
"كانوا مجرد أطفال": أم تنعى أولادها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات
وافقت سما، قريبة سراج البالغة من العمر 14 عاماً، على اصطحابه برفقة شقيقيه الأكبر منه سناً، عمر (9 أعوام) وأمير (5 أعوام)، إلى عيادة صحية في دير البلح، وسط قطاع غزة.
قالت إيمان لبي بي سي: "كانت العيادة الطبية لا تزال مغلقة، فجلس الأطفال على الرصيف، وفجأة سمعنا دوي القصف".
توجهت إلى زوجي وقلت له: "يا حاتم، أولادك ذهبوا إلى العيادة الطبية".
تنبيه: تتضمن هذه المادة وصفاً عن الموت والعنف
عندما سمعت إيمان، الأم البالغة من العمر 32 عاماً ولديها خمسة أطفال، صوت الانفجار، هرعت إلى مكان الحادث، لتجد أبنائها وابنة أختها ممددين على عربة يجرها حمار، كانت تُستخدم لنقل المصابين إلى المستشفى بسبب نقص سيارات الإسعاف.
قتل كل من أمير وسما، في حين تعرض عمر وسراج لإصابات بالغة.
قالت إيمان: "كان عمر لا يزال يتنفس حينها، وحاولوا إنعاشه. احتاج إلى نقل دم، واستغرق الأمر ساعة حتى توفر له الدم، ولكنه لم ينجُ".
وأضافت متسائلة: "لماذا رحلوا؟ لماذا؟ ما ذنبهم؟".
"كان لديهم أحلام مثل أي أطفال آخرين في العالم. لو أعطيتهم لعبة صغيرة، لكانوا سعداء جداً. لقد كانوا مجرد أطفال".
قالت إيمان إن رأس سراج كان ينزف وقد فقد إحدى عينيه، صورة لا تستطيع نسيانها.
وأضافت: "كان يعاني من كسور في جمجمته، بحسب الطبيب، لم يكن نزيفاً فقط، بل نزيفاً حاداً في دماغه." وتابعت: "إلى متى يمكن أن يعيش على الأوكسجين؟ اثنان منهم رحلوا بالفعل. لو يستطيع أحد مساعدتي على الصمود لفترة أطول".
ومن المؤسف أن الأطباء قالوا إنهم غير قادرين على علاج سراج.
وتوسلت قائلة: "منذ الساعة السابعة من صباح أمس وحتى الآن، وهو على نفس الحالة. لا يزال يتنفس، صدره يرتفع وينخفض، ولا يزال يتنفس. أرجوكم أنقذوه".
قال متحدث باسم منظمة "مشروع الأمل" الإغاثية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وتدير العيادة، لبي بي سي إن الضربة وقعت حوالي الساعة السابعة و 15 دقيقة صباحاً.
وأكد الدكتور مثقال أبو طه أن النساء والأطفال كانوا ينتظرون خارج المستشفى قبل فتحه في الساعة التاسعة صباحاً، ليكونوا أول من يحصل على خدمات التغذية وغيرها من الخدمات الصحية.
تُظهر لقطات من كاميرات المراقبة للغارة الجوية الإسرائيلية رجلين يسيران في الشارع، بالقرب من مجموعة من النساء والأطفال. بعد لحظات، دوى انفجار بالقرب منهما، وامتلأ المكان بالغبار والدخان.
في مقطع فيديو صادم وثّق ما بعد الهجوم، يظهر العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وقد سقطوا قتلى أو مصابين بجروح بالغة، وهم ممددون على الأرض.
صرخت امرأة وهي تحتضن الفتاة الصغيرة بين ذراعيها."أرجوكم، أحضروا سيارة إسعاف لابنتي". لكن بالنسبة للكثيرين، قد فات الأوان للمساعدة.
وقال الدكتور أبو طه إن 16 شخصاً قتلوا، بينهم 10 أطفال وثلاث نساء.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابياً من حماس" وأعرب عن أسفه لأي أذى لحق بالـ"مدنيين"، مشيراً إلى أن الحادث قيد المراجعة.
