
أخبار العالم : تهديد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية..لماذا سيصعب التغلب عليه؟
الخميس 8 مايو 2025 01:45 مساءً
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ينتشر تهديد جديد لـ"بَكتيريا خارقة" مقاومة للمضادات الحيوية، حول العالم، نتيجة جراثيم فطرية مجهريّة تعيش داخل جسم الإنسان، وعلى جلده، وفي التربة، والهواء.
يعتقد تورينس إيرفين أن الفطر القاتل المعروف باسم Coccidioides (حمى الوادي) دخل إلى رئتيه في يونيو/ حزيران 2018، فيما كان يستمتع بيوم صيفي في فناء منزله الخلفي بمدينة باترسون، بولاية كاليفورنيا الأمريكية. لم يعلم أنّ حياته ستنقلب رأسًا على عقب، وأنّه سيقترب من الموت قبل أن يتمكّن أحد الأطباء المتخصصين من تشخيص حالته بشكل صحيح بعد قرابة عام.
خسر إيرفين الكثير من الوزن حتى أصبح أشبه بهيكل عظمي، واستسلم الأطباء لمعالجة حالته.
ولا تختلف قصة روب بيردي كثيرًا، إذ يعتقد أنه استنشق جراثيم فطر Coccidioides أثناء قيامه بالزراعة في حديقة منزله بيكرسفيلد، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، خلال عام 2012.
لكن، لم تتوقف العدوى عند رئتيه، بل انتقلت إلى دماغه، مسببة نوعًا خطيرًا من التهاب السحايا الفطري المهدد للحياة، والذي يُصيب الأغشية الواقية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
قال بيردي،وهو عضو مؤسس في منظمة MYCare غير الربحية التي تعمل على تثقيف وتعزيز البحث في مجال الأمراض الفطرية إنه "لدى حوالي 3% من الأشخاص المصابين، تنتقل الفطريات إلى مكان آخر في الجسم، خارج الرئتين، أي إلى الجلد، والعظام، والمفاصل، والأعضاء الأخرى، أو أماكن غريبة مثل مقلة العين، والأسنان، وإصبع الخنصر".
قال روب بيردي (أقصى اليسار في الصورة): "ظنّت زوجتي ويندي أن هذا آخر عيد عشّاق نحتفل به معًا. كانت حزينة جدًا، لكنها رسمت ابتسامة عريضة على وجهها من أجلي". وأضاف: "أما أنا، فابتسمت لأني كنت مخدرًا بفعل تأثير الأدوية".
Credit: Esther Ketcherside
العدوى الفطرية الغازية المقاومة للعلاج
تنتشر الفطريّات التي تُشوّه وتقتل البشر بسرعة في العالم. وأشارت التقديرات العالمية الحديثة إلى وجود نحو 6.5 مليون إصابة فطرية غازية سنويًا، تتسبّب في قرابة 3.8 مليون حالة وفاة، وبعض هذه الإصابات بات من الصعب علاجها.
بسبب تنامي مقاومة هذه الفطريات للأدوية الفطرية الموجودة حاليًا، أدرجت منظمة الصحة العالمية في أبريل/ نيسان الماضي 19 نوعًا من الفطريات ضمن قائمتها ذات الأولوية القصوى، أو العالية، أو المتوسطة لتطوير أدوية جديدة.
بين هذه الأنواع، تأتي فطريات Coccidioides، التي أصابت إيرفين وبيردي، ضمن قائمة الأولويات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية.
رغم أنّ عدد الوفيات الناتجة عن البكتيريا الخارقة يفوق تلك المرتبطة بالفطريات (4.7 مليون مقابل 3.8 مليون وفاة سنويًا)، إلا أن هناك المئات من المضادات الحيوية المتاحة لعلاج العدوى البكتيرية.
في المقابل، لا يوجد سوى نحو 17 دواءً مضادًا للفطريات قيد الاستخدام، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
يُعزى ذلك جزئيًا إلى صعوبة تطوير أدوية تقتل الفطريات من دون أن تضر بجسم الإنسان، نظرًا للتشابه الجيني الكبير بين الفطريات وخلايا الإنسان.
