logo
هذا ما تبقّى لمناطق برام الله لمواجهة عنف المستوطنين

هذا ما تبقّى لمناطق برام الله لمواجهة عنف المستوطنين

الجزيرةمنذ 2 أيام

تتحول الأرض على امتداد مساحة فلسطين إلى ساحة مواجهة غير متكافئة بين أصحابها العزل والمستوطنين الذين باتوا بأسلحتهم الأتوماتيكية يجوبونها طولا وعرضا، يدعمهم وزراء حكومتهم المتطرفة وجرافات جيشهم المتحفز في كل لحظة لتنفيذ جريمة.
هذا حال الوطن وسكانه في كل بقعة منه، وليس سهل "سيّع" في شمال شرق مدينة رام الله استثناء، فقد كان السهل من أخصب مناطقها، وفي الربيع يتحول إلى متنزه لأبناء القرى المجاورة، لكن الوصول إليه الآن أصبح مغامرة ورحلة محفوفة بالمخاطر.
يقع السهل بين 3 قرى هي أبو فلاح والمغيّر وترمسعيا وسط الضفة الغربية ، واعتاد أهالي القرى المجاورة زراعته بالقمح وكان متنفسا لهم، لكنه أصبح أشبه بسجن بعد أن طوقته البؤر الاستيطانية ، وتحول جزء كبير منه إلى رماد مؤخرا بعد أن أقدم المستوطنون على حرقه.
ومنذ مطلع العام 2015 بدأ المستوطنون بإقامة بؤر استيطانية حوله (البؤرة نواة مستوطنة جديد)، ومع اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة تصاعدت وتيرة بنائها في المكان حتى طوقت السهل من كل الاتجاهات.
وبات سهل سيّع -الذي تتراوح مساحته بين 6 و7 آلاف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)- محط أطماع للمستوطنين، علما أن أصحابه يملكون أوراق ملكية لأراضيهم، وهذا السهل مصنف حسب تقسيمات اتفاقية أوسلو منطقة "ب"، وهي المناطق التي تخضع إداريا للسلطة الفلسطينية ، وتتشارك السلطة الأمنية فيها مع الاحتلال الإسرائيلي.
مبادرات محلية
يتحدث الفلسطيني هارون عزت من قرية أبو فلاح عن معاناة أهل قريته، وكيف أصبحوا وحيدين في مواجهة الخطر، مع تخلي السلطات الفلسطينية المحلية عن تقديم أي حماية لهم لمواجهة عنف المستوطنين وانتهاكاتهم.
ويتابع عزت في حديثه للجزيرة نت أن الجهات الرسمية لا تقدم أي حماية للمواطنين في مواجهة هجمات المستوطنين اليومية، فكان لا بد من التحرك لإيجاد وسائل للحماية، وكان لا بد للأهالي من التفكير في مبادرات ذاتية لحماية أنفسهم وما تبقّى من مزارعهم في السهل.
ويشير إلى أن التدخلات الرسمية في هذه الحالات لا تتعدى التنسيق مع الجانب الإسرائيلي للسماح للأهالي بالوصول إلى أراضيهم الزراعية ليوم واحد فقط.
وفي الأغلب -يقول عزت- "يكون هذا التنسيق مضرا أكثر، فالمستوطنون يصبحون على علم مسبق بأي تحرك، مما يتيح لهم فرصة تجميع أنفسهم والاعتداء على الأهالي بشكل جماعي".
ومن المبادرات في محيط سهل سيّع اجتمع الأهالي من القرى الثلاث (أبو فلاح والمغيّر وترمسعيا)، وأطلقوا نداء لكل أبناء القرى للتوجه بشكل جماعي إلى السهل لإتمام عملية الحصاد، مما منع المستوطنين من استكمال حرق ما تبقّى من المحاصيل.
وقرر المجتمعون سلسلة من أساليب المواجهة والصمود كما يصفونها، ومنها:
الوجود الجماعي والدائم في المناطق والأراضي المعرضة للاعتداءات كي لا يستفرد المستوطنون بأصحابها.
تشجير الأراضي الفارغة وإعادة زراعة المناطق التي يتم تخريبها وحرقها، وذلك من خلال التعاون مع مؤسسات محلية.
وتشرف على ذلك غرفة عمليات نشطة للتواصل مع كل المؤسسات الدولية والمحلية والرسمية الفلسطينية، لتعويض المواطن في حال الضرر ليتمكن من الاستمرار، وأهم ركائز هذه الجهود هو التعاون مع المجتمع المحلي من تبرعات أهل البلدة أنفسهم.
معركة وجود
ومن ضمن خطط الحماية الذاتية أيضا التعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني لتدريب متطوعين داخل القرية وتزويدهم بالمعدات للتدخل السريع.
