logo
منيعة ضد الحرب الإلكترونية.. ما هي طائرات الألياف الضوئية المسيرة؟

منيعة ضد الحرب الإلكترونية.. ما هي طائرات الألياف الضوئية المسيرة؟

لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة المتزايد، استثمر العالم بشكل مكثف في تقنيات الحرب الإلكترونية للتشويش على تلك الروبوتات الطائرة، التي وجدت - ربما - وسيلة للنجاة باستخدام الألياف الضوئية.
وفي خطوة أثارت قلقاً كبيراً لدى أوكرانيا وحلفائها، استخدمت روسيا طائرات مسيرة، من منظور الشخص الأول، تعمل بالألياف الضوئية، في هجمات متفرقة قبل أيام.
ويرى خبراء أن الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية تهديد جديد ناشئ، يحتاج إلى حلول مبتكرة للتغلب عليه، خاصة في ظل قدرتها على مواجهة التشويش على الموجات العاملة بها المسيرات الأخرى.
الحرب الإلكترونية
وقال الكتاب الصحافي والمحلل التكنولوجي البريطاني، ديفيد هامبلينج، إن الحرب الإلكترونية تُسقط عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة، وتحمي الأهداف عالية القيمة بجدار تشويش يكاد يكون منيعاً.
وأضاف، لـ"الشرق"، أن الحرب الإلكترونية والتشويش على الموجات الراديوية ربما لا يكون ذا قيمة، أو تأثير على الطائرات العاملة بالألياف الضوئية.
التحكم في الطائرات المسيرة
الخبير العسكري، والضابط السابق في الجيش البريطاني، أندرو فوكس، أشار إلى أنه عادة ما يكون التحكم في الطائرات المسيرة من خلال عدة طرق، حسب تصميمها والغرض منها.
وأوضح لـ"الشرق"، أن التحكم في الطائرات المسيرة بترددات الراديو (RF)، هي الطريقة الأكثر شيوعاً؛ إذ تُستخدم موجات الراديو لنقل الأوامر بين المشغل والآلة، والتي ربما تكون عرضة للتشويش، أو الاعتراض.
وأضاف فوكس أن من بين الطرق أيضاً الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية (SATCOM)، إذ تُستخدم للطائرات المسيرة بعيدة المدى، أو التي تتجاوز خط البصر (BLOS)، خاصة في العمليات العسكرية، وتوفر تغطية عالمية، ولكنها تعاني من تأخير في الاستجابة، وربما تتعرض للتعطيل.
وتسمح الملاحة الذاتية بعمل الطائرات المسيرة ضمن مسارات مبرمجة مسبقا، واستخدام الذكاء الاصطناعي المدمج للعمل دون تحكم فوري، وهي مفيدة في البيئات التي لا يتوفر فيها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أو التي تشهد نزاعات.
وأشار الخبير العسكري البريطاني إلى أن الشبكات الخلوية (4G/5G) تستخدم الطائرات المسيرة المدنية، بشكل متزايد، لتحقيق مدى أطول ووقت استجابة أقل، وهي عرضة لانقطاعات الشبكة.
وتابع فوكس، أن التحكم عبر كابل الألياف الضوئية، من بين الطرق المستحدثة والتي يتم خلالها ربط كابل الألياف الضوئية للطائرة المسيرة بالمشغل، ما يوفر نطاقاً ترددياً عالياً، واتصالات آمنة وطاقة.
الدفاع ضد الطائرات المسيرة
وأصبح تطوير دفاعات فعالة لردع الطائرات المسيرة ضرورة كبرى، بسبب قدراتها الكبيرة في إحداث الخسائر بميدان المعركة.
وأكد الصحافي البريطاني هامبلينج، أنه في أوكرانيا، تسبب الطائرات المسيرة الصغيرة ما بين 60 إلى 70% من الخسائر على الجانبين.
وأشار إلى أن هذه الطائرات تُلحق ضرراً يُعادل ضعف الضرر الذي يلحقه أي نوع آخر من الأسلحة مجتمعة، وهي لا تزال في تطور مستمر.
وأوضح المحلل البريطاني للشؤون الأمنية والاستراتيجية، جون ستيوارت، الأهمية الكبيرة لردع تلك التهديدات المتزايدة، لافتاً إلى أن هناك محاولة من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتطوير استراتيجيات عسكرية للدفاع ضد المركبات غير المأهولة.
وأشار، لـ"الشرق"، إلى أن الدفاع ضد الطائرات المسيرة يتراوح بين الدفاعات التقليدية الصاروخية، مروراً بالهجمات الإلكترونية سواء للسيطرة على الطائرة المهاجمة، أو التشويش على المشغل، وحتى الحلول المبتكرة، مثل أسلحة الطاقة، وغيرها.
التحدي الأكبر
يكمن التحدي الأكبر في الطائرات المسيرة في عددها، وذلك وفقاً لهامبلينج، موضحاً أنه قد يكون من السهل التصدي لها منفردة، ولكن بأعداد كبيرة، يُمكنها التغلب على الدفاعات.
وأشار هامبلينج إلى أنه على سبيل المثال، تُنتج الولايات المتحدة نحو 700 صاروخ Patriot فقط سنوياً، بينما تُطلق روسيا أكثر من 700 طائرة مسيرة في ليلة واحدة.
وشدد ستيوارت على ضرورة تبني "الناتو" استراتيجيات مختلفة للدفاع ضد الطائرات المسيرة.
التشويش الإلكتروني
قد يتم تعطيل عملية ربط الأوامر بين الطائرة المسيرة والمشغل بواسطة الحرب الإلكترونية، إذ يجري إرسال تغذية الفيديو، وتعليمات المشغل إلى جهاز الرؤية من منظور الشخص الأول عبر ترددات الراديو، غالباً في نطاقي 2.4 جيجاهرتز و5.8 جيجاهرتز، وهما أيضاً النطاقان اللذان تستخدمهما أجهزة توجيه Wi Fi، وفق موقع "Calibre Defense".
وينقل هذا الاتصال اللاسلكي بيانات مشفرة رقمياً على موجات الراديو إلى الطائرة المسيرة. وتعيد الطائرة المسيرة البيانات المشفرة إلى المشغل، بما في ذلك لقطات الفيديو، والتحذيرات المستمرة من نفاد البطارية.
ويمكن أن يتعطل هذا الاتصال الهش بواسطة نظام قريب يبث إشارات في نفس نطاقات التردد اللاسلكي.
ويغطي التشويش الإلكتروني على الإشارة إما من جهة المشغل، أو من جهة طائرة منظور الشخص الأول بإشارات أقوى بكثير، ما يؤدي إلى توقف المسيرة عن تلقي التعليمات أو توقف المشغل عن استقبال الفيديو وتحطم الطائرة.
ووفرت الحرب الإلكترونية حماية من طائرات منظور الشخص الأول المسيرة، وغيرها من الطائرات الصغيرة المسيرة، لكنها لم تكن مثالية، ولن تكون كذلك أبداً.
ويُحدّث الجانبان في روسيا وأوكرانيا البرامج الثابتة، وترددات طائراتهما المسيرة بانتظام، ما يعني أن بروتوكول التشويش الذي ينجح مرة قد لا يكون فعالاً في مرات لاحقة، ما يوجب إيجاد بروتوكول جديد.