في هذا المشهد من مسلسل HBO "ذا لاست أوف أس" (The last of us)، يسعى ضحية مغطاة بالفطر للبحث عن فريسة.
Credit: Liane Hentscher/HBO
وأوضح الدكتور نيل كلانسي، اختصاصي الأمراض المعدية، وأستاذ مساعد بكلية الطب، ومدير برنامج علم الفطريات في جامعة بيتسبرغ: "من الناحية الجينية، الفطريات أقرب إلى البشر منها إلى البكتيريا".
وأضاف: "عندما نحاول تصنيع دواء مضاد للفطريات، علينا أن نجد أهدافًا لا تؤذي الجينات والبروتينات التي يتمتع بها الإنسان. في الوقت الحالي، أفضل دواء لدينا لقتل الفطريات يتفاعل بشكل خاطئ مع خلايا الكلى لدى الإنسان، ما قد يؤدي إلى فشل كلوي".
أما الأدوية المضادة للفطريات الأخرى، فقد تُسبّب العقم، والتهاب البنكرياس، وتلف الكبد، وردود فعل تحسسية شديدة.
أشار الخبراء إلى أنّ العدوى الفطرية لدى الأشخاص الأصحاء في العادة تُعالج بنجاح باستخدام الأدوية المتوفرة حاليًا، خصوصًا إذا تم اكتشافها باكرًا.
لكن الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى الفطرية الغازية هم من يعانون من ضعف في جهاز المناعة، سواء بسبب العلاج الكيميائي، أو غسل الكلى، أو فيروس نقص المناعة (الإيدز)، أو أدوية تثبيط المناعة، أو زرع الأعضاء أو الخلايا الجذعية، وذلك وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
قد يهمك أيضاً
لكنّ لم يكن أي من إيرفين أو بيردي يعانيان من ضعف المناعة عندما أصيبا بمرض coccidioidomycosis، المعروف أيضًا باسم "كوكي"، الناتج عن استنشاق الفطريات.
بما أنّ الباحثين اكتشفوا هذا المرض لأول مرة في وادي سان خواكين بولاية كاليفورنيا الأمريكية، فإنه يُعرف أيضًا باسم "حمّى الوادي".
قال الدكتور جورج تومبسون، الباحث في مجال الفطريات وأستاذ الطب بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا ديفيس، وهو الطبيب الذي شخّص حالة إيرفين: "بعض هؤلاء المرضى، رغم أنهم لا يعانون من ضعف المناعة، إلا أنهم لا يتمكنون من مقاومة العدوى بشكل جيد".
وأضاف: "إذا تمكّنا من معرفة الاختلافات في جهازهم المناعي، فقد نتمكن من تعزيز قدرته على مقاومة الفطر".
روب بيردي وعائلته يدافعون عن تمويل الأبحاث وتوعية المرضى بشأن التهديد المتصاعد لمقاومة الفطريات.
Credit: Esther Ketcherside
أخطر الفطريات المقاومة للعلاج
تتصدر فطريات Cryptococcus neoformans قائمة منظمة الصحة العالمية لأكثر الفطريات خطورة، حيث تُسبب نوعًا مميتًا من التهاب السحايا تصل نسبة الوفيات الناتجة عنه إلى 61%، خاصةً بين مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
كما يحتل Aspergillus fumigatus المرتبة الثانية، وهو نوع من العفن الذي يصيب الرئتين، ويمكن أن ينتشر في باقي أجزاء الجسم. ينتشر هذا الفطر في التربة، والأوراق، والنشارة، مما يجعله صعب التجنب، ويُسبّب معدلات وفيات تصل إلى 40%.
في المرتبة الثالثة يأتي فطر Candida auris، الذي يُعتبر مقاومًا لجميع أنواع الأدوية المضادة للفطريات منذ ظهوره في الولايات المتحدة عام 2013.
