logo
«المعتمرين اليمنيين».. أسرابٌ من الآهات نحو البيت العتيق

«المعتمرين اليمنيين».. أسرابٌ من الآهات نحو البيت العتيق

اليمن الآن١٦-٠٤-٢٠٢٥

يمن الغد – يونس الشجاع
في رحلة سفر مضنية استمرت 6أيام قضاها الصحفي صفوان الفائشي منطلقاً من الديار اليمنية، وعيناه محدقتان صوب الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة، مستشعراً روحانية الزمان والمكان، لا تفصله عن مكة سوى عذابات السفر وإهمال الوكالة التي سافر، مع رفاقه، عبرها..
الوكالة التي سافر الفائشي عبرها، نحتفظ باسمها، كانت ضمن عشر وكالات قرر قطاع الحج والعمرة، في العاشر من رمضان، إيقافها لمدة سبعة أيام، لارتكابها مخالفات بحق المعتمرين، وقال إن مخالفات تلك المنشآت ستكون ضمن تقييمها لهذا الموسم.. فيما قرر القطاع إيقاف وكالة نهائياً عن تفويج المعتمرين هذا الموسم.. داعياً ملاك الوكالات إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات والضوابط المقرة والحفاظ على حقوق المعتمرين بالشكل المطلوب.. وأن قطاع الحج والعمرة سيعمل على تطبيق كافة الإجراءات الصارمة للحفاظ على حقوق ضيوف الرحمن.. وهذا من أوجب واجبات المسؤولين عن هذه الشعيرة بغية تجويد الخدمات وإجراء عمليات تقويم وتقييم تقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت لينعم المعتمِر بعمرة لا يشغله فيها هم سفر ولا سكن أو مأكل أو مواصلات.
يقول الصحفي صفوان:« بعد وصولنا إلى مكة المكرمة، الفندق الذي نزلنا فيه يفتقد لأبسط الخدمات الأساسية مثل الوجبات وغسل الملابس، الخدمات تعبانة والغرف أكثر تعباً، الغرفة مخصصة لثمانية أسرة، يتم حشر أكثر من 10 معتمرين في غرفة واحدة، بعضهم يفترشون الأرض.. تعلو التنهيدات صدر صفوان متسائلاً: أين مشرفي قطاع الحج والعمرة، لماذا لا يزورون مثل هذه الفنادق ويطلعون على أحوال المعتمرين والفوضى الحاصلة في الغرف.. ما هذه الجريمة.. نحن دافعين 2.100 ريال سعودي والبعض 2.300.. مستطرداً: سوف أقدم شكوى، إذا لم يردوا لي 800 سعودي والله لأشتكيهم لوزارة الأوقاف، لأني سألت صاحب الفندق، أخبرني أنه مؤجر لهم السرير بـ200 ريال سعودي، أضف إليها 500 ريال سعودي مقابل التأشيرة و300 حق الباص ذهاباً، كوني سأعود على حسابي، يعني الإجمالي حوالي 1.000 سعودي.. مردفاً: يأخذوا لهم 200 ريال سعودي أتعابهم ويردو لي الباقي.. لا غرف كويسة ولا خدمات، لا غسالة، القمامة تملأ المكان.. مأساة بكل ما تعنيه الكلمة.. مكرراً تساؤله عن وزارة الأوقاف لماذا لا تقوم بزيارة ما قال انها عمارة أوقاف صفية راواد.. الاتفاق أن يكون الفندق جيداً وقريباً من الحرم..».
وبحسب تعاميم الأوقاف فإن وكالات التفويج ملزمة بتوفير باصات لنقل المعتمرين من وإلى الحرم، يقول صفوان « الباصات تتأخر علينا وتفوتنا أغلب الصلوات».. وبعضهم يضطرون لانتظارها طويلاً في هجير شمس مكة الحارقة.
جل ما نطالب به ضبط الوكالات الغير ملتزمة وتأسيس القدوة والأسوة الحسنة في العمل المتجرد.. يضيف صفوان وتنهيدة ثانية تخرج من صدره شارحاً لي الوضع من خلال مكالمة عبر الـ«واتساب»: مثل هكذا وكالات لا ترى في العمرة سوى موسم للإثراء كأية سلعة تجارية في السوق يتلاعب بها تجار السوق ويرهن المعتمر حياته لسماسرة العرض والطلب.
قضية صفوان ورفاقه كفيلة بأن تسحب تراخيص هذه الوكالة ومثيلاتها من الوكالات التي بمجرد ما تقبض المال لا تهتم بجودة العمل ولا خدمة المعتمرين ولا هم لأربابها سوى أن يثروا ويستثمروا في الشعائر والعبادات.. ينظرون لمواسم الحج والعمرة أنه الثدي الحلوب والطريق الأكثر ربحاً.. همهم جمع المال وكسب الأرباح والجاه وليس خدمة الشعيرة الدينية واستشعار جوانبها القيمية المقصودة.. ولا أشمل بذلك كل الوكالات، لأنني أدرك أن من بينها من به فضيلة وأمانة وصدق ويعمل بها أشخاص أكفاء ومحل تقدير.
ختاماً..
نعم قد تُسترد حقوق الصحفي صفوان الفائشي ورفاقه، ولكن من يحمي الآخرين الذين لا يكاد يبين حديثهم، الأمر يستدعي وسائل الإعلام المختلفة وبالأخص المسموعة والمرئية للبحث عنهم وسماع زفرات أناتهم وآهاتهم، وإدارة نقاش حول مثل هكذا ملفات مشفوعة بحديث الوثائق والأرقام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «99»
القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «99»

