
حينما يُقر ترامب بعجزه ويستجدي تحالفاً جديداً ضد اليمن
يمني برس- تقرير- وديع العبسي
حتى وقت قريب وتحديدا في عملية السابع من أكتوبر البطولية الاستثنائية، ودخول اليمن بعملياته الإسنادية إلى جانب غزة، كان العالم يخطب ود 'أمريكا'، فما كانت واشنطن تقوله من قول أو تدعو إليه من أمر أو تطلب تنفيذه، إلا وكانت دول العالم تسارع إلى تأييد تصريحاتها أو تتبنّى أفكارها أو تنخرط ضمن توجهاتها، دون حتى أن تستبين معنى وعاقبة طرحها، إما طمعا في البقاء تحت مظلتها أو اتقاء لشرها.
لا يبدو الأمر اليوم على ما كان عليه قبلا، وقد كشفت أمريكا عن حقيقة وجهها القبيح في تعاطيها مع كل العالم من زاوية المصلحة الخاصة ومقدار ما يمكن أن تجنيه من أي تحرك، بغض النظر عما يمكن أن يلحقه توجهها من أضرار لهذا العالم.
قبل وقت قليل حاولت أمريكا توريط حليفاتها من الأتباع لتشكيل تحالف عدواني بحري بقصد مواجهة اليمن، وبصعوبة بالغة شكلت تحالفاً لم نرَ منه إلا الاسم، إذ كانت هي وبريطانيا فقط الحاضرتين في محاولات حماية الملاحة الصهيونية، وقد فشلتا فشلا ذريعا. جاء الأمر حينها عقب فشل ملحوظ في إبراز العضلات منفردة بقصد تعزيز قوتها الوهمية في الذهنية الدولية، إضافة إلى توريط دول أخرى في تحمل كلفة القيام بالدور الهادف لحماية كيان احتلالي يمارس كل صنوف الشر والإجرام ضد شعب مستضعف أعزل.
اليوم تعيد أمريكا -بقيادة الساذج ترامب- المحاولة مرة أخرى في قياس لاستمرار الهيبة 'المرعبة' للآخرين، فبعد أن فشل تحالف حماية ملاحة 'إسرائيل'، عاد ترامب ومن برجه العالي المناطح للسحاب ليطلب تشكيل تحالف جديد ضد اليمن.
الدعوة للتحالف الجديد تأتي مزامنة عواصف فوضوية ولّدها ترامب بسبب قراراته الهوجاء ضد كل دول العالم، وكان آخرها فرض رسوم الجمارك على أكثر من (200) دولة وجزيرة. كما تأتي بعد فشل أمريكي عارم في إحداث أي تغيير على المعادلة البحرية التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية وأمكن لها من خلالها ضرب عمق الكيان والاستمرار في فرض الحصار البحري عليه.
ترامب بدعوته هذه المرة يعيد الكَرّة بتوريط الآخرين معه في أمر لا مصلحة لهم فيه، ولكنه يريد بذلك تخفيف ثقل الفشل عنه، وأيضا تخفيف الكلفة المادية التي باتت تهدد باستنزاف ما ينهبه من الجانب الآخر من أموال الدول، في عمليات عقيمة في اليمن، يهاجم معدات لتقطيع الصخور ويزعم أنها منصات صواريخ، ويقتل مدنيين ثم يروج بأنهم قادة ميدانيون.
ظن ترامب أن تأثير حضور بلاده مع ما ابتدعه من قرارات، كفيل بأن يجعل الآخرين يتسابقون من أجل تحويل رغباته إلى حقيقة، وهو ما يؤكد عُقْمه السياسي، ونجاحه فقط في رسم تفاصيل بلطجة جديدة لا تحتكم بطبيعة الحال إلى أي ثوابت أو قيم أو أخلاق، فجاءت النتيجة على غير ما يشتهي أو يظن، ليمثل الحدث مؤشرا واضحا على أن ذلك الحضور القوي المؤثر والموجِّه، قد ضاع بريقه.
