
التنظيم العشوائي لمنتجات التبغ البديلة ينعش السوق السوداء ويهدد الصحة العامة النهار نيوز
كتب : ماهر بدر
خَلصت لجنة خصصت لمناقشة عواقب حظر منتجات التبغ والنيكوتين خلال منتدى النيكوتين العالمي الحادي عشر الذي عقد في وارسو، إلى أن التنظيم العشوائي في مجال التبغ ومنتجات النيكوتين يشكل خطراً على الصحة العامة، وذلك بالنظر إلى الحظر والقيود المفروضة على جميع المدخنين البالغين عندما يتعلق الأمر بالبدائل الخالية من الدخان، الأمر الذي لن يساعد هؤلاء المدخنين على اتخاذ خيارات أفضل، كما أنه لن يمنع القاصرين من الوصول إلى هذه المنتجات، وذلك خلافاً لما هو واقع الحال بالنسبة للمنتجات التقليدية التي لا تزال متاحة أمام المدخنين وحتى القاصرين منهم، في الوقت الذي يجب أن يتم فرض قيود عمرية صارمة على الوصول إليها واستهلاكها.
في هذا السياق، فإن ماليزيا تُعتبر مثالاً على دور التنظيم العشوائي لمنتجات التبغ والنيكوتين في تهديد الصحة العامة. في عام 2023، سمحت الدولة ببيع السجائر الإلكترونية موجب قانون التبغ، إلا أن المعضلة حلت مع فرض قوانين صارمة تمنع الترويج والإعلان، كما أوضحت البروفيسورة د. شريفة عزت فان بوتيه.
تقول البروفيسورة فان بوتيه بأن السوق السوداء في ماليزيا سوقاً ضخمة وتشهد نشاطاً كبيراً، ليس فقط للتبغ غير القانوني، بل أيضاً للسجائر الإلكترونية غير القانونية، مبينةً أن هذا يعد مصدر قلق كبير، لأنه يعيق جهود توعية المدخنين البالغين بأهمية النظر في المنتجات البديلة والتحول إليها على أن تكون منتجات مثبتة وخاضعة للاختبار والرقابة، في الوقت الذي يمنع القانون هذه الخطوة بما في ذلك إيصال المعلومة حول هذه المنتجات.
أوضحت البروفيسورة فان بوتيه بأن هذا الواقع يزيد من معدل الأمراض المرتبطة بالتدخين في ماليزيا، وتحديداً الأمراض الرئوية المسجلة التي تتناقل وسائل الإعلام أخبارها، فيما لا يتم البحث والتدقيق بنوعية السجائر الإلكترونية التي يستخدمها المرضى وبماهية مركبات مكوناتها ونسبها بما في ذلك النيكوتين، والتي تتسبب لهم بالأمراض التي ينقلون لغرف الطوارئ على خلفية استخدامها.
وشددت البروفيسورة فان بوتيه بأن كل هذه العوامل تؤدي إلى خلق انطباعات عامة بأن المنتجات البديلة من السجائر الإلكترونية (Vaping) هي منتجات سيئة ولا ينبغي التحول إليها، مما يؤدي بدوره إلى خلق وتعزيز التصورات الخاطئة حول المنتجات البديلة.
عند مناقشة حظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد لأسباب بيئية، وحظر النكهات بسبب احتمال جذبها للشباب، تعتقد السياسية الأسترالية مديرة حزب "المنطق" وعضو المجلس التشريعي الفيكتوري، فيونا باتن، أن الحل يكمن في تنظيم السوق وليس في فرض الحظر.
وتقول باتن: "في حال كانت السوق منظمة وتتيح منتجات تباع للمدخنين البالغين، فينبغي أن يكون لدى هؤلاء المدخنين القدرة على اختيار النكهة المناسبة لهم، وبفضل ذلك سيكون من الأسهل التخلي عن السجائر من السوق السوداء، حيث لا توجد أي رقابة على الإطلاق. ومع وجود سوق غير منظمة، سيكون من السهل على الأطفال الوصول إلى هذه المنتجات، مما يؤدي إلى خلق التصورات الخاطئة بأن صناعة التبغ تحاول بيع السجائر الإلكترونية للأطفال، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق."