ومع ذلك، بدأ تطور جديد يترسخ في أوكرانيا، وهو طائرات FPV بالألياف الضوئية.
ولا تزال هذه الطائرات تستخدم إشارات التردد اللاسلكي للعمل، لكنها لا تُرسَل عبر موجات راديو هشة محمولة جواً، بل تنتقل عبر كابل ألياف ضوئية ملفوف أسفل الطائرة.
وباتت الإشارة غير قابلة للتشويش، ولا توجد طريقة لنظام حرب إلكترونية لإدخال إشاراته الخاصة في الرابط بين طائرة FPV ومشغلها.
وقد يكون هذا أحد أهم التغييرات التي أحدثتها تقنية الألياف البصرية لطائرات FPV.
ودون تشويش، سيعتمد الجنود الروس والأوكران على إيجاد غطاء، أو تجاوز طاقة بطارية الطائرة المسيرة، أو إسقاطها بسلاح شخصي، وهو أمر بالغ الصعوبة أيضاً.
المسيرات المزودة بالألياف الضوئية
قال الصحافي البريطاني هامبلينج إنه في الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية، يحل كابل ألياف ضوئية دقيق محل الوصلة اللاسلكية.
وأضاف أنه يمكن لطائرة مسيرة صغيرة حمل بكرة من الألياف بطول 20 كيلومتراً، ما يسمح لها بالسفر لمسافات طويلة.
فيما أشار الخبير العسكري البريطاني، فوكس، إلى أن طائرات الألياف الضوئية المسيرة تتصل بالمشغل عبر كابل الألياف الضوئية.
وأكد أنها تتميز بنقل الفيديو بشكل فوري، وبيانات الاستشعار، وإشارات التحكم بسرعة عالية مع أقل قدر من زمن الوصول.
وأوضح فوكس أنه يمكن أيضاً تزويد الطائرة المسيرة بالطاقة في بعض التصاميم، ما يسمح بمدة طيران طويلة، أو غير محددة.
وتوفر هذه المسيرات رابط اتصالات آمناً، ومقاوماً للتشويش، على عكس الطائرات المسيرة التي تعمل بالترددات الراديوية.
أغراض الاستطلاع والمراقبة
وأكد فوكس أن هذه الطائرات تستخدم عادةً لأغراض الاستطلاع، والمراقبة، والحرب الإلكترونية، أو لنقل الاتصالات في البيئات المتنازع عليها.
وأوضح موقع Calibre Defense أنه لإضافة بكرة كابل ألياف بصرية يجب إجراء تعديلات على تصميم طائرة FPV النموذجية.
وتتميز طائرة FPV النموذجية بهيكلها المتين نسبياً، خاصةً عند مقارنتها بطائرة DJI Mavic، أو الطائرات المسيرة الجاهزة، حيث يُستبدل البلاستيك الصلب بألياف الكربون في كثير من الحالات، بالإضافة إلى مراوح أكثر متانة.
وستكون المحركات عالية الطاقة، ومتصلة ببطارية كبيرة، ما يوفر سرعات قصوى تتجاوز 100 كيلومتر في الساعة، مع فترات طيران قصيرة تُقاس بنحو 7 دقائق.
وتقتصر الحمولة على بضعة كيلوجرامات، بما في ذلك الذخيرة والكاميرا والهوائي.
مع طائرة FPV بالألياف البصرية، هناك بعض التعديلات التي يجب إجراؤها على هذا النموذج التصميمي.
يجب أن يكون إطار الطائرة المسيرة أكبر وأقوى؛ لأن بكرة الألياف الضوئية يمكن أن تزن ما بين 1.5 و 2 كيلوجرام، حسب المدى المطلوب.
ومع ذلك، تعلن شركة Avenge Angel عن طائرات FPV من الألياف الضوئية، مع بكرات من ألياف الكربون تزن 800 جرام فقط لمدى 3 كيلومترات، و1.25 كيلوجرام لمدى 5 كيلومترات.
ويتطلب أن يكون الإطار أكبر لاستيعاب هذا الحجم بالإضافة إلى الكاميرا والمحركات والبطارية والذخيرة، وعادةً ما يتم توصيل البكرة بأسفل الطائرة دون طيار، وبعيداً عن المراوح، والتي يمكن أن تكسر، أو تقطع الكابل إذا تلامست.
ومع تقوية الإطار، هناك حاجة إلى محركات مطورة قادرة على حمل الوزن الإضافي للبكرة والذخيرة.
ويتم تقييم الطائرات المسيرة بناءً على أقصى وزن للإقلاع، والذي تم تحديده إلى حد كبير من خلال الدفع الناتج عن المراوح.
ويتطلب الوزن الأكبر مراوح تولد المزيد من الدفع مقارنة بالتصاميم الأخرى.
وقد لا تُشكل هذه مشكلة بالنسبة لمركبات FPV المُصممة لحمل حمولات أصغر مضادة للأفراد، لكن حزم الضرب الأكبر، مثل قنبلة PG-7، ستتطلب دفعاً أكبر من المحركات، وهذا بدوره يُؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة لإبقاء الطائرة المسيرة في الجو.
مزايا استراتيجية
فوكس أشار إلى أن الجيوش تعتمد على الطائرات المسيرة التي تعمل بالألياف الضوئية لتحقيق العديد من المزايا الاستراتيجية، منها المناعة ضد التشويش والتزييف؛ فعلى عكس الطائرات المسيرة بنظام الترددات الراديوية، أو نظام (GPS)، فإن اتصالات الألياف الضوئية ليست عرضة للحرب الإلكترونية.
وأوضح أن الطائرات المسيرة العاملة بالألياف الضوئية تنقل البيانات بشكل آمن، ما يجعل الاتصال مادياً، واعتراضه شبه مستحيل.
وأشار إلى أن تلك الطائرات توفر أيضاً مدة طيران أطول؛ فعند تزويد الطائرات المسيرة بالطاقة عبر الألياف الضوئية (المقيدة)، يمكن أن تبقى محلقة لساعات، أو حتى أيام.
كما توفر الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية دقة وزمن وصول منخفض، وتتيح التحكم الفوري عالي النطاق الترددي، وهو مثالي لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) في البيئات الديناميكية، بحسب فوكس، مؤكداً أنها مفيدة بشكل خاص للقتال في المناطق الحضرية، ومراقبة ساحة المعركة، والدفاع عن المحيط.
فيما أوضح الصحافي والكاتب البريطاني، هامبلينج، أن روسيا وأوكرانيا اعتمدتا تقنية الألياف الضوئية في الطائرات المسيرة لمواجهة تشويش الترددات اللاسلكية.
وأشار إلى أن الحرب الإلكترونية تُسقط عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة، وتحمى الأهداف عالية القيمة بجدار تشويش يكاد يكون منيعاً، وقال إن هذا النوع من الحماية لا يؤثر على الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية التي يمكنها المرور عبره مباشرة.
خصائص طائرات الألياف الضوئية
فوكس أوضح أن مدى الطائرة المسيرة المزودة بالألياف الضوئية محدود بطول كابل الألياف الضوئية، وعادةً ما يتراوح بين 100 متر، وعدة كيلومترات، بحد أقصى 5-10 كيلومترات في معظم الأنظمة الميدانية.
