
د. بسام شريت يكتب: ابدأ بـنـفـسـك لـمـجـابـهـة الـتغـيـرات الـمـنـاخـيـة لتقليل الـبـصـمـة الـكـربـونـيـة
ليس قطاع البترول ولا قطاع الصناعه كمؤسسات هم المسئولين عن تقليل وتخفيض البصمة الكربونيه الناتجة عن إنبعاثات الغازات الدفيئة، ولكن يـمـكـننا كأفـراد أن نبدأ بأنفسنا بفهمنا للبصمة الكربونية والتقليل منها بأن نساهم بشكل مباشر في تحقيق مستقبل منخفض الكربون يتحقق فيه الحياد المناخي في العام 2050.
فبحسب بي بي سي، يصل متوسط البصمة الكربونية للشخص الواحد سنويا إلى 4 أطنان من الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري، فوفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ(IPCC)، فإن الأنشطة البشرية تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض حوالي درجة مئوية واحدة فوق مستويات ما قبل عصر الصناعه ، وللحصول على أفضل فرصة لتجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية، يجب أن ينخفض متوسط البصمة الكربونية العالمية سنويًا إلى أقل من 2 طن بحلول عام 2050.
فالبصمة الكربونية :- هي عباره عن إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن فرد أو منظمة أو حدث أو منت ما بشكل مباشر أو غير مباشر.
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ } ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ والبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الآيه 41 من سورة الروم فنجد فيها تنويه من رب العالمين بأن أي فساد في البر والبحر والجو فهو من صنع البشر ونجد الحل في قوله تعالى } إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ {الآيه 11 من سورة الرعد بأن نبدأ بالتغيير بأنفسنا في مجابهة التغير المناخي بداية من الفـرد والمجتمع وليس المؤسسات فقط كما نذكر في هذا المقال.
المسؤولية المجتمعية الاخلاقية للفرد والمجتمع .
يشير أطلس الكربون العالمي إلى أن متوسط البصمة الكربونية لـلـفـرد في الدول الصناعية أعلى بكثير منه في البلدان النامية، ويسلط هذا التفاوت الضوء على الضرورة الأخلاقية لأولئك الذين يعيشون في الدول المتقدمة للحد من بصمتهم الكربونية، والمساهمة في عالم أكثر إنصافاً واستدامة.
وجد أن أغنى 1 % في العالم يصدّرون أكثر من ضعف نصيب الفرد من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بأفقر50 %.
يؤكد هذا التفاوت الصارخ لعدم المساواة في الكربون المسؤولية الأخلاقية للفرد والمجتمع ذوي الدخل المرتفع للحد من انبعاثاتهم الكربونية، وفقاً لمنظمة أوكسفام. وتعد قطر صاحبة أعلى كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد في العالم.
يمكن للأفعال الصغيرة للفرد أن يكون لها تأثير كبير كل قرار يتخذه الفرد بدءاً من اختيار وسائل النقل إلى التفضيلات الغذائية يشكل بصمته الكربونية.
متوسط انبعاثات سيارات الركاب تقدر بحوالي 4.6 طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً وفقا لوكالة حماية البيئة الأميركية(EPA) .
اعتماد نظام غذائي نباتي يمكن أن يقلل من بصمتنا الكربونية، حيث إن الإنتاج الحيواني مسؤول عن حوالي 14.5 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
تـوجـد عــدة طـرق لـتـقـلـيـل البصمة الـكـربـونـيـة لـلــفـرد
1- التوعيه للأفـراد
لابد من تشجيع الاصدقاء والعائله والزملاء في العمل على تقليل التلوث الكربوني، وحسب حركة "كاونت أس إن" Count Us In ، العالمية الناشطة في العمل المناخي وتقليل الانبعاثات الضارة إذا اتخذ مليار شخص إجراءات عملية، فيمكنهم تقليل ما يصل إلى 20% من انبعاثات الكربون العالمية.
