logo
الحوسبة المحيطة

الحوسبة المحيطة

الرياضمنذ 7 ساعات

عندما أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي المفتوح الأسبوع الماضي عن استحواذها على (io) بقيمة 6,5 مليارات دولار، وهي شركة ناشئة لأجهزة الذكاء الاصطناعي بقيادة مصمم آبل السابق جوني إيف، أخذ عالم التقنية في وادي السيلكون الأمر بجدية. لكن هذه ليست مجرد حالة أخرى لشركة برمجيات تستحوذ على مواهب في صناعة الأجهزة. وراء الاستحواذ رؤية بعيدة المدى للتقدم في السباق نحو الحوسبة المحيطة - رؤية للتقنية تذهب أبعد من الشاشة التي تحدق بها، إنما تجدها حاضرة بهدوء وذكاء في العالم الذي يحيط بك.
لسنوات، اقتصر الذكاء الاصطناعي وما يزال على السحابة، ويخدمنا من خلال مربعات النصوص والتطبيقات ومحركات البحث التي تتراءى لنا على الشاشة. في المقابل، تعد الحوسبة المحيطة بشيء أكثر جذرية: أجهزة تدرك السياق وغير مزعجة ومدمجة بسلاسة في الحياة اليومية. تعرف هذه الأنظمة متى تتحدث ومتى تبقى صامتة. أجهزة تلاحظ دون أن تتدخل، يساعد دون أن يطلب منه ذلك، ويتلاشى في الخلف مهما كان قادرا على المساعدة.
نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوح حاليا تفاعلية في محادثاتها قابلة للتكيف وتستطيع استباق الأحداث وتتعامل معها. لكن ما يشير إليه دمج ذكاء البرنامج مع روح التصميم الذي يمتلكه جوني آيف أننا مقبلون على مستقبل لا يصبح فيه الذكاء الاصطناعي ظاهرا في حياتنا، إنما يكون له وجود غير مرئي. تخيل منزلا بدون واجهات مرئية للاستخدام لكنه مليء بالذكاء الاصطناعي المندمج في كل جزء من المبنى، ربما يصبح الذكاء الاصطناعي موجودا في صورة يمكن ارتداؤها، ليس ذلك فقط، إنما كما فعلت آبل بجعل تطبيقاته حاضرة في أجهزته كلها من الهاتف المحمول إلى الحاسب المكتبي، معك أينما تذهب، يستمع ويفكر معك، يستجيب للأحداث دون الحاجة إلى الشاشة.
هذه الرؤية لها آثار عميقة. في عالم تهيمن فيه الشاشات على انتباهنا، توفر الحوسبة المحيطة بديلا أكثر هدوءا، التقنية التي تعمل دون طلب، إنه يدعونا إلى التصميم من أجل الثقة والحضور والبساطة، إنه يتحدى شركات التقنية للتوقف عن بناء الأجهزة التي أدمنها الناس، والبدء في بناء أجهزة من نوع جديد.
لكنه يرفع المخاطر أيضا. الأنظمة المحيطة، بطبيعتها، تعمل دائما، وتستمع دائما، وتتعلم دائما، يجب أن تتطور خصوصية هذه التقنية وأخلاقياتها وإدارتها بالسرعة نفسها. يخاطر الذكاء الاصطناعي المفتوح في خطوته هذه، باقتحام منطقة جديدة لم يسبقهم إليها أحد لها تحدياتها الخاصة التي لم تحسم اليوم تماما.
سنرى في السنوات القادمة نتائج الاستحواذ الجديد وما سيؤدي إليه، إنما الأمر ليس متعلقا فقط بحضور الذكاء الاصطناعي حولنا، بل بكيف يعيد هندسة علاقتنا مع البرمجيات التي نستخدمها يوميا، معيدا تعريف علاقتنا بالحوسبة نفسها. الشراكة مع جوني إيف قد تعني ثورة جديدة في الأجهزة والتطبيقات أعمق من تحسين تجربة المستخدم وإن انطلقت منها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ميزات جديدة لحواسب Apple
ميزات جديدة لحواسب Apple