يُعرف هذا الفطر بقدرته الفائقة على الالتصاق بالأسطح البلاستيكية والجلد، ما يجعله شديد الصعوبة في التطهير، خصوصًا في الأماكن المزدحمة مثل المستشفيات، ودور رعاية المسنين. وانتشرت حالات الإصابة بـ C. auris بسرعة من 51 حالة في عام 2016 إلى أكثر من 4,500 حالة في عام 2023، مما يشير إلى زيادة سريعة في مقاومته للأدوية.
أما Candida albicans، فهو فطر شائع يعيش بشكل طبيعي في الجسم على الجلد، والفم، والأمعاء، ولكن عندما يختل توازن الميكروبيوم بسبب استخدام المضادات الحيوية أو أدوية تثبيط المناعة، يمكن أن يتحول إلى فطر مسبب للعدوى الغازية المقاومة للأدوية. إذا دخل هذا الفطر مجرى الدم، فإن معدلات الوفاة تتراوح بين 40% و 60% حتى مع العلاج المبكر.
صورة لتورانس إيرفين (إلى اليسار) وزوجته، روندا سميث-إيرفين، قبل أن تصيب فطريات مميتة رئتيه.
Credit: Ray Sheard Jr.
"الحمّى المرتفعة كادت تقتله"
بدأ تورينس إيرفين يعاني من ضيق في التنفس وتقيؤ مستمر في عام 2018، حيث خسر وزنه بسرعة وأُدخل إلى المستشفى.
رغم تشخيصه بالتهاب رئوي وتلقيه مضادات حيوية، لم تتحسن حالته، وازدادت تعقيدًا بسبب إصابته بالسكري.
ذكرت زوجته روندا أن حرارته كانت ترتفع بشكل خطير من دون أن يشعر، فاضطرت لمراقبته ليلًا بنفسها، وأخبرها الأطباء أن الحمى وحدها قد تودي بحياته. لاحقًا، تدهورت حالته لدرجة أنه احتاج لجهاز تنفس صناعي وثلاث عمليات نقل دم.
وقالت والدته بريندا: "كان يسألني عما إذا كان سيموت، وكنت أجيبه بثقة أن الرب سيشفيه، لأنني لم أستطع السماح له باليأس".
تورانس إيرفين (الثالث من اليسار) يقول إنه فقد الكثير من الوزن لدرجة أنه أصبح بالكاد قابلًا للتعرف عليه من قبل عائلته وأصدقائه عندما زاروه في المستشفى.
Credit: Rhonda Smith-Irvin
كانت عدوى "كوكسيديويدس" (حمى الوادي) تُصيب سابقًا المزارعين والعاملين في المناطق الصحراوية في ولايات مثل أريزونا، وكاليفورنيا، وتكساس. لكن الآن، تم تسجيل حالات إصابة في أكثر من 20 ولاية أمريكية، ضمنًا بنسلفانيا، وماريلاند، بسبب تغيّر المناخ، والعواصف الترابية، وحرائق الغابات. وقد تزيد هذه الحالات بنسبة 50% بحلول عام 2100.
في مارس/ آذار 2019، أُدرج إيرفين الذي كان يعاني من تدهور صحي شديد بعدما استنفد العلاجات التقليدية، في تجربة سريرية لاختبار دواء تجريبي يُسمى "أولوروفيم"، وهو قيد التجربة لعلاج "كوكسيديويدس"، وفطر "أسبرجيللوس فوميغاتوس" المدرج ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية للأولوية القصوى.
ورغم أنه لم يكن قد سمع عن حمى الوادي، قرر مع زوجته تجربة العلاج الذي كان على شكل أقراص يومية، ما جنبه العلاج الوريدي المرهق.
قد يهمك أيضاً
أكد تومبسون أن إيرفين لو لم يتمكن من الوصول إلى طبيب متخصص، كان موته محتمل بسبب العدوى.
