
الجمهورية: واشنطن لتجنّب التصعيد وباريس لتسريع الانسحاب… الجيش و'اليونيفيل': إسـرائيل تعيق انتشار الجيش
كتبت صحيفة 'الجمهورية': تتجاذب الجو العام توترات واحتمالات مجهولة؛ فالساحة الداخلية مضبوطة على إيقاع 'ملف السلاحَين' وما يعتريه من تعقيدات مانعة لسحب السلاح الفلسطيني من المخيّمات، ومن حساسيات واعتبارات مرتبطة بسلاح 'حزب الله'، بالتوازي مع المناخ التصعيدي الذي تفرضه إسرائيل ورفع سقف التصعيد. أمّا الساحة الإقليمية، فتغلي بشراسة على الجبهة المشتعلة في غزة، وبحدّة متزايدة على جبهة التفاوض الأميركي- الإيراني التي تؤشر الوقائع المتصلة بها إلى أنّها اقتربت من لحظة اتخاذ القرار، إمّا بإعلان الاتفاق وإشاعة أجواء الإستقرار، وإمّا الإفتراق الدراماتيكي، بما يضع المنطقة في مهبّ تطوّرات وتحوّلات خطيرة، تتفق كل التقديرات على أنّ تداعيات انهيارها لن تقتصر بآثارها الوخيمة على مساحة المنطقة، بل تتعدّاها لتشمل العالم بأسره.
وكشفت 'نيوزويك' الأميركية، أنّ 'سفارات واشنطن في منطقة الشرق الأوسط تتخذ خطوات استعدادية للإخلاء، بعد تهديد من وزير الدفاع الإيراني، أنّ طهران ستستهدف القواعد الأميركية في المنطقة إذا تصاعدت التوترات أو انهارت المفاوضات النووية مع واشنطن'. فيما رفعت إيران حالة التأهب القصوى للجيش والحرس الثوري.
التسليم بالمراوحة
داخلياً، دورانٌ حكوميٌ في حلقة الإنجازات الموعودة، والمواطن الذي تنهال عليه زخّات يومية من الوعود والالتزامات المتجدّدة بتزخيم عجلة الإصلاحات والأولويات الضرورية والملحّة، بدأ يقترب من التسليم بالمراوحة الطاغية على هذه الملفات، وفقدان الأمل بتلك الوعود في ظل البطء أو التباطؤ في حسمها، وفي ظل تمَوضع المكوّنات السياسية المنضوية في الحكومة على ضفتَي الاشتباك السياسي، فضلاً عن أنّ عامل الوقت بدأ يضغط مع قرب تفرّغ البلد برمّته للإستحقاق النيابي.
هواجس
على أنّ ما يُثير الخشية والمخاوف في موازاة هذه المراوحة، هو تنامي الهواجس المقلقة من تداعيات على غير صعيد، ولعلّ أكثرها خطورة هو الهاجس الأمني الذي تفاقمه إسرائيل باستباحتها الأجواء اللبنانية وتوسيع نطاق استهدافاتها واعتداءاتها على المناطق اللبنانية، تُضاف إلى ذلك الخشية المتنامية على مصير قوات 'اليونيفيل' في الجنوب، بعد تزايد الحديث عن 'فيتو' أميركي على التجديد لهذه القوات في آب المقبل، التي تتولّد منها خشية أكبر على مصير المنطقة الجنوبية وممّا قد تحضّره إسرائيل من خطوات وإجراءات عدوانية.
ضغط أميركي
حتى الآن، وفق معلومات موثوقة لـ'الجمهورية'، لا تأكيد علنياً رسمياً، خصوصاً من الجانب الأميركي، لما تردّد عن 'الفيتو' الأميركي. وكشفت مصادر المعلومات لـ'الجمهورية'، أنّ إثارة هذا الأمر في هذا التوقيت، حرّكت نقاشات واسعة في الكواليس السياسية والديبلوماسية، وبعض المستويات اللبنانية الرفيعة استفسرت عن جدّية ما أثير في الإعلام الإسرائيلي عن توافق أميركي – إسرائيلي على عدم التمديد لمهمّة 'اليونيفيل' في جنوب لبنان، مقارنة ذلك بمخاوف كبرى من تداعيات خطوة خطيرة من هذا النوع.
