logo
نوع جديد من المؤثرين.. "يوتيوبرز العائلة" ترفيه أم انتهاك للخصوصية؟ (ملف)

نوع جديد من المؤثرين.. "يوتيوبرز العائلة" ترفيه أم انتهاك للخصوصية؟ (ملف)

الدستورمنذ 10 ساعات

في ظل الطفرة الرقمية والتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكثير من الأسر، فالشهرة لم تعد حكرا على منصة إعلامية ولا كاميرا محترفة، فقد ظهر نوع جديد من "المؤثرين" يُعرف بـ يوتيوبرز العائلة.
هذه الفئة لا تعتمد على نجومية فردية، بل تستمد محتواها من الحياة اليومية لأفراد الأسرة، حيث تتحول وجبة الإفطار، أو لحظة مرض الطفل، أو حتى شجار بسيط بين الأشقاء إلى "محتوى" يُعرض أمام الآلاف وربما الملايين من المتابعين، إذ تقوم بعض الأسر بتوثيق تفاصيل حياتهم اليومية ومشاركتها مع الجمهور من خلال فيديوهات تتناول الحياة العائلية، ومواقف الأطفال، ونمط العيش، بهدف الترفيه أو تحقيق الشهرة والعائد المالي، وهي الظاهرة التي تُثير التساؤلات حول تأثيرها على الخصوصية والصحة النفسية ومستقبل الجيل الجديد.
مشاركة الأطفال في المحتوى العائلي: براءة تُستغل
من أبرز ما يُميز ظاهرة يوتيوبرز العائلة هو الاعتماد على الأطفال كعنصر جذب للمشاهدات، مثل مشاهد الطفل وهو يرقص، أو يبكي، أو يخطئ، أو يرد على والديه بطريقة مضحكة، كلها تتحول إلى لحظات قابلة للتصوير والنشر على اليوتيوب أو تيك توك.
انتهاك لحقوق الطفل
في هذا السياق، أكدت أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن استغلال الأطفال في محتوى لا يتناسب مع عمرهم هو "انتهاك مباشر لحقوقهم"، فالطفل في عمر العامين والثلاثة أعوام أو أقل لا يملك الوعي الكافي ليقرر ما إذا كان يرغب في الظهور أمام الملايين من الأشخاص.
كما أشارت 'سلامة' إلى أن مشاركة الطفل في هذه الفيديوهات، قد تُلحق أضرارًا نفسية وجسدية به إذ أنه يلحق أضرارًا بالعينين والمخ وأيضًا التركيز، ناهيك عن احتمال تحوله إلى مدمن على الهاتف أو الكاميرا.
النائبة أمل سلامة
وأوضحت عضو مجلس النواب أنه من الضروري وضع ضوابط صارمة لاستخدام الأطفال للتكنولوجيا، فلا يجب أن يتجاوز وقت استخدام الهاتف أو الأجهزة الذكية أكثر من نصف ساعة يوميًا، خاصة في المراحل العمرية المبكرة.
ورغم التحذيرات المتكررة من الخبراء والمهتمين بحقوق الطفل، كشفت البرلمانية، أنه لا يوجد حتى الآن، إطار قانوني حاسم في مصر ومعظم الدول العربية يُنظم ظهور الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الغياب القانوني يترك الباب مفتوحًا أمام الاستغلال العشوائي وغير المنضبط، وأوضحت (سلامة) أنها ستطرح هذا الملف للمناقشة تحت قبة البرلمان.
وفيما يخص صفحات التواصل الاجتماعي المرتبطة بفيديوهات الأطفال، أكدت (سلامة) أن وجود تلك الصفحات يدل على عدم التوعية في الاعلام والمؤسسات الأهلية، لأن الطفل يفقد تركيزه ولا ينتبه في دراسته عندما يتجه إلى هذا الطريق، وهو ما يمثل خطورة عليه، مشددة على أن مسؤولية هذا الأمر تقع "كاملة" على عاتق الأسرة وتربيتها لأبنائها.
واختتمت حديثها للدستور بأنه في حالة إذا كان الطفل سيصنع محتوى خفيف وأخلاقي، وفي حالة صنع فيديوهات مضحكة بها دعابة فيجب ألا يقل سن هذا الطفل عن 12 عام مع الحرص على عدم استخدام ألفاظ أو محتويات خارجة.
الطفل في عصر الكاميرا: بين اللعب والتمثيل القسري
في ذات السياق، فرّق دكتور علي بهنسي، استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان وطب نفسى الأطفال، بين ثلاثة مستويات من مشاركة الأطفال في التصوير:
المستوى الأول: صور عادية تُشارك مع العائلة والأصدقاء، مثل صورة طفل في عيد ميلاده.
المستوى الثاني: صور مع أحد أفراد الأسرة في مناسبات مختلفة، وهنا قد تظهر مشاكل إذا لم يكن الطفل مرتاحًا مع هذا الشخص.
المستوى الثالث: تصوير الطفل في مشاهد تمثيلية أو مضحكة، حيث يُطلب منه أداء أدوار معينة بهدف الترفيه أو جمع المشاهدات.
