logo
إعلام أميركي: وثيقة استخباراتية روسية تشكك في التحالف مع الصين

إعلام أميركي: وثيقة استخباراتية روسية تشكك في التحالف مع الصين

العربيةمنذ 4 ساعات

كشف تقرير إعلامي أميركي، نقلا عن وثائق سرية للمخابرات الروسية، أن أجهزة الأمن الداخلي الروسية تصف الصين، سراً، بالعدوّ.
وذكر التقرير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد على أن صداقة بلاده المتنامية مع الصين راسخة، واعتبر التقرير أن التعاون العسكري والاقتصادي بين موسكو والصين دخل عصره الذهبي.
ولكن في أروقة "لوبيانكا"، مقر جهاز الأمن الداخلي الروسي، تُشير وحدة استخبارات روسية سرية إلى الصينيين بـ"العدو".
وحذّرت هذه الوحدة، التي لم يُكشف عنها سابقًا، من أن الصين تُشكّل تهديدًا خطيرًا للأمن الروسي. ويقول ضباطها إن بكين تُحاول بشكل متزايد تجنيد جواسيس روس والحصول على تقنيات عسكرية حساسة، عن طريق استدراج علماء روس ساخطين وفقا، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وصرح ضباط الاستخبارات الروس بأن الصين تتجسس على عمليات الجيش الروسي في أوكرانيا للتعرف على الأسلحة والحروب الغربية. ويخشون أن يمهد الأكاديميون الصينيون الطريق للمطالبة بأراضٍ روسية.
كما حذّروا من أن عملاء المخابرات الصينية يُمارسون أعمال تجسس في القطب الشمالي باستخدام شركات التعدين ومراكز البحوث الجامعية كغطاء.
ووُضِعَت التهديدات في وثيقة تخطيط داخلية من 8 صفحات لجهاز الأمن الفيدرالي، وهي تُحدد أولويات درء التجسس الصيني.
حصلت "صحيفة نيويورك تايمز" على الوثيقة، وهي غير مؤرخة، ما يُرجِّح أنها مسودة، ويبدو من سياقها وكأنها كُتِبَت في أواخر عام 2023 أو أوائل عام 2024.
وأطلعت الصحيفة 6 وكالات استخبارات غربية على الوثيقة، واعتبرت الوكالات المذكورة كلها أن الوثيقة أصلية وموثوقة.
وتُقدِّم الوثيقة الرؤية الأكثر تفصيلاً من وراء الكواليس حتى الآن لتفكير أجهزة مكافحة التجسس الروسية تجاه الصين.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، غيَّرت العلاقة الجديدة بين موسكو وبكين ميزان القوى العالمي. وتُعَدُّ هذه الشراكة سريعة التوسع واحدة من أكثر العلاقات أهميةً وغموضاً في الجغرافيا السياسية الحديثة، وفقا لتقرير الصحيفة.
ونجت روسيا من سنوات من العقوبات المالية الغربية التي أعقبت الغزو، مُثبتةً خطأ العديد من السياسيين والخبراء الذين توقعوا انهيار اقتصاد البلاد ويعود الفضل في هذا النجاة، إلى الصين، وفقا للصحيفة.
وتعتبر الصين أكبر مشترٍ للنفط الروسي، وتوفر لموسكو رقائق الكمبيوتر الأساسية والبرمجيات والمكونات العسكرية. وعندما هربت الشركات الغربية من روسيا، حلت العلامات التجارية الصينية محلها. ويؤكد البلدان رغبتهما في التعاون في عدد كبير من المجالات، بما في ذلك صناعة الأفلام وبناء قاعدة على سطح القمر.
ويسعى بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ بإصرار إلى شراكة "بلا حدود". لكن مذكرة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي السرية للغاية تُظهر أن هناك، في الواقع، حدودًا. وقال أندريه سولداتوف، الخبير في شؤون أجهزة الاستخبارات الروسية، الذي يعيش بالمنفى في بريطانيا، وتولى مراجعة الوثيقة بناءً على طلب صحيفة "نيويورك تايمز" : "لديك القيادة السياسية، وهؤلاء الرجال جميعًا يؤيدون التقارب مع الصين. وعلى الجانب الآخر، لديك أيضًا أجهزة الاستخبارات والأمن، وهم متشككون للغاية".
وتكشف الوثيقة الروسية عن معركة استخباراتية "متوترة ومتطورة بشكل ديناميكي" في الخفاء بين الدولتين الصديقتين ظاهريًا. وتوضح الوثيقة أنه قبل 3 أيام من غزو بوتين لأوكرانيا عام 2022، وافق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على برنامج جديد لمكافحة التجسس يُسمى "4 Entnet "، وذلك لمنع الجواسيس الصينيين من تقويض المصالح الروسية.
وكانت روسيا تُحوّل جميع مواردها العسكرية والتجسسية تقريبًا صوب أوكرانيا، على بُعد أكثر من 4000 ميل من حدودها مع الصين، وعلى الأرجح كانت موسكو قلقة من محاولة بكين استغلال هذا التشتيت.
وفقًا للوثيقة، لاحظ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تكثيف عملاء الاستخبارات الصينية جهودهم لتجنيد مسؤولين وخبراء وصحافيين ورجال أعمال روس مقرّبين من السلطة في موسكو.
ولمواجهة ذلك، أصدر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تعليمات لضباطه باعتراض "التهديد" و"منع نقل معلومات استراتيجية مهمة إلى الصينيين". وصدرت أوامر للضباط بإجراء اجتماعات شخصية مع مواطنين روس يعملون عن كثب مع الصين، وتحذيرهم من أن بكين تحاول استغلال روسيا والحصول على أبحاث علمية متقدمة، وفقًا للوثيقة.
وأصدر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أمرًا "بالتجميع المستمر للمعلومات حول المستخدمين" على تطبيق المراسلة الصيني "وي تشات". وشمل ذلك اختراق هواتف أهداف التجسس، وتحليل البيانات باستخدام أداة برمجية خاصة تحتفظ بها وحدة تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وفقًا للوثيقة.
وأثار التحالف المحتمل طويل الأمد بين روسيا والصين البالغ عدد سكانهما مجتمعين نحو 1.6 مليار نسمة، وهما مسلحتان بنحو 6000 رأس نووي، قلقًا بالغًا في واشنطن. ويعتقد بعض أعضاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه من خلال التواصل مع بوتين يمكن لواشنطن أن تبدأ في إبعاد روسيا عن الصين، وتجنب ما وصفه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو "بقوتين نوويتين متحالفتين ضد الولايات المتحدة".
وقال ترامب قبيل انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني): "سأضطر إلى تفكيكهما (روسيا والصين)، وأعتقد أنني أستطيع فعل ذلك أيضًا"، وفقا للصحيفة.
وتشير الوثيقة إلى انعدام الثقة وتزايد الشكوك بين موسكو وبكين، حيث تُجري الصين اختبارات كشف الكذب على عملائها فور عودتهم من روسيا، وتُشدد الرقابة على 20 ألف طالب روسي في الصين، وتُحاول تجنيد الروس المتزوجين صينيات كجواسيس مُحتملين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روسيا تشن هجوماً على منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب
روسيا تشن هجوماً على منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب

الشرق الأوسط

timeمنذ 44 دقائق

  • الشرق الأوسط

روسيا تشن هجوماً على منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب

أعلن الجيش الروسي، الأحد، شن هجوم على منطقة دنيبروبتروفسك المتاخمة لدونيتسك في شرق أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وقال الجيش عبر «تلغرام» إن «وحدات من الفرقة 90 المدرعة (...) بلغت الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية، وتواصل شن هجوم على أراضي منطقة دنيبروبتروفسك»، مستخدماً تسمية موسكو لمنطقة دونيتسك بعد إعلان ضمها. كذلك، أعلنت موسكو السيطرة على قرية زاريا الصغيرة في منطقة دونيتسك. ويشكل دخول الجيش الروسي لمنطقة دنيبروبتروفسك إخفاقاً رمزياً جديداً للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبات على الجبهة على صعيد العديد والعتاد، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وفيما يتجاوز البعد الرمزي، يُمكن أن يكون لهذا التقدم الذي سجلته القوات الروسية قيمة استراتيجية ميدانية، في وقت تدفع الولايات المتحدة نحو مباحثات دبلوماسية بين موسكو وكييف سعياً إلى وضع حد للنزاع. وقبل الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، كان نحو ثلاثة ملايين شخص يقيمون في منطقة دنيبروبتروفسك، نحو مليون منهم في العاصمة الإقليمية دنيبرو التي تتعرض على الدوام لضربات روسية بمسيرات وصواريخ. ولجأ عدد كبير من أوكرانيي دونيتسك ولوغانسك إلى مدينة دنيبرو في المرحلة الأولى من هجوم القوات الروسية.