واللافت للإنتباه، بحسب المصادر، أنّ 'تلك النقاشات لم تنفِ وجود هذا التوجّه، بل أبرزت مجموعة أفكار لم تصبح رسمية بعد، منها ما هو متعلق بوقف الدعم الأميركي لليونيفيل، ومنها ما هو متعلّق بالطرح القديم الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، حول فرض تعديلات جوهرية على مهمّة قوات 'اليونيفيل'، بما يطلق يدها في منطقة عملها، ويمنحها حرّية التحرّك والدوريات والتفتيش والمداهمات لأيّ منطقة أو أي مكان (أي إجراءات تشبه الفصل السابع أو تقترب منه) بمعزل عن التنسيق مع الجيش اللبناني'.
وخلافاً لما أشاعه الإعلام الإسرائيلي حول توجّه واشنطن لاستخدام 'الفيتو' على التمديد لليونيفيل، نقلت المصادر عينها عن ديبلوماسي غربي ممثلة بلاده في 'اليونيفيل'، قوله إنّ 'احتمال أن تخفض واشنطن دعمها المادي لليونيفيل ممكن في سياق خفض النفقات الذي أطلقته إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلّا أنّ لجوءها إلى تعطيل التمديد لليونيفيل أمر مستبعد، باعتبار أنّها لا ترغب في ترك المنطقة للفراغ من دون ضوابط أمنية، فضلاً عن أنّها كانت وما زالت أكثر الساعين لترسيخ الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود، إلّا أنّ الديبلوماسي عينه لم يستبعد إطلاق الولايات المتحدة عشية موعد التمديد لليونيفيل في آب المقبل، لحركة اتصالات دولية ضاغطة لإحداث تغييرات جوهرية في مهمّة اليونيفيل'.
الموقف الرسمي
إلى ذلك، علمت 'الجمهورية'، أنّ مشاورات مكثفة جرت على غير صعيد رسمي رفيع تقاطعت حول التأكيد أنّ لبنان لم يتبلّغ من أي جهة خارجية أميركية أو غير أميركية أو أممية أو من قِبل قيادة 'اليونيفيل'، أي أمر متصل بما أُشيع حول مهمّة 'اليونيفيل' وما حُكيَ عن رفض أميركي لتمديد مهمّتها. وخَلُصَت هذه المشاورات إلى:
أولاً، تمسك لبنان بقوات 'اليونيفيل' وبدورها في تطبيق القرار 1701، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني.
ثانياً، التأكيد على عمق العلاقة مع قوات 'اليونيفيل'، رفض واستنكار أي استهداف تتعرّض له من أي جهة كان.
ثالثاً، تأكيد موقف لبنان لناحية التمديد لمهمّة 'اليونيفيل'، من دون أي تعديل أو تغيير في مهامها، ومن دون زيادة أو نقصان على ما نصّ عليه التمديد لهذه القوات في العام الماضي.
رابعاً، تأكيد موقف لبنان لناحية التعاون الكامل بين 'اليونيفيل' والجيش اللبناني لاستكمال انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، الذي تعيقه إسرائيل بتفلّتها من اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار اعتداءاتها، وامتناعها عن الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، ولاسيما النقاط الخمس.
هيكل و'اليونيفيل'
في سياق متصل، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل أمس، قيادة 'اليونيفيل' في الناقورة، حيث اجتمع برئيسها وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو. وخلال الاجتماع، جرى عرض آخر التطوّرات في قطاع جنوب الليطاني، وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش و'اليونيفيل' ضمن إطار القرار 1701، إلى جانب الدور الأساسي والضروري لليونيفيل في جهود استعادة الاستقرار في الجنوب، وسط مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واحتلاله لأراضٍ لبنانية، ما يُعيق استكمال انتشار الجيش في الجنوب.
