logo
خَدّام

خَدّام

الدستور٠٥-٠٨-٢٠٢٥
أسماء كثيرة -ومنها الفقير إلى رحمة الله كاتب هذه السطور- تقوم على صيغة مبالغة لفعل رأى والداه أنه حميد. التبشير بالخير مكرمة وهبني إياها والداي أكرمهما الله ووالدينا أجمعين.
تسمى الناس بأسماء كثيرة على هذا الوزن منها ضرغام وصطّام وصدّام وبسّام وقسّام وعزّام وعلّام. لكن حديثنا اليوم إخوتي الكرام عن الصفة لا الاسم. صفة الخدّام وتعني الحرص على الخدمة وأداء الواجب، بمعناها الواسع، غير المحصور بالعمل أو الشغل، ولا قطعا بالوظيفة، سواء أكانت في القطاع العام العمومي، أو الخاص الأهلي.
تعلّمت هذه التسمية وتلك الصفة -خدّام- من زملاء أفاضل جمعتني بهم مهنة الابتلاء -لا المتاعب- في المهجر، حيث كان الصحفيون المغاربة الأشقاء يقولون عند الاستفسار عن جدول الدوام بأنه اليوم أو غدا أو بعد غد «خدّام» بمعنى أنه سيكون «مداوما» بلهجتنا المحلية، بمعنى على رأس عمله.
وهنا بيت القصيد. من قال إن العمل والخدمة منوطة بمكان أو محصورة بزمان؟ تعلمت أيضا من زملاء كرام من الثقافة الأنجلوسكسونية أن الرسالة أكبر من المهنة، والمهنة أكبر من الوظيفة. المهم أن تكون دائما في الخدمة. وقد كان -أيام الدراسة قبل ثلاثة عقود- ولست أدرى إن كان حتى الآن شعار البريد في المملكة المتحدة «في خدمة صاحبة الجلالة»، أيام الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، رحمها الله.
هنا في بلاد العم سام، لا يجد الموظف مهما علا شأنه في القطاع الخاص، أو الدولة، أو الجيش، أو الأمن بما فيه الأجهزة الحساسة، بل وبالغة الدقة والحساسية، لا يجد ولا تجد حرجا في الاستمرار في الخدمة حتى الرمق الأخير، اللهم إلا في تقاعد تفرضه ضرورات صحية أو عائلية تقتضي البعد عن الناس، فالبعد عن بعضهم -أي والله- غنيمة!
مثالان من الحياة العامة قد يكونان جديرين بالتأمل. سفير عامل ومذيع لامع. كلاهما جمعتهما ضرورات استمرار الحصول على الرزق الحلال من كدّ الجبين، توظيف قدراتهما في الدعاية والإعلان. الدعاية كانت لعقّار «طبيعي» لمقاومة الأرق العابر، والمرضيّ المزمن، على حد سواء. استمر سعادة السفير في تقديم الدعاية حتى بعد توليه مهامه الرسمية في بلد غاية في الأهمية لبلاده. ولما استشعر كثيرون الحرج -وقد كنت منهم- استلم الدعاية ذاتها، ذلك المذيع اللامع. وتوكيدا لنهج الاستمرارية والشفافية، تمت إضافة بضع كلمات، للإشارة إلى استمرار توصية مقدّم الدعاية الأصلي -الأول- بأن المنتج أفضل دواء لداء قلة ساعات النوم أو رداءته! والشعار كان لنجعل أمريكا تنام على نحو عظيم مجددا، بحروف مختصرة بكلمة «ماسا» في محاكاة لحركة «ماغا»!
وبلا حرج أيضا، أفصحُ الآن عن مقدمي تلك الدعاية. وأبدأ بالحالي وهو «بِلْ أورايْلي» أحد أكثر المذيعين السياسيين شهرة في أمريكا ومن أعلاهم أجرا -خمسة وعشرين مليون دولار سنويا- حتى تم طرده قبل سنوات إثر فضائح أو مزاعم جنسية رغم التقاضي بشأنها والتصالح والتراضي بين جميع الأطراف المعنية.
كثيرة هي الأمثلة من العالم والجوار، حيث لا يتحرج رئيس حكومة بالعودة وزيرا أو مدير مديرية أو دائرة أو العودة إلى مهنته الأصلية التي اكتسب من خلالها -عن جدارة أو تكريما- منصبا عاما. الأصل هي الرسالة والخدمة والمهنة، ومن ثم الوظيفة كباب رزق أو مصدر دخل.
واستكمالا لقيمة الخدمة ورسالتها وهي روحيا تعني صنو المحبة وجوهرها وثمرها، أقف بإجلال أمام عسكريين متقاعدين وبرتب عالية يعملون في محال كبرى معروفة في الأمريكيتين وعالميا منها مخصصة لمواد البناء ك «هوم ديبو» أو كل ما يلزم البيت و-الصَّنعة أو المْعَلْمِيّة- وحتى رحلات الاستجمام للعرسان والأسر والمتقاعدين، ك «كوسكو»!
تكاد تكون جميع مؤسسات القطاع الخاص والعام في بلاد العم سام، في مقدمة الساعين إلى توظيف عسكريين متقاعدين، لما عرف عن العسكري من انضباط وقدرات قيادية وأخلاقية عالية الجودة عز نظيرها، إلا في عالم الرهبنة، كتلك التي تعرفها منطقتنا، في الإرساليات التعليمية والطبية والرعاية الاجتماعية.
الله أسأل أن يزيد عديد الخُدّام في بلادي الحبيبة ووطني الغالي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د. حمزة الشيخ حسين : الولائم في زمن الجوع… بين الكرم الحقيقي والمباهاة الفارغة.
د. حمزة الشيخ حسين : الولائم في زمن الجوع… بين الكرم الحقيقي والمباهاة الفارغة.