ويشدد رئيس بلدية المغيّر أمين أبو عليا على أن المعركة مع المستوطنين هي معركة وجود، وأن الهدف من هذه الممارسات هو ترحيل السكان من أرضهم بهدف استكمال الاستيلاء عليها وتوسيع البؤر الاستيطانية.
ويتابع أبو عليا في حديثه للجزيرة نت "نعلم أن الثمن سيكون غاليا، لقد فقدنا شهداء خلال التصدي للمستوطنين في السابق، ولكن لا نملك خيارا آخر، الوضع في هذه الأيام معقد للغاية، فالمستوطن هو جندي يحمل رتبة عسكرية ويحمل سلاحا بشكل دائم".
ولدى سؤاله عن اللجان الشعبية التي شُكلت في الماضي، أجاب أبو عليا أن "الاحتلال بات يستهدف كل من ينخرط في هذه اللجان، مما جعلنا نقوم باستبدالها بمجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطلق ناقوس الخطر في حال أي اعتداء على القرية والقرى المحيطة".
ليست التجربة الأولى
لم تكن هذه المرة الأولى التي يُحرم فيها أهالي قرية المغيّر والقرى المحيطة من الوصول إلى أراضيهم، ففي موسم الزيتون الأول بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (خريف 2023) تعرّض السكان لنفس الممارسات وحُرموا من الوصول إلى أراضيهم التي تقضمها البؤر الاستيطانية وتحيط بها.
وفي موسم قطف الزيتون الماضي (2024) دفعتهم الممارسات الاحتلالية إلى إطلاق مبادرة ذاتية وعدم انتظار التنسيق والأذن المسبق من الاحتلال من خلال تجمّع كل الأهالي والتوجه إلى بقعة زيتون واحدة في يوم واحد، وفرض أمر واقع تمكن خلاله 80% من الأهالي من قطف أشجار الزيتون.
لكن هذه التدابير والخطط لن تكتمل -كما يقول هارون عزت- إلا بإسناد من الجهات الرسمية، وذلك من خلال توفير مركبات إسعاف أو دفاع مدني لمساعدة السكان في التصدي لهذه الاعتداءات.
وتابع أنه ليس من المعقول أن يقوم المستوطنون بحرق السهول بشكل متكرر، وأن يبقى السكان ينتظرون وصول سيارات الإطفاء إلى المنطقة.
جدوى المبادرات
بدوره، يشير الناشط سهيل سليمان -من "الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في منطقة شرق رام الله- إلى أن هذه المبادرات كانت لها بالفعل نتائج جيدة، خاصة في ظل التقصير الرسمي بتوفير الحماية للمواطنين، ولكنها -كما يؤكد- تنجح في التجمعات السكانية الكبيرة، في حين تصبح عديمة الجدوى بالتجمعات الصغيرة.
وتابع سليمان في حديثه للجزيرة نت أن الخطيئة الأولى كانت في اتفاقية أوسلو التي قسّمت الأراضي حسب تصنيفات الاحتلال، فوجد المواطن في مناطق "ج" (منطقة سيطرة إسرائيلية مدنيا وأمنيا) نفسه وحيدا لا أحد مسؤول عنه.
وبحسب سليمان، فإن هذه المبادرات تسلط الضوء على أهمية لجان الحماية والحراسة، وألا تبقى مقتصرة على الفلسطينيين فقط، كاشفا عن مسعى من قبل نشطاء المقاومة الشعبية إلى إطلاق حملة تضامن دولية واستقدام متضامنين أجانب، مما يعطي زخما لهذه المبادرات، خاصة التجمعات محدودة العدد والتي يستفرد بها المستوطنون الآن، ولا سيما في جنوب الخليل ومسافر يطا والأغوار.
وبشأن ما يمكن تقديمه من الجهات الرسمية، يقول سليمان إن على الجهات الرسمية الدعوة إلى ورشة وطنية تجتمع فيها كل مكونات الشعب الفلسطيني لوضع خطط عملية لمواجهة تهجير السكان، وتحويل هذه الأراضي إلى مناطق جذب للمواطنين من خلال توجيه كل المشاريع والميزانيات الفلسطينية إليها.
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الآن اضطر أكثر من 60 تجمعا فلسطينيا صغيرا على الرحيل قسرا من مناطق سكنهم ورعي أغنامهم بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة عليها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مقرر أممي: فيتو واشنطن متوقع وعلى العالم إيصال المساعدات لغزة رغما عن إسرائيل
مقرر أممي: فيتو واشنطن متوقع وعلى العالم إيصال المساعدات لغزة رغما عن إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