دعم فرنسي
في السياق عينه، عكس مصدر ديبلوماسي من العاصمة الفرنسية دعم فرنسا الأكيد لموقف لبنان. وأبلغ المصدر إلى 'الجمهورية' قوله إنّ 'باريس التي ستتولّى طرح مشروع تمديد مهمّة 'اليونيفيل'، تؤيّد التجديد لهذه القوات من دون أي تعديل أو تغيير في مهامها. مشيراً إلى أنّ فرنسا ستبذل جهوداً في هذا الاتجاه'.
ورداً على سؤال لم ينفِ المصدر الديبلوماسي وجود علاقة غير مستقرة بين فرنسا وإسرائيل تبعاً للموقف الفرنسي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والرافض لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وعدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأضاف: 'إنّ باريس على موقفها الثابت في التطبيق الكامل للقرار 1701، وتقدّر ما يقوم به الجيش اللبناني من خطوات وإجراءات بالتعاون مع قوات حفظ السلام الدولية'. مشيراً إلى أنّ باريس على تواصلها المستمر مع المسؤولين الإسرائيليِّين لضرورة تحقيق الانسحاب من الأراضي اللبنانية. إذ يشكّل بقاء إسرائيل لاحتلالها للنقاط الخمس، المانع الأساس لاستكمال انتشار الجيش اللبناني في منطقة عمل القرار 1701″.
ورداً على سؤال آخر، أوضح المصدر 'أنّ إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون تولي ثقة كبرى بعهد الرئيس جوزاف عون، وتضع في أولويتها حشد الدعم للبنان بصورة عاجلة، بما يمكن لبنان من النهوض من جديد، وهذا يتطلّب بدرجة موازية تسريع الخطوات الإصلاحية من قبل الحكومة اللبنانية. إنّ الصعوبات التي تعتري الوضع في لبنان يمكن علاجها بتفاهم اللبنانيِّين في ما بينهم، وهو ما تشجّعه باريس، التي تؤيّد بصورة قطعية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وتعتبر أنّ على 'حزب الله' أن يتعاون في هذا المجال، ويقدم على خطوات ترسّخ الأمن والاستقرار في لبنان'. وحول هذا الأمر أوحى المصدر أنّ موقف باريس لا يماشي الطروحات بنزع سلاح 'حزب الله' بالقوة. إذ أثنى على التوجّه الذي ينتهجه رئيس الجمهورية جوزاف عون لإيجاد حل لهذه المسألة.
تهويل وتخويف
في موازاة ذلك، تبقى أجواء الحذر مسيطرة على الداخل بصورة عامة، وسط الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والتهديدات المتكرّرة باستهدافات في العديد من المناطق، وتعمّد إسرائيل إشاعة التوترات عبر ادّعاءات متتالية بوجود مستودعات أسلحة لـ'حزب الله'، ولاسيما في منطقة الضاحية الجنوبية، وهو الأمر الذي لوحِظَ أنّه يُتابع من قِبل لجنة الإشراف على تتفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل مباشر، بعمليات تفتيش دقيقة يُجريها الجيش اللبناني للعديد من الأمكنة، وآخرها في منطقة السانت تيريز – الحدث خلال الساعات القليلة الماضية، من دون العثور على ما يؤكّد صحة الادّعاءات الإسرائيلية.
والخطير في موازاة ذلك، هي التوترات والشائعات التي تُضَخّ من غير مصدر، وخصوصاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي حول تحضير إسرائيل لعدوان جديد واسع النطاق على لبنان، ممّا أرخى قلقاً كبيراً لدى المواطنين.
وفيما اتفقت تقديرات سياسية على إدراج هذه الشائعات والترويجات في خانة التهويل والتخويف، اللذَين تقصد إسرائيل من خلالهما إقلاق بيئة 'حزب الله' والضغط عليها، باعتبار أنّ هذه البيئة تُشكّل في نظر إسرائيل المكان الذي يُوجِع الحزب، قلّل مرجع كبير من احتمالات العدوان، معتبراً أنّ: 'العدوان وارد دائماً في العقل الإسرائيلي المجرم، لكن لا أرى أنّه ممكن، أولاً لأنّ واشنطن تمنعه، على رغم من أنّها تبرّر لإسرائيل القيام باستهدافات على ما جرى في الضاحية الجنوبية قبل عيد الأضحى. فلدى واشنطن أولويات (لبنانية وإقليمية) لا تريد لإسرائيل أن تُشوِّش عليها، أولها المفاوضات حول الملف النووي وبلوغ حل سياسي لهذا الملف، وهذا ما أكّد عليه بالأمس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وثانيها الحفاظ على الاستقرار في لبنان ودعم عهد الرئيس جوزاف عون الذي تريد إنجاحه'.