وصفت منظمة "مشروع الأمل" الضربة بأنها "انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، وتذكير بأن لا أحد ولا مكان آمن في غزة".
وقال الدكتور أبو طه إنه "أمر لا يُحتمل" عندما علم أن الناس قتلوا "أثناء سعيهم للحصول على حقوقهم الإنسانية الأساسية".
وأعرب عن تساؤله حول بيان الجيش الإسرائيلي بشأن الغارة، بما في ذلك تعبيره عن الأسف، قائلاً إنه "لا يمكن أن يعيد هؤلاء المرضى، والمنتفعين، إلى الحياة".
وأشار إلى أن العيادة تعد منشأة إنسانية معترف بها من قبل الأمم المتحدة، و"محمية من النزاع"، ولا ينبغي أن تُجرى أي عمليات عسكرية بالقرب منها.
قالت إيمان إن أطفالها كانوا يتوجهون إلى العيادة كل يومين إلى ثلاثة أيام للحصول على المساعدات الغذائية، لأنّها وزوجها حاتم لم يكونا قادرين على توفير كمية كافية من الطعام لهم.
وأضافت "والدهم يغامر بحياته فقط ليأتي لهم بالطحين. عندما يذهب إلى نتساريم (الممر العسكري شمال دير البلح)، ينكسر قلبي. يذهب هناك ليحضر الطعام أو الطحين".
وتتسائل، "لا يوجد طعام. ما الذي قد يدفع طفلاً للصراخ إن لم يكن يريد شيئاً؟".
فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على إيصال المساعدات إلى غزة في بداية مارس/آذار 2025، واستأنفت هجومها العسكري على حماس بعد أسبوعين، منهيةً بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين. وقالت إنها تريد الضغط على الحركة الفلسطينية المسلحة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ورغم تخفيف الحصار جزئياً في أواخر مايو/أيار 2025، وسط تحذيرات من خبراء عالميين من مجاعة وشيكة، لا يزال هناك نقص حاد في الغذاء، بالإضافة إلى الأدوية والوقود.
وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يعاني آلاف الأطفال في مختلف أنحاء القطاع من سوء التغذية، ويتم اكتشاف حالات جديدة يومياً.
أشار الدكتور أبو طه إلى أن "مشروع الأمل" لاحظ ارتفاعاً مقلقاً في حالات سوء التغذية بين البالغين، وهو ما لم يسبق لهم ملاحظته من قبل في غزة.
بالإضافة إلى السماح بدخول بعض شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، ساهمت إسرائيل والولايات المتحدة في إنشاء نظام جديد لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية، بحجة منع حماس من سرقة المساعدات. ولكن منذ ذلك الحين، وردت تقارير شبه يومية عن مقتل أشخاص بنيران إسرائيلية أثناء بحثهم عن الطعام.
صرح مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الجمعة، أنه تم تسجيل 798 حالة قتل حتى الآن، منها 615 وقعت في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، التي تُديرها شركات أمنية أمريكية خاصة، وتقع داخل مناطق عسكرية في جنوب ووسط غزة. كما سُجّلت حالات القتل الـ 183 الأخرى بالقرب من قوافل الأمم المتحدة وقوافل مساعدات أخرى.
قال الجيش الإسرائيلي إنه يُقِر بوقوع حوادث أُصيب فيها مدنيون، مؤكداً أنه يعمل على الحد من "الاحتكاك المحتمل بين السكان وقواته قدر الإمكان".
اتهمت مؤسسة غزة الإنسانية، الأمم المتحدة باستخدام "إحصاءات زائفة ومضللة" صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
دعا الدكتور أبو طه إسرائيل إلى السماح بدخول كميات كافية من الغذاء والدواء والوقود لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة، حتى يتمكن "الجميع من العيش بكرامة".