كمثال إيجابي لسياسة الحد من المخاطر المبتكرة، والتي تقلل من العواقب السلبية لاستخدام المنتجات الضارة وكذلك من العواقب السلبية لسياسات الحظر والتنظيم الحكومي، يشير الصحفي والمؤلف البريطاني هاري شابيرو إلى السويد واليابان.
يقول شابيرو حول هذا الصدد: "المثال السويدي معروف لدى الجميع تقريباً، وفي اليابان انخفضت مبيعات السجائر بحوالي 50% في السنوات الأخيرة، وهو المعدل الذي قد يعد أكبر انخفاض في مبيعات السجائر في أي مكان في العالم. في الوقت نفسه، زاد استخدام منتجات تسخين التبغ. لم تتدخل الدولة هنا، على حد علمي، بل تركت للمستهلكين الخيار لإجراء هذا التغيير بناءً على أسباب ثقافية مختلفة. على سبيل المثال، في اليابان هناك عنصر ثقافي حيث لا يرغب الناس في إزعاج الآخرين بدخان التبغ."
-انتهى-

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 5 ساعات
- الدولة الاخبارية
'الإقلاع عن التدخين' في ندوة توعوية بمستشفيات جامعة أسيوط
الثلاثاء، 17 يونيو 2025 09:29 مـ بتوقيت القاهرة في إطار حرص مستشفيات جامعة أسيوط على تعزيز الوعي الصحي، ينظم قسم طب الأسرة بكلية الطب جامعة أسيوط غدا ندوة توعوية حول الإقلاع عن التدخين، تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور محمود عبد العليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والأستاذ الدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والأستاذ الدكتور خالد عبد العزيز مدير المستشفى الجامعي الرئيسي، وتحت إشراف الأستاذة الدكتورة داليا مهران رئيس قسم طب الأسرة. تتضمن الندوة عده محاضرات متنوعة منها، محاضرة عن الإطار الخماسي 5A للإقلاع عن التدخين، ومحاضرة حول نموذج التغيير السلوكي، للدكتور حمدي جمعة مدرس طب الأسرة، محاضرة عن درجة الاعتمادية على النيكوتين، ومحاضرة عن العلاج ببدائل النيكوتين، للدكتورة نجلاء علي مدرس مساعد طب الأسرة، محاضرة عن استراتيجية 5R لتحفيز الإقلاع عن التدخين، للدكتورة ماهي نور زغبي مدرس مساعد طب الأسرة، وتختتم فعاليات الندوة بتطبيق عملي على أحد الحالات، ويقوم بمناقشة الحالة، الدكتور حمدي جمعة، والدكتورة ماهي نور زغبي. تنطلق فعاليات الندوة بقاعة المؤتمرات بالمستشفى الجامعي الرئيسي، في تمام الحادية عشر صباحا.


مصراوي
منذ 5 ساعات
- مصراوي
لاعب استخدمه قبل هدفه بالمونديال.. تبغ السنوس يثير الجدل في ملاعب كرة القدم
كتبت-هند عواد: واحد من كل خمسة لاعبين محترفين في إنجلترا، يستخدمون "السنوس" –أحد أنواع النيكوتين- وما يقرب من نصفهم لديهم رغبة في الإقلاع عن الأمر، وفقا لدراسة أجرتها جامعة لوبورو، بتكليف من رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين (PFA). وعادة ما ينشر اسم تبغ السنوس بين الفترة والأخرى على الساحة الرياضية، عندما يظهر مع أحد اللاعبين، الأمر الذي حدث حاليا مع أحد لاعبي الدوري المصري. وسبق وتحدث أحمد حسام ميدو لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق، عن الأمر، وقال عبر برنامجه الريمونتادا، إن 50% من اللاعبين في مصر يتناولون مادة مخدرة قبل خوضهم المباريات، تؤثر فيهم بالسلب، وهذه المادة مدمرة وتتسبب في تأخير اللاعب للعودة من الإصابة وتضرره بشكل كبير بجانب تعرض اللاعبين للإصابة باستمرار. تبغ السنوس، عبارة عن نيكوتين عديم الدخان، يتم وضعه بين الشفة العليا واللثة ليساعد اللاعبين على الاسترخاء، إلا أنه يمل عدة مخاطر منها أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي الدراسة المذكورة أعلاه ونشرها صحفية "بي بي سي" الإنجليزية بتاريخ مايو 2024، ثم استطلاع 628 لاعبًا من