وثانياً، يضيف المرجع، 'فإنّ ضعف احتمال العدوان الإسرائيلي مرتبط بالداخل الإسرائيلي الذي يعاني انقساماً كبيراً يُنذِر بحل الكنيست وسقوط حكومة نتنياهو'.
ملف السلاح
إلى ذلك، يُنتظَر أن يشكّل ملف السلاح بنداً أساسياً في الزيارة المرتقبة للمسؤول الأميركي توماس براك إلى بيروت، فيما برز اتهام صحيفة 'عكاظ' السعودية لـ'حزب الله' بأنّه 'يشكّل العقبة الأساسية والكبرى التي تحول دون قيام دولة لبنانية حقيقية، ذات سيادة كاملة، تسيطر على كامل أراضيها ومؤسساتها'.
وجاء في الصحيفة: 'إنّ كل حديث عن الإصلاح في لبنان، عن النهوض والتغيير والاستقرار، يبقى مجرّد وهم وعبث، طالما لم يُطرَح السؤال الأهم والأكثر إلحاحاً: ماذا عن سلاح 'حزب الله'؟ فهذا الحزب هو الذي يُضعِف مؤسسة الجيش اللبناني، ويمنعها من أداء مهمّاتها السيادية الكاملة، من خلال سلاحه. يجب أن يتحوّل الحزب إلى حزب سياسي مدني بالكامل، من دون جناح عسكري وأي وصاية خارجية. وإلّا فإنّ الدستور اللبناني لن يكون له أي معنى، ولن تكون للانتخابات أي شرعية، ولن يكون لأي خطاب سيادي قيمة حقيقية'.
ولفتت إلى أنّ 'مَن يُريد إنقاذ لبنان يجب عليه أن يرفض هيمنة 'حزب الله'. واللبنانيّون اليوم أمام فرصة تاريخية، وهم مطالَبون أكثر من أي وقت مضى برفع صوتهم عالياً وبوضوح تام ضدّ هذا الواقع المرير. والخيار واضح اليوم أكثر من أي وقت مضى: إمّا دولة لبنانية قوية، وإمّا هيمنة 'حزب الله'. لا يمكن أن يجتمع الاثنان معاً'.
وأشار ديبلوماسي غربي ممثلة بلاده في 'اليونيفيل'، إلى أنّ احتمال أن تُخفِّض واشنطن دعمها لليونيفيل ممكن في سياق خفض النفقات الذي أطلقته إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلّا أنّ لجوءها إلى تعطيل التمديد أمر مستبعد، لأنّها لا ترغب في ترك المنطقة للفراغ من دون ضوابط أمنية، فضلاً عن أنّها كانت وما زالت أكثر الساعين لترسيخ الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود، إلّا أنّ الديبلوماسي عينه لم يستبعد 'إطلاق الولايات المتحدة عشية موعد التمديد لليونيفيل في آب المقبل، لحركة اتصالات دولية ضاغطة لإحداث تغييرات جوهرية في مهمّاتها'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 28 دقائق
- بيروت نيوز
الأولويّة لمزارع شبعا
كتبت دوللي بشعلاني في' الديار':بين سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، والمبعوث الأميركي الخاص في سورية طوم بارّاك (رجل الأعمال الأميركي، اللبناني الأصل من بلدة زحلة) الذي عُيّن في أيّار الماضي، وبين الديبلوماسي والمؤرّخ جويل رايبورن، أو ربما مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا مسعد بولس أو أي شخصية أخرى، لم يتمّ الإعلان بعد رسميا عن الاسم الذي سيخلف أورتاغوس في مهمّتها. وأفادت المعلومات أنّ بارّاك سيكون في لبنان يومي 18 و19 حزيران الجاري، أي الأربعاء والخميس المقبلين، وقد يرافقه بولس في زيارته المرتقبة هذه. وعلى أجندته بالدرجة الأولى 'حلّ مسألة مزارع شبعا'، بصفته المبعوث الأميركي في سورية، وليس كخلف لأورتاغوس، على الأقلّ حتى الساعة. وهذا يعني أنّ واشنطن مستعجلة لحلّ مسألة الحدود بين سورية و 