logo
الأسباب وراء رفض ترمب إسقاط النظام في إيران

الأسباب وراء رفض ترمب إسقاط النظام في إيران

Independent عربيةمنذ 5 ساعات

فيما يعتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إيران تخلت عن طموحاتها النووية بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على بنيتها التحتية النووية، يسعى جاهداً إلى استئناف المحادثات مع الإيرانيين التي يعلم أنها تواجه كثيراً من المعوقات، لكنه يوجه خطابات متعارضة لطهران تتأرجح من مساواتهم مع الإسرائيليين إلى انتقاد مرشدهم الأعلى والتهديد بالعودة إلى قصفهم مجدداً إذا استأنفوا تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة. فما الاستراتيجية التي يتبعها الرئيس الأميركي، وإلى أي مدى يمكن أن تنجح، وكيف يراها المراقبون في واشنطن؟
مرحلة جديدة
أعادت الضربات العسكرية الأميركية على المواقع النووية الإيرانية الأبرز إشعال النقاش حول استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط. ففي حين أشاد الرئيس ترمب بالهجمات باعتبارها ضربة قاصمة لطموحات إيران النووية، ورفض تقارير استخباراتية بأنها أخرت البرنامج النووي الإيراني أشهراً عدة فحسب، إلا أنه يتعامل مع الإيرانيين الآن من منطق مختلف عما كان سائداً في الماضي مع الرؤساء الأميركيين السابقين، وهو منطق يشير إلى التحول الذي مثلته الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، من الأهداف الاستراتيجية المشتركة بين واشنطن وتل أبيب إلى الاستخدام المنسق للقوة العسكرية، مما يعني أن الضربات الجوية تشير إلى مرحلة جديدة من التعاون المباشر والعملي.
ومع ذلك لم ينجر ترمب إلى مطلب بنيامين نتنياهو بالعمل على إسقاط النظام الإيراني وهو ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بوضوح منذ اليوم الأول للحرب في 13 يونيو (حزيران) الجاري، بينما قال ترمب إنه أنقذ حياة المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي واختار عدم مهاجمته أو السماح لإسرائيل بقتله على معرفته بمكان وجوده.
تخوف من إمكانية سيطرة الحرس الثوري الإيراني الأكثر تشدداً على مقاليد الحكم في إيران (أ ف ب)
دروس التاريخ
ويبدو أن ترمب استخلص العبر من دروس التاريخ خلال سنوات عمره (79 سنة)، فقد شاهد كيف أدت المحاولات المتكررة لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط إلى نتائج سلبية. ففي أفغانستان عام 2001، أنهت إطاحة "طالبان" نظاماً واحداً، لكنها أطلقت العنان لعقدين من حرب العصابات وانهيار الدولة وأطلقت أزمة إنسانية طاحنة. وفي العراق عام 2003، أدت إطاحة الرئيس صدام حسين إلى تقويض الدولة وخلق الظروف التي ازدهر فيها كل من تنظيمي "القاعدة" و"داعش". واتبعت ليبيا عام 2011 مساراً مماثلاً، إذ أطاح التدخل المدعوم من حلف شمال الأطلسي (الناتو) معمر القذافي إلى ترك ليبيا بلداً ممزقاً تجتاحه الميليشيات. وحتى غزو إسرائيل للبنان عام 1982، الذي كان يهدف إلى إعادة هيكلة الحكم في بيروت، أدى بدلاً من ذلك إلى مستنقع دموي استمر قرابة عقدين من الزمن.
تشير هذه الأمثلة إلى أن قصف بلد لتغيير نظامه غير مضمون العواقب ولا يخلق استقراراً بعد ذلك، وكما يقول الدبلوماسي السابق والخبير في معهد الشرق الأوسط جوناثان وينر، فإن تغيير النظام بشكل ناجح يتطلب تخطيطاً ودعماً متعدد الأطراف، وشعباً في البلد المستهدف يكون مستعداً لقبول التغيير، ومن دون خطة سياسية قابلة للتطبيق لوقف العمل العسكري، قد تؤدي النتيجة إلى فراغ في السلطة وعنف وعواقب غير مقصودة.
بين الخطر والفرصة
ولعل ترمب أدرك بعد الضربات الجوية العنيفة التي استمرت 12 يوماً وقتل إسرائيل مجموعة واسعة من القادة العسكريين والعلماء النوويين داخل إيران، أن القيادة السياسية في طهران تمر بلحظة نادرة تجمع بين الخطر والفرصة، فقد شكلت إيران بواسطة تقدمها النووي وأنشطتها بالوكالة، تهديدات حقيقية للاستقرار الإقليمي، لكن احتمال وقوع مزيد من العمل العسكري الإسرائيلي بل وحتى الأميركي المحتمل والتهديدات الصريحة ضد القادة الإيرانيين، يثير احتمال امتداد المهمة من مواجهة القدرات النووية الإيرانية إلى الانتظام في محاولة لتغيير النظام.