مقرر أممي: فيتو واشنطن متوقع وعلى العالم إيصال المساعدات لغزة رغما عن إسرائيل

قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري إنه ليس مفاجئا أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بشأن قطاع غزة ، مطالبا بإرسال المساعدات الإنسانية عبر قوات حفظ سلام أممية رغما عن إسرائيل. وفشل مجلس الأمن -الأربعاء- في تبني مشروع قرار بشأن وقف إطلاق نار فوري بغزة، إذ استخدمت واشنطن حق النقض رغم تصويت جميع أعضاء مجلس الأمن الـ14 لصالح القرار. وشدد فخري -في حديثه للجزيرة- على أن القانون الدولي ملزم مثل قرارات مجلس الأمن، كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لديها سلطة تنفيذ قرارات عندما يفشل مجلس الأمن. وأشار المقرر الأممي إلى قرار محكمة العدل الدولية باعتبار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني وضرورة أن ينتهي. ولفت إلى أن إسرائيل تشن حرب تجويع وتخرق القانون الدولي، مستدلا بوجود أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت لارتكابهما جرائم حرب. وشدد على أن تصريحات الدول الأوروبية التي تدين إسرائيل في غزة "لا تكفي"، مؤكدا ضرورة الحاجة إلى أفعال لا أقوال "فالناس يموتون بالمئات بطريقة مروعة يوميا". وطالب هذه الدول بالعمل على وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات بشكل فوري عبر قوات حفظ السلام، وتجاهل موقف إسرائيل في هذا الخصوص. وشن فخري هجوما حادا على " مؤسسة غزة الإنسانية"، وقال إنها ليست منظمة إنسانية بأي شكل من الأشكال، ووصفها بأنها "أداة لتسليح المساعدات"، وكذلك "إهانة وإخضاع الفلسطينيين وتهجيرهم من أماكن إقامتهم". ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع هذه المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية. واستدل المقرر الأممي أيضا بإطلاق إسرائيل النار على طالبي المساعدات وقتلهم. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الثلاثاء، عن ارتفاع عدد الشهداء في مراكز توزيع المساعدات إلى 102 خلال 8 أيام، وقال إن الاحتلال حولها إلى مصائد موت جماعي. وأوضح المكتب الإعلامى الحكومى أن تكرار المجازر يكشف أن ما يجري هو استخدام للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي. بدورها، أفادت وزارة الصحة بقطاع غزة -في آخر إحصائياتها- بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 54 ألفا و607 شهداء و125 ألفا و341 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومنذ هذا التاريخ، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة ضد سكان القطاع الفلسطيني -وفق توصيف خبراء دوليين- وقد شُرد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد حصار خانق استمرّ أكثر من شهرين، سمحت إسرائيل منذ 19 مايو/أيار الماضي بدخول عدد محدود من شاحنات الأمم المتحدة إلى غزة، في حين وصفت المنظمات الإنسانية والأممية هذه المساعدات بأنها ليست سوى "قطرة في محيط" الاحتياجات بالقطاع الفلسطيني.

مقتل دبلوماسيين وتقرير عن الإخوان المسلمين.. الغرب تغيّر إلى الأبد
مقتل دبلوماسيين وتقرير عن الإخوان المسلمين.. الغرب تغيّر إلى الأبد

