logo
غروسي: ما فعلته إيران "خطوة سيئة"

غروسي: ما فعلته إيران "خطوة سيئة"

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الإثنين، إن جمع إيران لوثائق سرية خاصة بالوكالة التابعة للأمم المتحدة خطوة "سيئة" تتعارض مع روح التعاون التي يجب أن تكون سائدة بين الوكالة وطهران.
وذكرت الوكالة في تقرير سري عن إيران أرسلته إلى الدول الأعضاء في 31 مايو واطلعت عليه رويترز أن لديها "أدلة قاطعة على أن إيران جمعت بنشاط وثائق سرية للغاية تخص الوكالة وحللتها".
وجاء في التقرير أن هذا "يثير مخاوف جدية إزاء روح التعاون من جانب إيران" ويمكن أن يقوض عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، لكن طهران قالت في بيان للدول الأعضاء الأسبوع الماضي إن الاتهام الوارد في التقرير "محض افتراء" وإنه جاء "دون تقديم أي دليل أو وثيقة إثبات".
ويعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة اجتماعا فصليا هذا الأسبوع. وتخطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لاقتراح قرار ليتبناه المجلس
وقال غروسي في مؤتمر صحفي "هنا، للأسف، وهذا يعود إلى بضع سنوات مضت... استطعنا أن نحدد بكل وضوح أن وثائق تخص الوكالة كانت في أيدي السلطات الإيرانية، وهو أمر سيئ".
وأضاف: "نعتقد أن عملا كهذا لا يتوافق مع روح التعاون".
وردا على سؤال بشأن طبيعة الوثائق وما إذا كانت وثائق إيرانية في الأصل استولت عليها إسرائيل وتم تسليمها للوكالة، قال غروسي: "كلا، لقد تلقينا الوثائق من دول أعضاء، ولدينا أيضا تقييماتنا الخاصة بشأن الوثائق والمعدات وما إلى ذلك".

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

.. «كجلمود صخر.. حطه السيل من علِ»!
.. «كجلمود صخر.. حطه السيل من علِ»!

الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوطن

.. «كجلمود صخر.. حطه السيل من علِ»!