"وليكن شعارنا هو أن نجعل النقاش بشأن المناخ وحماية كوكب الأرض جانب أساسي في مناقشاتك وأحاديثك وجلساتك"
2- المشاركات الجماعية
اعملوا جميعا كأفراد وجماعات، سياسيين ونشطاء، أطفال وشباب وكبار، نساء ورجال، نحو هدف التغيير الذي تودون رؤيته في بيئتكم ومجتمعكم والمكان الذي تعيشون فيه ، لذلك لابد من العمل مع السياسيين والشركات المحلية لدعم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وتقليل التلوث الكربوني .
3- دور النشاط الرياضي في تخفيض البصمة الكربونية
وليكن شعارنا (المشي والدراجة وليس السيارة دائما) كـن إيجابيا واترك سيارتك بين الحين والآخر في المنزل وامشي أو اركب الدراجات الهوائية كلما أمكن ذلك.
4- وسائل النقل العامة والجماعية في تخفيض البصمة الكربونية
كما يمكنك مشاركة السيارات مع آخرين بحيث يتم تقليل عدد المركبات على الطريق العام، وتقليل عدد الرحلات، حيث أن قطاع النقل مسؤولا عن حوالي ربع جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويفضل استخدام وسائل النقل العامة التي تعمل بالكهرباء مثل المترو ويساهم السفر الجوي كذلك بشكل كبير في البصمة الكربونية الفردية.
5- الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة
نستبدل مصادر طاقتنا اليوميه بطاقة خالية من الكربون (طاقة الشمس المتجدده) وذلك بتركيب الخلايا الشمسية على أسطح المنازل لتوليد الكهرباء.ونتوقف عن تشغيل الأجهزة الكهربائية والأضواء في حال عدم استخدامها، ومن الأفضل شراء المنتجات الأكثر كفاءة والموفره في المقام الأول، ونستخدم عازلا للسقف بحيث يكون المنزل أكثر دفئا في الشتاء، وأقل حراره في الصيف.
6- عـدل نـظـامكـم الـغـذائي
يحول كثير من الناس نظامهم الغذائي إلى طعام نباتي كونه أكثر صحة وصديقا أكثر للبيئة، وأظهرت العديد من الدراسات آثارا بيئية ضارة كبيرة لقطاع الثروة الحيوانية على مستوى العالم، تشمل استهلاك واستخدام الأراضي والمياه والوقود الأحفوري والأسمدة ومبيدات الآفات، وما ينتج عن ذلك من إنتاج غازات الدفيئة المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري.
7- عــدم إهــدار الـطـعـام
يهدر الناس على مستوى العالم، مليار طن من الطعام سنويا، وهو ما يمثل حوالي 8-10% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية ، حيث يؤدي هدر الطعام إلى زيادة البصمة الكربونية للفرد وتوليد كميات كبيرة من غاز الميثان، وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة يمكن لعدم هدر الطعام أن يقلل من البصمة الكربونية للفرد بنسبة تصل إلى 6 في المائة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 11 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : ناسا تكشف: خضرة أوراق الأشجار وكثافتها إنذار مبكر لكارثة طبيعية تهدد الملايين
الثلاثاء 20 مايو 2025 01:30 صباحاً نافذة على العالم - كشف تقرير نقلاً عن علماء ناسا، عن زيادة التنبؤ بالانفجارات البركانية من خلال مراقبة كيفية استجابة الأشجار من الفضاء، والآن، في تعاون جديد مع مؤسسة سميثسونيان، اكتشفوا أن أوراق الأشجار تنمو بشكل أكثر خضرة وكثافة عندما يتسرب ثاني أكسيد الكربون البركاني الخامل سابقًا من الأرض وهو تحذير مبكر من أن مخروطًا من الصهارة يدفع إلى الأعلى. والآن باستخدام الأقمار الصناعية مثل Landsat 8 والبيانات من مهمة AVUELO الأخيرة، يعتقد العلماء أن هذه الاستجابة البيولوجية يمكن أن تكون مرئية عن بعد، وتعمل كطبقة إضافية من الإنذار المبكر للانفجارات في المناطق عالية الخطورة التي تهدد حاليا ملايين البشر في جميع أنحاء العالم. ناسا تستخدم تشجير الأشجار كدليل لتحذيرات مبكرة من ثوران البراكين في المناطق النائية، ووفقًا للبحث الذي أجراه قسم علوم الأرض التابع لوكالة ناسا في مركز أبحاث أميس، فإن الخضرة تحدث عندما تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون البركاني المنطلق عند ارتفاع الصهارة، وتسبق هذه الانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، ومن الصعب اكتشافها مباشرة من المدار. ورغم أن ثاني أكسيد الكربون لا يظهر دائمًا بشكل واضح في صور الأقمار الصناعية، فإن تأثيراته اللاحقة ــ مثل زيادة الغطاء النباتي على سبيل المثال ــ يمكن أن تساعد في تعزيز أنظمة الإنذار المبكر البركاني القائمة. وكما تقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن البلاد لا تزال واحدة من أكثر الدول نشاطا بركانيا، وعلى مستوى العالم، يوجد حوالي 1350 بركانًا نشطًا محتملًا، العديد منها في مواقع نائية أو خطرة. وأوضح التقرير أن قياس الغاز في الموقع أمر مكلف وخطير، مما دفع علماء البراكين مثل روبرت بوج ونيكول جوين إلى استكشاف وكلاء يعتمدون على الأشجار. توصلت دراسة جوين لأوراق الأشجار المحيطة بجبل إتنا في صقلية إلى وجود علاقة قوية بين لون الأوراق والنشاط البركاني تحت الأرض، و لقد أثبتت الأقمار الصناعية مثل Sentinel-2 و Terra قدرتها على التقاط هذه التغيرات النباتية الدقيقة، وخاصة في المناطق البركانية المشجرة. ولتأكيد هذه الطريقة، قاد عالم المناخ جوش فيشر فرق ناسا سميثسونيان في مارس 2025 إلى بنما وكوستاريكا، لجمع عينات من الأشجار وقياس مستويات الغاز بالقرب من البراكين النشطة. و يرى فيشر أن هذا البحث متعدد التخصصات يعد مفتاحًا للتنبؤ بالبراكين وفهم استجابة الأشجار على المدى الطويل لثاني أكسيد الكربون الجوي، والذي سيكشف عن الظروف المناخية المستقبلية.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : ناسا تراقب تغير أوراق الأشجار للتنبؤ المبكر بثوران البراكين
الاثنين 19 مايو 2025 01:31 مساءً نافذة على العالم - في خطوة جديدة قد تُحدث ثورة في تقنيات التنبؤ بالبراكين، كشفت وكالة ناسا عن قدرة الأقمار الصناعية على رصد تغيّرات في أوراق الأشجار تشير إلى نشاط بركاني وشيك، قبل وقوع الثوران بفترة كافية لإنقاذ آلاف الأرواح. ووفقاً لتعاون بحثي بين ناسا ومؤسسة سميثسونيان، لوحظ أن أوراق الأشجار تصبح أكثر خُضرة وكثافة عندما تبدأ غازات ثاني أكسيد الكربون البركانية بالتسرب من باطن الأرض، وهو ما يحدث غالباً عند صعود مخروط الصهارة نحو السطح. تغير نباتي يُرصد من الفضاء تُستخدم حالياً أقمار مثل Landsat 8 وSentinel-2 في مراقبة هذه الظواهر النباتية الدقيقة. ويشير الباحثون إلى أن هذه التغيّرات تُعدّ مؤشراً حيوياً يمكن رصده من الفضاء، ما يوفّر طبقة إضافية من الإنذار المبكر للبراكين في المناطق النائية أو ذات الكثافة السكانية العالية. إشارات خفية تسبق الانفجار أوضحت الدراسة التي أجراها قسم علوم الأرض في مركز 'آيمز' التابع لناسا، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تحدث قبل انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، ما يمنح العلماء وقتاً إضافياً لتحذير السكان. وبينما يصعب رصد ثاني أكسيد الكربون مباشرة عبر الأقمار، إلا أن آثاره غير المباشرة، مثل ازدياد اخضرار الأشجار، يمكن تتبعها بوضوح. تجارب ميدانية تؤكد الفرضية وفي مارس 2025، قاد العالم جوش فيشر فريقًا ميدانيًا من ناسا وسميثسونيان إلى بنما وكوستاريكا لجمع عينات أوراق الأشجار وقياس الغازات المحيطة بالبراكين النشطة. وتهدف هذه الأبحاث لفهم العلاقة بين النباتات والتغيرات المناخية طويلة الأمد، إضافة إلى تحسين دقة أنظمة الإنذار البركاني. تجربة أنقذت آلاف الأرواح أثبتت هذه الطريقة فعاليتها سابقًا خلال ثوران بركان 'مايون' في الفلبين عام 2017، حين مكّنت السلطات من إجلاء أكثر من 56,000 شخص بفضل الإنذار المبكر المرتبط بانبعاثات الكربون. عوائق محتملة وآفاق مستقبلية ورغم التحديات مثل تضاريس الأرض الصعبة أو التلوث البيئي، يرى العلماء أن مراقبة تغير لون أوراق الأشجار تمثل نقلة نوعية في التنبؤ بالبراكين، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها أو لا تتوفر فيها بنية تحتية لرصد الغازات بشكل مباشر.