أخبارنا

timeمنذ 8 ساعات

  • أخبارنا

د. حمزة الشيخ حسين : الولائم في زمن الجوع… بين الكرم الحقيقي والمباهاة الفارغة.

أخبارنا : د حمزة الشيخ حسين في زمنٍ يئن فيه أطفال غزة من الجوع، وتقبض فيه ملائكة الرحمن أرواحاً بريئة أنهكها الحصار، تطالعنا بعض المجتمعات العربية والإسلامية بمشاهد ولائم ضخمة تُقام علناً، ويُدعى إليها الأثرياء، ثم تُوثَّق بالكاميرات وتُوزَّع على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "الكرم والضيافة'. لكن أيّ كرمٍ هذا الذي يُقاس بعدد "المناسف' وكمية اللحوم المستوردة؟ وأي فخرٍ يُنتظر من نشر صور أطباق الأرز المزينة بقطع لحم لا تتجاوز كونها مجرد واجهة؟ الكرم، كما عرفته أمتنا منذ القدم، ليس في إشباع بطون الشبعانين، ولا في المباهاة على صفحات "الفيسبوك' و'إنستغرام'، بل في ستر الفقير، ومواساة المحتاج، ومد يد العون للمكلوم. لقد فقدت بعض مظاهر الولائم معناها النبيل، وتحولت إلى منافسة في التباهي، بينما الأمة تعيش في زمن ذلٍّ غير مسبوق. ملايين اللاجئين في المخيمات، ودموع أمهات غزة اللواتي لا يجدن كسرة خبز لأطفالهن، تصفع ضمائرنا كل يوم، بينما تُنفق الأموال الطائلة على مشاهد لا تُسعد ملكاً ولا ملاكاً. إن الكرم الحقيقي ليس صورة "منسف' تُشارك على وسائل التواصل، ولا إعلاناً عن وليمة كبرى يتصدرها كبار الأثرياء. الكرم أن يخرج المال في صمت ليصل إلى يد يتيمة أو معدم. الكرم أن تتحول "الخراف المشوية' التي نضعها للتزيين إلى شحنات غذاء تعبر الحصار. في أوقات كهذه، يصبح التباهي بالمظاهر المترفة جرحاً في جسد الأمة، ورسالة قاسية لذوي البطون الخاوية: أنكم خارج المشهد. وإن كان بعضهم يرى في ذلك "كرماً'، فإنه أقرب إلى الاستعراض منه إلى المروءة، وأبعد ما يكون عن القيم الإسلامية التي جعلت من إطعام الجائع قربةً إلى الله. اليوم، نحن أمام مفترق طرق: إما أن نستعيد معنى الكرم كما علّمنا إياه النبي ﷺ "أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم'، أو نواصل الغرق في بحر المباهاة، حتى نصبح أمةً غنية بالصور والفيديوهات… فقيرة بالرحمة..

