
مخاوف لبنانية من تغييرات ديموغرافية بالجنوب نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية
وفي ظل الخروقات المتواصلة، وصفت مصادر محلية في الجنوب ما يجري بأنه «حرب استنزاف ممنهجة» تهدف إلى تفريغ القرى من سكانها، وتعطيل دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، محذرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من أن الاستمرار في تجاهل هذه الكارثة قد يؤدي إلى تغيّرات ديموغرافية ومجتمعية يصعب تداركها لاحقاً.
وأعلن مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت، أنها بدأت الأربعاء زيارة إلى إسرائيل، للقاء كبار المسؤولين بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقرار مجلس الأمن الدولي «1701» في جنوب لبنان. وأكد في بيان، أن بلاسخارت «تواصل دعوة الأطراف إلى الالتزام الكامل بتعهداتهم ضمن إطار وقف الأعمال العدائية، وتعزيز تنفيذ قرار (1701) في ظل الاضطرابات الإقليمية». وشددت على أن الاتفاق «لا يزال يشكّل حجر الأساس للأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق» الحدودي بين لبنان وإسرائيل.
ونفذت قوة مشاة إسرائيلية قوامها نحو 20 جندياً توغلاً برياً صباح الأربعاء من محيط بلدة العباسية باتجاه منطقة ريحانة بري في سهل الماري بجنوب لبنان. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن القوة فتّشت منازل مأهولة ومهجورة، واستجوبت لبنانيين وعمّالاً سوريين، قبل أن تنسحب بعدما اقتادت اثنين منهم، وأفرجت عنهما لاحقاً قرب الحدود.
وأدان النائب في البرلمان قاسم هاشم التوغّل، عادّاً أنه «يؤكد استمرار العدوان الإسرائيلي وتجاهله التام للقرارات الدولية ووساطات التهدئة»، داعياً القوى السياسية اللبنانية إلى التعامل مع الملف انطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا.
في موازاة التصعيد الميداني، صعّدت إسرائيل من وتيرة تحليق طائراتها المسيّرة فوق جنوب لبنان وفوق العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية.
ونفّذت إسرائيل منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 حتى يوم الثلاثاء، 3920 خرقاً، أسفرت عن مقتل 223 مواطناً وجرح 495 آخرين، حسبما يقول الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين.
ويشير شمس الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «ضعف وتيرة عودة الأهالي إلى القرى الجنوبية المدمّرة يعود إلى عوامل مترابطة، أبرزها حجم الدمار الهائل، وغياب الأمان، وعدم قدرة السكان على الترميم الذاتي». وقال لـ«الشرق الأوسط»، «إن تكلفة ترميم الوحدة السكنية الواحدة تتجاوز 75 ألف دولار، في ظل الانهيار الاقتصادي وغياب خطة رسمية لإعادة الإعمار، ما يجعل العودة شبه مستحيلة من دون تدخل خارجي مباشر».
عمال إنقاذ يعملون في موقع استهداف إسرائيلي بمدينة النبطية الشهر الماضي (إ.ب.أ)
وأوضح شمس الدين أن الشريط الحدودي الممتد من الناقورة (غرباً) إلى شبعا (شرقاً) يضم 29 بلدة، دُمّرت منها 22 بشكل شبه كامل، من بينها ميس الجبل، وعيتا الشعب، وكفركلا، والعديسة، ومركبا، وحولا، ورب الثلاثين. وأشار إلى «تدمير 53 ألف وحدة سكنية كلياً، وتضرر 127 ألفاً بشكل كبير، و317 ألفاً جزئياً، في حين تراوحت تكلفة الإعمار بين 8 و11 مليار دولار».
أما البنى التحتية، بحسب شمس الدين، «فقد قدّرت أضرارها بـ750 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة إزالة الأنقاض وحدها 35 مليوناً». وأضاف شمس الدين أن «نحو 100 ألف نازح من أبناء القرى الحدودية لا يزالون مشتتين في مناطق مختلفة من لبنان، عاجزين عن العودة وسط استمرار المخاطر اليومية».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 38 دقائق
- الشرق الأوسط
مصادر: ترمب يتطلع لضم أذربيجان ودول في آسيا إلى «اتفاق أبراهام»
ذكرت خمسة مصادر مطلعة، لوكالة «رويترز»، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تناقش بنشاط مع أذربيجان إمكانية ضمها هي وبعض الحلفاء في آسيا الوسطى إلى «اتفاق أبراهام»، على أمل تعزيز علاقاتها القائمة مع إسرائيل. وبموجب الاتفاقيات الإبراهيمية التي أُبرمت في عامَي 2020 و2021، خلال فترة ولاية ترمب الأولى في رئاسة الولايات المتحدة، وافقت أربع دول ذات أغلبية مسلمة على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد وساطة أميركية. وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن أذربيجان وكل دول آسيا الوسطى لديها بالفعل علاقات طويلة الأمد مع إسرائيل، مما يعني أن توسيع الاتفاقيات لتشمل هذه الدول سيكون خطوة رمزية إلى حد كبير، وأن التركيز سينصب على تعزيز العلاقات في مجالات مثل التجارة والتعاون العسكري. وأدى ارتفاع عدد القتلى في غزة والمجاعة في القطاع بسبب عرقلة المساعدات والعمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تفاقم الغضب العربي، مما ترتب عليه تعثر الجهود لإضافة المزيد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الاتفاقيات الإبراهيمية. وقالت السلطات الصحية في القطاع إن حرب غزة أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص، من بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، وهو