logo
الاستخبارات الإسرائيلية تُحيي مشاريع أغلقتها منذ 6 سنوات لفهم أعدائها

الاستخبارات الإسرائيلية تُحيي مشاريع أغلقتها منذ 6 سنوات لفهم أعدائها

العربي الجديدمنذ 6 أيام
في جزء من الدروس المستقاة من "
طوفان الأقصى
" في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، اندفع سلاح الاستخبارات الإسرائيلي نحو تغييرات جذرية، تشمل وفقاً لتقرير أوردته "بلومبيرغ"، اليوم السبت، استخداماً متجدداً لبرنامج تجنيد باللغة العربية لطلاب المدارس الثانوية، وتعليم جميع جنود السلاح
اللغة العربية
والإلمام بالإسلام. وطبقاً للتقرير، تهدف التغييرات إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا، وفي المقابل تشكيل فريق من الجواسيس والمحللين ذوي معرفة واسعة باللهجات المختلفة للغة العربية – مثل اليمنية، العراقية، واللهجة الفلسطينية المحلية في غزة – إلى جانب فهم عميق للعقائد والخطاب الإسلامي "المتطرف".
تقاطعاً مع ما سبق، ذكرت صحيفة "معاريف" أن كل قسم في المنظومة الأمنية الإسرائيلية يخضع لعملية مراجعة ذاتية منذ اندلاع الحرب، مشيرةً إلى أن الجدل حول المسؤولية واللوم لا يزال مستمراً، وخصوصاً داخل شعبة الاستخبارات التي تتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن الإخفاق.
وفي الإطار، نقلت "بلومبيرغ" عن ضابط استخبارات إسرائيلي، اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله إنه "كان لدى الشعبة سوء فهم جوهري لأيديولوجية حماس وخططها الفعلية". وبحسب التقرير، فإنه على الرغم من أن جهاز الاستخبارات كان على علم بخطة حركة حماس لاقتحام قواعد عسكرية ومستوطَنات قريبة من السياج، بل وشاهد مسلحين يتدرّبون علناً، إلا أن التقدير كان أن حماس "تحلم بسيناريو كهذا فحسب"؛ إذ إن محللي شعبة الاستخبارات استنتجوا أن "الحركة راضية بدورها حاكماً لقطاع غزة، مستفيدة من التبرعات الأجنبية، ومن دخول أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى إسرائيل بهدف العمل".
كل قسم في المنظومة الأمنية الإسرائيلية يخضع لعملية مراجعة ذاتية منذ اندلاع الحرب
وفي هذا الصدد، رأى العقيد في الاحتياط، ورئيس برنامج الدراسات الفلسطينية في مركز ديان التابع لجامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشتاين، أنه "لو كان هناك المزيد من الإسرائيليين القادرين على قراءة صحف حماس والاستماع إلى إذاعتهم، لفهموا أنها غير مرتدعة، وكانت تبحث عن الجهاد".
من جهة ثانية، اعتبر ضابط الاستخبارات أن التركيز المتجدد لشعبة الاستخبارات على التدريب في اللغة العربية والمعرفة بالإسلام يُمثّل "تغييراً ثقافياً عميقاً" داخل الجهاز، وهدفه خلق ثقافة داخلية "تعيش وتتنفّس الطريقة التي يفكر بها عدوّنا".
مع ذلك، يعتقد ميلشتاين أن نجاح هذه الجهود منوط بتغييرات اجتماعية عميقة على مستوى المجتمع الإسرائيلي ككل. والسبب أن معظم الإسرائيليين يتعلمون اللغة الإنكليزية في المدارس، رغم أن هناك إمكانية لتوسيع تعليم اللغة العربية بشكل أكبر. وكثير من الإسرائيليين يحلمون بالانتقال للعيش في دول الغرب، وبالأساس في الدول الناطقة بالإنكليزية، والتحدي يكمن في إقناعهم بالتركيز أكثر على المنطقة – على ثقافاتها، ولغاتها، وتهديداتها – وأقل على الفرص العالمية. وبحسبه "أصبحت إسرائيل أكثر ازدهاراً حين رأت نفسها جزءاً من الغرب، لكنها تحتاج إلى البقاء في الشرق الأوسط".
لكن الأمر لم يكن على هذا النحو دائماً. ففي البدايات، استخدم عدد كبير من اليهود الذين هاجروا من الدول العربية إلى إسرائيل مهاراتهم في خدمة الاستخبارات، وفي مقدمتهم الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي وصل إلى أعلى المستويات في حكومة سورية قبل أن يُقبض عليه ويُعدم في الستينيات. وبمرور الوقت انخفض عدد المتحدثين باللغة العربية باعتبارها لغة أماً. فالإسرائيليون الذين جاء أجدادهم من العراق وسورية واليمن لا يتحدثون العربية، ومليونان من المواطنين العرب في إسرائيل ليسوا خاضعين للخدمة العسكرية الإلزامية – كذلك فإن الغالبية العظمى منهم ترفض التطوّع في الجيش. وفقط جزء من الدروز الذين تفرض عليهم الخدمة العسكرية الإلزامية ينضمون إلى جهاز المخابرات، لكنهم يشكلون أقل من 2% من القوة العاملة، وفقاً للتقرير.
