
قتلى وجرحى خلال غارات إسرائيلية بالقرب من نقطة طبية لعلاج الأطفال
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني في غزة محمد المغير في بيان إن 52 شخصاً على الأقل قتلوا "جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم، من بينهم 3 من منتظري المساعدات".
وفي بيان سابق يوم الخميس، قال المغير إن من بين القتلى "8 أطفال وسيدتان" من أصل 17 شخصاً قتلوا "في استهداف إسرائيلي أمام نقطة طبية في مدينة دير البلح" وسط قطاع غزة.
وتأتي سلسلة الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح 10 رهائن محتجزين في غزة، ومع استمرار المفاوضات للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
كما نقل مراسل بي بي سي عن مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى صباح اليوم، أن حصيلة القتلى في القصف الإسرائيلي الذي وقع أمام نقطة طبية مخصصة لعلاج الأطفال في مخيم دير البلح، وصلت إلى 18 شخصاً من بينهم 10 أطفال وعدد من النساء، مشيرة إلى أن القصف استهدف "طابوراً لاستلام "مكمل غذائي" كان يصطف أمامه المئات.
وفي خلال ساعات الفجر، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية قرب دوار حيدر غربي مدينة غزة، وأربعة آخرون بينهم طفلة خلال استهداف مروحيات إسرائيلية لفلسطينيين أمام منزلهم في حي الزيتون، بينما قتل خمسة على الأقل- أم وأطفالها - في غارة على منزل وسط مخيم خان يونس جنوبي القطاع.
وبلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، نحو 57 ألفا و680 قتيلا، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
"أسبوع أو أسبوعين"
وتأتي الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لصحفيين في واشنطن، يوم الأربعاء، إن إسرائيل وحماس يمكنها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح رهائن في غضون أسبوع أو أسبوعين.
وخلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، قال المسؤول إنه إذا اتفق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لاقتراح وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية نزع سلاحها.
وإذا رفضت حماس، "فسنمضي قدماً" في العمليات العسكرية في غزة، حسبما قال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال مصدر مقرب من حركة حماس إن أربعة أيام، من المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل في قطر، لم تُسفر عن أي اختراقات في النقاط الخلافية الرئيسية.
وكانت حركة حماس قد أعلنت، الأربعاء، إنها وافقت على الإفراج عن 10 رهائن في إطار الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن المحادثات المستمرة بشأن الهدنة "صعبة" بسبب "تعنت" إسرائيل.
وأضافت الحركة أن المفاوضات تواجه عدة نقاط خلافية، من بينها تدفق المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، و"ضمانات حقيقية" للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قال إن هناك "فرصة كبيرة جداً" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وذلك بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين لمناقشة الوضع.
عنف في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي أكد بدوره أنه أطلق النار بعد تعرض أحد جنوده للطعن خلال "نشاط" في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت وزارة الصحة في بيان "استشهاد أحمد علي العمور (55 عاماً) بالرصاص في بلدة رمانة بجنين، صباح اليوم الخميس" دون تقديم مزيد من التفاصيل.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته انتشرت في قرية "رمانة" في الضفة الغربية، قبل أن يقوم "مسلح" بطعن أحد الجنود ووصف إصابته بأنها "متوسطة".
وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقُتل منذ ذلك الحين 951 فلسطينيا على الأقل، على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، حسب بيانات السلطة الفلسطينية.
وفي الفترة نفسها، قُتل وفق بيانات رسمية إسرائيلية ما لا يقل عن 35 إسرائيلياً، في هجمات نفذها مسلحون فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية.
اعتراض صاروخ من الحوثيين
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل صباح الخميس، وذلك بعد أيام قليلة من شنّ مقاتلات إسرائيلية هجمات على بنى تحتية تابعة للحوثيين في اليمن، فيما أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن العملية في وقت لاحق.
وقال الجيش في منشور على حسابه في منصة إكس إنّ "سلاح الجو اعترض قبل قليل صاروخا أُطلق من اليمن، وتسبّب بتفعيل الإنذارات في بعض مناطق البلاد".
وبعد ساعات قليلة، أفاد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان مصوّر على تلغرام بتنفيذ الحوثيين "عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي من نوع ذوالفقار"، مضيفاً أن العملية "حققت هدفها بنجاح".