وتابع أنه يجب أن تُراعي الحمولة وزن الحبل، والمعدات المحمولة، وتُفضَّل الطائرات المسيرة الأخف وزناً، ما يحد من نوع وكمية المعدات، مثل الكاميرات، وأجهزة الاستشعار.
وأكد فوكس أنه عادة ما تُطلَق تلك المسيرات من المركبات المدرعة، أو المحطات الأرضية، أو وحدات الظهر، وتُنشر بسرعة للتوعية بالوضع، وغالباً ما تبقى شبه ثابتة.
ويمكن استخدامها لمراقبة المواقع الرئيسية، وتوجيه النيران، أو اكتشاف حركة العدو. وتستخدمها بعض الوحدات كعقد حرب إلكترونية، أو اتصالات.
فيما أشار هامبلينج إلى أن المدى والحمولة ينخفضان بشكل كبير في الطائرات العاملة بالألياف الضوئية بسبب الحاجة إلى حمل بكرة ألياف ضوئية، ومع ذلك، فإن فوائدها تفوق عيوبها، وقد أثبتت طائرات الألياف الضوئية المسيرة فاعليتها الفائقة.
وقال موقع Calibre Defense إن كابل الألياف الضوئية نفسه يتكون من 5 أسلاك كحد أقصى للتواصل بين الطائرة المسيرة، والمشغل.
ويشمل ذلك سلكاً واحداً لاستقبال وإرسال الإشارات، وسلكاً للفيديو، وسلكاً للجهد، وكابلاً أرضياً.
وعلى الرغم من أن الكابل مصنوع من الزجاج، إلا أنه يتميز بمتانته نسبياً، ولكن يجب على الطيارين الحرص على عدم تعلقه بالأشجار، أو العوائق أثناء الطيران، ما قد يقلل من قدرته على المناورة مقارنةً بطائرات FPV اللاسلكية، ما قد يجعل الطائرة أكثر عرضة لنيران الأسلحة الصغيرة.
في الوقت نفسه، يتيح كابل الألياف الضوئية نشر الطائرات المسيرة عندما تقوم أنظمة الحرب الإلكترونية الصديقة بقمع طائرات الطرف الآخر التي يتم التحكم فيها عن بُعد.
ويعني غياب أي إشارات تردد لاسلكي مذاعة أنه لا يمكن اكتشاف الطائرة المسيرة باستخدام أجهزة تحليل الطيف.
وتتمثل إحدى الفوائد لكابل الألياف الضوئية في توفير نطاق ترددي أكبر لتمرير البيانات إلى المشغل، وهو ما قد يعني زمن انتقال أقل على تغذية الفيديو، وتصويراً أكثر دقة، وكل ذلك يساعد في تحديد الأهداف والاشتباك معها.
وفي حال تلف الألياف أو انقطاعها، أكد الخبير العسكري البريطاني، أنه يحدث فقدان فوري للسيطرة والاتصال في حال عدم وجود نظام احتياطي.
وأشار إلى أن بعض الأنظمة المتقدمة مزودة ببروتوكولات عودة، أو تحليق ذاتي، ما يسمح للطائرة المسيرة بالعودة إلى موقع معروف، أو التحليق في مكانها حتى استعادتها يدوياً.
وأوضح فوكس أن بعض الطائرات المسيرة مزودة بروابط احتياطية للترددات الراديوية، على الرغم من أن هذا يقلل من التخفي والأمن، فضلاً عن أن بعضها الآخر مزود بمظلات طوارئ، أو بروتوكولات تحطم لتجنب أسر العدو.
ومع ذلك، في معظم التصاميم، لا يُتوقع أن تصمد طائرات الألياف الضوئية المسيرة في حالة فقدان الحبل، ما يُشدد على ضرورة تأمين حماية منصة الإطلاق، وسلامة الكابل.
التكتيكات.. وخطة الردع
استخدم الروس الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية للتحليق خلف الخطوط الأوكرانية، ووضع الطائرات المسيرة بالقرب من مسارات المركبات المحتملة، حيث يهبطون بها ويطفئون محركاتها، ما يحافظ على عمر البطارية.
وصرح ضابط أوكراني لصحيفة محلية، في نوفمبر 2024، بأنه مع اقتراب المركبات الأوكرانية، يتم تشغيل المحركات، وتشغيل المركبة.
وتُستخدم هذه الطائرات بشكل متكرر لاستهداف المركبات المتحركة على الطريق، على غرار الطائرات المسيرة التقليدية والذخائر المتسكعة.
ويستغل هذا التكتيك حركة المركبات بدلاً من محاولة تحديد موقعها في مخابئها، والتي غالباً ما تكون مموهة ومحمية جيداً.
وكمحاولة للتصدي للطائرات المسيرة، كشف موقع "Breaking Defense" أن ممثلين عسكريين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اجتمعوا في مارس الماضي، لإطلاق المشروع المشترك Vanaheim، وهو جهد تعاوني تم البدء فيه "لتشكيل مستقبل" القدرات المضادة الطائرات المسيرة.
من يصنع طائرات الألياف الضوئية؟
قال الصحافي البريطاني هامبلينج إنه في حين تُصنع بعض طائرات الألياف الضوئية المسيرة في الصين، فإن الغالبية العظمى منها تُجمع في روسيا وأوكرانيا، وفي كثير من الحالات، يتم تحديث التصاميم الحالية لتتلاءم مع اتصالات الألياف الضوئية.
وتأتي المكونات، وكابلات الألياف الضوئية عموماً، في الأغلب، من الصين، ويسعى العديد من المصنعين الآن إلى الحصول على مكونات من دول أخرى لتقليل الاعتماد على الصينيين تحديداً.
وأشار فوكس إلى أنه حتى الآن، تُنتج أو تُطور العديد من الشركات والدول أنظمة طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية، بينها الصين، التي تنتج شركات مرتبطة بالدولة، مثل شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية (CASC)، وغيرها من الموردين العسكريين، تلك الطائرات المسيرة بكميات كبيرة لاستخدامها بواسطة الجيش الصيني، خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، وفي سيناريوهات الصراعات الحضرية.
وتشير بعض التقارير إلى أن الحوثيين في اليمن استخدموا طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية، مدعومة من الصين أو إيران، لأغراض الحرب الإلكترونية والمراقبة.
وأوضح فوكس أن من بين الدول المنتجة والمستعملة لتلك الطائرات المسيرة هي إيران لأغراض الأمن الداخلي والحرب غير المتكافئة، ودعم الوكلاء في المنطقة.
كما تنتج وتستخدم الولايات المتحدة وحلف "الناتو"، أنظمة طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية مثل Hoverfly وSkywire، بشكل أساسي لأغراض الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة وأمن القواعد.
وتنتج شركات مثل Elistair الفرنسية، وCyPhy Works الأميركية أنظمة للتطبيقات العسكرية والأمنية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'ناسا' تخطط لإنشاء شبكة اتصالات على القمر بالتعاون مع 'نوكيا'
'ناسا' تخطط لإنشاء شبكة اتصالات على القمر بالتعاون مع 'نوكيا'