العنوان أعلاه، لشطر البيت الشهير لامرئ القيس، والذي قصد به مدح جواده في دلالة على قوته. لكنني هنا سأستخدم وصف «الجلمود» والمعني به الصخر الصلد لأسقطه على السطور أدناه، ناصحاً من خلالها القياديين وأصحاب المسؤوليات بألا يكونوا «جلاميد» كالصخور، لكن في جانب معين. اليوم لم يعد تقييم المسؤولين محصوراً في قدرتهم على اتخاذ القرارات أو تحقيق المؤشرات الرقمية، بل اتسعت دائرة التقييم لتشمل بُعداً أكثر حساسية، وأعني قدرتهم على بناء علاقات صحية ومستقرة مع فرقهم. وفي هذا الإطار، يظهر التعامل بالفوقية كواحد من أكثر السلوكيات التي تُضعف الثقة وتعرقل الأداء الجماعي. وعلى الرغم من أن بعض القادة قد يمارسون هذا السلوك بدافع الثقة الزائدة أو دون وعي كامل بتأثيره، إلا أن نتائجه غالباً ما تكون مدمرة. الفوقية في محيط العمل لا تُقرأ على أنها حزم أو قوة شخصية، بل تُفهم في الغالب على أنها استخفاف بالآخرين وتقليل من شأن مساهماتهم. هذه الديناميكية تؤدي إلى فتور العلاقات وتآكل الثقة داخل الفريق، كما تقوّض الحافز، وتُضعف الروح المعنوية. الموظف الذي يشعر أن رأيه غير مقدّر، أو أن تفاعله يُقابل بالتجاهل، لن يستمر في بذل الجهد أو المشاركة الفعالة. وبمرور الوقت، يتحول مكان العمل إلى بيئة طاردة للمبادرة والإبداع، ما ينعكس سلباً على جودة القرارات ومستوى الأداء العام. السلوك المتعالي يعزل القائد تدريجياً عن الواقع. وعندما لا يشعر أعضاء الفريق بالأمان للتعبير عن ملاحظاتهم أو اعتراضاتهم، يصبح القائد محاطاً بصدى صوته فقط. ويؤدي هذا إلى بناء تصورات غير دقيقة واتخاذ قرارات غير مدروسة، قائمة على معلومات منقوصة أو مجاملة مفرطة. التواضع اليوم من أهم السمات القيادية في المؤسسات التي تسعى لبناء ثقافة صحية ومستدامة. القائد المتواضع لا يُقلل من مكانته، بل يُدرك حجمها، دون أن ينكر أدوار الآخرين. هذا النمط من القيادة يخلق مساحة للعمل المشترك، حيث يشعر كل فرد بقيمته، ويُدرك أن صوته مسموع. كما أن الإصغاء الحقيقي لملاحظات الفريق، خصوصاً تلك التي تتعارض مع رأي القائد، يُعبر عن نضج مهني وذكاء عاطفي أكثر من كونه ضعفاً أو تردداً. الأمر لا يتوقف عند أسلوب التواصل، بل يمتد إلى التفاصيل اليومية التي تصنع الفارق في الثقافة المؤسسية. كلمة شكر في وقتها، أو اعتراف بالخطأ دون تبرير، قد تكون أقوى أثراً من أي حافز مادي. والقائد الذي يعترف بأخطائه لا يفقد سلطته، بل يعزز مصداقيته، ويُظهر لفريقه أن المساءلة تبدأ من الأعلى. الرهان على الهيبة المصطنعة والتمايز الشكلي لم يعد مجدياً في بيئة العمل الحديثة. وفي زمن أصبحت فيه الشفافية والتمكين قيماً أساسية، يفقد القائد المتعالي قدرته على التأثير الفعلي. لنتذكر، النجاح لم يعد يُقاس بمن يعلو على فريقه، بل بمن يستطيع أن يرتقي بفريقه بأكمله.

96 نائباً بريطانياً يطالبون بحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
96 نائباً بريطانياً يطالبون بحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية

الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوطن

96 نائباً بريطانياً يطالبون بحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية

وجه 96 نائباً في مجلس العموم البريطاني رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، دعوا فيها إلى فرض عقوبات على إسرائيل، على خلفية ما وصفوه بجرائم الحرب المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وطالب النواب، عبر بيان نُشر على منصة "إكس"، بتعليق اتفاقية التجارة المبرمة بين بريطانيا وإسرائيل، وفرض حظر شامل على التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. وأكد النواب أن حجم الدمار الهائل في غزة "يُشكل تهديداً جدياً بوقوع إبادة جماعية"، معتبرين أن استمرار المملكة المتحدة في علاقاتها التجارية والعسكرية مع إسرائيل دون مراجعة يعد تواطؤاً صامتاً مع الانتهاكات. وفي السياق ذاته، دعا النائب المستقل جيريمي كوربين، رئيس الوزراء ستارمر، إلى فتح تحقيق مستقل شبيه بتحقيق لجنة تشلكوت الذي تناول تورط بريطانيا في حرب العراق، وذلك بهدف كشف حجم انخراط المملكة المتحدة في ما وصفها بـ"حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة". وأوضح كوربين، النائب عن دائرة إزلنجتون نورث، أنه طالب مراراً بإجابات حول استمرار تصدير مكونات طائرات "إف-35" لإسرائيل، ودور القواعد العسكرية البريطانية، والموقف القانوني من توصيف الإبادة الجماعية، غير أنه قوبل – بحسب تعبيره – بـ"التهرب والصمت الحكومي المتكرر". وأشار كوربين إلى أن عدد الضحايا في قطاع غزة تجاوز 61 ألفاً، بينهم شهداء ومفقودون، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 110 آلاف شخص، أي ما يعادل واحداً من كل 20 من السكان. كما أوضح أن نحو 92% من الوحدات السكنية في القطاع إما دُمرت أو تعرضت لأضرار جسيمة، فيما يواجه مسؤولان إسرائيليان حالياً أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وانتقد كوربين ما اعتبره "تعتيماً متعمداً" من الحكومة البريطانية على دورها ومسؤولياتها، محذراً من أن "التاريخ يعيد نفسه"، في إشارة إلى الأخطاء التي رافقت قرار لندن بغزو العراق عام 2003، والذي وُصف حينها بأنه بُني على معلومات استخباراتية معيبة.