رغم تحسن حالته بشكل ملحوظ، حيث انتقل من استخدام جهاز المشي إلى العكاز، إلا أن الضرر في رئتيه ترك ندبات دائمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عالم المال
منذ 3 ساعات
- عالم المال
الصحة العالمية: 60% من الأمراض البشرية مصدرها الحيوان
أشاد الدكتور نعمة سعيد عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بإطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يمثل تقدمًا ملموسًا في التزام مصر بصحة الحيوان والثروة الحيوانية، ويعكس جهودها في تعزيز الأمن الصحي والوقاية من الأمراض. وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية خلال كلمته باحتفالية إطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية أن ما تم إطلاقه اليوم ليس إنجازاً وطنياً فحسب، بل هو نموذج يُحتذى به للدول الأخرى في المنطقة كما عبرت عنه مصر في العديد من المجالات. شراكة فاعلة لتطوير المبادئ التوجيهية وأكد ممثل المنظمة أن منظمة الصحة العالمية، بمستوياتها الثلاث (الوطني، الإقليمي، والعالمي)، شاركت عن كثب مع المجلس الصحي المصري في إعداد وتطوير المبادئ التوجيهية السريرية، والتغذوية، والبيطرية، بما يضمن تكامل الرؤى وتوحيد الجهود. وأوضح أن هذه المبادئ ليست مجرد وثائق فنية، بل أدوات حيوية تضمن جودة واتساق الإجراءات في مجالات الإنتاج الحيواني والوقاية الصحية، بما يعزز كفاءة الأداء في هذا القطاع الحيوي. الصحة الواحدة… درس مستفاد من الجائحة وأشار الدكتور نعمة إلى أن المبادئ البيطرية تنسجم مع مفهوم 'الصحة الواحدة'، والذي أثبتت جائحة كوفيد-19 أهميته، حيث أكدت أن صحة الإنسان والحيوان والبيئة مترابطة بشكل لا يمكن فصله. كما نوه بأن أكثر من 60% من الأمراض المعدية الناشئة لدى البشر مصدرها الحيوانات، ما يُبرز الحاجة لتجاوز النهج التقليدي المنعزل، والتحرك نحو سياسات وممارسات موحدة وشاملة. التزام مصري متجدد وتعاون مستمر أشاد ممثل المنظمة بالتزام مصر المتواصل بتطبيق نهج الصحة الواحدة، من خلال تحسين آليات مراقبة الأمراض الحيوانية والعابرة للحدود، وتبني الاستخدام المسؤول للمضادات الميكروبية، إلى جانب دعم وتأهيل الكوادر البيطرية لتكون في الصفوف الأمامية في مواجهة التهديدات الصحية. وأكد في ختام كلمته التزام منظمة الصحة العالمية بدعم جهود الحكومة المصرية في هذا المجال، معربًا عن تطلعه لمواصلة التعاون المثمر على مدار السنوات الثلاث المقبلة. نقيب الأطباء البيطريين: الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية خطوة لتعزيز مفهوم الصحة الواحدة وفى سياق آخر أشاد الدكتور مجدي حسن، نقيب عام الأطباء البيطريين، بإطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، اليوم الموافق ٢٥ مايو ٢٠٢٥، تحت رعاية معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، واصفا إياها بـ'الخطوة المحورية والمنعطف الإيجابي في مسيرة تطوير القطاع الصحي البيطري في مصر'. وأكد نقيب الأطباء البيطريين في كلمته خلال حفل الإطلاق، بحضور الرئيس التنفيذي للمجلس الصحي الدكتور محمد لطيف، ونائب وزير الزراعة المهندس مصطفى الصياد، وممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور نعمة سعيد عبد، أن هذه الدلائل تأتي في التوقيت المناسب لتوحيد الجهود وتعزيز الممارسات القائمة على الأدلة العلمية. وشدد على أن الدلائل الجديدة تخدم صحة الحيوان باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من صحة الإنسان والبيئة، وفقا لمفهوم 'الصحة الواحدة' (One Health) الذي تسعى الدولة لترسيخه، موضحا أن الدلائل الإرشادية هى ثمرة جهد دؤوب وعمل متواصل، مؤكداً أنها ستكون مرجعا أساسيا للأطباء البيطريين في الميدان. وحدد نقيب الأطباء البيطريين خمسة محاور رئيسية ستحققها الدلائل الإرشادية الجديدة، هى: 1- توحيد الإجراءات التشخيصية والعلاجية والوقائية للعديد من الأمراض والحالات التي تواجه الثروة الحيوانية. 