حقيبة فضلات و«حلقة فولاذ».. أغرب تفاصيل أمن بوتين في ألاسكا
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "ذا صن" البريطانية، شكّلت القاعدة، التي تضم أكثر من 32 ألف عسكري وأسرهم – أي نحو 10 بالمائة من سكان أنكوريج – ركيزة دفاعية للولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، وتحيط بها طبيعة قاسية تسكنها الدببة الرمادية والموظ والذئاب.
جيش من الحراس وأسلحة مخفية
بوتين المعروف بهوسه بأمنه الشخصي منذ أن كان عميلا في جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق (كيه جي بي)، سيصل محاطا بفريق أمني خاص يُطلق على أفراده لقب "الفرسان الثلاثة"، وينتمون إلى وحدة النخبة في جهاز الحماية الفيدرالي الروسي.
وهؤلاء الحراس مجهزون بمسدسات «إس آر-1 فيكتور» قادرة على إطلاق رصاص خارق للدروع، ويتم اختيارهم وفق معايير تشمل الجاهزية النفسية والقدرة على التحمل في أصعب الظروف.
وخلال جولاته، ترافق بوتين قافلة من العربات المصفحة الثقيلة المحملة بعناصر خاصة مدججة بأسلحة متطورة، بينها بنادق كلاشينكوف، قاذفات قنابل مضادة للدبابات، وصواريخ محمولة مضادة للطائرات.
وقبل أي زيارة، يقوم فريقه الأمني باستطلاع ميداني للوجهة، وتثبيت أجهزة تشويش لمنع تفجير القنابل عن بُعد، إضافة إلى تنفيذ مسح إلكتروني شامل.
ومن بين أبرز مقتنيات بوتين الأمنية حقيبته النووية المعروفة باسم "شيغيت"، التي تطورت منذ الثمانينيات لتعمل كجهاز اتصال مباشر لإصدار أوامر بشن هجوم نووي.
وهناك أيضا ما يُعرف ب"حقيبة الفضلات"، المخصصة لجمع فضلاته وإعادتها إلى موسكو ، في خطوة تهدف إلى منع أي جهة من تحليل حالته الصحية.
حماية جوية أمريكية... لطائرة بوتين
على نحو يثير المفارقة، سيدخل بوتين الأجواء الأمريكية محاطا ب"حلقة فولاذية" جوية توفرها قوات أمريكية وكندية تحت أمر قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، وهي القوات ذاتها التي اعترضت قبل أسابيع قليلة قاذفات نووية روسية قرب بحر بيرينغ.
ورغم أن احتمال مرافقة طائرات روسية لطائرة بوتين داخل المجال الجوي الأمريكي أو الكندي مستبعد للغاية، إلا أن أمر قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية ستكون في حالة تأهب قصوى، مع نشر عدد كبير من المقاتلات وطائرات التزويد بالوقود لمواجهة أي تهديد محتمل.
خلفية من المواجهات الجوية
في 21 يوليو/ تموز الماضي، اعترضت مقاتلات م طراز «إف 35» و«إف 16» الأمريكية قاذفتين روسيتين من طراز «تو 95» ومقاتلتين «سو 35» بعد دخولهما منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي لألاسكا ، وهي منطقة مراقبة واسعة تمتد لملايين الأميال المربعة.
واستمرت الحيثيات ثلاث ساعات قبل أن تغادر الطائرات الروسية المنطقة.
وخلال السنوات الأخيرة، ازدادت وتيرة الأنشطة الروسية – وأحيانًا الصينية – في محيط ألاسكا ، مع بقاء الطائرات لفترات أطول وتوغلها بشكل أعمق، دون اختراق المجال الجوي الأمريكي أو الكندي مباشرة، في ما يعتبره خبراء تدريبا على عمليات هجومية.
وفي حادثة لافتة في سبتمبر/ أيلول 2024، نفذت مقاتلة روسية مناورة خطيرة أمام طائرة أمريكية، وُصفت بأنها "غير آمنة وغير مهنية".