وقبل أيام كشفت مصادر دبلوماسية غربية مناقشة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع عدد من مسؤولي الدول الغربية المشاركة بحلف شمال الأطلسي 'الناتو' فكرة الانضمام لتحالف دولي جديد في اليمن بذريعة حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وهذه التحركات تأتي عقب إثارة ترامب لموضوع ضرورة مشاركة دول العالم -وتحديدا الأوروبيين- بلاده في حربها على اليمن مدعيا أنه يقدم خدمة للعالم بمواجهته للقوات اليمنية.
الأوروبيون الذين كانت لهم من قبل تجربة تشكيل تحالف 'أسبيديس' في البحر الأحمر وفشلوا فيه، أبدوا التحفظ على الطلب الأمريكي، فالتحرك العسكري ضد اليمن لن يقود إلى نتيجة. وفي تصريح صحفي قال أمين عام حلف الناتو إن الناتو يتفهم المخاوف الأمريكية بشأن المحيطين الهندي والهادي، لكنه أكد وجود أولوية للحلف في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية والتي باتت تهدد دوله في أوروبا.
كان على ترامب أن يتوقع مثل هذه النتيجة. صحيح أنه قد يمارس ضغوطا انتهازية كي يضمن تشكيل التحالف الجديد، لكنه إن حدث فلن يستمر، خصوصا وأن الجاهل ترامب قد عمد إلى مذبحة الرسوم الجمركية، ما جعل من أمريكا دولة منبوذة تحتكم إلى فرض رغباتها كيفما كانت، ولا تحمل أي وّد أو احترام لأي دولة بما فيها الدول الحليفة والشريكة.
بقراءة خلفية التوجه الترامبي لتجريب المجرب، يتضح بشكل جلي، أن الرجل يسير بلا رؤية ولا استراتيجية، فقط مجرد 'تصانيف'، تتوارد إلى ذهنه فكرة ما ويتصورها كفيلة بتحقيق قدر إضافي من المكاسب 'الاقتصادية' لبلاده، فيذهب مباشرة إلى تنفيذها. ومنذ مجيئه إلى البيت الأبيض -وهو زمن قصير- أغرق بلاده في كثير من الورطات بما فيها موضوع الرسوم الجمركية الذي يُتوقع أن يعصف بحضورها الدولي.
السياسة العشوائية لترامب يشعر بها الشعب الأمريكي ونُخَبُه السياسية والاقتصادية، ولذلك لا يستغربون هذا الهجوم المتواصل على بلادهم في وسائل الإعلام على مستوى العالم، ويخشون أن يقودهم إلى الهاوية بسبب 'تصانيف' ترامب.
ويُذكرنا ترامب بـغورباتشوف الذي وضع لبلاده سياسة معينة في مسعى لتحقيق الصدارة إلا أنها انتهت إلى تفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان يمثل كتلة دولية توازي ما عليه أمريكا. ترامب يعيش اليوم ذات الدور، ولذلك بالقياس على زمن ثلاثة أشهر فقط من فترة رئاسته يمكن توقع ما يمكن أن يصير عليه الوضع حتى نهاية 2029.
يدرك ترامب أنه خلال ما يقارب الشهر من حملته العسكرية ضد اليمن، والتي وُصفت بالأكثر شمولا والأوسع منذ عقود، كانت فاشلة، لذلك لجأ إلى فكرة تحريض العالم للانخراط معه في هذه المغامرة العقيمة. ولم ينتظر ترامب حتى نتائج التداول الإعلامي الأمريكي الذي فتح ملف هذه الحملة العدوانية وما حققته من نتائج.
وبالنظر إلى ما يُقر به الأمريكان أنفسهم، يتبين أن أمر إرغام اليمن على وقف عملياته الإسنادية للفلسطينيين فيما العدو الإسرائيلي يستمر في حرب الإبادة في غزة أمر مستحيل. تؤكد ذلك مراحل التصعيد الخمس التي خاضتها القوات المسلحة ضد الكيان الإسرائيلي وملاحته وداعميه خلال المرحلة السابقة من العدوان الإسرائيلي على غزة، ما يعني غرقاً أكثر في مستنقع الاستنزاف بلا نتائج.