2- رفع مستوى جودة الخدمات البيطرية المقدمة وضمان تطبيق أفضل الممارسات العالمية. 3- تعزيز سلامة الغذاء ذي الأصل الحيواني وحماية المستهلك من الأمراض المنقولة. 4- دعم جهود مكافحة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والمساهمة في تحقيق الأمن الصحي الوطني. 5- توفير إطار عمل واضح للأطباء البيطريين حديثي التخرج وذوي الخبرة، مما يقلل من التباين في الممارسات ويعزز الثقة في المهنة. وأعلن نقيب الأطباء البيطريين التزام النقابة الكامل بدعم نشر هذه الدلائل وتعميمها على كافة المنتسبين، مشيراً إلى أن النقابة ستنظم ورش عمل وندوات تعريفية وتدريبية لضمان استيعابها وتطبيقها على أفضل وجه.


فيتو
منذ 5 ساعات
- فيتو
هيئة الدواء المصرية تبحث مع وفد جزائري تنظيم القطاع الدوائي وفقا للمعايير الدولية
استقبل الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، وفدًا رسميًا رفيع المستوى من الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية بالجزائر، برئاسة الدكتور شريف دليح، مدير عام الوكالة، وذلك بحضور ممثلين عن الجهات الجزائرية المعنية بقطاع الدواء، وعدد من مسئولي منظمة الصحة العالمية. تأتي الزيارة في إطار برنامج فني موسّع يمتد خلال الفترة من 25 إلى 29 مايو الجاري، ويستهدف نقل الخبرات المصرية في تطوير المنظومة الرقابية للوصول إلى مستوى النضج الثالث وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، دعمًا لجهود الجزائر الشقيقة في تطوير منظومتها الوطنية للرقابة على الدواء. تعزيز التعاون الفني والتنظيمي مع الجانب الجزائري وقد ألقى الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، كلمة ترحيبية أكد خلالها عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وحرص الهيئة على تعزيز التعاون الفني والتنظيمي مع الجانب الجزائري، بما يسهم في دعم الأمن الدوائي الإقليمي وتحقيق التكامل العربي في هذا القطاع الحيوي، وشدد على أهمية الانتهاء من النسخة النهائية لمذكرة التفاهم المشتركة بين الجانبين، تمهيدًا لاعتمادها رسميًا، إلى جانب تشكيل فريق عمل مشترك لمتابعة تنفيذ البرامج المتفق عليها. ومن جانبه، أشار الدكتور شريف دليح، مدير عام الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية بالجزائر، بعمق الروابط بين الشعبين الشقيقين، وأكد سعي بلاده إلى تعزيز التعاون مع جمهورية مصر العربية في كافة المجالات الدوائية، مشيدا بقوة المنظومة الرقابية المصرية، مهنئا رئيس هيئة الدواء لمصرية لحصول مصر على اعتماد منظمة الصحة العالمية في مجال الدواء " مستوى النضج الثالث، وحرص دولة الجزائر على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع الجانب المصري. ويتضمن برنامج الزيارة عددًا من الجلسات الفنية وورش العمل التي تقدمها الهيئة، في مجالات التسجيل، التفتيش، التيقظ الدوائي، الدراسات الإكلينيكية، التحاليل، نظم الترخيص، والجودة، إلى جانب الإعلام المجتمعي، بهدف عرض التجربة المصرية الناجحة واستكشاف سبل دعم القدرات الجزائرية في هذه المجالات. شارك