logo
إسرائيل وإدارة التجاذبات مع الأميركيين

إسرائيل وإدارة التجاذبات مع الأميركيين

العربية١٧-٠٥-٢٠٢٥

ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على وجود خلافات وتباينات كبرى بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، خاصة مع نتنياهو نتيجة للخلافات حول إدارة المفاوضات والصراع الراهن حول أولويات ومهام كبرى تتحكم في العلاقات بين الطرفين.
ويبدو أن هذه الخلافات ليست مواقف عابرة أو توجهات طارئة، ولا تتعلق بإدارة المشهد السياسي في الشرق الأوسط والتوجهات الإيجابية التي أبدتها إدارة ترامب خلال جولتها في الشرق الأوسط ، ومسعى الرئيس الأميركي لإيقاف الحرب في غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى، وعدم الالتفاف للسياسة الإسرائيلية التصعيدية، خصوصاً بعد الإفراج عن المحتجز الأميركي الكسندر، ونجاح الرئيس ترامب في إدارة وضبط معطيات العلاقات الأميركية مع دول الخليج لإدراكه بأهمية هذه الدول في توجيه بوصلة الإقليم بأكمله، وليس فقط المشاركة في إتمام صفقات أو تهدئة للتوتر، أو حسم للصراعات الناشبة، والتي تسببت فيها أحداث 7 أكتوبر بكل ملابساتها.
وأياً كانت النتائج التي ستأتي بها زيارة ترامب للمنطقة، وفي إطار إعادة تشكل للعلاقات العربية الأميركية، فإن ثمة تطورات ستطرح نفسها أهمها أن الخلافات الأميركية- الإسرائيلية يجب أن تفهم في سياقها السياسي والاستراتيجي، وأن ما يجري في إطار تجاذبات حالية ربما تتفكك في المدي القصير، إذ إن التوصل لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين سيؤدي إلى عودة العلاقات إلى طبيعتها، خاصة أن الرئيس ترامب يطالب بالفعل بنزع فتيل أزمة غزة ، وبصرف النظر عن تصوراته بشأن التعامل مع القطاع، وكيفية إداراته وفق رؤية محل تباين عربي أميركي، وستظل الأمر الذي يجب التعامل معه برؤية واقعية ومعطيات رئيسة، خاصة أن حركة «حماس» ستنتقل تدريجياً إلى واقعية قد تؤدي إلى متغيرات حقيقية مرتبطة بالفعل بالانفتاح على الإدارة الأميركية بهدف أن تكون لاعباً قوياً، بل رئيساً في ما يجري، وهو أمر مفترض أن يتم في إطار قبول حركة «حماس» بالتخلي عن إدارة القطاع، ومنحه للجنة إدارية تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، وتجاوباً مع الطرح الدولي والعربي بضرورة إصلاح وضع السلطة الفلسطينية.
وبالتالي، فإن حجم المتغيرات المستجدة إثر زيارة الرئيس ترامب للمنطقة، وما ستفضي إليه من تطورات ستؤدي إلى مزيد من تغير المواقف، وسواء قبلت إسرائيل، أو تحفظت على ما يجري، فإن الخلافات في المواقف ستكون مطروحة في حال استمرار تعامل الإدارة الأميركية مباشرة بدعم وسطاء التفاوض مع حركة «حماس» ما سيفرض معادلة مقبولة ومهمة يمكن العمل من خلالها باعتبارها مساراً يمكن التحرك من خلاله، وهو ما قد يقابل سلسلة من التحديات حول دور «حماس» وإن ابتعدت عن إدارة المشهد، خاصة أن ملف حظر سلاح الفصائل الفلسطينية الموجودة في القطاع والتحكم فيه وضبطه سيحتاج إلى آليات محددة ومواقف آخر تتجاوز المطالبات الراهنة.
وفي حال نجاح المخطط الأميركي في توزيع المساعدات على سكان القطاع، والإقدام على إجراء تغييرات في آليات الحكم، فإن الأمر قد يواجه بأمور عدة متعلقة بطبيعة الدور العربي ومشروع الإعمار، وهو ما سيبقي محل خلاف كبيرة بين الإدارة الأميركية، وبعض المواقف العربية الرافضة لوجود أميركي أو إسرائيلي، ولو لمرحلة مؤقتة، ما قد يفشل بعض الخطوات الجاري الإعداد لها. طبيعي أن ينتقل الأمر بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين إلى المرحلة التالية للاتفاق، وهو ما لم يحدث في ظل الرفض الإسرائيلي، والإجراءات التي تتبناها للتعامل مع القطاع، وهو ما قد يتوافق مع الموقف الأميركي الداعم برغم الخلافات الراهن مع الحكومة الإسرائيلية، إذ إن ما يجري في قطاع غزة يشير إلى أن الجانبين مضيا في مسار تدابير مشتركة وإجراءات متبادلة، انتظاراً لما يتم في سياق من التطورات السياسية بين الأطراف المختلفة، وهو ما يضعه الجانبان الأميركي والإسرائيلي في سياقه.
التحركات الدبلوماسية الأميركية ما تزال تتم مع حركة «حماس»، وعلى اعتبار أن الإفراج عن الأسرى والمحتجزين خطوة مهمة يمكن البناء عليها في ظل ضغوط أميركية على الحكومة الإسرائيلية، من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة تنغمس فيها الإدارة الأميركية في التنسيق مع هذه الحكومة برغم كل الخلافات، لأن البديل سيكون مزيداً من تباين الرؤى الذي لن يخدم أي طرف، بل سيؤدي إلى تجاذب سيكون الفائز الأول، والأخير منه حركة «حماس»، التي تتبع مبدأ نفعياً لإدارة المشهد وعينها على الحصول على شرعية الوجود، والاعتراف، وفقاً لسياسة الأمر الواقع.
الإدارة الأميركية وشخص الرئيس ترامب لديه رؤية حقيقية في حال استمرار الخلاف مع الحكومة الإسرائيلية، ربما تقوم على دعم البديل في معادلة الائتلاف الراهن القابل للتغيير ما قد يدفع لتفكك مكونات الائتلاف أو تغيير شخص نتنياهو، ولكن من الواضح أن هذا الأمر لن يلجأ إليه الرئيس ترامب إلا إذا قطعت شعرة معاوية بين الجانبين، وهو أمر مستبعد حتى الآن ، وإن كانت الخلافات ستبقى، لكن لن تؤثر على جوهر العلاقات وأصولها الراسخة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إردوغان يجري محادثات مع الشرع في إسطنبول
إردوغان يجري محادثات مع الشرع في إسطنبول

