
انهيار الصحة في السودان.. كيف تمهّد الكوليرا لكارثة إنسانية أشمل؟
في ظل انقطاع الكهرباء وشح المياه، يشهد السودان ارتفاعًا خطيرًا في حالات الكوليرا مع تفاقم الحرب الأهلية التي عطّلت الخدمات الأساسية وأدت إلى تصاعد معدلات الإصابة بالمرض.
وأعلنت الصحة السودانية تسجيل 2700 إصابة جديدة بالكوليرا و172 حالة وفاة خلال أسبوع واحد فقط، في أسوأ موجة للمرض منذ اندلاع الحرب في البلاد العام الماضي.
انهيار الوصول الى المياه والكهرباء
أوضحت الوزارة، الثلاثاء، أن نحو 90% من الإصابات تم تسجيلها في ولاية الخرطوم، حيث انهار الوصول إلى المياه النظيفة والكهرباء نتيجة تصعيد الضربات الجوية بالطائرات المسيرة من قبل ميليشيا الدعم السريع.
وحسب تقرير عبر وكالة تي ار تي جلوبال فأن هذه الهجمات زادت من زعزعة الاستقرار في مدينة الخرطوم، التي تعاني أصلاً من شلل شبه كامل بعد أكثر من عام من المعارك العنيفة بين ميليشيات الدعم السريع والجيش السوداني.
أزمة المياه تسرّع انتشار المرض
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن 3 محطات كهرباء رئيسية في العاصمة تعرضت لهجمات أدت إلى تعطيلها بالكامل، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن محطات معالجة المياه التي تزود الخرطوم بالمياه النقية.
صرح سليمان عمار، منسق الشؤون الطبية في المنظمة بالخرطوم:"لم تعد محطات معالجة المياه تمتلك الطاقة لتشغيل مضخات النيل، وبالتالي لم تعد قادرة على توفير مياه آمنة للسكان".
ودفع هذا الانهيار السكان إلى استخدام مصادر مياه غير آمنة، مما سرّع من وتيرة انتشار الكوليرا.
دخلت الحرب، التي بدأت في أبريل 2023، عامها الثالث، وقد دمرت البنية التحتية الصحية الهشة في البلاد بالكامل تقريبًا.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في السودان وصل إلى "نقطة الانهيار"، بينما أفادت نقابة الأطباء السودانيين بأن ما يصل إلى 90% من المستشفيات توقفت عن العمل في وقت ما بسبب الحرب، إذ تعرض العديد منها للنهب أو القصف أو الاحتلال من قبل أطراف النزاع.
ومنذ بداية الصراع، قُتل عشرات الآلاف، ونزح أكثر من 13 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
وتُعد الكوليرا الآن طبقة جديدة من المعاناة التي يتكبدها المدنيون العالقون بين نيران الحرب ومخاطر الأوبئة، في بلد تتكامل فيه الكارثة الصحية مع الكارثة الإنسانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ 2 ساعات
- بوابة الفجر
صحة أسيوط تنظم ورشة عمل لرفع كفاءة الأطباء في مواجهة التراكوما بمستشفى الرمد
نظمت مديرية الصحة بأسيوط ورشة عمل استهدفت أطباء الرمد بمستشفي الرمد بحى شرق أسيوط لتعزيز قدرات الأطباء في التشخيص والترصد لمرض التراكوما واستكمالًا للجهود الوطنية الرامية إلى القضاء على مرض التراكوما وذلك في إطار الاستعدادات لإعلان مصر خالية من التراكوما 2027 وتأتي هذة الورشة تنفيذًا لتعليمات الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان وتوجيهات الدكتورة أماني الحبشي رئيس الإدارة المركزية للأمراض المدارية وناقلات الأمراض بوزارة الصحة والدكتور أحمد البري مدير عام الإدارة العامة للأمراض المدارية وناقلات الأمراض بالوزارة وتحت إشراف والدكتور محمد زين الدين حافظ وكيل وزارة الصحة والسكان باسيوط ومتابعة الدكتور أحمد سيد موسي وكيل مديرية الصحة للشئون الوقائية بأسيوط الدكتورة مرام علي عبد المالك مدير عام الإدارة العامة للأمراض المدارية وناقلات الأمراض بأسيوط وبالتنسيق الفعال بين الدكتورة مي حسانين المكلفة بملف التراكوما بالإدارة العامة للأمراض المدارية بأسيوط والدكتورة كريستين تادرس مدير مستشفى الرمد بأسيوط وأكد الدكتور أحمد سيد موسي وكيل مديرية الصحة للشؤون الوقائية بأسيوط على أنه تم إسناد مهام التدريب خلال ورشة العمل الدكتور محمد حنفي مسئول التدريب بمستشفى الرمد بأسيوط والدكتورة سليفيا ممدوح مسئول الترصد بمستشفى الرمد مشيرًا إلي أن التدريب ركز على صقل مهارات الأطباء وتأكيد الفهم العميق لكيفية ترصد حالات التراكوما، وتطبيق معايير التشخيص الدقيق وفقًا لتعريف الحالة المعتمد من قبل" منظمة الصحة العالمية"، وتطبيق استراتيجية منظمة الصحة العالمية "SAFE" للتعامل مع مرض التراكوما، بالإضافة إلى ضمان دقة ومطابقة البلاغات المتعلقة بالحالات المكتشفة. وأشار وكيل مديرية الصحة للشؤون الوقائية بأسيوط إلي أن هذه الورشة تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر الطبية، وتوحيد آليات العمل، وضمان الاستعداد الكامل للمساهمة الفعالة في تحقيق الهدف القومي، والمساهمة في حماية صحة عيون المواطنين.


