logo
أمل جديد لمرضى السرطان.. تجربة تُحقق تراجعا سريعا في أورام الدماغ

أمل جديد لمرضى السرطان.. تجربة تُحقق تراجعا سريعا في أورام الدماغ

الدستور٢٨-٠٦-٢٠٢٥
في قلب معركة يائسة ضد أحد أشرس أنواع السرطان التي عرفها الطب، يلوح أمل جديد في الأفق بين جدران مختبرات مركز ماساتشوستس العام للسرطان، حيث تتقاطع حدود العلم مع معاناة المرضى، نجح فريق من العلماء والأطباء في تحقيق اختراق طبي قد يغيّر قواعد اللعبة في مواجهة ورم الأرومة الدبقية القاتل.
ففي تجربة سريرية جريئة، امتزجت فيها التكنولوجيا الحيوية المتقدمة مع شغف الباحثين لإنقاذ الأرواح، شهد العالم أولى بشائر النصر، حيث أورام تتراجع بسرعة مذهلة أمام علاج مبتكر لم يكن سوى حلم قبل سنوات قليلة.
في هذا التقرير، نكشف تفاصيل التجربة العلمية وما توصل إليه الباحثين، وفقًا لما رواه الأطباء ونشرته صحف عالمية وعلمية متعددة.
فريق بحثي يُذهل العالم باكتشافاته في مواجهة سرطان الدماغ
تأتي البداية، عندما أعلن فريق بحثي من مركز ماساتشوستس العام للسرطان عن تحقيق نتائج أولية "دراماتيكية وسريعة" لعلاج تجريبي جديد يعتمد على الخلايا المناعية المعدلة (CAR-T) لدى مرضى يعانون من ورم الأرومة الدبقية (GBM)، أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ فتكًا وصعوبة في العلاج.
جاءت النتائج ضمن تجربة سريرية مبكرة (INCIPIENT) تهدف إلى تقييم سلامة وفعالية خلايا CARv3-TEAM-E T في حالات الورم المتكرر.
تفاصيل التجربة والنتائج السريرية
شملت الدراسة ثلاثة مرضى تلقوا العلاج الجديد بعد فشل العلاجات التقليدية (الجراحة، الإشعاع، والعلاج الكيميائي).
وأظهرت جميع الحالات استجابة سريعة بعد حقنة واحدة من الخلايا المعدلة، حيث لوحظ تراجع كبير في حجم الورم خلال أيام.
فيما شهد أحد المرضى تراجعًا شبه كامل للورم بعد خمسة أيام فقط من العلاج، فيما انخفض حجم الورم لدى مريض آخر بنسبة تجاوزت 60% خلال شهرين، واستمرت الاستجابة لأكثر من ستة أشهر.
وتحمل المرضى العلاج بشكل جيد، واقتصرت الأعراض الجانبية على ارتفاع درجات الحرارة واضطرابات مؤقتة في الحالة الذهنية، وهي أعراض متوقعة مع هذا النوع من العلاج.
آلية العلاج والابتكار العلمي
يعتمد العلاج الجديد على استخراج خلايا تائية من المريض نفسه، ثم تعديلها وراثيًا لإنتاج مستقبلات قادرة على استهداف بروتينات محددة مرتبطة بالورم (EGFRvIII وEGFR البري)، بالإضافة إلى إفراز أجسام مضادة ثنائية التخصص (TEAMs) لتعزيز فعالية الاستهداف.
ويتم حقن الخلايا مباشرة في السائل الدماغي لضمان وصولها إلى الورم وتجاوز الحاجز الدموي الدماغي، الذي يمثل عقبة رئيسية أمام نجاح العلاجات المناعية التقليدية في أورام المخ.
تحديات وآفاق مستقبلية
رغم الاستجابات السريعة، لاحظ الباحثون عودة نمو الورم لدى معظم المرضى بعد فترة، ما يشير إلى أن استمرار فعالية الخلايا المعدلة داخل الجسم لا يزال محدودًا.
ويخطط الفريق البحثي لدراسة استراتيجيات جديدة مثل تكرار الحقن أو استخدام تجهيز كيميائي مسبق لإطالة مدة الاستجابة وتحسين النتائج على المدى الطويل.
هذا الأسلوب قد يغير مستقبل هذه الأمراض المزمنة
أكد الدكتور برايان تشوي، جراح الأعصاب المشارك في الدراسة، أن هذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة في نقل العلاجات الخلوية المتطورة من المختبر إلى المرضى، مشددًا على أن الأورام الصلبة مثل GBM ظلت عصية على العلاج، وأن هذا النهج المبتكر قد يغير مستقبل علاجها.
من جانبها، أوضحت الدكتورة مارسيلا ماوس، قائدة الفريق العلمي، أن النتائج الحالية "مجرد بداية"، وتعكس الطريق الصحيح نحو تطوير علاج قد يغير نظرة الطب لهذا المرض المستعصي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شريحة دقيقة تفتح آفاقًا جديدة لعلاج مخصص لسرطان الدم
شريحة دقيقة تفتح آفاقًا جديدة لعلاج مخصص لسرطان الدم