ومنذ نهاية عام 2023، يشنّ الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن هجمات صاروخية ضدّ إسرائيل، والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، في خطوة يقولون إنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في قطاع غزة، بينما تردّ إسرائيل بشنّ ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
نقص الوقود يهدد مستشفيات غزة
تعاني مستشفيات غزة من نقص حاد في الوقود أدى إلى تأجيل العديد من العمليات الجراحية، بما فيها الحالات العاجلة. وقد وصف مدراء مستشفى الخدمة العامة ومستشفى الشفاء الوضع بأنه بالغ الصعوبة، محذرين من أن المستشفيات في القطاع مهددة بالتوقف الكامل عن العمل


BBC عربية
منذ 3 أيام
- BBC عربية
ما الذي يُفاقم العواصف الرملية الخطيرة ويجعلها أكثر خطورة؟
من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، اجتاحت العواصف الرملية والترابية مؤخراً أنحاءً عديدة من العالم، وغيّرت لون السماء وسببت مشكلات في التنفس لدى الناس. تنشأ هذه العواصف عادةً في الصحاري الشاسعة. ومع ذلك، يقول خبراء لبي بي سي إن تغير المناخ يعني تأثر المزيد من البشر - فالتصحر وذوبان الأنهار الجليدية على سبيل المثال، ينتج عنهما المزيد من الغبار. وقد أفادت منظمة الصحة العالمية في تقريرٍ حديثٍ لها بأنها لاحظت زيادةً في وتيرة وشدة هذه العواصف في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخارجها. ودعت الأمم المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود العالمية للتخفيف من آثارها. ما الذي يُسبب العواصف الرملية والترابية؟ تُعدّ هذه العواصف جزءاً من الدورة الطبيعية للأرض، وتتشكل عندما ترفع الرياح القوية الرمال والغبار من التربة الجافة إلى الغلاف الجوي. ووفقاً للأمم المتحدة، يصل حوالي مليوني طن من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي كل عام. يقول ريتشارد واشنطن، أستاذ علوم المناخ بجامعة أكسفورد، أن حوالي نصف الغبار المنبعث يأتي من الصحراء الكبرى. ويمكن لجسيمات الغبار أن تقطع آلاف الكيلومترات، لذا فإن الغبار القادم من أفريقيا على سبيل المثال، يمكن أن يصل إلى أماكن مثل أوروبا وغابات الأمازون المطيرة والمحيط الأطلسي. ويوضح الدكتور واشنطن أن هذه الجسيمات خلال هذه الرحلة، تحمل مغذيات تُخصب المحيطات واليابسة، داعمةً بذلك النظم البيئية البحرية والبرية. ويقول إنها "جزء لا يتجزأ من آلية عمل الكوكب". وتشمل المصادر الرئيسية الأخرى للغبار الصحاري، مثل صحراء جوبي في آسيا والصحراء العربية في الشرق الأوسط. ما مدى خطورتها؟ تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن العواصف الرملية والترابية تؤثر على حوالي 330 مليون شخص حول العالم. ويمكن أن تُسبب مشاكل تنفسية لدى البشر، وبالإضافة إلى نفوق الماشية، وتدمّر المحاصيل، وتُجبر الدول على إغلاق الطرق والمطارات بسبب ضعف الرؤية. فعلى سبيل المثال،، تسببت الرياح العاتية في ولايتي تكساس وكانساس الأمريكيتين في مارس/ آذار، في عواصف رملية أدت إلى تصادم مركبات ووفاة عشرات الأشخاص، بينما تسببت عاصفة منفصلة في نيو مكسيكو في انخفاض الرؤية وحوادث سيارات. وبعد أسابيع من هذه العواصف، أصيب أكثر من ألف شخص بمشاكل في الجهاز التنفسي بعد أن اجتاحت عاصفة رملية العراق. ووفقاً للأمم المتحدة، فقد تؤدي جزيئات الغبار الناتجة من العواصف - إذا علقت في الأنف أو الفم - إلى اضطرابات مثل الربو أو الالتهاب الرئوي. ويمكن لجسيماته الدقيقة أن تخترق أجزاء أعمق في الجسم، لتصل إلى مجرى الدم وتؤثر على جميع الأعضاء. كما تساهم العواصف الرملية في تلوث الهواء من خلال زيادة تركيز الجسيمات. وتقول الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليست ساولو، إنها "تضر بصحة ونوعية حياة ملايين الأشخاص، وتكلف ملايين الدولارات من خلال تعطيل النقل الجوي والبري، والزراعة، وإنتاج الطاقة الشمسية". ويشير تقرير جديد نشرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إلى أن المناطق الأكثر عرضة لانتقال