كما أعرب عن قلقه إزاء إعطاء الناس "أملاً كاذباً" بأن إسرائيل وحماس قد تتوصلان إلى اتفاق قريباً على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً يشمل الإفراج عن 28 رهينة قد يكون مسألة أيام فقط.
لكن مسؤولين فلسطينيين أفادوا مساء الجمعة بأن المحادثات غير المباشرة الجارية في قطر تواجه خطر الانهيار، في ظل استمرار وجود فجوات كبيرة، من بينها انسحاب القوات الإسرائيلية ورفض حماس لخطة إسرائيلية تقضي بنقل جميع سكان غزة إلى مخيم في رفح.
قالت إيمان: "كل يوم يتحدثون عن وقف إطلاق النار، ولكن أين هو؟".
وأضافت: "لقد قتلونا بالجوع، وبالرصاص، وبالقنابل، وبالغارات الجوية. لقد متنا بكل طريقة ممكنة".
وتقول "من الأفضل أن أذهب إلى الله على أن أبقى مع أيٍّ من هؤلاء الذين تسببوا في معاناتنا. أسأل الله أن يمنحني الصبر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 17 ساعات
- BBC عربية
"كانوا مجرد أطفال": أم تنعى أولادها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات
في صباح يوم الخميس، استيقظ سراج، أصغر أبناء إيمان النوري البالغ من العمر عامين، وهو يبكي من شدة الجوع، وطلب الحصول على الطعام. وافقت سما، قريبة سراج البالغة من العمر 14 عاماً، على اصطحابه برفقة شقيقيه الأكبر منه سناً، عمر (9 أعوام) وأمير (5 أعوام)، إلى عيادة صحية في دير البلح، وسط قطاع غزة. قالت إيمان لبي بي سي: "كانت العيادة الطبية لا تزال مغلقة، فجلس الأطفال على الرصيف، وفجأة سمعنا دوي القصف". توجهت إلى زوجي وقلت له: "يا حاتم، أولادك ذهبوا إلى العيادة الطبية". تنبيه: تتضمن هذه المادة وصفاً عن الموت والعنف عندما سمعت إيمان، الأم البالغة من العمر 32 عاماً ولديها خمسة أطفال، صوت الانفجار، هرعت إلى مكان الحادث، لتجد أبنائها وابنة أختها ممددين على عربة يجرها حمار، كانت تُستخدم لنقل المصابين إلى المستشفى بسبب نقص سيارات الإسعاف. قتل كل من أمير وسما، في حين تعرض عمر وسراج لإصابات بالغة. قالت إيمان: "كان عمر لا يزال يتنفس حينها، وحاولوا إنعاشه. احتاج إلى نقل دم، واستغرق الأمر ساعة حتى توفر له الدم، ولكنه لم ينجُ". وأضافت متسائلة: "لماذا رحلوا؟ لماذا؟ ما ذنبهم؟". "كان لديهم أحلام مثل أي أطفال آخرين في العالم. لو أعطيتهم لعبة صغيرة، لكانوا سعداء جداً. لقد كانوا مجرد أطفال". قالت إيمان إن رأس سراج كان ينزف وقد فقد إحدى عينيه، صورة لا تستطيع نسيانها. وأضافت: "كان يعاني من كسور في جمجمته، بحسب الطبيب، لم يكن نزيفاً فقط، بل نزيفاً حاداً في دماغه." وتابعت: "إلى متى يمكن أن يعيش على الأوكسجين؟ اثنان منهم رحلوا بالفعل. لو يستطيع أحد مساعدتي على الصمود لفترة أطول". ومن المؤسف أن الأطباء قالوا إنهم غير قادرين على علاج سراج. وتوسلت قائلة: "منذ الساعة السابعة من صباح أمس وحتى الآن، وهو على نفس الحالة. لا يزال يتنفس، صدره يرتفع وينخفض، ولا يزال يتنفس. أرجوكم أنقذوه". قال متحدث باسم منظمة "مشروع الأمل" الإغاثية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وتدير العيادة، لبي بي سي إن الضربة وقعت حوالي الساعة السابعة و 15 دقيقة صباحاً. وأكد الدكتور مثقال أبو طه أن النساء والأطفال كانوا ينتظرون خارج المستشفى قبل فتحه في الساعة التاسعة صباحاً، ليكونوا أول من يحصل على خدمات التغذية وغيرها من الخدمات الصحية. تُظهر لقطات من كاميرات المراقبة للغارة الجوية الإسرائيلية رجلين يسيران في الشارع، بالقرب من مجموعة من النساء والأطفال. بعد لحظات، دوى انفجار بالقرب منهما، وامتلأ المكان بالغبار والدخان. في مقطع فيديو صادم وثّق ما بعد الهجوم، يظهر العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وقد سقطوا قتلى أو مصابين بجروح بالغة، وهم ممددون على الأرض. صرخت امرأة وهي تحتضن الفتاة الصغيرة بين ذراعيها."