
الأولويّة لمزارع شبعا
كتبت دوللي بشعلاني في' الديار':بين سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، والمبعوث الأميركي الخاص في سورية طوم بارّاك (رجل الأعمال الأميركي، اللبناني الأصل من بلدة زحلة) الذي عُيّن في أيّار الماضي، وبين الديبلوماسي والمؤرّخ جويل رايبورن، أو ربما مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا مسعد بولس أو أي شخصية أخرى، لم يتمّ الإعلان بعد رسميا عن الاسم الذي سيخلف أورتاغوس في مهمّتها. وأفادت المعلومات أنّ بارّاك سيكون في لبنان يومي 18 و19 حزيران الجاري، أي الأربعاء والخميس المقبلين، وقد يرافقه بولس في زيارته المرتقبة هذه. وعلى أجندته بالدرجة الأولى 'حلّ مسألة مزارع شبعا'، بصفته المبعوث الأميركي في سورية، وليس كخلف لأورتاغوس، على الأقلّ حتى الساعة. وهذا يعني أنّ واشنطن مستعجلة لحلّ مسألة الحدود بين سورية و 'إسرائيل'، كون الرئيس أحمد الشرع قد أعطى ترامب موافقته على انضمام بلاده الى 'اتفاقيات أبراهام'، أي التطبيع مع 'إسرائيل'، أكثر من استعجالها لتسيير الملف اللبناني الذي لا يزال يحتاج الى بعض الوقت.
وترى المصادر السياسية أنّ ترامب قد يكون في انتظار حصول أمر ما قبل اتخاذ القرار الحاسم بشأن لبنان. وثمّة احتمالات لانتظاراته هذه، رغم أنّه يريد تسريع الخطى في كلّ الملفات، أبرزها:
1- إمكان 'التقاط' الدولة اللبنانية، ما تحدّث عنه ترامب، 'الفرصة التي لا تأتي سوى مرّة واحدة'، في أقرب وقت ممكن، فستكمل نزع السلاح غير الشرعي، على ما يطالب به، مقابل رفع 'الحصار الأميركي والدولي' عن لبنان، وتسهيل مسألة إعادة الإعمار، واستكمال عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات البحرية.
2 – انتظار ما ستؤول اليه نتائج المحادثات الأميركية- الإيرانية الجارية حاليا حول الاتفاق النووي، ليبني على الشيء مقتضاه. فإمّا يطالب الدولة اللبنانية بوضع جدول زمني محدّد لنزع السلاح (بما فيه سلاح المخيمات الفلسطينية الذي تعرقل سحبه)، و يترك حلّ الأمر بيدّ رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يقيم حاليا حوارا بينه وبين حزب الله، بهدف حصر السلاح بيد الدولة، وسيستكمله لاحقا بوضع الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، اي استراتيجية الأمن القومي التي تحدّث عنها في خطاب القسم.
3- إحتمال حصول تغيير في حكومة العدو، لا سيما مع اعتراضات الداخل على قرارات رئيسها بنيامين نتنياهو، ما قد يزعزعها أو يجعلها تستقيل، أو ربّما تصمد لبعض الوقت… وهذا الأمر سيخلق وضعا مختلفا بين ترامب والحكومة الجديدة، وإن كان الحلف الأميركي- 'الإسرائيلي' لا يتغيّر. الأمر الذي سيجعل الرئيس الأميركي يقترح عندئذ حلولا لكلّ من وضع لبنان وغزّة.
وتحقّق أي من هذه الانتظارات يتطلّب وقتا، على ما تلفت المصادر السياسية، الأمر الذي لا يجعل ترامب مستعجلا لحلّ الوضع اللبناني، على عكس ما يقوم به في سورية. فقد رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وسرعان ما بدأت مشاريع إعادة الإعمار تنهال عليها، وقد حصلت على 7 مليارات دولار من الإمارات العربية بهذا الشأن. في الوقت الذي يتخبّط فيه لبنان للحصول على 250 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، ولا يعرف كيف يأتي بالمليار دولار للانطلاق فعليا بعملية الإعمار.
وها هو ترامب يحثّ بارّاك على زيارة لبنان الأسبوع المقبل، من دون صدور أي تأكيد رسمي على أنّه سيخلف أورتاغوس، لإيجاد أولا الحلّ السريع لمزارع شبعا التي يرتبط وضعها بكلّ من لبنان وسورية و 'إسرائيل'. فلبنان يؤكّد أنّها لبنانية، ويملك الوثائق والمستندات والخرائط التي تدلّ على ذلك، وهي مودعة لدى الأمم المتحدة، في حين تحتلّها 'إسرائيل' بحجّة أنّها سورية. ومن شأن هذا الأمر فتح باب المناقشة بين بارّاك والمسؤولين اللبنانيين حول مواضيع أخرى، منها مسألة الحدود البريّة بين لبنان و 'إسرائيل'، التي قال عنها أخيرا إنّها 'تحتاج الى إعادة ترسيم، لأنّ الاتفاقات السابقة، من اتفاق سايكس- بيكو أو سواه، ظهرت أنّها فاشلة'.