الشرق الأوسط

timeمنذ 31 دقائق

  • الشرق الأوسط

إردوغان يجري محادثات مع الشرع في إسطنبول

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان محادثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع في إسطنبول اليوم السبت، وفقاً لوسائل إعلام تركية رسمية. وعرضت قناة حكومية صوراً للشرع وهو يصافح الرئيس التركي في مكتبه بقصر دولمة بهجة في إسطنبول. الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (يمين) يصافح نظيره السوري أحمد الشرع خلال اللقاء في إسطنبول اليوم (وسائل إعلام تركية) من جهتها، كشفت الوكالة السورية للأنباء، ان وزيري الخارجية والدفاع السوريين سيلتقيا نظيريهما التركيين في تركيا لبحث الملفات المشتركة بين البلدين. وفي فبراير (شباط) كان أول لقاء يجمع الشرع وإردوغان، في أنقرة. وتأتي الزيارة بعد أيام من مطالبة إردوغان الإدارة السورية بعدم الانشغال عن تنفيذ الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حيال الاندماج في مؤسسات الدولة، مشدداً على أن بلاده تتابع هذه القضية من كثب. وكشف إردوغان عن أن تركيا وسوريا والعراق والولايات المتحدة، شكلت لجنة مشتركة لمناقشة مصير عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي وعائلاتهم المحتجزين في مخيمات وسجون الاعتقال شمال شرقي سوريا، التي تخضع لسيطرة قسد، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركياً التي تعدّها أنقرة منظمة إرهابية. إلى ذلك، قال تلفزيون سوريا اليوم، إن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك سيزور دمشق هذا الأسبوع ويلتقي بالرئيس الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني. وأوضح التلفزيون أن المبعوث سيكون أول مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب يزور دمشق.