'إسرائيل'، كون الرئيس أحمد الشرع قد أعطى ترامب موافقته على انضمام بلاده الى 'اتفاقيات أبراهام'، أي التطبيع مع 'إسرائيل'، أكثر من استعجالها لتسيير الملف اللبناني الذي لا يزال يحتاج الى بعض الوقت. وترى المصادر السياسية أنّ ترامب قد يكون في انتظار حصول أمر ما قبل اتخاذ القرار الحاسم بشأن لبنان. وثمّة احتمالات لانتظاراته هذه، رغم أنّه يريد تسريع الخطى في كلّ الملفات، أبرزها: 1- إمكان 'التقاط' الدولة اللبنانية، ما تحدّث عنه ترامب، 'الفرصة التي لا تأتي سوى مرّة واحدة'، في أقرب وقت ممكن، فستكمل نزع السلاح غير الشرعي، على ما يطالب به، مقابل رفع 'الحصار الأميركي والدولي' عن لبنان، وتسهيل مسألة إعادة الإعمار، واستكمال عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات البحرية. 2 – انتظار ما ستؤول اليه نتائج المحادثات الأميركية- الإيرانية الجارية حاليا حول الاتفاق النووي، ليبني على الشيء مقتضاه. فإمّا يطالب الدولة اللبنانية بوضع جدول زمني محدّد لنزع السلاح (بما فيه سلاح المخيمات الفلسطينية الذي تعرقل سحبه)، و يترك حلّ الأمر بيدّ رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يقيم حاليا حوارا بينه وبين حزب الله، بهدف حصر السلاح بيد الدولة، وسيستكمله لاحقا بوضع الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، اي استراتيجية الأمن القومي التي تحدّث عنها في خطاب القسم. 3- إحتمال حصول تغيير في حكومة العدو، لا سيما مع اعتراضات الداخل على قرارات رئيسها بنيامين نتنياهو، ما قد يزعزعها أو يجعلها تستقيل، أو ربّما تصمد لبعض الوقت… وهذا الأمر سيخلق وضعا مختلفا بين ترامب والحكومة الجديدة، وإن كان الحلف الأميركي- 'الإسرائيلي' لا يتغيّر. الأمر الذي سيجعل الرئيس الأميركي يقترح عندئذ حلولا لكلّ من وضع لبنان وغزّة. وتحقّق أي من هذه الانتظارات يتطلّب وقتا، على ما تلفت المصادر السياسية، الأمر الذي لا يجعل ترامب مستعجلا لحلّ الوضع اللبناني، على عكس ما يقوم به في سورية. فقد رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وسرعان ما بدأت مشاريع إعادة الإعمار تنهال عليها، وقد حصلت على 7 مليارات دولار من الإمارات العربية بهذا الشأن. في الوقت الذي يتخبّط فيه لبنان للحصول على 250 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، ولا يعرف كيف يأتي بالمليار دولار للانطلاق فعليا بعملية الإعمار. وها هو ترامب يحثّ بارّاك على زيارة لبنان الأسبوع المقبل، من دون صدور أي تأكيد رسمي على أنّه سيخلف أورتاغوس، لإيجاد أولا الحلّ السريع لمزارع شبعا التي يرتبط وضعها بكلّ من لبنان وسورية و 'إسرائيل'. فلبنان يؤكّد أنّها لبنانية، ويملك الوثائق والمستندات والخرائط التي تدلّ على ذلك، وهي مودعة لدى الأمم المتحدة، في حين تحتلّها 'إسرائيل' بحجّة أنّها سورية. ومن شأن هذا الأمر فتح باب المناقشة بين بارّاك والمسؤولين اللبنانيين حول مواضيع أخرى، منها مسألة الحدود البريّة بين لبنان و 'إسرائيل'، التي قال عنها أخيرا إنّها 'تحتاج الى إعادة ترسيم، لأنّ الاتفاقات السابقة، من اتفاق سايكس- بيكو أو سواه، ظهرت أنّها فاشلة'. وموقف بارّاك هذا لا يتوافق مع موقف المسؤولين اللبنانيين، على ما تجد المصادر، سيما أنّهم يطالبون بالعودة الى اتفاقية الهدنة (1949). من هنا، فإنّ بارّاك يأتي لبحث ملف 'شبعا' وسيتطرّق الى بعض العناوين الأخرى، وسيتمّ التأكيد له أنّ المزارع 'لبنانية'، وعلى الاحتلال الانسحاب منها، تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 38 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
