logo
فرقة الشمال لمعهد إدوارد سعيد للموسيقى... زهرة بين النيران

فرقة الشمال لمعهد إدوارد سعيد للموسيقى... زهرة بين النيران

العربي الجديد٠٨-٠٧-٢٠٢٥
في قلب مخيم الجندي المجهول للنزوح وسط
مدينة غزة
، حيث تصطف الخيام، بزغت نغمة أطلقها طلاب معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، لعلّها تعد بالحياة وسط الموت والخراب. تضم فرقة الشمال ما يزيد عن ثلاثين طالباً وطالبة، تم انتقاؤهم بعد عام من التدريس المتواصل والتدريب اليومي داخل مخيمات النزوح عازفين على آلات موسيقية عدة.
نشأت فرقة الشمال التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في غزة من وسط الركام والدمار الذي خلفته الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتحمل رسالة عنوانها "الموسيقى أقوى من الحرب... والأمل لا يُقهر".
يقف مُدربو المعهد، الذين اعتادوا تدريب طلبتهم قبل الحرب داخل مقر المعهد المجهز بأحدث الإمكانيات، أمام طلبتهم بإمكانيات أبسط خلقتها ظروف الحرب، ليشقوا بالآلات الموسيقية والأنغام طريقاً في الركام نحو الفن، بعد عام من التدريب المضني، وسط ظروف أقل ما توصف به أنها مستحيلة.
تقول الطالبة فايزة سلمان (16 عاماً) النازحة من مدينة بيت لاهيا إلى مدينة غزة إنها التحقت بالفريق خلال نزوح أسرتها إلى مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة للتدريب على آلة العود، وقد واصلت التدريب حتى اللحظة، فيما اكتسبت العديد من المهارات التي طورت موهبتها. تشير سلمان، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أنها بدأت بالتدرب على أساسيات العزف على العود، إلى جانب التدرب على قواعد الجوقة وعدد من الأغاني الشعبية والتراثية، مثل "يما مويل الهوى"، و"هز الرمح بعود الزين"، ومجموعة من الألحان الخاصة بأعياد الميلاد وموسيقى بتهوفين. توضح سلمان أنها تتدرب يومين في الأسبوع، يبدأ التدريب على الآلات، ومن ثم إلى الجوقة والغناء بطريقة صحيحة. تصف أوقات التدريب بأنها اللحظات الأكثر أمناً وراحة خلال الحرب: "هي لحظات مستقطعة من الخوف والخطر والجوع والآلام اليومية، وتشبه الزهرة التي تنبت من بين النيران".
