخراً، انتشر حل جديد فجأة وعلى نطاق واسع- وجبة "ماك مايغرين ميل" مع مشروب كولا كامل الدسم مع حصة من البطاطس المقلية المملحة يُجدي نفعاً لمئات الأشخاص الذين يُشيدون بفوائده على تيك توك.
وإذا كان هناك أي دليل علمي وراء هذه الحيل، فما تأثيرها على الجسم؟
نيك كوك، من أوكسفوردشاير، يحمل معه "محفظة مليئة بالأدوية" تحسباً لنوبة صداع نصفي. يقول إنه "سيجرب أي شيء" لتخفيف الألم.
ويضيف "عندما تتعايش مع هذه الحالة، وتعمل خمسة أيام في الأسبوع وتحتاج إلى الاستمرار، ستجرب أي شيء".
وفي أسوأ حالاته، قد يشعر نيك بالألم حول محجر عينه كما لو أن مقلة عينه تُسحق. يقول إن الكافيين والسكر الموجودين في الكولا هما ما يُساعدانه.
ويضيف "أحياناً إذا تمكنت من اكتشاف الأمر مبكراً، فقد يُجدي العلاج نفعاً أحياناً، عندما تُصبح رؤيتي ضبابية وأشعر باقتراب نوبة".
و يُؤكد نيك أن شرب الكولا لا يُغني عن أقراص أميتريبتيلين- مسكنات الألم اليومية التي يتناولها للوقاية من الصداع النصفي- ولكنه يُساعده أحياناً على "البقاء حتى نهاية اليوم دون ألم".
أما بالنسبة لكايلي ويبستر، البالغة من العمر 27 عاماً والتي عانت من الصداع النصفي المزمن طوال حياتها، فإن الملح الموجود على رقائق البطاطس قد يُبطئ نوبة الصداع النصفي.
تقول بحذر "قد يُساعد، لكنه بالتأكيد ليس علاجاً".
وتضيف "الصداع النصفي حالة عصبية معقدة، ولا يُمكن علاجه بقليل من الكافيين والملح والسكر في وجبة سريعة".
وقد جرّبت كايلي مزيجاً من الأدوية المختلفة، ووضع قدميها في ماء ساخن، ووضع قطعة قماش على مؤخرة رأسها، والوخز بالإبر، والحجامة، لكن لم يُؤدِّ ذلك إلى أي نتائج تُذكر.
ومن العلاجات القليلة التي خففت من ألمها البوتوكس الطبي، حيث حُقِنَت عشرات الحقن في رأسها ووجهها ورقبتها. ولا يزال من غير الواضح كيف يعمل البوتوكس لعلاج الصداع النصفي، ولكن يُعتقد أنه يمنع إشارات الألم القوية المُنطلقة من الأعصاب.
الصداع النصفي- الذي قد يستمر لأيام- يختلف تماماً عن الصداع، الذي عادةً ما يكون قصير الأمد، ويُمكن علاجه بسهولة أكبر باستخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول. ويُمكن أن يُسبب الصداع النصفي ألماً في الرأس والرقبة، وخدراً، وتشوشاً في الرؤية، وقد يُؤثر حتى على الكلام و الحركة.
وتُظهر جماجم يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد أن المصريين القدماء عانوا من الصداع النصفي، ولكن على الرغم من هذا التاريخ الطويل، لا يزال السبب الدقيق له مجهولاً.
ويُعتقد أن مستقبلات الألم في الأوعية الدموية والأنسجة العصبية المحيطة بالدماغ تُرسل إشارات خاطئة تُشير إلى وجود خلل. لكننا لا نعرف لماذا يُعاني بعض الأشخاص من حساسية مفرطة في الجهاز العصبي، ولماذا يتفاعل مع بعض الأشياء دون غيرها.
يقول الخبراء إنه لا توجد أبحاث كافية حول سبب إصابة بعض الأشخاص فقط- حوالي واحد من كل سبعة - بالصداع النصفي، أو ما الذي يُمكن أن يُساعد بالفعل في الإصابة به.