ومع ذلك قد يكون هذا الهدف بعيد المنال عما يلمح إليه مؤيدوه داخل إسرائيل وبين الصقور من الجمهوريين الجدد، ذلك أن إسقاط حكومة إيران من الخارج من دون تدخل عسكري واسع النطاق أو تمزيق النخبة الداخلية، لا يعد اقتراحاً موثوقاً به بعدما أثبت النظام الديني على مدى عقود، مرونته الملحوظة، مستمداً قوته من مؤسساته الأمنية وشبكاته السياسية وقدرته على قمع المعارضة.
وإذا كان الضغط الخارجي يمكن أن يزعزع استقرار النظام، إلا أنه نادراً ما يغيره، وحتى لو انهار النظام كما حدث مع حكومة بشار الأسد في سوريا عام 2024، فمن المرجح أن يكون ذلك نتيجة تمرد داخلي، وليس بتدبير من الخارج، كما سيجلب معه نفس الأخطار التي توجد في أماكن أخرى من حرب أهلية وقمع داخلي، وربما تمكين فصائل قد تكون أكثر خطورة عن تلك التي تسيطر حالياً، بما في ذلك إمكانية سيطرة الحرس الثوري الإيراني الأكثر تشدداً على مقاليد الحكم في إيران.
لعل ترمب أدرك بعد الضربات الجوية أن القيادة السياسية في طهران تمر بلحظة نادرة تجمع بين الخطر والفرصة (أ ف ب)
تغيير سلوك النظام
ولهذا يميل ترمب إلى تغيير سلوك النظام بدلاً من تغييره، فهو يرى أن الحكومة الإيرانية تحت ضغط كبير، وأن الشعب الإيراني كان ساخطاً ومضطرباً حتى قبل الهجمات الإسرائيلية والأميركية، كما يعاني الاقتصاد الإيراني سلسلة أزمات، ويقاسي النظام عزلة دولية مستمرة، ومن ثم فإن اللحظة تبدو مواتية، ليس للانهيار، بل لتجديد الدبلوماسية بطريقة تتجنب كارثة الاضطرابات أو الادعاء الكامل بهزيمة إيران بشكل قاطع، بل إلى جعلها تشعر بأنها تكسب شيئاً ما بقبولها اتفاقاً. ولهذا تظهر إدارة ترمب أن إيران لم تستسلم وأن الولايات المتحدة لم تجبرها على الاستسلام، وبدلاً من ذلك، يظهر كلا الجانبين علناً أنهما يشكلان النتيجة طواعية.
وفي هذا الإطار، يمكن لكلا الطرفين ادعاء تحقيق نوع من النصر، إذ يمكن لطهران تصوير النتيجة على أنها تسوية جرى التوصل إليها بشروطها الخاصة، كما يمكن لترمب أن يدعي أنه نجح حيث فشلت الإدارات السابقة، ومن ثم يخرج كل جانب برواية للأحداث يمكنه تقديمها لجمهوره. وهنا تتجلى استراتيجية ترمب، فهو يدرك أن النصر الذي يستمر طويلاً هو الذي يعتقد الطرف الآخر أنه اختاره، ليس لأنه لم يكن لديه خيار آخر، بل لأنه اعتقد أن ذلك يخدم مصالحه، ويتطلب تحقيق هذه النتيجة بصيرة نفسية أعمق بكثير من مجرد تغيير النظام.
هدف ترمب ليس جعل إيران تشعر وكأنها خسرت كل شيء، بل جعلها تعتقد أنها اختارت الخيار الأفضل من بين خيارات محدودة، وهو ما يمكن تسميته نصراً غير مرئي إذ يمكن أن تتخلى إيران عن أكثر مما ترغب، لكنها تغادر طاولة المفاوضات معتقدة أنها عقدت صفقة ذكية، بينما يحصل ترمب والولايات المتحدة على تغيير سلوكي ملموس.
نافذة أفضل
ويتفق المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية المتخصص في الشرق الأوسط جوناثان بانيكوف، على أن ترمب محق في أن هناك نافذة أفضل للدبلوماسية لأن القدرات العسكرية الإيرانية تدهورت بشدة، ومع ذلك فإن تحقيق نجاحات على المسار الدبلوماسي، سيتطلب كثيراً من الإقناع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وأن هذا الإقناع يمكن أن يأتي من جهات خارجية مثل روسيا والصين لإعادة الإيرانيين إلى طاولة المحادثات.
وفي مواجهة صراعات داخلية محتملة في الفترة المقبلة، ربما تواجه إيران الآن خياراً جديداً، إما استثمار مليارات الدولارات لإعادة بناء منشآتها النووية التي دمرت أو تضررت كثيراً وإنفاق مليارات أخرى في تمويل أذرعها من الميليشيات الوكيلة في وقت يعاني فيه اقتصادها، مما قد يؤدي إلى مزيد من الصراع الداخلي، أو عليها أن تجرب مساراً مختلفاً.
ولهذا أجرى فريق من المسؤولين الأميركيين بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف محادثات خاصة مع مسؤولين إيرانيين، حيث تركز الولايات المتحدة على تعزيز مستقبل نووي غير قابل للتخصيب في إيران، وهو ما يفسر لماذا صرح ويتكوف بأن الولايات المتحدة تواصل السعي إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأن المحادثة الآن مع إيران ستكون "كيف نعيد بناء بلد أفضل؟". وبدلاً من التركيز فقط على القدرات النووية الإيرانية، يمكن أن تسعى الولايات المتحدة وشركاؤها إلى مبادرة دبلوماسية شاملة تشمل جميع المشكلات التي طالما عانتها إيران مع جيرانها ومع الغرب.
