
تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات !
تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات !
الأحداث التي شهدها السودان في مطلع الشهر الاول من مايو ٢٠٢٥ والذي يصادف بداية السنة الثالثة للحرب في السودان بين الأطراف الرئيسية الجيش والدعم السريع وتحالفاتها المقاتلة والتي برزت مع إستمرار الحرب، والتي تمثلت في قصف الجيش لطائرة شحن من طراز بوينق بمطار نيالا بولاية جنوب دارفور والتي راح على اثرها ما يقارب ال٧٩ من جرحي مقاتلي الدعم السريع بما يشمل طاقم الطائرة الكابتن الذي وفقا لوسائل الاعلام تنحدر أصوله من دولة جنوب السودان، بالإضافة إلي ثلاثة آخرين من مساعديه الكينيين، بالمقابل إستهداف الدعم السريع عبر المسيرات مطارات كسلا وبورتسودان ومواعين الوقود وأعيان مدنية اخري ببورتسودان، إمتد الامر الي قصف لسد مروي بالولاية الشمالية، والدمازين بالنيل الازرق، خزانات نفطية بكوستي ، ومواقع بكنانة بولاية النيل الابيض، مثلت نقلة نوعية شرسة ومتسارعة في سياق القتال، حيث برزت أهداف الدعم السريع في قصف المطارات، المقار العسكرية ومخازن السلاح، محطات تخزين الوقود .
الجدير بالذكر أن دخول المسيرات في حرب السودان بدء بالتقريب في أغسطس ٢٠٢٤ من طرف الدعم السريع، بينما تأخر الجيش حتي مارس ٢٠٢٤، وفقا للمصادر المفتوحة وليست معلومات موثوقة فقد يكون أمتلاك الأطراف للمسيرات قبل ذلك لكن جاء الإستخدام في التواريخ المشار اليها .
بالعودة إلي سياق الحرب فقد أعلن الدعم السريع على لسان قائده الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي في خطابه الذي جاء عقب بدء الخروج/ إنسحاب قواته من ولاية الخرطوم وبررت الخطوة باعادة التموضوع العسكري، ليظل الامر مختلفا حول أسبابه كما يتضح ذلك من تصريحات دالجيش التي ذهبت الي العكس بان السيطرة تمت عسكريا أي الإجبار على الخروج مع الإشارة إلي تواجد قوات للدعم السريع غربي أمدرمان .
عقب ذلك كشف الدعم السريع عن إسقاط طائرات عسكرية بكل من الفاشر ونيالا والخرطوم الامر الذي إسند بامتلاك أسلحة متطورة تشمل المسيرات وأجهزة الرادارات التشويش، في ظل هذه السردية جاء قصف الجيش لطائرة الشحن بمطار نيالا، ليكشف القصف عن ثقوب في سردية تامين الفضاء الجوي من قبل الدعم السريع نسبيا، ويشير في ذات الوقت الي إمتلاك الجيش أسلحة يرجح أن منها مسيرات حديثة وتقنية تمكن من إختراق رادارات الدعم السريع .
لعل هذا التطور يكشف التحرك السريع للدعم السريع سلسلة الإستهدافات لعدة مناطق أدخلت الاقليم الشرقي إلي دائرة الحرب بعد استقرار دام عامين، بينما إستدعت السلطات السودانية قبل وقت قصير السفير الصيني بالخرطوم لاستفساره عن امتلاك الدعم السريع لمسيرات صينية الصنع، ربما يكشف هذا التوجيه الذي وجهته الحكومة الصينية لاحقا لرعاياها المتواجدين بالسودان للمغادرة فورا.
بالمقابل في ٤ مايو ٢٠٢٥أي اليوم التالي للاستهداف الأول لمطار بورتسودان الدولي وقاعدة فلامنقو العسكرية، كشفت مصادر صحفية عن هبوط وإقلاع طائرة اسعاف تركية، عملت على إجلاء طاقم تركي فني على صلة إشرافية على مسيرات تركية إمتلكها الجيش والتي يرجح أنها وراء قصف مطار نيالا في الاول من مايو٢٠٢٥.