تقول الدكتورة كاي كينيس، عضو مجلس أمناء مؤسسة الصداع النصفي وطبيبة عامة مُتخصصة في الصداع النصفي، إنه على الرغم من وجود عناصر في وجبة "ماك مايغرين" يُمكن أن تُساعد في الوقاية من النوبة، إلا أن هذه العناصر ليست متواجدة بشكل رئيسي في "ماكدونالدز".
وتضيف "يمكن أن يعمل الكافيين الموجود في الكولا كمُعطّل للأعصاب، فهو مادة تؤثر على نشاط الأعصاب. وتقول الدكتورة كينيس: "بالنسبة للبعض، يكون هذا الاضطراب إيجابياً".
وتوضح كاي "هناك بعض مسكنات الألم التي يتناولها الناس لعلاج الصداع النصفي والتي تحتوي على الكافيين- وبعضها يستجيب جيداً لذلك - لكننا لا نعرف السبب تماماً".
لكنها تحذر من استخدام المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، مثل الكولا، كوسيلة لإدارة الصداع النصفي بانتظام.
وتقول الدكتورة كينيس "قد يكون الإفراط في تناول الكافيين محفزاً أيضاً- وقد ينتهي بك الأمر في وضع أسوأ على المدى الطويل".
وتوضح أن المكونات الأخرى في الوجبات السريعة، مثل الملح الموجود على رقائق البطاطس، يمكن أن تؤثر على نشاط الأعصاب، لكنها تضيف أن آثار الصوديوم على الصداع النصفي لم تُختبر بعد.
كما تحذر من أن الوجبات السريعة غالباً ما تكون مُعالجة بشكل مفرط ولا تُناسب نظاماً غذائياً صحياً، بل قد تحتوي أيضاً على مستويات عالية من التيرامين، وهو مركب طبيعي شائع في العديد من الأطعمة، والذي قد يُسبب في الواقع صداعاً نصفياً شديداً.
أما بالنسبة لإيلويز أندروود، فلا تُجدي أيٌّ من الحلول السريعة على وسائل التواصل الاجتماعي نفعاً.
إذ تبحث إيلويز، المصابة بالصداع النصفي المزمن، عن "مزيج سحري" منذ سبع سنوات- فقد رأت الناس يوصون بوضع القدمين في ماء ساخن (لا ينصح به الخبراء لأنه قد يكون خطيراً)، أو شرب القهوة الساخنة ( لا ينصح بها أيضاً إذ قد يكون الكافيين مُحفِّزاً)، أو أجهزة اهتزازية مُختلفة لم تُؤدِّ إلى أي نتائج تُذكر.
وتوضح إيلويز "هناك العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت التي تستغل اليأس الذي نشعر به جميعاً".
وقد تركت إيلويز العديد من الوظائف- غالباً بسبب الإضاءة والضوضاء في بيئة المكتب التي تُحفِّز الصداع النصفي. وتوقفت مؤخراً عن العمل كمصممة ديكور داخلي، وأطلقت الآن مشروعاً لضغط وتأطير زهور الزفاف من منزلها.
عادة ما ترتدي سماعات أذن دائرية لتقليل حدة الأصوات من حولها، وتُقيِّد حياتها الاجتماعية.
تقول إيلويز "يعتقد الناس أن الصداع النصفي مجرد صداع- وهذا مجرد أحد أعراضه". بالنسبة لي، الصداع النصفي تجربة جسدية شاملة".
وتضيف "لقد ضيّق الصداع النصفي عليّ حياتي تماماً".
يقول البروفيسور بيتر غودسبي، طبيب أعصاب في منشأة الأبحاث السريرية التابعة للمعهد الوطني للأبحاث الصحية في جامعة كينغز كوليدج، إن الأبحاث بدأت تُحقق نتائج إيجابية بعد سنوات من نقص التمويل.
وتُظهر أحدث دراساته أن الأدوية المعروفة باسم "جيبانت" يمكنها حجب مجموعة من مستقبلات الألم الخارجية في الفترة التي تسبق نوبة الصداع النصفي، ما يُخفف الألم قبل أن يبدأ.