على خلفية ما تقدّم، أعادت الاستخبارات الإسرائيلية إحياء برنامج كانت قد أوقفته قبل ست سنوات، وذلك بهدف تشجيع طلاب الثانوية على تعلم اللغة العربية، وتوسيعه ليشمل عدّة لهجات، فالمشكلة لا تقتصر على غزّة فقط؛ إذ بحسب ما قاله ضابط الاستخبارات، فإن "المجندين العاملين في التنصت استصعبوا فهم ما يقوله الحوثيون، لأن معظمهم يخزن القات، ولذلك جنّد الجيش يهوداً كباراً في السن من أصول يمنية لمساعدتهم على الفهم".
وفقاً لـ"بلومبيرغ"، فإنه إلى جانب برنامج تعليم اللغة العربية، توجّه المخابرات أيضاً موارد إلى وحدة عسكرية أغلقت في السابق، مهمتها تحدي الاستنتاجات المركزية للمخابرات من خلال تعزيز التفكير غير التقليدي. عمل الوحدة هذه معروف بتعبير آرامي من التلمود – "إيفخا مستبرا" (أي العكس صحيح).
تقارير عربية
التحديثات الحية
اغتيال سعيد إيزدي.. كل ما تدعيه إسرائيل عن دوره في "طوفان الأقصى"
اعتماد أعمق على الاستخبارات البشرية
وفي السياق، لفت التقرير إلى أن المخابرات الإسرائيلية تنتقل إلى اعتماد أعمق على الاستخبارات البشرية – مثل زرع عملاء سريين في الميدان وبناء وحدة تحقيقات، بدلاً من الاعتماد على التكنولوجيا. واعتبر أن هذا التغيير يكسر نمط العقد الماضي الذي اعتمد على بيانات من صور الأقمار الاصطناعية والطائرات غير المأهولة، وهو يتسق كذلك مع تغيير آخر يظهر على الحدود البرية التي اعتمدت في السابق على المراقبة بواسطة الأسوار والحواجز المزودة بالحساسات، لتشهد منذ اندلاع الحرب نشر مزيد من القوات.
من جهته، اعتبر العقيد في الاحتياط، عوفر غوترمان، وهو باحث أول في معهد دراسة منهجية الاستخبارات في مركز التراث الاستخباراتي، وعمل في السابق ضابطاً في وحدة الأبحاث في "أمان" (شعبة الاستخبارات العسكرية) أن "النهج الجديد لن يتطلب فقط المزيد من الأشخاص، بل أشخاصاً أكثر يقظة لمجالات مختلفة. فقبل هجوم حماس، كان هناك تصور وطني بأن التهديدات الكبرى قد ولت عنا، باستثناء السلاح النووي الإيراني. والآن، بعدما ثبت أن ذلك غير دقيق، على إسرائيل أن تبني ثقافتها الاستخبارية من جديد".
فشل التصدي للهجوم لم يكن بسبب نقص المعرفة بالآيات في القرآن أو باللهجة العربية، بل لأن إسرائيل ترى جيرانها فقط من خلال عدسة العداء
وأضاف غوترمان أن "إسرائيل ممتازة في كشف الأسرار، مثل معرفة مكان اختباء قائد معين، لكنها ضلت طريقها في حل الألغاز، مثل ما الذي يخطط له ذلك القائد"، مشيراً إلى أن ذلك "يتطلب التزاماً عميقاً بالدراسات الإنسانية – الأدب، التاريخ والثقافة"، معبّراً عن قلقه "من أن الطلاب الإسرائيليين يزدرون الثقافات الغنية لجيرانهم".
على المقلب الآخر، رأى وزير الشؤون الاستراتيجية سابقاً، دان مريدور، الذي كتب بحثاً رائداً حول احتياجات أمن إسرائيل قبل عقدين، أن ثمة "استنتاجات خاطئة استُخلصت من هجوم حماس". وبحسبه "فشل التصدي للهجوم لم يكن بسبب نقص المعرفة بالآيات في القرآن أو باللهجة العربية، بل لأن إسرائيل ترى جيرانها فقط من خلال عدسة العداء.. لا نحتاج إلى المزيد من الاستخبارات، بل إلى المزيد من الحوار والمفاوضات".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مباشر, مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر يوافق على خطة "السيطرة الكاملة على مدينة غزة"، والأمم المتحدة تدعو إلى وقفها فوراً
مباشر, مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر يوافق على خطة "السيطرة الكاملة على مدينة غزة"، والأمم المتحدة تدعو إلى وقفها فوراً