في استقبال الوفد الجزائري قيادات هيئة الدواء المصرية. وقد شهد الاجتماع حضور ممثلين عن الجانب الجزائري من بينهم الدكتورة كريمية وجدان، ممثلة عن وزارة الصناعة الصيدلانية، سوريا سباح، ممثلة عن، وزارة الصناعة الصيدلانية،الدكتور صديق رغيس، ممثل عن الوكالة الوطنية للأمن الصحي، الدكتور باباتوندي جاييولا والدكتورة اسراء احمد ممثلين عن المكتب الاقليمي بافريقيا لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة منى معروف،ممثلة عن مكتب مصر لمنظمة الصحة العالمية والدكتور نبيل منصرية ممثل عن مكتب الجزائر لمنظمة الصحة العالمية. تعكس الزيارة الطابع التشاركي بما يخدم تعزيز العمل المشترك في مجال الصحة على المستويين الوطني والدولي، وذلك في إطار التزام هيئة الدواء المصرية بدورها كمؤسسة تنظيمية مرجعية على المستويين الإقليمي والدولي، وسعيها الدائم لنقل المعرفة وبناء القدرات التنظيمية في الدول الشقيقة، دعمًا لتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة في المنطقة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


نافذة على العالم
منذ 5 ساعات
- نافذة على العالم
تقارير مصرية : الصحة العالمية: الترصد الوبائي وتطعيمات الحيوانات درع الوقاية من أوبئة المستقبل
الأحد 25 مايو 2025 01:33 مساءً نافذة على العالم - شدد الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، على أهمية الترصد الوبائي البيطري، معتبرا إياه الركيزة الأساسية في الوقاية من الأمراض المشتركة والأوبئة العالمية. جاء ذلك خلال جلسة "الصحة الواحدة... الرؤية والمنهجية" التي عُقدت ضمن فعاليات احتفالية إطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، والتي نظّمها المجلس الصحي المصري بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء. وأكد عابد أن العالم يواجه خطرًا خفيًا يتمثل في وجود أكثر من مليون ونصف فيروس محتمل في الحيوانات والطيور، بعضها قد يتحور وينتقل إلى البشر. وقال: "هنا يأتي الدور المحوري للطبيب البيطري، الذي لا يقتصر على العلاج بل يتعداه إلى الترصد المبكر والتقصي والتحليل، مما يجعله خط الدفاع الأول في مواجهة الجوائح". وأوضح أن هناك تعاونا مستمرا بين مصر ومنظمة الصحة العالمية في مجالات الرقابة البيطرية والترصد، مؤكدا أن التجربة المصرية في هذا المجال باتت تُدرّس كنموذج ناجح في الأوساط الدولية، خاصة مع التقدم الكبير في منظومة التطعيمات البيطرية، والتي تساهم في تقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية، وتدعم سلامة الغذاء وصحة الإنسان. وأشار إلى نتائج دراسات حديثة أُجريت في مزارع الدواجن المصرية، أظهرت أن الرقابة البيطرية الفعالة تؤدي إلى تقليل معدلات الإصابة بالأمراض وتقليل استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي، وهي نتائج تتماشى مع توجهات منظمة الصحة العالمية والوكالة الأمريكية لبحوث الأوبئة البيطرية. ووفقًا لأحدث تقارير WHO لعام 2024، فإن تعزيز الترصد الوبائي البيطري وتكامل البيانات الصحية بين القطاعات يمثل أحد أهم أدوات الاستعداد للجوائح، وخاصة أن 75% من الأمراض المستجدة عالميًا تعود إلى مصدر حيواني، وهو ما يعزز الحاجة إلى توسيع مفهوم "الصحة الواحدة" على مستوى السياسات والبرامج التنفيذية. وأكد عابد أن التطعيمات البيطرية والرقابة المستمرة في المزارع والمنافذ الحيوانية قادرة على تقليل مخاطر العدوى قبل وصولها إلى الإنسان، مما يحمي الصحة العامة ويعزز الأمن الصحي الغذائي.