logo
دونالد ترامب لا يزال يُعاقب شعب اليمن

دونالد ترامب لا يزال يُعاقب شعب اليمن

اليمن الآنمنذ 3 أيام

ألغت إدارة ترامب حملة القصف التي فشلت في تحقيق هدفها المعلن بتدمير حركة الحوثيين، لكن الإجراءات التي اتخذها ترامب للحد من المساعدات لا تزال تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن.
لقد حظيت مبادرات ترامب في السياسة الخارجية، ذات الطابع الدرامي والاستعراضي، باهتمام كبير، سواء في ما يتعلق بالصراع بين أوكرانيا وروسيا، أو خطة الاستيلاء الأمريكي المقترحة على غزة، أو حتى على كندا، وبنما، وجرينلاند، ناهيك عن "حرب" الرسوم الجمركية. وقد تبيّن أن العديد من هذه المبادرات حتى الآن لم تكن سوى استعراضات جوفاء يجري الواقع حالياً بتحدّيها.
ورغم أن ترامب أوقف الآن الضربات دون الوفاء بوعده بتدمير الحوثيين الذين يسيطرون على غالبية سكان البلاد، فإن السياسة الأمريكية لا تزال تفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الفارس الخشن
كانت هذه الضربات الجوية أحد ثلاثة عناصر في استراتيجية ترامب باليمن، أما العنصران الآخران فهما إعادة تصنيف حركة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، والوقف الفوري والشامل لكل دعم تقدمه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لليمن. وقد أدّت هذه الإجراءات الثلاثة بالفعل إلى تأثير مدمر على حياة 35 مليون يمني.
استمرت الضربات الأمريكية ليلاً حتى 5 مايو، حين أمر ترامب بتعليقها. في 29 أبريل، انضمت بريطانيا إلى الحملة في محاولة لإثبات ولائها لإدارة ترامب. إجمالاً، نفّذت الولايات المتحدة أكثر من 1,100 غارة. وفي الشهر الأول، كان عدد القتلى منخفضاً نسبياً، نحو 150 قتيلاً، معظمهم من العسكريين وفق التقارير.
لكن في منتصف أبريل، تغيّر الوضع، وارتفع عدد القتلى المدنيين بشكل كبير. أصبحت الضربات أكثر قوة وتوسعت رقعتها الجغرافية، مستهدفة مناطق عديدة كانت قد تعرّضت سابقاً لهجمات التحالف بقيادة السعودية منذ مارس 2015، حيث كانت القوات الجوية السعودية والإماراتية تنفّذ الهجمات حتى عام 2022، قبل أن تتولى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة المهمة بدءاً من أوائل 2024.
شملت الأهداف الرئيسية محافظة صعدة شمال البلاد – المعقل الرئيسي للحوثيين– بالإضافة إلى موانئ البحر الأحمر مثل الحديدة، التي يُدخل عبرها معظم واردات اليمن الأساسية من وقود ومواد غذائية. كما تعرضت صنعاء ومناطق حضرية أخرى لهجمات، مما بثّ الرعب في نفوس السكان. ورغم متانة البناء اليمني، إلا أن السكان لم يعتادوا على بناء ملاجئ تحت الأرض تحسباً لهذه الظروف.
كان الهجوم الأكثر دموية هو قصف ميناء رأس عيسى في 17 أبريل، الذي أدى إلى مقتل أكثر من ثمانين شخصاً، معظمهم من موظفي الميناء أو شركات النقل. وفي هجوم آخر، قُتل ما لا يقل عن 68 مهاجراً شرق أفريقي في أحد السجون في 28 أبريل. قُتل يمنيون يومياً، وتجاوز عدد القتلى المدنيين 500 شخص، نتيجة تدمير المنازل والمنشآت التجارية في المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله.
بيانات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) تعكس شيئاً من الحرج العسكري حيال هذه الحملة. ففي عام 2024، كانت القيادة تنشر بيانات شبه يومية حول الضربات، لكنها أصدرت بيانات قليلة جداً منذ بداية الحملة الجديدة، باستثناء محاولة "تبرير" قصف رأس عيسى في 17 أبريل.