BBC عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • BBC عربية

مباشر, مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر يوافق على خطة "السيطرة الكاملة على مدينة غزة"، والأمم المتحدة تدعو إلى وقفها فوراً

تغطية مباشرة زعيم المعارضة الإسرائيلية يصف خطة مجلس الوزراء الأمني بأنها "كارثة" صدر الصورة، Reuters رأى زعيم المعارضة في إسرائيل أن قرار مجلس الوزراء الأمني المصغر بـ"السيطرة" على مدينة غزة "كارثة" سيؤدي إلى "كوارث أخرى كثيرة". وقال يائير لابيد إن تطبيق الخطة سيؤدي إلى مقتل الرهائن المتبقين ومقتل العديد من الجنود الإسرائيليين. وأضاف أن الخطة "تتعارض تماماً مع الرأي العسكري والأمني. وحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، من هذه الخطوة. واتهم لابيد نتنياهو بالرضوخ لضغوط وزيري مجلس الوزراء الأمني المصغر اليمينيين، إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. قال محمد طه، مراسل بي بي سي، في مداخلة على قناة بي بي سي نيوز، إن إزالة حماس من السلطة في غزة ستكون مهمة صعبة للغاية. وأشار إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قدّر أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عامين للقضاء على حماس بالكامل. رئيس الوزراء البريطاني: قرار إسرائيل بشأن غزة خاطئ صدر الصورة، PA قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة، إن قرار إسرائيل "السيطرة" على قطاع غزة خاطئ، وحث الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر فيه. وذكر ستارمر في بيان "قرار الحكومة الإسرائيلية تصعيد هجومها على غزة خاطئ، ونحثها على إعادة النظر فيه فوراً". وأضاف "هذا الإجراء لن يسهم في إنهاء هذا الصراع أو في ضمان إطلاق سراح الرهائن بل سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء". ماذا نعرف عن خطة "السيطرة العسكرية الكاملة"؟ يقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر حالياً على حوالي ثلاثة أرباع غزة، و الخطة التي اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي تسعى للسيطرة على كامل أراضي القطاع بما في ذلك الأماكن التي يكتظ فيها أكثر من مليوني فلسطيني أغلبهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية في تقرير لها، إلى أن الموافقة على خطة نتنياهو، تعني أنه سيكون من المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي العمل في مناطق جديدة لم ينشط فيها حتى الآن في قطاع غزة، بما يشمل السيطرة على المخيمات الواقعة في وسط القطاع ومدينة غزة، رغم تحذيرات رئيس الأركان من تبعات هذه الخطوة. ونقل التقرير عن مصادر مطلعة، أن "الخطة التدريجية" تشمل عدة مراحل، منها توجيه نداء لسكان المناطق المستهدفة بالتحرك نحو الجنوب، ثمّ فرض طوق أمني على مدينة غزة، ويليها تنفيذ عمليات اقتحام إضافية داخل التجمعات السكنية في وقت لاحق. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إنه سيتم إرسال عشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين لقطاع غزة لتنفيذ الخطة المقترحة. أشارت تقارير إلى أنه وفقاً لمراحل الخطة، فإن القوات الإسرائيلية ستُركّز في البداية على السيطرة الكاملة على مدينة غزة، ونقل سكانها البالغ عددهم مليون نسمة إلى الجنوب. في المرحلة التالية، ستسيطر القوات الإسرائيلية على مخيمات اللاجئين في وسط غزة والمناطق التي يُعتقد أن هناك رهائن محتجزين فيها، والتي امتنع الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عمليات داخلها في وقت سابق بسبب احتمالية وجود رهائن أحياء، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