أرجوكم، أحضروا سيارة إسعاف لابنتي". لكن بالنسبة للكثيرين، قد فات الأوان للمساعدة. وقال الدكتور أبو طه إن 16 شخصاً قتلوا، بينهم 10 أطفال وثلاث نساء. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابياً من حماس" وأعرب عن أسفه لأي أذى لحق بالـ"مدنيين"، مشيراً إلى أن الحادث قيد المراجعة. وصفت منظمة "مشروع الأمل" الضربة بأنها "انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، وتذكير بأن لا أحد ولا مكان آمن في غزة". وقال الدكتور أبو طه إنه "أمر لا يُحتمل" عندما علم أن الناس قتلوا "أثناء سعيهم للحصول على حقوقهم الإنسانية الأساسية". وأعرب عن تساؤله حول بيان الجيش الإسرائيلي بشأن الغارة، بما في ذلك تعبيره عن الأسف، قائلاً إنه "لا يمكن أن يعيد هؤلاء المرضى، والمنتفعين، إلى الحياة". وأشار إلى أن العيادة تعد منشأة إنسانية معترف بها من قبل الأمم المتحدة، و"محمية من النزاع"، ولا ينبغي أن تُجرى أي عمليات عسكرية بالقرب منها. قالت إيمان إن أطفالها كانوا يتوجهون إلى العيادة كل يومين إلى ثلاثة أيام للحصول على المساعدات الغذائية، لأنّها وزوجها حاتم لم يكونا قادرين على توفير كمية كافية من الطعام لهم. وأضافت "والدهم يغامر بحياته فقط ليأتي لهم بالطحين. عندما يذهب إلى نتساريم (الممر العسكري شمال دير البلح)، ينكسر قلبي. يذهب هناك ليحضر الطعام أو الطحين". وتتسائل، "لا يوجد طعام. ما الذي قد يدفع طفلاً للصراخ إن لم يكن يريد شيئاً؟". فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على إيصال المساعدات إلى غزة في بداية مارس/آذار 2025، واستأنفت هجومها العسكري على حماس بعد أسبوعين، منهيةً بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين. وقالت إنها تريد الضغط على الحركة الفلسطينية المسلحة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. ورغم تخفيف الحصار جزئياً في أواخر مايو/أيار 2025، وسط تحذيرات من خبراء عالميين من مجاعة وشيكة، لا يزال هناك نقص حاد في الغذاء، بالإضافة إلى الأدوية والوقود. وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يعاني آلاف الأطفال في مختلف أنحاء القطاع من سوء التغذية، ويتم اكتشاف حالات جديدة يومياً. أشار الدكتور أبو طه إلى أن "مشروع الأمل" لاحظ ارتفاعاً مقلقاً في حالات سوء التغذية بين البالغين، وهو ما لم يسبق لهم ملاحظته من قبل في غزة. بالإضافة إلى السماح بدخول بعض شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، ساهمت إسرائيل والولايات المتحدة في إنشاء نظام جديد لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية، بحجة منع حماس من سرقة المساعدات. ولكن منذ ذلك الحين، وردت تقارير شبه يومية عن مقتل أشخاص بنيران إسرائيلية أثناء بحثهم عن الطعام. صرح مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الجمعة، أنه تم تسجيل 798 حالة قتل حتى الآن، منها 615 وقعت في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، التي تُديرها شركات أمنية أمريكية خاصة، وتقع داخل مناطق عسكرية في جنوب ووسط غزة. كما سُجّلت حالات القتل