سويفت نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • سويفت نيوز

'ناسا' تخطط لإنشاء شبكة اتصالات على القمر بالتعاون مع 'نوكيا'

واشنطن – سويفت نيوز : تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية 'ناسا' إرسال رواد فضاء إلى القطب الجنوبي للقمر خلال السنوات القليلة المقبلة، ضمن برنامج 'أرتميس'، وهو ما يستدعي إنشاء شبكة اتصالات فعالة في بيئة قاسية ومعقدة. وبحسب الخطط المعلنة، ستتولى شركة 'نوكيا' – بالتعاون مع 'سبيس إكس' و'إنتويتيف ماشينز' – تنفيذ مشروع طموح لتوفير شبكة الجيل الرابع (4G) على سطح القمر، تشمل محطة بث ومركبة هبوط وعربة جوالة تعمل بالطاقة الشمسية. ويواجه المشروع تحديات بيئية وتقنية كبرى، أبرزها درجات الحرارة المتطرفة، ونقل المعدات الدقيقة، والحاجة إلى أجهزة ذاتية الصيانة وموفرة للطاقة. ومن المقرر استخدام الشبكة لتمكين رواد 'أرتميس' من التواصل في ما بينهم ومع الأرض، مع إمكانية إرسال بث مرئي عالي الدقة (4K) بسرعة تصل إلى 500 ميغابت في الثانية. وتهدف 'ناسا' إلى بناء معسكر دائم على سطح القمر، مدعوم بمحطة فضائية تدور حوله تُعرف باسم 'غيتواي'، تمهيدًا لهبوط الطاقم البشري في عام 2026. مقالات ذات صلة

منيعة ضد الحرب الإلكترونية.. ما هي طائرات الألياف الضوئية المسيرة؟
منيعة ضد الحرب الإلكترونية.. ما هي طائرات الألياف الضوئية المسيرة؟