تنقل شبكة 'سي إن إن' عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية تأكيدهم باستنزاف الحملة في اليمن على مدى 3 أسابيع فقط لنحو مليار دولار، وهي نصف الموازنة التي اعتمدها الكونجرس في عهد الرئيس السابق جو بايدن لتمويل العملية العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر مطلع العام الماضي.
وربما هذا ما يبرر اندفاع ترامب للحديث عن استهدافه قيادات كبيرة في اليمن وتدميره نسبة كبيرة من قدرات اليمن العسكرية -حسب زعمه- في محاولة لكسب تأييد الشارع الأمريكي للحملة العدوانية، خصوصا مع اتساع المظاهر الاحتجاجية ضد سياسته الاقتصادية والعدوان على غزة واليمن، وهي أيضا تمهيد لإقناع الكونجرس من أجل تمرير موازنة جديدة للحملة.
ويعي الشارع الأمريكي بأنه لن يكون بمقدور ترامب فعل أكثر مما فعله، إلا أن الكونجرس الأمريكي ربما يمرر الموازنة تحت عناوين الأمن الأمريكي والمصالح الأمريكية، وحتى الهيبة الأمريكية التي حطمتها القوات المسلحة اليمنية.
وأيّاً كانت النتائج فإن الأكيد أن اليمن لم يَبْنِ موقفه الإسنادي من الأساس على حسابات مواقف الآخرين أو ردود الأفعال أو تهيّب ما يمكن أن تنفذه أمريكا. حتى مع زحف حاملات الطائرات الأمريكية الأضخم وتوابعها إلى مياه المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ 13 دقائق
- وكالة نيوز
يدين قادة العالم إطلاق النار على موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة حيث يلوم إسرائيل التحريض المعادي للسامية
كان رد فعل قادة العالم صباح الخميس على قتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية خارج المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة ، حيث ألقت الحكومة الإسرائيلية باللوم على الهجوم على 'التحريض المعادي للسامية' من قبل بلدان أخرى ، وخاصة من أوروبا '. وقال رئيس شرطة واشنطن إن المشتبه به في الهجوم ، الذي تم تحديده كرجل في شيكاغو ، صرخ 'فلسطين حرة ، حرة' ، حيث تم احتجازه. وقال الرئيس ترامب في بيان عن منصة الحقيقة: 'يجب أن تنتهي عمليات القتل الرهيبة في العاصمة هذه ، والتي تعتمد بشكل واضح على معاداة السامية ، الآن! على الكراهية والراديكالية في الولايات المتحدة الأمريكية'. 'التعازي لعائلات الضحايا. حزين لدرجة أن مثل هذه الأشياء يمكن أن تحدث! بارك الله فيكم جميعًا!' قالت زعيمة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاجا كالاس إنها 'صدمت من إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة.' وقال كالاس في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: 'لا يوجد ويجب ألا يكون هناك مكان في مجتمعاتنا للكراهية أو التطرف أو معاداة السامية. أمتد تعازي إلى عائلات الضحايا وشعب إسرائيل'. قال وزير الخارجية في ألمانيا يوهان واديول على وسائل التواصل الاجتماعي: 'لا شيء يمكن أن يبرر العنف المعادي للسامية'. وقال إن أفكاره كانت مع السفارة الإسرائيلية وعائلات أولئك الذين قتلوا في 'القتل الخبيث'. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نولا باروت على وسائل التواصل الاجتماعي: 'إن مقتل عضوين من السفارة الإسرائيلية بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن هو عمل بغيض من الهمجية المعادية للسامية. لا شيء يمكن أن يبرر هذا العنف'. قال باروت إن 'أفكاره تذهب إلى أحبائهم وزملاؤهم ودولة إسرائيل'. وقال رئيس الوزراء في المملكة المتحدة كير ستارمر في منصب وسائل التواصل الاجتماعي: 'أدين تمامًا الهجوم المعادي للسامية خارج متحف العاصمة اليهودي في واشنطن العاصمة'. 