وأكد 'بهنسي' أن النوع الثالث يُعتبر استغلالًا عاطفيًا وجسديًا، وقد يُعرّض الطفل لأضرار نفسية عميقة يصعب علاجها لاحقًا. كما أنه مخالف للقانون، ويجب التعامل معه بجدية.
وتابع لـ 'الدستور' أنه من المثير للقلق أن كثيرًا من الأسر لا تدرك أن الصور والفيديوهات التي تُنشر على الإنترنت تبقى محفوظة للأبد، بل قد تُستخدم لاحقًا بطرق لم يتخيلها أحد.
الدكتور على بهنسي
وأوضح (بهنسي) أيضَا، أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تحليل الصور لتحديد أماكن تواجد الطفل، ومعرفة مزاجه، وحالته النفسية، وحتى تفضيلاته الشخصية، ومع تراكم هذه البيانات، يصبح من السهل للغاية استهداف الطفل لاحقًا، سواء في الإعلانات أو حتى في محاولات الاختراق، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام صورة منشورة لطفل في لحظة حزن، أو مع شخص لا يحبه، كمصدر للألم أو التنمر مستقبلًا.
وأضاف 'بهنسي' أن وضع صور للأطفال على السوشيال ميديا يُزود وسائل التواصل الاجتماعي بالمعلومات التي تستفيد منها برامج الذكاء الاصطناعي مستقبلًا وبالتالي يصبح من السهل اختراقه والسيطرة عليه من خلال ذاكرته ومشاعره وعواطفه وتحليل الصورة وتحليل الشخصية.
وأشار استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان، إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من تعرض الأطفال للسوشيال ميديا أو عرض صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي وخرق خصوصيتهم.
وأنهى حديثه لـ 'الدستور' بمطالبة القانون بمنع الأطفال من تصوير فيديوهات من خلال البدء في سن قوانين لمنع استغلال الأطفال إلكترونيًا للحصول على مشاهدات وأرباح لأن ذلك يؤثر تأثير مباشر على نفسية الطفل وثقته في نفسه وثقه في أهله، ويهدد نظرته لذاته ولأهله وللحياة بأكملها.
الظاهرة من منظور اجتماعي: اختلاط العام بالخاص
وتحدثت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي والعسكري، أيضًا للدستور عن الظاهرة من زاوية اجتماعية، فقد رأت أن "يوتيوبرز" العائلة يعكس خللًا في فهم الخصوصية، فبينما كانت الصور العائلية في الماضي تُستخدم للتوثيق والتذكر، أصبحت اليوم وسيلة للعرض والاستعراض، مما جعل الحياة الخاصة تُعرض على العامة دون حواجز.
الدكتورة هدى زكريا
وأشارت إلى أن هذا السلوك يؤدي إلى إدخال الجمهور في عمق الحياة العائلية للأفراد، وهو ما يعد اختراقا للخصوصية ويحول المنزل من مكان للراحة والخصوصية إلى "استوديو" للعرض المستمر، موضحة أن أحد أخطر آثار ظاهرة "يوتيوبرز العائلة" هو تعرض أفراد الأسرة، خصوصًا الأطفال، للتنمر الإلكتروني، فالمشاهدون قد يعلقون على شكل الطفل، أو صوته، أو طريقة حديثه، أو حتى ملابسه، وهذه التعليقات السلبية تُخزن في ذاكرة الطفل وتؤثر على ثقته بنفسه، وعلى علاقته بأسرته التي سمحت بهذا التنمر.
وأضافت أن الأطفال الذين يظهرون في الفيديوهات قد يشعرون لاحقًا بالخجل أو الندم على ما تم نشره عنهم دون إذنهم، وفي كثير من الأحيان، لا يُتاح لهم خيار رفض الظهور، موضحة أن من أكثر الفئات إقبالًا على هذا النوع من المحتوى هم الأصغر سنًا أو أولئك الذين يبحثون عن الاعتراف الاجتماعي أو يشعرون بأنهم مهمشون، فهُم يرون في هذه المنصات وسيلة للتعبير عن الذات، وكسب الشهرة، وربما تعويض النقص الذي يشعرون به في المكانة الاجتماعية.
على الجانب الآخر، ترى العائلات ذات المكانة الاجتماعية العالية أو الوعي الثقافي أن هذه الظاهرة لا تناسبها، لذا فهي تتجنب الظهور الشخصي والتوثيق اليومي للحياة العائلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد اتهامات ابتزاز المرضى.. عيادة زايد بيوتي كلينك تتحدى قرار الصحة: الإغلاق يومين فقط وسنعود أقوى
بعد اتهامات ابتزاز المرضى.. عيادة زايد بيوتي كلينك تتحدى قرار الصحة: الإغلاق يومين فقط وسنعود أقوى

