
ما المطلوب من مصر بالتحديد؟
حسنًا... كل ما بيد مصر تفعله وزيادة، فى إطار تفهمها الكامل للوضع البائس المعقد الذى يكاد ينتظم منطقة الشرق الأوسط بأسرها، هذا التفهم يملى على مصر ألا تعلن حربًا، وألا تترك غضبها يغلبها فيجرها إلى هذه الحرب؛ ليس لأنها لا تقدر على تبعات الحرب عسكريًا، فهى قادرة بحول الله وقوته، ولكن لأن أخطر شىء يمكن أن يحدث الآن أن تكون مصر طرفًا مباشرًا فى المعركة؛ هذا معناه أن مصر خرجت عن طبيعتها السلمية الدفاعية، وأن القضية الفلسطينية نفسها خسرت ولم تكسب، خسرت خسارتها الفادحة حقًا، لأن البلد الكبير الذى كان يحاول تخليصها من المعتدى المجنون، بجدية وإخلاص، وقع معها فى عراكه؛ ما يضاعف من الاعتداء ومن الجنون، ولا يكبحهما كوهم الواهمين، إلى حد لا يعلم إلا الله مداه!
مصر أعقل من هذا بكثير، ومصر، وإن كانت قادرة على الحرب عسكريًا، كما ألمحت آنفًا، إلا أنها تحاول تجنب انهيار اقتصادى شامل، يمكنه أن يؤخرها سنوات وسنوات، فى وقت تحاول فيه إحراز تقدم بإيجاد حلول لمشكلاتها الاقتصادية المتفاقمة نتيجة لتراكمات قديمة، ولأخطاء شتى وقعت فيها الحكومات واحدة تلو الأخرى..
من يعلقون ما يجرى للفلسطينيين فى رقبة مصر وحدها مغرضون وسفلة، يريدون توريط بلدنا فى كوارث رهيبة، وهم وحدهم المستفيدون من سقوطها فى براثن الضوارى، لقد تركوا إسرائيل نفسها، وهى بيت الداء، وتركوا أمريكا داعمها الإمبراطورى، ووقفوا محتجين أمام السفارات المصرية فى العالم شرقًا وغربًا بدعوى أننا سبب معاناة الإنسانية فى غزة، لا أخص هنا الإسلاميين التنظيميين فقط، وإن كانوا مخلب الاستعمار، لكننى أشير أيضًا إلى غرباء متآمرين يحركون عرائس الماريونيت ذوات اللحى من وراء الكواليس!
هؤلاء كلهم، وآخرون بالتأكيد ممن لا يحبون لنا الخير، ينتظرون أى حادثة عابرة وأى خبر لا أهمية له، متربصين بنا تربصًا لا شك فيه، لينسجوا قصصًا خرافية قاصمة من لا شىء تقريبًا، والمهم أن يعلو صخب الفتن والقلاقل، وأن يصفو لهم الجو فيحققون وثبتهم التى يحلمون بها على وطننا الغالى الآمن «لا قدر الله».
أنا أحب بلدى محبة حقيقية، كمعظم المصريين المنتمين، فلا أزج بنفسى فيما لا أستطيع اكتناهه، ولا فى تفسير وقائع قد يقصر إدراكى عن تفسيرها مهما كان، ولقد يقال بوضوح: لماذا لا تفعل مصر كذا؟ ولماذا لا تفعل كذا؟ مما يراه معارضون، نحسبهم نبلاء بالفعل ولا نطعن فى صفو نواياهم، أفعالًا يمكنها أن تغير الأوضاع إلى حيث مراد الشعوب الثائرة التى تود رى غليلها، ولكن هؤلاء المعارضين، يقينًا، ليسوا فى القلب من الأحداث اللاهبة، وليسوا بخبراء سياسيين وإن ذكت عقولهم وحسنت آراؤهم..
