
هل فلسطين دولة؟ وماذا لو قالت الدول إنها كذلك؟
ومع إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بفلسطين كدولة في سبتمبر/أيلول المقبل، وتلويح بريطانيا وكندا بخطوات مماثلة، تعود القضية الفلسطينية إلى واجهة النقاش العالمي.
وفي تقرير تحليلي نشرته وكالة بلومبيرغ، تناولت الصحفية ليزا باير مفهوم "الدولة" وأبعادها في القانون الدولي ، وموقع فلسطين ككيان من هذا التصنيف.
وجاء التقرير في شكل أسئلة وأجوبة، استعرضت فيه باير -التي تعمل في بلومبيرغ- السياق التاريخي والميداني الراهن، وما يحمله من تعقيدات تحول دون تحقيق تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة.
وعلى الرغم من أن نحو 150 دولة حول العالم تعترف رسميا بدولة فلسطين، وتمتلك السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما محدودا في الضفة الغربية ، بعثات دبلوماسية في العديد من تلك الدول، فإن الكيان الفلسطيني لا يمتلك بعد مقومات الدولة الكاملة وفقا لمعايير القانون الدولي، إذ لا تزال سلطاته منقوصة، وحدوده غير محددة، وقدرته على عقد الاتفاقيات الدولية مقيدة.
وفقا لاتفاقية مونتفيديو لعام 1933، التي حدّدت المفهوم التقليدي للدولة في القانون الدولي، يجب أن تتوفر للدولة المعنية 4 شروط، هي أن يكون لديها سكان دائمون، وحكومة، وحدود إقليمية محددة، وقدرة على إبرام اتفاقيات.
ومع أن الضفة الغربية وقطاع غزة تستوفيان الشرط الأول وهو وجود سكان دائمين، لكنهما تفتقدان إلى الشروط الثلاثة الأخرى بدرجات متفاوتة، وفقا لتقرير بلومبيرغ.
تاريخيا، كانت اتفاقيات أوسلو للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي أُبرمت في تسعينيات القرن الماضي، قد أرست إطارا لقيام كيان فلسطيني يتمتع بحكم ذاتي محدود، تمهيدا لحل نهائي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبموجب تلك الاتفاقيات أُنشئت السلطة الفلسطينية، إلا أنها لم تحكم سوى أجزاء من الضفة الغربية، بينما بقيت مناطق أخرى تحت السيطرة الإسرائيلية. غير أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد الاستيطان ، والانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حال دون ترجمة هذا الإطار إلى واقع ملموس.
وتقول باير إن الفلسطينيين يريدون أن يتحكموا هم أنفسهم بمصيرهم، لكن تحقيق ذلك يتطلب أكثر من مجرد إعلانات، فهو يعني أن على إسرائيل التخلي عن سيطرتها على جزء كبير من الضفة الغربية وقطاع غزة. ومع ذلك، فقد سارت إسرائيل في الاتجاه المعاكس.
ويرصد التقرير تعقيدات الوضع الميداني الراهن، لا سيما بعد اجتياح إسرائيل لقطاع غزة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعه من دعوات إسرائيلية لإعادة الاستيطان فيه، إلى جانب قرار الكنيست (البرلمان) غير الملزم بضمّ مستوطنات الضفة الغربية، مما يعكس توجّها نحو تعميق الاحتلال بدلا من الانسحاب.
تُضفي هذه الاعترافات شرعية سياسية ودبلوماسية، إلا أنها تبقى رمزية إلى حد كبير، في ظل عجز الفلسطينيين عن بسط سيادتهم الكاملة على الأرض، واستمرار الانقسام الداخلي بين السلطة في رام الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
ومع أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوّتت في عام 2012 لصالح منح فلسطين صفة "مراقب غير عضو"، فإن الحصول على العضوية الكاملة، يتطلب موافقة 9 على الأقل من أصل 15 دولة في مجلس الأمن، ويحق لأي من الأعضاء الدائمين (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) استخدام حق النقض (الفيتو). وحتى الآن، تعارض الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار اتفاق سلام مع إسرائيل.
يدعم العديد من الإسرائيليين فكرة توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل على الأقل جزءا من الضفة الغربية، حيث استمر بناء المستوطنات الإسرائيلية.
لكن إذا سيطرت إسرائيل في النهاية بشكل كامل على المزيد من الفلسطينيين في الضفة الغربية، فسيتعين عليها الاختيار بين منحهم الجنسية، وبالتالي إضعاف الأغلبية اليهودية في البلاد، أو إبقائهم عديمي الجنسية، مما يعزز الاتهامات بالفصل العنصري.
وتخلص باير في تقريرها إلى أن الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، قد ابتعد بدوره عن دعم حل الدولتين ، إذ أظهرت الاستطلاعات تراجع التأييد لهذا الخيار لدى كلا الطرفين، مقابل تزايد دعم بدائل أخرى.