24 القاهرة

timeمنذ 7 ساعات

  • 24 القاهرة

بعد اتهامات ابتزاز المرضى.. عيادة زايد بيوتي كلينك تتحدى قرار الصحة: الإغلاق يومين فقط وسنعود أقوى

أصدرت إدارة زايد بيوتي كلينك "Zayed Beauty Clinic"، بيانًا رسميًا تعلق فيه على ما تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن غلق العيادة وانتهاكها خصوصية العملاء وتصوير مناطق حساسة وابتزازهم بها، دون الإشارة إلى قرار وزارة الصحة بغلق عيادتهم بسبب عدم وجود ترخيص ومخالفات للاشتراطات الصحية. أول تعلق من عيادة زايد بيوتي كلينك بعد غلقها من وزارة الصحة وأكدت إدارة العيادة، في منشور على صحفتها الرسمية بموقع فسيبوك، أن العيادة مغلقة فقط لمدة يومين لحين الانتهاء من التحقيقات القانونية، مشددة على ثقتها في نزاهة القانون، قائلة: لن نلجأ للدموع أو التمثيل.. ومعانا أدلة ومستندات رسمية، وكل شيء هيظهر في وقته المناسب. وقالت إدارة العيادة: نتأسف لأي تأخير في الرد أو التواصل، لكن اللي يعرفنا كويس عارف إننا دايمًا بنتقي الله في شغلنا، وعمركم ما شفتوا مننا غير الاحترام والالتزام بالقانون، وختمت برسالة دعم لمتابعيها: اصبروا علينا شوية، وبإذن الله هنرجع أقوى وأفضل من الأول. بيان العيادة العيادة تعمل دون ترخيص ومخالفة للاشتراطات الصحية ويأتي بيان العيادة عقب إعلان وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، إغلاق "Zayed Beauty Clinic" الكائنة بمنطقة الشيخ زايد في محافظة الجيزة، بسبب مخالفتها للاشتراطات الصحية ومزاولة النشاط الطبي دون الحصول على التراخيص اللازمة. وأوضحت وزارة الصحة والسكان أنها تم ضبط أدوية وحقن مجهولة المصدر داخل العيادة، ما يُعد مخالفة صريحة لقانون تنظيم المنشآت الطبية رقم 153 لسنة 2004. وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم الوزارة، أن إدارة العلاج الحر بالجيزة اكتشفت خلال المرور الميداني أن العيادة تمارس النشاط دون ترخيص، مما استدعى إغلاقها وتشميعها فورًا، وتحرير محاضر بالأدوية المضبوطة تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية. غلق وزارة الصحة اتهامات أخلاقية وابتزاز وكانت أخصائية التجميل، الدكتورة ميادة مرسي، قد أثارت جدلًا واسعًا بعدما نشرت مقطع فيديو عبر حسابها على "تيك توك"، اتهمت فيه إحدى العاملات بالمركز بتصوير المريضات خلسة خلال خضوعهن لإجراءات تجميلية، واستخدام هذه الصور لابتزازهن ماديًا وأخلاقيًا، في واقعة وصفتها بـ"الانتهاك الصارخ لأخلاقيات المهنة". وقالت ميادة إنها أبلغت إدارة العيادة فور اكتشافها الواقعة، لكنها فوجئت بأن الإدارة كانت على علم بما يحدث، بل وتشارك في تقاسم الأموال الناتجة عن الابتزاز، بحسب ما ذكرته في الفيديو. وأضافت أن إحدى الحالات كانت قد خضعت لحقن "فيلر" في منطقة حساسة، وتم تصويرها دون علمها، وتهديدها برفع الصور على مواقع إباحية إن لم تدفع مبلغ 200 ألف جنيه.

