logo
من هو مقداد فتيحة زعيم ميليشيا "لواء درع الساحل" في سوريا؟

من هو مقداد فتيحة زعيم ميليشيا "لواء درع الساحل" في سوريا؟

شفق نيوزمنذ 17 ساعات

في أواخر فبراير/ شباط الماضي، ظهر مقداد فتيحة في مواقع التواصل الاجتماعي ليعلن عن تأسيس ميليشيا عسكرية جديدة في سوريا أطلق عليها "لواء درع الساحل"، وقال في تسجيل مصوّر إنه يؤسس هذا اللواء "لحماية أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري" ضد ما وصفه بـ "تجاوزات عصابات الجولاني".
ولم يكتف فتيحة بتأسيس لواء مسلح فقط، بل دعا أيضاً أبناء الطائفة العلوية إلى "مقاومة" ما سماه محاولات "نزع السلاح" من مناطقهم، عبر عمليات أمنية يفترض أن تقودها السلطات المركزية.
كما دعا إلى "قتل أي عناصر" تحاول الدخول إلى قراهم.
وأكد أنه سيقود عمليات عسكرية في الساحل السوري للدفاع عمّا وصفه بـ"الطائفة والوطن"، مشدداً على أن المليشيا التي يتزعمها تسعى لمواجهة أي تحرك حكومي في المناطق التي ينشط فيها.
"أبو جعفر"
على المستوى الشخصي، لا تتوفر معلومات مؤكدة حول تاريخ ميلاد فتيحة أو مسقط رأسه، لكن مصادر عدة تربطه بجبل اللاذقية ومدينة جبلة، وبعضها يؤكد أنه وُلد عام 1987 وينتمي للطائفة العلوية من منطقة الساحل السوري.
وعمل مقداد لؤي فتيحة، المعروف بلقب "أبو جعفر" في بيئة عسكرية وأمنية مرتبطة بالولاء لنظام بشار الأسد، إذ تطوع في الفرقة 25 التابعة للحرس الجمهوري، وهي الفرقة التي كانت تعتبر من النخبة في الجيش السوري، ومسؤولة عن حماية الرئاسة، واشتهرت بارتكابها عمليات القمع ضد المعارضين منذ عام 2011.
وحين بدأ الصراع السوري في عام 2011، "كان فتيحة على الخطوط الأمامية في الحملة ضد المتظاهرين والمعارضين"، الأمر الذي جعله أحد أبرز وجوه النظام في تلك المرحلة، بحسب تقارير صحفية كشفت عن دوره القمعي المباشر ضد المدنيين.
وظهر في تسجيلات أثناء المعارك في الحرب الأهلية حيث علَّق على مسار المعارك، وبرر الانسحابات العسكرية للقوات الموالية للأسد.
ويتهم ناشطون سوريون فتيحة، بأن له سجلاً أسود إبّان خدمته مع قوات النظام السابق، وتُنسب له انتهاكات جسيمة وجرائم تعذيب.
وقد تزامن إعلان تأسيس الميليشيا مع مواجهات مسلحة في مدينة القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد)، حيث اندلعت اشتباكات متقطّعة بين أنصاره وقوات الأمن العامة الحكومية في 26 فبراير/شباط الماضي.
وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الأمن والمدنيين، كما أسر أنصاره نحو 200 من عناصر الأمن والمدنيين.
وظهر فتيحة في فيديو مصور ثان في 13 مارس/آذار الماضي، وهو يرتدي زي الأمن العام ويهدد قوات وزارة الدفاع والأمن بما سماه المرحلة الثانية من المعركة إذا لم تنسحب من قرى الساحل، وهدد بتفخيخ الطرقات وإعدام الأسرى.
BBC
أنشطة غير شرعية
ومازال موقع فتيحة غامضاً حيث رجّحت بعض المصادر إنه يقيم في لبنان، وتحديداً في منطقة جبل محسن بمحافظة طرابلس، لكن لم يتم الجزم بذلك.
وتلاحق فتيحة اتهامات بممارسة أنشطة غير شرعية تشمل الاتجار بالمخدرات، والرشوة، والاختطاف والقتل، حسب ما ذكرته تقارير. ويقال إنه عزز نفوذ ميليشيا درع الساحل التابعة له عبر التمويلات غير المشروعة.
ويرى مراقبون أن أنشطة فتيحة تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار في المنطقة، سواء من خلال التهديدات المباشرة التي يُطلقها ضد الحكومة السورية، أو من خلال الهجمات التي ينفذها ضد عناصر الأمن والجيش السوري التي تصاعدت وتيرتها مؤخراً.
وفتيحة متزوج من سيدة تُعرف باسم "الكوتش سوزي"، وقد أنجب منها، دون أن تُعرف تفاصيل إضافية عن زوجته أو نشاطها خارج التدريب الرياضي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من هو مقداد فتيحة زعيم ميليشيا "لواء درع الساحل" في سوريا؟
من هو مقداد فتيحة زعيم ميليشيا "لواء درع الساحل" في سوريا؟

