
زيارة أميركية خاطفة لدمشق تحمل 4 مطالب مقابل "الدعم المطلق"
وأفاد جمال حمادة، وهو والد النائب الأميركي إبراهيم حمادة، في تصريح خاص، بأن النائب في الكونغرس "زار دمشق قادماً من القدس في خطوة تاريخية كونها المرة الأولى منذ عقود ينتقل فيها مسؤول أميركي بين القدس ودمشق بشكل مباشر، وقد بقي في دمشق مدة ست ساعات، بحث خلالها مع الرئيس الشرع ملف إعادة الأميركيين الذين اختفوا في سوريا إلى بلادهم وإعادة جثمان الناشطة الأميركية كايلا مولر التي قتلت على يد تنظيم 'داعش' الإرهابي وملف انضمام سوريا إلى اتفاقات السلام".
وأضاف حمادة أنه جرى خلال اللقاء أيضاً "مناقشة ضرورة إنشاء ممر إنساني آمن لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى السويداء، وكذلك تصحيح مسار سوريا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، وضرورة أن تلتزم الدولة توفير السلام والأمن لجميع المواطنين بمختلف الأعراق والطوائف".
زيارة سياسية اقتصادية
في السياق ذاته، أكد بيان صادر عن النائب حمادة، دعمه "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع بعض العقوبات لمساعدة الشعب السوري والحكومة الجديدة على إعادة الإعمار"، معتبراً أن على الكونغرس لعب دور أساس في ضمان التزام الحكومة السورية تعهداتها تجاه الولايات المتحدة". وأوضح البيان أن فريقه يشارك في جهود مشتركة بين الوكالات الأميركية للتحقق من الأوضاع الميدانية في سوريا وسط الصراع الحالي، معرباً عن امتنانه لـ"قيادة السفير والمبعوث الخاص توم براك في بلاد الشام".
وخلال زيارته دمشق، التقى حمادة وزير المالية السوري محمد يسر برنية، لمناقشة العلاقات الاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية، وفق ما أعلنه برنية في منشور على حسابه الرسمي في منصة "لينكد إن".
النائب إبراهيم حمادة مع وزير المالية السوري محمد يسر برنية (حساب وزير المالية على منصة "لينكد إن")
وأضاف برنية أنه بحث مع المسؤول الأميركي العلاقات الاقتصادية والمالية بين سوريا والولايات المتحدة، إضافة إلى الإصلاحات الجارية في القطاع المالي السوري "إذ جرى استعراض مجالات التعاون المستقبلي بين البلدين"، معرباً عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الثنائية.
وقبل يومين من زيارته دمشق، التقى النائب حمادة الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين موفق طريف، وبحث معه ملف السويداء "والحفاظ على تثبيت وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية".
الطلبات الأميركية
أفادت مصادر دبلوماسية سورية لـ"اندبندنت عربية" بأن "الرئيس الشرع استقبل حمادة بعد ظهر الأحد في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وكان ملف السويداء من أبرز ما جرى الحديث بخصوصه"، وأشار النائب الأميركي إلى أن "على الحكومة السورية التزام حماية جميع المكونات السورية بمن فيهم الدروز وبقية الأقليات"، ونصح حمادة الرئيس السوري بالانضمام إلى اتفاقات السلام مع إسرائيل".
وتوضح المصادر أن "الشرع مستاء من العبث الإسرائيلي والتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، وأكد للمسؤول الأميركي أن دمشق تريد السلام مع كل جيرانها بما فيهم إسرائيل، ولا تشكل خطراً على أحد، وستركز على التنمية بما في ذلك العلاقات الاقتصادية والاستثمار المتبادل بين سوريا والولايات المتحدة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضيف المصادر أن "النائب الأميركي أبلغ الشرع أن سوريا الجديدة تتلقى دعماً عربياً وإقليمياً وغربياً غير مسبوق، وهي المرة الأولى التي تنظر فيها الولايات المتحدة إلى سوريا بهذا الشكل. وتحدث النائب عن دور كل من دول الخليج العربي وتركيا والمبعوث الأميركي الخاص توم براك، في دعم وحدة واستقرار سوريا، وأوضح النائب في حديثه للشرع أن: الدول الإقليمية تتفق اليوم في ما يخص دعم وحدة سوريا وسلامتها، واتفاق دول المنطقة على مسألة ما هو مؤشر إيجابي للغاية".