المعلومات غير الرسمية التي رشحت من الجيش أو الدعم السريع أو وسائل الاعلام المحلية يمكن تلخيصها لتتبع أسباب هذا التطور العسكري العنيف، في امتلاك الاطراف الرئيسية للحرب لمسيرات تركية وصينية الصنع، مع تفوق الجيش في اختراق رادارات الجيش بمطار نيالا، وتدمير مخزون من الأسلحة، الأمر الذي قاد إلي سباق من قبل الدعم السريع للقضاء على مخزون الجيش من المسيرات التركية وغيرها من الاسلحة المتطورة المتواجدة بمطارلي ببورتسودان، وإستهداف المستودعات النفطية للتأثير على الحركة اللوجستية للجيش، وإدخال نشاط الحرب إلي إلي قرب ساحل البحر الأحمر، قبل أن تقف الغارات الأمريكية على الحوثي باليمن على خلفية أستهداف السفن التجارية من قبل الحوثي، ولعل تاثير تلك العمليات الحوثية على السفن، أثر في عائدات قناة السويس بنسبة كبيرة خلال ٢٠٢٤.
عطفا على ما سبق مع بداية العام الثالث للحرب في السودان، صار هناك سباق لإمتلاك الاسلحة المتطورة من قبل الأطراف، بالمقابل تمثل الحالة إحالة إلي ضعية تفوق للمسيرات لصالح الدول المصنعة، يمكننا تقصي ذلك في تفوق المسيرات التركية في اختراق مطار نيالا، وفشل الدفاعات الارضية في بورتسودان من صد المسيرات الصينية.
من ناحية ثالثة ووفقا لتقرير حقوقي من منظمة هيومان رايتس ووتش ان دولة الامارات أعادت تصدير أسلحة صينية الصنع للدعم السريع، الأمر الذي يعيد الربط بين الامارات ومحاولاتها السابقة خلال الفترة الانتقالية للسيطرة الايجارية على ميناء بورتسودان، ثم التحول الي التفكير في ميناء آخر بمنطقة أبوعمامة، بالمقابل فقد ظل وجود تركيا بميناء سواكن في فترة سيطرة النظام السابق وبعض الوقت خلال الفترة الانتقالية، فيما ظلت إسرائيل تسعى لحيز أمني أيضا على ساحل البحر الاحمر في تلك الفترة والتي نشطت فيها جهود محاولات حمل السلطة الانتقالية آنذاك للتطبيع معها.
جميع هذه النقاط يمكن تلخيصها في سياقين داخلي وخارجي، فالداخلي أن الحرب التي بدأت في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ في السودان وصلت مرحلة التنافس في امتلاك التقنيات العسكرية الحديثة، وما حدث في مطاري نيالا وبورتسودان رهين بما ستكشف عنه الأيام القادمة ومن سيتمكن من الحصول على تقنيات عسكرية تفوق الآخر بما يشكل المسيرات والرادارات.
أما في السياق الخارجي فإن الحرب صارت أكثر ارتباطا بمصالح الحلفاء الاقليميين، والخريطة الجديدة للموارد، حيث لابد من الوقوف على أن ٢٠٢٥ شهد قصف لمدن بورتسودان والحديدة اليمنية الساحليتان !! إضافة إلي الأحداث الموازية التي لا تنفك عن مشهد التنافس حول تقنيات التسليح حيث التفوق الصيني علي مقاتلات الرافال الفرنسية في الصراع الذي بدأ بين الهند وباكستان، الحالة التي اثبتت أن وقف القتال ممكنا بالوعي والإرادة السياسية .
تحول سماء السودان إلي ساحة إختبار لتقنيات الاسلحة الحديثة لصالح لدول المصنعة يشير إلي أن إتساع نطاق الاطراف الدولية في حرب السودان، الأمر الذي ينعكس مباشرة طول أمد الحرب في السودان عبر تحول الحيز والمجال السوداني لساحة إختبار لتفوق الأسلحة لصالح الدول المصنعة! وأن القادم هو من الحليف الدولي الذي سيظهر في مشهد السيطرة على مواني بورتسودان والحديدة والساحل !