الجزيرة

timeمنذ 29 دقائق

  • الجزيرة

مقتل دبلوماسيين وتقرير عن الإخوان المسلمين.. الغرب تغيّر إلى الأبد

لم يعد الصمت ممكنًا حول ما يجري في غزّة، ليس على مستوى الرأي العام الدولي، لأن أثره محدود، ولكن على مستوى أصحاب القرار من القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والصين، وأوروبا، وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي. لم يعد هناك مجال لدبلوماسية الخطوات الصغيرة، والبلاغات المتزنة، والتصريحات المطمئنة والتي لا تغيّر شيئًا. ينبغي وقف حرب إبادة تتم بأبشع الصور، من خلال التجويع واستمرار الدمار، ويتوجب السماح بدخول المساعدات بلا قيد أو شرط، وضمان توزيعها، من قِبل الأمم المتحدة. نعم، تمّ تسجيل مواقف تنأى عن السردية الإسرائيلية، على المستوى الغربي، وتصف ما يجري بالوضع اللاإنساني، وغير المقبول، ولكن آلة التقتيل الإسرائيلية تستمر في الإبادة، ولا تأبه بالمواقف الدولية، فلم ترتدع آلة التقتيل الإسرائيلية في حصد القتلى، من المدنيين والشيوخ والأطفال، في الخيام، أو وسط الركام، أو استهداف ما تبقى من المستشفيات. إثكال آلاء حداد، في تسعة من أبنائها، وترميلها في زوجها، هي صورة لما آلت إليه ماكينة التقتيل الإسرائيلية.. هي صورة معبرة عن الوضع ككل، لأن مأساة الأم حداد، لا تنفصل عن مأساة كل الغزيين. التجويع أداة في خطة من أجل "تنظيف" غزة، بهدف "الحل النهائي"، وهي الكلمة التي كان يستعملها النازيون للقضاء النهائي على اليهود. نحن في فصل جديد، لـ"الحل النهائي" للفلسطينيين، أي إبادتهم، أو دفعهم للرحيل. وكل ما يقال عن أولوية إطلاق الأسرى، هي ذرائع، لا غير. الوضعية الحالية من شأنها أن تسفر عن تداعيات لن تكون في صالح إسرائيل، ولا الغرب. يقرّ إسرائيليون أنفسهم، من سياسيين ومن أصحاب الرأي، أن "رَيع المظلومية" لإسرائيل آخذ في التآكل، وأن الصورة التي تتشكل عن إسرائيل في الغرب، سلبية لما تقترفه في غزة. أما على مستوى العالم العربي، فالشعور المتنامي، لدى الجماهير، هو رفض التطبيع. وحتى لئن ارتبطت إسرائيل بعلاقات مع بعض الدول، فإن المجتمعات ترفض التطبيع، وستبقى في دائرة ما كان يسمى بـ" السِلم البارد". ينهض جيل جديد، في العالم العربي، يختلف عن الصورة النمطية التي كان يُروّج لها قبل أربع سنوات، حول النظر لإسرائيل، لا علاقة له بالصراع العربي الإسرائيلي، ولا لما كان يُعتبر "أساطير الماضي". الجيل الناهض يمتلئ غضبًا وحنقًا. أما الغرب، فإنه سيخسر رصيده الأخلاقي، على اعتبار أنه وحدة منسجمة. يتعزز ما يسميه وزير الخارجية الفرنسي السابق هيبير فدرين، بالشلل الإستراتيجي لأوروبا. يترسخ عجزها، مما سيؤثر ليس على صورتها فقط، بل على أدائها وهي تسعى لأن ترسم خطط دفاع مشترك، أمام ما تراه خطرًا روسيًا عليها. وأما الولايات المتحدة فهي الدولة الوحيدة، التي يمكنها أن توقف عمليات الإبادة والتجويع. استمرار عمليات التقتيل والتجويع، لا يمكن أن يفسر على أنه عجز من الولايات المتحدة، وإنما تواطؤ. واهمٌ من يعتقد أن الأوضاع ستعود إلى طبيعتها بعد نهاية الحرب. منسوب الغضب لدى الفلسطينيين، وفي العالم العربي، والتذمر لدى فعاليات غربية، سيؤثر على طبيعة العلاقات المجتمعية بداخل الغرب. يمكن أن نستشهد بحدثين يحملان نذر المواجهة، أولهما مقتل دبلوماسيين إسرائيليَيْن قبالة المتحف اليهودي في واشنطن، والثاني نشر تقرير عن الإخوان المسلمين في فرنسا. الحدث الأول يحمل نُذر العنف بداخل المجتمعات الغربية، والتقرير يحذر من التوتر بداخل هذه المجتمعات، رغم المنطلقات المغرضة التي حملها، ولكن هناك حقيقة لا يمكن أن يُتستر عنها، وأشار إليه التقرير، وهي أثر الحرب في غزة على الجاليات المسلمة في أوروبا. يمكن إبطال ما قد يعتمل من نُذر توتر وعنف بوقف الحرب على غزة، والسماح بدخول المساعدات وتوزيعها، وإعادة تعمير غزة، والوقوف ضد مخططات التهجير، والاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وإلا فإن العالم سيعرف فصلًا مروعًا وبالأخص في ضفتي البحر الأبيض المتوسط، بداخل المجتمعات الغربية، وبين وحدات الضفة الجنوبية للبحر الأبيض. لسنا في منأى من تحويل بؤرة التوتر من غزة، إلى داخل العالم العربي، في مخططات شيطانية، تأتي على الأخضر واليابس، حتى يتم "تنظيف" غزة، في يُسر. وبتعبير أوضح، خلق بؤر توتر كبرى، تصرف عن النظر عما يجري في غزة. يشير الغربيون إلى الحرب العالمية الأولى بأنها حرب لم يكن يريدها أحد، وأن القياديين كانوا في حالة من الذهول التي تعتري شخصًا يسير وهو نائم.. وقامت الحرب، وخلّفت من المآسي ما خلفت. نحن في وضعية مشابهة كمن هو في حالة ذهول، يمشي حتف أنفه نحو الهاوية. الضمير هو ما ينقذنا، ولكن الضمير معطل، وإذا لم يتم تدارك الأمور، في غزة، بوقف آلة الدمار والتقتيل، والسماح بدخول المساعدات، كأولوية، فلا أرى أن العالم سيكون في مأمن من الكارثة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store