الشرق السعودية

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق السعودية

منيعة ضد الحرب الإلكترونية.. ما هي طائرات الألياف الضوئية المسيرة؟

لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة المتزايد، استثمر العالم بشكل مكثف في تقنيات الحرب الإلكترونية للتشويش على تلك الروبوتات الطائرة، التي وجدت - ربما - وسيلة للنجاة باستخدام الألياف الضوئية. وفي خطوة أثارت قلقاً كبيراً لدى أوكرانيا وحلفائها، استخدمت روسيا طائرات مسيرة، من منظور الشخص الأول، تعمل بالألياف الضوئية، في هجمات متفرقة قبل أيام. ويرى خبراء أن الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية تهديد جديد ناشئ، يحتاج إلى حلول مبتكرة للتغلب عليه، خاصة في ظل قدرتها على مواجهة التشويش على الموجات العاملة بها المسيرات الأخرى. الحرب الإلكترونية وقال الكتاب الصحافي والمحلل التكنولوجي البريطاني، ديفيد هامبلينج، إن الحرب الإلكترونية تُسقط عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة، وتحمي الأهداف عالية القيمة بجدار تشويش يكاد يكون منيعاً. وأضاف، لـ"الشرق"، أن الحرب الإلكترونية والتشويش على الموجات الراديوية ربما لا يكون ذا قيمة، أو تأثير على الطائرات العاملة بالألياف الضوئية. التحكم في الطائرات المسيرة الخبير العسكري، والضابط السابق في الجيش البريطاني، أندرو فوكس، أشار إلى أنه عادة ما يكون التحكم في الطائرات المسيرة من خلال عدة طرق، حسب تصميمها والغرض منها. وأوضح لـ"الشرق"، أن التحكم في الطائرات المسيرة بترددات الراديو (RF)، هي الطريقة الأكثر شيوعاً؛ إذ تُستخدم موجات الراديو لنقل الأوامر بين المشغل والآلة، والتي ربما تكون عرضة للتشويش، أو الاعتراض. وأضاف فوكس أن من بين الطرق أيضاً الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية (SATCOM)، إذ تُستخدم للطائرات المسيرة بعيدة المدى، أو التي تتجاوز خط البصر (BLOS)، خاصة في العمليات العسكرية، وتوفر تغطية عالمية، ولكنها تعاني من تأخير في الاستجابة، وربما تتعرض للتعطيل. وتسمح الملاحة الذاتية بعمل الطائرات المسيرة ضمن مسارات مبرمجة مسبقا، واستخدام الذكاء الاصطناعي المدمج للعمل دون تحكم فوري، وهي مفيدة في البيئات التي لا يتوفر فيها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أو التي تشهد نزاعات. وأشار الخبير العسكري البريطاني إلى أن الشبكات الخلوية (4G/5G) تستخدم الطائرات المسيرة المدنية، بشكل متزايد، لتحقيق مدى أطول ووقت استجابة أقل، وهي عرضة لانقطاعات الشبكة. وتابع فوكس، أن التحكم عبر كابل الألياف الضوئية، من بين الطرق المستحدثة والتي يتم خلالها ربط كابل الألياف الضوئية للطائرة المسيرة بالمشغل، ما يوفر نطاقاً ترددياً عالياً، واتصالات آمنة وطاقة. الدفاع ضد الطائرات المسيرة وأصبح تطوير دفاعات فعالة لردع الطائرات المسيرة ضرورة كبرى، بسبب قدراتها الكبيرة في إحداث الخسائر بميدان المعركة. وأكد الصحافي البريطاني هامبلينج، أنه في أوكرانيا، تسبب الطائرات المسيرة الصغيرة ما بين 60 إلى 70% من الخسائر على الجانبين. وأشار إلى أن هذه الطائرات تُلحق ضرراً يُعادل ضعف الضرر الذي يلحقه أي نوع آخر من الأسلحة مجتمعة، وهي لا تزال في تطور مستمر. وأوضح المحلل البريطاني للشؤون الأمنية والاستراتيجية، جون ستيوارت، الأهمية الكبيرة لردع تلك التهديدات المتزايدة، لافتاً إلى أن هناك محاولة من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتطوير استراتيجيات عسكرية للدفاع ضد المركبات غير المأهولة. وأشار، لـ"الشرق"، إلى أن الدفاع ضد الطائرات المسيرة يتراوح بين الدفاعات التقليدية الصاروخية، مروراً بالهجمات الإلكترونية سواء للسيطرة على الطائرة المهاجمة، أو التشويش على المشغل، وحتى الحلول المبتكرة، مثل أسلحة الطاقة، وغيرها. التحدي الأكبر يكمن التحدي الأكبر في الطائرات المسيرة في عددها، وذلك وفقاً لهامبلينج، موضحاً أنه قد يكون من السهل التصدي لها منفردة، ولكن بأعداد كبيرة، يُمكنها التغلب على الدفاعات. وأشار هامبلينج إلى أنه على سبيل المثال، تُنتج الولايات المتحدة نحو 700 صاروخ Patriot فقط سنوياً، بينما تُطلق روسيا أكثر من 700 طائرة مسيرة في ليلة واحدة. وشدد ستيوارت على ضرورة تبني "الناتو" استراتيجيات مختلفة للدفاع ضد الطائرات المسيرة. التشويش الإلكتروني قد يتم تعطيل عملية ربط الأوامر بين الطائرة المسيرة والمشغل بواسطة الحرب الإلكترونية، إذ يجري إرسال تغذية الفيديو، وتعليمات المشغل إلى جهاز الرؤية من منظور الشخص الأول عبر ترددات الراديو، غالباً في نطاقي 2.4 جيجاهرتز و5.8 جيجاهرتز، وهما أيضاً النطاقان اللذان تستخدمهما أجهزة توجيه Wi Fi، وفق موقع "Calibre Defense". وينقل هذا الاتصال اللاسلكي بيانات مشفرة رقمياً على موجات الراديو إلى الطائرة المسيرة. وتعيد الطائرة المسيرة البيانات المشفرة إلى المشغل، بما في ذلك لقطات الفيديو، والتحذيرات المستمرة من نفاد البطارية. ويمكن أن يتعطل هذا الاتصال الهش بواسطة نظام قريب يبث إشارات في نفس نطاقات التردد اللاسلكي. ويغطي التشويش الإلكتروني على الإشارة إما من جهة المشغل، أو من جهة طائرة منظور الشخص الأول بإشارات أقوى بكثير، ما يؤدي إلى توقف المسيرة عن تلقي التعليمات أو توقف المشغل عن استقبال الفيديو وتحطم الطائرة. ووفرت الحرب الإلكترونية حماية من طائرات منظور الشخص الأول المسيرة، وغيرها من الطائرات الصغيرة المسيرة، لكنها لم تكن مثالية، ولن تكون كذلك أبداً. ويُحدّث الجانبان في روسيا وأوكرانيا البرامج الثابتة، وترددات طائراتهما المسيرة بانتظام، ما يعني أن بروتوكول التشويش الذي