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : السودان.. ألفان و729 إصابة بالكوليرا بينها 172 وفاة خلال أسبوع
الأربعاء 28 مايو 2025 04:00 صباحاً نافذة على العالم - السودان.. ألفان و729 إصابة بالكوليرا بينها 172 وفاة خلال أسبوع أعلنت وزارة الصحة السودانية، الثلاثاء، عن تسجيل ألفين و729 حالة إصابة بالكوليرا، بينها 172 وفاة في عدد من ولايات البلاد خلال الأيام السبعة الماضية. وأفادت الوزارة في بيان، بـ"تصاعد الإصابات بالكوليرا بعدد من الولايات وبلغت 2729 إصابة خلال أسبوع بينها 172 حالة وفاة". وأوضحت أن "90 بالمئة من الإصابات الجديدة بولايات الخرطوم والجزيرة (وسط) وشمال كردفان (جنوب) وسنار (جنوب شرق) والنيل الأبيض (جنوب) ونهر النيل (شمال)". من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن الكوليرا "تنتشر بصورة كبيرة في ولاية الخرطوم، وتعمل المنظمة عن كثب مع وزارة الصحة لتعزيز جهودها والاستجابة لتفشي المرض". وتحدثت المنظمة الدولية في بيان، عن وجود "13 وحدة لعلاج الكوليرا تعمل في ولاية الخرطوم، وتدعم المنظّمة 7 منها لضمان عملها بكامل طاقتها وإمكانية توسيع قدراتها تبعاً للاحتياجات". وناشدت المنظمة الجهات المانحة والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية "للارتقاء بجهود تعزيز المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في الخرطوم على وجه السرعة للحد من تفشي المرض". والسبت، أعلنت وزارة الصحة السودانية، أن متوسط حالات الإصابة بالكوليرا في ولاية الخرطوم بحدود 600 إلى 700 حالة أسبوعيا خلال الأسابيع الأربعة الماضية. بينما بلغ عدد الإصابات بالكوليرا 60 ألفا و993 بينها ألف و632 حالة وفاة، وفق آخر إخصائية حكومية صدرت في 6 مايو/ أيار الجاري. وفي 12 أغسطس/ آب 2024، أعلنت السلطات السودانية الكوليرا وباءً في البلاد، لكنه شهد تراجعا منذ فبراير/ شباط 2025 قبل أن يعاود مرة أخرى جراء استعمال مياه الشرب الملوثة بسبب توقف محطات رئيسية للمياه بعدة مناطق، وفق مراقبين. وتتزامن الكوارث الصحية بالبلاد هذه الأيام مع معاناة انقطاع المياه والكهرباء بأنحاء واسعة من البلاد جراء استمرار حرب متواصلة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش و"الدعم السريع" خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.


