logo
هل تأثر نهج "أرامكو" في تحول الطاقة بسياسات ترامب؟

هل تأثر نهج "أرامكو" في تحول الطاقة بسياسات ترامب؟

العربية١٩-٠٣-٢٠٢٥

في عالم الطاقة، حيث تتحكم التحولات السياسية والاقتصادية في رسم ملامح المستقبل، يظل نهج 'أرامكو السعودية' ثابتًا ومستقلًا عن تقلبات السياسة العالمية، بما في ذلك سياسات الطاقة الأمريكية المتغيرة تجاه الوقود الأحفوري. وخلال مؤتمر CERAWeek 2025 في هيوستن، أكد المهندس أمين الناصر رئيس 'أرامكو السعودية' وكبير إدارييها التنفيذيين، مرة أخرى على رؤية الشركة الثابتة المستقرة والمتماسكة بشأن تحول الطاقة، كان خطابه واضحا وقويا يعكس رؤية واقعية لمسار تحول الطاقة العالمي. لم يكن مجرد دفاع عن الوقود الأحفوري، بل كان دعوة صريحة لإعادة تقييم السياسات الحالية، التي تبدو غير متوازنة وتعتمد بشكل مفرط على مصادر الطاقة المتجددة دون مراعاة التحديات الحقيقية التي تواجهها، كما أكد خلال المؤتمر على ضرورة إعادة تقييم استراتيجيات تحول الطاقة، مشددًا على أهمية الاستثمار في الوقود الأحفوري لتلبية الطلب العالمي، ومشيرًا إلى فشل بعض عناصر التحوّل التي تم التركيز عليها سابقًا.
إعادة ضبط مسار تحول الطاقة: نهج أرامكو رؤية متوازنة للمستقبل
على مدى الأعوام الماضية، تعاقبت إدارتان أمريكيتان مختلفتان تمامًا في رؤيتهما للطاقة: إدارة بايدن، التي تبنّت سياسات تدفع نحو التخلي عن الوقود الأحفوري، وإدارة ترامب، التي تسعى إلى تعزيز إنتاج النفط والغاز. ومع ذلك، لم يتغير موقف 'أرامكو' خلال هذه الفترات، وهو ما يشير إلى أن استراتيجيتها ليست انعكاسًا لسياسات الطاقة الأمريكية بقدر ما هي استجابة واعية لواقع الطاقة العالمي والطلب المتزايد عليها.
بعض وسائل الإعلام الغربية حاولت الربط بين خطاب رئيس أرامكو في CERAWeek 2025 وبين عودة ترامب إلى البيت الأبيض، معتبرة أن حديثه عن ضرورة الاستثمار في الوقود الأحفوري يعكس انسجامًا مع سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة. لكن الحقيقة أن 'أرامكو' كانت تطرح هذا النهج نفسه العام الماضي، خلال مؤتمر CERAWeek 2024، حين كانت الإدارة الأمريكية تتبنى موقفًا مغايرًا تمامًا.
طرح ارامكو ليس مجرد موقف تجاري أو صناعي، بل رؤية متوازنة تعكس الواقع الاقتصادي والبيئي للطاقة. فصناع السياسات مطالبون بتبني نهج أكثر مرونة، لا يقوم على الاستقطاب بين الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري، بل على دمجهما في إطار استراتيجي يضمن أمن الطاقة العالمي، ويحقق الأهداف البيئية دون المساس بتلبية الطلب المتزايد على الطاقة واستقرار الأسواق والاقتصاد.
إعادة ضبط مسار تحول الطاقة: رؤية واقعية لمستقبل مستدام
التحول إلى الطاقة المتجددة ليس مجرد خيار سياسي، بل هو عملية معقدة تتطلب توازناً بين الطموحات البيئية وأمن الطاقة العالمي. فمنذ سنوات، ركّزت استراتيجيات تحول الطاقة على التخلص السريع من الوقود الأحفوري، دون أن تضمن وجود بدائل كافية وموثوقة. هذا التوجه أدى إلى عدم استقرار الأسواق وتهديد أمن الطاقة، خاصة في الدول النامية التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الوقودالأحفوري.
نهج 'أرامكو' لا يُعارض الطاقة المتجددة، بل يدعو إلى استراتيجية أكثر واقعية تأخذ في الاعتبار جميع مصادر الطاقة. فبدلاً من افتراض أن الرياح والطاقة الشمسية يمكنهما وحدهما تلبية الطلب العالمي المتزايد، تدعو الشركة إلى الاستثمار المتوازي في جميع أشكال الطاقة، مع تطوير تقنيات حديثة لخفض الانبعاثات وتحسين كفاءة استخدام الوقود الأحفوري.
ضبط مسار تحول الطاقة لا يعني التخلي عن الطموحات المناخية
إعادة ضبط مسار تحول الطاقة لا تعني التخلي عن الطموحات المناخية، بل تعني تبني نهج أكثر مرونة يضمن أمن الطاقة العالمي، ويحافظ على استقرار الأسواق، ويحقق التوازن بين الاستدامة والنمو الاقتصادي. وبدلًا من التركيز على استبعاد النفط والغاز، يجب أن يكون الهدف هو تحسين كفاءة جميع مصادر الطاقة، والاستثمار في البحث والتطوير، وتعزيز تقنيات احتجاز الكربون للحد من تأثيرات الوقود الأحفوري.
التحول المدروس هو الحل الوحيد لتجنب أزمات الطاقة المستقبلية، فالتسرع في الاعتماد الكامل على المصادر المتجددة دون ضمان بدائل كافية قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية عالمية، ويهدد أمن الطاقة في العديد من الدول.
في النهاية، تبقى الحقيقة واضحة: المستقبل لا يعتمد على خيار أحادي بين الطاقة المتجددة أو الوقود الأحفوري، بل على مزيج ذكي ومرن يحقق الاستدامة ويواكب الطلب العالمي المتزايد.
*نقلا عن صحيفة " مال" السعودية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجل ترمب: ربما أسعى إلى الترشح للرئاسة يوما ما
نجل ترمب: ربما أسعى إلى الترشح للرئاسة يوما ما