الـ 183 الأخرى بالقرب من قوافل الأمم المتحدة وقوافل مساعدات أخرى. قال الجيش الإسرائيلي إنه يُقِر بوقوع حوادث أُصيب فيها مدنيون، مؤكداً أنه يعمل على الحد من "الاحتكاك المحتمل بين السكان وقواته قدر الإمكان". اتهمت مؤسسة غزة الإنسانية، الأمم المتحدة باستخدام "إحصاءات زائفة ومضللة" صادرة عن وزارة الصحة في غزة. دعا الدكتور أبو طه إسرائيل إلى السماح بدخول كميات كافية من الغذاء والدواء والوقود لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة، حتى يتمكن "الجميع من العيش بكرامة". كما أعرب عن قلقه إزاء إعطاء الناس "أملاً كاذباً" بأن إسرائيل وحماس قد تتوصلان إلى اتفاق قريباً على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً يشمل الإفراج عن 28 رهينة قد يكون مسألة أيام فقط. لكن مسؤولين فلسطينيين أفادوا مساء الجمعة بأن المحادثات غير المباشرة الجارية في قطر تواجه خطر الانهيار، في ظل استمرار وجود فجوات كبيرة، من بينها انسحاب القوات الإسرائيلية ورفض حماس لخطة إسرائيلية تقضي بنقل جميع سكان غزة إلى مخيم في رفح. قالت إيمان: "كل يوم يتحدثون عن وقف إطلاق النار، ولكن أين هو؟". وأضافت: "لقد قتلونا بالجوع، وبالرصاص، وبالقنابل، وبالغارات الجوية. لقد متنا بكل طريقة ممكنة". وتقول "من الأفضل أن أذهب إلى الله على أن أبقى مع أيٍّ من هؤلاء الذين تسببوا في معاناتنا. أسأل الله أن يمنحني الصبر".


BBC عربية
منذ 3 أيام
- BBC عربية
قتلى وجرحى خلال غارات إسرائيلية بالقرب من نقطة طبية لعلاج الأطفال
أعلن الدفاع المدني في غزة ارتفاع حصيلة قتلى الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر الخميس إلى 52 قتيلاً، بينهم أطفال. وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني في غزة محمد المغير في بيان إن 52 شخصاً على الأقل قتلوا "جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم، من بينهم 3 من منتظري المساعدات". وفي بيان سابق يوم الخميس، قال المغير إن من بين القتلى "8 أطفال وسيدتان" من أصل 17 شخصاً قتلوا "في استهداف إسرائيلي أمام نقطة طبية في مدينة دير البلح" وسط قطاع غزة. وتأتي سلسلة الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح 10 رهائن محتجزين في غزة، ومع استمرار المفاوضات للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع. كما نقل مراسل بي بي سي عن مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى صباح اليوم، أن حصيلة القتلى في القصف الإسرائيلي الذي وقع أمام نقطة طبية مخصصة لعلاج الأطفال في مخيم دير البلح، وصلت إلى 18 شخصاً من بينهم 10 أطفال وعدد من النساء، مشيرة إلى أن القصف استهدف "طابوراً لاستلام "مكمل غذائي" كان يصطف أمامه المئات. وفي خلال ساعات الفجر، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية قرب دوار حيدر غربي مدينة غزة، وأربعة آخرون بينهم طفلة خلال استهداف مروحيات إسرائيلية لفلسطينيين أمام منزلهم في حي الزيتون، بينما قتل خمسة على الأقل- أم وأطفالها - في غارة على منزل وسط مخيم خان يونس جنوبي القطاع. وبلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، نحو 57 ألفا و680 قتيلا، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع. "أسبوع أو أسبوعين" وتأتي الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال مسؤول إسرائيلي كبير لصحفيين في واشنطن، يوم الأربعاء، إن إسرائيل وحماس