شفق نيوز

timeمنذ 17 ساعات

  • شفق نيوز

من هو مقداد فتيحة زعيم ميليشيا "لواء درع الساحل" في سوريا؟

في أواخر فبراير/ شباط الماضي، ظهر مقداد فتيحة في مواقع التواصل الاجتماعي ليعلن عن تأسيس ميليشيا عسكرية جديدة في سوريا أطلق عليها "لواء درع الساحل"، وقال في تسجيل مصوّر إنه يؤسس هذا اللواء "لحماية أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري" ضد ما وصفه بـ "تجاوزات عصابات الجولاني". ولم يكتف فتيحة بتأسيس لواء مسلح فقط، بل دعا أيضاً أبناء الطائفة العلوية إلى "مقاومة" ما سماه محاولات "نزع السلاح" من مناطقهم، عبر عمليات أمنية يفترض أن تقودها السلطات المركزية. كما دعا إلى "قتل أي عناصر" تحاول الدخول إلى قراهم. وأكد أنه سيقود عمليات عسكرية في الساحل السوري للدفاع عمّا وصفه بـ"الطائفة والوطن"، مشدداً على أن المليشيا التي يتزعمها تسعى لمواجهة أي تحرك حكومي في المناطق التي ينشط فيها. "أبو جعفر" على المستوى الشخصي، لا تتوفر معلومات مؤكدة حول تاريخ ميلاد فتيحة أو مسقط رأسه، لكن مصادر عدة تربطه بجبل اللاذقية ومدينة جبلة، وبعضها يؤكد أنه وُلد عام 1987 وينتمي للطائفة العلوية من منطقة الساحل السوري. وعمل مقداد لؤي فتيحة، المعروف بلقب "أبو جعفر" في بيئة عسكرية وأمنية مرتبطة بالولاء لنظام بشار الأسد، إذ تطوع في الفرقة 25 التابعة للحرس الجمهوري، وهي الفرقة التي كانت تعتبر من النخبة في الجيش السوري، ومسؤولة عن حماية الرئاسة، واشتهرت بارتكابها عمليات القمع ضد المعارضين منذ عام 2011. وحين بدأ الصراع السوري في عام 2011، "كان فتيحة على الخطوط الأمامية في الحملة ضد المتظاهرين والمعارضين"، الأمر الذي جعله أحد أبرز وجوه النظام في تلك المرحلة، بحسب تقارير صحفية كشفت عن دوره القمعي المباشر ضد المدنيين. وظهر في تسجيلات أثناء المعارك في الحرب الأهلية حيث علَّق على مسار المعارك، وبرر الانسحابات العسكرية للقوات الموالية للأسد. ويتهم ناشطون سوريون فتيحة، بأن له سجلاً أسود إبّان خدمته مع قوات النظام السابق، وتُنسب له انتهاكات جسيمة وجرائم تعذيب. وقد تزامن إعلان تأسيس الميليشيا مع مواجهات مسلحة في مدينة القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد)، حيث اندلعت اشتباكات متقطّعة بين أنصاره وقوات الأمن العامة الحكومية في 26 فبراير/شباط الماضي. وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الأمن والمدنيين، كما أسر أنصاره نحو 200 من عناصر الأمن والمدنيين. وظهر فتيحة في فيديو مصور ثان في 13 مارس/آذار الماضي، وهو يرتدي زي الأمن العام ويهدد قوات وزارة الدفاع والأمن بما سماه المرحلة الثانية من المعركة إذا لم تنسحب من قرى الساحل، وهدد بتفخيخ الطرقات وإعدام الأسرى. BBC أنشطة غير شرعية ومازال موقع فتيحة غامضاً حيث رجّحت بعض المصادر إنه يقيم في لبنان، وتحديداً في منطقة جبل محسن بمحافظة طرابلس، لكن لم يتم الجزم بذلك. وتلاحق فتيحة اتهامات بممارسة أنشطة غير شرعية تشمل الاتجار بالمخدرات، والرشوة، والاختطاف والقتل، حسب ما ذكرته تقارير. ويقال إنه عزز نفوذ ميليشيا درع الساحل التابعة له عبر التمويلات غير المشروعة. ويرى مراقبون أن أنشطة فتيحة تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار في المنطقة، سواء من خلال التهديدات المباشرة التي يُطلقها ضد الحكومة السورية، أو من خلال الهجمات التي ينفذها ضد عناصر الأمن والجيش السوري التي تصاعدت وتيرتها مؤخراً. وفتيحة متزوج من سيدة تُعرف باسم "الكوتش سوزي"، وقد أنجب منها، دون أن تُعرف تفاصيل إضافية عن زوجته أو نشاطها خارج التدريب الرياضي.