نوع جديد من المؤثرين.. "يوتيوبرز العائلة" ترفيه أم انتهاك للخصوصية؟ (ملف)
نوع جديد من المؤثرين.. "يوتيوبرز العائلة" ترفيه أم انتهاك للخصوصية؟ (ملف)

الدستور

timeمنذ 10 ساعات

  • الدستور

نوع جديد من المؤثرين.. "يوتيوبرز العائلة" ترفيه أم انتهاك للخصوصية؟ (ملف)

في ظل الطفرة الرقمية والتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكثير من الأسر، فالشهرة لم تعد حكرا على منصة إعلامية ولا كاميرا محترفة، فقد ظهر نوع جديد من "المؤثرين" يُعرف بـ يوتيوبرز العائلة. هذه الفئة لا تعتمد على نجومية فردية، بل تستمد محتواها من الحياة اليومية لأفراد الأسرة، حيث تتحول وجبة الإفطار، أو لحظة مرض الطفل، أو حتى شجار بسيط بين الأشقاء إلى "محتوى" يُعرض أمام الآلاف وربما الملايين من المتابعين، إذ تقوم بعض الأسر بتوثيق تفاصيل حياتهم اليومية ومشاركتها مع الجمهور من خلال فيديوهات تتناول الحياة العائلية، ومواقف الأطفال، ونمط العيش، بهدف الترفيه أو تحقيق الشهرة والعائد المالي، وهي الظاهرة التي تُثير التساؤلات حول تأثيرها على الخصوصية والصحة النفسية ومستقبل الجيل الجديد. مشاركة الأطفال في المحتوى العائلي: براءة تُستغل من أبرز ما يُميز ظاهرة يوتيوبرز العائلة هو الاعتماد على الأطفال كعنصر جذب للمشاهدات، مثل مشاهد الطفل وهو يرقص، أو يبكي، أو يخطئ، أو يرد على والديه بطريقة مضحكة، كلها تتحول إلى لحظات قابلة للتصوير والنشر على اليوتيوب أو تيك توك. انتهاك لحقوق الطفل في هذا السياق، أكدت أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن استغلال الأطفال في محتوى لا يتناسب مع عمرهم هو "انتهاك مباشر لحقوقهم"، فالطفل في عمر العامين والثلاثة أعوام أو أقل لا يملك الوعي الكافي ليقرر ما إذا كان يرغب في الظهور أمام الملايين من الأشخاص. كما أشارت 'سلامة' إلى أن مشاركة الطفل في هذه الفيديوهات، قد تُلحق أضرارًا نفسية وجسدية به إذ أنه يلحق أضرارًا بالعينين والمخ وأيضًا التركيز، ناهيك عن احتمال تحوله إلى مدمن على الهاتف أو الكاميرا. النائبة أمل سلامة وأوضحت عضو مجلس النواب أنه من الضروري وضع ضوابط صارمة لاستخدام الأطفال للتكنولوجيا، فلا يجب أن يتجاوز وقت استخدام الهاتف أو الأجهزة الذكية أكثر من نصف ساعة يوميًا، خاصة في المراحل العمرية المبكرة. ورغم التحذيرات المتكررة من الخبراء والمهتمين بحقوق الطفل، كشفت البرلمانية، أنه لا يوجد حتى الآن، إطار قانوني حاسم في مصر ومعظم الدول العربية يُنظم ظهور الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الغياب القانوني يترك الباب مفتوحًا أمام الاستغلال العشوائي وغير المنضبط، وأوضحت (سلامة) أنها ستطرح هذا الملف للمناقشة تحت قبة البرلمان. وفيما يخص صفحات التواصل الاجتماعي المرتبطة بفيديوهات الأطفال، أكدت (سلامة) أن وجود تلك الصفحات يدل على عدم التوعية في الاعلام والمؤسسات الأهلية، لأن الطفل يفقد تركيزه ولا ينتبه في دراسته عندما يتجه إلى هذا الطريق، وهو ما يمثل خطورة عليه، مشددة على أن مسؤولية هذا الأمر تقع "كاملة" على عاتق الأسرة وتربيتها لأبنائها. واختتمت حديثها للدستور بأنه في حالة إذا كان الطفل سيصنع محتوى خفيف وأخلاقي، وفي حالة صنع فيديوهات مضحكة بها دعابة فيجب ألا يقل سن هذا الطفل عن 12 عام مع الحرص على عدم استخدام ألفاظ أو محتويات خارجة. الطفل في عصر الكاميرا: بين اللعب والتمثيل القسري في ذات السياق، فرّق دكتور علي بهنسي، استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان وطب نفسى الأطفال، بين ثلاثة مستويات من مشاركة الأطفال في التصوير: المستوى الأول: صور عادية تُشارك مع العائلة والأصدقاء، مثل صورة طفل في عيد ميلاده. المستوى الثاني: صور مع أحد أفراد الأسرة في