التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"
وبينما يزداد التوتر العسكري في الشرق الأوسط، أطلقت طهران واحدة من أخطر إشارات التصعيد بإمكانية إغلاق هذا الشريان الحيوي لأسواق الطاقة العالمية.
ورأى الخبراء أن "هذه الخطوة، إن حدثت، قد تدفع بأسعار النفط إلى مستويات قياسية، وتُحدث زلزالًا في أسواق العملات الرقمية والاقتصادات الكبرى مثل أوروبا والصين والولايات المتحدة".
ورقة مساومة
وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جون مارك فيليو، إن "تصريحات طهران حول احتمال إغلاق مضيق هرمز تمثل أعلى درجات التصعيد الرمزي".
وقال فيليو ل"إرم نيوز"، إن "النظام الإيراني يستخدم هذا التهديد في لحظة دقيقة للغاية، حيث تواجه البلاد ضغوطًا داخلية متزايدة وأزمات دبلوماسية متشابكة مع إسرائيل والغرب".
وأضاف أن "هذا التلويح لا يعني بالضرورة أن إيران ستُقدم فعليًا على إغلاق المضيق ، لكنها توظفه كورقة مساومة استراتيجية، تهدف إلى خلط الأوراق ورفع سقف التوتر، بما يجبر القوى الكبرى على إعادة النظر في مواقفها من العقوبات النووية".
أما البروفيسور إيفان لوران، المتخصص في العلاقات الدولية ب"معهد العلاقات الجيوسياسية المعاصرة"، فيحذّر من أن "التعامل مع التهديد الإيراني كأداة دبلوماسية فقط يُعد رهانًا خطيرًا".
وقال لوران ل"إرم نيوز"، إن "التصعيد اللفظي، إذا تزامن مع أحداث ميدانية مفاجئة مثل خطأ عسكري أو هجوم بحري، قد يؤدي إلى سلسلة من الردود العسكرية المتبادلة لا يمكن التحكم في مداها، خاصة في منطقة مشبعة بالتوترات والقوى البحرية المتأهبة".
وأضاف أن العالم يدخل "مرحلة اختبار كبرى لفعالية الردع الدولي، ولحساسية سوق الطاقة أمام الأزمات الجيوسياسية العنيفة"، داعيًا الأوروبيين والصينيين إلى لعب دور أكثر فاعلية في الوساطة المبكرة، تفاديًا لانزلاق كارثي.
شريان استراتيجي
ويُعد مضيق هرمز ممرًا مائيًا ضيقًا بالغ الأهمية، إذ يربط الخليج العربي بخليج عمان ثم بالمحيط الهندي.
وبحسب وكالة الطاقة الأمريكية (EIA)، "يمر عبر هذا المضيق ما يقرب من 20% من النفط العالمي يوميًا (أي نحو 17 مليون برميل)، بالإضافة إلى شحنات الغاز الطبيعي المسال، والتي تُعد قطر من أبرز مصدّريها عالميًا".
التأثير المحتمل
ووفقًا للوران، فإن "أي إغلاق ولو مؤقت للمضيق، سيؤدي إلى ارتفاع فوري في أسعار النفط قد يتجاوز 130 إلى 150 دولارًا للبرميل، إضافة إلى صدمة لوجستية قاسية للأسواق الآسيوية المعتمدة بشكل كبير على نفط الخليج، مثل الصين ، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند".
وقد تضطر شركات الشحن إلى تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، ما يعني تأخيرات وتكاليف إضافية، فضلًا عن تصاعد التهديدات الأمنية للسفن التجارية في منطقة قد تشهد عسكرة متسارعة.
وأوضح البروفيسور إيفان لوران، أن "أي محاولة فعلية لإغلاق المضيق ستُقابل بردّ فوري من القوى البحرية الكبرى. فالولايات المتحدة تحتفظ بوجود بحري دائم في المنطقة من خلال أسطولها الخامس المتمركز في البحرين ، وتُعد حماية حرية الملاحة في الخليج من أبرز مهامه".
وأضاف أن المجتمع الدولي يعتبر مضيق هرمز ممرًا ملاحيًا عالميًا لا يمكن لطرف واحد تعطيله، وبالتالي فإن إغلاقه قد يُعد إعلان حرب يبرّر تدخلًا عسكريًا مباشرًا.
وأشار لوران إلى أن " إيران تستخدم المضيق كورقة تفاوض قصوى، لكنها تدرك أن الإغلاق الكامل قد يؤدي إلى حرب مدمرة، خاصة في ظل الاعتماد العالمي الكبير على نفط الخليج".
تهديد لا يستهان به
بدوره، قال أنطوان دوبريه، المحلل الاستراتيجي في مركز الدراسات الجيوسياسية بباريس، إن "تهديد إيران لا يجب الاستهانة به، لكنه في الوقت ذاته لا يخلو من أبعاد دعائية، موجهة للجمهور الداخلي والخارجي".