ما الذي يربط ترامب وماسك رغم الخلاف؟
ما الذي يربط ترامب وماسك رغم الخلاف؟

شفق نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • شفق نيوز

ما الذي يربط ترامب وماسك رغم الخلاف؟

لا يبدو أن الخلاف بين اثنين من أقوى مليارديرات العالم سينتهي قريباً، خصوصاً بعد أن زعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، أن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، "فقد عقله". وعلى الرغم من أن المراقبين توقعوا منذ فترة طويلة أن ترامب وماسك سيختلفان في نهاية المطاف، إلا أن قلة توقعوا سرعة وضراوة الخلاف بينهما على وسائل التواصل الاجتماعي. يشار إلى أن المكالمة الهاتفية التي كان من المقرر إجراؤها بينهما الجمعة لم تتم، ويقال إن ترامب يفكر في بيع سيارة تسلا الحمراء التي اشتراها من شركة ماسك في مارس/ آذار. وقد يكون لخلافهما بشأن الإنفاق الحكومي الأمريكي آثار بعيدة المدى على الصناعة الأمريكية. ومنذ أن أعلن ماسك دعمه الكامل للرئيس ترامب عقب محاولة اغتياله في بنسلفانيا قبل أقل من عام، ازداد تشابك المصالح السياسية والتجارية بين الرجلين. وأصبح الرجلان يعتمدان على بعضهما البعض، في عدة مجالات رئيسية - بما في ذلك التمويل السياسي، والعقود الحكومية، وعلاقاتهما الشخصية - ما يعني أن إنهاء التحالف بينهما من المرجح أن يكون فوضوياً. وهذا يُعقّد تداعيات خلافهما، ويضمن أنه أينما اتجه الخلاف، سيظلان مرتبطين - ولديهما القدرة على الإضرار ببعضهما البعض بطرق متعددة. تمويل الحملات الانتخابية على مدار العام الماضي، كانت تبرعات ماسك لترامب والجمهوريين الآخرين هائلة - إذ بلغ مجموع التبرعات 290 مليون دولار وفقاً لموقع (أوبن سيكريتس) لتتبع تمويل الحملات الانتخابية. وزعم ماسك، الخميس، أن الرئيس فاز في الانتخابات بفضله، واشتكى من "نكران الجميل". وهناك مثال مضاد واضح. ففي وقت سابق من هذا العام، أنفق ماسك 20 مليون دولار في سباق قضائي رئيسي في ولاية ويسكونسن، ومع ذلك، خسر مرشحه الجمهوري المختار بفارق 10 نقاط مئوية في ولاية فاز بها ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. ومع ذلك، تُعدّ تبرعات ماسك مبلغاً ضخماً من المال سيُفوّت على الجمهوريين في سعيهم للحفاظ على تفوقهم في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2026. وربما كانت هذه مشكلة يواجهوها على أي حال. إذ أن ماسك كان قد صرّح في وقت سابق بأنه سيُساهم "بشكل أقل بكثير" في الحملات الانتخابية في المستقبل. ولكن هل يُمكن أن يدفع خلاف ماسك مع البيت الأبيض ليس فقط إلى الانسحاب، بل إلى إنفاق أمواله لدعم معارضة ترامب؟ وألمح [ماسك] بذلك، يوم الخميس عندما نشر استطلاع رأي على منصة إكس X، عبر التساؤل "هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يُمثّل فعلياً نسبة 80 في المئة من الطبقة المتوسطة؟" BBC دخلت شركات ماسك، بما في ذلك سبيس إكس وشركتها الفرعية ستارلينك وتسلا، معاملاتٍ تجاريةً ضخمةً مع الحكومة الأمريكية. وحصلت شركة سبيس إكس وحدها على عقودٍ حكومية أمريكية بقيمة 20.9 مليار دولار منذ عام 2008، وفقاً لتحليل أجرته بي بي سي لتقصي الحقائق. وأدرك ترامب أن هذا الأمر يمنحه نفوذاً على أغنى رجل في العالم. ونشر على موقع "تروث سوشيال" التابع لترامب، يوم الخميس "أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات الدولارات، هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك. ولطالما فوجئت بأن بايدن لم يفعل ذلك!" في المقابل، هدد ماسك بالرد بإيقاف تشغيل مركبة سبيس إكس دراغون، التي تنقل رواد الفضاء والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية. لكنه تراجع لاحقاً عن هذا التهديد. عملياً، يُعد إلغاء العقود الحكومية أو الانسحاب منها عملية قانونية معقدة وطويلة، ومن المرجح أن تواصل الحكومة الأمريكية، في الوقت الحالي وفي المستقبل، التعامل التجاري مع شركات ماسك بشكل كبير. إذ لا يمكن لأي شركة أخرى غير سبيس إكس تصنيع صواريخ دراغون وفالكون 9، والتزمت ناسا بعدد من رحلات محطة الفضاء والقمر باستخدام مركبات سبيس إكس. وعلى الرغم من هذه الشراكات التجارية، يواجه ماسك وشركاته أيضاً تحقيقات من عدد من الوكالات الحكومية - أكثر من 30 وكالة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في فبراير/ شباط - وقضايا تنظيمية مثل الموافقة على سيارات الأجرة ذاتية القيادة التي اقترحتها تسلا. شخصيات داخل الحكومة ووادي السيليكون عندما كُلّف ماسك بإنشاء إدارة كفاءة الحكومة لخفض التكاليف (دوج) Doge، كأحد محركات التغيير الرئيسية التي وضعها ترامب داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية، مُنح صلاحيات واسعة لاختيار موظفيه. ووفقاً لقوائم مسربة لموظفي إدارة كفاءة الحكومة، عمل العديد منهم سابقاً في شركات ماسك. وعلى الرغم من مغادرة ماسك (دوج) قبل أسبوع، لا يزال العديد من الموظفين في وظائفهم الحكومية. كما يرتبط بعض موظفي (دوج) بعلاقات وثيقة مع معسكر ترامب. فقد كانت كاتي ميلر - التي عملت في إدارة ترامب الأولى ومتزوجة من نائب رئيس موظفي البيت الأبيض الحالي ستيفن ميلر - المتحدثة باسم إدارة كفاءة الحكومة. ومع ذلك، أفادت شبكة سي إن إن CNN أن السيدة ميلر تركت الحكومة أيضاً الأسبوع الماضي، وتعمل الآن بدوام كامل مع ماسك. وهناك آخرون في إدارة ترامب قد تُختبر ولاءاتهم بسبب هذا الخلاف. كديفيد ساكس، الذي عيّنه ترامب مستشاره الأول في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، المُقرّب من ماسك، والذي عمل معه قبل عقود في شركة باي بال. وفي شركة إكس (تويتر سابقا)، كان العديد من المديرين التنفيذيين في وادي السيليكون، إلى جانب مؤثري عالم ماغا، يختارون أحد الجانبين، ويُحللون الرسائل المتبادلة بين الرئيس وأغنى رجل في العالم. كما أجرت شركة يوغوف لاستطلاعات الرأي استطلاعاً سريعاً يوم الخميس، سألت فيه المشاركين "ستصطفون إلى جانب من؟". وأشارت النتائج إلى أن 70 في المئة من الجمهوريين المشاركين في الاستطلاع اختاروا ترامب، مُقارنةً بأقل من واحد من كل عشرة اختار ماسك.