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 4 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «99»

لقد تم التعرف على العادات المُعقدة المحيطة بالتحية بين الأفراد والقبائل وتم تناولها في عدة محاور وبحوث وكما تجدر الإشارة إلى أن رد التحية أو رد السلام يمكن أن يحمل وزنًا قانونياُ واجتماعياً كبيراً ويعمل أحياناً كشكل من أشكال الهدنة في القانون العُرفي من الناحية العملية ، هناك حالات يرفض فيها الرجال رد التحية أثناء إجراءات التحكيم خوفاً من أن تُفسر هذه الإيماءات على أنها نية لوقف الأعمال العدائية وبالتالي المخاطرة بحقهم في الهجوم إذا فشل التحكيم في العديد من المجتمعات القبلية وخاصة في المناطق الشرقية يُنظر إلى التحية اللائقة على أنها أكثر من مجرد آداب؛ إنها مهارات اجتماعية أساسية تُنشئ الروابط والثقة وبدون إتقان. هذه المجاملات الاجتماعية يخاطر الفرد بأن يُنظر إليه على أنه مُنعزل أو غير جدير بالثقة ووفقًا للمنظورات القبلية فإن الغرباء ليسوا مرتبطين بشكل طبيعي، بدلاً من ذلك يجب تنمية الروابط الاجتماعية من خلال طقوس التحية الصحيحة مما يجعل هذه التبادلات جزءاً حيوياً من التكامل الاجتماعي، يجب تقديم منظور نقدي فيما يتعلق بمفهوم الباحث الاجتماعي بورديو عن العقد الفوري في حين أن بولوك يُعرف العقد بأنه وعد أو مجموعة من الوعود القابلة للتنفيذ بموجب القانون فإن هذا المفهوم ينطوي بطبيعته على بُعد زمني، وهو إقرار بأن الوعود تُقدم وتُنفذ، بمرور الوقت تحاول فكرة بورديو عن العقد الفوري تجاوز هذا الجانب الزمني ولكن في الممارسة العملية حتى المعاملات التي تبدو فورية تعيد إدخال عنصر الوقت من خلال العرض والقبول الضمني ويشرك الشريعة الإسلامية على سبيل المثال في هذه الخاصية حيث غالبًا ما تنطوي الاتفاقيات التعاقدية على إقرار بالوعود بمرور الوقت علاوة على ذلك جادل عالم الأنثروبولوجيا الرائد مارسيل موس بأن العقود تربط بطبيعتها لحظتين في الوقت مؤكدًا على استمراريتهما الزمنية هذا الجانب من الاتفاقيات الاجتماعية يقاوم التبسيط في ظواهر آنية بحتة مثال توضيحي من أواخر خمسينيات القرن الماضي يتعلق بنزاع بين قبيلتي عيال سُريح وخريف موثق في تقرير يُشير إلى جرح تعرض له هادي حسين حمزة الهايتي ويوضح التقرير أن رصاصة اخترقت كليته اليمنى وخرجت من ضلعه الأيسر مسببة له جروحًا داخلية وعظمية بعرض إصبعين تقريبًا لاحقًا حُدد تعويض الإصابة بخمسمائة وثلاثة وسبعين ريالًا وربع وثُمن ونصف ثُمن