الجمهورية

timeمنذ 4 أيام

  • الجمهورية

شريحة دقيقة تفتح آفاقًا جديدة لعلاج مخصص لسرطان الدم

ويفتح هذا الابتكار الباب أمام علاج مخصص لكل مريض دون الحاجة إلى التجارب على الحيوانات. وتأتي هذه الخطوة تزامنا مع إعلان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن خطط للتخلي التدريجي عن التجارب الحيوانية في تقييم الأدوية، بما في ذلك الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، لصالح بدائل تكنولوجية أكثر تقدما. ويعتمد الجهاز على شريحة دقيقة تتيح محاكاة التفاعل بين العلاجات المناعية والخلايا السرطانية في بيئة شبيهة بجسم الإنسان. وتمثل هذه المنصة تطورا محوريا في الأبحاث، حيث يمكن من خلالها تتبع تأثير الأدوية لحظة بلحظة داخل " نخاع عظمي اصطناعي" يُزرع فيه خلايا مناعية ومسرطنة مأخوذة من المريض نفسه. وقال تشين، أستاذ الهندسة الميكانيكية: "نستطيع الآن مراقبة تطور العلاجات كما لو كنا نتابعها داخل جسم المريض، ولكن ضمن بيئة خاضعة للتحكم الكامل، ودون الحاجة إلى نماذج حيوانية". ويستهدف البحث تطوير فهم أعمق لعلاج الخلايا التائية المعدلة جينيا (CAR T)، الذي أثبت فعاليته في بعض حالات سرطان الدم (يتضمن هذا النهج استخراج خلايا مناعية من المريض، وإعادة برمجتها وراثيا لمهاجمة السرطان، ثم إعادتها إلى الجسم). ورغم نجاحه، إلا أن نحو نصف المرضى ينتكسون لاحقا، ويعاني كثيرون من آثار جانبية خطيرة. ويكمن التحدي في محدودية وسائل الاختبار التقليدية؛ إذ أن النماذج الحيوانية بطيئة وغير دقيقة في محاكاة تفاعلات الجهاز المناعي، بينما تفشل التجارب المعملية التقليدية في محاكاة بيئة نخاع العظم بدقة. ويحاكي الجهاز الجديد 3 مناطق رئيسية في نخاع العظم: الأوعية الدموية وتجويف النخاع والبطانة العظمية. وبمجرد زرع خلايا نخاع العظم المشتقة من المريض، يبدأ الجهاز بالتكوّن الذاتي، حيث تنتج الخلايا البروتينات البنيوية مثل الكولاجين واللامينين، وتحافظ على بيئة مناعية نشطة. وباستخدام تصوير عالي الدقة، تتبع العلماء حركة خلايا CAR T المهندسة، حيث لاحظوا أنها تتنقل بسرعة داخل الأنسجة السليمة، وتتباطأ عند اقترابها من الخلايا السرطانية، قبل أن تبدأ في استهدافها والقضاء عليها بدقة. وقال تشين: "شاهدنا الخلايا المناعية تتعرف على السرطان وتقضي عليه خلية تلو الأخرى". ورصد الفريق أيضا ظاهرة تعرف بـ"تأثير المتفرج"، حيث تحفّز خلايا CAR T المعدّلة خلايا مناعية أخرى لم تُستهدف بالعلاج، ما قد يزيد من فعالية العلاج أو يعزز من آثاره الجانبية. وباستخدام الشريحة، تمكن الباحثون من محاكاة استجابات سريرية متنوعة، مثل الشفاء ومقاومة العلاج وحالات الانتكاس. وبيّنت التجارب أن خلايا CAR T المطورة من الجيل الرابع كانت أكثر فعالية من الإصدارات التقليدية، خاصة في الجرعات المنخفضة. وبخلاف النماذج الحيوانية التي تستغرق شهورا، يمكن إعداد الشريحة في أقل من نصف يوم، وتُستخدم لإجراء تجارب تستمر أسبوعين، ما يوفّر الوقت والتكاليف ويوسّع إمكانيات التجريب. وأضاف تشين: "نأمل أن تتيح هذه التقنية للأطباء مستقبلا اختبار خلايا سرطان المريض ضد خيارات علاج متعددة، لاختيار الأنسب لكل حالة بدقة وسرعة". ولتحليل فعالية العلاجات المختلفة، طوّر فريق البحث مؤشرا تحليليا متكاملا يقيّم الاستجابة المناعية عبر سيناريوهات متعددة. ويتوقع أن يساهم هذا الإطار في تحسين التنبؤ بنجاح العلاجات وتوجيه القرارات السريرية بشكل أكثر دقة. نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Biomedical Engineering.