الذكور، في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز أو أندية دوري كرة القدم الإنجليزية، بالإضافة إلى 51 لاعبة في دوري السوبر للسيدات. ومن بين المشاركين الذكور، أفاد 18% أنهم يستخدمون السنوس حاليًا، بينما أفاد 42% أنهم جربوه مرة واحدة على الأقل، أما اللاعبات، فقد بلغت نسبتهن 22% و39% على التوالي. أشهر اللاعبين الذين ظهروا بتبغ السنوس اعترف جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي السابق، باستخدام التبغ "سنوس" لمساعدته على الاسترخاي، والتقطته الكاميرات وهو يحمل التبغ ذاته في بطولة أمم أوروبا 2016. وخلال مباراة في الدوري الإنجليزي بين أستون فيلا وأرسنال، اتجهت الكاميرا نحو أوناي إيمري، مدرب فيلا، ليظهر برتراند تراوري على دكة البدلاء، وهو يرفع شفته العليا قبل أن يبدو وكأنه يضع شيئًا بجانب علكته. ونفى اللاعب أنه تناول السنوس، إلا أنها لم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها الأمر بالدوري الإنجليزي، إذ شوهد مارك جيليسبي حارس مرمى نيوكاسل الثالث وهو في المدرجات خلال مباراة ليفربول، يُدخل شيئًا ما تحت شفتيه. وظهر العديد من لاعبي الدوري الإنجليزي وهم يحملون تبغ السنوس، مثل ماركوس راشفورد ، مهاجم مانشستر يونايتد السابق، الذي نشر صورته على حسابه بموقع "إنستجرام"، وبجانبه علبة السنوس، لكنه رفض التعليق على الأمر. ونشر السويدي فيكتور ليندلوف، مدافع مانشستر يونايتد الدولي السويدي، صورًا على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي للسنوس المفضل لديه. واعترف السويدي هنريك لارسون بأنه استخدم السنوس قبل أن يسجل الركلة الأخيرة لمنتخب بلاده في ركلات الترجيح، التي أوصلتهم إلى نصف نهائي كأس العالم 1994 على حساب رومانيا، وقال: "فقط لأُهدئ من روعي"، لكنه بعد 20 عاما من الواقعة.


مصراوي
منذ 6 ساعات
- مصراوي
سرطان المريء.. مخاطر تناول تبغ السنوس بعد ظهوره في الدوري المصري
كتبت-هند عواد: شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من إثارة الجدل بعد انتشار صورة لأحد لاعبي الدوري المصري، بجانبه تبغ "السنوس"، الذي يوضع بين الشفة العليا واللثة ليساعد اللاعبين على الاسترخاء، إلا أنه يسبب عدة مخاطر منها أمراض القلب والأوعية الدموية. وفقا لدراسة أجرتها جامعة لوبورو، بتكليف من رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين (PFA)، واحد من كل خمسة لاعبين محترفين في إنجلترا، يستخدمون "السنوس". مخاطر استخدام تبغ السنوس أشارت الدراسة ذاتها والتي نشرتها صحيفة "بي بي سي" الإنجليزية، إلى أن استخدام السنوس يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء والبنكرياس مقارنة بغير المدخنين، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي مارس 2023، قالت رابطة اللاعبين المحترفين إن عددًا متزايدًا من اللاعبين يستخدمون السنوس، مع حصول بعضهم على مساعدة للتعافي من الإدمان. وأفاد أكثر من نصف المستخدمين الذكور في الاستطلاع (53%) وحوالي ثلاثة أرباع المستخدمات الإناث (73%) بعناصر من الاعتماد على النيكوتين، مثل الرغبة الشديدة في الاستخدام والاستخدام دون وعي أو نية، في حين تضمنت أعراض الانسحاب القلق والتهيج والأرق. وقال الدكتور دانيال ريد، الباحث الرئيسي والمحاضر في معهد الأعمال الرياضية بجامعة لوفبورو في لندن: "تشير النتائج إلى أن استخدام السنوس وأكياس النيكوتين الخالية من التبغ بين لاعبي كرة القدم المحترفين أعلى مما هو معتاد بين عامة السكان في المملكة المتحدة، وغالبًا ما يستخدم اللاعبون هذه المنتجات للاسترخاء وإدارة التوتر". اقرأ أيضًا: