logo
صحيفة : جواسيس إسرائيليون في إيران..قبل حرب المواقع النووية

صحيفة : جواسيس إسرائيليون في إيران..قبل حرب المواقع النووية

المدنمنذ 14 ساعات

قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن جهاز الموساد الإسرائيلي نجح في اختراق قلب البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، بعد سنوات من جمع المعلومات السرية، ليكتشف أن البنية التحتية لبناء الأسلحة في طهران كانت أوسع بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
مراقبة منذ سنوات
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن وثائق استخباراتية مسربة تم تداولها بين الحلفاء الغربيين، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا، أن قدرات إيران ومعرفتها ومكوناتها المرتبطة بتطوير الأسلحة تتقدم بسرعة كبيرة، ولم تكن تقتصر على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان فقط.
ونقلت "التايمز" عن مصدر استخباراتي قوله، إن إسرائيل كانت تراقب عدة مواقع داخل إيران منذ سنوات عبر عملاء ميدانيين، مشيراً إلى أن الاستعدادات الإسرائيلية لضرب إيران بدأت منذ عام 2010، استناداً إلى معلومات حول تسارع برنامجها التسليحي.
وأشارت الصحيفة، إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية ركّزت على تدمير منشآت لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران وأصفهان، إضافة إلى استهداف 7 مكونات حيوية داخل منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، شملت البنية التحتية الكهربائية ومرافق البحث والتطوير، وأنظمة التهوية والتبريد.
اختراق مقار الحرس
كما هاجمت إسرائيل منشآت في أصفهان، ومواقع بحثية مثل "نور" و"مقده"، وموقع "شريعتي" العسكري، ومصنع "شهيد ميسامي" الذي كان يُستخدم لصناعة المتفجرات البلاستيكية لاختبار الأسلحة النووية، وكلها مواقع تتبع منظمة "SPND"، التي كان يقودها العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل عام 2020.
وذكرت الصحيفة، أن الوثائق المسربة كشفت أيضاً عن اختراق مقار الحرس الثوري الإيراني، ومواقع مثل "سنجاريان"، التي كانت تطور مكونات تدخل في إنتاج الأسلحة النووية.
وبحسب التقييم الاستخباراتي، فقد انتقلت إيران بنهاية عام 2024 من مرحلة البحث إلى مرحلة متقدمة من التصنيع والتجارب على متفجرات وأنظمة إشعاع، مع توقع وصولها إلى "قدرة نووية خلال أسابيع".
وأوضحت "التايمز"، أن إسرائيل استهدفت أيضاً مواقع لصناعة الصواريخ بعيدة المدى، كان من المخطط أن تنتج إيران منها حوالي ألف صاروخ سنوياً، وصولاً إلى مخزون مستهدف قدره 8 آلاف صاروخ.
اعتقال العشرات
من بين هذه المواقع، كان مصنع "مؤسسة معاد تركيبي نوياد" قرب بحر قزوين، الذي كانت إيران تعتمد عليه في إنتاج الألياف الكربونية اللازمة لتصنيع الصواريخ، وقد تم تدميره بالكامل.
وتحدثت الصحيفة عن حالة من الهلع داخل إيران بعد الهجمات، مشيرة إلى أن طهران اعتقلت العشرات بتهم التجسس خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً. كما لفتت إلى أن الشكوك المتبادلة طالت حتى أعضاء الحرس الثوري أنفسهم.
وفي إشارة لافتة، قالت الصحيفة إن جهاز الموساد نشر تحذيراً نادراً عبر منصة "إكس"، دعا فيه الإيرانيين إلى الابتعاد عن مركبات ومسؤولي الحرس الثوري.
وأشارت "التايمز" إلى أن اختراق إسرائيل العميق للنظام الإيراني، سواء عبر التجسس أو تنفيذ عمليات اغتيال، أعاد إلى الأذهان عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني من طهران عام 2018، والتي استُخدمت لاحقاً لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015.
يذكر أن إسرائيل قد شنت في 13 حزيران/يونيو هجوماً ضد إيران دام 12 يوماً لضرب برنامجها النووي، فيما ردت طهران بضربات بالصواريخ والمسيرات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل.
ودخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة بقصف مواقع نووية إيرانية، فيما استهدفت طهران قاعدة "العديد" الأميركية في قطر رداً على الهجوم الأمريكي قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب، عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل يوم 24 يونيو 2025.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمريكا اعترضت مكالمات مسئولين إيرانيين أثناء ضرب منشآتها النووية
أمريكا اعترضت مكالمات مسئولين إيرانيين أثناء ضرب منشآتها النووية

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

أمريكا اعترضت مكالمات مسئولين إيرانيين أثناء ضرب منشآتها النووية

قال مسؤولون أمريكيون بالمخابرات لواشنطن بوست اليوم الأحد أن واشنطن اعترضت مكالمات مسئولين إيرانيين كبار عقب توجيه الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية،وإنهم قللوا من تأثير الضربة ضد المنشآت النووية. في سياق آخر انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض وسائل الإعلام التي تقوم بالترويج لمعلومات كاذبة حول قوة الضربة الأمريكية التي تسببت في تراجع البرنامج النووي الإيراني لمئات السنين. وهو ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي هيجسيث بوقت سابق،وينتظر ترامب بالوقت الراهن إحياء المفاوضات من جديد حول البرنامج النووي الإيراني،ووصف كلمة 'تخصيب' التي تسخدمها إيران بالسيئة داعيا ألا تستخدمها مرة أخرى بينما أعلن الرئيس الإيراني بزشكيان بوقت سابق عن تمسك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم.

في حرب السرديات من انتصر إيران أم إسرائيل؟
في حرب السرديات من انتصر إيران أم إسرائيل؟

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

في حرب السرديات من انتصر إيران أم إسرائيل؟

توقفت الحرب التي أشعلتها إسرائيل في 13 حزيران/يونيو ضد إيران، بعد أن أقنعت الولايات المتحدة بالمشاركة في جزء منها، وذلك بهدنة لا يُعرف مدى استمرارها. بمجرد إخماد نيران الحرب وإعلان الهدنة، بدأت كل من إيران وإسرائيل حرب السرديات لإثبات انتصارهما. في الحروب بين دولتين متجاورتين، خاصة البرية، يكون تحديد المنتصر والخاسر أمراً سهلاً، لكن في الحرب الجوية بين دولتين تفصل بينهما آلاف الكيلومترات، يصبح الأمر أكثر تعقيداً، ويتحول إلى مسألة نسبية. تعزيز الجمهورية الإسلامية الرواية الإسرائيلية تعتمد على أن إسرائيل نجحت أولاً في تدمير القدرات النووية الإيرانية أو تأخير وصول إيران إلى السلاح النووي من بضعة أسابيع إلى سنوات أو حتى عقود، وثانياً في تدمير جزء كبير من منظومة الدفاع والصواريخ الإيرانية، وثالثاً اختراق عميق للطبقات الأمنية وقتل العشرات من القادة العسكريين. لكن الهدف الأكبر، وهو تغيير النظام في إيران، لم يتحقق، بل على العكس، أدى إلى تعزيز أسس الجمهورية الإسلامية. أما فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، فعلى الرغم من اعتراف عباس عراقجي بتعرض المنشآت النووية لأضرار جسيمة، وخلافاً لادعاء ترامب بتدمير البرنامج النووي الايراني وتأخيره لعقود، قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن برنامج التخصيب الإيراني لم يُدمر رغم الأضرار الكبيرة، وإن التقديرات تشير إلى أن الوقت اللازم لإيران لامتلاك سلاح نووي (الذي كان بضعة أسابيع قبل الهجوم) قد تأخر لبضعة أشهر فقط، لأن إيران تمتلك المعرفة النووية والعمال النوويين والمستلزمات الصناعية والقدرة على استئناف التخصيب. 400 كيلوغرام يورانيوم أصبح الآن واضحاً زيف ادعاء ترامب بأنه دمر مشروع التخصيب الإيراني، ولم يعد بوسعه سوى الادعاء بأنه أبطأ عملية إنتاج السلاح النووي وليس التخصيب نفسه. كما أعرب غروسي عن جهله بمصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، خلافاً لترامب الذي زعم أن إيران لم يكن لديها وقت كاف لنقل هذه الكمية، حيث افترض غروسي أن جزءاً منها ربما دمر في الهجوم الأميركي على "فوردو"، بينما نُقل الجزء المتبقي إلى مكان آخر. وأضاف غروسي قائلاً: "إن الحل للمسألة النووية الإيرانية ليس عسكرياً بل دبلوماسي". أدرك غروسي الآن أن الهجوم العسكري على إيران لم ينهِ برنامجها النووي، وطالب بمنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية. كان على غروسي أن يصرح بوضوح أن دولتين تمتلكان الأسلحة النووية (الولايات المتحدة وإسرائيل) هاجمتا إيران التي لا تمتلك سلاحاً نووياً. يعلم غروسي أن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) تطبق في زمن السلم وليس الحرب، كما أن المعاهدة نفسها تمنح الدول الأعضاء الحق في الانسحاب منها في ظروف استثنائية. وبالتالي، فإن إيران ليست ملزمة حالياً بمنح مفتشي الوكالة حق الوصول إلى منشآتها النووية. وإذا كان انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 مهّد لقيام إيران برفع مستوى التخصيب من 3.67 في المئة إلى 60 في المئة، فإن استهداف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان قد يكون مقدمة لرفع مستوى التخصيب إلى 90 في المئة. ومع وجود 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، إذا تم رفع مستوى التخصيب إلى 90 في المئة، فإن إيران ستتمكن من إنتاج عشر قنابل نووية. دمار وفوضى أما الرواية الإيرانية فمختلفة. تعتقد إيران أن الولايات المتحدة وإسرائيل فشلتا في تحريض الشعب الإيراني ضد النظام أو إسقاطه، بل على العكس، زاد العدوان العسكري من شعبية النظام وحوَّل المعارضين إلى مؤيدين. كما فشلتا على المستوى الإقليمي، حيث توقعتا أن تضغط الدول العربية على إيران للاستسلام الكامل في المفاوضات النووية ووقف برنامجها النووي، لكن أدانت السعودية وقطر والإمارات العدوان على إيران وضغطن على واشنطن لوقف إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، وقوف الرأي العام الإسلامي والعربي، الذي يكنُّ كراهية عميقة لإسرائيل، إلى جانب إيران خلال الحرب كان إنجازاً نوعياً لايران خلال الحرب. فالعالم العربي لم يشهد منذ 1973 دماراً وفوضى مماثلاً لما حدث في تل أبيب وحيفا وغيرها من المدن الإسرائيلية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً. كما كشفت الحرب زيف أسطورة "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، اللتين كانتا مصدر رعب لكل أعداء إسرائيل، مما أسقط هيبة هذه الأنظمة الدفاعية. ويبدو أن استخدام الصاروخ الإيراني "خيبرشكان" (مكسّر الخيبر)، وهو الأحدث والأدق بين الصواريخ المستخدمة في الحرب، الذي حول أحياء في تل ابيب وحيفا الى مناطق منكوبة هو ما أجبر إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار. فشل الدفاع الجوي الدليل الأوضح على فشل "القبة الحديدية" في مواجهة صواريخ "خيبرشكان" هو أن إسرائيل لم تنشر لقطات كثيرة لاعتراضها أو إسقاطها، في حين تدعي أنها اعترضت وأسقطت 84 في المئة من الصواريخ الإيرانية. فكان من المتوقع أن تقوم ببث اعتراضها تلك الصواريخ كما فعلت خلال عمليات "وعد الصادق 1 و2"، حيث كانت الكاميرات الإسرائيلية الرسمية تبث لحظة بلحظة عمليات اعتراض الصواريخ الإيرانية. لكن مع ظهور جيل جديد من الصواريخ الايرانية مثل "فتاح" و"سجيل" وخاصة "خيبرشكان"، اختفت تلك التغطية المصورة. لو كانت "القبة الحديدية" منيعة حقاً، لكانت الحرب فرصة ذهبية لإسرائيل لإثبات فاعليتها وجذب المزيد من الزبائن، بما في ذلك الولايات المتحدة. إذن يمكن القول إن من إنجازات إيران: 1- تعزيز الوحدة الوطنية داخلياً. 2- فضح زيف أسطورة "القبة الحديدية". 3- تحسين صورتها لدى الرأي العام العربي والإسلامي. 4- تحقيق مستوى من الردع ضد إسرائيل. أثبتت إيران أن إسرائيل ليست حصناً منيعاً، وأن مساحتها الجغرافية المحدودة وعدد سكانها القليل وعلاقاتها المتوترة مع جيرانها تجعلها مكاناً غير آمن لمواطنيها. فإسرائيل ليست دولة قومية بالمعنى الحقيقي، بل هي نظام استيطاني يجمع يهوداً من دول مختلفة بثقافات ولغات متنوعة دون جذور حقيقية في الأرض. خلال الحرب، عندما اضطر سكان الأراضي المحتلة، بسبب إغلاق المطارات، إلى المغادرة عبر البحر بدفع أسعار مضاعفة عشرات المرات للوصول إلى قبرص، ظهروا في الصور التي يثتها قناة الجزيرة سعداء ضاحكين، وكأنهم هربوا من جحيم، وليس من وطن لهم جذور فيه. فعلى العكس من إيران، ليست إسرائيل وطناً لأي من المستعمرين بل هي مستعمرة فقط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store