ريال بالإضافة إلى ثور واحد كتعويض عن الجراح ولتهدئة المجتمع للوهلة الأولى يوحي هذا الرقم الدقيق بتكافؤ دقيق إلا أن استخدام المصطلحات العامة لوصف الجراح يُشير إلى درجة من الغموض في كيفية تطبيق القواعد مما يُلمح إلى غموض كامن لغويًا قد تدل تعبيرات مثل شيء ما بينهما على الصداقة أو الارتباط الرومانسي وكذلك على العداوة في اللغة الإنجليزية. ومع ذلك في اليمن العليا تميل هذه العبارات إلى الارتباط بشكل طبيعي بالصراع أو العداوة وعلى العكس من ذلك يُنظر إلى فعل قطع العلاقات عمومًا بشكل سلبي في السياقات الغربية- وخاصة بين الدبلوماسيين - إلا أنه في المجتمعات القبلية قد يُعتبر خطوة إيجابية ترمز إلى نهاية ارتباط ضار أو لا معنى له يُبرز هذا الاختلاف محدودية التحليلات الإثنوغرافية المتجذرة في أطر ثقافية مختلفة مُنذ دوركهايم، افترض العديد من الباحثين أنه يمكن فهم المجتمعات من خلال التمثيلات الجماعية كمشاهد أو أفكار مشتركة تُصوّر الكل الاجتماعي وتعكس العلاقات بين أجزائه ومع ذلك ففي السياق الموصوف هنا تبدو هذه المشاهد الجماعية غائبة إلى حد كبير وبدلاً من ذلك غالبًا ما تتميز العلاقات الاجتماعية بغياب الأطر الرمزية الشاملة مما يُبرز الطبيعة المرنة والمرتبطة بالسياق للروابط الاجتماعية والصراعات في هذه المجتمعات، باختصار تكشف عادات التحية وطبيعة الاتفاقيات التعاقدية وتصورات العلاقات الاجتماعية في المجتمعات القبلية عن شبكة معانٍ معقدة تتحدى الافتراضات الغربية ويُعد إدراك هذه الاختلافات أمراً بالغ الأهمية لفهم دقيق لكيفية إدارة التماسك الاجتماعي والصراع في بيئات ثقافية متنوعة في سياق إعادة تقييم الزمن الاجتماعي والهوية في السياقات القبلية اليمنية غالباً ما تعمل العلاقات الاجتماعية التقليدية ضمن إطار تُعتبر فيه الروابط المستمرة بين الأفراد والجماعات جزءاً من الزمن العادي ومن هذا المنظور تُسهم الطقوس الدورية في تأكيد هذه العلاقات وتعزيزها مُحددةً إيقاعًا للحياة الاجتماعية مستمرًا ومستقرًا وضمن هذا النموذج تُصنف الانحرافات عن المألوف- كالأحداث أو الاضطرابات الاستثنائية- على أنها تحدث في الزمن المقدس وهي لحظات منفصلة عن الحياة اليومية مشبعة بدلالات تتجاوز التفاعلات الروتينية مع ذلك في سياق المجتمعات القبلية والحدودية اليمنية ينقلب هذا الإطار المفاهيمي، هنا يُنظر إلى الزمن التقويمي مرور الأيام المنتظم والمدروس على أنه استثنائي بينما تُعتبر الروابط الاجتماعية بين الأفراد استثنائية أو هشة .