أجرى فريق من المسؤولين الأميركيين بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف محادثات خاصة مع مسؤولين إيرانيين (أ ف ب)
مبادرة شاملة
من وجهة نظر إدارة ترمب، يتطلب الأمر أن توفر هذه المفاوضات إطاراً يمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، مع تقديم ضمانات موثوقة بأن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تسعيا إلى تغيير النظام. وعلى رغم أن تحقيق هذا النوع من الاتفاق الثنائي صعب للغاية، ولكنه ليس مستحيلاً، نظراً إلى ضعف وضع إيران، واحتمال أن تستنتج إسرائيل أن مثل هذا الاتفاق يمثل الخيار الأمثل لوقف الجهود النووية الإيرانية على المدى الطويل. كما يتطلب ذلك قيوداً على تخصيب اليورانيوم الإيراني، ونظام تفتيش موثوقاً، وفي المقابل تحصل إيران على تخفيف تدريجي للعقوبات وتطبيع للعلاقات التجارية.
وربما تطمح الإدارة الأميركية لاتفاق دائم يذهب إلى أبعد من الملف النووي، بحيث يشمل أيضاً التزامات من إيران بتقليص دعمها للجماعات والميليشيات التابعة لها مثل "حزب الله" و"الحوثيين" والعناصر المسلحة في العراق، وتشجيعها على اتخاذ خطوات تدريجية نحو خفض التصعيد في المنطقة، مع آليات لتسوية النزاعات والتحقق والإنفاذ.
ولكي تنجح الدبلوماسية، يجب أن تكون فوائدها ملموسة وذات صدقية لإيران من خلال تخفيف العقوبات تدريجاً، ووصولها إلى الأصول المجمدة واستعادة صادرات النفط وإعادة الاندماج في النظم المالية العالمية، مع التأكيد لإيران أنه طالما التزمت بشروط الاتفاق، فلن تبذل أي جهود لإسقاط النظام كهدف استراتيجي، وتوفير إطار من الشرعية الدولية يقلل من الشعور بالتهديد، بما قد يغير حسابات إيران ويحفزها للانتظام وللتخلي عن القتال الذي استمر لعقود.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
البديل المر
في حال فشل المحادثات، فإن البديل واضح وهو ما كشف عنه الرئيس ترمب مراراً، من استمرار العزلة وتفاقم الضائقة الاقتصادية والخطر المستمر من ضربات إسرائيلية أو أميركية أخرى على الأصول العسكرية الإيرانية التي تعد تهديداً والبنية التحتية العامة مثل شبكات الكهرباء التي اختارت إسرائيل تجنبها حتى الآن.
في هذه الحال ستكون إيران قررت أن ضربات الولايات المتحدة وإسرائيل من شأنها أن تلزمها باستخدام جميع الوسائل اللازمة لتجاوز العتبة النووية وإعادة إرساء قدر من الردع. وعلى رغم أن قدراتها على القيام بذلك ربما تكون في موضع شك كبير، فإنها ليست معدومة بالنظر لتجارب سابقة مثل ما فعلته كوريا الشمالية من عمل سري نووي تحت الأرض، فعلى رغم الإدانة والعقوبات واسعة النطاق، واصل نظام كيم يونغ أون برنامجه النووي، وأجرى ست تجارب نووية، ويعتقد اليوم أنه يمتلك عشرات الأسلحة النووية التشغيلية.
وربما تأخذ إيران مثالاً أقرب من دولة مجاورة، فالمرشد العام الإيراني الذي يبلغ من العمر 86 سنة يتذكر كيف كان رد رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار على بوتو في حال حصول الهند على القنبلة، حين قال "سنأكل العشب وأوراق الشجر، بل سنجوع، لكننا سنحصل على قنبلة خاصة بنا"، وقد أوفى بوتو بوعده.
كل هذا يعني أنه على رغم أهمية الضربات الأميركية والإسرائيلية على الأصول النووية الإيرانية، فإن ما سيأتي بعد ذلك قد يكون بالقدر نفسه من الأهمية والخطورة في تحديد مستقبل الأمن والوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
ويشير الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جونز هوبكنز فالي نصر، إلى أن العمليات العسكرية الأميركية والإسرائيلية في إيران أشارت إلى استعداد الدولتين لتجاوز الأعراف الدبلوماسية وإعادة صياغة المفاهيم الأمنية بين دول المنطقة، ولهذا يحذر من أن استعداد الولايات المتحدة وإسرائيل وقدرتهما على تسوية جميع القضايا عسكرياً، وأن القانون الدولي والقواعد والدبلوماسية لن تقفا في طريقهما، سيكون له تأثير مخيف على جميع دول المنطقة والعالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب: قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية
ترمب: قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية

الوئام

timeمنذ 26 دقائق

  • الوئام

ترمب: قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة قد تنظر في رفع العقوبات المفروضة على إيران إذا أظهرت طهران 'حسن النية'، مشيراً إلى أن إيران تمر بحالة إنهاك شديدة بعد الضربات الأخيرة، وأن 'آخر ما تفكر فيه الآن هو العودة إلى البرنامج النووي'. وفي مقابلة مع شبكة 'فوكس نيوز'، أكد ترمب أن إيران لم تنقل أي كميات من اليورانيوم قبل الضربات الأمريكية، مضيفاً: 'إيران كانت على بعد أسابيع فقط من الحصول على سلاح نووي، والتخصيب كلمة سيئة يجب ألا تستخدمها إيران'. كما أشار ترمب إلى أن الحرب الأخيرة كانت مكلفة جداً على طهران، وهو ما انعكس على موقفها الحالي. وفي سياق متصل، أكد ترمب أن دولاً عدة عبّرت عن رغبتها في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع التي رعتها إدارته بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وفي طهران، أفادت وسائل إعلام محلية بتصاعد الدخان من مصفاة تبريز نتيجة انفجار في خزان نيتروجين، وسط توتر داخلي وإقليمي متصاعد.

جروسي: إيران يمكنها تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر
جروسي: إيران يمكنها تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر

أرقام

timeمنذ 2 ساعات

  • أرقام

جروسي: إيران يمكنها تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر

قال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في مقابلة تُبث اليوم الأحد إن إيران قد تنتج اليورانيوم المخصب في غضون أشهر قليلة، مما يثير شكوكا بشأن مدى جدوى القصف الأمريكي الذي كان يهدف لتدمير برنامج طهران النووي. وذكر مسؤولون أمريكيون أن القصف محا مواقع نووية رئيسية في إيران، لكن الرئيس دونالد ترامب قال يوم الجمعة إنه سيدرس قصف إيران مجددا إذا ما خصبت اليورانيوم إلى مستويات تثير القلق. وقال جروسي في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز "القدرات التي يمتلكونها موجودة هناك. يمكن كما تعلمون أن يصبح لديهم في غضون أشهر، فلنقل بضع سلاسل من أجهزة الطرد المركزي التي تدور وتنتج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك". وأضاف بحسب مقتطفات من المقابلة التي تُبث اليوم "بصراحة، لا يمكن للمرء أن يدعي أن كل شيء اختفى وأنه لا يوجد شيء هناك". وشنت إسرائيل هجمات على إيران في وقت سابق من هذا الشهر، قائلة إنها تريد القضاء على أي فرصة لدى طهران لصنع أسلحة نووية، مما أشعل حربا جوية استمرت 12 يوما انضمت إليها الولايات المتحدة في النهاية. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. وقال جروسي إن الهجمات على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على معالجة وتخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، تؤكد القوى الغربية أن التقدم الذي أحرزته إيران في المجال النووي اكتسبت به معرفة لا يمكن وأدها، مشيرين إلى أن فقدان الخبراء أو المنشآت قد يبطئ التقدم لكن إحراز التطور مستمر. وذكر جروسي أن "إيران دولة متطورة جدا من حيث التكنولوجيا النووية.. لذا لا يمكنك إلغاء ذلك. لا يمكنك إلغاء المعرفة التي لديك أو القدرات التي تملكها". وعندما سُئل جروسي عن التقارير التي تفيد بأن إيران نقلت مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب قبيل الضربات الأمريكية، قال إنه ليس واضحا أين هي تلك المواد.

