الشارع يغلي... وحزب الله يجهّز مفاجأة مدوّية للحكومة!
كتب المحرر السياسي في القناة الثالثة والعشرين :
في ظلّ تراكم الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان، يطفو على السطح مجددًا ملف إعادة الإعمار، لا سيما في المناطق التي تضرّرت من المواجهات والحروب الأخيرة، وفي مقدّمتها الجنوب والضاحية الجنوبية. لكن الجديد في هذا الملف هو الشعور المتزايد بالإحراج داخل أوساط 'حزب الله'، نتيجة التعثر الواضح في تحريك هذا الملف، وسط عجز الدولة وغياب أي مبادرة دولية عملية.
تشير مصادر سياسية متابعة إلى أنّ 'حزب الله' بدأ يرفع منسوب التوتر في الداخل عبر قنواته الإعلامية والسياسية، مشيرة إلى أن خيار تحريك الشارع بات حاضرًا بقوة على طاولة الحزب، تحت عنوان الضغط على الحكومة لإعطاء الأولوية لملف الإعمار. فالأهالي ينتظرون، والبنى التحتية منهارة، فيما الدولة تبدو مستسلمة أمام شلل إداري ومالي قاتل.
ورغم تطمينات خجولة من بعض الدول الصديقة للبنان، وعلى رأسها قطر والعراق، إلا أن هذه الوعود لم تترجم فعليًا إلى دعم ملموس. فالمساعدات الخارجية لا تزال معلّقة على شروط سياسية وإصلاحية، فيما تغيب خطة وطنية واضحة تحدد الأولويات، وتوزّع المسؤوليات، وتضمن الشفافية.
في هذا السياق، يبدو أن 'حزب الله' يدرس إعادة استخدام ورقة الشارع الشعبي، التي لطالما كانت أداة فاعلة في تعديل مسارات السلطة حين تتلكأ في اتخاذ قرارات استراتيجية. فهل تكون التحركات القادمة على شكل احتجاجات شعبية منظمة؟ وهل سيتم حشد بيئة المقاومة في الشوارع لإيصال الرسالة إلى السراي الحكومي، وربما إلى المجتمع الدولي أيضًا؟
الواقع أن الحزب يدرك جيدًا أن الوقت لا يعمل لصالحه. فمع تفاقم الأزمة الاجتماعية، وارتفاع معدلات البطالة، وتزايد النقمة في قواعده الشعبية، بات لزامًا عليه أن يتحرك، أو على الأقل أن يظهر أنه يتحرك، لحماية صورته ودوره في بيئته الحاضنة.
لكن، يبقى السؤال الأهم: هل سيلجأ 'حزب الله' فعليًا إلى هذا الخيار التصعيدي، أم أنه يلوّح به فقط لتسريع الحركة في دوائر القرار؟ البعض يرى أن الحزب ما زال يفضّل خيار التفاهمات البعيدة عن الشارع، تفاديًا لأي انفلات أو استغلال خارجي، لكن في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل أن نفاد الصبر في بيئته قد يفرض عليه النزول إلى الأرض، ولو بشكل تدريجي.
أمام حكومة محاصَرة بالانهيارات، وحزب محاصر بتوقعات جمهوره، وغياب تام لأي مظلة إنقاذ خارجية، يبدو مشهد الإعمار وكأنه معركة قادمة، لا تقلّ حساسية عن معارك السياسة والسلاح. فهل تكون "معركة الإعمار" هي العنوان الجديد للاشتباك بين الحزب والدولة؟ أم سيُفتح لها باب تسوية مؤقتة تحفظ ماء وجه الجميع؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 40 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
خلافات في بلديات… واستقالات؟!
ما إن انتهت الانتخابات البلدية والاختيارية حتّى باتت تظهر الخلافات داخل بعض المجالس البلدية، خصوصًا تلك التي وُلدت نتيجة تحالفاتٍ بين قوى سياسية مختلفة. وعلم 'هنا لبنان' أنّ الانقسامات داخل بعض المجالس البلدية ستظهر تباعًا، وقد نشهد استقالات، كما قد تصاب مجالس بلدية بحالة شلل بسبب الخلافات، وقد تكون الانتخابات النيابية المقبلة سببًا أيضًا في زيادة حجم التبايُنات داخل عددٍ من البلديات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 40 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
سابقة قضائية في ملف المرفأ... القاضي غسان الخوري أمام البيطار!
عَلٍمَ "ليبانون ديبايت" أن جلسة استجواب المحامي العام التمييزي، القاضي غسان الخوري، أمام المحقق العدلي في ملف تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، قد انتهت اليوم الجمعة، في قصر العدل. وكان قد أشارت معلومات لـ"ليبانون ديبايت"، أن البيطار قد حدّد جلسة الاستجواب في ٣٠ أيار الجاري، بصفة القاضي الخوري مدعى عليه في الملف، وهي خطوة تُعتبر سابقة في تاريخ القضاء اللبناني، نظرًا إلى الدور المحوري الذي اضطلع به الخوري في التحقيقات الأولية بعد وقوع الانفجار في 4 آب ٢٠٢٠. ويُشار إلى أن القاضي الخوري كان قد أوقف عدداً من المشتبه بهم خلال تلك المرحلة، واستند المحقق العدلي السابق القاضي فادي صوان، ومن بعده القاضي البيطار، إلى تلك التحقيقات التمهيدية في مسار عملهما القضائي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
بالصور- تفاصيل عملية إسرائيلية سرية داخل الأراضي السورية ضد الحزب...تحت جنح الظلام
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنودا من الكتيبة 7006 الاحتياط في لواء غولاني نفذوا عملية اقتحام سرية تحت جنح الظلام في قرية الخضر بالأراضي السورية. وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن "قرار اتخاذ هذا الإجراء جاء بناء على تقييم استخباراتي يفيد بوجود كميات كبيرة من أسلحة حزب الله في القرية، والتي كانت مخصصة لعمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي". وأضافت: "تمكنت القوات، في عملية مشتركة بين الفرسان والمشاة، من إحباط التهديد والعودة دون مواجهة أي مقاومة تذكر. ومن بين الأسلحة العديدة التي تم تدميرها: بنادق قنص وبنادق كلاشينكوف وقاذفات آر بي جي وصواريخ". وبحسب الإعلام العبري، عمل مقاتلو الكتيبة في قطاع جبل دوف، وفي داخل لبنان، وفي القطاع الغربي - والآن على الحدود السورية. وتتمثل مهمتهم الرئيسية في حماية الحدود ومنع التسلل للداخل الإسرائيلي والحفاظ على المنطقة الأمنية.