حسابات القمة
تأتي هذه القمة في وقت حساس، حيث ما زال مصير أوكرانيا معلقا على مخرجات أي تفاهم محتمل بين موسكو وواشنطن.
وسيسعى الرئيس ترامب، الذي يصف نفسه ب"رئيس السلام"، لإظهار قدرته على إبرام صفقات عجز عنها أسلافه، فيما يراهن بوتين على تعزيز صورته كقائد قادر على فرض شروطه حتى في قلب الأراضي الأمريكية.
ومع ذلك، يبقى الأمن هو العنوان الأبرز لهذا اللقاء. ف"حلقة الفولاذ" المحيطة به – من الحراسة الأرضية الروسية إلى المظلة الجوية الأمريكية – تجسد طبيعة العلاقة المعقدة بين واشنطن وموسكو: مزيج من العداء العلني والتنسيق الأمني الضروري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
ترامب: الديمقراطيون سيهاجمونني حتى لو أقنعت بوتين بالتنازل عن موسكو
انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التقارير الإعلامية التي قللت من شأن اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، مؤكدا أنه حقق تقدما كبيرا مع روسيا. وقال ترامب في منشور على حسابه بمنصة "تروث سوشيال"، إنه حتى لو تمكن من إقناع بوتين بالتخلي عن موسكو في إطار اتفاق السلام المحتمل، فسيتهمه "الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون" ووسائل الإعلام بأنه ارتكب خطأ وعقد صفقة سيئة.وكتب ترامب: "إنه أمر لا يصدق كيف تشوه الأخبار المزيفة الحقيقة بعنف عندما يتعلق الأمر بي. لا يوجد شيء يمكنني قوله أو فعله من شأنه أن يدفعهم إلى الكتابة أو الإبلاغ بصراحة عني. لقد عقدت اجتماعًا رائعًا في ألاسكا بشأن حرب بايدن الغبية، وهي حرب لم يكن ينبغي أن تحدث أبدًا".وأضاف الرئيس الأمريكي: "إذا تمكنت من إقناع روسيا بالتخلي عن موسكو كجزء من الصفقة، فإن الأخبار الكاذبة وشريكهم، الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون، سيقولون إنني ارتكبت خطأً فادحًا وصفقة سيئة للغاية. ولهذا السبب فهي أخبار كاذبة! وأيضاً، ينبغي عليهم أن يتحدثوا عن الحروب الستة، وما إلى ذلك، لقد توقفت للتو".وأشارت وكالة "رويترز" البريطانية، إلى أن الرئيس الروسي بدا وكأنه أقنه نظيره الأمريكي دونالد ترامب بتبنّي رؤيته بشأن كيفية التوصل إلى اتفاق. فيما قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن قمة ألاسكا كانت بمثابة كسر للعزلة الدولية التي فُرضت على بوتين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.


الجمهورية
منذ 2 ساعات
- الجمهورية
ترامب يهاجم الإعلام الأمريكي بعد قمته مع بوتين
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "وسائل الإعلام الكاذبة تردد منذ ثلاثة أيام أنني منيت 'بهزيمة كبرى' بسماحي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقد قمة مهمة في الولايات المتحدة. في الواقع، كان يفضل عقد هذا الاجتماع في أي مكان آخر غير الولايات المتحدة، ووسائل الإعلام الكاذبة تعلم ذلك. كان هذا أحد النقاط الرئيسية للخلاف". وأضاف ترامب أنه لو عُقدت القمة في مكان آخر، لقالت "وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الديمقراطيون إن هذا أمر فظيع". واختتم بالقول: "هؤلاء الناس غير طبيعيين! أقولها بكل بساطة". وسبق أن وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات شديدة لوسائل الإعلام التي وصفها بـ"غير النزيهة أبداً"، وذلك قبيل قمته المقررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إن هذه الوسائل "ستنتقد أي صفقة أبرمها مع روسيا"، مستشهدا بمثال افتراضي: "حتى لو حصلتُ على موسكو ولينينغراد (سان بطرسبورغ) مجانا ضمن هذه الصفقة لقالت 'الأخبار المزيفة' إنها صفقة سيئة!". وأعرب ترامب عن غضبه من استمرار وسائل الإعلام في اقتباس آراء "فاشلين مطرودين وأشخاص أغبياء حقا مثل جون بولتون"، مستشهدا بتصريحات مستشاره السابق التي ادعى فيها أن "بوتين انتصر فعلا رغم أن الاجتماع سيعقد على الأراضي الأمريكية". يذكر أنه في 15 أغسطس الجاري، عُقد لقاء بين بوتين وترامب في القاعدة العسكرية "إلمندورف-ريتشاردسون" بألاسكا. واستمر اللقاء نحو ثلاث ساعات: بدأ بجلسة ثنائية في ليموزين الرئيس الأمريكي أثناء الطريق إلى مكان المفاوضات الرئيسي، ثم جلسة ضيقة بنظام "ثلاثة مقابل ثلاثة". ومثل الجانب الروسي في الاجتماع أيضا مساعد الرئيس يوري أوشاكوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، فيما حضر من الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس ستيف ويتكوف. وفي بيان صحفي ختامي، أعلن بوتين أن تسوية النزاع الأوكراني كانت الموضوع الرئيسي للقمة.