روسيا: استهدفنا سفينة حاويات تنقل عتاداً عسكرياً لأوكرانيا في ميناء أوديسا
روسيا: استهدفنا سفينة حاويات تنقل عتاداً عسكرياً لأوكرانيا في ميناء أوديسا

الشرق الأوسط

timeمنذ 33 دقائق

  • الشرق الأوسط

روسيا: استهدفنا سفينة حاويات تنقل عتاداً عسكرياً لأوكرانيا في ميناء أوديسا

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (السبت)، إن قواتها استهدفت سفينة حاويات تنقل عتاداً عسكرياً إلى ميناء أوديسا بأوكرانيا. وأضافت الوزارة، في بيان، أن السفينة كانت تحمل 100 حاوية محملة ببضائع عسكرية، منها قوارب وطائرات مسيَّرة وذخيرة، وتم استهدافها بصواريخ «إسكندر» الروسية. وأكدت الوزارة أنه بعد الضربة الصاروخية، حدث انفجار آخر في الميناء، حيث تم تفريغ الشحنة، ما أدى إلى نشوب حريق كبير. تبادلت روسيا وأوكرانيا، السبت، الهجمات بعشرات الطائرات المسيّرة، قبل أن تشرعا لاحقاً بتبادل الأسرى لليوم الثاني. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 307 أسرى حرب من كل جانب اليوم، في اليوم الثاني من أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الحرب قبل أكثر من 3 سنوات. وأوضحت الوزارة في بيان: «أُعيد 307 عسكريين روس من الأراضي الواقعة تحت سيطرة نظام كييف. في المقابل، تم تسليم 307 أسرى حرب أوكرانيين». وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المباحثات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول، منتصف مايو (أيار). وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل، الجمعة، 270 عسكرياً، و120 مدنياً من كل جانب. ومن المقرر إجراء المرحلتين المقبلتين يومَي السبت، والأحد.

سوريون لـ«عكاظ»: شكراً للسعودية.. سند الأمتين العربية والإسلامية
سوريون لـ«عكاظ»: شكراً للسعودية.. سند الأمتين العربية والإسلامية

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

سوريون لـ«عكاظ»: شكراً للسعودية.. سند الأمتين العربية والإسلامية

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} شادي عبيدو محمد علي ماهر النعيمي ماهر رشيد غلا محمد بعد أن دخل قرار رفع العقوبات حيز التنفيذ بإعلان وزارة الخزانة الأمريكية (الجمعة) رفع العقوبات عن البنك المركزي، وعدد من البنوك الأخرى، والعديد من شركات النفط والغاز الحكومية، والوزارات، والخطوط الجوية السورية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وموانئ اللاذقية وطرطوس، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 13 مايو الجاري رفع العقوبات عن سورية، بطلب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعرب عدد من أبناء الجالية السورية المقيمة في المملكة عن بالغ شكرهم وامتنانهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وذلك بعد قرار رفع العقوبات عن بلدهم. وأكد المقيمون، أن المبادرة الأخوية تمثل موقفاً إنسانياً نبيلاً، يجسد حرص القيادة السعودية على دعم الشعوب العربية والإسلامية ومساعدتها في تجاوز الأزمات، ويُعطي الشعب السوري الأمل في تحسين أوضاعه المعيشية والاقتصادية. وقال الدكتور شادي عبيدو: «جاء القرار ليثلج صدورنا، ليس فقط لأنه سيخفف من معاناة أهلنا في الداخل، بل لأنه جاء ليؤكد أن المملكة دائماً مع الشعب السوري في السراء والضراء». فيما قال محمد علي: «نشكر المملكة حكومةً وشعباً على هذه الخطوة المباركة، التي شعرنا بها كنسمة أمل وسط سنوات من التعب، ونأمل أن تكون بداية لعودة الاستقرار والازدهار لوطننا»، مضيفاً: «وبهذا وبغيره الكثير من المواقف نحن نلمس حب القيادة والشعب السعودي للعالم الإسلامي والعربي بوجه عام وللشعب السوري بصفة خاصة، وذلك بفضل الدبلوماسية السعودية الحكيمة فأنتم فخر وسند دائماً لنا». من جانبه، قال ماهر رشيد: «قيادة المملكة أثبتت مرة أخرى أنها لا تنسى الشعب السوري، ونحن نثمّن هذا الموقف الذي يُسجل في تاريخ العلاقات العربية الأخوية، وهذا القرار أزاح أكبر هموم الشعب السوري الذي عانى الكثير طوال السنوات الماضية». وقال محمد العلي النعيمي: «هذه الخطوة سيكون لها أثر إيجابي واسع»، مشيداً بالمواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه القضايا العربية والإسلامية، ودورها المحوري في دعم استقرار وأمن العالم أجمع. وبفرحة الصغار، قالت الطفلة غلا محمد: «أنا وجميع صديقاتي الصغار فرحنا فرحة كبيرة بقرار رفع العقوبات بعد أن عرفنا من أهلنا أهميته ومردوده الإيجابي على بلدنا». أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store