الهدف النهائي لترامب
رغم تفاخره في البداية بأنه سيقوم بـ"إبادة تامة" للحوثيين، فقد تغير الخطاب الرسمي لاحقاً ليزعم أن الهدف من الضربات هو "استعادة حرية الملاحة" في البحر الأحمر، على الرغم من أن أنصار الله لم يستهدفوا أي سفينة خلال الهدنة في غزة، وبدأت الضربات الأمريكية قبل أن تخرق إسرائيل الهدنة في 18 مارس.
عندما أعلن ترامب نهاية الضربات، زعم أن الحوثيين قد "استسلموا" تحت الضغط الأمريكي: "قالوا لنا إنهم لا يريدون القتال بعد الآن. لا يريدون القتال، وسنحترم ذلك وسنوقف القصف." وفي الوقت نفسه، أعرب عن إعجابه بـ"شجاعتهم"، قائلاً: "يمكنك أن تقول إن هناك قدراً كبيراً من الشجاعة هناك."
وكان لدى ترامب عدة أسباب وجيهة لإنهاء الضربات في ذلك الوقت. فقد أسقط الحوثيون سبع طائرات مسيّرة من طراز MQ-9، تبلغ تكلفة الواحدة منها 30 مليون دولار، بالإضافة إلى 15 طائرة أخرى أُسقطت منذ نوفمبر 2023. كما ساهموا في فقدان طائرتين من طراز F-18، تبلغ قيمة الواحدة 67 مليون دولار، سقطتا من حاملة طائرات أمريكية. وخلال هذا التصعيد، تمكن الحوثيون من إطلاق صواريخ على إسرائيل، أحدها أصاب مطار بن غوريون في 4 مايو، مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص وأضرار مادية.
لم يذكر ترامب "تغيير النظام" في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون كهدف، ولا حتى الدعم الأمريكي لإسرائيل. أما قادة أنصار الله، فمنذ البداية أوضحوا أن عملياتهم تأتي دعماً لفلسطين وضد إسرائيل. وفي الواقع، فإن مزاعمهم بالنصر أقل فراغاً من مزاعم ترامب: فإسقاط طائرات MQ-9 ذات المهام الاستخباراتية يُعدّ إنجازاً كبيراً، حيث أجبر القوات الأمريكية على القصف "عشوائياً"، دون تحديد أهداف ذات قيمة عالية. ولم يُقتل أي من قادة الحوثيين البارزين رغم أسابيع من القصف، في حين قُتل العشرات من الضباط الأقل رتبة وتعرضت البنية التحتية لدمار هائل.
قطع شرايين الحياة
إلى جانب الضربات الجوية المباشرة، فإن التغييرات الأخرى في السياسة الأمريكية منذ تولي ترامب الحكم تساهم في التدهور الدراماتيكي لأوضاع المعيشة في اليمن. فقد فقد اليمن تصنيفه كـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، لا نتيجة لتحسن الأوضاع، بل لأن أزمات أخرى تجاوزته في بشاعتها، مثل الإبادة في غزة والحروب السودانية. ثلثا اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 17 مليوناً يعانون من نقص الغذاء.
حتى 15 مايو، لم يتلقَّ برنامج الأغذية العالمي سوى 12% فقط من التمويل المطلوب لهذا العام، من دون أي مساهمة أمريكية، رغم أن الولايات المتحدة كانت قدّمت 62% من التمويل العام الماضي. أما مساهمة الولايات المتحدة في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2025، فبلغت 16 مليون دولار فقط – أي 6% من إجمالي التمويل.
ومع تمويل لا يتجاوز 9% من الخطة، أصدرت الأمم المتحدة ملحقاً عاجلاً في 13 مايو تطلب فيه 1.42 مليار دولار لمنع المجاعة، تستهدف به 8.8 ملايين شخص، رغم أن 19.5 مليوناً بحاجة للمساعدة. وفي إحاطته لمجلس الأمن، ذكر رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن هناك 2.3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، ونسبة التلقيح للأطفال لا تتجاوز 69%، واليمن وحده يمثل ثلث حالات الكوليرا المسجلة عالمياً عام 2024.
