logo
العرائش... حين تفيض الكأس

العرائش... حين تفيض الكأس

لكممنذ 5 أيام
العرائش، المدينة الحالمة بين البحر والنهر، لم تعد قادرة على إخفاء جراحها. فما جرى أخيرًا في مدينة العرائش، وخاصة ما يتعلق بمشروع الشرفة الأطلسية، لم يكن مجرد حادث عرضي في سياق مشهد عمراني أو بيئي، بل كان النقطة التي أفاضت الكأس، وأعادت إلى السطح أسئلة قديمة عن التهميش والإقصاء والنسيان الذي تعيشه هذه المدينة العزيزة على قلوبنا، المنكوبة بسياسات لم تنصفها لسنوات طويلة.
العرائش، هذه المدينة الأنيقة المطلة على المحيط، تحمل في طيّاتها تاريخًا عريقًا، وموقعًا استراتيجيًا لا يقلّ أهمية عن باقي المدن الكبرى، بل قد يفوقها في بعض المقاييس الجغرافية والثقافية. ومع ذلك، ما تزال تعاني من التهميش، من ضعف البنية التحتية، ومن غياب رؤية تنموية حقيقية تجعل منها مدينة منفتحة على المستقبل.
لقد أظهرت النقاشات الأخيرة، والاحتجاجات المدنية الواسعة، أن الرهان لم يعد فقط على تهيئة واجهة بحرية، أو ترميم منحدر طبيعي، بل أصبح أعمق من ذلك. هو رهان على حق العرائش في الإنصاف المجالي، في العدالة البيئية، في الانتماء إلى الحاضر والمستقبل.
في ظل هذا التهميش، تلوح فرص واعدة ضمن أوراش وطنية كبرى، أبرزها الاستعداد لكأس العالم 2030، والذي سيكون مناسبة لتأهيل المدن الكبرى كمراكش، الدار البيضاء، فاس، الرباط، وطنجة. وإذا كنا نطمح لتوزيع ذكي ومتكامل لآثار هذه الدينامية، فإن مدينة العرائش يجب أن تكون جزءًا من هذه المعادلة.
إن قرب العرائش من طنجة – المدينة التي ستلعب دورًا رئيسيًا في الحدث العالمي المرتقب – يمنحها موقعًا استراتيجيًا مهمًا لتكون داعمًا لوجستيًا وسياحيًا، شريطة تأهيل بنيتها التحتية. إذ لابد من إعادة الحياة إلى خط السكك الحديدية الذي يربط المدينة، وتوسيع وتحديث المحاور الطرقية المؤدية إليها، وتمكينها من استقبال الزوار من خلال تأهيل وحداتها الفندقية، وترميم مآثرها التاريخية التي تشهد على غناها الحضاري.
كما تحتاج المدينة أيضًا إلى إصلاح شامل للطرقات داخل مجالها الحضري، وتجديد بنيتها التحتية بما يتماشى مع حاجيات ساكنتها وزوارها، فضلًا عن إعادة تشغيل وسيلة 'الباطو'، أي القوارب التي كانت تقل الناس من ضفة إلى أخرى، لكن هذه المرة في إطار دفتر تحملات يحترم المعايير السياحية والخدماتية العالية، ويجعل من هذه الوسيلة عنصرًا جاذبًا، وليس فقط خدمة نقل بسيطة، مما يعزز من جاذبية المدينة ويربط ضفتيها بحيوية مدروسة ومتناغمة مع طابعها الطبيعي والتاريخي.
لقد سبق للاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' أن أشار إلى محدودية الطاقة الاستيعابية لطنجة، ما يجعل من تعزيز المدن المجاورة ضرورة وليس ترفًا. والعرائش، بطبيعتها وهدوئها وموقعها، قادرة أن تكون الوجهة الرديفة المثلى.
إن ما تحتاجه العرائش اليوم، ليس فقط تنديدًا بما جرى، بل تعبئة واسعة من أجل مستقبل أفضل. فالنقاش الذي تفجر على خلفية الشرفة الأطلسية، هو نقاش استراتيجي عن تموقع المدينة في السياسات العمومية، وعن حقها في الاستفادة من الأوراش الكبرى، وفي التحرر من العزلة والإهمال.
لكي تبدأ مدينة العرائش مسار الإنصاف الحقيقي، فإن من شأن زيارة ميدانية من السيد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة أن تفتح أعين المسؤولين المحليين على حجم الإكراهات والاختلالات، وتسهم في تحريك عجلة الإصلاح. كما أن المدينة وساكنتها سييعدان، بأن تحظى هذه المدينة العزيزة بزيارة من الملك محمد السادس شفاه الله وعفاه، لما لمثل هذه الزيارات من أثر بالغ في تغيير ملامح المدن، وإطلاق ديناميات تنموية تعيد الثقة والأمل للسكان، بعد أن أفقدهم إياها مسؤولوها الترابيون الحاليون.
إن العرائش لا تطلب أكثر من حقها في الحلم، وحقها في أن تكون جزءًا من الوطن المتقدم، المتوازن، والمنصف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سفير إسباني سابق: المغرب يفرض نفسه كنموذج لـ'حكامة متبصرة'
سفير إسباني سابق: المغرب يفرض نفسه كنموذج لـ'حكامة متبصرة'