'معاداة السامية هي شر يجب أن ننتشر فيه أينما ظهر. أفكاري مع زملائهم وعائلتهم وأحبائهم ، وكما هو الحال دائمًا ، أقف مع المجتمع اليهودي'. في بيان متلفز ، ألقى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون سار باللوم على 'التحريض السام ، المعادي للسامية ضد إسرائيل واليهود في جميع أنحاء العالم الذي كان يحدث منذ 7 أكتوبر'. قال سار إن هذا 'التحريض' ، الذي أطلق عليه اسم 'تشهير الدم الحديث' ، كان يأتي من 'قادة ومسؤولين في العديد من البلدان والمنظمات ، وخاصة من أوروبا'. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي: 'نحن نشهد سعرًا فظيعًا لمعاداة السامية والتحريضات البرية ضد ولاية إسرائيل. إن الدماء ضد تكلفة الدولة اليهودية في الدم – ويجب أن تقاتل إلى النهاية المريرة'. كان القادة الأوروبيون صريحين بشكل متزايد في إدانة الحصار الإسرائيلي على أشهر من الأغذية الإنسانية والمساعدات الطبية التي تدخل غزة-والتي قالت الجماعات الدولية إن جميع سكان الأراضي الفلسطينية معرضة لخطر الجوع. سمحت إسرائيل بعدد محدود من الشاحنات التي تحمل الطعام وغيرها من اللوازم لدخول غزة هذا الأسبوع بعد الضغط الدولي المكثف ، بما في ذلك من الولايات المتحدة. بدأت الحرب في غزة بعد حماس ، وهي مجموعة إرهابية أمريكية وإسرائيلية ، هاجمت إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأخذ 251 رهائنًا. تقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 53600 فلسطيني ، وخاصة النساء والأطفال ، قد قتلوا على يد إسرائيل في غزة منذ ذلك الحين. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن الأمن سيزداد في السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم استجابةً لإطلاق النار.

مصرس
منذ 22 دقائق
- مصرس
وول ستريت جورنال: ترامب أخبر قادة أوروبا أن بوتين ليس مستعداً لإنهاء حرب أوكرانيا
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أخبر قادة أوروبا، فى اتصال معهم يوم الاثنين الماضى، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ليس مستعداً لإنهاء حرب أوكرانيا لأنه يعتقد أنه ينتصر. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاعتراف هو ما كان قادة أوروبا يعتقدونه بشأن بوتين منذ فترة طويلة، لكنها كانت المرة الأولى التى يسمعونه من ترامب. كما أن يعارض ما قاله ترامب علناً فى كثير من الأحيان، بأنه يعتقد أن بوتين يريد السلام حقاً.ورداً على تقرير الصحيفة، رفض البيت الأبيض التعليق، وأشار إلى منشور ترامب على وسائل التواصل الاجتماعى يوم الاثنين حول المكالمة الهاتفية التى أجراها مع بوتين، والذى قال فيها إن لهجة وروح المحادثة كانت ممتازة، ولو لم تكن كذلك لما قلت هذا.وذكرت وول ستريت إلى أن ترامب ورغم أنه قد أقتنع بفكرة أن بوتين ليس مستعداً للسلام، إلا أن ذلك لم يدفعه إلى القيام بما أراده الأوروبيون والرئيس الأوكرانى فولوديمر زيلينسكى، وهو مضاعفة القتال ضد روسيا.وكان ترامب قد أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسى بوتين يوم الاثنين الماضى استمرت قرابة الساعتين، وقال بعدها الرئيس الأمريكى إن أوكرانيا وروسيا ستبدأن فوراً مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن ربما بدون الولايات المتحدة. ولم يكن هناك تهديد بعقوبات، ولا مطالبة بجدول زمنى، ولا ضغوط على الزعيم الروسى.وكان بوتين قد قال عقب اتصاله الهاتفى مع ترامب إن روسيا مستعدة، وستواصل العمل مع الجانب الأوكراني، على مذكرة تفاهم بشأن معاهدة سلام مستقبلية محتملة، تحدد عددًا من المواقف، مثل مبادئ التسوية، والإطار الزمني لتوقيع اتفاقية سلام محتملة، وما إلى ذلك، بما في ذلك وقف إطلاق نار محتمل لفترة محددة في حال التوصل إلى اتفاقيات ذات صلة.وأشار الرئيس الروسى إلى أنه أكد لترامب أن "روسيا تدعم أيضاً الحل السلمي للأزمة الأوكرانية"، لافتاً إلى أن "ذلك ينبغي أن يشمل القضاء على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة".