مناسبات مختلفة، وهنا قد تظهر مشاكل إذا لم يكن الطفل مرتاحًا مع هذا الشخص. المستوى الثالث: تصوير الطفل في مشاهد تمثيلية أو مضحكة، حيث يُطلب منه أداء أدوار معينة بهدف الترفيه أو جمع المشاهدات. وأكد 'بهنسي' أن النوع الثالث يُعتبر استغلالًا عاطفيًا وجسديًا، وقد يُعرّض الطفل لأضرار نفسية عميقة يصعب علاجها لاحقًا. كما أنه مخالف للقانون، ويجب التعامل معه بجدية. وتابع لـ 'الدستور' أنه من المثير للقلق أن كثيرًا من الأسر لا تدرك أن الصور والفيديوهات التي تُنشر على الإنترنت تبقى محفوظة للأبد، بل قد تُستخدم لاحقًا بطرق لم يتخيلها أحد. الدكتور على بهنسي وأوضح (بهنسي) أيضَا، أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تحليل الصور لتحديد أماكن تواجد الطفل، ومعرفة مزاجه، وحالته النفسية، وحتى تفضيلاته الشخصية، ومع تراكم هذه البيانات، يصبح من السهل للغاية استهداف الطفل لاحقًا، سواء في الإعلانات أو حتى في محاولات الاختراق، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام صورة منشورة لطفل في لحظة حزن، أو مع شخص لا يحبه، كمصدر للألم أو التنمر مستقبلًا. وأضاف 'بهنسي' أن وضع صور للأطفال على السوشيال ميديا يُزود وسائل التواصل الاجتماعي بالمعلومات التي تستفيد منها برامج الذكاء الاصطناعي مستقبلًا وبالتالي يصبح من السهل اختراقه والسيطرة عليه من خلال ذاكرته ومشاعره وعواطفه وتحليل الصورة وتحليل الشخصية. وأشار استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان، إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من تعرض الأطفال للسوشيال ميديا أو عرض صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي وخرق خصوصيتهم. وأنهى حديثه لـ 'الدستور' بمطالبة القانون بمنع الأطفال من تصوير فيديوهات من خلال البدء في سن قوانين لمنع استغلال الأطفال إلكترونيًا للحصول على مشاهدات وأرباح لأن ذلك يؤثر تأثير مباشر على نفسية الطفل وثقته في نفسه وثقه في أهله، ويهدد نظرته لذاته ولأهله وللحياة بأكملها. الظاهرة من منظور اجتماعي: اختلاط العام بالخاص وتحدثت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي والعسكري، أيضًا للدستور عن الظاهرة من زاوية اجتماعية، فقد رأت أن "يوتيوبرز" العائلة يعكس خللًا في فهم الخصوصية، فبينما كانت الصور العائلية في الماضي تُستخدم للتوثيق والتذكر، أصبحت اليوم وسيلة للعرض والاستعراض، مما جعل الحياة الخاصة تُعرض على العامة دون حواجز. الدكتورة هدى زكريا وأشارت إلى أن هذا السلوك يؤدي إلى إدخال الجمهور في عمق الحياة العائلية للأفراد، وهو ما يعد اختراقا للخصوصية ويحول المنزل من مكان للراحة والخصوصية إلى "استوديو" للعرض المستمر، موضحة أن أحد أخطر آثار ظاهرة "يوتيوبرز العائلة" هو تعرض أفراد الأسرة، خصوصًا الأطفال، للتنمر الإلكتروني، فالمشاهدون قد يعلقون على شكل الطفل، أو صوته، أو طريقة حديثه، أو حتى ملابسه، وهذه التعليقات السلبية تُخزن في ذاكرة الطفل وتؤثر على ثقته بنفسه، وعلى علاقته بأسرته التي سمحت بهذا التنمر. وأضافت أن الأطفال الذين يظهرون في الفيديوهات قد يشعرون لاحقًا بالخجل أو الندم على ما تم نشره عنهم دون إذنهم، وفي كثير من الأحيان، لا يُتاح لهم خيار رفض الظهور، موضحة أن من أكثر الفئات إقبالًا على هذا النوع من المحتوى هم الأصغر سنًا أو أولئك الذين يبحثون عن الاعتراف الاجتماعي أو يشعرون بأنهم مهمشون، فهُم يرون في هذه المنصات وسيلة للتعبير عن الذات، وكسب الشهرة، وربما تعويض النقص الذي يشعرون به في المكانة الاجتماعية. على الجانب الآخر، ترى العائلات ذات المكانة الاجتماعية العالية أو الوعي الثقافي أن هذه الظاهرة لا تناسبها، لذا فهي تتجنب الظهور الشخصي والتوثيق اليومي للحياة العائلية.