ينجح مرة قد لا يكون فعالاً في مرات لاحقة، ما يوجب إيجاد بروتوكول جديد. ومع ذلك، بدأ تطور جديد يترسخ في أوكرانيا، وهو طائرات FPV بالألياف الضوئية. ولا تزال هذه الطائرات تستخدم إشارات التردد اللاسلكي للعمل، لكنها لا تُرسَل عبر موجات راديو هشة محمولة جواً، بل تنتقل عبر كابل ألياف ضوئية ملفوف أسفل الطائرة. وباتت الإشارة غير قابلة للتشويش، ولا توجد طريقة لنظام حرب إلكترونية لإدخال إشاراته الخاصة في الرابط بين طائرة FPV ومشغلها. وقد يكون هذا أحد أهم التغييرات التي أحدثتها تقنية الألياف البصرية لطائرات FPV. ودون تشويش، سيعتمد الجنود الروس والأوكران على إيجاد غطاء، أو تجاوز طاقة بطارية الطائرة المسيرة، أو إسقاطها بسلاح شخصي، وهو أمر بالغ الصعوبة أيضاً. المسيرات المزودة بالألياف الضوئية قال الصحافي البريطاني هامبلينج إنه في الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية، يحل كابل ألياف ضوئية دقيق محل الوصلة اللاسلكية. وأضاف أنه يمكن لطائرة مسيرة صغيرة حمل بكرة من الألياف بطول 20 كيلومتراً، ما يسمح لها بالسفر لمسافات طويلة. فيما أشار الخبير العسكري البريطاني، فوكس، إلى أن طائرات الألياف الضوئية المسيرة تتصل بالمشغل عبر كابل الألياف الضوئية. وأكد أنها تتميز بنقل الفيديو بشكل فوري، وبيانات الاستشعار، وإشارات التحكم بسرعة عالية مع أقل قدر من زمن الوصول. وأوضح فوكس أنه يمكن أيضاً تزويد الطائرة المسيرة بالطاقة في بعض التصاميم، ما يسمح بمدة طيران طويلة، أو غير محددة. وتوفر هذه المسيرات رابط اتصالات آمناً، ومقاوماً للتشويش، على عكس الطائرات المسيرة التي تعمل بالترددات الراديوية. أغراض الاستطلاع والمراقبة وأكد فوكس أن هذه الطائرات تستخدم عادةً لأغراض الاستطلاع، والمراقبة، والحرب الإلكترونية، أو لنقل الاتصالات في البيئات المتنازع عليها. وأوضح موقع Calibre Defense أنه لإضافة بكرة كابل ألياف بصرية يجب إجراء تعديلات على تصميم طائرة FPV النموذجية. وتتميز طائرة FPV النموذجية بهيكلها المتين نسبياً، خاصةً عند مقارنتها بطائرة DJI Mavic، أو الطائرات المسيرة الجاهزة، حيث يُستبدل البلاستيك الصلب بألياف الكربون في كثير من الحالات، بالإضافة إلى مراوح أكثر متانة. وستكون المحركات عالية الطاقة، ومتصلة ببطارية كبيرة، ما يوفر سرعات قصوى تتجاوز 100 كيلومتر في الساعة، مع فترات طيران قصيرة تُقاس بنحو 7 دقائق. وتقتصر الحمولة على بضعة كيلوجرامات، بما في ذلك الذخيرة والكاميرا والهوائي. مع طائرة FPV بالألياف البصرية، هناك بعض التعديلات التي يجب إجراؤها على هذا النموذج التصميمي. يجب أن يكون إطار الطائرة المسيرة أكبر وأقوى؛ لأن بكرة الألياف الضوئية يمكن أن تزن ما بين 1.5 و 2 كيلوجرام، حسب المدى المطلوب. ومع ذلك، تعلن شركة Avenge Angel عن طائرات FPV من الألياف الضوئية، مع بكرات من ألياف الكربون تزن 800 جرام فقط لمدى 3 كيلومترات، و1.25 كيلوجرام لمدى 5 كيلومترات. ويتطلب أن يكون الإطار أكبر لاستيعاب هذا الحجم بالإضافة إلى الكاميرا والمحركات والبطارية والذخيرة، وعادةً ما يتم توصيل البكرة بأسفل الطائرة دون طيار، وبعيداً عن المراوح، والتي يمكن أن تكسر، أو تقطع الكابل إذا تلامست. ومع تقوية الإطار، هناك حاجة إلى محركات مطورة قادرة على حمل الوزن الإضافي للبكرة والذخيرة. ويتم تقييم الطائرات المسيرة بناءً على أقصى وزن للإقلاع، والذي تم تحديده إلى حد كبير من خلال الدفع الناتج عن المراوح. ويتطلب الوزن الأكبر مراوح تولد المزيد من الدفع مقارنة بالتصاميم الأخرى. وقد لا تُشكل هذه مشكلة بالنسبة لمركبات FPV المُصممة لحمل حمولات أصغر مضادة للأفراد، لكن حزم الضرب الأكبر، مثل قنبلة PG-7، ستتطلب دفعاً أكبر من المحركات، وهذا بدوره يُؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة لإبقاء الطائرة المسيرة في الجو. مزايا استراتيجية فوكس أشار إلى أن الجيوش تعتمد على الطائرات المسيرة التي تعمل بالألياف الضوئية لتحقيق العديد من المزايا الاستراتيجية، منها المناعة ضد التشويش والتزييف؛ فعلى عكس الطائرات المسيرة بنظام الترددات الراديوية، أو نظام (GPS)، فإن اتصالات الألياف الضوئية ليست عرضة للحرب الإلكترونية. وأوضح أن الطائرات المسيرة العاملة بالألياف الضوئية تنقل البيانات بشكل آمن، ما يجعل الاتصال مادياً، واعتراضه شبه مستحيل. وأشار إلى أن تلك الطائرات توفر أيضاً مدة طيران أطول؛ فعند تزويد الطائرات المسيرة بالطاقة عبر الألياف الضوئية (المقيدة)، يمكن أن تبقى محلقة لساعات، أو حتى أيام. كما توفر الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية دقة وزمن وصول منخفض، وتتيح التحكم الفوري عالي النطاق الترددي، وهو مثالي لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) في البيئات الديناميكية، بحسب فوكس، مؤكداً أنها مفيدة بشكل خاص للقتال في المناطق الحضرية، ومراقبة ساحة المعركة، والدفاع عن المحيط. فيما أوضح الصحافي والكاتب البريطاني، هامبلينج، أن روسيا وأوكرانيا اعتمدتا تقنية الألياف الضوئية في الطائرات المسيرة لمواجهة تشويش الترددات اللاسلكية. وأشار إلى أن الحرب الإلكترونية تُسقط عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة، وتحمى الأهداف عالية القيمة بجدار تشويش يكاد يكون منيعاً، وقال إن هذا النوع من الحماية لا يؤثر على الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية التي يمكنها المرور عبره مباشرة. خصائص طائرات الألياف الضوئية فوكس أوضح أن مدى الطائرة المسيرة المزودة بالألياف الضوئية محدود بطول كابل الألياف الضوئية، وعادةً ما يتراوح بين 100 متر، وعدة