الغبار لمسافات طويلة هي المحيط الأطلسي بين غرب إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، وأمريكا اللاتينية، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر العرب، وخليج البنغال، ووسط شرق الصين. ووفقاً للتقرير، تمّ توقع أن يشهد عام 2024 ظهور العديد من البؤر الساخنة "ذات تركيزات غبار أعلى بكثير". وشملت هذه البؤر العديد من الدول الأفريقية مثل ليبيريا وساحل العاج "كوت ديفوار" وغانا والكاميرون، ومصر، وأمريكا اللاتينية - لا سيما كولومبيا وفنزويلا والبرازيل- والصين، وأجزاء من آسيا الوسطى مثل كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان. كما تأثر البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا بالعواصف الرملية. ووفقًا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بلغت تكلفة التآكل الذي يسببه الغبار والرياح في الولايات المتحدة ما يُقدر بـ 154.4 مليار دولار أمريكي في عام 2017. كيف يمكن أن تتفاقم العواصف الرملية؟ لطالما شكلت هذه العواصف تهديداً كبيراً بحسب الدكتور واشنطن. ومع ذلك، يقول إن بعض آثار تغير المناخ قد تزيد من كمية الغبار بسبب الرياح. وتضيف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الجفاف، وسوء إدارة الأراضي، وتوسع المناطق المتضررة من حرائق الغابات، كلها عوامل تساهم في تزايد خطر العواصف الرملية والترابية. وتقول الدكتورة سارة بسارت، المسؤولة العلمية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "في كل جزء من العالم تصدر فيه تحذيرات من التصحر، يصدر تحذير بشأن العواصف الرملية والغبار - لأنهل ناتجة عن هذا التصحر". وتشير إلى أن بعض المناطق التي لم تكن صحراوية في الأصل، وكانت مكتظة بالسكان - مثل جنوب أوروبا - معرضة لخطر أن تصبح أكثر جفافاً. وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف تقرير مدعوم من الأمم المتحدة أن العامين الماضيين، شهدا بعضاً من أشد موجات الجفاف تدميراً في التاريخ المسجل في المنطقة الممتدة من الصومال إلى أوروبا. كما سلط التقرير الضوء على آثار هذه الموجات في أفريقيا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وأمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا. ويضيف الدكتور واشنطن أن ذوبان الأنهار الجليدية يُشكل خطراً آخر، إذ سيكشف عن مواد دقيقة للغاية كانت مخفية تحته لآلاف السنين. وفي فبراير/شباط من هذا العام، حذّرت دراسة من أن الأنهار الجليدية في العالم تذوب بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، مع ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري. ويشير الدكتور واشنطن إلى أن "هذا يُؤدي إلى تدفق مصادر جديدة للغبار في جميع أنحاء الكوكب. والأمر المثير للاهتمام، هو أن الأمر يتطلب رياحاً بنصف سرعة رياح الصحراء الكبرى لرفع الغبار، نظراً لدقته الفائقة". ما الحل؟ يؤكد الدكتور واشنطن أن أهم خطوة لتجنب أي زيادة محتملة في كمية الغبار هي السيطرة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. إذ يعمل ثاني أكسيد الكربون كغطاء، فيحبس الطاقة الزائدة في الغلاف الجوي ويتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب. وتضيف الأمم المتحدة أن حوالي 25 في المئة من انبعاثات الغبار العالمية ناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل البناء والزراعة، وممارسات التوسع العمراني وقطع الأشجار التي تجعل التربة عرضة للتآكل بفعل الرياح. وتوضح الأمم المتحدة أنه "بما أن العواصف الرملية والترابية ناجمة عن الأنشطة البشرية، فيمكن أيضاً الحد من هذه العواصف من خلال الإجراءات البشرية". ويؤكد الدكتور واشنطن على أهمية الاستثمار في أنظمة التنبؤ. بينما توضح الدكتورة سارة باسارت أن تدابير أخرى - مثل زراعة المزيد من الأشجار والحفاظ على رطوبة التربة - يمكن أن تساعد أيضاً في الحد من آثار هذه العواصف وخطر تزايد حدوثها. وتقول إنه "يمكن لهذه المشكلة أن تتفاقم، أو يمكننا التخفيف من حدتها"، مضيفةً أن الكثير يعتمد على قرارات الناس.