الخلاصة: ما يجري في السودان لابد من النظر إليه في سياقه التاريخي بدء من الأزمة المالية العالمية في ٢٠١٣، صراعات حزب المؤتمر الوطني المحلول حول إنتخابات الرئاسة ل٢٠١٥، إقتناص أطراف بالوطني المحلول للصراع وإعادة تنظيم حرس الحدود إلي الدعم السريع في ٢٠١٤، حصول القوات الرديفة بدارفور على ٥٤ مليون دولار في ٢٠١٤ من عائدات الذهب بأسواق دبي، وأن السبب الرئيسي لبدء إنسحاب بعثة اليونامد في ٢٠١٧ عقب التلويح بالقرار في ٢٠١٥ إلي إكتماله في ٢٠١٩ مرتبط بتاثير الازمة المالية العالمية وتغير سياسات بعض الدول الممولة للبعثة مثل الإدارة الامريكية، تعاقد الأمارات على ميناء بربرا بارض الصومال في ٢٠١٥ وإستئجار مهبط بميناء عصب الاريتري في ٢٠١٧، ليمر العالم بازمة مالية آخري نتيجة لجائحة الكوفيد، مع العلم أن السودان وصل ذروة الأزمة الاقتصادية بدء من٢٠١٦ حتي سقوط نظام الحركة الإسلامية في ٢٠١٩، ليتم زعزعة الفترة الإنتقالية في السودان بعدة طرق من النظام السابق للعودة للسلطة، ثم جاء إنقلاب ٢٠٢١ الذي مثل مرحلة ما قبل حرب ٢٠٢٣ الراهنة، لنختم القول بأن التنافس الداخلي والخارجي حول السلطة والموارد هما دافعا الحرب، ليمثل التاخير في وقف الحرب من الاطراف الداخلية قد يقود إلي ضم الحالة إلي المشهد الدولي الذي ترتبط فيه التسويات مقابل الموارد، أو إحتمال الإخضاع للإشراف الأجنبي ايضا كطريق للسيطرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التغيير
١١-٠٥-٢٠٢٥
- التغيير
تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات !
تحول المجال السوداني لحيز إختبار لتفوق المسيرات ! الأحداث التي شهدها السودان في مطلع الشهر الاول من مايو ٢٠٢٥ والذي يصادف بداية السنة الثالثة للحرب في السودان بين الأطراف الرئيسية الجيش والدعم السريع وتحالفاتها المقاتلة والتي برزت مع إستمرار الحرب، والتي تمثلت في قصف الجيش لطائرة شحن من طراز بوينق بمطار نيالا بولاية جنوب دارفور والتي راح على اثرها ما يقارب ال٧٩ من جرحي مقاتلي الدعم السريع بما يشمل طاقم الطائرة الكابتن الذي وفقا لوسائل الاعلام تنحدر أصوله من دولة جنوب السودان، بالإضافة إلي ثلاثة آخرين من مساعديه الكينيين، بالمقابل إستهداف الدعم السريع عبر المسيرات مطارات كسلا وبورتسودان ومواعين الوقود وأعيان مدنية اخري ببورتسودان، إمتد الامر الي قصف لسد مروي بالولاية الشمالية، والدمازين بالنيل الازرق، خزانات نفطية بكوستي ، ومواقع بكنانة بولاية النيل الابيض، مثلت نقلة نوعية شرسة ومتسارعة في سياق القتال، حيث برزت أهداف الدعم السريع في قصف المطارات، المقار العسكرية ومخازن السلاح، محطات تخزين الوقود . الجدير بالذكر أن دخول المسيرات في حرب السودان بدء بالتقريب في أغسطس ٢٠٢٤ من طرف الدعم السريع، بينما تأخر الجيش حتي مارس ٢٠٢٤، وفقا للمصادر المفتوحة وليست معلومات موثوقة فقد يكون أمتلاك الأطراف للمسيرات قبل ذلك لكن جاء الإستخدام في التواريخ المشار اليها . بالعودة إلي سياق الحرب فقد أعلن الدعم السريع على لسان قائده الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي في خطابه الذي جاء عقب بدء الخروج/ إنسحاب قواته من ولاية الخرطوم وبررت الخطوة باعادة التموضوع العسكري، ليظل الامر مختلفا حول أسبابه كما يتضح ذلك من تصريحات دالجيش التي ذهبت الي العكس بان السيطرة تمت عسكريا أي الإجبار على الخروج مع الإشارة إلي تواجد قوات للدعم السريع غربي أمدرمان . عقب ذلك كشف الدعم السريع عن إسقاط طائرات عسكرية بكل من الفاشر ونيالا والخرطوم الامر الذي إسند بامتلاك أسلحة متطورة تشمل المسيرات وأجهزة الرادارات التشويش، في ظل هذه السردية جاء قصف الجيش لطائرة الشحن بمطار نيالا، ليكشف القصف عن ثقوب في سردية تامين الفضاء الجوي من قبل الدعم السريع نسبيا، ويشير في ذات الوقت الي إمتلاك الجيش أسلحة يرجح أن منها مسيرات حديثة وتقنية تمكن من إختراق رادارات الدعم السريع . لعل هذا التطور يكشف التحرك السريع للدعم السريع سلسلة الإستهدافات لعدة مناطق أدخلت الاقليم الشرقي إلي دائرة الحرب بعد استقرار دام عامين، بينما إستدعت السلطات السودانية قبل وقت قصير السفير الصيني بالخرطوم لاستفساره عن امتلاك الدعم السريع لمسيرات صينية الصنع، ربما يكشف هذا التوجيه الذي وجهته الحكومة الصينية لاحقا لرعاياها المتواجدين بالسودان للمغادرة فورا. بالمقابل في ٤ مايو ٢٠٢٥أي اليوم التالي للاستهداف الأول لمطار بورتسودان الدولي وقاعدة فلامنقو العسكرية، كشفت مصادر صحفية عن هبوط وإقلاع طائرة اسعاف تركية، عملت على إجلاء طاقم تركي فني على صلة إشرافية على مسيرات تركية إمتلكها الجيش والتي يرجح أنها وراء قصف مطار نيالا في الاول من مايو٢٠٢٥. المعلومات غير الرسمية التي رشحت من الجيش أو الدعم السريع أو وسائل الاعلام المحلية يمكن تلخيصها لتتبع أسباب هذا التطور العسكري العنيف، في امتلاك الاطراف الرئيسية للحرب لمسيرات تركية وصينية الصنع، مع تفوق الجيش في اختراق رادارات الجيش بمطار نيالا، وتدمير مخزون من الأسلحة، الأمر الذي قاد إلي سباق من قبل الدعم السريع للقضاء على مخزون الجيش من المسيرات التركية وغيرها من الاسلحة المتطورة المتواجدة بمطارلي ببورتسودان، وإستهداف المستودعات النفطية للتأثير على الحركة اللوجستية للجيش، وإدخال نشاط الحرب إلي إلي قرب ساحل البحر الأحمر، قبل أن تقف الغارات الأمريكية على الحوثي باليمن على خلفية أستهداف السفن التجارية من قبل الحوثي، ولعل تاثير تلك العمليات الحوثية على السفن، أثر في عائدات قناة السويس بنسبة كبيرة خلال ٢٠٢٤. عطفا على ما سبق مع بداية العام الثالث للحرب في السودان، صار هناك سباق لإمتلاك الاسلحة المتطورة من قبل الأطراف، بالمقابل تمثل الحالة إحالة إلي ضعية تفوق للمسيرات لصالح الدول المصنعة، يمكننا تقصي ذلك في تفوق المسيرات التركية في اختراق مطار نيالا، وفشل الدفاعات الارضية في بورتسودان من صد المسيرات الصينية. من ناحية ثالثة ووفقا لتقرير حقوقي من منظمة هيومان رايتس ووتش ان دولة الامارات أعادت تصدير أسلحة صينية الصنع للدعم السريع، الأمر الذي يعيد الربط بين الامارات ومحاولاتها السابقة خلال الفترة الانتقالية للسيطرة الايجارية على ميناء بورتسودان، ثم