وتابع ل"إرم نيوز": "لكن أي تحرك عسكري حول المضيق قد يشعل فتيل حرب إقليمية شاملة".
أما على صعيد الاقتصاد وسوق العملات الرقمية، فقد أشار دوبريه إلى أنه، رغم الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية ، لم يتأثر سعر البيتكوين (BTC) بشكل كبير، إلا أنه حذّر من تصحيح مفاجئ للأسواق في حال إغلاق مضيق هرمز.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
الذهب ينتعش مع تصاعد الطلب وتذبذب الأسهم العالمية
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2 % ليصل إلى 3,388.57 دولارًا للأوقية، بعد أن انخفض بأكثر من 1 % يوم الاثنين، وانخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.3 % لتصل إلى 3,407.20 دولارًا. وصرح تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة كيه سي إم تريد: "لا يزال السوق يتأرجح بين التصعيد والتهدئة فيما يتعلق بالأحداث في الشرق الأوسط، وهذه التحولات المتذبذبة هي ما يدفع سعر الذهب إلى ما دون مستوى 3400 دولار". وشهد اليوم الخامس على التوالي من القتال بين إسرائيل وإيران قصفًا إسرائيليًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يوم الاثنين، بينما أفاد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن أضرار جسيمة لحقت بأكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران. وحثّ ترمب، العائد مبكرًا من قمة مجموعة السبع في كندا مساء الاثنين، الإيرانيين على مغادرة طهران ، مشيرًا إلى رفض طهران لاتفاق الحد من تطوير الأسلحة النووية. وأشارت التقارير أيضًا إلى أن ترمب طلب من مجلس الأمن القومي البقاء على أهبة الاستعداد في غرفة العمليات. ويُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. وقال ووترر: "هناك ما يكفي من عدم اليقين السائد المحيط بحروب الرسوم الجمركية والحروب الفعلية لدعم سعر الذهب وإبقائه على بُعد احتمال العودة إلى 3500 دولار". ويتطلع المستثمرون أيضًا إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المقرر أن يبدأ في وقت لاحق من اليوم، والذي سيُتخذ فيه قرار يوم الأربعاء. ومن المتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة، لكن التركيز سينصب مجددًا على المسار الذي يرسمه رئيسه جيروم باول لخفض أسعار الفائدة في المستقبل. ويتوقع المتداولون حاليًا خفضين لأسعار الفائدة بحلول نهاية العام. وفي المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 36.41 دولارا للأوقية، وصعد البلاتين 0.2 بالمئة إلى 1248.17 دولارا، بينما ربح البلاديوم 0.2 بالمئة إلى 1031.13 دولارا. وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، استقرت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء بعد تراجعها في الجلسة السابقة نتيجة تزايد حالة عدم اليقين بشأن تورط الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية الإيرانية ، بالإضافة إلى احتمال وقف إطلاق النار. فقد الذهب معظم مكاسبه الأخيرة بعد أن أثارت تقارير تفيد بأن إيران تسعى إلى وقف إطلاق النار بعض الإقبال على المخاطرة يوم الاثنين. لكن طهران قالت إنها لن تسعى إلى هدنة في ظل تعرضها لقصف إسرائيلي، في حين زاد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من المخاوف من تصعيد وشيك في الحرب. تتزايد حالة عدم اليقين بشأن العلاقات الإسرائيلية الإيرانية وسط تحذيرات ترمب وتقارير عن محادثات أميركية. وحذّر ترمب مساء الاثنين من أنه "يجب على الجميع إخلاء طهران فورًا"، مما زاد المخاوف من تصعيد وشيك في الصراع. لكن البيت الأبيض أوضح أن الولايات المتحدة لن تشارك بشكل مباشر في الصراع، على الرغم من أن ترمب حافظ أيضًا على خطابه الحاد تجاه طموحات إيران النووية. وأظهر تقرير من أكسيوس أن واشنطن لا تزال تسعى إلى الحوار مع طهران بعد إلغاء المحادثات النووية التي كانت مقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وذكر التقرير أن مسؤولين أميركيين وإيرانيين يتطلعون إلى بدء محادثات حول وقف إطلاق النار والاتفاق النووي هذا الأسبوع، على الرغم من عدم تحديد موعد واضح. وأدت التقارير المتباينة حول الصراع الإسرائيلي الإيراني ، الذي اندلعت شرارته إثر الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية الأسبوع الماضي، إلى استنزاف زخم الذهب الذي اكتسبه بعد الهجوم الإسرائيلي الأولي. وكان السبائك قد ارتفع لفترة وجيزة متجاوزًا 3,450 دولارًا للأونصة يوم الاثنين قبل أن ينعكس مساره بشكل حاد. وحذر محللو سيتي من أن الذهب من المرجح أن ينخفض إلى ما