BBC عربية
منذ 5 أيام
- BBC عربية
"كانوا مجرد أطفال": أم تنعى أولادها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات
في صباح يوم الخميس، استيقظ سراج، أصغر أبناء إيمان النوري البالغ من العمر عامين، وهو يبكي من شدة الجوع، وطلب الحصول على الطعام. وافقت سما، قريبة سراج البالغة من العمر 14 عاماً، على اصطحابه برفقة شقيقيه الأكبر منه سناً، عمر (9 أعوام) وأمير (5 أعوام)، إلى عيادة صحية في دير البلح، وسط قطاع غزة. قالت إيمان لبي بي سي: "كانت العيادة الطبية لا تزال مغلقة، فجلس الأطفال على الرصيف، وفجأة سمعنا دوي القصف". توجهت إلى زوجي وقلت له: "يا حاتم، أولادك ذهبوا إلى العيادة الطبية". تنبيه: تتضمن هذه المادة وصفاً عن الموت والعنف عندما سمعت إيمان، الأم البالغة من العمر 32 عاماً ولديها خمسة أطفال، صوت الانفجار، هرعت إلى مكان الحادث، لتجد أبنائها وابنة أختها ممددين على عربة يجرها حمار، كانت تُستخدم لنقل المصابين إلى المستشفى بسبب نقص سيارات الإسعاف. قتل كل من أمير وسما، في حين تعرض عمر وسراج لإصابات بالغة. قالت إيمان: "كان عمر لا يزال يتنفس حينها، وحاولوا إنعاشه. احتاج إلى نقل دم، واستغرق الأمر ساعة حتى توفر له الدم، ولكنه لم ينجُ". وأضافت متسائلة: "لماذا رحلوا؟ لماذا؟ ما ذنبهم؟". "كان لديهم أحلام مثل أي أطفال آخرين في العالم. لو أعطيتهم لعبة صغيرة، لكانوا سعداء جداً. لقد كانوا مجرد أطفال". قالت إيمان إن رأس سراج كان ينزف وقد فقد إحدى عينيه، صورة لا تستطيع نسيانها. وأضافت: "كان يعاني من كسور في جمجمته، بحسب الطبيب، لم يكن نزيفاً فقط، بل نزيفاً حاداً في دماغه." وتابعت: "إلى متى يمكن أن يعيش على الأوكسجين؟ اثنان منهم رحلوا بالفعل. لو يستطيع أحد مساعدتي على الصمود لفترة أطول". ومن المؤسف أن الأطباء قالوا إنهم غير قادرين على علاج سراج. وتوسلت قائلة: "منذ الساعة السابعة من صباح أمس وحتى الآن، وهو على نفس الحالة. لا يزال يتنفس، صدره يرتفع وينخفض، ولا يزال يتنفس. أرجوكم أنقذوه". قال متحدث باسم منظمة "مشروع الأمل" الإغاثية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وتدير العيادة، لبي بي سي إن الضربة وقعت حوالي الساعة السابعة و 15 دقيقة صباحاً. وأكد الدكتور مثقال أبو طه أن النساء والأطفال كانوا ينتظرون خارج المستشفى قبل فتحه في الساعة التاسعة صباحاً، ليكونوا أول من يحصل على خدمات التغذية وغيرها من الخدمات الصحية. تُظهر لقطات من كاميرات المراقبة للغارة الجوية الإسرائيلية رجلين يسيران في الشارع، بالقرب من مجموعة من النساء والأطفال. بعد لحظات، دوى انفجار بالقرب منهما، وامتلأ المكان بالغبار والدخان. في مقطع فيديو صادم وثّق ما بعد الهجوم، يظهر العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وقد سقطوا قتلى أو مصابين بجروح بالغة، وهم ممددون على الأرض. صرخت امرأة وهي تحتضن الفتاة الصغيرة بين ذراعيها."أرجوكم، أحضروا سيارة إسعاف لابنتي". لكن بالنسبة للكثيرين، قد فات الأوان للمساعدة. وقال الدكتور أبو طه إن 16 شخصاً قتلوا، بينهم 10 أطفال وثلاث نساء. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابياً من حماس" وأعرب عن أسفه لأي أذى لحق بالـ"مدنيين"، مشيراً إلى أن الحادث قيد المراجعة. وصفت منظمة "مشروع الأمل" الضربة بأنها "انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، وتذكير بأن لا أحد ولا مكان آمن في غزة". وقال الدكتور أبو طه إنه "أمر لا يُحتمل" عندما علم أن الناس قتلوا "أثناء سعيهم للحصول على حقوقهم الإنسانية الأساسية". وأعرب عن تساؤله حول بيان الجيش الإسرائيلي بشأن الغارة، بما في ذلك تعبيره عن الأسف، قائلاً إنه "لا يمكن أن يعيد هؤلاء المرضى، والمنتفعين، إلى