ميدفيديف: كييف ترفض تسلم جثث جنودها حتى لا تدفع تعويضات لأراملهم
ميدفيديف: كييف ترفض تسلم جثث جنودها حتى لا تدفع تعويضات لأراملهم

الشرق الأوسط

timeمنذ 44 دقائق

  • الشرق الأوسط

ميدفيديف: كييف ترفض تسلم جثث جنودها حتى لا تدفع تعويضات لأراملهم

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف إن كييف ترفض تسلم جثث جنودها القتلى حتى لا تدفع تعويضات لأراملهم، ولأنها ترفض الاعتراف بوصول عدد الجثث لـ6 آلاف. وكتب ميدفيديف في منشور على منصة «إكس» أن كييف ترفض تسلم جثث الجنود «لأنها تخشى الاعتراف بأن هناك 6 آلاف جثة، كما أنها لا تريد دفع تعويضات لأرامل أولئك الجنود». ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي (أ.ب) يأتي ذلك، فيما نقلت وكالة «تاس» للأنباء عن الليفتنانت جنرال الروسي ألكسندر زورين قوله الأحد، إن قطارات تحمل جثث جنود أوكرانيين ستبدأ في التحرك صوب الحدود في غضون ساعة. وأضاف أن هناك إشارات تدل على تأجيل نقل الجثث حتى الأسبوع المقبل. وتبادلت روسيا وأوكرانيا أمس السبت الاتهامات بتعطيل عملية تبادل أسرى من المقرر إجراؤها نهاية هذا الأسبوع، عقب ضربات روسية واسعة النطاق طالت خصوصاً خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية. وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي على منصات التواصل الاجتماعي: «أرجأ الجانب الأوكراني بشكل غير متوقع ولفترة غير محددة تسلّم الجثث، وتبادل أسرى الحرب». لكن الهيئة الأوكرانية لتنسيق معاملة أسرى الحرب قالت في بيان إنه لم يكن هناك موعد محدد لإعادة الجثث، وإن روسيا لا تلتزم بالمعايير المتفق عليها لتبادل أسرى الحرب، واتهمت موسكو بممارسة «ألعاب قذرة»، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت روسيا أمس السبت إن أوكرانيا أجلت بشكل غير متوقع تبادل أسرى حرب واستلام جثث الجنود لأجل غير مسمى. وقالت كييف إن ادعاءات روسيا غير صحيحة. وكانت عملية التبادل هذه، التي كانت مقررة نهاية هذا الأسبوع بحسب موسكو وكييف، النتيجة الملموسة الوحيدة للمحادثات الروسية-الأوكرانية المباشرة التي جرت في تركيا الاثنين. وبموجبها يتبادل الجانبان 500 أسير حرب لكل منهما، بعدما سبق أن تبادلا ألف أسير من كل جانب في مايو (أيار). كذلك اتفقت كييف وموسكو على تبادل جثث آلاف العسكريين. وأكّدت موسكو السبت أنها أرسلت لأوكرانيا لائحة قالت الأخيرة إنها «لا تتوافق» مع شروط الاتفاق. وفيما يتعلق بجثث الجنود، دعا ميدينسكي كييف إلى «استعادة جثث 6 آلاف جندي أوكراني»، من بينها «1212 موجودة في موقع التبادل». وردّت أوكرانيا بأنه «لم يُحدد أي موعد بعد».

إغلاق مطارين بعد هجوم أوكراني بطائرات مُسيَّرة على موسكو
إغلاق مطارين بعد هجوم أوكراني بطائرات مُسيَّرة على موسكو

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

إغلاق مطارين بعد هجوم أوكراني بطائرات مُسيَّرة على موسكو

قالت السلطات الروسية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد)، إن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مُسيَّرة مستهدفة موسكو، أدى إلى إغلاق اثنين من المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة. وذكر سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو على تطبيق «تلغرام» أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 9 طائرات مُسيَّرة كانت متجهة إلى موسكو، بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينيتش. وأضاف سوبيانين أن فرق الطوارئ توجهت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المُسيَّرة في الهجوم الذي وقع خلال الليل. ولم يتم الإبلاغ بعد عن وقوع أي أضرار، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. بدوره، أفاد حاكم منطقة تولا بأن هجوماً شنته أوكرانيا بطائرات مُسيَّرة أدى لاندلاع حريق استمر وقتاً قصيراً في مصنع آزوت للكيماويات، وأسفر عن إصابة شخصين. وقال دميتري ميلياييف حاكم المنطقة على تطبيق «تلغرام»: «تم إخماد الحريق». وأضاف أنه لا يوجد تهديد لجودة الهواء بالقرب من المصنع، ولكن المراقبة البيئية ستستمر. وذكر فلاديسلاف شابشا حاكم منطقة كالوجا، أن الدفاعات الجوية دمرت 7 طائرات مُسيَّرة فوق المنطقة. وتحد منطقتا تولا وكالوجا منطقة موسكو من جهة الجنوب. ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل. ولم يصدر تعليق حتى الآن من أوكرانيا. وقالت وكالة النقل الجوي الاتحادية الروسية (روسافياتسيا) على «تلغرام» إنها أوقفت الرحلات في مطاري فنوكوفو ودوموديدوفو لضمان سلامة الملاحة الجوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store