وموقف بارّاك هذا لا يتوافق مع موقف المسؤولين اللبنانيين، على ما تجد المصادر، سيما أنّهم يطالبون بالعودة الى اتفاقية الهدنة (1949). من هنا، فإنّ بارّاك يأتي لبحث ملف 'شبعا' وسيتطرّق الى بعض العناوين الأخرى، وسيتمّ التأكيد له أنّ المزارع 'لبنانية'، وعلى الاحتلال الانسحاب منها، تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 2 ساعات
- LBCI
الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في القدس وتل أبيب ومستوطنات في الضفة الغربية ومئات المواقع
مسؤولان إسرائيليان لـ أكسيوس: ترامب ومستشاريه كانوا يتظاهرون فقط بمعارضة الهجوم الإسرائيلي في العلن ولم يبدوا أي معارضة في السر وحصلنا على ضوء أخضر واضح من الولايات المتحدة مسؤولان إسرائيليان لـ أكسيوس: ترامب ومستشاريه كانوا يتظاهرون فقط بمعارضة الهجوم الإسرائيلي في العلن ولم يبدوا أي معارضة في السر وحصلنا على ضوء أخضر واضح من الولايات المتحدة ترامب: بعض المتشددين الإيرانيين تحدثوا بشجاعة لكنهم لم يكونوا يعلمون ما الذي كان سيحدث فجميعهم موتى الآن والأمر سيزداد سوءًا فبالفعل حصل موت ودمار هائل لكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المجزرة

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
نتنياهو يتوعد إيران بالمزيد وأمير قطر يدعو لخفض التصعيد
وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، دعاهم فيها إلى "الانتفاض ضد النظام الظالم والطاغي"، مشدداً على أن إسرائيل "لا تعتبر الشعب الإيراني عدواً"، بل ترى أن معركتها "موجهة ضد نظام قاتل يهدد أمن المنطقة ويفقر شعبه"، وفق تعبيره. وجاءت تصريحات نتنياهو في كلمة مصورة ألقاها عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف عدة مواقع في وسط إسرائيل، من بينها مناطق سكنية في مدينة تل أبيب. وقال: "المعركة ليست ضدكم، بل ضد نظام يظلمكم ويضعفكم، نحترم ثقافتكم وتاريخكم، نوركم سيهزم الظلام، أنا معكم، وشعب إسرائيل معكم". وأكد نتنياهو أن إسرائيل تنفذ حالياً "واحدة من أعظم العمليات العسكرية في التاريخ"، في إطار عملية "الأسد الصاعد"، وقال: "هذه فرصتكم للتغيير... إيران لا تعرف ما ينتظرها، لقد دمرنا جزءاً كبيراً من ترسانتها الصاروخية وتخلصنا من كبار قادتها العسكريين". اتصال بين ترامب ونتنياهو في السياق ذاته، قال مصدر في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، ولم تصدر بعد تفاصيل رسمية عن فحوى الاتصال، غير أن أوساطاً أميركية أكدت استمرار التنسيق الوثيق بين الطرفين. الرياض والدوحة تدعوان للتهدئة وفي موازاة التصعيد العسكري، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جرى خلاله بحث آخر التطورات الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية. وشدد الأمير خلال الاتصال على "ضرورة العمل لخفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية"، فيما أكد الرئيس الأميركي "استعداد واشنطن للمشاركة في مساعي حل الأزمة، حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة". كذلك تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تم خلاله بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الجانبين شددا على "أهمية ضبط النفس وخفض التصعيد"، وأكدا أن "حل جميع النزاعات يجب أن يتم عبر السبل الدبلوماسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". موسكو تدين وإيران تحذر وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفياً مع كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد بوتين دعمه لسيادة إيران، مديناً "الانتهاكات الإسرائيلية لميثاق الأمم المتحدة"، ودعا في الوقت ذاته نتنياهو إلى "العودة للمسار الدبلوماسي" لحل الملف النووي الإيراني. وأكد بيان رسمي من الخارجية الروسية، أن "الضربات الإسرائيلية غير مبررة وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، محذراً من "انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة". وفي المقابل، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأن "طهران ترفض أي دعوات إلى ضبط النفس في الوقت الحالي"، في مؤشر واضح على نية استمرار التصعيد. وأعلنت إيران عن إطلاق موجة ثالثة من الصواريخ الباليستية استهدفت سبعة مواقع في وسط إسرائيل، بعضها في مناطق سكنية، وأفادت مصادر محلية باندلاع حريق في مبنى سكني بمدينة تل أبيب، وسط تقارير متضاربة عن وقوع إصابات. ورداً على التصعيد، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن "إسرائيل سترد على القصف الإيراني باستهداف مناطق مدنية داخل إيران"، محذّرين من أن "طهران ستدفع ثمناً باهظاً".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