الحياة". وأشار إلى أن العيادة تعد منشأة إنسانية معترف بها من قبل الأمم المتحدة، و"محمية من النزاع"، ولا ينبغي أن تُجرى أي عمليات عسكرية بالقرب منها. قالت إيمان إن أطفالها كانوا يتوجهون إلى العيادة كل يومين إلى ثلاثة أيام للحصول على المساعدات الغذائية، لأنّها وزوجها حاتم لم يكونا قادرين على توفير كمية كافية من الطعام لهم. وأضافت "والدهم يغامر بحياته فقط ليأتي لهم بالطحين. عندما يذهب إلى نتساريم (الممر العسكري شمال دير البلح)، ينكسر قلبي. يذهب هناك ليحضر الطعام أو الطحين". وتتسائل، "لا يوجد طعام. ما الذي قد يدفع طفلاً للصراخ إن لم يكن يريد شيئاً؟". فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على إيصال المساعدات إلى غزة في بداية مارس/آذار 2025، واستأنفت هجومها العسكري على حماس بعد أسبوعين، منهيةً بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين. وقالت إنها تريد الضغط على الحركة الفلسطينية المسلحة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. ورغم تخفيف الحصار جزئياً في أواخر مايو/أيار 2025، وسط تحذيرات من خبراء عالميين من مجاعة وشيكة، لا يزال هناك نقص حاد في الغذاء، بالإضافة إلى الأدوية والوقود. وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يعاني آلاف الأطفال في مختلف أنحاء القطاع من سوء التغذية، ويتم اكتشاف حالات جديدة يومياً. أشار الدكتور أبو طه إلى أن "مشروع الأمل" لاحظ ارتفاعاً مقلقاً في حالات سوء التغذية بين البالغين، وهو ما لم يسبق لهم ملاحظته من قبل في غزة. بالإضافة إلى السماح بدخول بعض شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، ساهمت إسرائيل والولايات المتحدة في إنشاء نظام جديد لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية، بحجة منع حماس من سرقة المساعدات. ولكن منذ ذلك الحين، وردت تقارير شبه يومية عن مقتل أشخاص بنيران إسرائيلية أثناء بحثهم عن الطعام. صرح مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الجمعة، أنه تم تسجيل 798 حالة قتل حتى الآن، منها 615 وقعت في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، التي تُديرها شركات أمنية أمريكية خاصة، وتقع داخل مناطق عسكرية في جنوب ووسط غزة. كما سُجّلت حالات القتل الـ 183 الأخرى بالقرب من قوافل الأمم المتحدة وقوافل مساعدات أخرى. قال الجيش الإسرائيلي إنه يُقِر بوقوع حوادث أُصيب فيها مدنيون، مؤكداً أنه يعمل على الحد من "الاحتكاك المحتمل بين السكان وقواته قدر الإمكان". اتهمت مؤسسة غزة الإنسانية، الأمم المتحدة باستخدام "إحصاءات زائفة ومضللة" صادرة عن وزارة الصحة في غزة. دعا الدكتور أبو طه إسرائيل إلى السماح بدخول كميات كافية من الغذاء والدواء والوقود لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة، حتى يتمكن "الجميع من العيش بكرامة". كما أعرب عن قلقه إزاء إعطاء الناس "أملاً كاذباً" بأن إسرائيل وحماس قد تتوصلان إلى اتفاق قريباً على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً يشمل الإفراج عن 28 رهينة قد يكون مسألة أيام فقط. لكن مسؤولين فلسطينيين أفادوا مساء الجمعة بأن المحادثات غير المباشرة الجارية في قطر تواجه خطر الانهيار، في ظل استمرار وجود فجوات كبيرة، من بينها انسحاب القوات الإسرائيلية ورفض حماس لخطة إسرائيلية تقضي بنقل جميع سكان غزة إلى مخيم في رفح. قالت إيمان: "كل يوم يتحدثون عن وقف إطلاق النار، ولكن أين هو؟". وأضافت: "لقد قتلونا بالجوع، وبالرصاص، وبالقنابل، وبالغارات الجوية. لقد متنا بكل طريقة ممكنة". وتقول "من الأفضل أن أذهب إلى الله على أن أبقى مع أيٍّ من هؤلاء الذين تسببوا في معاناتنا. أسأل الله أن يمنحني الصبر".