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
'ملجأ لجميع الأميركيين الأفارقة' – ما كان يجب أن يخبر رامافوسا ترامب
في 21 مايو ، أذهل رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا العالم بإعلانه أن حكومته منحت وضعًا للاجئين رسميًا إلى 48 مليون أمريكي من أصل أفريقي. تم الكشف عن القرار ، الذي تم اتخاذه من خلال أمر تنفيذي بعنوان 'معالجة الإجراءات الفظيعة والإخفاقات الواسعة في الحكومة الأمريكية' ، في مؤتمر صحفي عقد في حدائق مباني الاتحاد الهادئة في بريتوريا. تأطير Ramaphosa على الإعلان والمتعمد والمتعمد كرد ضروري وإنساني لما أسماه 'الفوضى المطلقة' التي تجتاح الولايات المتحدة. أدت مايا جونسون ، رئيسة جمعية الحريات المدنية الأمريكية من أصل أفريقي ، ونائبةها باتريك ميلر ، إلى أن رامافوسا أعلنت أن جنوب إفريقيا لم تعد تتجاهل محنة الشعب 'الفقراء بشكل منهجي ، ومجرام ، وتهدمه الحكومات الأمريكية المتتالية'. نقلاً عن تدهور دراماتيكي في الحريات المدنية في عهد ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية ، أشار رامافوسا على وجه التحديد إلى وابل الإدارة للأوامر التنفيذية التي تفكيك الإجراءات الإيجابية ، والتغلب على المبادرات (التنوع ، والإنصاف ، والإدماج) ، والسماح للمقاولين الفيدراليين بالتمييز بحرية. وقال إن هذه التدابير محسوبة على 'تجريد الأميركيين الأفارقة من الكرامة والحقوق وسبل العيش – وجعل أمريكا بيضاء مرة أخرى'. قال رامافوسا: 'هذه ليست سياسة ، هذا اضطهاد'. كانت حملة الرئيس ترامب لعام 2024 غير خجولة في دعواتها إلى 'الدفاع عن الوطن' من ما تم تأطيره على أنه تهديدات داخلية – صافرة كلب محجبة بالكاد لإعادة تأكيد الهيمنة السياسية البيضاء. ووفقًا لكلمته ، فقد أطلق ترامب ما يطلق عليه النقاد لتراجع ليس فقط عن الحقوق المدنية ، ولكن للحضارة نفسها. أشار رامافوسا إلى أنه في ظل ستار استعادة القانون والنظام ، وضعت الحكومة الفيدرالية ما يصل إلى حملة الاستبدادية على المعارضة السياسية السوداء. منذ تنصيب ترامب في يناير ، قال إن مئات الناشطين الأميركيين من أصول إفريقية احتجزته قوات الأمن – في كثير من الأحيان بتهم مشكوك فيها – وتم استجوابهم في ظل ظروف اللاإنسانية. بينما ركزت رامافوسا على الاضطهاد الجهازي ، بدت جونسون التنبيه على ما وصفته بصراحة بأنه 'إبادة جماعية'. وقالت للصحفيين: 'يتم اصطياد الأمريكيين السود'. 