ففي استطلاع مشترك أجري في ديسمبر/كانون الأول 2022، قال 37% من اليهود الإسرائيليين إنهم يودون رؤية حل يتضمن دولة واحدة غير ديمقراطية لا يتمتع فيها الفلسطينيون بحقوق متساوية، بينما أكد 30% من الفلسطينيين إنهم يريدون دولة واحدة يهيمن عليها الفلسطينيون.
وأيدت أقليات أصغر من كلا الجانبين دولة ثنائية القومية تتمتع فيها جميع الأطراف بحقوق متساوية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 24 دقائق
- الجزيرة
دول عربية وإسلامية ترفض احتلال إسرائيل لغزة
أدانت دول عربية وإسلامية، اليوم السبت، خطة إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة ، واعتبرته تصعيدا خطيرا ومرفوضا وانتهاكا للقانون الدولي. وأكدت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في غزة، في بيان مشترك، إدانتها الشديدة ورفضها القاطع إعلان إسرائيل نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة. واعتبرت اللجنة أن هذا الإعلان يشكل تصعيدا خطيرا ومرفوضا، وانتهاكا للقانون الدولي، ومحاولة لتكريس الاحتلال غير الشرعي وفرض أمر واقع بالقوة يتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وشدد البيان، على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين والبنية التحتية في القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية. وطالب البيان إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالسماح العاجل وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل الاحتياجات الكافية من الغذاء والدواء والوقود، وضمان حرية عمل وكالات الإغاثة والمنظمات الدولية الإنسانية وفقا للقانون الإنساني الدولي ومعايير العمل الإنساني الدولية المعمول بها. وأمس الجمعة، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة لاحتلال مدينة غزة ، ليصعّد بذلك العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني المدمر، وتهجير سكان مدينة غزة من الشمال إلى الجنوب. وأثارت هذه الخطوة تجددا للانتقادات في الداخل والخارج، مع تزايد المخاوف بشأن الحرب المستمرة منذ قرابة عامين. وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، تليها المرحلة الثانية، وتشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دُمرت أجزاء واسعة منها. ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة القطاع الفلسطيني المنكوب باتت بالفعل اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية.


الجزيرة
منذ 24 دقائق
- الجزيرة
الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل ستقضي على أمن المنطقة والعالم إذا احتلت غزة
حذر المتحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن إسرائيل ستقضي على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم إذا نفذت قرارها باحتلال قطاع غزة بالكامل. وقال أبو ردينة في بيان -اليوم السبت- إن "السياسات الإسرائيلية المتمثلة في إعادة احتلال غزة ومحاولات ضم الضفة الغربية وتهويد القدس ، ستغلق كل أبواب تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم". وأكد أن "الرفض الإسرائيلي للانتقادات الدولية والتحذيرات التي أطلقتها دول العالم بشأن توسيع الحرب على الشعب الفلسطيني، يشكلان تحديا واستفزازا غير مسبوقَين للإرادة الدولية، الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي". وشدد على أن "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين تماما كالقدس والضفة الغربية، ودونه لن تكون هناك دولة فلسطينية، ولن تكون هناك دولة في غزة". وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي، بإلزام الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه على قطاع غزة وإدخال المساعدات، والعمل بشكل جدي على تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها كاملة في القطاع. كما دعا الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤولياتها في عدم السماح لإسرائيل بالاستمرار في توسيع حرب الإبادة، ووقف إرهاب المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية. وأقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي (الكابينت) فجر أمس الجمعة خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، تبدأ باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية. ومنذ بدء الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استشهد أكثر من 61 ألف فلسطيني في غزة، ومالا يقل 1013 في الضفة الغربية، إضافة إلى عشرات آلاف المصابين وآلاف المعتقلين.