تقول إيلويز "أي علاج جديد هو بصيص أمل. صحيح أنهم يقولون إنه لا شيء يُجدي نفعاً مع جميع الناس، ولكن هناك علاج واحد يُجدي نفعاً مع شخص ما".
يوضح البروفيسور غودسبي أن تغيير نمط الحياة يُمكن أن يُحدث فرقاً أيضاً. زقد يكون الأمر مملاً، كما يقول، ولكن باختصار "انتبه لعقلك".
ويقول "أنت تريد أن تكون منتظماً، وتتجنب التقلبات. إذا شعرت بعلامات التحذير- التثاؤب، والنعاس، وتقلب المزاج، وزيادة التبول، وحتى الرغبة الشديدة في تناول الملح والسكر- فاستمع إلى جسدك. استمع لجسدك - لا تستمع لتيك توك، هذه نصيحتي".
نيك يفعل ذلك تماماً. قد يلجأ أحياناً إلى الكولا والبطاطس المقلية المملحة، لكنه عدّل حياته كلها ليتمكن من التعامل مع صداعه النصفي.
يقول "لا أشرب الكحول، أرتدي نظارات شمسية حتى لو كان الجو غائماً. وعندما نسافر أنا وصديقتي، نصف الأدوية التي نتناولها تكون لمساعدتنا في التعامل مع صداعنا النصفي".
وفي عطلة نهاية أسبوع عزوبية مؤخراً، لاحظ نيك الفرق بين حياته وحياة أصدقائه.
يقول نيك "لقد سهروا طوال الليل يشربون حتى الساعات الأولى من الصباح. أما أنا قد جئتُ ومعي وسادتي الخاصة، والتفاح، والموز، وحلوى ويتابيكس، وأي وجبات خفيفة أحتاجها، لأن الجوع قد يكون سبباً رئيسياً للصداع النصفي".
ويضيف "أخلد إلى السرير بحلول منتصف الليل- وأصدقائي يعرفون ذلك عني، وهذا أمر طبيعي، لأن هذه هي الطريقة التي يجب أن أعيش بها حياتي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 5 أيام
- شفق نيوز
هل يمكن أن تساعد الكولا والبطاطا المقلية في علاج الصداع النصفي؟
يُصيب الصداع النصفي أكثر من 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة. ويُمكن لذلك أن يُغير مستقبلهم، ويُنهي مسيرتهم المهنية، ويُضيق عليهم عالمهم. لذا، عندما يظهر حل يُزعم أنه يُمكنه "الشفاء"، أو على الأقل الوقاية من الصداع النصفي، فسيُجربه الناس. وعلى الرغم من وجود علاجات طبية، إلا أنه لا يوجد علاج شافٍ وكافٍ للصداع النصفي. يُمكن أن تكون الأدوية الموصوفة فعالة للغاية، لكنها لا تُجدي نفعاً دائماً. وبالنسبة للكثيرين، لا يوجد حل بسيط. وقد يكتشف البعض طرقهم الخاصة للتعامل مع الألم المُنهك مثل: تسليط مجفف الشعر على جانب الوجه، أو الجلوس في حمام ساخن مع وضع كيس ثلج على مكان الألم وشرب عصير. ولكن مؤخراً، انتشر حل جديد فجأة وعلى نطاق واسع- وجبة "ماك مايغرين ميل" مع مشروب كولا كامل الدسم مع حصة من البطاطس المقلية المملحة يُجدي نفعاً لمئات الأشخاص الذين يُشيدون بفوائده على تيك توك. وإذا كان هناك أي دليل علمي وراء هذه الحيل، فما تأثيرها على الجسم؟ نيك كوك، من أوكسفوردشاير، يحمل معه "محفظة مليئة بالأدوية" تحسباً لنوبة صداع نصفي. يقول إنه "سيجرب أي شيء" لتخفيف الألم. ويضيف "عندما تتعايش مع هذه الحالة، وتعمل خمسة أيام في الأسبوع وتحتاج إلى الاستمرار، ستجرب أي شيء". وفي أسوأ حالاته، قد يشعر نيك بالألم حول محجر عينه كما لو أن مقلة عينه تُسحق. يقول إن الكافيين والسكر الموجودين في الكولا هما ما يُساعدانه. ويضيف "أحياناً إذا تمكنت من اكتشاف الأمر مبكراً، فقد يُجدي العلاج نفعاً أحياناً، عندما تُصبح رؤيتي ضبابية وأشعر باقتراب نوبة". و يُؤكد نيك أن شرب الكولا لا يُغني عن أقراص