برلمان

timeمنذ 2 ساعات

  • برلمان

سفير إسباني سابق: المغرب يفرض نفسه كنموذج لـ'حكامة متبصرة'

الخط : A- A+ إستمع للمقال قال السفير الإسباني السابق في الرباط، ريكاردو دييز هوشلايتنر، إن مسلسل التحول الشامل الذي انخرط فيه المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس يجعل منه نموذجا لـ 'حكامة متبصرة وإصلاحات مستدامة'. وأضاف ريكاردو دييز هوشلايتنر، في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، 'لقد كنت شاهدا على التطور اللافت الذي شهده المغرب بفضل رؤية ملكية مستنيرة والتزام موصول من جلالة الملك بالتنمية والاستقرار'. ونوه الدبلوماسي الإسباني، في هذا السياق، بدينامية التحديث التي يقودها الملك محمد السادس، مشددا على أن المملكة أرست نموذجا 'مثاليا' للتنمية والتقدم ما فتئ يؤتي ثماره على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. معتبرا أن المنجزات الكبرى التي حققتها المملكة في كافة المجالات تجعل منها فاعلا مؤثرا وشريكا استراتيجيا أساسيا في الفضاء الأورو-متوسطي. وأوضح الدبلوماسي الإسباني متانة العلاقات المغربية الإسبانية، مؤكدا أن الروابط التي تجمع بين المملكتين ما فتئت تتعزز بفضل علاقة الثقة والتقدير المتبادل بين قائدي البلدين، وتعاون ثنائي متعدد القطاعات 'نشط للغاية'. وأكد على تميز الشراكة الإستراتيجية بين الرباط ومدريد، لاسيما في مجالات التجارة والأمن والطاقة والهجرة، وذكر في هذا السياق بأن إسبانيا تُعد، منذ سنة 2012، الشريك التجاري الأول للمغرب، في حين يرسخ المغرب مكانته بصفته أحد أبرز الشركاء الاقتصاديين لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي. وسياق حديثه عن الأواصر الإنسانية والثقافية العميقة القائمة بين الشعبين، أبرز دييز هوشلايتنر غنى التبادلات في مجالات متنوعة مثل الموسيقى وفن الطبخ والرياضة، مشيرا إلى أن 'كرة القدم تظل مصدر شغف مشترك بين المغاربة والإسبان'. وفي هذا الإطار، أعرب عن ثقته في قدرة المملكة على إنجاح تنظيم كأس العالم 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال، وهو حدث عالمي يشكل 'فرصة رائعة لتعزيز المعرفة المتبادلة والصداقة بين مجتمعينا'.