يوافقها في الشعور نفسه الشاب ياسين القبط، فتمثل له لحظات التدريب على الموسيقى والغناء مساحة منفصلة عن الواقع الصعب الذي سبَّبه العدوان الإسرائيلي، إذ ترك التدريب أثره الإيجابي على حالته النفسية، بعد أن تمكن من فصله ولو مؤقتاً عن الواقع القاسي الذي يمر فيه برفقة أسرته. يوضح القبط لـ"العربي الجديد" أنه بدأ بالتدرب على الآلات الموسيقية منذ عام خلال رحلة نزوح عائلته في مدينة خانيونس، وقد واصل التدريب بعد عودة النازحين إلى مدينة غزة ضمن فريق متكامل، وُلد من بين المخيمات ومراكز النزوح ليمثل بصيص أمل من وسط الألم والقتامة. يشير القبط إلى أن التدريبات المتواصلة مكنته من العزف والغناء بمفرده وجماعياً، بعد تدريبه على المقامات الصوتية وعزف الأغاني. يقول: "الميزة الأساسية للعزف والغناء وسط الحرب أنه يحاول معالجة الآثار النفسية الكارثية التي أصبنا بها جميعاً، ولا أشعر بالسعادة الحقيقية إلا لحظة بدء التدريب".
بدوره، يلفت مدرب فرقة الشمال في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى والمشرف عليها، إسماعيل داود، إلى أنه أُقيم مخيم لتدريس الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية والغناء في حي الرمال وسط مدينة غزة، الذي يضم نازحين من مختلف مناطق شمال القطاع.
حول العالم
التحديثات الحية
"سلام لغزة"... ولو لحظات قليلة
يوضح داود أن خيمة التدريب التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في غزة تشهد تدريباً مكثفاً لقرابة 30 طالباً وطالبة من أعمار تراوح بين 7 إلى 22 عاماً على آلات العود والغيتار والكمان والناي والطبلة، إلى جانب مجموعات الجوقات الغنائية الخاصة بالتدريب على الأغاني الشعبية والفلسطينية.
يلفت داود إلى أن فرقة الشمال جاءت نتاج تدريب متواصل على مدار عام كامل في
مخيمات النزوح
، إذ اختير عدد من الطلبة المميزين والملتزمين بتدريبات العزف والغناء الفردي والجماعي والمقطوعات الموسيقية والمقامات الصوتية، وجُمعوا في الفرقة التي واصلت التدريب رغم الظروف الصعبة. يقول إن التفاعل الكبير للطلبة وتقبلهم للموسيقى منح المعهد والمدربين حافزاً كبيراً للمواصلة في ظل الظروف الصعبة والمسؤوليات والمتطلبات اليومية التي يعيشها المدربون والمتدربون، وقد صنع فريق الشمال عدة إنتاجات فنية ووصلات تراثية، منها "راجعين يا هوى"، و"بكتب اسمك يا بلادي"، و"نسم علينا الهوى"، و"عام جديد على منوال ليلة عيد".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كمال داود ينعى والدته من فرنسا ويخاطب الرئيس الجزائري: لا البكاء ولا الوداع لأنكم تمنعون عني العودة إلى بلدي
كمال داود ينعى والدته من فرنسا ويخاطب الرئيس الجزائري: لا البكاء ولا الوداع لأنكم تمنعون عني العودة إلى بلدي