نساء تعز يحملن أعباء انهيار الخدمات بسبب وعود التحالف 'صور مؤلمة'
نساء تعز يحملن أعباء انهيار الخدمات بسبب وعود التحالف 'صور مؤلمة'

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 7 ساعات

  • وكالة الصحافة اليمنية

نساء تعز يحملن أعباء انهيار الخدمات بسبب وعود التحالف 'صور مؤلمة'

اختزلت صور مؤلمة لنساء وعجائز طاعنات في السن بحثا عن المياه معاناة غير مسبوقة في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة التحالف جراء انهيار الخدمات المختلفة وانعدام سلطات الدولة. وأظهرت الصور كيف تحولت حياة الفتيات والنساء بتعز إلى معاناة يومية للحصول أبسط مقومات العيش الكريم تتلخص بجالون من المياه سعة 20 لتر دون التدخل من قبل التحالف والحكومة التابعة له لتوفير ابسط الخدمات. وتفاقمت الأوضاع المعيشية في المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل الإصلاح التي تعيش قياداتها في تركيا وغيرها من الدول، مع ارتفاع كارثي لأسعار المياه بوصول سعر 'الوايت' لأكر من 100 ألف ريال. ودفع الارتفاع الكبير لأسعار وايتات المياه معظم الاسر الفقيرة إلى الاعتماد على النساء والفتيات بما في ذلك العجائز المسنات لجلب المياه من خزانات 'السبيل' التي تبعد في بعض الأحيان مسافات تصل إلى 3 كم، وسط معاناة لا تنتهي. وعلق ناشطون من أبناء تعز على صور جلب المياه على رؤوس النساء والفتيات بأن ذلك يلخص الوعود التي سوق لها التحالف طيلة السنوات الماضية بتحويل مناطق سيطرته في اليمن إلى 'أوروبا جديدة' قبل أن يتضح لأبناء اليمن في تلك المناطق، أنهم سيحرمون من ابسط الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه إلى جانب حرب التجويع بانهيار العملة المحلية وكارثة تدهور الاقتصاد، وانقطاع المرتبات، وما أفرزته من أوضاع معيشية قاسية. وكانت نساء تعز قد خرجن أمس السبت في تظاهرة احتجاجية غاضبة أمام مبنى السلطة المحلية التابعة للتحالف للمطالبة بتوفير المياه والكهرباء والحياة الكريمة، لتنهار احدى الفنيات المشاركات في التظاهرة بالبكاء في فيديو تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج
منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج

وكالة 2 ديسمبر

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة 2 ديسمبر

منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج

منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج أفادت منظمة "سام" لحقوق الإنسان، نقلاً عن عمار علي ياسين محامي الصحفي المختطف محمد المياحي، أن الحكم الحوثي الذي صدر اليوم السبت بحق المياحي قضى بحبسه لمدة سنة ونصف، مع فرض الإقامة الجبرية لمدة ثلاث سنوات بعد إطلاق سراحه. وأوضحت المنظمة أن الحكم الصادر عما تسمى المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة، تضمن مصادرة أجهزة المياحي الإلكترونية، بما في ذلك هاتفه المحمول وجهاز الحاسوب المحمول، إلى جانب فرض رقابة أمنية عليه لثلاث سنوات بعد انتهاء فترة الحبس. كما اشترط الحكم تقديم تعهد كتابي وضمانة مالية بقيمة خمسة ملايين ريال يمني (حوالى 10 آلاف دولار) في حال استئنافه النشر الصحفي. ووصفت "سام" الحكم بأنه "ذروة مسلسل طويل من الانتهاكات القانونية والحقوقية" التي تعرض لها المياحي منذ اختطافه في 20 سبتمبر 2024، مشيرة إلى أن ظروف اختطافه القاسية ومحاكمته أمام محكمة غير مختصة تكشف عن "طابع سياسي" يهدف إلى قمع حرية الصحافة. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات المتصاعدة بحق الصحفيين في اليمن، محذرة من أن هذه التطورات تزيد من المعاناة الإنسانية وتكرس استخدام القضاء كأداة لتكميم الأفواه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store