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

نجل ترمب: ربما أسعى إلى الترشح للرئاسة يوما ما

قال دونالد ترمب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، أمس الأربعاء، إنه ربما يسعى إلى الترشح لانتخابات الرئاسة يوماً ما. وتلقى ترمب البالغ (47 سنة) سؤالاً في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب، وقال "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام، سأكون دائماً من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترمب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت "رويترز" في نوفمبر (تشرين الثاني) أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذاً في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة لـ البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غالياً صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وذكرت مصادر أن دونالد ترمب الابن أسهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جي دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية، ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترمب الابن "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقاً، أعتقد أنه أصبح حزب أميركا أولاً، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وأضاف "للمرة الأولى على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولاً". وعلى صعيد منفصل قال ترمب الابن أمس الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترمب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترمب اتفاقات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي، على إبرام اتفاقات تجارية كبرى.

أجندة ترمب الاقتصادية تتجاوز عقبة "لجنة القواعد" بمجلس النواب
أجندة ترمب الاقتصادية تتجاوز عقبة "لجنة القواعد" بمجلس النواب

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

أجندة ترمب الاقتصادية تتجاوز عقبة "لجنة القواعد" بمجلس النواب

وافقت لجنة القواعد بمجلس النواب الأميركي الأربعاء، على مشروع قانون الإنفاق وتخفيض الضرائب الواسع الذي يعد جزءاً أساسياً من أجندة الرئيس دونالد ترمب الاقتصادية ما يمهد الطريق أمام تصويت مجلس النواب بكامل أعضائه على مشروع القانون. وجاءت موافقة اللجنة على مشروع القانون الذي يحمل اسم "القانون الموحد الجميل الكبير" بعدما نجح الجمهوريون في إقناع أعضاء محافظين متشددين في الموافقة على الحزمة، بعد إجراء سلسلة من التغييرات، في مداولات ماراثونية استمرت 22 ساعة، وصوت 8 أعضاء لصالح مشروع القانون مقابل 4. وعقد رئيس مجلس النواب مايك جونسون اجتماعات مكثفة في الساعات الأخيرة التي سبقت تصويت اللجنة مع مختلف التيارات داخل كتلته البرلمانية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يرضي المتشددين الجمهوريين الذين هددوا بعرقلة مشروع القانون، وكذلك الأعضاء الوسطيين الذين أعربوا عن تحفظاتهم إزاء بعض المقترحات اليمينية، وخاصة تلك المتعلقة بالضرائب وخفض الإنفاق. تعديلات على مشروع القانون وشملت أبرز التعديلات في الحزمة تغييرات تتعلق بتنظيم برنامج الرعاية الصحية ميديكيد (Medicaid)، إذ وافق جونسون على تسريع تنفيذ متطلبات العمل للاستفادة من البرنامج