القدس العربي

time١٢-٠٧-٢٠٢٥

  • القدس العربي

كمال داود ينعى والدته من فرنسا ويخاطب الرئيس الجزائري: لا البكاء ولا الوداع لأنكم تمنعون عني العودة إلى بلدي

باريس- 'القدس العربي': أعلن الروائي الفرنسي- الجزائري كمال داود، أمس، عن وفاة والدته، معبرًا عن حزنه الشديد لعدم قدرته على وداعها أو حضور جنازتها بسبب منعه من دخول الجزائر، حيث يواجه ملاحقات قضائية ومذكرتي توقيف دوليتين بحقه. وفي رسالة نشرها عبر حسابه على منصة 'إكس'، قال داود مخاطباً الرئيس الجزائري: 'إلى تبون، وكمال سيدي السعيد، وبلقايم، وإلى الآخرين: هناك أيام لا تمحى من الذاكرة. اليوم، ماتت أمي. لا أستطيع توديعها، ولا بكاءها. لا رؤية جثمانها ولا دفنها. لأنكم تمنعونني من أهلي. وتمنعون عني العودة إلى بلدي، الذي ليس ملكاً لكم'. معتبراً أن هذا الوضع يمنعه من مشاركة عائلته لحظات الحزن والمواساة، وأن ما يتعرض له نوع من 'الإقصاء' الذي يشمل حتى الجوانب الإنسانية في حياته. إلى تبون، كمال سيدي السعيد، بلقايم وإلى الآخرين: هناك أيام لا تمحى من الذاكرة. اليوم ماتت أمي. لا أستطيع توديعها، ولا بكاءها. لا رؤية جثمانها ولادفنها. لأنكم تمنعوننني من أهلي. وتمنعون عني العودة إلى بلدي، الذي ليس ملكا لكم. — kamel DAOUD (@daoud_kamel) July 11, 2025 ويُعد كمال داود، الحائز على جائزة غونكور لعام 2024، من أبرز الكتّاب الجزائريين المقيمين في فرنسا. وقد سبق أن وُجهت إليه عدة تهم في الجزائر، من بينها 'انتهاك قانون المصالحة الوطنية' و'الإساءة إلى مؤسسات الدولة'، خاصة بعد صدور روايته 'حوريات'، التي تناولت ما يُعرف بـ'المأساة الوطنية' في الجزائر. ويواجه داود أيضًا دعوى قضائية مدنية في فرنسا، رفعتها ضده السيدة سعادة عربان، التي تتهمه بانتهاك خصوصيتها واستخدام تفاصيل من حياتها الشخصية، بما في ذلك معطيات طبية، دون إذن منها، كمادة لروايته. في المقابل، ينفي داود هذه التهم بشكل قاطع، مؤكدًا أن الرواية عمل خيالي مستوحى من عمله الصحافي الميداني خلال تسعينيات القرن الماضي. وكانت السلطات القضائية الجزائرية قد أصدرت مذكرتي توقيف دوليتين بحقه، وفق ما أكدته عدة مصادر إعلامية فرنسية وجزائرية. وقد نُشرت المذكرات عبر قنوات رسمية بالتنسيق مع الشرطة الدولية (لإنتربول)، وتتعلق بملاحقات قانونية أبرزها 'انتهاك قانون المصالحة الوطنية لعام 2005″ و'الإساءة إلى رموز الدولة وتشويه صورة الجزائر في الخارج.' ويواجه كمال داود انتقادات لاذعة داخل الجزائر، بسبب تبنّيه ما يُوصف بـالسرديات اليمينية الغربية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى انخراطه في مراجعات حادة للتاريخ الاستعماري الفرنسي في الجزائر.