الأب شربل رزق: الدين المسيحي قائم على المحبة بمن فيهم الأعداء.. لأن البشر 'إخوة'
الأب شربل رزق: الدين المسيحي قائم على المحبة بمن فيهم الأعداء.. لأن البشر 'إخوة'

البلاد البحرينية

timeمنذ 2 ساعات

  • البلاد البحرينية

الأب شربل رزق: الدين المسيحي قائم على المحبة بمن فيهم الأعداء.. لأن البشر 'إخوة'

ما هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الحوار بين الأديان؟ أن يكون مبنيًا على الفهم المتبادل، لا على الفرض أو الإقناع؛ لأن الفرض يؤدي إلى صراعات بينما الفهم يبني التعايش، وإذا تحوّل الحوار إلى محاولة لفرض العقيدة، سيصل بنا إلى أزمات وحروب وتداعيات خطيرة. أما إذا كان هدفنا هو فهم الآخر واحترامه، دون أن نطلب منه يكون مثلنا، فبذلك سنستطيع أن نبني علاقة قائمة على التقدير المتبادل، ونرى القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعنا بدلا من التي تفرقنا، وهنا يبرز دور الأديان كمؤسسات تسعى إلى الخير العام، وتغذي روح المحبة والتسامح والتواضع. هل تؤمن بأن التنوع الديني يمكن أن يكون مصدر قوة للمجتمعات؟ بالطبع، فالتنوع والاختلاف يشكلان عاملًا مساعدًا في تطور الإنسان، ولم يخلقنا الله عبثًا، بل جعل وجودنا على هذه الأرض بهدف البحث عن الحقيقة والتأمل فيها، ولكي نتمكن من اكتشافها، نحن بحاجة إلى عناصر عدة تساعدنا في التمييز بين الحقائق وبين نعمة الله ومشيئته. هذا التنوع يتجلى في مختلف المستويات، سواء الثقافية أو اللغوية أو الحضارية، وكذلك في البعد الديني والروحي، الذي يعد جزءًا أساسيًا من تكويننا كبشر. كيف يمكن للقادة الدينيين المساهمة في تعزيز قيم التعايش؟ تلعب القيادة الدينية دورًا محوريًا في المجتمع، إذ تتولى مسؤوليتين أساسيتين: الأولى تتعلق بالإدارة والتنظيم الداخلي للمؤسسة الدينية، والثانية بتمثيل الدين والإيمان أمام الآخرين. ونظرًا لحساسية هذا الدور؛ فإن القادة الدينيين يُعدّون مرآة تعكس القيم الروحية والمبادئ الدينية في تعاملهم مع الآخرين، لذا من الضروري أن يتحلوا بالحكمة، والرزانة، والانفتاح، وقبول الآخر، إضافة إلى مهارات الإصغاء العميق؛ ليتمكنوا من تقديم صورة واضحة وإيجابية للدين الذي يمثلونه، وتعزيز التعايش بين مختلف الفئات. هل تعتقد أن تخصيص يوم دولي للتعايش كافٍ لتعزيز ثقافة التعايش أم أن هناك حاجة إلى تغيير فكري أيضا؟ تخصيص يوم دولي للتعايش يعد خطوة بالغة الأهمية؛ لما له من دور كبير في تعزيز قيم التسامح والتعايش، خصوصا في البحرين عبر مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، فهو يمثل نقطة انطلاق حيوية، إذ يتيح هذا اليوم فرصة سنوية للتأمل في معاني التعايش، ويشكل مرجعًا للتخطيط ووضع البرامج التي تعزز هذه القيم، كما يساهم في مراجعة ما تم إنجازه في العام، وتحديد الخطوات المستقبلية لتعزيز التفاهم والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات. من وجهة نظرك كقائد ديني، ما هي الموضوعات الواجب تناولها في اليوم الدولي للتعايش السلمي؟ في رأيي، يجب أن يتناول هذا اليوم ثلاثة محاور أساسية تشمل المحور التربوي، بإدخال قيم التعايش والقبول في المناهج التعليمية بالمدارس والجامعات، والمحور السياسي الذي يركز على قبول الاختلاف كركيزة أساسية لوحدة المجتمعات وبنيتها، مع تأكيد احترام الآخر باختلافه الثقافي والديني، والمحور الإعلامي الذي يعنى بنقل القيم الصالحة التي تشجع على التسامح والتفاهم بين جميع الفئات. كما ينبغي تناول موضوعات متنوعة تتعلق بالقيم الدينية والروحية والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، بعيدًا عن الانحياز للعقائد أو الديانات، مع التركيز على مفاهيم السلام في مختلف الديانات ونقاط التلاقي بينها وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية. ومن المهم أن يكون الحوار الديني مبنيًا على الحقيقة ومن مصادر موثوقة؛ حتى يكون الفرد منفتحًا وعقلانيًا، ويتعرف على الآخر كما هو وليس كما سمع عنه، مع دراسة مدى توافق قبول الآخر مع مبادئ الشريعة، هذا النهج الشامل يمكن أن يساهم في تعميم قيم التعايش السلمي على المستوى التربوي والإعلامي والسياسي، ويخدم البشرية جمعاء. ما هو تأثير الحروب والصراعات على مفهوم التعايش؟ الحروب والصراعات تمثل نقيضًا للتعايش، وهي حكم مسبق على الإنسان؛ إذ تقوم غالبًا على المصالح، ولن نستطيع فهمها بشكل كامل إلا إذا نظرنا إليها عبر إطارها التاريخي وحيثياتها. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الحروب تنشأ عادة من صراع بين الأمم قبل أن تكون دينية. فعند النظر إلى المشهد الحالي، نلاحظ أن الحروب ليست دينية بالدرجة الأولى، بل هي حروب حضارية ثقافية تهدف إلى تحقيق مصالح معينة، إذ تلعب اللغة والدين، الذي يعد من أكثر العناصر التي تثير العصبية لدى الإنسان، دورًا كبيرًا في تفاقم هذه الصراعات. من هنا، يجب على القادة الدينيين أن يظهروا الهوية الدينية بشكل صحيح، وأن يسهموا في تنظيم مجتمعاتهم بما يتماشى مع قيم الانفتاح والمحبة والتسامح، مع التركيز على تعزيز الحوار والتواصل في مختلف الجوانب. في كل حضارة يوجد تنوع إسلامي، ويجب على كل فرد أن يساهم في تطوير المجتمع الذي ينتمي إليه، فالتناقضات بين البشر لن تؤدي إلى استمرار الحروب. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن جوهر الإيمان المسيحي يقوم على المحبة، بما في ذلك محبة الأعداء، إذ يُعد جميع البشر إخوة. في العصور الوسطى، كان للأديان دور بارز في الحروب والصراعات، أما اليوم، فقد أصبحت السياسة تلعب دورًا أساسيًا، إضافة إلى التحركات الاجتماعية الحديثة التي تؤثر في مجتمعات العالم، وتخلق فئة إرهابية تربطها بالدين؛ ما يعقد المشهد أكثر. كيف ترى دور الكنيسة في تقديم الدعم الروحي والنفسي والديني لرعاتها في البحرين؟ النشاطات الروحية الموجودة والمتنوعة في الكنيسة، خصوصا العظات والتعليم المسيحي، توجه إلى قيم المحبة وقبول الآخر المختلف، وهذا الأمر موجود بالفعل في جوهر الإيمان المسيحي بهدف الخير والخلاص، إذ إن المسيحي الذي يسعى لمعرفة إيمانه ويعيشه سوف يكتشف أنه مدعو لأن يكون منفتحًا على جميع الناس ويتقبلهم. في الكنيسة، يلتقي أشخاص من جنسيات مختلفة، ولكل واحد منهم عادات وتقاليد وتصرفات مختلفة عن الآخر، وعلى رغم هذا التنوع، هناك شيء مشترك يجمعهم ببعضهم البعض، وهو الإيمان. كما أن هذا التنوع يدعو إلى تقبّل الآخر، والتعامل معه بمحبة واحترام، مهما كانت خلفيته، فقيم المسيحية تدعونا دائمًا للمحبة، حتى محبة الأعداء، وهي محبة تتجاوز الحدود. هل هناك مبادرات إنسانية أو دينية جديدة تعمل عليها الكنيسة؟ وما هي إن وجدت؟ لدينا تعاون جيد مع مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، ونعمل معهم على برامج متتابعة، ونُطلعهم عبرها على أنشطتنا في إطار الشفافية والتعاون المشترك. ونحن في مملكة البحرين نحترم أن الكنيسة تعمل ضمن قوانين الدولة، لذلك لا نقوم ببرامج دعوية أو تبشيرية، وبرامجنا مخصصة لأبناء الكنيسة فقط، سواء من البحرينيين أو من الجاليات الأخرى المسيحية. دورنا هنا روحي ورعوي، نخدم أبناء إيماننا وكنيستنا، من دون تجاوز أو تعدٍّ، ولسنا في موقع التبشير، بل في موقع الخدمة والرعاية لمن ينتمون لهذه الجماعة الإيمانية. كيف تساهم الكنيسة في إرساء مبادئ السلام والتعايش في البحرين خصوصا، والخليج والإقليم عموما؟ استنادًا إلى تعاليم الرب في الكتاب المقدس، نحن في الكنيسة مدعوّون لقبول الآخر، والانفتاح عليه بمحبة وتسامح، هذا هو جوهر رسالتنا الإيمانية، وهو ما نحاول أن نعيشه داخل مجتمعنا. في البحرين، نُكن كل الاحترام لثقافة وتوجهات المملكة، ونتعامل دائمًا بانسجام مع مؤسسات الدولة والمجتمع. الكنيسة الكاثوليكية لا تفرض أي شيء على المجتمع البحريني، ولا تقوم بمبادرات منفردة باتجاه الآخرين، بل تتجاوب مع الدعوات الرسمية التي تصلها. على سبيل المثال، عندما يدعونا مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح للمشاركة في نشاطات مشتركة، فإننا نلبي الدعوة بمحبة، لا بدافع التبشير، بل كشهادة على العيش المشترك، فنحن لا نبادر إلى فرض أفكار أو برامج، بل نحترم القوانين ونكتفي بأداء دورنا الروحي داخل الكنيسة. كيف يمكن أن تتعاون الأديان على الرغم من اختلاف العقائد؟ التعاون يكون عبر الجوانب الاجتماعية والإنسانية المشتركة، مثل دعم الخير العام، والعمل على كرامة الإنسان، والوقوف مع العدالة، كل دين هو مؤسسة تهدف إلى رفعة الإنسان، وهنا يكون التلاقي، عندما نركز على ما يجمعنا، نستطيع أن نعمل سويًا لصالح المجتمع ونخلق بيئة فيها محبة وتسامح وتعايش. ما هي القيم الأخلاقية التي تتفق عليها الأديان؟ جميع الأديان تتكلم عن فضائل إنسانية عظيمة مثل التواضع، والتسامح، والمحبة، والصبر، ورفض الغضب والحقد، هذه القيم تعد أساسًا في كل دين، وهي التي تبني الإنسان من الداخل، وتجعله يتعامل مع الآخر بسلام ورحمة. كيف يستطيع الإنسان التمييز بين الخير والشر من دون الاعتماد على الدين؟ عبر ما يُعرف بـ 'الشريعة الطبيعية'، وهي الفطرة التي زرعها الله في الإنسان، تجعله يعرف الصواب والخطأ بشكل فطري. الدين ليس الوسيلة الوحيدة لفهم الخير، لكنه يعزّز ويوضّح الطريق، ويؤكد أن الإنسان في داخله بوصلة أخلاقية تساعده على الاختيار. ما الرسالة الأساسية التي تؤكدها دائما؟ رسالتي كممثل للكنيسة، هي دعوة الناس إلى المحبة، والتسامح، ورفض الكراهية والانتقام، ونحن نؤمن بأن الإنسان، كلما ابتعد عن الغضب والحقد، كلما اقترب أكثر من الخلاص والمحبة التي خلقه الله من أجلها. الله خلقنا لنُحب، لا لنقتل. من منظور ديني كيف تقرأ الأحداث في المنطقة؟ تحظى مملكة البحرين بجوهر خاص ومميز فيما يتعلق بالدين، إذ إن لكل شخص مكانته وحضوره ودينه من دون أن يتدخل في أمور الآخر، كما أن المجتمع البحريني منفتح ويقبل التعايش، فضلًا عن كونه أكثر بلد يوجد به تنوع حضاري وثقافي، وفيه تلتقي بأشخاص من جميع أنحاء العالم تتعرف على ثقافاتهم وحضاراتهم، على خلاف بعض الدول العربية التي يوجد فيها أساسًا تلاقٍ وتنوع في الأديان، إلا أنه يعتريها بعض الخوف من الآخر لكون أن السياسة تلعب فيها. وإذا نظرنا لمفهوم التعايش في الدول الأوروبية، فإن مفهوم الدين ملغى، ويركز الناس على العلاقات العملية الإنسانية الاجتماعية، كما أنه يوجد نوع من الاضطهاد بمعنى أن الشخص لا يستطيع أن يعيش قيمه بشكل ظاهر سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا، وإنما عليك أن تتقبله بما هو عليه وليس بما يفرضه عليك. دعنا ننتقل إلى موضوعات خدمية الآن، ما مقدار فاتورة الكهرباء والماء للكنيسة؟ وهل قمتم باتخاذ أي خطوات لطلب إعفائها من هذه الرسوم؟ التكاليف مرتفعة ونحن ندفع كامل الرسوم للدولة من دون أي تخفيض، ونتمنى أن تكون الكنائس، مثل دور العبادة في كثير من الدول الأخرى، معفاة من هذه الرسوم. فالكنيسة ليست مؤسسة تجارية، فليس لدينا مصادر دخل ثابتة أو منتجات نبيعها، بل الكنيسة تقوم على هبات المؤمنين فقط. أبناء الكنيسة يقدمون الحسنة لخير الكنيسة نفسها بدافع المحبة، وليس بشكل مشروط، وتعتمد على عطاء الفقراء، وليس على دعم الأغنياء، وعلى جهود المؤمنين البسطاء الذين يعطون من تعبهم وقلوبهم، كلٌ بحسب قدرته، بحرية تامة. والكنيسة لا تُجبر أحدًا على تقديم مال؛ لأن العطاء فيها هو علاقة شخصية بين الإنسان وربّه، ويعبّر عنها عبر علاقته بالكنيسة والمكان المقدّس. نسبة الحضور في كنيسة القلب المقدس أثناء الصلوات والقداديس، كبيرة، وهذا يشكّل ضغطًا واضحًا على مواقف السيارات المحيطة بالكنيسة، لذلك، نأمل الحصول على مساعدة لتوفير مواقف إضافية تسهّل وصول المصلين، وتمنع الوقوف الخاطئ الذي يؤدي إلى إغلاق الطرق أو التعرّض للمخالفات. نتمنى من دور العبادة القريبة من الكنيسة التعاون معنا، والسماح باستخدام مواقف سياراتهم في أوقات الصلوات، حتى ولو كان ذلك مقابل رسوم رمزية؛ وذلك تقديرًا للظروف وخدمة للمجتمع الإيماني. علمًا بأننا تحدثنا بشأن هذه المسألة مع الجهات المختصة، لكننا حتى الآن لم نتلقَّ أي رد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store