هل تؤدي لارتفاعه؟ أخصائي تغذية يكشف تأثير الكوسة باللبن على سكر الدم
هل تؤدي لارتفاعه؟ أخصائي تغذية يكشف تأثير الكوسة باللبن على سكر الدم

الصباح العربي

timeمنذ 18 ساعات

  • الصباح العربي

هل تؤدي لارتفاعه؟ أخصائي تغذية يكشف تأثير الكوسة باللبن على سكر الدم

أجرى مختص لبناني في مجال الغذاء والدواء تجربة لقياس مستوى سكر الدم بعد ساعتين من تناول وجبة شيخ المحشي، التي تحتوي على الأرز البسمتي والشعرية والكوسا، وشارك المختص نتائج التجربة عبر حسابه على تطبيق تيك توك. وقال المختص في مقطع الفيديو، إنه بعد 40 دقيقة من تناول 200 جرام من الأرز البسمتي والشعرية مع 3 حبات من الكوسة، لاحظ ارتفاع في سكر الدم بمقدار 40 مليغرام. وأشار إلى أن مفعول الأرز والشعرية في رفع سكر الدم أقوى من تأثير البروتينات والدهون في موازنة الوجبة. وأوضح أنه في هذه الوجبة، كان إضافة اللبن مع نشا الذرة يساهم في تسريع عملية الهضم، مما يعزز ارتفاع سكر الدم. كما أضاف أن هذا الارتفاع المزدوج في سكر الدم يحدث عادةً بعد تناول وجبات تحتوي على نشويات، دهون، وبروتينات، وهي ظاهرة تعرف بـ "الارتفاع المزدوج".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store