كيلومترات، بحد أقصى 5-10 كيلومترات في معظم الأنظمة الميدانية. وتابع أنه يجب أن تُراعي الحمولة وزن الحبل، والمعدات المحمولة، وتُفضَّل الطائرات المسيرة الأخف وزناً، ما يحد من نوع وكمية المعدات، مثل الكاميرات، وأجهزة الاستشعار. وأكد فوكس أنه عادة ما تُطلَق تلك المسيرات من المركبات المدرعة، أو المحطات الأرضية، أو وحدات الظهر، وتُنشر بسرعة للتوعية بالوضع، وغالباً ما تبقى شبه ثابتة. ويمكن استخدامها لمراقبة المواقع الرئيسية، وتوجيه النيران، أو اكتشاف حركة العدو. وتستخدمها بعض الوحدات كعقد حرب إلكترونية، أو اتصالات. فيما أشار هامبلينج إلى أن المدى والحمولة ينخفضان بشكل كبير في الطائرات العاملة بالألياف الضوئية بسبب الحاجة إلى حمل بكرة ألياف ضوئية، ومع ذلك، فإن فوائدها تفوق عيوبها، وقد أثبتت طائرات الألياف الضوئية المسيرة فاعليتها الفائقة. وقال موقع Calibre Defense إن كابل الألياف الضوئية نفسه يتكون من 5 أسلاك كحد أقصى للتواصل بين الطائرة المسيرة، والمشغل. ويشمل ذلك سلكاً واحداً لاستقبال وإرسال الإشارات، وسلكاً للفيديو، وسلكاً للجهد، وكابلاً أرضياً. وعلى الرغم من أن الكابل مصنوع من الزجاج، إلا أنه يتميز بمتانته نسبياً، ولكن يجب على الطيارين الحرص على عدم تعلقه بالأشجار، أو العوائق أثناء الطيران، ما قد يقلل من قدرته على المناورة مقارنةً بطائرات FPV اللاسلكية، ما قد يجعل الطائرة أكثر عرضة لنيران الأسلحة الصغيرة. في الوقت نفسه، يتيح كابل الألياف الضوئية نشر الطائرات المسيرة عندما تقوم أنظمة الحرب الإلكترونية الصديقة بقمع طائرات الطرف الآخر التي يتم التحكم فيها عن بُعد. ويعني غياب أي إشارات تردد لاسلكي مذاعة أنه لا يمكن اكتشاف الطائرة المسيرة باستخدام أجهزة تحليل الطيف. وتتمثل إحدى الفوائد لكابل الألياف الضوئية في توفير نطاق ترددي أكبر لتمرير البيانات إلى المشغل، وهو ما قد يعني زمن انتقال أقل على تغذية الفيديو، وتصويراً أكثر دقة، وكل ذلك يساعد في تحديد الأهداف والاشتباك معها. وفي حال تلف الألياف أو انقطاعها، أكد الخبير العسكري البريطاني، أنه يحدث فقدان فوري للسيطرة والاتصال في حال عدم وجود نظام احتياطي. وأشار إلى أن بعض الأنظمة المتقدمة مزودة ببروتوكولات عودة، أو تحليق ذاتي، ما يسمح للطائرة المسيرة بالعودة إلى موقع معروف، أو التحليق في مكانها حتى استعادتها يدوياً. وأوضح فوكس أن بعض الطائرات المسيرة مزودة بروابط احتياطية للترددات الراديوية، على الرغم من أن هذا يقلل من التخفي والأمن، فضلاً عن أن بعضها الآخر مزود بمظلات طوارئ، أو بروتوكولات تحطم لتجنب أسر العدو. ومع ذلك، في معظم التصاميم، لا يُتوقع أن تصمد طائرات الألياف الضوئية المسيرة في حالة فقدان الحبل، ما يُشدد على ضرورة تأمين حماية منصة الإطلاق، وسلامة الكابل. التكتيكات.. وخطة الردع استخدم الروس الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية للتحليق خلف الخطوط الأوكرانية، ووضع الطائرات المسيرة بالقرب من مسارات المركبات المحتملة، حيث يهبطون بها ويطفئون محركاتها، ما يحافظ على عمر البطارية. وصرح ضابط أوكراني لصحيفة محلية، في نوفمبر 2024، بأنه مع اقتراب المركبات الأوكرانية، يتم تشغيل المحركات، وتشغيل المركبة. وتُستخدم هذه الطائرات بشكل متكرر لاستهداف المركبات المتحركة على الطريق، على غرار الطائرات المسيرة التقليدية والذخائر المتسكعة. ويستغل هذا التكتيك حركة المركبات بدلاً من محاولة تحديد موقعها في مخابئها، والتي غالباً ما تكون مموهة ومحمية جيداً. وكمحاولة للتصدي للطائرات المسيرة، كشف موقع "Breaking Defense" أن ممثلين عسكريين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اجتمعوا في مارس الماضي، لإطلاق المشروع المشترك Vanaheim، وهو جهد تعاوني تم البدء فيه "لتشكيل مستقبل" القدرات المضادة الطائرات المسيرة. من يصنع طائرات الألياف الضوئية؟ قال الصحافي البريطاني هامبلينج إنه في حين تُصنع بعض طائرات الألياف الضوئية المسيرة في الصين، فإن الغالبية العظمى منها تُجمع في روسيا وأوكرانيا، وفي كثير من الحالات، يتم تحديث التصاميم الحالية لتتلاءم مع اتصالات الألياف الضوئية. وتأتي المكونات، وكابلات الألياف الضوئية عموماً، في الأغلب، من الصين، ويسعى العديد من المصنعين الآن إلى الحصول على مكونات من دول أخرى لتقليل الاعتماد على الصينيين تحديداً. وأشار فوكس إلى أنه حتى الآن، تُنتج أو تُطور العديد من الشركات والدول أنظمة طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية، بينها الصين، التي تنتج شركات مرتبطة بالدولة، مثل شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية (CASC)، وغيرها من الموردين العسكريين، تلك الطائرات المسيرة بكميات كبيرة لاستخدامها بواسطة الجيش الصيني، خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، وفي سيناريوهات الصراعات الحضرية. وتشير بعض التقارير إلى أن الحوثيين في اليمن استخدموا طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية، مدعومة من الصين أو إيران، لأغراض الحرب الإلكترونية والمراقبة. وأوضح فوكس أن من بين الدول المنتجة والمستعملة لتلك الطائرات المسيرة هي إيران لأغراض الأمن الداخلي والحرب غير المتكافئة، ودعم الوكلاء في المنطقة. كما تنتج وتستخدم الولايات المتحدة وحلف "الناتو"، أنظمة طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية مثل Hoverfly وSkywire، بشكل أساسي لأغراض الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة وأمن القواعد. وتنتج شركات مثل Elistair الفرنسية، وCyPhy Works الأميركية أنظمة للتطبيقات العسكرية والأمنية.