وبعد أن أمر ترامب بوقف التمويل الأمريكي لليمن وأغلق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فلن يصل أي تمويل أمريكي لليمن خلال فترة إدارته. ويأتي هذا في وقتٍ تقلّص فيه مساهمات دول أخرى، بينما تزداد الحاجات الإنسانية في العالم، مما يُنذر بعواقب وخيمة على بقاء اليمنيين.
واقع أكثر قتامة
إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية سيكون لها تأثير طويل الأمد. ورغم أن الهدف المعلن هو استهداف أنصار الله، إلا أن التأثير سيمتد إلى جميع اليمنيين نظراً لصعوبة فصل الكيانات العاملة داخل البلاد. معظم البنوك والمنظمات الإنسانية والتجارية تعمل في جميع أنحاء اليمن، ومن الأسهل على الشركاء الخارجيين قطع العلاقات مع اليمن كلياً بدلاً من الخوض في إجراءات استثنائية معقدة.
القطاع المصرفي هو من بين الأكثر تضرراً. فبعد التصنيف، قررت البنوك التي تتخذ من صنعاء مقراً لها نقل مقارها إلى عدن، حيث يقع البنك المركزي التابع للحكومة المعترف بها دولياً. لكن هذا الانتقال ليس سهلاً، لا سيما مع معاقبة بنوك كبرى مثل "البنك الدولي اليمني"، أكبر بنك تجاري في اليمن، مما يشل قدرة آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة على التبادل التجاري مع العالم الخارجي.
القيود المالية المرتبطة بتصنيف الحوثيين تعرقل أيضاً تحويلات المغتربين، والتي تشكّل شريان حياة للملايين. وبينما يتمكن البعض في الخليج من استخدام قنوات غير رسمية، فإن غالبية المغتربين في أماكن أخرى سيواجهون صعوبات كبيرة في إرسال الأموال إلى أسرهم.
تعتبر إدارة ترامب سلوك الحوثيين جزءاً من سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، لكنها تتجاهل أن الحوثيين مستقلون إلى حد كبير. وحتى إذا هدأت التوترات بين طهران وواشنطن، فإن إسرائيل تواصل شن ضربات عشوائية لن تتوقف طالما استمر أنصار الله في استهدافها.
وبينما خسر الاقتصاد المصري 7 مليارات دولار من عائدات قناة السويس عام 2024، فإن شركات الوقود والتأمين البحري العالمية تستفيد من تحويل الملاحة حول رأس الرجاء الصالح. ويبدو أن حرية الملاحة في البحر الأحمر لن تعود قريباً.
في عالم يشهد انقساماً متزايداً، فإن الحديث عن دعم روسي وصيني لأنصار الله، سواء كان حقيقياً أو دعائياً، يُدخل اليمن في أتون "حرب باردة جديدة" مرشحة للتصعيد. وفي هذا السياق، فإن بقاء الملايين من اليمنيين المكلومين لا يهم الإدارات التي تضع مصالح حفنة من المليارديرات فوق الإنسانية، وتعتبر غالبية البشر عبئاً يمكن الاستغناء عنه.
وهكذا، يظل اليمن مجرد كارثة من بين كوارث عديدة في عالم اليوم، لا تحظى بتغطية إعلامية تستحقها، في وقت ينشغل فيه الساسة في "المجتمع الدولي" بمصالحهم الذاتية، متماشين مع النظام العالمي الترامبي الجديد، ومتجاهلين معاناة اليمنيين.
* هيلين لاكنر باحثة مستقلة متخصصة في الشأن اليمني، ومؤلفة كتاب اليمن في أزمة: الطريق إلى الحرب (منشورات فيرسو، 2019). كتابها الجديد اليمن: الفقر والصراع والانتقال صدر في مايو/أيار 2022 عن دار ساك هاوس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين يدي خطاب الدكتور رشاد العليمي !
بين يدي خطاب الدكتور رشاد العليمي !