دونالد ترامب وإيلون ماسك من التحالف إلى العداء، فما القصة؟
دونالد ترامب وإيلون ماسك من التحالف إلى العداء، فما القصة؟

شفق نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • شفق نيوز

دونالد ترامب وإيلون ماسك من التحالف إلى العداء، فما القصة؟

ماذا يحدث عندما يخوض أغنى رجل وأقوى سياسي معركةً حامية الوطيس؟. بدأ العالم يرى إجابة هذا السؤال على أرض الواقع، إذ يبدو أن الأمور لا تسير على نحو جيد. يمتلك دونالد ترامب وإيلون ماسك، اثنتين من أقوى المنصات تأثيراُ في العالم، وحولاهما إلى وسيلة للحرب الكلامية بعد أن تفاقم الخلاف بينهما. إذ هدد ترامب بوقف تعاملات ماسك التجارية الضخمة مع الحكومة الفيدرالية، التي تشكل شريان الحياة لبرنامج سبيس إكس. وقال ترامب في تغريدة على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، إن "أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات ومليارات الدولارات، هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك". وإذا ما وجّه ترامب تركيز أجهزة الحكومة ضدّ ماسك، فسيشعر ملياردير التكنولوجيا بالتضييق، إذ انخفض سعر سهم تيسلا بنسبة 14 في المئة يوم الخميس. لكن الحرب ليس من طرف واحد، فبعد هجوم ترامب دعا ماسك إلى عزل الرئيس الأمريكي، متحدياً إياه بقطع التمويل عن شركاته، وأشار إلى أنه بدأ بتسريع عملية تفكيك مركبته الفضائية "دراغون"، التي تعتمد عليها الولايات المتحدة لنقل رواد الفضاء الأمريكيين والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية. لدى ماسك موارد شبه محدودة للرد، بما في ذلك تمويل منافسين للجمهوريين في انتخابات العام المقبل والانتخابات التمهيدية. وفي وقت متأخر من يوم الخميس، قال ماسك إنه سيُلقي "قنبلة كبيرة"، مُشيراً - دون تقديم أدلة - إلى ظهور اسم ترامب في ملفات غير منشورة تتعلق بجيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي. ولم تقدم السكرتيرة الصحفية لترامب، كارولين ليفات، سوى رد فاتر على مزاعم واتهامات ماسك، موضحة أن تصريحات ماسك "حلقة مؤسفة من شخص يشعر بعدم الرضا عن مشروع القانون الكبير، لأنه لا يتضمن السياسات التي يريدها". ربما لن يستطيع ماسك الفوز في معركة ضد حكومة ترامب بأكملها، لكنه قد يطلب من ترامب والجمهوريين ثمناً سياسياً وشخصياً باهظاً. وعلى الأغلب أن ترامب يدرك ذلك، إذ بدا وكأنه يخفّف من حدة التوتر قليلًا مع نهاية اليوم، متجنباً التعليق على تصريحات ماسك خلال حضوره فعالية لتكريم الشرطة في البيت الأبيض. ونشر ترامب رسالة على موقع "تروث سوشال" قال فيها إنه لا يمانع "الانقلاب عليه"، لكنه يتمنى لو أنه ترك الخدمة الحكومية قبل أشهر، ثم انتقل للحديث عن تشريعاته "الضخمة" المتعلقة بالضرائب والإنفاق. ومع ذلك، فمن الصعب التكهن بعودة الهدوء بعد عاصفة يوم الخميس. BBC تهديدات وإهانات متبادلة ًبدأ الخلاف بين إيلون ماسك ودونالد ترامب على نار هادئة الأسبوع الماضي، ثم احتدّ يوم الأربعاء، ليصل مرحلة الغليان بعد ظهر الخميس في المكتب البيضاوي، أثناء زيارة المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز الذي جلس محرجاً في صمت تام. وأعرب ترامب عن دهشته من انتقاد ماسك لتشريعه "الضخم والجميل" للضرائب والإنفاق. ورفض فكرة أنه كان سيخسر الانتخابات الرئاسية العام الماضي لولا دعم ماسك الذي بلغ مئات الملايين من الدولارات. وقال إن ماسك يُغيّر موقفه الآن فقط لأن شركته للسيارات، تسلا، ستتضرر من مساعي الجمهوريين لإنهاء الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية. استخدم ماسك حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" للرد بشكل يناسب مشتركي المنصة، وخاطب متابعيه البالغ عددهم 220 مليوناً: "لا يهم". وقال إنه لا يُبالي بدعم السيارات، بل يُريد تقليص الدين العام، الذي يُمثل تهديداً وجودياً للبلاد، حسب قوله. وأصرّ على أن الديمقراطيين كانوا سينتصرون في انتخابات العام الماضي لولا مساعدته. وقال مخاطبا ترامب "يا له من جحود". كما شنّ ملياردير التكنولوجيا سلسلة من الهجمات غير العادية طوال فترة ما بعد الظهر، وبدا أن الخلاف جدي بينهما. شكّل ماسك وترامب تحالفاً قوياً - وإن كان غير متوقع - تُوّج بحصول ملياردير التكنولوجيا على منصب رئيسي في سلطة خفض الميزانية في إدارة ترامب. وأصبحت وزارة كفاءة الحكومة، أو المسماه "دوج" التي أنشأها ماسك، واحدة من أكبر قصص الأيام المائة الأولى لترامب، إذ أغلقت وكالات بأكملها وسرّحت آلاف الموظفين الحكوميين. ومع ذلك، لم يمضِ وقت طويل قبل أن تبدأ التكهنات حول متى وكيف سينتهي الأمر بالخلاف بين الشخصيتين البارزتين. فلفترة من الوقت، بدا أن هذه التوقعات خاطئة. إذ وقف ترامب إلى جانب ماسك حتى مع انخفاض شعبيته وخلافه مع مسؤولي الإدارة، وتحوله إلى عبئ في عدة انتخابات رئيسية في وقت سابق من هذا العام. وفي كل مرة بدا فيها أن هناك خلاف بينمهما، يظهر ماسك فجأة في المكتب البيضاوي، أو غرفة مجلس الوزراء، أو على متن طائرة الرئاسة الأمريكية إلى مارالاغو. وعندما انتهت فترة عمل ماسك كموظف حكومي خاص التي استمرت مدة 130 يوماً الأسبوع الماضي، حظي الاثنان بحفل وداعٍ ودي في المكتب البيضاوي، مع تسليمه مفتاحاً ذهبياً للبيت الأبيض وتلميحات باحتمالية عودة ماسك يوماً ما. لكن الآن، يمكن القول بثقة إن الدعوة أُلغيت، وتمّ تغيير الأقفال. إذ قال ترامب يوم الخميس "لقد كانت علاقتي بإيلون رائعة"، وهو تعليقٌ استخدم فيه صيغة الماضي. ويعتقد البعض أن إعلان ترامب المفاجئ ليلة الأربعاء عن حظر سفر جديد، وعقوبات إضافية على جامعة هارفارد، وتحقيقٍ إداريٍّ مُشبّعٍ بنظريات المؤامرة مع الرئيس السابق جو بايدن، كانت محاولاتٌ لتحويل مسار انتقادات ماسك. وبدا البيت الأبيض وحلفاؤه في الكونغرس حريصين على عدم إثارة غضب ماسك أكثر بعد تصريحاته السابقة، ثم فجأة تحدث ترامب، وانتهى الكلام. "لعبة محصلتها صفر" السؤال الآن هو إلى أين يتجه النزاع؟ قد يجد الجمهوريون في الكونغرس صعوبة أكبر في الحفاظ على دعم أعضائهم لمشروع قانون ترامب، باعتبار أن ماسك يوفر ماسك غطاءً كلامياً، وربما مالياً، لمن يخالفونهم الرأي. هدد ترامب عقود ماسك الحكومية، لكنه قد يستهدف أيضاً حلفاء ماسك المتبقين في الإدارة أو ربما يعيد فتح التحقيقات التي أجريت في عهد بايدن حول تعاملات ماسك التجارية. في هذه المرحلة كل شيء مطروح على الطاولة. أما الديمقراطيون فيقفون على الحياد، ويترقبون كيف سيكون الرد، إذ يبدو أن قلة منهم مستعدون للترحيب بعودة ماسك - المتبرع السابق لحزبهم - إلى صفوفهم، وأيضاً هناك بينهم من يعتبر أن عدو العدو، صديق. يقول الخبير الاستراتيجي الديمقراطي ليام كير، لصحيفة بوليتيكو: "إنها لعبة محصلتها صفر. أي شيء يفعله ترامب ويميل نحو الديمقراطيين يضر بالجمهوريين". على أقل تقدير، يبدو الديمقراطيون راضين عن صمتهم وترك الرجلين يتبادلان الضربات، وإلى أن تنتهي هذه المعركة، من المرجح أن تطغى على كل شيء آخر يتعلق بالسياسة الأمريكية. لكن لا يُتوقع أن ينتهي هذا الخلاف في وقت قريب. وكتب ماسك في موقع إكس: "بقي لترامب ثلاث سنوات ونصف في الرئاسة، لكنني سأبقى هنا لمدة تزيد عن 40 سنة". Reuters والسؤال الآن هو إلى أين يتجه الخلاف بعد ذلك. فقد يجد الجمهوريون في الكونغرس صعوبة أكبر في إقناع أعضائهم بدعم مشروع قانون ترامب، إذ يُقدّم ماسك تبريراً خطابياً - وربما مالياً - لمن يخالفونه الرأي. في المقابل، سيكون لدى ترامب، الذي يفخر بكونه خصماً قوياً، فرصٌ كثيرةٌ للهجوم على ماسك. فماذا سيحدث لحلفاء ماسك في إدارة ترامب، أو العقود الحكومية مع الشركات المرتبطة به، أو التحقيقات التي جرت في عهد بايدن في تعاملاته التجارية؟ نشر ترامب تهديداً على موقعه على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا "أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات ومليارات الدولارات، هي إنهاء الدعم الحكومي لإيلون وعقوده". وإذا ما وجّه ترامب أجهزة الحكومة ضد ماسك، فسيشعر ملياردير التكنولوجيا بالألم. فقد انخفض سعر سهم تيسلا بنسبة 14 في المئة يوم الخميس. لكن ماسك يمتلك أيضاً موارد لا حصر لها تقريباً للرد، بما في ذلك تمويل منافسيه المتمردين على الجمهوريين في انتخابات العام المقبل والانتخابات التمهيدية. وقد لا يفوز في معركة ضد حكومة ترامب بأكملها، لكنه قد يكبده ثمناً سياسياً باهظاً. وفي هذه الأثناء، يقف الديمقراطيون على الهامش، يتساءلون عن كيفية الرد. يبدو أن قلة منهم على استعداد للترحيب بعودة ماسك، المتبرع السابق لحزبهم، إلى صفوفهم. ولكن هناك أيضا المثل القديم القائل بأن عدو العدو صديق. يقول ليام كير، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، لصحيفة بوليتيكو "إنها لعبة محصلتها صفر". مضيفا "أي شيء يفعله يميل أكثر نحو الديمقراطيين يضر بالجمهوريين". وعلى أقل تقدير، يبدو الديمقراطيون سعداء بالوقوف مكتوفي الأيدي وترك الرجلين يتبادلان الضربات. وإلى أن يتوقفا عن هذه المعركة، من المرجح أن يطغى الضجيج على كل شيء آخر في السياسة الأمريكية. لكن لا تتوقعوا أن ينتهي هذا الخلاف قريباً. فقد كتب ماسك على موقع إكس X "لم يتبقَّ لترامب سوى ثلاث سنوات ونصف كرئيس، لكنني سأبقى في السلطة لأكثر من أربعين عاما".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store