الوطن

timeمنذ 5 ساعات

  • الوطن

ميزات جديدة لحواسب Apple

تستعد شركة «آبل» للإعلان عن نظام macOS 16 الذي سيحمل لحواسبها العديد من الميزات الجديدة والمهمة. وتبعا للأحدث التسريبات فإن النظام الجديد سيحصل على تصميم مختلف بشكل جذري مقارنة بتصاميم أنظمة macOS السابقة، إذ تسعى «آبل» لجعل أنظمة أجهزتها مثل، iOS وiPadOS و macOS متشابهة من حيث واجهات التشغيل لتوفير سهولة أكبر في استخدام هذه الأجهزة، ومع التغيير القادم لنظام تشغيل حواسبها سيتغير المظهر العام لواجهات التشغيل، وستحصل الحواسب على أشكال جديدة لأيقونات التطبيقات، وعلى نوافذ وأزرار تحكم جديدة. من الأمور المهمة التي سيحملها macOS 16 لحواسب آبل أيضًا ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence، ومع هذه الميزات ستتحسن قدرات المساعد الصوتي «سيري» ليكون أكثر قدرة على التفاعل مع المستخدم. ويشير المدون الشهير مارك جورمان إلى أن النسخة القادمة من «سيري» في حواسب آبل ستستخدم نماذج لغوية كبيرة (LLMs) تتيح إجراء محادثات طويلة مع المستخدم، مع القدرة على تنفيذ الطلبات المعقدة بسرعة عالية، إذ سيكون هذا المساعد قادرًا على التفاعل مع المستخدم بأسلوب أقرب إلى الأسلوب البشري.

المقالالذكاء الاصطناعي رهان المستقبل
المقالالذكاء الاصطناعي رهان المستقبل

الرياض

timeمنذ 7 ساعات

  • الرياض

المقالالذكاء الاصطناعي رهان المستقبل

يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يعد إحدى أهم مفرزات رحلة الابتكار التي صاحبت نهاية مرحلة الثورة الصناعية الرابعة، والتي تشكل خلالها أدوات تطور معطيات الثورة التكنولوجية والتقنيات الرقمية والأنظمة الذكية والتطبيقات البرمجية، ولكن اليوم تتشكل تطورات تطبيقات الذكاء الاصطناعي بصورة أكثر ابتكارا بفضل الخوارزميات المتقدمة، وهو ما يعد بمثابة إعلان بدء مرحلة جديدة لنشأة الثورة الصناعية الخامسة والدخول لعصر ما بعد اكتشاف الذكاء الاصطناعي، والتي يجري العمل فيها على الجمع بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتسخيرهما إن جاز القول لخدمة كافة الاحتياجات البشرية؛ فالذكاء الاصطناعي بلا شك هو لغة اليوم للارتقاء بعمل منظومة المشروعات التنموية وجودة عمل كافة القطاعات التشغيلية والمجالات الخدمية والقطاعات الإنتاجية، واقتناص الفرص الاقتصادية، وتقليل الإنفاق بالاعتماد على العنصر البشري، وخلق بيئات صناعية متطورة وذات تشغيل وإنتاج عالٍ يتماشى مع ما يعيشه العالم من سرعة في كافة المجالات الحديثة والقطاعات الواعدة. في الأيام القريبة الماضية وكما تعودنا في هذا الوطن الغالي من سباق مع الزمن واستشراف للمستقبل بمشاريع نوعية تلامس ما تعيشه مملكتنا العزيزة من حراك مستمر وتحاكي المتغيرات التكنولوجية العالمية، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إطلاق شركة "هيوماين"، والتي تهدف إلى تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في منظومة هذا القطاع الحيوي؛ حيث ستعمل هذه الشركة على تقديم أحدث نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن ذلك تطوير أحد أفضل النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) باللغة العربية، إلى جانب الجيل الجديد من مراكز البيانات، والبنية التحتية للحوسبة السحابية؛ ويتوقع لهذه الشركة أن تعمل على تعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي للوطن من خلال الاستثمار والشراكات الدولية، مع الاستفادة من ما تتمتع به المملكة من مزايا استراتيجية تنافسية وبنية رقمية حديثة واستغلالها في الربط بين شبكات التواصل وتوظيفها في سرعة معالجة كميات ضخمة من البيانات، بجانب دعم عمليات بناء القدرات والبحث والابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث توجت المملكة مؤخرا بتصدرها لمعيار الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي عالميا على المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي عام (2024م). إطلاق شركة "هيوماين" يؤكد حسن القيادة وتفرد التخطيط وشمولية التوجه وتعزيز الريادة في كل ما من شأنه خدمة مصالح الوطن ومواطنيه، ومن ذلك تفعيل آليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في رؤية الوطن الواعدة ومزاوجة ذلك بما بذل ويبذل من جهود نوعية للارتقاء بأداء القطاعات الخدمية والإنتاجية، باعتباره أي الذكاء الاصطناعي والروبوتات رافد مهم سيخدم كافة القطاعات الخدمية الأساسية والصناعية المتنوعة، لتتكامل بدورها مع ما تستوجبه معطيات الابتكار العالمية من انتقال وتماشيا مع ما يعيشه العالم من إعادة تشكل لاقتصاداته بحسب ما تفرضه المرحلة الحالية من وجوب تماهيها مع معطيات تسلسل الثورات الصناعية الجديدة؛ فالذكاء الاصطناعي هو رهان المستقبل، أو كما يوصف مجازا "ببترول" المستقبل، حيث تشير كثير من الدراسات العالمية أن الاستثمار في تطبيقاته يفوق الاستثمار في عمليات التنقيب عن النفط.

