
«الحوثي» و«المؤيدي».. سباق نفوذ يخنق صعدة اليمنية
سباق النفوذ هذا يتجلى في التنافس المحموم بين زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، الذي يستند إلى القوة والدعم الإيراني في قمع خصومه انطلاقاً من مران، وبين محمد عبدالله عوض المؤيدي الذي يتكئ نفوذه على إرث ديني وسياسي انطلاقاً من ضحيان.
ويُنظَر إلى المؤيدي، الذي يصفه أتباعه بـ«كبير الزيدية»، باعتباره وريث رجل الدين الأبرز «مجد الدين المؤيدي» الذي اعتمد الحوثيون على مؤلفاته في بداية نشأة مشروعهم بصعدة خلال الثمانينيات والتسعينيات.
ويتهم أتباع المؤيدي أنصار الحوثيين بـ«الخروج عن المذهب الزيدي التقليدي والاقتراب من الفكر الاثني عشري»، كما يعترضون على سياسات المليشيات في الحرب والحكم. وهي خلافات دفعت بزعيم المليشيات مؤخراً إلى إغلاق المراكز الدينية التابعة للمؤيدي.
قمع سياسي بغطاء ديني
قالت مصادر مطلعة لـ«العين الإخبارية» إن مليشيات الحوثي رفضت في الأسابيع الماضية السماح لأتباع المؤيدي بالتدريس في مراكز دينية بمديرية سحار في صعدة، وذلك خشية زعيم المليشيات من سحب الرجل رداء الدين الذي يتدثر به في معقله الأم.
ويشكو أتباع المؤيدي باستمرار من حملات التضييق الحوثية عليهم، ولا سيما منذ عام 2022، عندما بدأت المليشيات بإغلاق عدد من المدارس الدينية والمساجد التابعة له، وشنت حملة اعتقالات غير مسبوقة امتدت من صعدة إلى عمران وصنعاء.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، اعتقل الحوثيون في حملة واحدة نحو 20 رجل دين من مديرية سحار بصعدة، أُخضع بعضهم للتحقيق وأُطلق سراحهم لاحقاً، فيما تم إخفاء آخرين قسراً في سجون سرية.
ويصف الحوثيون أتباع المؤيدي بـ«المثبطين» بزعم تحريضهم المجتمع المحلي على عدم القتال في صفوفهم، مبررين القمع بانشغالهم «بنصرة غزة».
لكن مراقبين أشاروا إلى أن «هذه الاختطافات وإغلاق المراكز الدينية تعكس حجم الصراع على النفوذ الديني والسياسي، وكل ما يتعلق بالسيطرة على القبائل والأرض في صعدة بين الحوثي والمؤيدي».
نزاع الزعامة
ويُعد صراع المؤيدي والحوثي جزءاً من سباق الزعامة بين زعيم «المؤيدية» مجد الدين المؤيدي، أحد مراجع الطائفة الزيدية، وبين الزعيم الروحي لـ«الحوثية» بدر الدين الحوثي (والد عبدالملك) الذي تدثر بـ«الزيدية» لتمرير أجندته السياسية بدعم إيراني.
وبحسب الباحث في شؤون الجماعات الدينية في اليمن أحمد الحميري، فإن «صراع الحوثي والمؤيدي في صعدة هو صراع على أحقية الإمامة وزعامة الزيدية».
وقال الحميري في تصريحات لـ«العين الإخبارية» إن «الخلافات الراهنة بين زعيم مليشيات الحوثي وأتباع محمد عبدالله عوض المؤيدي، وريث مجد الدين المؤيدي، قديمة ومتعددة الأبعاد».
وأرجع الحميري «الخلافات إلى سبعينيات القرن الماضي، قبل تصاعدها في الثمانينيات والتسعينيات على خلفية نزاع النفوذ السلالي على أتباع الجارودية الهادوية».