بوابة ماسبيرو
منذ 3 ساعات
- بوابة ماسبيرو
"العالم غداً" يناقش تطورات الأزمة الأوكرانية واستعدادات قمة واشنطن
أكد الكاتب الصحفي محمد أمين علي، رئيس تحرير مجلة أكتوبر وبوابة دار المعارف، أن قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسي بوتين لم تكن خالية من النتائج كما يروج البعض، مشيراً إلى أن ما ظهر منها يؤكد وجود تفاهمات غير معلنة، خاصة في الجانب الاقتصادي، وأوضح أن روسيا حققت بالفعل أهدافاً ميدانية بالسيطرة على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، فيما يسعى ترامب للظهور كراعٍ للسلام العالمي في إطار طموحه لنيل جائزة نوبل. وأضاف أمين أن القمة عكست تقاطع مصالح الطرفين، إذ لم يصدر عن واشنطن أي قرارات بفرض عقوبات جديدة على موسكو، ما يعني أن هناك ترتيبات اقتصادية قادمة إذا ما جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولفت إلى أن زيلينسكي سيكون تحت ضغط كبير من ترامب خلال لقائهما المرتقب، خاصة أن استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا يواجه عقبات متزايدة. من جانبه، ذكر الكاتب والمحلل السياسي د. ماك شرقاوي، المتخصص في الشأن الأمريكي، أن بوتين خرج من العزلة السياسية بفضل قمة ألاسكا، لافتاً إلى أنه اصطحب رجال أعمال وطرح ملفات اقتصادية مهمة خلال اجتماعه مع ترامب الذي استمر ساعة ونصف. وأوضح أن اللقاء كان بمثابة "تكسير للثلوج" وفتح نافذة للتفاوض، مشيراً إلى أن بوتين بدا الرابح الأكبر، فيما يسعى ترامب لإثبات قدرته على تحقيق وعوده بإنهاء الحرب الأوكرانية. وأشار شرقاوي إلى ثلاثة سيناريوهات مطروحة: اتفاق سلام شامل يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أو تجميد الوضع العسكري القائم ووقف الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا، أو فشل المفاوضات واستمرار العمليات القتالية، مرجحاً السيناريو الثاني "تجميد الوضع العسكري"، باعتباره الأقرب لتوجهات ترامب. وشدد على أن القمة أثارت مخاوف الأوروبيين الذين يرون أنفسهم الخاسر الأكبر من التفاهمات الأمريكية ـ الروسية، في ظل احتمال تعرض أوكرانيا لمزيد من الضغوط للتنازل عن بعض أوراقها السياسية والعسكرية. برنامج (العالم غدًا) يذاع يوميًا على شاشة القناة الأولى المصرية فى العاشرة مساءًا تقديم ريهام الديب وليلى عمر ومحمد ترك، رئيس التحرير أيمن عطيه أبو العطا.