الحوسبة المحيطة
الحوسبة المحيطة

الرياض

timeمنذ 7 ساعات

  • الرياض

الحوسبة المحيطة

عندما أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي المفتوح الأسبوع الماضي عن استحواذها على (io) بقيمة 6,5 مليارات دولار، وهي شركة ناشئة لأجهزة الذكاء الاصطناعي بقيادة مصمم آبل السابق جوني إيف، أخذ عالم التقنية في وادي السيلكون الأمر بجدية. لكن هذه ليست مجرد حالة أخرى لشركة برمجيات تستحوذ على مواهب في صناعة الأجهزة. وراء الاستحواذ رؤية بعيدة المدى للتقدم في السباق نحو الحوسبة المحيطة - رؤية للتقنية تذهب أبعد من الشاشة التي تحدق بها، إنما تجدها حاضرة بهدوء وذكاء في العالم الذي يحيط بك. لسنوات، اقتصر الذكاء الاصطناعي وما يزال على السحابة، ويخدمنا من خلال مربعات النصوص والتطبيقات ومحركات البحث التي تتراءى لنا على الشاشة. في المقابل، تعد الحوسبة المحيطة بشيء أكثر جذرية: أجهزة تدرك السياق وغير مزعجة ومدمجة بسلاسة في الحياة اليومية. تعرف هذه الأنظمة متى تتحدث ومتى تبقى صامتة. أجهزة تلاحظ دون أن تتدخل، يساعد دون أن يطلب منه ذلك، ويتلاشى في الخلف مهما كان قادرا على المساعدة. نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوح حاليا تفاعلية في محادثاتها قابلة للتكيف وتستطيع استباق الأحداث وتتعامل معها. لكن ما يشير إليه دمج ذكاء البرنامج مع روح التصميم الذي يمتلكه جوني آيف أننا مقبلون على مستقبل لا يصبح فيه الذكاء الاصطناعي ظاهرا في حياتنا، إنما يكون له وجود غير مرئي. تخيل منزلا بدون واجهات مرئية للاستخدام لكنه مليء بالذكاء الاصطناعي المندمج في كل جزء من المبنى، ربما يصبح الذكاء الاصطناعي موجودا في صورة يمكن ارتداؤها، ليس ذلك فقط، إنما كما فعلت آبل بجعل تطبيقاته حاضرة في أجهزته كلها من الهاتف المحمول إلى الحاسب المكتبي، معك أينما تذهب، يستمع ويفكر معك، يستجيب للأحداث دون الحاجة إلى الشاشة. هذه الرؤية لها آثار عميقة. في عالم تهيمن فيه الشاشات على انتباهنا، توفر الحوسبة المحيطة بديلا أكثر هدوءا، التقنية التي تعمل دون طلب، إنه يدعونا إلى التصميم من أجل الثقة والحضور والبساطة، إنه يتحدى شركات التقنية للتوقف عن بناء الأجهزة التي أدمنها الناس، والبدء في بناء أجهزة من نوع جديد. لكنه يرفع المخاطر أيضا. الأنظمة المحيطة، بطبيعتها، تعمل دائما، وتستمع دائما، وتتعلم دائما، يجب أن تتطور خصوصية هذه التقنية وأخلاقياتها وإدارتها بالسرعة نفسها. يخاطر الذكاء الاصطناعي المفتوح في خطوته هذه، باقتحام منطقة جديدة لم يسبقهم إليها أحد لها تحدياتها الخاصة التي لم تحسم اليوم تماما. سنرى في السنوات القادمة نتائج الاستحواذ الجديد وما سيؤدي إليه، إنما الأمر ليس متعلقا فقط بحضور الذكاء الاصطناعي حولنا، بل بكيف يعيد هندسة علاقتنا مع البرمجيات التي نستخدمها يوميا، معيدا تعريف علاقتنا بالحوسبة نفسها. الشراكة مع جوني إيف قد تعني ثورة جديدة في الأجهزة والتطبيقات أعمق من تحسين تجربة المستخدم وإن انطلقت منها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store