المهندس محمد الحواتمة : في حب الوطن والقيادة والرد على النتن
المهندس محمد الحواتمة : في حب الوطن والقيادة والرد على النتن

أخبارنا

timeمنذ 8 ساعات

  • أخبارنا

المهندس محمد الحواتمة : في حب الوطن والقيادة والرد على النتن

أخبارنا : الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان فحفظ الله وطننا وقيادتنا، الوطن للإنسان هو مسقط رأسه وذكريات طفولته وشبابه وشيخوخته الوطن هو الأرض والعرض والشرف الوطن هو موطن الآباء والأجداد وملاذ الأبناء والأحفاد. فالإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضي أو مستقبل وحب الوطن ليس لنا عنه بديل أرض الأجداد والآباء أرض الخير والبركة والعطاء والنقاء. حب الوطن ينبع من الإيمان الخالص لله عز وجل فإقتداءً برسولنا الكريم عندما كان حبه لوطنه مكة المكرمه قائلا: ( والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ). الوطن كلمة حق في معناها ومبناها، الوطن هو قبلة على جبين الأرض وهو المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه وتنفسنا هوائه واحتمينا في أحضانه. يجب واجزم ان الكثير من أبناء الشعب الأردني شعورهم بحب الوطن شعور الأم التي تحن على أبنائها وترعاهم وتسهر على راحتهم. يفرحها ما يفرحهم ويحزنها ما يحزنهم ويؤلمها ما يؤلمهم، تسعى على الدوام للم شملهم وتحرص على تماسكهم وتعاضدهم في الشدة والرخاء ليساند بعضهم بعضا ويساعد قويهم ضعيفهم وكبيرهم صغيرهم ويكونوا أخوة متحابين ومتعاونين على البر والتقوى في وطن واحد وعلى أرض واحدة. لقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ). الوطن هو الاسرة والقبيلة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز. الوطن هو نعمة كبيرة وواجبنا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه. وطني هو الوطن الحاضنُ للماضي والحاضر ذلك الحب الذي لا يتوقف و العطاء الذي لا ينضب. فمن أقوال المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله عن الوطن: «إنني أحب هذا الشعب حبّاً عظيماً، فلولاه لما كنت شيئاً مذكوراً». ومن أقوال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عن الوطن: «وطننا هذا عظيم بكل واحد فيكم، فلا تسمحوا لأحد أن يقلل من قيمة منجزاته التي صنعتموها أنتم، ولا تفتحوا بابا لحاقد أو جاهل، فلنكن جميعا بحجم الأردن ومكانته، وبمستوى شعبه وطموحاته.» وكما قال سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن الوطن: «الأردن قوي بعطاء أهله». وهل بعد هذه العبارات الحكيمة ما يعبر أكثر عن مدى التلاحم والترابط بين القيادة والشعب في وطن يحكمه قادة يحملون القلب الكبير والحكمة الراجحة في القول والفعل، وبدورنا نحن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من قوة وجهد منحنا الله إياه للحفاظ على مكتسباته وموارده ومنشآته وعدم إلحاق الضرر بها واحترام أنظمته وقوانينه التي تصب أولا وأخيرا في مصلحة أبنائه ولنكون عناصر فعالة في بناء الوطن ورفعته ليكون دائما من الدول السباقة في التقدم والإزدهار. ولأن الوطن عزيز فحق علينا تجاهه أن نرد الجميل في شتى المجالات والواجب الأكبر علينا أن نجود بدمائنا رخيصة لأجله ونقدم كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على حريته واستقراره وآمنه وأمانه وأن نمنع كل من تسول له نفسه أن يعوق ازدهاره ورخاءه فلا النتن ولا الف من امثاله يؤثرون على حبة تراب من هذا الوطن. ولا ننسى أبدا ما حيينا شهداء الوطن في الكرامة وفي كل مكان وزمان، الذين قدموا أرواحهم وجعلوا من أجسادهم سدا منيعا فداء لنصرته وفي سبيل رفعته وعزته لينالوا بالمقابل الفردوس الأعلى من الجنة لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). فتحية فخر واعتزاز وشموخ لأرواح شهدائنا الأبرار الأطهار. ودائما وأبدا البيت متوحد قادة وشعبا بكل الحب والولاء والانتماء لوطننا الغالي الأردن، وتحت ظل قيادة هاشمية شامخة نعتز ونفتخر بها.