وأكد أن «الصراع بدأ بين بدر الدين الحوثي ومجد الدين المؤيدي على أحقية الإمامة والزعامة قبل استقواء الحوثي طائفياً وسياسياً وعسكرياً بالنظام الإيراني».
وأشار إلى أن «هذا الصراع السياسي الديني انتقل إلى الأبناء، وتزايدت حدته منذ استيلاء المليشيات على صنعاء ومؤسساتها ومصادرتها سلاح الدولة».
aXA6IDkyLjExMy4xMjYuNzMg
جزيرة ام اند امز
PL

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 7 ساعات
- العين الإخبارية
فيديو هدير عبد الرازق حقيقي أم مفبرك؟ محاميها يحسم الجدل (خاص)
تم تحديثه الأربعاء 2025/8/20 08:38 م بتوقيت أبوظبي قال الدكتور هاني سامح المحامي إن موكلته هدير عبد الرازق ليست سوى ضحية ومجني عليها في مواجهة اتهامات باطلة وشنيعة، تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوقها القانونية والدستورية واعتداءً فجًا على حياتها الخاصة. وأضاف الدكتور هاني سامح لـ"العين الإخبارية" أن مَن يتداولون مقاطع فيديو ينسبونها لموكلته على وسائل التواصل الاجتماعي يرتكبون حزمة من الجرائم. تزييف فيديو هدير عبد الرازق على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وأوضح أن الفيديوهات المتداولة مصطنعة ومفبركة جرى تركيبها والمونتاج عليها، مؤكدًا أن القانون لا يعتد في التجريم بكونها مفبركة بالذكاء الاصطناعي من عدمه، إذ إن مجرد النشر أو الترويج أو التداول في ذاته جريمة قائمة، سواء كانت المواد مزورة أو – جدلًا – حقيقية. وأضاف أن ما أقدم عليه الناشرون يمثل أفعالًا مُجرَّمة قانونًا، إذ تعمدوا الإساءة والتشهير والتحريض ضد موكلته، عبر نشر مواد مفبركة وصور مركبة على نطاق واسع، في سلوك ينطوي على قصد جنائي ظاهر للنيل من سمعتها والطعن في عرضها وإلحاق الضرر بها. وأشار إلى أن الجرائم المرتكبة بحق موكلته هدير عبد الرازق تشمل تعمد الإزعاج عبر وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات بالمخالفة لقانون الاتصالات رقم 10 لسنة 2003 (المادة 76). استخدام برامج معلوماتية وتقنيات رقمية في معالجة بيانات شخصية للغير وربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة، المؤثم بالمادة (26) من القانون 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات. إنشاء وإدارة حسابات ومنصات لنشر محتوى مُجرَّم وفق المادة (27) من القانون ذاته. الاعتداء على القيم الأسرية وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، وتداول فيديوهات مسيئة وصور وبيانات دون إذن صاحبها، بالمخالفة للمادة (25) من ذات القانون. الطعن في الأعراض والسب والقذف عبر النشر الإلكتروني، المؤثم بالمواد (308، 308 مكرر) من قانون العقوبات، وبالمواد (19، 20، 21، 22، 101) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018. وتقدمت هدير عبد الرازق ببلاغ للمستشار النائب العام جاء فيه طلب تحريك الدعوى الجنائية ضد كل ناشر عن تعمد الإزعاج والطعن في الأعراض عبر وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعمد استعمال برامج وتقنيات معلوماتية لمعالجة بيانات شخصية وربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة على نحو يمس الشرف والاعتبار، وارتكاب جرائم النشر والتشهير والسب والقذف عبر مواقع وصفحات إلكترونية ووسائل إعلامية. واصطناع الفيديوهات ونسبتها زورًا للشاكية، ونشرها للتشهير والإضرار بسمعتها واعتبارها. aXA6IDIzLjI3LjEzNi4yMTYg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ 8 ساعات