أميتريبتيلين- مسكنات الألم اليومية التي يتناولها للوقاية من الصداع النصفي- ولكنه يُساعده أحياناً على "البقاء حتى نهاية اليوم دون ألم". أما بالنسبة لكايلي ويبستر، البالغة من العمر 27 عاماً والتي عانت من الصداع النصفي المزمن طوال حياتها، فإن الملح الموجود على رقائق البطاطس قد يُبطئ نوبة الصداع النصفي. تقول بحذر "قد يُساعد، لكنه بالتأكيد ليس علاجاً". وتضيف "الصداع النصفي حالة عصبية معقدة، ولا يُمكن علاجه بقليل من الكافيين والملح والسكر في وجبة سريعة". وقد جرّبت كايلي مزيجاً من الأدوية المختلفة، ووضع قدميها في ماء ساخن، ووضع قطعة قماش على مؤخرة رأسها، والوخز بالإبر، والحجامة، لكن لم يُؤدِّ ذلك إلى أي نتائج تُذكر. ومن العلاجات القليلة التي خففت من ألمها البوتوكس الطبي، حيث حُقِنَت عشرات الحقن في رأسها ووجهها ورقبتها. ولا يزال من غير الواضح كيف يعمل البوتوكس لعلاج الصداع النصفي، ولكن يُعتقد أنه يمنع إشارات الألم القوية المُنطلقة من الأعصاب. الصداع النصفي- الذي قد يستمر لأيام- يختلف تماماً عن الصداع، الذي عادةً ما يكون قصير الأمد، ويُمكن علاجه بسهولة أكبر باستخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول. ويُمكن أن يُسبب الصداع النصفي ألماً في الرأس والرقبة، وخدراً، وتشوشاً في الرؤية، وقد يُؤثر حتى على الكلام و الحركة. وتُظهر جماجم يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد أن المصريين القدماء عانوا من الصداع النصفي، ولكن على الرغم من هذا التاريخ الطويل، لا يزال السبب الدقيق له مجهولاً. ويُعتقد أن مستقبلات الألم في الأوعية الدموية والأنسجة العصبية المحيطة بالدماغ تُرسل إشارات خاطئة تُشير إلى وجود خلل. لكننا لا نعرف لماذا يُعاني بعض الأشخاص من حساسية مفرطة في الجهاز العصبي، ولماذا يتفاعل مع بعض الأشياء دون غيرها. يقول الخبراء إنه لا توجد أبحاث كافية حول سبب إصابة بعض الأشخاص فقط- حوالي واحد من كل سبعة - بالصداع النصفي، أو ما الذي يُمكن أن يُساعد بالفعل في الإصابة به. تقول الدكتورة كاي كينيس، عضو مجلس أمناء مؤسسة الصداع النصفي وطبيبة عامة مُتخصصة في الصداع النصفي، إنه على الرغم من وجود عناصر في وجبة "ماك مايغرين" يُمكن أن تُساعد في الوقاية من النوبة، إلا أن هذه العناصر ليست متواجدة بشكل رئيسي في "ماكدونالدز". وتضيف "يمكن أن يعمل الكافيين الموجود في الكولا كمُعطّل للأعصاب، فهو مادة تؤثر على نشاط الأعصاب. وتقول الدكتورة كينيس: "بالنسبة للبعض، يكون هذا الاضطراب إيجابياً". وتوضح كاي "هناك بعض مسكنات الألم التي يتناولها الناس لعلاج الصداع النصفي والتي تحتوي على الكافيين- وبعضها يستجيب جيداً لذلك - لكننا لا نعرف السبب تماماً". لكنها تحذر من استخدام المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، مثل الكولا، كوسيلة لإدارة الصداع النصفي بانتظام. وتقول الدكتورة كينيس "قد يكون الإفراط في تناول الكافيين محفزاً أيضاً- وقد ينتهي بك الأمر في وضع أسوأ على المدى الطويل". وتوضح أن المكونات الأخرى في الوجبات السريعة، مثل الملح الموجود على رقائق البطاطس، يمكن أن تؤثر على نشاط الأعصاب، لكنها تضيف أن آثار الصوديوم على الصداع النصفي لم تُختبر بعد. كما تحذر من أن الوجبات السريعة غالباً