علاج ثوري قد يحدث نقلة نوعية في علاج أمراض المناعة الذاتية
علاج ثوري قد يحدث نقلة نوعية في علاج أمراض المناعة الذاتية

الجمهورية

timeمنذ 4 أيام

  • الجمهورية

علاج ثوري قد يحدث نقلة نوعية في علاج أمراض المناعة الذاتية

وفي خطوة واعدة، كشف فريق علمي دولي عن علاج جديد قد يُحدث نقلة نوعية في التعامل مع هذه الأمراض، من خلال إعادة ضبط الجهاز المناعي بدقة دون التسبب بمضاعفات خطيرة. ودرس علماء مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك والأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة تشجيانغ، أسباب اختلال جهاز المناعة عندما يهاجم الجسم أنسجته السليمة، ما يؤدي إلى ظهور أمراض مستعصية مثل داء السكري من النوع الأول و التصلب اللويحي. ورغم وجود علاجات تخفف أعراض هذه الأمراض، إلا أن هذه العلاجات قد تسبب آثارا جانبية خطيرة ولا تمنع الضرر الدائم أو الوفاة المبكرة. وبهذا الصدد، طور العلماء علاجا جديدا يعرف باسم LAG-3/TCR Bispecific T cell Silencer أو BiTS ، يهدف إلى إعادة ضبط الجهاز المناعي بحيث يتوقف عن مهاجمة الأنسجة السليمة. ويعمل هذا العلاج عبر استهداف الخلايا التائية ، أي خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورا رئيسيا في الدفاع المناعي، لكنها أحيانا تهاجم عن طريق الخطأ خلايا الجسم نفسه. ويختلف علاج BiTS عن العلاجات التقليدية التي تعتمد على تعديل الخلايا التائية (مثل علاج CAR-T) التي قد تضعف المناعة، وتسبب مضاعفات خطيرة، مثل السمية العصبية. وبدلا من ذلك، يستخدم BiTS أجساما مضادة مصممة خصيصا لتثبيط نشاط الخلايا التائية بطريقة دقيقة، ما يقلل من الأعراض الجانبية الضارة. وأظهرت التجارب على الفئران أن هذا العلاج قلل من تسلل الخلايا التائية &Search=" target="_blank"> الخلايا التائية وتلف الكبد في حالات التهاب الكبد المناعي الذاتي، كما خفف من أعراض التصلب اللويحي عند إعطائه وقائيا قبل ظهور المرض. وقال جيا يو، الباحث المشارك في الدراسة: "تشير دراستنا إلى أن تصميمات علاجية مثل BiTS يمكن أن تستخدم كعلاج مناعي فعال لأمراض مناعية أخرى". وأضاف الدكتور جون وانغ، المعد المشارك: "تفتح نتائجنا آفاقا لنهج علاجي دقيق لـ"" التي تعتمد على الخلايا التائية ، والتي تفتقر حاليا لعلاجات فعالة". نشرت الدراسة في مجلة Cell. نقلا عن روسيا اليوم

الولايات المتحدة تلغي إجراءات السلامة الصارمة لعلاجات السرطان بالخلايا المناعية CAR-T
الولايات المتحدة تلغي إجراءات السلامة الصارمة لعلاجات السرطان بالخلايا المناعية CAR-T

24 القاهرة

time٢٨-٠٦-٢٠٢٥

  • 24 القاهرة

الولايات المتحدة تلغي إجراءات السلامة الصارمة لعلاجات السرطان بالخلايا المناعية CAR-T

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إلغاء برنامج تقييم المخاطر والتخفيف منها المعروف بـ REMS، والذي كان يُفرض سابقًا على جميع العلاجات المعتمدة من نوع CAR-T، وهي علاجات مناعية متقدمة تُستخدم لمكافحة أنواع محددة من السرطان، وذلك وفقًا لرويترز. الولايات المتحدة تلغي إجراءات السلامة الصارمة لعلاجات السرطان بالخلايا المناعية CAR-T وجاء القرار بعد مراجعة علمية أكدت أن المخاطر المرتبطة بالعلاجات يمكن إدارتها بشكل فعال من خلال التحذيرات والملصقات المصاحبة للأدوية، والتي تتضمن معلومات تفصيلية حول أعراض مثل متلازمة إطلاق السيتوكين والسمية العصبية. وتشمل الأدوية المتأثرة بالقرار علاجات من شركات كبرى مثل بريستول مايرز سكويب (Breyanzi وAbecma)، جونسون آند جونسون (Carvykti)، نوفارتيس (Kymriah)، وجيلياد ساينسز (Yescarta وTecartus). وأكدت شركة جيلياد أنها قامت بالفعل بتحديث ملصقات الأدوية لتعكس هذا التغيير، موضحة أن إزالة القيود ستسهم في تخفيف العبء على المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، مما يسهل الوصول إلى العلاجات المنقذة للحياة. آلية عمل علاج السرطان بالخلايا الجذعية وتعتمد تقنية CAR-T على استخلاص خلايا مناعية من المريض، ثم تعديلها جينيًا خارج الجسم لتصبح قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية، قبل إعادة حقنها بالمريض. وترى شركات الأدوية والمختصون أن هذا القرار يمثل خطوة مهمة نحو تسريع إتاحة العلاجات المتطورة لمرضى السرطان، خاصة أولئك المصابين بسرطانات الدم التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية. علامة على السرطان.. خبراء يحذرون من كدمات الجلد توفيت بعد صراع مع السرطان.. من هي الإعلامية المغربية كوثر بودراجة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store