دون 3,000 دولار للأونصة في الأرباع القادمة، مع تراجع موجة ارتفاع قياسية. ومن المتوقع أيضًا أن يتباطأ طلب المستثمرين على السبائك. وانخفضت أسعار المعادن على نطاق أوسع يوم الثلاثاء، حيث أدى توقع قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة هذا الأسبوع إلى تراجع الإقبال على هذا القطاع. وانخفضت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.4 % لتصل إلى 9,674.75 دولارًا للطن، بينما استقرت العقود الآجلة للنحاس الأميركي عند 4.8163 دولارًا للرطل. لم تتلق أسواق المعادن دعمًا يُذكر من تراجع الدولار، حيث ظل المتداولون متحيزين تجاه العملة الأميركية تحسبًا لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي. من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، على الرغم من أن التركيز سينصب على رئيسه جيروم باول لمعرفة أي مؤشرات على مسار أسعار الفائدة هذا العام. تذبذب الأسهم في بورصات الأسهم، تذبذبت العالمية، مع دخول القتال بين إسرائيل وإيران يومه الخامس، مما أثار مخاوف من صراع إقليمي أوسع، في حين استقبل المستثمرون قرار بنك اليابان بإبطاء وتيرة تقليص برنامج شراء السندات. وحث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجميع على إخلاء طهران وقطع زيارته لقمة مجموعة السبع في كندا ، بينما ذكر تقرير منفصل أنه طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات. أثارت هذه التطورات موجة من العزوف عن المخاطرة، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4 ٪، وانخفضت العقود الآجلة الأوروبية بنسبة 0.7 ٪. وقال توني سيكامور، محلل السوق في آي جي: "نشعر بشكوك حيال بدء الولايات المتحدة عملاً عسكرياً ضد إيران ، ونشهد الآن عزوفاً عن المخاطرة، إذ يُضاف إلى ذلك عامل عدم اليقين". دفعت حالة عدم اليقين المتزايدة المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن التقليدية، حيث أدى ارتفاع أسعار سندات الخزانة الأميركية إلى انخفاض العائدات على جميع المستويات، بينما ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.3 %. وارتفع مؤشر ام اس سي آي الأوسع نطاقاً لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.2 %، بينما تراجعت أسهم الصين وهونغ كونغ بنسبة 0.1 % لكل منهما. وتخشى الأسواق من أن يمتد الصراع بين تل أبيب وطهران إلى منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي اضطرابات حتى الآن. وكانت ردود فعل أسواق النفط الأكثر تقلبًا، بينما اتسمت الأسهم والعملات بحذر أكبر. كما قرر البنك المركزي الإبقاء على خطة تقليص برنامج شراء السندات الحالية دون تغيير حتى مارس 2026، لكنه وضع خطة جديدة لما بعد أبريل المقبل لإبطاء وتيرة سحب ميزانيته العمومية. وبعد محاولته دعم الاقتصاد الياباني المتعثر من خلال مشتريات سندات الحكومة اليابانية لسنوات، يحاول بنك اليابان تقليص تلك الحيازات بسلاسة منذ يوليو في عملية تُعرف بالتشديد الكمي. مع ذلك، أدى ضعف الطلب في المزادات الأخيرة إلى ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل للغاية إلى مستويات قياسية الشهر الماضي، ويقدم البنك المركزي دعمًا فعليًا لسوق السندات من خلال تباطؤ وتيرة التخفيض التدريجي. وسيكون الاختبار التالي للأسواق هو مزاد سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عامًا في 24 يونيو. استقر الين عند 144.56 ين للدولار، بينما ارتفعت عوائد السندات لأجل 5 و10 سنوات بنحو 3 نقاط أساس لكل منهما، حيث عكست توقعات بنك اليابان تراجع الدعم للآجال القصيرة. ويركز المستثمرون الآن على المؤتمر الصحفي لمحافظ بنك اليابان كازو أويدا الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش.


صحيفة عاجل
منذ 4 ساعات
- صحيفة عاجل
النفط يقفز أكثر من 4% في ختام تعاملات الثلاثاء
قفزت أسعار النفط، اليوم، أكثر من (4%) جراء تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت (3.22) دولارات أو (4.4) بالمئة إلى (76.45) دولارًا للبرميل عند التسوية، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (3.07) دولارات أو (4.28) بالمئة إلى (74.84) دولارًا.


صحيفة المواطن
منذ 4 ساعات
- صحيفة المواطن
النفط يقفز أكثر من 4%
قفزت أسعار النفط، اليوم، أكثر من (4%) جراء تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت (3.22) دولارات أو (4.4) بالمئة إلى (76.45) دولارًا للبرميل عند التسوية، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (3.07) دولارات أو (4.28) بالمئة إلى (74.84) دولارًا.