ما تكون مُعالجة بشكل مفرط ولا تُناسب نظاماً غذائياً صحياً، بل قد تحتوي أيضاً على مستويات عالية من التيرامين، وهو مركب طبيعي شائع في العديد من الأطعمة، والذي قد يُسبب في الواقع صداعاً نصفياً شديداً. أما بالنسبة لإيلويز أندروود، فلا تُجدي أيٌّ من الحلول السريعة على وسائل التواصل الاجتماعي نفعاً. إذ تبحث إيلويز، المصابة بالصداع النصفي المزمن، عن "مزيج سحري" منذ سبع سنوات- فقد رأت الناس يوصون بوضع القدمين في ماء ساخن (لا ينصح به الخبراء لأنه قد يكون خطيراً)، أو شرب القهوة الساخنة ( لا ينصح بها أيضاً إذ قد يكون الكافيين مُحفِّزاً)، أو أجهزة اهتزازية مُختلفة لم تُؤدِّ إلى أي نتائج تُذكر. وتوضح إيلويز "هناك العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت التي تستغل اليأس الذي نشعر به جميعاً". وقد تركت إيلويز العديد من الوظائف- غالباً بسبب الإضاءة والضوضاء في بيئة المكتب التي تُحفِّز الصداع النصفي. وتوقفت مؤخراً عن العمل كمصممة ديكور داخلي، وأطلقت الآن مشروعاً لضغط وتأطير زهور الزفاف من منزلها. عادة ما ترتدي سماعات أذن دائرية لتقليل حدة الأصوات من حولها، وتُقيِّد حياتها الاجتماعية. تقول إيلويز "يعتقد الناس أن الصداع النصفي مجرد صداع- وهذا مجرد أحد أعراضه". بالنسبة لي، الصداع النصفي تجربة جسدية شاملة". وتضيف "لقد ضيّق الصداع النصفي عليّ حياتي تماماً". يقول البروفيسور بيتر غودسبي، طبيب أعصاب في منشأة الأبحاث السريرية التابعة للمعهد الوطني للأبحاث الصحية في جامعة كينغز كوليدج، إن الأبحاث بدأت تُحقق نتائج إيجابية بعد سنوات من نقص التمويل. وتُظهر أحدث دراساته أن الأدوية المعروفة باسم "جيبانت" يمكنها حجب مجموعة من مستقبلات الألم الخارجية في الفترة التي تسبق نوبة الصداع النصفي، ما يُخفف الألم قبل أن يبدأ. تقول إيلويز "أي علاج جديد هو بصيص أمل. صحيح أنهم يقولون إنه لا شيء يُجدي نفعاً مع جميع الناس، ولكن هناك علاج واحد يُجدي نفعاً مع شخص ما". يوضح البروفيسور غودسبي أن تغيير نمط الحياة يُمكن أن يُحدث فرقاً أيضاً. زقد يكون الأمر مملاً، كما يقول، ولكن باختصار "انتبه لعقلك". ويقول "أنت تريد أن تكون منتظماً، وتتجنب التقلبات. إذا شعرت بعلامات التحذير- التثاؤب، والنعاس، وتقلب المزاج، وزيادة التبول، وحتى الرغبة الشديدة في تناول الملح والسكر- فاستمع إلى جسدك. استمع لجسدك - لا تستمع لتيك توك، هذه نصيحتي". نيك يفعل ذلك تماماً. قد يلجأ أحياناً إلى الكولا والبطاطس المقلية المملحة، لكنه عدّل حياته كلها ليتمكن من التعامل مع صداعه النصفي. يقول "لا أشرب الكحول، أرتدي نظارات شمسية حتى لو كان الجو غائماً. وعندما نسافر أنا وصديقتي، نصف الأدوية التي نتناولها تكون لمساعدتنا في التعامل مع صداعنا النصفي". وفي عطلة نهاية أسبوع عزوبية مؤخراً، لاحظ نيك الفرق بين حياته وحياة أصدقائه. يقول نيك "لقد سهروا طوال الليل يشربون حتى الساعات الأولى من الصباح. أما أنا قد جئتُ ومعي وسادتي الخاصة، والتفاح، والموز، وحلوى ويتابيكس، وأي وجبات خفيفة أحتاجها، لأن الجوع قد يكون سبباً رئيسياً للصداع النصفي". ويضيف "أخلد إلى السرير بحلول منتصف الليل- وأصدقائي يعرفون ذلك عني، وهذا أمر طبيعي، لأن هذه هي الطريقة التي يجب أن أعيش بها حياتي".