الكابينت يوافق على خطة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة
الكابينت يوافق على خطة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

الكابينت يوافق على خطة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة

وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ليل الخميس-الجمعة، على الخطة الأمنية التي قدّمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ"هزيمة" حركة حماس في قطاع غزة، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء. وقال المكتب في بيان نقلته "فرانس برس" إنّه بموجب هذه الخطة فإنّ الجيش الإسرائيلي "يستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع مساعدات إنسانية على السكّان المدنيين خارج مناطق القتال". وأضاف البيان أنّ "مجلس الوزراء الأمني أقرّ، في تصويت بالأغلبية، خمسة مبادئ لإنهاء الحرب هي: نزع سلاح حماس، إعادة جميع الأسرى - أحياء وأمواتاً، نزع سلاح قطاع غزة، السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية". وأكّد البيان أنّ "أغلبية ساحقة من وزراء الحكومة اعتبروا أنّ الخطة البديلة" التي عُرضت على الكابينت للنظر فيها "لن تهزم حماس ولن تعيد الأسرى"، من دون مزيد من التفاصيل. وكان موقع أكسيوس الأميركي قد نقل عن مسؤول إسرائيلي لم يسمه قوله إنّ المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، وافق على اقتراح نتنياهو باحتلال مدينة غزة. وجاء القرار بعد أكثر من عشر ساعات من المشاورات في "الكابينت"، وهو يمثل المرحلة الأولى من هجوم قد يشمل احتلال كامل قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي. ‎وفي وقت لاحق، نقل مراسل "أكسيوس" باراك رافيد على منصة إكس عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنّ العملية التي يُعِدّ لها الجيش الإسرائيلي حالياً تقتصر على مدينة غزة. وأضاف المسؤول أنّ الهدف هو إجلاء جميع المدنيين الفلسطينيين من مدينة غزة إلى المخيمات المركزية والمناطق الأخرى بحلول السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. ومضى قائلاً: "سيُفرض حصار على مقاتلي حماس المتبقين في مدينة غزة، وفي الوقت نفسه، سيُشنّ هجوم بري على مدينة غزة. وقد خُوِّل رئيس الوزراء ووزير الأمن (يسرائيل كاتس) بالموافقة على الخطة العملياتية النهائية" للجيش الإسرائيلي. أخبار التحديثات الحية نتنياهو يريد السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتسليمه لقوات عربية حشد عسكري إسرائيلي قرب الحدود مع قطاع غزة في موازاة ذلك، أظهرت صور أقمار صناعية تجارية أنّ الجيش الإسرائيلي يقوم بحشد قواته ومعداته بالقرب من حدود قطاع غزة، في خطوة من شأنها دعم غزو بري جديد محتمل للقطاع الفلسطيني، وذلك وفقاً لما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين ومسؤول أميركي سابق اطلعوا على هذه الصور. وقالت الشبكة إنّ الصور "تُظهر تحركات وتشكيلات