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

بين يدي خطاب الدكتور رشاد العليمي !

استمعت كغيري لخطاب الرئيس رشاد العليمي بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية (35 ) وهنا لي معه وقفات فاقول : يا دكتور رشاد : اليمن الان ليست شمال وجنوب فقط بل جهات اربع واكبرها مساحة وثروة هي المنطقة الشرقية من اليمن . يا دكتور رشاد : لماذا تحدثت عن مظاهرة النساء في عدن وتجاهلت خروج ابناء حضرموت ؟ يا دكتور رشاد : كل ابناء اليمن عملوا من اجل اعادة تحقيق الوحدة ونادوا بها من بعد ثورة 26 سبتمبر و اعلان الاستقلال حتى تحقيقها ، عمل من اجلها القاضي عبد الرحمن الارياني ، وسالم ربيع علي ، وابراهيم الحمدي ، وعبد الفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد ، وعلي عبد الله صالح ، وتوجت تلك الجهود على يدي الزعيمين علي عبد الله صالح رحمه الله وعلي سالم البيض اطال الله في عمره ، وهناك المئات من الجنود المجهولين من المسؤولين في ( الشطرين ) عملوا من اجل ذلك ، فلا تبخسوا جهود الاخرين ، هذا تاريخ والتاريخ لا يحتمل الفهلوة والتكتكة ! يا دكتور رشاد : لماذا تصر على ان تجعل من الانتقالي الانفصالي هو المعبر عن ابناء المحافظات الجنوبية ناهيك عن الشرقية ، وان كل ما يقوله هو في الواقع يعبر عن مزاج ابناء تلك المحافظات ؟ مع انه لو خرج الواحد من قادتهم للمشي بدون حراسه في شوارع عدن لتعرض للرجم .فما بالك في المناطق الشرقية يا دكتور رشاد: تحدثت في خطابك عن الإقصاء والتهميش ، فهل تعلم ان ابناء تلك المناطق اعضاء في المجلس السياسي ومجلس الوزراء في صنعاء فضلا عن المئات من الموظفين في كل الوزارات هناك من منصب وكيل حتى مدراء عموم ومدراء ادارات ، مدنيين وعسكريين ، مثلما هو الحال في في مارب والساحل ، ومنهم 70 % من الموظفين في حكومة الشرعية داخل اليمن وخارجها ؟ بينما لا يوجد موظف واحد مدني او عسكري من ابناء المحافظات الشمالية في تلك المناطق التي يسيطر عليها الانتقالي بالحديد والنار !هل تعلم ذلك يا دكتور رشاد ؟ فاين الاقصاء والتهميش ؟ وانت نفسك مقصي ومهمش في الرياض ولا تسطيع الاقامة في عدن ! يا دكتور رشاد : لم يعد هناك شيء في الوقت الحاضر اسمها ( القضية الجنوبية ) بل هناك ( القضية اليمنية ) الذي يجب الحديث عنها ، اما الحديث الان عن القضية الجنوبية فهو يشبه مثلا الحديث في صنعاء الان عن ( قضية صعدة ) فهل يستقيم ذلك ؟ يا دكتور رشاد : وزير الخدمة المدنية التابع للانتقالي طبيب العظام الحقود على كل ماهو من شمال البلاد او من شرقها ، خرج رافضاً لجعل يوم 22 مايو عطلة رسمية ، متحديا بذلك القانون والحكومة نفسها التي اعلنت ذلك ، فهل تستطيع محاسبته او على الاقل لومه ؟ انت يا دكتور للاسف المهمش والمقصي كما قلت لك سابقاً. : يا دكتور رشاد : لقد كان خطابك مخيبا للامال عند ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية بالذات والذي يجري حب الوحده في عروقهم ، لقد كانوا في امس الحاجة لمن يسندهم ويرفع من معنوياتهم ، في وجه ما يلاقوه من مليشيات الانتقالي والذي ينعم قادته بالخارج بكل شيء وتركوهم محرومين من كل شيء ، كانوا يأملون ذلك منك يا دكتور رشاد ولكنهم وجدوك تربط مصيرهم بالانتقالي جاعلا منه الناطق باسمهم .. يا دكتور رشاد : هناك ثوابت عند كل الشعوب لا تحتمل الفهلوة والتكتكة ، ولا تحتمل اللون الرمادي فهل انت مدرك لذلك ؟

البركاني يرفع برقية تهنئة لرئيس واعضاء مجلس القيادة بمناسبة العيد الوطني 22 مايو
البركاني يرفع برقية تهنئة لرئيس واعضاء مجلس القيادة بمناسبة العيد الوطني 22 مايو