الأنباء العراقية
٢٣-٠٥-٢٠٢٥
- الأنباء العراقية
دراسة صادمة تكشف ما قد يفعله الهاتف الذكي بعقول الأطفال
متابعة - واع تظهر دراسة جديدة أن استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي قد يزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب خلال سنوات المراهقة. فبعد سنوات من الجدل حول العلاقة بين الصحة النفسية واستخدام منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، وجدت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن كثرة استخدام الأطفال لهذه المنصات قد تساهم فعلا في تفاقم أعراض الاكتئاب لديهم. وفي الدراسة، تابع الباحثون بيانات 11876 طفلا أمريكيا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاما تقريبا، على مدى 3 سنوات، لمعرفة ما إذا كان الأطفال المصابون بالاكتئاب هم أكثر ميلا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاحقا، أو العكس. وقد أظهرت النتائج أن الأطفال الذين عانوا من أعراض اكتئاب في سن 9 أو 10 لم يكونوا أكثر استخداما لمواقع التواصل عند بلوغهم 13 عاما مقارنة بغيرهم، ما يضعف الفرضية السابقة القائلة إن الأطفال "غير السعداء" ينجذبون أكثر إلى هذه المنصات. لكن المفاجأة كانت أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف في سن 12 و13 عاما، هم من أظهروا أعلى معدلات الاكتئاب لاحقا، ما يشير إلى احتمال وجود علاقة سببية بين الاستخدام الكثيف وظهور أعراض الاكتئاب. ووفقا للدراسة، ارتفع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على مواقع التواصل من 7 دقائق فقط في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة مع بلوغهم سن المراهقة المبكرة. ورجّح فريق البحث أن تكون أسباب هذا التأثير السلبي مرتبطة بعوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، واللذان ارتبطا سابقا بزيادة معدلات الاكتئاب بين المراهقين. وفي سياق متصل، أظهرت دراسات سابقة أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني بين سن 11 و12 يكونون أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد مقارنة بغيرهم. ويقول الباحثون إن مواقع التواصل الاجتماعي، رغم آثارها المحتملة السلبية، لا تزال الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الأطفال للتفاعل مع أقرانهم، ما يعقّد جهود تقنين استخدامها أو الحد منه. وقال الدكتور جيسون ناغاتا، أخصائي طب الأطفال وقائد فريق البحث: "بصفتي أبا لطفلين، أدرك أن مجرد قول "ابتعد عن هاتفك" لا ينجح، لكن يمكن للأهالي وضع ضوابط تساعد على تقليل الأثر النفسي السلبي، مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات أثناء الوجبات أو قبل النوم، وإجراء حوارات مفتوحة وغير حكمية حول الاستخدام الرقمي". من جانب اخر قال البروفيسور كريس فيرغسون، أستاذ علم النفس بجامعة ستيتسون في فلوريدا، إن "العلاقة بين استخدام مواقع التواصل والاكتئاب، وفق الدراسة، ضعيفة جدا، وحجم التأثير ضئيل للغاية وقد يكون ناتجا عن ضوضاء إحصائية". وقد أقر الباحثون بوجود بعض القيود في الدراسة، أبرزها اعتمادهم على صدق الأطفال في الإبلاغ عن عاداتهم الرقمية، إضافة إلى غياب تحليل تفصيلي لكيفية تأثير نوع الجهاز أو توقيت الاستخدام على الحالة النفسية.