فرقة الشمال لمعهد إدوارد سعيد للموسيقى... زهرة بين النيران
فرقة الشمال لمعهد إدوارد سعيد للموسيقى... زهرة بين النيران

العربي الجديد

time٠٨-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

فرقة الشمال لمعهد إدوارد سعيد للموسيقى... زهرة بين النيران

في قلب مخيم الجندي المجهول للنزوح وسط مدينة غزة ، حيث تصطف الخيام، بزغت نغمة أطلقها طلاب معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، لعلّها تعد بالحياة وسط الموت والخراب. تضم فرقة الشمال ما يزيد عن ثلاثين طالباً وطالبة، تم انتقاؤهم بعد عام من التدريس المتواصل والتدريب اليومي داخل مخيمات النزوح عازفين على آلات موسيقية عدة. نشأت فرقة الشمال التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في غزة من وسط الركام والدمار الذي خلفته الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتحمل رسالة عنوانها "الموسيقى أقوى من الحرب... والأمل لا يُقهر". يقف مُدربو المعهد، الذين اعتادوا تدريب طلبتهم قبل الحرب داخل مقر المعهد المجهز بأحدث الإمكانيات، أمام طلبتهم بإمكانيات أبسط خلقتها ظروف الحرب، ليشقوا بالآلات الموسيقية والأنغام طريقاً في الركام نحو الفن، بعد عام من التدريب المضني، وسط ظروف أقل ما توصف به أنها مستحيلة. تقول الطالبة فايزة سلمان (16 عاماً) النازحة من مدينة بيت لاهيا إلى مدينة غزة إنها التحقت بالفريق خلال نزوح أسرتها إلى مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة للتدريب على آلة العود، وقد واصلت التدريب حتى اللحظة، فيما اكتسبت العديد من المهارات التي طورت موهبتها. تشير سلمان، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أنها بدأت بالتدرب على أساسيات العزف على العود، إلى جانب التدرب على قواعد الجوقة وعدد من الأغاني الشعبية والتراثية، مثل "يما مويل الهوى"، و"هز الرمح بعود الزين"، ومجموعة من الألحان الخاصة بأعياد الميلاد وموسيقى بتهوفين. توضح سلمان أنها تتدرب يومين في الأسبوع، يبدأ التدريب على الآلات، ومن ثم إلى الجوقة والغناء بطريقة صحيحة. تصف أوقات التدريب بأنها اللحظات الأكثر أمناً وراحة خلال الحرب: "هي لحظات مستقطعة من الخوف والخطر والجوع والآلام اليومية، وتشبه الزهرة التي تنبت من بين النيران". يوافقها في الشعور نفسه الشاب ياسين القبط، فتمثل له لحظات التدريب على الموسيقى والغناء مساحة منفصلة عن الواقع الصعب الذي سبَّبه العدوان الإسرائيلي، إذ ترك التدريب أثره الإيجابي على حالته النفسية، بعد أن تمكن من فصله ولو مؤقتاً عن الواقع القاسي الذي يمر فيه برفقة أسرته. يوضح القبط لـ"العربي الجديد" أنه بدأ بالتدرب على الآلات الموسيقية منذ عام خلال رحلة نزوح عائلته في مدينة خانيونس، وقد واصل التدريب بعد عودة النازحين إلى مدينة غزة ضمن فريق متكامل، وُلد من بين المخيمات ومراكز النزوح ليمثل بصيص أمل من وسط الألم والقتامة. يشير القبط إلى أن التدريبات المتواصلة مكنته من العزف والغناء بمفرده وجماعياً، بعد تدريبه على المقامات الصوتية وعزف الأغاني. يقول: "الميزة الأساسية للعزف والغناء وسط الحرب أنه يحاول معالجة الآثار النفسية الكارثية التي أصبنا بها جميعاً، ولا أشعر بالسعادة الحقيقية إلا لحظة بدء التدريب". بدوره، يلفت مدرب فرقة الشمال في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى والمشرف عليها، إسماعيل داود، إلى أنه أُقيم مخيم لتدريس الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية والغناء في حي الرمال وسط مدينة غزة، الذي يضم نازحين من مختلف مناطق شمال القطاع. حول العالم التحديثات الحية "سلام لغزة"... ولو لحظات قليلة يوضح داود أن خيمة التدريب التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في غزة تشهد تدريباً مكثفاً لقرابة 30 طالباً وطالبة من أعمار تراوح بين 7 إلى 22 عاماً على آلات العود والغيتار والكمان والناي والطبلة، إلى جانب مجموعات الجوقات الغنائية الخاصة بالتدريب على الأغاني الشعبية والفلسطينية. يلفت داود إلى أن فرقة الشمال جاءت نتاج تدريب متواصل على مدار عام كامل في مخيمات النزوح ، إذ اختير عدد من الطلبة المميزين والملتزمين بتدريبات العزف والغناء الفردي والجماعي والمقطوعات الموسيقية والمقامات الصوتية، وجُمعوا في الفرقة التي واصلت التدريب رغم الظروف الصعبة. يقول إن التفاعل الكبير للطلبة وتقبلهم للموسيقى منح المعهد والمدربين حافزاً كبيراً للمواصلة في ظل الظروف الصعبة والمسؤوليات والمتطلبات اليومية التي يعيشها المدربون والمتدربون، وقد صنع فريق الشمال عدة إنتاجات فنية ووصلات تراثية، منها "راجعين يا هوى"، و"بكتب اسمك يا بلادي"، و"نسم علينا الهوى"، و"عام جديد على منوال ليلة عيد".