ما أثار غضباً عالمياً. وأعلنت كندا وفرنسا وبريطانيا في الآونة الأخيرة عزمها على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. وقالت ثلاثة مصادر إن نقطة الخلاف الرئيسية الأخرى هي صراع أذربيجان مع جارتها أرمينيا، إذ تعدّ إدارة ترمب اتفاق السلام بين الدولتَين الواقعتَين في منطقة القوقاز شرطاً مسبقاً للانضمام إلى «اتفاق أبراهام». وبينما طرح مسؤولون من إدارة ترمب علناً أسماء دول عدة محتملة للانضمام إلى الاتفاقيات، ذكرت المصادر أن المحادثات التي تركزت على أذربيجان من بين الأكثر تنظيماً وجدية. وقال مصدران إن من الممكن التوصل إلى اتفاق في غضون أشهر أو حتى أسابيع. وسافر ستيف ويتكوف مبعوث ترمب الخاص لمهام السلام إلى باكو عاصمة أذربيجان في مارس (آذار) للقاء الرئيس إلهام علييف. وذكرت ثلاثة مصادر أن أرييه لايتستون، أحد أبرز مساعدي ويتكوف، التقى علييف في وقت لاحق من فصل الربيع لمناقشة إلى «اتفاق أبراهام». وفي إطار هذه المناقشات، تواصل مسؤولون من أذربيجان مع نظراء لهم من دول آسيا الوسطى، بما في ذلك كازاخستان المجاورة، لقياس مدى اهتمامهم بتوسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية، وفقاً لما ذكرته المصادر ذاتها. ولم يتضح بعدُ أي دول أخرى في آسيا الوسطى، التي تشمل كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقرغيزستان، جرى التواصل معها. ولم تتطرق وزارة الخارجية الأميركية، عندما طلب منها التعليق، إلى دول محددة، لكنها قالت إن توسيع نطاق الاتفاقيات هو أحد الأهداف الرئيسية لترمب. وقال مسؤول أميركي: «نعمل على ضم المزيد من الدول». وأحجمت حكومة أذربيجان عن التعليق. ولم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الإسرائيلية أو سفارة كازاخستان في واشنطن على طلبات للتعليق.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«الحوثي» تعلن استهداف مطار بن غوريون بـ«الباليستي»... وإسرائيل تعترض صاروخاً
أعلنت جماعة الحوثي، الجمعة، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون في إسرائيل، بصاروخ باليستي فرط صوتي. قال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين: «إن القوة الصاروخية (للجماعة اليمنية) نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلّة بصاروخ باليستي فرط صوتي» من نوع «فلسطين2». وأضاف سريع أن «العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروع أكثر من 4 ملايين إلى الملاجئ وتوقُّف حركة المطار». وأوضح أن العملية «جاءت انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومُجاهديه ورداً على جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو في قطاع غزة»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية». وشدد سريع على أن «عمليات (الجماعة) مستمرة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة». وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن بعد دويّ صفارات الإنذار في مناطق عدة من البلاد. وقال الجيش، في بيان: «اعترض سلاح الجو صاروخاً أُطلق، قبل قليل، من اليمن، وتسبَّب في تفعيل إنذارات بعدة مناطق في البلاد». كان مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» قد سمعوا دويّ انفجارات في القدس بُعَيد إعلان الجيش، في وقت سابق، رصد إطلاق الصاروخ، وتفعيل الدفاعات الجوية. #عاجل اعترض سلاح الجو صاروخ أطلق قبل قليل من اليمن وسبب في تفعيل انذارات في عدة مناطق في البلاد — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) August 1, 2025 وتقول جماعة «الحوثي»، التي تُسيطر على مناطق في اليمن، إنها تهاجم إسرائيل دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، إذ تُطلق عليها صواريخ وطائرات مُسيّرة بين الحين والآخر منذ بدء الحرب على القطاع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ومنذ 18 مارس (آذار) الماضي، حينما استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة، أطلقت جماعة «الحوثي» 67 صاروخاً باليستياً، و17 طائرة مُسيّرة، على الأقل، باتجاه أهداف إسرائيلية، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
فرنسا : المملكة لعبت دوراً مهماً في إنجاح مؤتمر حل الدولتين
أكدت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة أن مؤتمر حل الدولتين الذي عقد في نيويورك حقق نجاحا باهراً دبلوماسياً، مشيرةً إلى أن فرنسا والمملكة العربية السعودية تناقشان أميركا حالياً بشأن "حل الدولتين". وأضافت وزارة الخارجية الفرنسي "نشكر المملكة العربية السعودية على جهدها في إنجاح مؤتمر حل الدولتين، وأمن واستقرار فلسطين أولوية وقضية مهمة لنا، وبعد الاعتراف الرسمي في سبتمبر سيكون هناك سفير فلسطيني في باريس، ونواصل مع المملكة العربية السعودية حشد الدول للاعتراف بفلسطين". وتابعت "نضغط على إسرائيل وأمريكا لوقف إطلاق النار في غزة، ودول أوروبية عدة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين، والمملكة لعبت دورا مهما في إنجاح مؤتمر حل الدولتين وبدأنا عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة". وأكملت "غزة في وضع مريع ولا بد من تقديم المساعدات".