الحرب الشاملة في الشرق الأوسط باتت وشيكة؟
حذر الكاتبان تانغ تشيتشاو، باحث في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا، وشو تينغياو، باحث مساعد في معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط بجامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، من تداعيات العملية العسكرية الأخيرة، التي شنّتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، على استقرار المنطقة بأسرها. وقال الكاتبان في مقال مشترك بموقع صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية إن العملية، التي حملت الاسم الرمزي "الأسد الصاعد"، شكّلت تصعيداً خطيراً في الصراع الإسرائيلي الإيراني، وأثارت تساؤلات جدية حول احتمالية اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. ولفت الكاتبان النظر إلى التوقيت المتعمّد للهجوم الإسرائيلي، الذي جاء قبل أيام قليلة من جولة مرتقبة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان. وأوضح الكاتبان أن الغاية من الضربة لا تقتصر على منع إيران من تطوير سلاح نووي، بل تهدف أيضاً إلى إفشال الجهود الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، واستهدفت الغارات مواقع عسكرية ومنشآت نووية، وأدّت – بحسب الإعلام الرسمي الإيراني – إلى مقتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، مما يعكس خطورة الضربة. ذريعة إسرائيلية لتبرير العملية وأشار الكاتبان إلى أن الذريعة التي ساقتها إسرائيل لتبرير العملية – أي اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي – تُستخدم في الغالب كغطاء سياسي. فمنذ أكثر من عقدين، تحذّر تل أبيب من اقتراب طهران من العتبة النووية، مما يدلّ على وجود أهداف أعمق. وأوضح الباحثان أن الأهداف الحقيقية تتمثّل في تحييد البنية التحتية النووية الإيرانية، وإثارة اضطرابات داخلية قد تُفضي إلى إسقاط النظام. وأضاف الكاتبان أن إسرائيل ترى في اللحظة الحالية فرصة تاريخية نادرة، إذ تواجه إيران وحلفاؤها في ما يسمى "محور المقاومة" انتكاسات ميدانية وسياسية منذ العام الماضي، مما يشجع تل أبيب على استغلال الظرف لتوجيه ضربة حاسمة. كما تخشى إسرائيل من أن تُفضي المفاوضات النووية المقبلة إلى اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات عنها، وهو ما تعتبره تهديداً طويل الأمد لأمنها القومي. وقد بدأت إيران بالفعل بالرد، من خلال إطلاق أكثر من مئة طائرة مسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، مما ينذر بإمكانية توسّع دائرة التصعيد. ورغم أن احتمالات اندلاع حرب شاملة أمر مستبعد نظراً للمسافة الجغرافية بين الدولتين، إلى جانب تردد الولايات المتحدة في الانخراط المباشر، فإن خطر التصعيد لا يزال قائماً وبقوة، وفق الكاتبين. واشنطن ليست بالطرف المحايد وفي هذا السياق، شدّد الكاتبان على أن واشنطن لا يمكن أن تُعد طرفاً محايداً. فرغم عدم مشاركتها المباشرة في العملية، فإن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين مسبقاً. وسارعت الولايات المتحدة إلى إجلاء موظفيها غير الأساسيين من مواقع دبلوماسية في العراق والبحرين، في مؤشر على استعدادها لاحتمال الرد الإيراني. كما أن إدارة الرئيس ترامب لم تُدين الهجوم، بل أبدت دعماً ضمنياً له، حيث اعتبر ترامب أن الضربة قد تُجبر إيران على تقديم تنازلات، أو تُجهض المفاوضات النووية بالكامل. وتشير المعلومات إلى أن واشنطن قدّمت دعماً غير مباشر للعملية من خلال تبادل معلومات استخباراتية وفتح المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تزداد مشاركة القوات الأمريكية في المنطقة، خاصة على الصعيد الدفاعي، في حال تصاعدت الردود الإيرانية. المنطقة على حافة الهاوية واختتم الكاتبان تحليلهما بالتحذير من أن الشرق الأوسط يقف على حافة هاوية خطيرة. فمع أن الحرب الشاملة لا تزال مستبعدة في الأمد القريب، نظراً لاعتبارات جغرافية وسياسية، فإن المسار الراهن شديد الهشاشة. وقد تؤدي أي خطوات تصعيدية غير محسوبة إلى إشعال مواجهة إقليمية أوسع يصعب احتواؤها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News