روكيتسان تعرض نظام صواريخ خان في معرض IDEF 2025
روكيتسان تعرض نظام صواريخ خان في معرض IDEF 2025

الدفاع العربي

timeمنذ 4 أيام

  • الدفاع العربي

روكيتسان تعرض نظام صواريخ خان في معرض IDEF 2025

روكيتسان تعرض نظام صواريخ خان في معرض IDEF 2025 تم عرض نظام الصواريخ الباليستية التركي 'خان'، المقرر تصديره إلى إندونيسيا، في معرض الدفاع الدولي 'IDEF 2025' في إسطنبول. ويسلط هذا الظهور الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه تركيا في سوق الدفاع العالمية وعلاقاتها المتنامية مع جنوب شرق آسيا. تم توقيع اتفاقية لتوريد نظام KHAN إلى إندونيسيا في عام 2022. تم تصميم النظام، الذي طورته شركة روكيتسان، لتوفير قدرات الضربة الدقيقة . بعيدة المدى ويمكنه التعامل مع الأهداف على مسافات تصل إلى 280 كيلومترًا. نظام KHAN أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد KHAN هو نظام صواريخ باليستية تكتيكية تركي الصنع، تم تطويره بواسطة شركة Roketsan، ويعرف أيضًا باسم Bora في بعض المصادر. تم دمج نظام KHAN على منصة Tatra 8×8، مما يوفر قدرة تنقل محسنة ونشرًا سريعًا، مما يجعله أصلًا متعدد الاستخدامات للقوات المسلحة الحديثة. ووفقًا لشركة روكيتسان، فإن الصاروخ مزود بنظامي ملاحة بالقصور الذاتي (INS) متطورين، أحدهما يعمل بنظامي تحديد المواقع العالمي (GPS) . والآخر بنظامي غلوناس، لضمان الدقة في ظروف ساحة المعركة الصعبة. يبلغ قطر الصاروخ 610 ملم، ويزن 2500 كيلوغرام. وفي معرض IDEF 2025، سلّط مسؤولو شركة روكيتسان الضوء على نظام KHAN كعنصر أساسي في استراتيجية تركيا لصادرات الدفاع. وأشارت الشركة إلى أن استحواذ إندونيسيا على هذا النظام الصاروخي يعكس جهود البلاد لتعزيز قدراتها الرادعة في منطقة تشهد تحديات أمنية متزايدة. ومن المتوقع أن يبدأ تسليم نظام KHAN إلى إندونيسيا في وقت لاحق من هذا العام. المواصفات الفنية أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد المدى : يصل إلى حوالي 280 كم : يصل إلى حوالي الرأس الحربي : تقليدي بوزن يصل إلى 470 كغ : تقليدي بوزن يصل إلى الدقة : نظام توجيه يعتمد على GPS وINS، بدقة تصل إلى 10 أمتار : يعتمد على GPS وINS، بدقة تصل إلى الإطلاق: من منصات متنقلة متعددة الفوهات المهام والاستخدامات استهداف مواقع العدو الحيوية مثل مراكز القيادة، مستودعات الذخيرة ، ومراكز الاتصالات ، ومراكز الاتصالات دعم العمليات البرية عبر ضربات دقيقة بعيدة المدى يُستخدم ضمن منظومة الدفاع والهجوم التكتيكي للجيش التركي التطوير والتصدير أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد تم عرضه لأول مرة في معرض IDEF العسكري العسكري تركيا تسعى لتصديره إلى دول حليفة، وقد أبدت عدة دول اهتمامًا بشرائه أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد العنصر KHAN (تركيا) أسكارد (بريطانيا) النوع صاروخ باليستي تكتيكي نظام دفاع جوي متعدد المهام المدى حتى 280 كم غير محدد بدقة، لكن يُقال إنه يوفر تغطية واسعة متعددة الطبقات الدقة عالية (≤10 متر) باستخدام GPS وINS يعتمد على رادارات متقدمة وتوجيه شبكي الرأس الحربي تقليدي – 470 كغ غير معلن، لكن يُتوقع أن يدعم صواريخ اعتراضية متعددة الوظيفة الأساسية ضرب أهداف استراتيجية بعيدة المدى اعتراض الطائرات، الصواريخ، والطائرات المسيّرة المنصة إطلاق من مركبات متنقلة متعددة الفوهات مركبات مدرعة مزودة بوحدات إطلاق مائلة أو رأسية التكامل ضمن منظومة الجيش التركي التكتيكية جزء من شبكة الدفاع الجوي البريطاني المتكاملة (مع Sky Sabre) التصدير متاح – عدة دول أبدت اهتمامًا لا يزال في مرحلة التجارب الميدانية أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد التحليل السريع KHAN يركز على الهجوم التكتيكي بعيد المدى بدقة عالية، ويستخدم لضرب أهداف استراتيجية. أسكارد مصمم للدفاع متعدد الطبقات، ويتوقع أن يكون جزءًا من منظومة بريطانية متكاملة تشمل Sky Sabre وStormer. أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store