حزب الله أمام خيار التسليم أو الانفجار الداخلي
لم يعد التغيير في ايران مجرد دعوات تطلقها الادارات الغربية للدفع بالنظام في طهران الى انتهاج سلوك مغاير لذلك المعتمد على مدى عقود، بل باتت مطلبا محددا بتوقيت زمني حددته واشنطن وخلفها اسرائيل التي تعتبر الفرصة سانحة لضرب نظام تآكل بفعل الضربات الاقتصادية التي أنهكته ونهايته برأيها ستكون مشابهة للنظام السوري حيث تدحرج في ساعات بعد رفع روسيا يدها عنه. في عواصم القرار ثمة شبه اجماع تطور الى قناعة بأن نظام الخميني الذي جاء على أنقاض نظام الشاه في اواخر سبعينات القرن الماضي، في طريقه الى الزوال والمطلوب التطلع الى ايران الجديدة التي تُحاكي التغييرات الكبيرة الحاضرة اليوم في منطقة الشرق الاوسط والتي تُحاكي بدورها لغة السلام الدائم. مخاض التغيير في ايران سيضرب الفيلق الممتد من طهران الى بغداد وصولا الى بيروت، حيث تعمل الدولة اللبنانية من خلال العهد الجديد على استيعاب حزب الله وتداعيات تراجع نفوذه في السنة الاخيرة. والمعروض على الحزب اليوم هو خيار الانضمام الى الدولة وتسليم كل مخازن السلاح من دون شروط لأن أي مقاومة ستؤدي الى انفجار داخلي في لحظة اقليمية خطيرة. وتتقاطع مصادر مطلعة على الحراك الدولي في لبنان على ضرورة أن يأخذ الحزب الرسائل التي تصله وآخرها من فرنسا على محمل الجد، وأن يقوم بخطوة جريئة نحو التسليم بقرار الدولة. وبحسب هذه المصادر فإن اليد التي يمدها رئيس الجمهورية نحو الحزب تنطلق من حرص الرئاسة الاولى على ابقاء خط العودة الى الدولة مفتوحا أمام شريحة واسعة خسرت كثيرا في الحرب، وهو خط مرتبط بتوقيت لم يعد الحزب قادرا على تخطيه لأنه سيجد العهد في مكان آخر. وما يحصل اليوم على هذا الصعيد وتحديدا في تواصل الرئيس عون مع قيادة الحزب هو تآكل من رصيد عهد لم يكمل سنته الاولى، وبالتالي فإن ما يجب أن يستدركه حزب الله واضح من خلال التطلع نحو التسليم بقرار الدولة والامتناع عن أي رد في حال تمت مهاجمة ايران، لأننا سنكون عندها أمام معركة ساقطة عسكريا وجغرافيا. وتربط مصادر حكومية التجديد لقوات اليونيفيل بقدرة الدولة على ضبط حركة حزب الله في الاسابيع التي تسبق قرار التمديد، مشيرة الى أن الدول المعنية بعمل قوات الطوارئ ستدعم القرار الاميركي الاسرائيلي بسحب هذه القوات في حال وجدت مراوغة رسمية لبنانية وتهاونا في التعامل مع الحزب. من هنا تؤكد المصادر أن الحكومة اتخذت القرار بالرد بيد من حديد على أي اعتداء تتعرض له القوات الدولية، وهذا ما اعرب عنه الرئيس نبيه بري الذي انتقد في مجالسه ما قام به البعض في القرى الجنوبية، ملمحاً أيضا الى الجهات الداعمة لهذه الافعال، حيث اشار بري الى أن لبنان لا ينقصه الى همومه ومشاكله مشاكل أخرى بحجم الاعتداء على القوات الدولية التي لا زالت قادرة على ضبط الوضع في الجنوب ووجودها أفضل بكثير من غيابها واحتلال اسرائيل للاراضي هناك. على الحزب الاختيار بين اليد الممدود لترميم العلاقة مع الداخل أو الذهاب بعيدا في خياراته الاستراتيجية والتي ستكلفه هذه المرة فاتورة كبيرة. علاء الخوري انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