عسكرية تعرّفها المصادر الأربعة باعتبارها علامات لعملية برية كبرى وشيكة". وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل تعتزم بالفعل بدء توغل جديد في غزة، أم أن هذه الخطوة مجرد تكتيك تفاوضي أو أداة ضغط. ويأتي هذا الحشد العسكري، بحسب الشبكة الأميركية، في وقت يشهد توتراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ففي 28 يوليو/ تموز الفائت، أجرى نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب مكالمة هاتفية خاصة تحولت إلى تبادل صراخ، وسط قلق البيت الأبيض بشأن كيفية سير عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، بحسب مسؤول أميركي رفيع، واثنين من المسؤولين الأميركيين السابقين، ومسؤول غربي تم إطلاعه على تفاصيل الموضوع. وبدأ التصعيد الأخير في التوتر بين ترامب ونتنياهو في 27 يوليو الفائت. ففي ذلك اليوم، وخلال مشاركته في فعالية بالقدس المحتلة، قال نتنياهو: "لا توجد سياسة تجويع في غزة. ولا يوجد جوع في غزة". وفي اليوم التالي، وأثناء رحلة إلى اسكتلندا، سُئل ترامب عن هذه التصريحات، فخالف كلام نتنياهو، قائلا إنه شاهد صوراً لأطفال في غزة "يبدون جائعين جداً"، وأن هناك "جوعاً حقيقياً"، مضيفاً: "لا يمكنك تزوير ذلك". وبحسب ما نقلت "إن بي سي نيوز" عن مسؤول أميركي رفيع ومسؤول أميركي سابق مطّلع على تفاصيل الاتصال، فإن نتنياهو طالب بعد ذلك بشكل خاص بإجراء مكالمة هاتفية مع ترامب. وأوضح المصدران أنه تم ربط الزعيمين خلال ساعات من الطلب. وقال المسؤولون إن نتنياهو أبلغ ترامب عبر الهاتف بأن المجاعة الواسعة في غزة غير حقيقية، وأنها من صنع حركة حماس. لكن ترامب قاطع نتنياهو وبدأ بالصراخ، ورفض سماع أن المجاعة "مزيفة"، مؤكداً أن مساعديه أطلعوه على أدلة تثبت أن الأطفال هناك يتضورون جوعاً. ورفض مسؤولو البيت الأبيض التعليق على المكالمة الهاتفية، وكذلك فعل المسؤولون الإسرائيليون. لكن أحد المسؤولين الأميركيين السابقين الذين اطلعوا على تفاصيل الاتصال وصفه بأنه "محادثة مباشرة، في معظمها من طرف واحد، حول وضع المساعدات الإنسانية"، مضيفاً أن "ترامب كان المتحدث أغلب الوقت"، في حين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي لشبكة "إن بي سي نيوز": "نحن لا نعلق على المحادثات الخاصة للرئيس"، مضيفة: "ترامب يركز على إعادة جميع الرهائن وإطعام سكان غزة". وأوضح المسؤول الغربي للشبكة الأميركية أنّ شنّ هجوم عسكري لا يزال احتمالاً شديد الخطورة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، لأن حماس متحصنة جيداً و"لا توجد أي فرصة لقتل كل مقاتليها". وأضاف أنّ "هناك مخاوف من أن تقوم حماس بقتل الرهائن أو وضعهم في مناطق القتال إذا شعرت بالتهديد". وقال شخص مطلع على المناقشات الإسرائيلية والمسؤول الغربي إن "القوات الإسرائيلية تعرف الموقع العام لجميع الرهائن"، وأضاف أحدهما أن الاعتقاد السائد هو أن هذا الموقع يقع في وسط غزة.