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

البركاني يرفع برقية تهنئة لرئيس واعضاء مجلس القيادة بمناسبة العيد الوطني 22 مايو

رفع رئيس مجلس النواب، الشيخ سلطان البركاني، برقية تهنئة الى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واعضاء المجلس، بمناسبة العيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية 22 مايو. وقال البركاني في البرقية "في هذا اليوم الأغر يسعدني باسمي وزملائي أعضاء هيئة الرئاسة وأعضاء مجلس النواب، أن أهنئكم وأهنئ شعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية، وقيام وحدته المباركة في الـ22 من مايو 1990، التي مثلت درعاً يصد رماح التمزق والتشطير، وسفينة نجاة عبرت بشعبنا أمواج الإمامة والتشرذم والاستعمار، والوحدة التي ناضل من أجلها صفوة أبناء الوطن من مختلف الاتجاهات والشرائح المجتمعية، وجعلوها هدفهم الأسمى والغاية التي بذلوا النفس والنفيس من أجلها وكانت أسمى شعار رفعوه وأغلى هدف أعلنوا، لأنها حصن الوطن إذا تداعت الأسوار ودربه إذا تقطعت السُبل بخطى التلاحم، إنها الأمل الذي ينشده أبناء شعبنا ويقينه في واقع يقطر على جباه البلاد ألماً ودماء". واضاف البركاني "في عز الاحتفاء بهذه الذكرى، تتراءى لنا غمامة حزن لا تفارق سماء الوطن، ووشاحٌ من ألمٍ عُلِّقَ على كَتِفِه وكأنما يبتسم بِشِفةٍ ويداري بالأخرى وجعاً لم يندمل بعد، وجعٌ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا بلّلها بدموع البلاد، لما يكابده شعبنا اليمني العظيم من أزماتٍ اقتصادية وسياسية واجتماعية قاسية، خلفتها حرب عبثية أشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية منذ إحدى عشر عاماً، وما نتج عنها من تداعيات كارثية على مستويات حياتية شتى، مست الصميم وطحنت العظم ولا يزال المواطن اليمني صابراً وشامخاً يقاوم الطغاة ، ويرفض الخضوع لمشاريع الظلام والظلم والضيم والاستبداد". واكد رئيس مجلس النواب، إن الوحدة المباركة هي انبهار الزمن حين التحم الشمال بالجنوب، وهمزة وصل في صفحة التاريخ بشقيه القديم والحديث، فقد مثلت تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعاً نحو المستقبل، لذلك يستقبلها شعبنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته. وقال البركاني "إننا لنثق أنكم وزملائكم في مجلس القيادة، بما تبذلونه من جهود في مواجهة الصلف الحوثي واستجابة لكل دعوات السلام وخياراته، قادرون على الخروج ببلادنا إلى بر الأمان والحفاظ على اليمن قوي لا تزعزعها الأهواء ولا الأنواء، وإن إدراكنا للتحديات المتراكمة التي أثقلت كاهل اليمنيين، يضعنا أمام مسؤوليتنا التي لا تقبل غير النجاح، وأننا عاقدون العزم مع كل المخلصين لوطنهم، متكلين على الله للعمل الجاد لكل ما يخدم أبناء شعبنا اليمني". واضاف "إنا لنتمنى وندعو أن يبذل الجميع أقصى ما لديهم من جهد وحكمة وإخلاص ومسؤولية لتجاوز الصعاب القائمة والحالة الطارئة التي يكتوي بنارها المواطنون ، وتمزق بسببها الساسة والقادة ، وكل صاحب رأي واضطروا للعيش في بلدان مختلفة لأننا في حقبة زمنية هي الأسوأ في تاريخ وطننا إذ لم يسبق أن اجتمعت المآسي على هذا النحو وبهذا القدر من المعاناة كما جُمعت في مآلات كل فعل تقوم به مليشيا الحوثي الارهابية ولعل من تلك الممارسات يتجسد في كل سهم مسموم تطلقه الميليشيا في خاصرة الثورة والوحدة والجمهورية بهدف محاولة طمس الهوية اليمنية ووحدة شعبها". وأكد البركاني، ان الوحدة والثورة والجمهورية والديمقراطية ستبقى كالنخلة مثمرة ونافعة ما دامت مسنودة بإرادة وطنية صلبة ويحمل لوائها مخلصون أشداء..مشدداً على ضرورة الترفع عن الصغائر والمكاسب والمغانم، والتحلي بالإرادة الوطنية وبأشقاء أوفياء في تحالف دعم الشرعية في مقدمتهم ، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يشاركوننا العزم ويقاسموننا الهم ويقدمون بكل سخاء، ما يثبت أركان اليمن ويحفظ ثورته ووحدته ومكتسباته الوطنية وسلامة أراضيه . ودعا رئيس مجلس النواب، كل القوى السياسية والشعبية في كل أنحاء الوطن أن تتعالى فوق الخلافات، وتلبي نداء الوطن في لحظة مفصلية، بإحياء هذه الذكرى الوطنية الخالدة، والاصطفاف لحمايتها من سهام التآمر وأحابيل التمزيق، والنصر لليمن، ولثورته التي أضرمت فجر الحرية، ولجمهوريته التي كسرت قيود الظلم، ولوحدته التي رفعت رأسه عاليا وأعلت مكانته، وليحفظ الله اليمن أرضاً تتعانق جبالها وسهولها، ووحدةً لا تنكسر وأمناً يرخي سدوله، وسلاماً يعم أرجاءه..مترحماً على الشهداء ومتمنياً الشفاء للجرحى.