4 شروط
وبحسب مصادر "اندبندنت عربية"، فقد أكد "النائب الأميركي للشرع أن واشنطن ستواصل دعم المرحلة الانتقالية لسوريا على أن تلتزم دمشق التعاون في مكافحة الإرهاب، وخصوصاً تنظيم 'داعش' ومنع عودة إيران إلى سوريا وحماية جميع المواطنين السوريين بمن فيهم الأقليات والعمل على اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل".
من جهتها، قالت وسائل إعلام سورية إن "الهدف الأبرز لزيارة النائب الجمهوري إبراهيم حمادة إلى دمشق هو إنشاء قناة تواصل بين أعضاء الكونغرس الأميركي والحكومة السورية، إذ تهدف هذه القناة إلى متابعة الأجندة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن سوريا، خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض في مايو 'أيار' الماضي"، مشيرة إلى أن "الاعتداءات الإسرائيلية وسبل وقف محاولات الاحتلال لزعزعة الاستقرار في سوريا كانت من أبرز محاور زيارة حمادة المهمة، كونها تأتي في ظل جهود إسرائيل للضغط في واشنطن وعواصم أخرى لوقف رفع العقوبات والتفاعل الدولي مع سوريا. وبصورة عامة تمحور إطار الزيارة حول التعاون مع الحكومة السورية في ما يتعلق بالملف السوري في واشنطن".
تأتي زيارة المسؤول الأميركي إلى دمشق في وقت يشهد فيه الجنوب السوري توتراً أمنياً بدأ منذ نحو شهر بسبب تحرك القوات السورية للدخول إلى مدينة السويداء. ويبدو أن زيارة مسؤول أميركي بهذا المستوى إلى العاصمة دمشق، ولقاءه الرئيس الشرع، تزامناً مع زيارات مكوكية يجريها المبعوث توم براك، رسالة دعم من الولايات المتحدة للحكومة السورية، إلا أن الدعم الأميركي يبدو وكأنه مشروط بخطوات على دمشق الالتزام بها، تبدأ بمكافحة الإرهاب، وتنتهي بتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل. فيما يرى مراقبون أن الرئيس الشرع في حال نفذ المطالب الأميركية سيقطع بذلك الطريق على محاولات الانفصال عن سوريا أو تأسيس كيانات خاصة، أو حكم فيدرالي أو لا مركزي، أما في حال موافقته التزام المطالب الأميركية، فإن ذلك سيفتح المجال أمام دعم أميركي قد يكون مطلقاً لسوريا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
ترمب: سأسعى لتمديد السيطرة الاتحادية على شرطة العاصمة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إنه سيطلب من الجمهوريين في الكونغرس تمديد السيطرة الاتحادية على شرطة مدينة واشنطن إلى ما بعد 30 يوماً، مصعداً بذلك حملته لممارسة السلطة الرئاسية على العاصمة. وأكد ترمب أيضاً أن أي إجراء يتخذه الكونغرس يمكن أن يكون نموذجاً للمدن الأميركية الأخرى. وكان قد هدد بتوسيع نطاق جهوده لتشمل مدناً أخرى يديرها الديمقراطيون مثل شيكاغو، التي يقول إنها فشلت في التصدي للجريمة. الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلوح بينما يتحدث خلال فعالية في مركز كينيدي بواشنطن (أ.ف.ب) ولم يتضح كيف يمكن تكرار سيطرة ترمب على إدارة شرطة العاصمة واشنطن في أماكن أخرى. واستفاد ترمب في سيطرته يوم الاثنين من قانون اتحادي، وهو قانون الحكم المحلي لمقاطعة كولومبيا الذي يسمح للرئيس بالقيام بذلك في ظل ظروف طارئة لمدة تصل إلى 30 يوماً. وأعلن ترمب أيضاً يوم الاثنين أنه سينشر 800 جندي من الحرس الوطني في المدينة، وهو أسلوب استخدمه في لوس أنجليس في يونيو (حزيران) عندما حشد الآلاف من جنود الحرس الوطني والمئات من مشاة البحرية الأميركية لمواجهة الاحتجاجات على مداهمات إدارته المتعلقة بالهجرة.