القناة الثالثة والعشرون
منذ 38 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
تعيين برّاك بديلاً عن أورتاغوس وترقّب لزيارته الاسبوع المقبل
تنتظر الساحة السياسية زيارة توماس برّاك سفير واشنطن في تركيا والمكلف ملف سوريا، إلى لبنان، وما سيحمله من ملفات ورسائل للحكومة اللبنانية، تتعلّق بسلاح حزب الله وموضوع التفاوض بين لبنان وإسرائيل حول الحدود وملف الإصلاحات. وافادت معلومات 'البناء' ان الموفد الأميركيّ براك سيحلّ بديلاً عن المبعوثة الأميركيّة مورغن أورتاغوس حتى يتمّ تسليم السفير الأميركي الجديد في لبنان اللبناني الأصل ميشال عيسى. وتشير المعلومات الى أن توم براك سينقل رسالة الإدارة الأميركية للبنان وسيستطلع من المسؤولين في الدولة اللبنانية ما أنجزوه على صعيد الملفات الأساسية لا سيما تطبيق القرارات الدولية وبخاصة القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار وملف حصريّة السلاح وإنهاء السلاح غير الشرعيّ في لبنان لا سيما في المخيمات الفلسطينية، إضافة الى ملف الحدود الجنوبية والشرقية، والإصلاحات المالية والنقدية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ودعم الجيش اللبناني. وافادت" الديار" ان برّاك المفترض ان يزور اسرائيل الاسبوع المقبل، سينتقل الى بيروت في مهمة مزدوجة. ووفق مصادر ديبلوماسية، فان الزيارة ذو شقين: الاولى سورية، حيث سيبحث ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين، لكن الاكثر خطورة قد يكون بحث السيادة على مزارع شبعا، في ظل معلومات عن توجه سوري للاعلان انها تتبع للدولة السورية، ما سيؤدي الى نزاع يتجاوز الجغرافيا الحدودية الى مسألة الصراع مع اسرائيل كما سيتم البحث في ملف النزوح، وكذلك ودائع السوريين في المصارف اللبنانية. واكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الجهد الدولي منصب لبنانياً على توفير بيئة آمنة في الجنوب، بعد تيقن المجتمع الدولي من سيطرة الدولة بقواها الذاتية على المنطقة المرشحة للاعمار، وهنا ما يتطلب إلزام اسرائيل بوقف خرق وانتهاك القرار 1701. اضافت" اللواء": غاب الحديث عن زيارة للبنان جرى الكلام عن انها ستتم الاسبوع المقبل للموفد الاميركي الخاص الى سوريا توماس باراك ولم تتبلغ الجهات الرسمية بعد اي طلب للزيارة او تحديد مواعيد. وبالتوازي افيد أن وزارة الخارجية اللبنانية لم تتبلغ بعد اي طلب لزيارة وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني، ولا تم تحديد موعد رسمي له والوفد المرافق، والتي يفترض ان تتم ردا على زيارات رئيس الحكومة نواف سلام ووفود عسكرية وامنية الى دمشق لإستكمال البحث في ترتيب الملفات العالقة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News