نافذة على العالم
منذ 2 أيام
- نافذة على العالم
ثقافة : اكتشاف مقبرة حجرية عمرها 4000 عام في المغرب
الأحد 18 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - اكتشف علماء الآثار في طنجة، الواقعة إلى الجنوب من مضيق جبل طارق، ثلاث مقابر قديمة، بما في ذلك دفن حجري يعود تاريخه إلى حوالي 4000 عام، كماعثر الفريق على عدد من الملاجئ الصخرية المزخرفة بالفن الصخري والأحجار الدائمة ، وفقًا لما نشره موقع" livescience". وأكد الباحثون في دراسة نشرت في مجلة African Archaeological Review أن المقابر القديمة تظهر "فسيفساء غنية من تقاليد الدفن". خلال استكشافهم لشبه جزيرة طنجة الشمالية الغربية، بحث علماء الآثار عن مواقع يعود تاريخها إلى الفترة من 3000 إلى 500 قبل الميلاد، عثروا على ثلاث مقابر، بعضها يحتوي على "مدافن سيستية"، وهي عبارة عن حفرة محفورة في الصخر، مع ألواح حجرية استُخدمت أحيانًا لتغطيتها ووضع علامات عليها. قال حمزة بن عطية ، المؤلف الأول للدراسة، ودكتور في قسم التاريخ والآثار بجامعة برشلونة وقائد الفريق الأثري: "يُعد حفر الصخر أمرًا صعبًا، ومن المرجح أن يتطلب بناؤها استثمارًا كبيرًا في الوقت والجهد". تمكن الفريق من تحديد تاريخ عظام بشرية من أحد المدافن الكيسية باستخدام الكربون المشع، والذي كشف أن القبر تم بناؤه حوالي عام 2000 قبل الميلاد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحصول على تاريخ الكربون المشع لدفن كيسي في شمال غرب أفريقيا، كما كتب الفريق في البحث. عثر الفريق على حوالي اثني عشر ملجأً تحمل جدرانها فنونًا صخرية، تتضمن هذه الفنون تشكيلة واسعة من التصاميم الهندسية التي تتميز بمربعات ونقاط وخطوط متموجة، كما تتضمن أشكالًا مجسمة، أو شبيهة بالبشر، قد تُصوّر أشخاصًا أو معبودات. وجد الفريق شكلًا آخر مثيرًا للاهتمام من أشكال الفن الصخري يصور مربعات تحتوي على نقاط وخطوط في داخلها، وقد تم العثور على فن صخري مماثل في الصحراء الكبرى ، كما أشار الفريق في بحثهم. في كلٍّ من المقابر ومواقع الفنون الصخرية، عثر علماء الآثار على بقايا أحجار قائمة تتجه نحو السماء، وفي بعض المواقع، تجمعت عدة أحجار قائمة في مكان واحد، وتتفاوت أحجام هذه الأحجار، إذ يتجاوز ارتفاع أحد أكبرها (2.5 متر). مقابر حجرية