الكابينت يوافق على اقتراح نتنياهو باحتلال مدينة غزة
الكابينت يوافق على اقتراح نتنياهو باحتلال مدينة غزة

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

الكابينت يوافق على اقتراح نتنياهو باحتلال مدينة غزة

وافق للمجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) ليل الخميس-الجمعة على الخطة الأمنية التي قدّمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ"هزم" حماس في قطاع غزة، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء. وقال المكتب في بيان نقلته "فرانس برس" إنّه بموجب هذه الخطة فإنّ الجيش الإسرائيلي "يستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع مساعدات إنسانية على السكّان المدنيين خارج مناطق القتال". وكان موقع أكسيوس الأميركي، قد نقل عن مسؤول إسرائيلي لم يسمه، قوله إن المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، وافق على اقتراح رئيس نتنياهو باحتلال مدينة غزة. وجاء القرار بعد أكثر من 10 ساعات من المشاورات في "الكابينت"، وهو يمثل المرحلة الأولى من هجوم قد يشمل احتلال كامل قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي. ‎وفي وقت لاحق، نقل مراسل "أكسيوس" باراك رافيد على منصة إكس، عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن العملية التي يُعِدّ لها الجيش الإسرائيلي حاليًا تقتصر على مدينة غزة. وأضاف المسؤول أن الهدف هو إجلاء جميع المدنيين الفلسطينيين من مدينة غزة إلى المخيمات المركزية والمناطق الأخرى بحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول المقابل. ومضى قائلا: "سيُفرض حصار على مقاتلي حماس المتبقين في مدينة غزة، وفي الوقت نفسه، سيُشنّ هجوم بري على مدينة غزة. وقد خُوِّل رئيس الوزراء ووزير الأمن (يسرائيل كاتس) بالموافقة على الخطة العملياتية النهائية" للجيش الإسرائيلي. أخبار التحديثات الحية نتنياهو يريد السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتسليمه لقوات عربية حشد عسكري إسرائيلي قرب الحدود مع قطاع غزة يأتي ذلك بينما أظهرت صور أقمار صناعية تجارية أن الجيش الإسرائيلي يقوم بحشد قواته ومعداته بالقرب من حدود قطاع غزة، في خطوة من شأنها دعم غزو بري جديد محتمل للقطاع الفلسطيني، وذلك وفقًا لما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين ومسؤول أميركي سابق اطلعوا على هذه الصور. وقالت الشبكة إن الصور "تُظهر تحركات وتشكيلات عسكرية تعرّف عليها المصادر الأربعة على أنها علامات لعملية برية كبرى وشيكة". وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل تعتزم بالفعل بدء هجوم جديد في غزة، أم أن هذه الخطوة مجرد تكتيك تفاوضي أو أداة ضغط. ويأتي هذا الحشد العسكري في وقت يشهد توترًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ففي 28 يوليو/تموز الفائت، أجرى نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب مكالمة هاتفية خاصة تحولت إلى تبادل صراخ، وسط قلق البيت الأبيض بشأن كيفية سير عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيا وإسرائيليا، بحسب مسؤول أميركي رفيع، واثنين من المسؤولين الأميركيين السابقين، ومسؤول غربي تم إطلاعه على تفاصيل الموضوع. وبدأ التصعيد الأخير في التوتر بين ترامب ونتنياهو في 27 يوليو/تموز الفائت. ففي ذلك اليوم، وخلال مشاركته في فعالية بالقدس المحتلة، قال نتنياهو: "لا توجد سياسة تجويع في غزة. ولا يوجد جوع في غزة". وفي اليوم التالي، وأثناء رحلة إلى اسكتلندا، سُئل ترامب عن هذه التصريحات، فخالف كلام نتنياهو، قائلا إنه شاهد صورًا لأطفال في غزة "يبدون جائعين جدًا"، وأن هناك "جوعًا حقيقيًا"، مضيفًا:"لا يمكنك تزوير ذلك". وبحسب ما نقلت "إن بي سي نيوز" عن مسؤول أميركي رفيع ومسؤول أميركي سابق مطّلع على تفاصيل الاتصال، فإن نتنياهو طالب بعد ذلك بشكل خاص إجراء مكالمة هاتفية مع ترامب. وأوضح المصدران أنه تم ربط الزعيمين خلال ساعات من الطلب. وقال المسؤولون إن نتنياهو أبلغ ترامب عبر الهاتف أن المجاعة الواسعة في غزة غير حقيقية، وأنها من صنع حركة حماس. لكن ترامب قاطع نتنياهو وبدأ بالصراخ، ورفض سماع أن المجاعة "مزيفة"، مؤكدا أن مساعديه أطلعوه على أدلة تثبت أن الأطفال هناك يتضورون جوعًا. ورفض مسؤولو البيت الأبيض التعليق على المكالمة الهاتفية، وكذلك فعل المسؤولون الإسرائيليون. لكن أحد المسؤولين الأميركيين السابقين الذين اطلعوا على تفاصيل الاتصال وصفه بأنه "محادثة مباشرة، في معظمها من طرف واحد، حول وضع المساعدات الإنسانية"، مضيفًا أن "ترامب كان من يتحدث أغلب الوقت"، في حين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لشبكة "إن بي سي نيوز": "نحن لا نعلق على المحادثات الخاصة للرئيس"، مضيفة: "ترامب يركز على إعادة جميع الرهائن وإطعام سكان غزة". وأوضح المسؤول الغربي للشبكة الأميركية أن شن هجوم عسكري لا يزال احتمالًا شديد الخطورة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، لأن حماس متحصنة جيدًا و"لا توجد أي فرصة لقتل كل مقاتليها". وأضاف أن "هناك مخاوف من أن تقوم حماس بقتل الرهائن أو وضعهم في مناطق القتال إذا شعرت بالتهديد". وقال شخص مطلع على المناقشات الإسرائيلية والمسؤول الغربي إن "القوات الإسرائيلية تعرف الموقع العام لجميع الرهائن"، وأضاف أحدهما أن الاعتقاد السائد هو أن هذا الموقع يقع في وسط غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store