الجزيرة
منذ 25 دقائق
- الجزيرة
ماذا قال الذين صوروا غزة المنكوبة من داخل طائرات المساعدات؟
نقلت مجلة "سي جي آر" الصحفية الأميركية رسائل صحفيين أجانب قاموا بتصوير قطاع غزة المنكوب من داخل الطائرات التي تلقي مساعدات جوية على السكان المجوّعين، متجاوزين الحظر الإسرائيلي تصوير مشاهد الدمار خلال رحلات الإنزال الجوي. وهددت إسرائيل بوقف عمليات إسقاط المساعدات من الجو في حال نُشرت فيديوهات أو صور توثق حجم الكارثة في القطاع. بدون صور.. لا توجد ذاكرة ونقلت المجلة التابعة لكلية الصحافة في جامعة كولومبيا عن المصور المستقل دييغو إبارا سانشيز، الذي يعمل لحساب صحيفة نيويورك تايمز، ظروف التقاطه للصور التي كانت من بين عدد قليل من الصور التي التقطت من ارتفاع 15 ألف قدم وكشفت عن آثار عامين من القصف، ولقيت انتشارا واسعا خلال الأسبوع الفائت. حيث لم يكن أمام إبارا سوى دقيقة واحدة تقريبا لالتقاط صور للمناظر المحاصرة أسفل منه، أثناء وجوده على متن طائرة عسكرية أردنية كانت تلقي مساعدات جوية على غزة نهاية الشهر الماضي. ويقول إبارا، وهو مصور إسباني، وأظهرت صوره تحول أحياء بأكملها إلى أنقاض، "أحاول تصوير عواقب الحرب.. بدون صور، لا توجد ذاكرة". وتقول إيما مورفي، المحررة الدولية لقناة "آي تي في نيوز" البريطانية، والتي سافرت على متن إحدى طائرات الإغاثة، 'كان المشهد جحيما، بدا الأمر وكأنه من عالم آخر.. ومع ذلك، لم يكن من عالم آخر، فقد كان على بعد رحلة قصيرة جدا من الأمان". تجاوزنا الحظر الإسرائيلي دعما لزملائنا في غزة وكانت مورفي قد سجلت لقطات لواقع القطاع الكارثي باستخدام هاتفها الآيفون، وعلقت على عدم التزامها بحظر إسرائيل نشر الصور بالقول "شعرنا أن طلب الإسرائيليين بعدم تصوير الأضرار في الأسفل كان طلبا مريبا للغاية، وشعرنا أن هناك التزاما مطلقا علينا بإظهار ما تبدو عليه غزة". وأضافت مورفي "أظن أن إسرائيل لا تريد أن ترى وسائل الإعلام العالمية ما يحدث هناك لأنها تعلم أن ذلك سيثير تساؤلات جدية للغاية"، وزادت: "لقد صورنا ذلك من أعلى، وأعتقد أن هذا مهم لدعم زملائنا في غزة والعمل الذي يقومون به". ونقلت المجلة الأميركية عن أحد الصحفيين المشاركين بتوثيق المساعدات الجوية قوله إن الإسرائيليين يهتمون بالتركيز فقط على الطبيعة الإنسانية للمساعدات، وليس على المكان الذي يتم إسقاط المساعدات فيه. كارثة علاقات عامة لإسرائيل وقال جيريمي بوين، محرر الشؤون الدولية في " بي بي سي" في تقريره من طائرة المساعدات، إنه تمكن من النظر من النوافذ ولكن لم يتمكن من التصوير. ووصف المشاهد: "أستطيع أن أقول لكم إن المجتمعات في شمال غزة أصبحت أرضا مستوية، لم يتبق منها شيء"، وفي تصريح خاص للمجلة الأميركية، قال بوين "أعتقد أن الأمر كان كارثة علاقات عامة بالنسبة للإسرائيليين". ولم يرد المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي على أسئلة الصحفيين حول هذه القيود الواضحة على وسائل الإعلام. تاريخيا.. الصور أكثر تأثيرا وتقول ماري أنجيلا بوك، الأستاذة في جامعة تكساس، والباحثة في مجال التصوير الصحفي، إن هناك تاريخا طويلا من الصور التي تخترق الوعي العام، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالصراعات والكوارث الدولية، مضيفة: "نميل إلى استيعاب المعلومات المرئية بسرعة أكبر، ونستجيب للصور بشكل أكثر عاطفية". واستشهدت بوك بالصورة الشهيرة لـ"فتاة النابالم" من حرب فيتنام، وصورة إيلان الكردي، الطفل السوري ذي الثلاثة أعوام، والذي دفع البحر جثمانه إلى شاطئ بتركيا بعد أن توفي أثناء محاولته الهجرة إلى اليونان عام 2015. ووفقا لكارين كابلان، الأستاذة الفخرية في جامعة كاليفورنيا، يمكن أن يكون للصور الجوية لمناطق الحرب تأثير ملحوظ على الجمهور، مشيرة إلى أنه وخلال الحرب العالمية الثانية، ساهمت الصور الجوية للدمار الذي لحق بلندن جراء الحملة الجوية الألمانية، في زيادة استعداد الأميركيين للانخراط في الصراع، على حد قولها. وفي وقت لاحق -تتابع كابلان- ساعدت الصور التي تظهر تأثير القنابل الذرية في اليابان على إثارة الحركة المناهضة للأسلحة النووية. وتقول كابلان إن الصور الأخيرة لغزة تذكرها بالصور من الحرب العالمية الأولى التي تظهر الأرض المدمرة في أوروبا. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وطوال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يُسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول المنطقة لتوثيق الأحداث وآثار الحرب، في حين سُمح لعدد محدود من الصحفيين بالانضمام إلى وحدات عسكرية إسرائيلية، مع قيود صارمة على ما يمكنهم رؤيته وعرضه. وحتى اليوم، استشهد 232 صحفيا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، مما يجعلها أكثر الحروب دموية في تاريخ الصحافة.