الشرق الأوسط
منذ 11 ساعات
- الشرق الأوسط
ترمب يفوز بطعن قضائي بشأن تجميد المساعدات الخارجية
قضت محكمة استئناف اتحادية، اليوم الأربعاء، بإلغاء أمر قضائي أصدرته محكمة أدنى، كان يُلزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمواصلة تقديم مدفوعات المساعدات الخارجية، وفقاً لوكالة «رويترز». وفي قرارٍ صدر بأغلبية صوتين مقابل صوت واحد، قالت هيئة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف الأميركية لدائرة مقاطعة كولومبيا، إن المحكمة الأدنى درجة أخطأت عندما أمرت إدارة ترمب بإعادة تقديم مدفوعات مساعدات خارجية سبق أن وافق عليها الكونغرس. وفرض ترمب تعليقاً لمدة 90 يوماً على جميع المساعدات الخارجية في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو نفس اليوم الذي تولى فيه منصبه لولاية ثانية في البيت الأبيض. وجاء في أعقاب أمره التنفيذي خطوات عدائية لتقليص الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي الوكالة الأميركية الرئيسية للمساعدات الخارجية، بما في ذلك منح إجازات طويلة للعديد من موظفيها، ودراسة ضم الوكالة التي كانت مستقلة في السابق إلى وزارة الخارجية. ورفعت منظمتان غير ربحيتين، تتلقيان تمويلاً اتحادياً، وهما ائتلاف مناصرة لقاح الإيدز وشبكة تطوير الصحافة، دعوى قضائية زعمتا فيها أن تجميد ترمب للتمويل غير قانوني. وأمر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية، أمير علي، المعين من قبل الرئيس السابق جو بايدن، إدارة ترمب بدفع ما يقرب من ملياري دولار من المساعدات المستحقة لشركائها في المجال الإنساني بأنحاء العالم. وقالت قاضية الدائرة كارين هندرسون، نيابة عن الأغلبية المكونة من قاضيين، إن المنظمتين غير الربحيتين «تفتقران إلى سبب قانوني للضغط من أجل مطالباتهما»، وبالتالي لا تستوفيان شروط طلب إصدار أمر قضائي. وعينت هندرسون في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان. وانضم إليها قاضي الدائرة جريجوري كاتساس، الذي عينه ترمب.


عكاظ
منذ 13 ساعات
- عكاظ
فيديو: «القبة الذهبية».. درع ترمب العملاق لحماية أمريكا
في خطوةٍ وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الدفاع الصاروخي الأمريكي، أعلن الرئيس دونالد ترمب مشروع «القبة الذهبية»، وهو درع صاروخي عملاق يهدف إلى تأمين سماء الولايات المتحدة من أي تهديدات محتملة. المشروع يعتمد على أربع طبقات دفاعية متكاملة، تشمل أنظمة أرضية وجوية وطبقة متقدمة في الفضاء، ما يجعله أضخم من القبة الحديدية الإسرائيلية من حيث النطاق والقدرات. وبحسب الخطة، سيتم نشر 11 بطارية دفاعية قصيرة المدى موزعة عبر الولايات، إلى جانب إنشاء حقل صواريخ جديد في منطقة الغرب الأوسط، مع تزويد المنظومة بصواريخ اعتراضية فائقة التطور، ورادارات عالية الدقة، وأنظمة ليزر لتعزيز سرعة الرد والدقة في اعتراض الأهداف. التكلفة الإجمالية للمشروع قد تصل إلى 175 مليار دولار، مع استهداف الانتهاء منه بحلول عام 2028. الكونغرس الأمريكي خصص 25 مليار دولار كبداية، بينما قدم ترمب طلباً بزيادة 45.3 مليار دولار لتسريع التنفيذ. الخبراء يؤكدون أن «القبة الذهبية» ستشكل نقلة نوعية في مفهوم الأمن القومي الأمريكي، وأنها ليست مجرد مشروع دفاعي، بل رسالة ردع إستراتيجية للعالم. أخبار ذات صلة