حتى نهاية عام 2026. ووافق جونسون على تشديد تعريف "الأجنبي المؤهل" للحصول على المزايا بموجب القانون، وتقديم حوافز جديدة للولايات التي لم توسّع البرنامج بموجب قانون أوباما للرعاية الصحية. وغير القانون اسم نوع جديد من حسابات الادخار للأطفال من "حسابات MAGA" إلى "حسابات TRUMP". كما حذف الجمهوريون نصاً قانونياً كان سيسمح ببيع أراضٍ فيدرالية في ولايتي نيفادا ويوتا، بناءً على معارضة النائب رايان زنكي. ومنح مشروع القانون انتصاراً لأنصار حمل السلاح بموجب التعديل الثاني في الدستور، إذ وافق جونسون على إزالة الضريبة على كاتمات الصوت، بناءً على طلب النائب أندرو كلايد من ولاية جورجيا. كما ألغى مشروع القانون تمويلاً ائتمانياً أقره الرئيس السابق جو بايدن لمشروعات الطاقة، ووضع شروطاً لتمويل المشروعات، ومنها أن تبدأ المشاريع الجديدة خلال 60 يوماً أو أن تكون "قيد الخدمة" بحلول نهاية عام 2028 لكي تكون مؤهلة للحصول على هذه الامتيازات. لجنة الميزانية والأحد، صوتت لجنة الميزانية في مجلس النواب الأميركي، على المشروع بعد أن عرقل عدد من الجمهوريين المضي قدماً في الإجراء الجمعة،. وذكرت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، الاثنين، بأن ترمب ناشد جميع الجمهوريين من أجل دعم مشروع القانون. وقالت ليفيت: "من الضروري للغاية أن يتحد الجمهوريون خلف مشروع القانون (الموحد والجميل والكبير)، وأن ينفذوا أجندة الرئيس ترمب، لا وقت لدينا لنضيعه". وتطرقت ليفيت إلى المخاوف التي أعرب عنها بعض الجمهوريين الرافضين لمشروع القانون، بشأن إمكانية إضافته إلى العجز الوطني المتضخم، قائلاً: "إن مشروع القانون هذا لا يضيف إلى العجز". وقال رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون: "سيحقق القانون الراحة والازدهار التاريخيين اللذين وعد بهما الرئيس ترمب والجمهوريون في الكونجرس الشعب الأميركي، وهذه فرصة تأتي مرة واحدة في كل جيل للمساعدة في استعادة اقتصادنا إلى عظمته وتعزيز العصر الذهبي الجديد لأميركا". وكان ترمب قد حث الجمهوريين على دعم التشريع عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن العديد من الجمهوريين في لجنة الميزانية صوتوا، الجمعة، على منع إقرار الحزمة جزئياً؛ بسبب مخاوف بشأن تاريخ بدء تطبيق اشتراطات الاستفادة من برنامج Medicaid متحدّين بذلك الرئيس وجونسون.

قبل قليل… ترامب يفاجئ رئيس جنوب أفريقيا من داخل البيت الأبيض بطلب إطفاء الأنوار
قبل قليل… ترامب يفاجئ رئيس جنوب أفريقيا من داخل البيت الأبيض بطلب إطفاء الأنوار

رواتب السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • رواتب السعودية

قبل قليل… ترامب يفاجئ رئيس جنوب أفريقيا من داخل البيت الأبيض بطلب إطفاء الأنوار

قبل قليل… ترامب يفاجئ رئيس جنوب أفريقيا من داخل البيت الأبيض بطلب إطفاء الأنوار نشر في: 22 مايو، 2025 - بواسطة: علي احمد قبل قليل… ترامب يفاجئ رئيس جنوب أفريقيا من داخل البيت الأبيض بطلب إطفاء الأنوار وعرض مشاهد تتضمن مطالبات بجنوب أفريقيا لإبادة العرق الأبيض ثم عرض مشاهد لمقابر الإبادة الجماعية للمزارعين البيض. والرئيس الأفريقي رد مصدوماً بأنه لم يرى هذه المقاطع من قبل. المصدر : إياد الحمود | منصة x

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store