التحول الي التفكير في ميناء آخر بمنطقة أبوعمامة، بالمقابل فقد ظل وجود تركيا بميناء سواكن في فترة سيطرة النظام السابق وبعض الوقت خلال الفترة الانتقالية، فيما ظلت إسرائيل تسعى لحيز أمني أيضا على ساحل البحر الاحمر في تلك الفترة والتي نشطت فيها جهود محاولات حمل السلطة الانتقالية آنذاك للتطبيع معها. جميع هذه النقاط يمكن تلخيصها في سياقين داخلي وخارجي، فالداخلي أن الحرب التي بدأت في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ في السودان وصلت مرحلة التنافس في امتلاك التقنيات العسكرية الحديثة، وما حدث في مطاري نيالا وبورتسودان رهين بما ستكشف عنه الأيام القادمة ومن سيتمكن من الحصول على تقنيات عسكرية تفوق الآخر بما يشكل المسيرات والرادارات. أما في السياق الخارجي فإن الحرب صارت أكثر ارتباطا بمصالح الحلفاء الاقليميين، والخريطة الجديدة للموارد، حيث لابد من الوقوف على أن ٢٠٢٥ شهد قصف لمدن بورتسودان والحديدة اليمنية الساحليتان !! إضافة إلي الأحداث الموازية التي لا تنفك عن مشهد التنافس حول تقنيات التسليح حيث التفوق الصيني علي مقاتلات الرافال الفرنسية في الصراع الذي بدأ بين الهند وباكستان، الحالة التي اثبتت أن وقف القتال ممكنا بالوعي والإرادة السياسية . تحول سماء السودان إلي ساحة إختبار لتقنيات الاسلحة الحديثة لصالح لدول المصنعة يشير إلي أن إتساع نطاق الاطراف الدولية في حرب السودان، الأمر الذي ينعكس مباشرة طول أمد الحرب في السودان عبر تحول الحيز والمجال السوداني لساحة إختبار لتفوق الأسلحة لصالح الدول المصنعة! وأن القادم هو من الحليف الدولي الذي سيظهر في مشهد السيطرة على مواني بورتسودان والحديدة والساحل ! الخلاصة: ما يجري في السودان لابد من النظر إليه في سياقه التاريخي بدء من الأزمة المالية العالمية في ٢٠١٣، صراعات حزب المؤتمر الوطني المحلول حول إنتخابات الرئاسة ل٢٠١٥، إقتناص أطراف بالوطني المحلول للصراع وإعادة تنظيم حرس الحدود إلي الدعم السريع في ٢٠١٤، حصول القوات الرديفة بدارفور على ٥٤ مليون دولار في ٢٠١٤ من عائدات الذهب بأسواق دبي، وأن السبب الرئيسي لبدء إنسحاب بعثة اليونامد في ٢٠١٧ عقب التلويح بالقرار في ٢٠١٥ إلي إكتماله في ٢٠١٩ مرتبط بتاثير الازمة المالية العالمية وتغير سياسات بعض الدول الممولة للبعثة مثل الإدارة الامريكية، تعاقد الأمارات على ميناء بربرا بارض الصومال في ٢٠١٥ وإستئجار مهبط بميناء عصب الاريتري في ٢٠١٧، ليمر العالم بازمة مالية آخري نتيجة لجائحة الكوفيد، مع العلم أن السودان وصل ذروة الأزمة الاقتصادية بدء من٢٠١٦ حتي سقوط نظام الحركة الإسلامية في ٢٠١٩، ليتم زعزعة الفترة الإنتقالية في السودان بعدة طرق من النظام السابق للعودة للسلطة، ثم جاء إنقلاب ٢٠٢١ الذي مثل مرحلة ما قبل حرب ٢٠٢٣ الراهنة، لنختم القول بأن التنافس الداخلي والخارجي حول السلطة والموارد هما دافعا الحرب، ليمثل التاخير في وقف الحرب من الاطراف الداخلية قد يقود إلي ضم الحالة إلي المشهد الدولي الذي ترتبط فيه التسويات مقابل الموارد، أو إحتمال الإخضاع للإشراف الأجنبي ايضا كطريق للسيطرة.