شفق نيوز
٢٢-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
منتشر على "تيك توك" و"إنستغرام".. "ترند" جديد يهدد حياة الملايين
شفق نيوز/ أثار "ترند" جديد منتشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، قلق المختصين، محذرين من المخاطر الصحية الجسيمة التي قد تنتج عنه. ويتمثل الترند الجديد في إغلاق الفم بواسطة شريط لاصق خلال النوم لفرض التنفس عبر الأنف فقط. وقد تعددت الادعاءات حول فوائدها ما بين تحسين جودة النوم، تعزيز صحة الفم والأسنان، نحت منطقة الفك، وحتى تأخير علامات الشيخوخة. ودفعت هذه الادعاءات فريقا بحثيا متخصصا من معهد لوسون للأبحاث ومعهد أبحاث العلوم الصحية في لندن، بالتعاون مع كلية شوليتش للطب وطب الأسنان بجامعة ويسترن، إلى فحص دقيق للأدلة العلمية المتاحة، حيث تمت مراجعة 86 دراسة في هذا المجال، مع تحليل متعمق لـ 10 دراسات شملت 213 مشاركا. وكانت النتيجة صادمة: لا يوجد أي دليل علمي قوي يدعم هذه الادعاءات، بل على العكس، فقد بينت النتائج أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى تفاقم مشاكل التنفس المرتبطة بالنوم. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور براين روتنبرغ، الباحث الرئيسي في الدراسة وأخصائي الأنف والأذن والحنجرة، أن ما يثير القلق هو ترويج هذه الممارسة من قبل مشاهير ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي دون أي سند علمي. وأضاف: "عندما بدأنا نرى هذه الظاهرة تنتشر، شعرنا بأن الأمر يستحق البحث، خاصة مع غياب الأدلة الطبية التي تدعمه". وتكمن الخطورة الرئيسية في أن إغلاق الفم أثناء النوم قد يحول دون تدفق الهواء بشكل كاف، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي غير المشخص، وهي حالة يتوقف فيها التنفس بشكل متكرر أثناء النوم. وقد حذر الأطباء من أن هذه الممارسة قد تزيد من حدة الأعراض وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويرتبط انتشار هذه الموضة بظاهرة أوسع تعرف بـ "تحسين المظهر" (أو looksmaxxing)، حيث يسعى الأفراد إلى تحسين مظهرهم الخارجي عبر وسائل متطرفة أحيانا. وفي هذا الإطار، يتم الترويج لوضع لصق على الفم كحل سحري لمشكلة "وجه متنفس الفم"، وهي فكرة غير مثبتة علميا تزعم أن التنفس عبر الفم يؤدي إلى تغيرات غير مرغوبة في شكل الوجه. ويؤكد الخبراء على أهمية التمييز بين الموضات العابرة والتوصيات الطبية المدعومة بالأدلة العلمية. وينصحون أي شخص يعاني من مشاكل في النوم أو التنفس بمراجعة الطبيب المختص بدلا من اللجوء إلى حلول غير مدروسة قد تعرض صحتهم للخطر. وتؤكد نتائج هذه الدراسة أن صحة الجهاز التنفسي ليست مجالا للتجارب أو الموضات، وأن أي تدخل يؤثر على عملية التنفس الأساسية يجب أن يكون تحت إشراف طبي دقيق، خاصة أن عواقب الأخطاء في هذا المجال قد تكون وخيمة ولا رجعة فيها.