تامر الساحوري: أن تقود فرقةً موسيقية
تامر الساحوري: أن تقود فرقةً موسيقية

العربي الجديد

time٠٤-٠٦-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

تامر الساحوري: أن تقود فرقةً موسيقية

"أهم ما يجب أن يفعله الموسيقي هو أن يعبّر عن الواقع الذي يعيشه. لا يمكننا أن نُنتج فناً منفصلاً عن الحياة، ولا أن نقدّم أعمالاً خيالية لا تعكس ما نمرّ به فعلياً. عندما يستمع الناس إلى الموسيقى؛ فإنهم يدركون ما إذا كانت صادقة أو لا. لذلك، أؤمن بأن على الفنان أن يقدّم شيئاً حقيقياً، نابعاً من التجربة والمحيط والسياق. وهذا بالضبط ما أحاول أن أفعله من خلال موسيقاي". بهذه الكلمات، يلخّص الموسيقي وعازف العود الفلسطيني، تامر الساحوري رؤيته الفنية. يشغل الساحوري اليوم منصب المدير الأكاديمي ل معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في جميع فروعه داخل فلسطين. منذ عام 1999، بدأ رحلته في تعلّم الموسيقى في المعهد نفسه، وهو يحمل هذا الالتزام العميق تجاه موسيقى تعبّر عن الأرض والناس واللحظة. لا يكتفي الساحوري بتقديم الموسيقى بوصفها أداءً فنياً، بل يتعامل معها أداة للتوثيق والمقاومة والربط بين الأجيال. بالنسبة له، ليست الموسيقى ترفاً، بل وسيلة لفهم الذات والواقع، وتثبيت الرواية الفلسطينية بكل ما تحمله من تفاصيل معيشة وتحديات. من خلال مسيرته الأكاديمية والفنية، يحرص تامر الساحوري على تكريس فضاء يُتيح للأصوات الجديدة أن تنمو، ويوفر للفنانين الشباب بنية تعليمية ومهنية تمكّنهم من التعبير عن أنفسهم بأدوات حقيقية. بين إدارة المعهد والمشاريع الموسيقية التي يشارك بها أو يشرف عليها، يبقى هدفه ثابتاً: أن تكون الموسيقى امتداداً للحياة اليومية، ومرآة للهمّ الفلسطيني، وليست هروباً منه. من خلال مقطوعاته، يستحضر الساحوري التجربة الفلسطينية بكل أبعادها، يروي تفاصيلها السياسية والإنسانية، ويمزج بين الفن والهوية، ليجعل من التأليف وسيلة للمقاومة، ومن الموسيقى لغة عالمية تروي حكاية الأرض، وتوقظ الذاكرة الجمعية في وجه النسيان. بدأت الحكاية في بيت لحم عام 1999، فكان طفلاً متأثّراً بأغاني الانتفاضة الأولى ، ولفتته أعمال مارسيل خليفة، فلاحظ والداه أن ما يشعر به لم يكن مجرد إعجاب، بل استدعاء داخلي لطريق فني سيحدّد مستقبله، فشجّعاه وسهّلا له الانخراط في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى. يصف تامر الساحوري تلك المرحلة بالتأسيسية، مشيراً في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن المنحة الأكاديمية التي حصل عليها من المعهد خفّفت العبء عن عائلته، وسمحت له بمواصلة مشواره الموسيقي، ليختار آلة العود. تتلمذ على يد كبار العازفين، مثل سيمون شاهين، وشربل روحانا، وخالد محمد علي، وأحمد الخطيب، وكرّس نفسه لتطوير عزفه، وجعل من نغمه تعبيراً عن واقعٍ شخصي وجماعي. رغم انشغاله بالعزف والتأليف، خاض الساحوري تجارب قيادية مهمّة، أبرزها قيادته جوقة معهد إدوارد سعيد في عرض "غزة... الشعب الصامد" في الأردن، بمشاركة الفنان اللبناني، أحمد قعبور، وأكثر من 60 موسيقياً. تجربة وصفها بالساحرة، استمرت لاحقاً في عروض بمدينتي رام الله وبيت لحم ضمن "مهرجان الياسمين". يعتقد أن الفن الجماعي يمتلك قدرة فريدة على خلق الأمل وتحريك المشاعر: "قيادة هذه العروض كانت قناعة بأن العمل الجماعي الفني يحمل طاقة تحفيز وأملاً رغم القهر". يصف تجربته في قيادة الفرق الموسيقية بأنها فن وانضباط في آن: "أن تقود فرقة يعني أن تخلق انسجاماً لحظياً بين عشرات الموسيقيين"، وهذا ما تحقق في عروضه مع الفنان أحمد قعبور، التي استُقبلت بحماس كبير، وأقيمت على مدار ثلاث ليالٍ متتالية. حول العالم التحديثات الحية "سكين البوسعادي".. موروث ثقافي جزائري في عيد الأضحى يرى الساحوري أن الأغنية الوطنية حاضرة منذ بدايات الاحتلال، وليست خياراً بل ضرورة، وأداة بقاء، ووسيلة للبوح والصمود في وجه الحصار والقمع، ويعتبرها "صوت الحقيقة" الذي يرافق الشعب الفلسطيني في لحظاته الكبرى. خلال العدوان المستمر على غزة، ورغم تدمير مقر معهد إدوارد سعيد هناك، لم يتوقف الساحوري وفريقه، بل أطلقوا أنشطة موسيقية للأطفال في خيام النزوح ومدارس "أونروا". استمرت المبادرات، بإنتاج أعمال موسيقية موجهة للواقع الفلسطيني، من بينها عمل مهدى للشهيدة شيرين أبو عاقلة، وآخر للأسرى مثل أحمد العارضة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store