- العين الإخبارية
روسيا تحصن اقتصادها.. استراتيجية مالية لمواجهة التحديات الخارجية
قال مسؤولون واقتصاديون إن روسيا تعتزم زيادة الضرائب وخفض الإنفاق في مسعاها للحفاظ على الإنفاق الدفاعي مرتفعا، في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام في أوكرانيا. وفقا لرويترز، نفى الرئيس فلاديمير بوتين كون الحرب تدمر الاقتصاد الروسي، في حين تتراجع الإيرادات من النفط والغاز جراء العقوبات الغربية. ولم تؤد محادثات طال انتظارها بين بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا الأسبوع الماضي إلى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي منح موسكو، التي تفضل التحرك مباشرة نحو تسوية سلمية، دفعة استراتيجية، لكنه أربك حساباتها فيما يتعلق بالإنفاق. وينكمش الاقتصاد الروسي، مع تحذير بعض المسؤولين من مخاطر الركود، ورغم أن أسعار الفائدة بدأت في الانخفاض من أعلى مستوياتها في 20 عاما، فقد اتسع عجز الموازنة إلى 4.9 تريليون روبل (61 مليار دولار)، مما يشير إلى أن روسيا ستواجه صعوبة في الوفاء بالتزاماتها الحالية ومواصلة تمويل الحرب بالوتيرة الحالية. وقال أناتولي أرتامونوف، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الاتحاد في أواخر يوليو/ تموز "نظرا للتقديرات الأكثر تشاؤما للمؤشرات الاقتصادية والتراجع في عائدات النفط والغاز، فسيتعين علينا البدء بشكل عاجل في تعزيز المالية العامة". وتضاعف إنفاق الميزانية تقريبا من حيث القيمة الاسمية منذ حرب روسيا في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، وهي زيادة مالية كبيرة عززت التضخم وأجبرت البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة إلى 21%، مما أدى إلى ارتفاع حاد في تكاليف الاقتراض للشركات. ومن المتوقع أن يبلغ الإنفاق الإجمالي على الدفاع والأمن القومي 17 تريليون روبل في عام 2025، وهو أعلى مستوى منذ الحرب الباردة، وهو ما يمثل 41% من إجمالي الإنفاق ويجعل قطاع الدفاع المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي مع انخفاض الناتج الاقتصادي غير العسكري. وقال بوتين في يونيو/ حزيران إن روسيا تعتزم خفض الإنفاق العسكري، لكن المسؤولين لا يزالون يتوقعون زيادته في الفترة الراهنة. وقال أرتامونوف "لا يمكننا خفض الإنفاق على الدفاع.. وعلى الأرجح سوف نضطر إلى زيادته". وتتضمن ميزانية 2025، التي سيجري تقديمها في سبتمبر/ أيلول، إنفاقا على الدفاع والأمن بنسبة 8% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن مصدرا حكوميا روسيا قال إن الرقم الفعلي أعلى قليلا. وأضاف المصدر أنه لن يكون هناك خفض في الإنفاق الدفاعي في عام 2026، لكن من الممكن حدوث ذلك عام 2027 إذا توقفت الأعمال القتالية. aXA6IDM4LjIyNS4xOC4xODQg جزيرة ام اند امز SE


العين الإخبارية
منذ 9 ساعات
- العين الإخبارية
«الحوثي» و«المؤيدي».. سباق نفوذ يخنق صعدة اليمنية