افتتاح مكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا ' بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا
افتتاح مكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا ' بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا

المغربية المستقلة

timeمنذ 5 ساعات

  • المغربية المستقلة

افتتاح مكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا ' بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا

المغربية المستقلة : تم مساء الامس السيت 26 يوليوز الجاري افتتاح مكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' في إفريقيا بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، وذلك خلال حفل ترأسه رئيس الاتحاد الدولي، جياني إنفانتينو. وأكد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن هذا الحدث يعد 'لحظة تاريخية ويوما احتفاليا سعيدا سيخلد بأحرف من ذهب في تاريخ الفيفا وكرة القدم في إفريقيا وفي المغرب والعالم'. وأضاف إنفانتينو أن 'افتتاح مكتب إفريقيا التابع للفيفا يأتي في الوقت المناسب، لاسيما وأنه يتزامن مع احتفالات عيد العرش المجيد'، مبرزا أن مركب محمد السادس لكرة القدم يمثل 'بنية تحتية مذهلة ورائعة'. وتوجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بالشكر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس على 'الزخم القوي الذي أضفاه جلالته على تطوير الرياضة في القارة'، مشيدا بالرؤية الملكية 'المتفردة' لللنهوض بكرة القدم. وأبرز أن مركب محمد السادس لكرة القدم، الذي يحتضن المكتب الإفريقي للفيفا، أصبح مركزا محوريا لكرة القدم الإفريقية، وشاهدا على بلد وقارة يستشرفان المستقبل. وأضاف قائلا: 'المنشأة التي نفتتحها اليوم ليست مجرد مكتب للاتحاد الدولي لكرة القدم في إفريقيا، بل هي مركز عالمي للفيفا سيكون له أثر عالمي على ممارسة هذه الرياضة'. وذكر رئيس الفيفا بأن المغرب سيحتضن العديد من التظاهرات الرياضية الكبرى، من بينها كأس إفريقيا للأمم (رجال) لسنة 2025، والدورات الخمس المقبلة من كأس العالم النسوية لأقل من 17 سنة، إلى جانب مونديال 2030 الذي ستنظمه المملكة بشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وقال في هذا السياق: 'إن العالم سيتوحد هنا في المغرب'. كما أبرز أن نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، الذي سيجمع مساء اليوم السبت بالرباط بين المغرب ونيجيريا، سيكون 'احتفالية كبرى وجميلة' لكرة القدم النسوية في المغرب وإفريقيا، لافتا إلى أن حماس الجمهور المغربي لكرة القدم فريد من نوعه على مستوى العالم.

جلالة الملك محمد السادس يهنئ 'لبؤات الأطلس'
جلالة الملك محمد السادس يهنئ 'لبؤات الأطلس'

العالم24

timeمنذ 6 ساعات

  • العالم24

جلالة الملك محمد السادس يهنئ 'لبؤات الأطلس'

بعث الملك محمد السادس، برقية تهنئة إلى المنتخب الوطني المغربي النسوي، وذلك بمناسبة تألقهن في كأس أفريقيا للسيدات 2024، وذلك بعد بلوغهن النهائي، قبل الخسارة ضد نيجيريا (3-2). وقال الملك محمد السادس في رسالته: 'تتبعنا بكل اعتزاز مسيرتكن المتألقة في منافسات كأس أمم إفريقيا للسيدات (نسخة 2024)، والتي تكللت ببلوغكن للدور النهائي لهذه البطولة القارية التي احتضنتها بلادنا بما يليق بها وبضيوف المغرب من حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم. ونود بهذه المناسبة أن نشيد بالروح التنافسية المثلى وبالحس الوطني العالي الذي أبنتن عنه طيلة أطوار هذه البطولة، وبحرصكن الشديد على تكريس الحضور القوي لكرة القدم المغربية قاريا ودوليا، وتمثيل الرياضة النسوية الوطنية أحسن تمثيل. كما لا يفوتنا أن نثمن جهود كافة المساهمين في هذا التألق الكروي، من لاعبات وأطر تقنية وطبية وإدارية، داعين الله لكن بموصول التوفيق والسداد في مشواركن الرياضي بما يحقق تطلعات الجماهير المغربية الشغوفة التواقة إلى المزيد من الألقاب. مع سابغ عطفنا وسامي رضانا'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store