روسيا تلمح لإمكانية لقاء بوتين وترمب في أكتوبر
روسيا تلمح لإمكانية لقاء بوتين وترمب في أكتوبر

الشرق السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق السعودية

روسيا تلمح لإمكانية لقاء بوتين وترمب في أكتوبر

قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد، إن الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة في أكتوبر المقبل، قد تكون توقيتاً مناسباً لعقد الاجتماع المحتمل بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب، مشدداً على أن روسيا والولايات المتحدة ستواصلان العمل على إزالة الخلافات في العلاقات بينهما. وأضاف أوشاكوف في تصريحات نقلتها وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، إن عقد لقاء بين بوتين وترمب في إسطنبول، بشأن حرب أوكرانيا، لا يتطلب فقط الاتفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن أيضاً الاتفاق بين الرئيسين الروسي والأميركي. وأكد أوشاكوف أن موسكو وواشنطن ستواصلان العمل على إزالة الخلافات في العلاقات بينهما رغم إلغاء الجانب الأميركي للقاءات كانت مقررة بين الجانبين، وأن هناك اتفاقاً بينهما على "العمل الوثيق على هذا المسار". وأشار إلى أن هذا الاتفاق "لا يزال قائماً"، وأنه تم التوصل إليه خلال الاتصالات الهاتفية الأولى بين ترمب وبوتين، وأضاف: "أعتقد أن العمل سيستمر بلا شك". وقال أوشاكوف إن روسيا تنتظر إشارة من الخارجية الأميركية، "لأنها هي التي أجلت أو أعادت جدولة الاجتماع المتفق عليه". وذكر مساعد الرئيس الروسي أن الولايات المتحدة مستمرة جزئياً في توريد الأسلحة لأوكرانيا. وقال أوشاكوف إن موسكو كانت تتواصل مع إدارة جو بايدن عبر قنوات مختلفة لكن "النبرة كانت مختلفة آنذاك". وتحدث ترمب وبوتين هاتفياً مطلع يونيو الجاري، وقال ترمب حينها إنه أجرى مكالمة هاتفية "جيدة" مع بوتين، استغرقت ساعة وربع، مشيراً إلى أن بوتين أبلغه وبلهجة قوية، أنه سيرد على الهجوم الأوكراني (شبكة العنكبوت) الذي استهدف مطارات في العمق الروسي. وكتب ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس فلاديمير بوتين.. ناقشنا الهجوم الذي شنّته أوكرانيا على الطائرات الروسية التي كانت راسية، وكذلك الهجمات المختلفة التي تحدث من كلا الجانبين". وأضاف ترمب أن "المكالمة كانت جيدة، لكنها ليست محادثة ستؤدي إلى سلام فوري"، مشيراً إلى أن "بوتين قال وبلهجة قوية، إنه سيتعين عليه الرد على الهجوم الأخير على المطارات" الروسية. محادثة بين مديري الاستخبارات بدوره، قال مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين في تصريحات الأحد، إنه تحدث إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA جون راتكليف، واتفقا على استمرار التواصل بينهما في أي وقت، وفق ما نقلت "رويترز". وتحتدم المنافسة بين جهازي الاستخبارات منذ فترة طويلة، ولجأ كل منهما إلى حملات علنية لتجنيد العملاء في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. وقال ناريشكين لمراسل تلفزيون الكرملين بافل زاروبين إنه أجرى مكالمة هاتفية مع راتكليف واتفقا على استمرار التواصل بينهما لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف ناريشكين للمراسل "أجريت مكالمة هاتفية مع نظيري الأميركي واتفقنا على إمكانية الاتصال ببعضنا البعض في أي وقت ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك". وفقا لوسائل الإعلام الروسية، جرت آخر مكالمة معلنة بين المسؤولين في مارس الماضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store