كل ما أعلمه أن السياسة بمثابة نبات كثيف الالتفاف على بعضه، أصعب من غابة عملاقة، وإننى أثق فى مصر، وأقدر جهودها الحثيثة المتواصلة، وأخاف عليها كخوفى على نفسى وبيتى وأهلى وصحبى ومدينتى وأكبر وأكثر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 14 دقائق
- صدى البلد
حقيقة ارتباط الحروف الأولى من الإسماء بالرزق.. أمين الإفتاء يوضح
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاعتقاد بأن الحروف الأولى من أسماء الأشخاص قد تحدد نصيبهم من المال أو تسبب لهم ضيقًا ماديًا، لا أصل له في الإسلام ولا يقبله عقل سليم. وأوضح عثمان خلال تصريحات تلفزيونية ، أن المزاعم التي تقول إن من يبدأ اسمه بحرف معين سينال وفرة في الرزق، أو أن آخرين سيواجهون أزمات مالية، هي أوهام لا علاقة لها بالشريعة، مشددًا على أن الإسلام يدعو للسعي وبذل الجهد مع التوكل على الله. واستشهد بقول النبي ﷺ: "اعقلها وتوكل"، وبحديثه: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا"، موضحًا أن الطيور تخرج طلبًا للرزق ولا تبقى في أوكارها تنتظر. وأشار إلى أن هذه الأفكار تعد من مظاهر التواكل المرفوض، وتلهي الناس عن العمل والأخذ بالأسباب، بل تمثل نوعًا من العبث بعقولهم، داعيًا الجميع إلى الابتعاد عن هذه الخرافات وعدم تداولها، والتمسك بتعاليم الدين القائمة على الجد والاجتهاد. دعاء الصباح للرزق "اللهمّ يا منْ توزعتِ الأرزاق بكرمِه، وتنفس الصُبح بأمره، بلِغنا أسمى مراتب الدُنيا وأعلى منازل الآخِرة. اللهم ارزقنا إجابة الدعاء، وصلاح الأبناء، وبركة العطاء". "اللهم في هذا الصباح سخّر لنا من حظوظ الدنيا ما تعلم أنه خيرٌ لنا، اللهم قلوبنا بين يديك فـارزقها الثبات والراحة. اللهم اجعل لنا من أمرنا فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وارزقنا من حيث لا نحتسب رزقا حلالا واسعا. رب اشرح صدورنا، ويسر أمورنا، واحلل عقدة من ألسنتنا، يفقهوا قولنا. اللهم فوضتك أمري كله، فجمّله خيرا بما شئت، واجعلني يا رب ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته". "اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي، وسهّل علي ما استثقَلته نفسي". اللهم إني توكلت عليك فأعنّي، ووفقني، واجبر خاطري، جبرا أنت وليّه. يا رب، أدعوك بعزتك وجلالك، أن لا تصعّب لي حاجة، ولا تعظم علي أمرا، ولا تحنِ لي قامة، ولا تفضح لي سرا، ولا تكسر لي ظهرا". "اللهم اجعل دعواتنا لا ترد، وهب لنا رزقا لا يعد، وافتح لنا بابا للجنة لا يسد".

السوسنة
منذ 14 دقائق
- السوسنة
تهنئة تخرج .. قطرالندى قواقنة
السوسنة - بكل فخر واعتزاز، نبارك لـ قطرالندى أحمد شاكر قواقنة تخرجها من جامعة اليرموك – كلية التربية، تخصص معلم صف. لقد توّجتِ سنوات الجد والاجتهاد بلحظة تستحق أن تُخلّد، فهنيئًا لكِ هذا الإنجاز الذي يعكس شغفكِ بالعلم، وإصراركِ على صناعة مستقبل واعد في ميدان التربية والتعليم. نسأل الله أن يجعل هذا التخرج بداية لمسيرة مهنية مكللة بالعطاء والنجاح، وأن تكوني منارات نور في حياة طلابك، تزرعين فيهم حب المعرفة وقيم الإنسانية. مبارك لكِ ولعائلتكِ هذا الفخر، ومنها لأعلى بإذن الله


المرصد
منذ 16 دقائق
- المرصد
بالفيديو: محارب السرطان " بن جروان"يكشف عن آخر تطورات المرض وحجم انتشاره داخل جسمه وخطة العلاج في الصين عن طريق "الخلايا التائية"
بالفيديو: محارب السرطان " بن جروان"يكشف عن آخر تطورات المرض وحجم انتشاره داخل جسمه وخطة العلاج في الصين عن طريق "الخلايا التائية" صحيفة المرصد: كشف محارب السرطان الدكتور حمد بن جروان عن آخر تطورات حالته الصحية وحجم انتشار المرض في جسمه، معلنًا عن بدء رحلة علاجية جديدة في الصين باستخدام تقنية الخلايا التائية. نتيجة الفحوصات وأوضح في تغريدة عبر منصة "إكس" أن نتائج الفحوصات التي ظهرت أمس أظهرت وجود أورام في الدماغ، والعصب المركزي (النخاع)، والصدر، إضافة إلى ساركوما في الظهر، مشيرًا إلى أنه سبق أن تلقى العلاج في أمريكا وألمانيا وتايلاند والسعودية، والآن يتجه إلى الصين، مؤكدًا أن الشفاء بيد الله، وأن ما يقوم به هو من باب الأخذ بالأسباب. الرابط المشترك وأضاف أن الرابط المشترك بين جميع الدول التي تلقى فيها العلاج، رغم اختلاف طرقه، هو العامل النفسي، مبينًا أن تقبّل المريض لواقعه وإيمانه بأن الأمور كلها بيد الله ينعكس إيجابًا على مسار العلاج. وختم حديثه قائلًا: "من يسأل عن أفضل مكان للعلاج؟ أقول إن الأفضل هو نفسيتك، أما المستشفيات فتختلف بحسب الطبيب والإجراءات"، داعيًا الجميع إلى تذكر المرضى في دعواتهم. سر صموده منذ 16 عامًا مع المرض من جهة أخرى كشف في مقطع فيديو نشره في حسابه على منصة إكس: سر تمكنه من التعايش مع المرض طوال 16 سنة، طول المعاناة والتعود عليها يجعل الإنسان أكثر قدرة على التعامل مع مختلف الظروف، مثلما يتعايش مرضى السكري أو الفشل الكلوي مع حالتهم الصحية، لافتًا إلى أنه لا يهوّن من خطورة السرطان، لكن التكيف يمنح المريض راحة نفسية، مستشهدًا بقوله تعالى: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".