يمكنها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح رهائن في غضون أسبوع أو أسبوعين. وخلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، قال المسؤول إنه إذا اتفق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لاقتراح وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية نزع سلاحها. وإذا رفضت حماس، "فسنمضي قدماً" في العمليات العسكرية في غزة، حسبما قال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته. وقال مصدر مقرب من حركة حماس إن أربعة أيام، من المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل في قطر، لم تُسفر عن أي اختراقات في النقاط الخلافية الرئيسية. وكانت حركة حماس قد أعلنت، الأربعاء، إنها وافقت على الإفراج عن 10 رهائن في إطار الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن المحادثات المستمرة بشأن الهدنة "صعبة" بسبب "تعنت" إسرائيل. وأضافت الحركة أن المفاوضات تواجه عدة نقاط خلافية، من بينها تدفق المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، و"ضمانات حقيقية" للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قال إن هناك "فرصة كبيرة جداً" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وذلك بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين لمناقشة الوضع. عنف في الضفة الغربية وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي أكد بدوره أنه أطلق النار بعد تعرض أحد جنوده للطعن خلال "نشاط" في شمال الضفة الغربية المحتلة. وأكدت وزارة الصحة في بيان "استشهاد أحمد علي العمور (55 عاماً) بالرصاص في بلدة رمانة بجنين، صباح اليوم الخميس" دون تقديم مزيد من التفاصيل. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته انتشرت في قرية "رمانة" في الضفة الغربية، قبل أن يقوم "مسلح" بطعن أحد الجنود ووصف إصابته بأنها "متوسطة". وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقُتل منذ ذلك الحين 951 فلسطينيا على الأقل، على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، حسب بيانات السلطة الفلسطينية. وفي الفترة نفسها، قُتل وفق بيانات رسمية إسرائيلية ما لا يقل عن 35 إسرائيلياً، في هجمات نفذها مسلحون فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية. اعتراض صاروخ من الحوثيين في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل صباح الخميس، وذلك بعد أيام قليلة من شنّ مقاتلات إسرائيلية هجمات على بنى تحتية تابعة للحوثيين في اليمن، فيما أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن العملية في وقت لاحق. وقال الجيش في منشور على حسابه في منصة إكس إنّ "سلاح الجو اعترض قبل قليل صاروخا أُطلق من اليمن، وتسبّب بتفعيل الإنذارات في بعض مناطق البلاد". وبعد ساعات قليلة، أفاد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان مصوّر على تلغرام بتنفيذ الحوثيين "عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي من نوع ذوالفقار"، مضيفاً أن العملية "حققت هدفها بنجاح". ومنذ نهاية عام 2023، يشنّ الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن هجمات صاروخية ضدّ إسرائيل، والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، في خطوة يقولون إنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في قطاع غزة، بينما تردّ إسرائيل بشنّ ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن.