التغيير
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- التغيير
قال الحرب لم تنتهِ بعد و مازالت في بداياتها .. حميدتي يعلن للمرة الأولى انسحاب قواته من الخرطوم
أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، للمرة الأولى أن قواته انسحبت من الخرطوم، عقب أعلان الجيش السوداني الخميس، أنه استعاد السيطرة على الخرطوم بالكامل. الخرطوم ـــ التغيير وقال دقلو في كلمة موجهة إلى قواته تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي: 'في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان، في قرار وافقت عليه القيادة وإدارة العمليات'. وأعلن حميدتي أن قواته انسحبت من العاصمة السودانية الخرطوم، لكنه توعد بمواصلة القتال، وقال 'أنا أؤكد لكم أننا خرجنا من الخرطوم، لكن بإذن الله نعود للخرطوم'. و كان قد شن الجيش هجوما مضادا قويا في نوفمبر من العام الماضي، تمكن من خلاله من التقدم عبر وسط السودان باتجاه العاصمة، حتى سيطر عليها. وإضافة إلى القصر الرئاسي، استعاد الجيس في هجوم حاسم في الخرطوم الأسبوع الماضي، المطار ومواقع استراتيجية أخرى. إلا أن المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، كان قد أعلن أن إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم تم بالقوة العسكرية، نافيًا وجود اتفاق بشأن انسحابها من المواقع التي كانت تسيطر عليها. وعزا حميدتي في تسجيل صوتي نشره على حسابه بمنصة تليجرام ما أسماه انسحاب قواته، إلى إعادة التموضع، وفق قرار جماعي اتخذته القيادة. وأعترف قائد الدعم السريع بفقدان الخرطوم، قائلاً 'حصلت انسحابات خلال الأيام الماضية لتموضع القوات في أم درمان.. هذا الانسحاب جاء بعد تقديرات القيادة والخروج من الخرطوم هو قرار جماعي وسنعود مرة أخرى أشد قوة ومنعة'. ودعا جنوده لعدم الالتفات لما أسماها بالشائعات التي تطلقها الحركة الإسلامية والتي قال بأن لديها غرف إعلامية في دول معادية تقف ضد الشعب السُّوداني. وتوعد حميدتي بمواصلة القتال وقال'الحرب لم تنتهِ بعد.. هي مازالت في بداياتها وسننتصر في النهاية على الحركة الشيطانية ونستعيد الخرطوم والولايات الـ 18″. و أكد حميدتي رفض التفاوض مع الحركة الإسلامية وقال 'لا وجود لتفاوض أو اتفاق مع الحركة الإسلامية وليس لدينا معهم نقاش غير البندقية.. لا تراجع ولا تهاون ولا اتفاق سوى كان سرياً أو جهراً'.


التغيير
١٣-١١-٢٠٢٤
- التغيير
السودان: شخص واحد ينعي 45 فرداً من عائلته
في ظل المأساة التي تشهدها الهلالية بولاية الجزيرة،نعى هشام أبو صباح المشرف 45 فرداً من عائلته في مدينة الهلالية، بولاية الجزيرة، بعد أن فقدهم نتيجة الأوضاع المأساوية.. التغيير: الخرطوم 'يستمر الموت في حصد أرواح مواطني الهلالية جراء الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع، في وقت تعيش فيه البلدة تحت وطأة النزاع المستمر في السودان، ما أسفر عن مأساة جديدة أظهرت مدى المعاناة الإنسانية التي يواجهها السكان هناك.' هشام أبو صباح المشرف، مواطن سوداني من الهلالية، نعى عبر منشور على صفحته بـ'فيسبوك' الثلاثاء 45 فرداً من أفراد عائلته، بينهم أطفال ونساء ورجال، بعد أن قضوا جراء الأوضاع المأساوية. يقول هشام بحزن عميق: 'بقلوب راضية أنعي إليكم أسرتي آل المشرف بمدينة الهلالية'، مضيفاً قائمة طويلة بأسماء أفراد عائلته الذين فقدهم، منهم أعمام وعمات وأبناء عموم وأطفال لم تتجاوز أعمارهم السنوات الأولى، إضافةً إلى نساء وأمهات حوامل. الهلالية، التي كانت سابقًا موطنًا آمنًا لأبنائها، أصبحت اليوم مكانًا تكتنفه المعاناة، حيث تدمرت البنية التحتية للمدينة بسبب الحرب، وانقطعت عن أهلها الخدمات الصحية والغذائية الأساسية. وبسبب صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، يتفاقم الوضع الإنساني فيها، مما يدفع السكان نحو مستويات غير مسبوقة من الحرمان والنزوح. صور المعاناة هشام، الذي لم يعد أمامه سوى رفع دعواته، ختم نعيه المهيب بعبارة: 'حسبنا الله ونعم الوكيل.. معبرًا عن مشاعر الغضب والأسى العميق التي تتملك الناجين من أهوال هذه الحرب. هذه المأساة التي عاشتها هذه الأسرة، تعد إحدى صور المعاناة التي يعيشها أهالي السودان بشكل عام، وبلدة الهلالية على وجه الخصوص. واندلعت المعارك في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو 'حميدتي'. وفي ديسمبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها 'ود مدني' مركز الولاية. وحاليا، تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض. ومنذ انشقاق القائد أبوعاقلة كيكل، عن الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش في 20 أكتوبر الماضي، تحولت ولاية الجزيرة إلى ساحة للهجمات الانتقامية للدعم السريع. وخلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.