'ليلة بعد ليلة ، يومًا بعد يوم ، يتعرض الأمريكيون من أصل أفريقي في جميع أنحاء البلاد للهجوم من قبل الأميركيين البيض. يزعم هؤلاء المجرمون أنهم' يستردون 'أمريكا. إن أقسام الشرطة ، بعيدة عن التدخل ، تدعم بنشاط هؤلاء الغوغاء – يقدمون المساعدات اللوجستية ، ويحميونهم من الملاحقة القضائية ، والانضمام إلى المهد'. وقالت إن جمعية الحريات المدنية الأمريكية الإفريقية تقدر أنه في الأسابيع الستة الماضية وحدها ، تعرض الآلاف من الأميركيين الأفارقة للتهديد أو الاعتداء أو الاختفاء أو القتل. لم تمر الأزمة دون أن يلاحظها أحد من قبل بقية القارة. في الأسبوع الماضي ، عقد الاتحاد الأفريقي قمة الطوارئ لمعالجة الموقف المتدهور في الولايات المتحدة. في بيان موحد نادر ، أدان قادة الاتحاد الأفريقي تصرفات حكومة الولايات المتحدة وتهتم الرئيس رامافوسا بطرح القضية أمام الأمم المتحدة. تفويضهم؟ يعيد الأميركيين الأفارقة إلى الوطن وعرض ملجأ. أكد رامافوسا أن الرحلات الجوية الأولى المستأجرة التي تحمل اللاجئين ستصل إلى التربة الأفريقية في 25 مايو – يوم إفريقيا. وقال رامافوسا: 'عندما تغرب الشمس في هذا الفصل المظلم من التاريخ الأمريكي ، فإن الفجر الجديد يتصاعد على إفريقيا. لن نبقى سلبيًا بينما تتكشف الإبادة الجماعية في الولايات المتحدة'. *** بالطبع ، لم يحدث أي من هذا. لم يكن هناك بيان حول 'الإجراءات الفظيعة والإخفاقات الواسعة للحكومة الأمريكية' من جنوب إفريقيا. لم يكن هناك مؤتمر صحفي حيث أبرز زعيم أفريقي محنة إخوانه وأخواته الأفارقة في الولايات المتحدة وعرض عليهم خيارات. لن تكون هناك رحلات ملاجئة من ديترويت إلى بريتوريا. بدلاً من ذلك ، بعد أن قطعت الولايات المتحدة المساعدات إلى جنوب إفريقيا ، تكررت اتهامات كاذبة بأن 'الإبادة الجماعية البيضاء' تحدث هناك وبدأت في الترحيب بالأفريكان اللاجئون ، رامافوسا براغماتية دفعت محترمة قم بزيارة البيت الأبيض في 21 مايو. خلال زيارته ، التي راقبتها عن كثب من قبل وسائل الإعلام العالمية ، لم يذكر حتى ملايين الأميركيين الأفارقة الذين يواجهون التمييز وعنف الشرطة وسوء المعاملة في ظل رئيس مصمم بوضوح على 'جعل أمريكا بيضاء مرة أخرى' – ناهيك عن تقديم ملجأ لهم في إفريقيا. حتى عندما أصر ترامب ، دون أي أساس في الواقع ، على أن الإبادة الجماعية قد ارتكبت ضد البيض في بلده ، فإن رامافوسا لم تطرح قائمة واشنطن الطويلة – الحقيقية ، المنهجية ، والمتسارعة على ما يبدو – ضد الأميركيين السود. حاول أن يظل مهذبًا ودبلوماسيًا ، مع التركيز على العداء العنصري للإدارة الأمريكية ولكن على العلاقات المهمة بين البلدين. ربما ، في العالم الحقيقي ، من المفيد أن يطلب من زعيم أفريقي المخاطرة بالتداعيات الدبلوماسية من خلال الدفاع عن حياة السود في الخارج. ربما يكون من الأسهل تصافح الرجل الذي يطلق على أبيض وهمي يعاني من 'الإبادة الجماعية' بدلاً من استدعاء شخص حقيقي يتكشف على ساعته. في عالم آخر ، وقف رامافوسا في بريتوريا وأخبر ترامب: 'لن نقبل أكاذيبك بشأن بلدنا – ولن نبقى صامتين لأنك وحشية في أقاربنا'. في هذا ، وقف بهدوء في واشنطن – وفعل.