BBC عربية
منذ 4 أيام
- BBC عربية
الأطفال الخدج "يواجهون خطر الموت" في مستشفى الشفاء بغزة بعد انقطاع الكهرباء، واستمرار محادثات الهدنة
تعرض مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة إلى انقطاع في التيار الكهربائي جراء نفاد الوقود معرضاً حياة المرضى والجرحى للخطر، في الوقت الذي تتواصل فيه المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار في القطاع. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن المرضى في قسم العناية المركزة والأطفال الخدج "يواجهون خطر الموت، بعد انقطاع التيار". وقُتل 25 شخصاً على الأقل وجُرح قرابة 40 آخرين خلال الساعات القليلة الماضية بعد قصف جوي ومدفعي وإطلاق النار بشكل مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي في أنحاء مختلفة من قطاع غزة. ولقي أكثر من 11 شخصاً حتفهم إثر غارة جوية استهدفت منزلاً في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، بجانب 10 آخرين قضوا جراء قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين، في منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتحدث الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، لوكالة فرانس برس، عن نقل جثث 10 أشخاص بينهم 6 أطفال وسيدتان مستشفى الشفاء، جراء غارة جوية استهدفت منزلاً في مخيم الشاطئ. 11 شاحنة إمدادات طبية أعلنت منظمة الصحة العالمية دخول 11 شاحنة محملة بإمدادات طبية من إلى غزة. وسُلمت الإمدادات إلى مستودع المنظمة الصحة العالمية لتوزيعها على مرافق الرعاية الصحية، وتشمل الشحنة لوازم جراحية، وأجهزة مساعدة، وأدوات تقويم عظام، ومواد طبية أساسية أخرى. ودعت المنظمة وبشكل ملح إلى إدخال الوقود والغذاء والمساعدات الصحية على نطاق واسع إلى غزة بدون عوائق. محادثات نتنياهو وترامب وفي تطور غير مجدول، التقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، في حين يبدو فيه أن سيّد البيت الأبيض يكثّف الضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء "مأساة" الحرب في غزة. وقال نتنياهو الأربعاء إن اجتماعه مع ترامب ركز على جهود تحرير الرهائن المحتجزين في غزة، مؤكدا عزمه على "القضاء" على القدرات العسكرية والإدارية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضاف نتنياهو عبر منصة إكس أنه وترامب ناقشا تبعات "النصر الكبير الذي حققناه على إيران" والإمكانات التي يتيحها، وذلك في أعقاب الحرب الجوية التي دارت الشهر الماضي وانضمت فيها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في شن هجمات على المواقع النووية لإيران. وهذه ثالث زيارة يقوم بها نتنياهو للولايات المتحدة ورابع لقاء يجمعه مع ترامب منذ تولي الأخير ولايته الثانية في 20 يناير/كانون الثاني. والتقى نتنياهو بنائب الرئيس الأمريكي، جيه.دي فانس ثم زار مبنى الكابيتول الثلاثاء، ومن المقرر أن يعود إلى الكونجرس الأربعاء للقاء قادة مجلس الشيوخ. وعبر نتنياهو عن أمله في أن تتمكن إسرائيل من توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي جرى التوصل إليها مع الإمارات والبحرين والمغرب في 2020 بوساطة أمريكية. وقال نتنياهو عبر منصة إكس "نعمل على ذلك بكل قوة". وكان قد قال للصحفيين في وقت سابق إنه لا يعتقد أن حملة إسرائيل في القطاع الفلسطيني انتهت، لكن المفاوضين يعملون على التوصل لوقف إطلاق النار. وقال مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن عدد القضايا التي تمنع إسرائيل وحماس من إبرام اتفاق انخفض من أربع قضايا إلى واحدة. وعبر ويتكوف عن تفاؤله حيال التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بحلول مطلع الأسبوع المقبل. ومن بين القضايا التي جرى حلها الآن مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك وفقاً لأكسيوس. وقال مصدر لأكسيوس إن الطرفين اتفقا على أن المساعدات في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي في غزة سيتم تسليمها عن طريق الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية غير التابعة لإسرائيل وحماس. ويعني هذا أن مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل لن تكون قادرة على توسيع عملياتها في غزة، وربما تضطر إلى التراجع عن بعض هذه العمليات. وتحدثت أكسيوس عن تواصل بين ويتكوف وحماس، الاثنين، عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي، بشارة بحبح، الذي يتحرك في القناة الخلفية بين الولايات المتحدة وحماس. وتضمنت الرسالة التزام ترامب بتمديد وقف إطلاق النار إذا استمرت المفاوضات بشأن إنهاء الحرب لأكثر من 60 يوماً. وقال ويتكوف للصحفيين في اجتماع للحكومة إن الاتفاق المتوقع سيشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مع إطلاق سراح 10 رهائن أحياء وتسليم جثث تسعة قتلى.