لم تعد صعدة معقلاً محصناً للحوثيين، وإنما مسرح نفوذ سياسي وصراع صامت وغير مرئي تحت ستار الدين بين زعيم المليشيات ومراجع طائفة الزيدية. سباق النفوذ هذا يتجلى في التنافس المحموم بين زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، الذي يستند إلى القوة والدعم الإيراني في قمع خصومه انطلاقاً من مران، وبين محمد عبدالله عوض المؤيدي الذي يتكئ نفوذه على إرث ديني وسياسي انطلاقاً من ضحيان. ويُنظَر إلى المؤيدي، الذي يصفه أتباعه بـ«كبير الزيدية»، باعتباره وريث رجل الدين الأبرز «مجد الدين المؤيدي» الذي اعتمد الحوثيون على مؤلفاته في بداية نشأة مشروعهم بصعدة خلال الثمانينيات والتسعينيات. ويتهم أتباع المؤيدي أنصار الحوثيين بـ«الخروج عن المذهب الزيدي التقليدي والاقتراب من الفكر الاثني عشري»، كما يعترضون على سياسات المليشيات في الحرب والحكم. وهي خلافات دفعت بزعيم المليشيات مؤخراً إلى إغلاق المراكز الدينية التابعة للمؤيدي. قمع سياسي بغطاء ديني قالت مصادر مطلعة لـ«العين الإخبارية» إن مليشيات الحوثي رفضت في الأسابيع الماضية السماح لأتباع المؤيدي بالتدريس في مراكز دينية بمديرية سحار في صعدة، وذلك خشية زعيم المليشيات من سحب الرجل رداء الدين الذي يتدثر به في معقله الأم. ويشكو أتباع المؤيدي باستمرار من حملات التضييق الحوثية عليهم، ولا سيما منذ عام 2022، عندما بدأت المليشيات بإغلاق عدد من المدارس الدينية والمساجد التابعة له، وشنت حملة اعتقالات غير مسبوقة امتدت من صعدة إلى عمران وصنعاء. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، اعتقل الحوثيون في حملة واحدة نحو 20 رجل دين من مديرية سحار بصعدة، أُخضع بعضهم للتحقيق وأُطلق سراحهم لاحقاً، فيما تم إخفاء آخرين قسراً في سجون سرية. ويصف الحوثيون أتباع المؤيدي بـ«المثبطين» بزعم تحريضهم المجتمع المحلي على عدم القتال في صفوفهم، مبررين القمع بانشغالهم «بنصرة غزة». لكن مراقبين أشاروا إلى أن «هذه الاختطافات وإغلاق المراكز الدينية تعكس حجم الصراع على النفوذ الديني والسياسي، وكل ما يتعلق بالسيطرة على القبائل والأرض في صعدة بين الحوثي والمؤيدي». نزاع الزعامة ويُعد صراع المؤيدي والحوثي جزءاً من سباق الزعامة بين زعيم «المؤيدية» مجد الدين المؤيدي، أحد مراجع الطائفة الزيدية، وبين الزعيم الروحي لـ«الحوثية» بدر الدين الحوثي (والد عبدالملك) الذي تدثر بـ«الزيدية» لتمرير أجندته السياسية بدعم إيراني. وبحسب الباحث في شؤون الجماعات الدينية في اليمن أحمد الحميري، فإن «صراع الحوثي والمؤيدي في صعدة هو صراع على أحقية الإمامة وزعامة الزيدية». وقال الحميري في تصريحات لـ«العين الإخبارية» إن «الخلافات الراهنة بين زعيم مليشيات الحوثي وأتباع محمد عبدالله عوض المؤيدي، وريث مجد الدين المؤيدي، قديمة ومتعددة الأبعاد». وأرجع الحميري «الخلافات إلى سبعينيات القرن الماضي، قبل تصاعدها في الثمانينيات والتسعينيات على خلفية نزاع النفوذ السلالي على أتباع الجارودية الهادوية». وأكد أن «الصراع بدأ بين بدر الدين الحوثي ومجد الدين المؤيدي على أحقية الإمامة والزعامة قبل استقواء الحوثي طائفياً وسياسياً وعسكرياً بالنظام الإيراني». وأشار إلى أن «هذا الصراع السياسي الديني انتقل إلى الأبناء، وتزايدت حدته منذ استيلاء المليشيات على صنعاء ومؤسساتها ومصادرتها سلاح الدولة». aXA6IDkyLjExMy4xMjYuNzMg جزيرة ام اند امز PL