عمان مضاءة بنور المخلصين.. شكرًا لنشامى شركة الكهرباء الأردنية
عمان مضاءة بنور المخلصين.. شكرًا لنشامى شركة الكهرباء الأردنية

الدستور

timeمنذ 8 ساعات

  • الدستور

عمان مضاءة بنور المخلصين.. شكرًا لنشامى شركة الكهرباء الأردنية

كتب: محمود كريشان في البدء نرفع قبعاتنا عرفانا وتقديرا لكوادر شركة الكهرباء الأردنية التي نجحت كعادتها في الظروف الجوية محتدمة الحرارة وبقيت عمان عاصمة التاج الهاشمي تضيء الوطن بنورها في الوقت الذي شاهدنا فيه دولا عديدة تأثرت وغرقت في الظلام الدامس جراء موجة الحر الأخيرة. وهنا فإن شركة الكهرباء الأردنية التي تضم خيرة المهندسين والفنيين وأحدث التقنيات، كانت قد أعلنت مبكرا جاهزيتها للتعامل مع الحالة الجوية التي تأثرت بها المملكة، ونجحت شركة الكهرباء الأردنية في التعامل الفني وفقًا لخطة الطوارئ المعتمدة لديها، وذلك في مناطق امتيازها في كافة مناطق العاصمة وغيرها. المسؤولون في الشركة أوضحوا أنها كانت قد اتخذت عدة خطوات استباقية، منها مراقبة أحمال محطات التحويل الفرعية عبر منظومة العدادات الذكية ورفع قدرة المحطات حسب الحاجة، مشيرين إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار جهود الشركة لضمان استمرارية تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي دون انقطاعات، خصوصًا خلال الظروف الجوية الأخيرة، فبقيت عمان فعلا مضاءة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بالأداء الفني المتقن لكوادر شركة الكهرباء الأردنية التي أثبتت قدرتها على التطوير والتحسين وتوظيف التكنولوجيا بما يتفق مع إحدى أهم ركائز رؤية التحديث الاقتصادي المتمثلة في تطوير جودة الحياة للجميع. عموما.. ومن باب الوفاء والعرفان نقول: بوركت السواعد التي تعمل لمجد الوطن وأهله، وبورك العطاء والتفاني في العمل.. تحية لشركة الكهرباء الأردنية.. وبالطبع لا ننسى من شكرنا وزارة الطاقة والثروة المعدنية وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن وكافة القائمين على قطاع الكهرباء في الأردن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store