بالفيديو.. ترامب يتهم رئيس جنوب أفريقيا بـ(الإبادة) والأخير يسخر منه: ليس لدي طائرة لأعطيك إياها!
بالفيديو.. ترامب يتهم رئيس جنوب أفريقيا بـ(الإبادة) والأخير يسخر منه: ليس لدي طائرة لأعطيك إياها!

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

بالفيديو.. ترامب يتهم رئيس جنوب أفريقيا بـ(الإبادة) والأخير يسخر منه: ليس لدي طائرة لأعطيك إياها!

أخبار وتقارير (الأول) وكالات: أحرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل علني ضيفه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في البيت الأبيض باتهامه بالفشل في مواجهة قتل المزارعين البيض. وفي اجتماع في المكتب البيضاوي، الأربعاء، حضره العشرات من المسؤولين من كلا البلدين، عرض ترامب بشكل غير متوقع لقطات فيديو لدعم اتهامه بـ"الإبادة" ضد جنوب أفريقيا. May 21, 2025 وأظهرت الصور قبورا على جانب الطريق، وقال الرئيس الجمهوري "إنه مشهد فظيع لم أر شيئاً كهذا من قبل"، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). ويشكك الخبراء في تصوير ترامب للإبادة المزعومة للمزارعين البيض في جنوب أفريقيا. وبفعل ذلك، يستخدم ترامب نظرية المؤامرة التي تنتشر في دوائر اليمين المتطرف بشأن ما يسمى بـ"الإبادة الجماعية للبيض". ورد رامافوسا بشأن المقابر المزعومة: "هل قالوا لك أين هي، سيدي الرئيس؟ أود أن أعرف أين هذا لأنني لم أر هذا من قبل" ووعد رامافوسا بالبحث في الأمر. FACTS: May 21, 2025 وقال ترامب: "الأشخاص يفرون من جنوب أفريقيا حفاظا على سلامتهم "، وخفّض أضواء المكتب البيضاوي ليشغل مقطعا مصورا لسياسي شيوعي يذيع أغنية مناهضة للفصل العنصري ومثيرة للجدل تتضمن كلمات عن قتل مزارع. وأضاف: "إن أراضيهم تتم مصادرتها ويتم قتلهم في كثير من الحالات". ورفض رامافوسا اتهامات ترامب. ويسعى الرئيس الجنوب أفريقي لتوضيح الأمور وإنقاذ علاقة بلاده بالولايات المتحدة. واحتدمت المحادثات المطولة بين ترامب ورامافوسا بعد عرض ترامب للمقطع الذي أظهر عمليات قتل مسيسة في جنوب أفريقيا. وبعد ذلك استغل رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا سؤال الصحفي ألكسندر كيف قبل استخدام طائرة قطرية كطائرة رئاسية، ليرد ساخر على اتهام ترامب جنوب أفريقيا بـ(الإبادة) قائلا: "أنا آسف، ليس لدي طائرة لأعطيك إياها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store