بوابة الأهرام
منذ 11 ساعات
- بوابة الأهرام
فى اليوم العالمى لمكافحة التبغ: نصف أطفال العالم يتنفسون هواء ملوثا بسبب مدخن فى الدوائر المقربة
يحتفل العالم السبت المقبل 31 مايو باليوم العالمي لمكافحة التبغ، وهو الحدث الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية للتوعية بالمخاطر الصحية لجميع أنواع التبغ، ويحمل شعار هذا العام «فضح زيف المغريات: كشف أساليب دوائر صناعة التبغ ومنتجات النيكوتين»، حيث سيتم التركيز على فضح الخطط التي تنتهجها دوائر صناعة التبغ والنيكوتين لإضفاء الجاذبية على منتجاتها الضارة لا سيما في أوساط الشباب والمراهقين، خاصة في ظل رواج السجائر الإلكترونية والادعاء بأنها أقل ضررا، إلى جانب ابتكار آلاف النكهات بهدف تغيير رائحة أو طعم منتجات التبغ. ووفقا للتقديرات العالمية، فهناك 1.3 مليار شخص حول العالم يستخدمون منتجات التبغ، 80% منهم في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. يسهم استخدام التبغ في زيادة الفقر بتحويل إنفاق الأسر من الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والمأوى، إلى التبغ. وللأسف يصعب الحد من هذا السلوك نظرا لإدمان التبغ الشديد. وبالنسبة لمصر، تشير تقارير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن سرطان الرئة ـ الذي يعد السبب المباشر للتدخين ـ هو ثالث نوع للأورام الأكثر شيوعا بين المرضى في مصر والخامس على مستوى الجنسين. ومن الحقائق العلمية المؤكدة أن النيكوتين الموجود في التبغ مُسبب للإدمان والإصابة بأكثر من 20 نوعا مختلفا من السرطان أشهرها سرطان الرئة والفم والمثانة والمريء. كما أن للتدخين مخاطر كبرى على كفاءة عضلة القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي. كما يموت أكثر من 8 ملايين شخص سنويا بسبب تعاطي التبغ. وتحدث معظم الوفيات المرتبطة بالتبغ في البلدان النامية ذات الدخل المنخفض والمتوسط، والتي غالبًا ما تكون هدفا لشركات التبغ. كما يمكن أن يكون التبغ قاتلًا أيضًا لغير المدخنين، حيث يتسبب التدخين السلبي أو التعرض المباشر لمدخن في وفاة 1.2 مليون حالة وفاة سنويًا. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نصف أطفال العالم يتنفسون هواء ملوثا بدخان التبغ بسبب وجود مدخن في الدوائر المقربة منهم، مما يؤدي إلى وفاة 65000 طفل سنويا بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين السلبي. كما يمكن أن يُؤدي التدخين أثناء الحمل إلى العديد من المشكلات الصحية المُزمنة للأطفال. وفي ذات السياق، تقدر التكلفة الاقتصادية الإجمالية للتدخين (من نفقات الصحة وخسائر الإنتاجية معا) بحوالي 1.4 تريليون دولار سنويا، أي ما يعادل 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي. وقد تكبدت البلدان النامية ما يقرب من 40% من هذه التكلفة، مما يبرز العبء الكبير الذي تُعانيه هذه البلدان. ومع رواج نماذج السجائر الإلكترونية قامت شركات التبغ خلال السنوات الأخيرة بابتكار 16 ألف نكهة بمنتجات التبغ والنيكوتين بهدف اجتذاب الشباب. كما استهدفت شركات التبغ منصات التواصل الاجتماعي بهدف الترويج للسجائر الإلكترونية والتبغ بين الشباب والمراهقين، وهو ما أدى إلى تحقيق أكثر من 3.4 مليار مشاهدة على مختلف المنصات. وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فتلك الحملات الممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من حملات الترويج والإعلان المباشر تسببت في اجتذاب 37 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً حول العالم لعادات التدخين. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن زيادة الوعي المجتمعي بآليات التلاعب التي تقوم بها الشركات لاجتذاب شرائح جديدة من مدمني التدخين هو أمر بالغ الخطورة، خاصة في ظل الترويج المضلل بأن السجائر الإلكترونية آمنة وغير ضارة، وهو ما ثبت عدم صحته من واقع الدراسات الأخيرة على النكهات والأطعمة والمركبات الكيميائية التي يتم استنشاقها وتتسبب في تلف خلايا الرئة. وتوضح منظمة الصحة العالمية أن فضح استراتيجيات شركات التبغ، وتسليط الضوء على الأساليب التي تسوق بها دوائر صناعة الإدمان للسجائر ومنتجات التبغ يسهم بشكل كبير في الحفاظ على الأجيال الشابة من المخاطر والمضاعفات الصحية والحد من الهدر الاقتصادي، سواء على استهلاك التبغ أو تكاليف العلاج الطبي لعلاج ما نتج عن سنوات إدمان السجائر والتبغ.